المجموع : 106
تنوّعت الأحوال فاعترف العبد
تنوّعت الأحوال فاعترف العبد / وكان له القربُ المعين والبعدُ
ألم تر أنَّ الله قد وعد الذي / أتاه به صدقاً وقد صدق الوعد
فمن كان ذا عهدٍ وفياً بعهده / يوفي له بالشرعِ ما قرّر العهد
فسلم إليه الأمر في كلِّ حالة / فللَّه هذا الأمر من قبلُ من بعدُ
أنا المؤمن السّجاد أبغي بسجدتي / شهودَ إله قيلَ فيه هو الفرد
وما هو إلا الواحد الأحدُ الذي / يقرّبه عقدٌ ويجحده عقدُ
فمن شاء فليرحل ومن شاء فليقم / فقد عُرفَ المعنى وقد حُقق القصد
الحق في شاهد يبدو ومشهود
الحق في شاهد يبدو ومشهود / والخلقُ ما بين مفقود وموجود
إن قلت هذا هو المخلوق قيل أنا / الحق باطنه من غير تقييد
أو قلت هذا هو الحق الذي شهدت / له دلالته في عين توحيد
يقال لي بل هو الحق الذي عرفوا / وجودُه أنه من حضرة الجود
قد أقسم الله لي في سورة البلد
قد أقسم الله لي في سورة البلد / بأنه خَلَقَ الإنسانَ في كَبَدِ
وما أراد بهذا الخلقَ من أحد / من نشأتي سوى روحي مع الجسدِ
وإنها حضرةُ الأسماءِ حضرته / تسعٌ وتسعون لم تنقصْ ولم تزد
وإنها درجاتٌ في الجنان على / أعدادها نزلت بحكمها وقد
وما لنا سند في ذاك أسردُه / للسامعين وإن الأمر في سند
إني تعوذت بي مني فإن لنا
إني تعوذت بي مني فإن لنا / النورَ بالروحِ والإظلامَ بالجسدِ
ولا أزال كذا ما دام مسكننا / فلو ترحلت عن أهلٍ وعن بلد
وجدتُ فيه ضياءً لا ظلامَ به / يغني عن الأهل والأموالِ والولدِ
لكنَّ له الظلُّ ذاكَ الظلُّ راحتنا / في صورةِ الجسمِ لا في صورةِ الجسد
منزه العينِ من تأثير ما ظهرتْ / به الطبيعةُ في الأركانِ من مَدَد
لي النقاء بها ما دمتُ أسكنُها / واللبثُ لا ينتهي فيها إلى أمَد
لو لم يكن فيه من خيرٍ ومن دَعةٍ / إلا تخلصنا من باعثِ الحَسَدِ
فالأوّلُ الحقُّ بالوجودِ
فالأوّلُ الحقُّ بالوجودِ / والآخر الحقُّ بالشهودِ
إليه عادتْ أمور كوني / فإنما الربُّ بالعبيدِ
فكلُّ ما أنت فيه حقٌّ / ولم تزل فيه في مزيد
فلا تنظر لما عندي
فلا تنظر لما عندي / فإن الأمرِ من عندك
ولا تطلبْ وفا عهدي / إذا ما خنت في عهدك
فوعدي صادقٌ مني / إذا صدقتَ في وعدك
وما أتيتَ إلا من / فسادٍ كان في عقدك
إذا أشهدت أنك في شهود
إذا أشهدت أنك في شهود / خليّ عن مقاومة الشهيدِ
وإنك ناظر فيه إليه / به من كونِه ربَّ العبيدِ
وإنك مبتغٍ طلباً مَزيداً / فقد شُرعَ السؤالُ من المزيد
رأيتُ العينَ ليس لها نظيرٌ / يقاوم من مُرادٍ أو مُريد
إذا ما الحق جلاه إلينا / تعيَّنَ في السيادةِ والمسُودِ
فما في الكونِ من يدري كلامي / سوى مَنْ عينه حبلُ الوريد
فيظهرُني فأظهره فيخفى / فأخفيه بآدابِ السجودِ
سجدتُ له سجودَ هوى بحقٍّ / فأكرم بالسلامِ وبالشهود
رفعتُ به فلم أر غير ذاتي / تصرف في القيام وفي القعود
ليشهد في جميع الأمر منه / وفيه فينطفي غيظاً حسودي
إن سرِّي هو قولي
إن سرِّي هو قولي / إنني عينُ وجودِه
وإذا أبصر عيني / أنني عينُ شُهودِهْ
وبذا يكونُ شُكري / إنْ شكرتُ من مزيده
أقربُ الأمر لكوني / من يكن حبلُ وريده
فأنا بين مُرادٍ / لحبيبي ومُريده
عدمٌ لستُ وجوداً / مع كوني من عبيده
بوجودي أثبت النا / ظر عندي عينَ جوده
يا طالبَ التحقيقِ انظر وجودك
يا طالبَ التحقيقِ انظر وجودك / ترى جميع الناس عبيدَ عبيدِك
قعدت في ساحل / البحر الأخضر
أرمتْ لي أمواجُه / الدرّ الأزهر
فقلتُ لا تفعل / يا قوتي الأصفر
وارم فيه تطلع إلى محيدك /
أرمات لي فالحين / مع در أكهبْ
فقلتُ أوفيني / عنبرك الأشهبْ
قالت نعم إنْ كان / تعمل لي مركب
من عودِك الفوّاحِ وخذ نزيدك /
زبر جدك أخضر / ومسك أذفر
ودرّياق الأكبر / الله أكبر
فأنا والمطلوب / وقال وعزر
لمن تروني قل إليك نريدك /
وأمشي على الساحل / وأطلب وأفتش
ياقوتي الأحمر / لعلَّ تنعش
فإنْ لقيتُ إنسان / أعمى أو أعمش
وقال لمن تطلبْ فل لسيدكْ /
يا طالبَ الصنعة / دبر حياتكْ
وانظر إلى الإكسير / على صفاتِك
تجدْه من ذاتك / يسري لذاتك
مُربع التركيبِ على وجودِك /
كبريتك الأمر / لقد معلوم
وهو على التحقيق / أجلّ معدوم
خفي ظهر للعين / مرموزٌ ومفهوم
فذابَ قد بانت / حوار وزيدك
وعمت أسراره / أركانَ جديدك
العبد إذا فرط / لا بدَّ يندمْ
ويعملُ الحيلة / ولا يفيد ثم
فقلتُ قال قبلك / من قد تقدّم
من أوّل العاشور / انظر فعيدك
الحيلة وقتَ الضيقِ / ما ليس يفيدك
ما في الوجود اختيار عند من شهدا
ما في الوجود اختيار عند من شهدا / وكيف ينكر ما في الكون قد وجدا
وقد أتاك به القرآن في سور / يدري بها عندما تتلى الذي حجدا
لذاك قيدته بذي الشهودِ فلا / تزد عليه ولا تشركْ به أحدا
فمن أجوز وما في العلم من أحد / سوى الإله الذي في خلقه شِهدا
الصورُ صورهمُ والخلقُ عينهمُ / نعم وصورتهم حقاً كما وردا
لأنه سمعنا بل كان نشأتنا / روحا ًوصورة جسم لا تقل جسدا
فما يخاطبه إلا حقيقته / مقصودةٌ عينه وهو الذي قصدا
ما ثم غير فتفنيه هويته / لذاك جاء بأنَّ الحقَّ ما ولدا
ولا تولد عن شيءٍ تقدّمه / فبالوجودِ القديمِ الحادثِ انفردا
دنا وتدلَّى عبدُ ربٍّ وربه
دنا وتدلَّى عبدُ ربٍّ وربه / فلما التقينا لم أجد غيرَ واحدِ
دواماً مع الدنيا على كل حالةٍ / وفي الساحة الأخرى بأعدلِ شاهد
دعوت به حتى إذا ما استجاب لي / رأيتُ الصدى يجري فكنت كفاقد
دووا بي عليه كي أرى غيرَ موجودي / لذاك أرى بين السُّهى والفراقدِ
دعاني إليه بالسجودِ فعندما / سجدتُ له خابت لديه مقاصدي
ولا لك يا هذا حجابك فلتقم / بعزةِ معبودٍ وذلةِ عابدِ
دُعيتُ فلما جئت أكرَمَ مجلسي / وقال لنا أهلاً بأكرم وارد
ومشيت لما قد جاءني من خطابه / وأطعمني ذوقاً لذيذَ المواعد
دوامُ شهودِ الذاتِ فيه لمن درى / إذا ما ابتلاه الله سمّ الأساود
دعِ الأمر يجري منه لا منك واتئد / تكن في عِداد المحصناتِ الفرائدِ
غزالٌ من الفردوس بات معانقي
غزالٌ من الفردوس بات معانقي / فقبلني وداً فتم مرادي
له زينةُ الأسماءِ أسماءِ خالقي / عليه من الأثوابِ ثوبُ حداد
من أجل الذي قد بات فيه مهيماً / ضَحوكاً للقياه صحيح وداد
تراه مع الأنفاس يتلو كتابه / بعبرة محزونٍ حليفِ سهاد
يقوم بأمرِ الله إذ قال قم به / بطاعةِ مهديٍّ وسنة هادي
الأمر أعظمُ أن يحظى به أحد
الأمر أعظمُ أن يحظى به أحد / فما له في وجودِ العلمِ مُستندُ
جاء الحديثُ فما تُدري حقيقته / ولا بعينها فكْرٌ ولا سَنَد
والكشفُ ليس له فيها مداخلةٌ / لأنه بوجودِ الصور ينفرد
أمر الإله كما قد جاء واحدة / والعبد من سرِّه بالحقِّ متحد
فما ترى جسداً إلا ويعقبه / إذا مضى عينه من حينه جسد
الوهم يصلح ما الألباب تفسده
الوهم يصلح ما الألباب تفسده / في الحق لكنها ما الوهم تعبدهُ
العقلُ يحكم والأوهام تحكمه / فيه فتضبطه ولا تحدِّدهُ
وكيف يحكم عقلٌ قاصراً حدثٌ / على مكوّنه والعجز مشهده
تنوّع الذات بالأفكار إن لها / مثل الهيولى ولكن لا تعدّده
يرمي الإله بها من كان عنه به / وليس يرمي به إلا ويُقصِده
العقلُ بالنظر الفكريّ يمسكه / والكشفُ يرسله ولا يقيده
لو كان للعقلِ حكمٌ في مكوّنه / لما أتى شرعه وقتاً يفنده
أمرت فلم أسمع دعوتُ فلم تجب
أمرت فلم أسمع دعوتُ فلم تجب / ألا ليت شعري من هو الربُّ والعبدُ
تسترت عني بي فقلت بأنني / ظهرت فلم تخفَ خفيت فلم أبدُ
طلبتكم مني فلم أر غيركم / فهل حكمُ القبلِ المحكم والبعدُ
قعدتُ بكم عنكم لكوني كونكم / فلما قعدنا قمتَ أنت بنا تعدو
إليكم عسى يبدو وجودي إليكمُ / فألفيته في اسم يقال له الفرد
فأسماؤك الحسنى يكثر كونها / وجودي ولولا ذاك لم يكن البعد
فمن يحصها حالاً يكون بجنة / ومن يحصها عدّا يكون له الحدّ
لي البعد منكم والتداني من اسمكم / فبعدي لكم قربٌ وقربي بكم بُعدُ
إذا أنت أعطيتَ النعيم وجدتني / شكوراً وإن لم تعطني فلك الحمد
مركبنا يبغيه برهانُ وجدكم / وأفراده بالذاتِ يطلبها الحدّ
فمن قام في الأفراد فالحدّ آجلٌ / ومن قام في التركيب برهانه النقد
فكم بين موضوع حماه محرَّم / وكم بين محمولٍ يساعده الجدّ
إذا غطني ملقى الحديثِ بباطني / ففي حلِّ تركيبي يكونُ له قصد
فيفصم عني وهو للذاتِ قاهرٌ / إذا بلغ المقصودُ من غطّيَ الجهد
أسايره حتى إذا ينقضي الذي / أتاني به ألوي على عقبي أعدو
يزملني من كان عندي حاضراً / لما هدَّ مني ما تضمنه العهدُ
ولستُ بما قد قلته بمشرِّع / لقومي ولكني ورثتُ فلم أعد
تروح عليّ الروح يوماً إذا يرى / قبولا بآداب وعن امره تغدو
بما أنا مأمور به انا آمر / وما لي مهما جاءني منهما بدّ
لعبت بشطرنجِ العقولِ مدبراً / ولي في الذي يبدو القبولُ أو الردّ
وبالنرد يلهو صاحبُ الشرعِ والحجى / وقد عرفَ المطلوبَ من لهوه النرد
وبينهما شطرنج نردٍ لمن يرى / ويقضي عليه ما يقابله العقد
تولى على الأسرار سلطانُ ودِّه / وأفلح سرٌّ كان سلطانه الودّ
له حرمات في شهور تعينت / فواحدهم فردٌ وباقيهمُ سرد
إذا أنت شاهدت الوجودَ وجودَه / بذلك ما يعطيه من قدحه الزند
ولكنه بالريح روحٌ بقائه / يقال له في عُرفنا النفخ والوقد
فيفعل فعل النورِ والنارِ وسمه / كما لهما الإطفاء والذم والحمد
فخصّ بفتح النون إذ عمّ نفعه / ورحمته والضم من شأنه السدّ
فتطمع فيه الكاعبات لنفعه / وترهب منه في أماكنها الأسد
من يعبدِ الله إنَّ الله قد عُبدا
من يعبدِ الله إنَّ الله قد عُبدا / ذاك الوحيد فلا تشركْ به أحدا
كما أتاك بآي الكهفِ آخرها / وقد أضاف إليه ذاك فاستندا
ذا الفعل كلف والأفعال أجمعها / لله ليس لكونِ فعله أبدا
وقد أضيف إليه وهو فاعله / لكي يميز من أقرَّ أو جحدا
إن الحقائقَ لم تتركْ لنا سَبَداً / بما أتينا به فيه ولا لَبدا
فكل فعل فإن الله خالقه / وقد جعلت له من دونه سندا
لكي يصيب فلا تحظى إضافته / إذا أضاف إليه فعل ما شهدا
ولا يحاسب إلا من عقيدته / هذا الذي قلته عَدلاً كما وردا
إلا الذي قالها في الله من أدبٍ / لا باعتقادٍ فيجزيه بما قصدا
وتلك مسألةٌ حار الأنام لها / وليس يعرفها إلا الذي شهدا
نعتُ المهيمنِ بالإطلاق تقييدُ
نعتُ المهيمنِ بالإطلاق تقييدُ / وكلُّ ما قيل فيه فهو تحديدُ
وإن سكتُ على عجزٍ أفوز به / فذلك العجزُ أيضاً في تقييد
فليس يخرجُ في ظني ومعرفتي / شيءٌ عن القيد لا شركٌ وتوحيد
تنزيهك الحق حدّ أنت تعلمه / إن التنزيه بنفي الحدّ محدود
إن قلت ليس كذا أثبته بكذا / وذا لباس نزيه فيه تجريد
سلبُ التحير عنه لا يشرفه / وكيف يشرُف بالتنزيه معبودُ
لو لم يكن في كذا لزال عنه كذا / وزال عنه به حمدٌ وتمجيد
أسماؤه تطلبُ الأكوانَ أجمعها / فنعتها بالغنى المعلومِ مفقودُ
لولا القبولُ الذي منا لما ظهرتْ / آثارها فلنا من ذلك الجود
إن الوجودَ الذي أثبته نسبٌ / فلا وجود فما في العين موجودُ
بذا المحال الذي ترمي به فطر / وكيفَ يقبله والكون مشهود
أثبت عينك عند النفي نافية / فمن نفيت وباب النفي مسدود
وكيف تنفي وجوداً أنت تثبته / عقلاً وحوض العقل مورود
تبارك ربٌّ لم يزل عالي الجدّ
تبارك ربٌّ لم يزل عالي الجدّ / نزيهاً عن الفصلِ المقومِ والحدّ
تعالى فلا كونٌ يقاوم كونه / يعبر عنه الكشفُ بالعَلَمِ الفرد
تميز في خلق جديد مميز / بأسمائه الحسنى وبالأخذ للعهد
فقلت له من أنت يا من جهلته / فقال المنادي ذو الثناء وذو المجد
كمثلِ الصدى كان الحديث فمن يقل / خلاف الذي قد قلته خاب في القصد
فمن يدر سرَّ الفرد لم يجهل الذي / يجيء به الفرد الوحيدُ من العدّ
وليس سواه والعيون كثيرةٌ / وتختلف الألقاب فيه مع الفقد
والله لا ناله مما أنا سبَدٌ
والله لا ناله مما أنا سبَدٌ / من المعارفِ والزُّلفى ولا لَبدُ
ولا تعين في شيءٍ يكون لنا / ولو يعيش الذي قد عاشه لبدُ
لله قومٌ لهم علمٌ ومعرفةٌ / وهم عليه إذا يدعوهمُ لبد
عميٌ وأبصارهم بالنور ناظرةٌ / لو يشهدون الذي شهدته شهدوا
لا يشهدون وإن قامتْ حقائقهم / بهم معاينة من ربهم شهدوا
إن العبيد الذين الحق عينهم / لنفسه واصطفاهم كلهم عبدوا
جلاله واستمروا في عبادته / ولو تجلى لهم في عينهم عبدوا
ولا تردّد فيه من تردّده / إلا رجال به من نفسهم عبدوا
لذاك أنزلهم في الخلقِ منزلةً / بها على كل حال في الورى عبدوا
لنا حبيبٌ نزيه الذاتِ في خلدي / وما تضمنه روحٌ ولا جسدُ
من أجله قام بي ما يشهدون به / المسك والندُّ والتخليقُ والجسد
وإنني لتجليه إذا نظرت / عين المحققِ في ذاتي له جسد
لما تعين مني ما اتصفتُ به / لذاك قام بمن يدري به الحسد
دنوا من الحضرةِ العلياء حين بدتْ / أعلام صدقهمُ منهم وما بعدوا
إن أسلدت حجب الأغيار ودونهمُ / أبقاهمُ ويرفعِ الستر قد بعدوا
لله قومِ غزاةٌ ما لهم عددٌ / وإن أسماءَه الحسنى هي العدد
مقدَّم العسكر الجرّارِ سيدهم / وهم كثيرون لا يحصى لهم عدد
إن ينصروا الله ينصرهم بهمته / ومن خواطرهم ياتيهم المدد
تاه الزمانُ فلم يظفر بحصرهم / وما حواهم فلم تقطعهم المدد
لما تعرّض لي من كنت أحسبه / معي ومستندي لم يبق لي سند
من كان أسماؤه الحسنى له سنداً / معنعناً في ترقيه علا السند
لولا قبولي ما رأيت وجودي
لولا قبولي ما رأيت وجودي / وبه مننت عليّ حال شهودي
إياي فانظر في معالم حكمتي / يدري بهل من كان أصل وجودي
وبها تميز من كتابي كونه / ولما قضى في علمه بمزيدِ
وهو الغنيُّ ولستُ أعرف ذاته / إلا به وتجلُّ عن تحديدي
لما علمنا جودَه بوجودِه / بالافتراق خرجتُ عن توحيدي
الله يعلم أنني ما كنته / أو كأنني إلا بخدِّ جدودي
جرَّدت عن أسمائه وصفاته / ووجودِه ووجوهه بحدودي
لولا اعترافي بالذي هو نشأتي / ما قلتُ بالتليثِ والتفريد