القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 106
تنوّعت الأحوال فاعترف العبد
تنوّعت الأحوال فاعترف العبد / وكان له القربُ المعين والبعدُ
ألم تر أنَّ الله قد وعد الذي / أتاه به صدقاً وقد صدق الوعد
فمن كان ذا عهدٍ وفياً بعهده / يوفي له بالشرعِ ما قرّر العهد
فسلم إليه الأمر في كلِّ حالة / فللَّه هذا الأمر من قبلُ من بعدُ
أنا المؤمن السّجاد أبغي بسجدتي / شهودَ إله قيلَ فيه هو الفرد
وما هو إلا الواحد الأحدُ الذي / يقرّبه عقدٌ ويجحده عقدُ
فمن شاء فليرحل ومن شاء فليقم / فقد عُرفَ المعنى وقد حُقق القصد
الحق في شاهد يبدو ومشهود
الحق في شاهد يبدو ومشهود / والخلقُ ما بين مفقود وموجود
إن قلت هذا هو المخلوق قيل أنا / الحق باطنه من غير تقييد
أو قلت هذا هو الحق الذي شهدت / له دلالته في عين توحيد
يقال لي بل هو الحق الذي عرفوا / وجودُه أنه من حضرة الجود
قد أقسم الله لي في سورة البلد
قد أقسم الله لي في سورة البلد / بأنه خَلَقَ الإنسانَ في كَبَدِ
وما أراد بهذا الخلقَ من أحد / من نشأتي سوى روحي مع الجسدِ
وإنها حضرةُ الأسماءِ حضرته / تسعٌ وتسعون لم تنقصْ ولم تزد
وإنها درجاتٌ في الجنان على / أعدادها نزلت بحكمها وقد
وما لنا سند في ذاك أسردُه / للسامعين وإن الأمر في سند
إني تعوذت بي مني فإن لنا
إني تعوذت بي مني فإن لنا / النورَ بالروحِ والإظلامَ بالجسدِ
ولا أزال كذا ما دام مسكننا / فلو ترحلت عن أهلٍ وعن بلد
وجدتُ فيه ضياءً لا ظلامَ به / يغني عن الأهل والأموالِ والولدِ
لكنَّ له الظلُّ ذاكَ الظلُّ راحتنا / في صورةِ الجسمِ لا في صورةِ الجسد
منزه العينِ من تأثير ما ظهرتْ / به الطبيعةُ في الأركانِ من مَدَد
لي النقاء بها ما دمتُ أسكنُها / واللبثُ لا ينتهي فيها إلى أمَد
لو لم يكن فيه من خيرٍ ومن دَعةٍ / إلا تخلصنا من باعثِ الحَسَدِ
فالأوّلُ الحقُّ بالوجودِ
فالأوّلُ الحقُّ بالوجودِ / والآخر الحقُّ بالشهودِ
إليه عادتْ أمور كوني / فإنما الربُّ بالعبيدِ
فكلُّ ما أنت فيه حقٌّ / ولم تزل فيه في مزيد
فلا تنظر لما عندي
فلا تنظر لما عندي / فإن الأمرِ من عندك
ولا تطلبْ وفا عهدي / إذا ما خنت في عهدك
فوعدي صادقٌ مني / إذا صدقتَ في وعدك
وما أتيتَ إلا من / فسادٍ كان في عقدك
إذا أشهدت أنك في شهود
إذا أشهدت أنك في شهود / خليّ عن مقاومة الشهيدِ
وإنك ناظر فيه إليه / به من كونِه ربَّ العبيدِ
وإنك مبتغٍ طلباً مَزيداً / فقد شُرعَ السؤالُ من المزيد
رأيتُ العينَ ليس لها نظيرٌ / يقاوم من مُرادٍ أو مُريد
إذا ما الحق جلاه إلينا / تعيَّنَ في السيادةِ والمسُودِ
فما في الكونِ من يدري كلامي / سوى مَنْ عينه حبلُ الوريد
فيظهرُني فأظهره فيخفى / فأخفيه بآدابِ السجودِ
سجدتُ له سجودَ هوى بحقٍّ / فأكرم بالسلامِ وبالشهود
رفعتُ به فلم أر غير ذاتي / تصرف في القيام وفي القعود
ليشهد في جميع الأمر منه / وفيه فينطفي غيظاً حسودي
إن سرِّي هو قولي
إن سرِّي هو قولي / إنني عينُ وجودِه
وإذا أبصر عيني / أنني عينُ شُهودِهْ
وبذا يكونُ شُكري / إنْ شكرتُ من مزيده
أقربُ الأمر لكوني / من يكن حبلُ وريده
فأنا بين مُرادٍ / لحبيبي ومُريده
عدمٌ لستُ وجوداً / مع كوني من عبيده
بوجودي أثبت النا / ظر عندي عينَ جوده
يا طالبَ التحقيقِ انظر وجودك
يا طالبَ التحقيقِ انظر وجودك / ترى جميع الناس عبيدَ عبيدِك
قعدت في ساحل / البحر الأخضر
أرمتْ لي أمواجُه / الدرّ الأزهر
فقلتُ لا تفعل / يا قوتي الأصفر
وارم فيه تطلع إلى محيدك /
أرمات لي فالحين / مع در أكهبْ
فقلتُ أوفيني / عنبرك الأشهبْ
قالت نعم إنْ كان / تعمل لي مركب
من عودِك الفوّاحِ وخذ نزيدك /
زبر جدك أخضر / ومسك أذفر
ودرّياق الأكبر / الله أكبر
فأنا والمطلوب / وقال وعزر
لمن تروني قل إليك نريدك /
وأمشي على الساحل / وأطلب وأفتش
ياقوتي الأحمر / لعلَّ تنعش
فإنْ لقيتُ إنسان / أعمى أو أعمش
وقال لمن تطلبْ فل لسيدكْ /
يا طالبَ الصنعة / دبر حياتكْ
وانظر إلى الإكسير / على صفاتِك
تجدْه من ذاتك / يسري لذاتك
مُربع التركيبِ على وجودِك /
كبريتك الأمر / لقد معلوم
وهو على التحقيق / أجلّ معدوم
خفي ظهر للعين / مرموزٌ ومفهوم
فذابَ قد بانت / حوار وزيدك
وعمت أسراره / أركانَ جديدك
العبد إذا فرط / لا بدَّ يندمْ
ويعملُ الحيلة / ولا يفيد ثم
فقلتُ قال قبلك / من قد تقدّم
من أوّل العاشور / انظر فعيدك
الحيلة وقتَ الضيقِ / ما ليس يفيدك
ما في الوجود اختيار عند من شهدا
ما في الوجود اختيار عند من شهدا / وكيف ينكر ما في الكون قد وجدا
وقد أتاك به القرآن في سور / يدري بها عندما تتلى الذي حجدا
لذاك قيدته بذي الشهودِ فلا / تزد عليه ولا تشركْ به أحدا
فمن أجوز وما في العلم من أحد / سوى الإله الذي في خلقه شِهدا
الصورُ صورهمُ والخلقُ عينهمُ / نعم وصورتهم حقاً كما وردا
لأنه سمعنا بل كان نشأتنا / روحا ًوصورة جسم لا تقل جسدا
فما يخاطبه إلا حقيقته / مقصودةٌ عينه وهو الذي قصدا
ما ثم غير فتفنيه هويته / لذاك جاء بأنَّ الحقَّ ما ولدا
ولا تولد عن شيءٍ تقدّمه / فبالوجودِ القديمِ الحادثِ انفردا
دنا وتدلَّى عبدُ ربٍّ وربه
دنا وتدلَّى عبدُ ربٍّ وربه / فلما التقينا لم أجد غيرَ واحدِ
دواماً مع الدنيا على كل حالةٍ / وفي الساحة الأخرى بأعدلِ شاهد
دعوت به حتى إذا ما استجاب لي / رأيتُ الصدى يجري فكنت كفاقد
دووا بي عليه كي أرى غيرَ موجودي / لذاك أرى بين السُّهى والفراقدِ
دعاني إليه بالسجودِ فعندما / سجدتُ له خابت لديه مقاصدي
ولا لك يا هذا حجابك فلتقم / بعزةِ معبودٍ وذلةِ عابدِ
دُعيتُ فلما جئت أكرَمَ مجلسي / وقال لنا أهلاً بأكرم وارد
ومشيت لما قد جاءني من خطابه / وأطعمني ذوقاً لذيذَ المواعد
دوامُ شهودِ الذاتِ فيه لمن درى / إذا ما ابتلاه الله سمّ الأساود
دعِ الأمر يجري منه لا منك واتئد / تكن في عِداد المحصناتِ الفرائدِ
غزالٌ من الفردوس بات معانقي
غزالٌ من الفردوس بات معانقي / فقبلني وداً فتم مرادي
له زينةُ الأسماءِ أسماءِ خالقي / عليه من الأثوابِ ثوبُ حداد
من أجل الذي قد بات فيه مهيماً / ضَحوكاً للقياه صحيح وداد
تراه مع الأنفاس يتلو كتابه / بعبرة محزونٍ حليفِ سهاد
يقوم بأمرِ الله إذ قال قم به / بطاعةِ مهديٍّ وسنة هادي
الأمر أعظمُ أن يحظى به أحد
الأمر أعظمُ أن يحظى به أحد / فما له في وجودِ العلمِ مُستندُ
جاء الحديثُ فما تُدري حقيقته / ولا بعينها فكْرٌ ولا سَنَد
والكشفُ ليس له فيها مداخلةٌ / لأنه بوجودِ الصور ينفرد
أمر الإله كما قد جاء واحدة / والعبد من سرِّه بالحقِّ متحد
فما ترى جسداً إلا ويعقبه / إذا مضى عينه من حينه جسد
الوهم يصلح ما الألباب تفسده
الوهم يصلح ما الألباب تفسده / في الحق لكنها ما الوهم تعبدهُ
العقلُ يحكم والأوهام تحكمه / فيه فتضبطه ولا تحدِّدهُ
وكيف يحكم عقلٌ قاصراً حدثٌ / على مكوّنه والعجز مشهده
تنوّع الذات بالأفكار إن لها / مثل الهيولى ولكن لا تعدّده
يرمي الإله بها من كان عنه به / وليس يرمي به إلا ويُقصِده
العقلُ بالنظر الفكريّ يمسكه / والكشفُ يرسله ولا يقيده
لو كان للعقلِ حكمٌ في مكوّنه / لما أتى شرعه وقتاً يفنده
أمرت فلم أسمع دعوتُ فلم تجب
أمرت فلم أسمع دعوتُ فلم تجب / ألا ليت شعري من هو الربُّ والعبدُ
تسترت عني بي فقلت بأنني / ظهرت فلم تخفَ خفيت فلم أبدُ
طلبتكم مني فلم أر غيركم / فهل حكمُ القبلِ المحكم والبعدُ
قعدتُ بكم عنكم لكوني كونكم / فلما قعدنا قمتَ أنت بنا تعدو
إليكم عسى يبدو وجودي إليكمُ / فألفيته في اسم يقال له الفرد
فأسماؤك الحسنى يكثر كونها / وجودي ولولا ذاك لم يكن البعد
فمن يحصها حالاً يكون بجنة / ومن يحصها عدّا يكون له الحدّ
لي البعد منكم والتداني من اسمكم / فبعدي لكم قربٌ وقربي بكم بُعدُ
إذا أنت أعطيتَ النعيم وجدتني / شكوراً وإن لم تعطني فلك الحمد
مركبنا يبغيه برهانُ وجدكم / وأفراده بالذاتِ يطلبها الحدّ
فمن قام في الأفراد فالحدّ آجلٌ / ومن قام في التركيب برهانه النقد
فكم بين موضوع حماه محرَّم / وكم بين محمولٍ يساعده الجدّ
إذا غطني ملقى الحديثِ بباطني / ففي حلِّ تركيبي يكونُ له قصد
فيفصم عني وهو للذاتِ قاهرٌ / إذا بلغ المقصودُ من غطّيَ الجهد
أسايره حتى إذا ينقضي الذي / أتاني به ألوي على عقبي أعدو
يزملني من كان عندي حاضراً / لما هدَّ مني ما تضمنه العهدُ
ولستُ بما قد قلته بمشرِّع / لقومي ولكني ورثتُ فلم أعد
تروح عليّ الروح يوماً إذا يرى / قبولا بآداب وعن امره تغدو
بما أنا مأمور به انا آمر / وما لي مهما جاءني منهما بدّ
لعبت بشطرنجِ العقولِ مدبراً / ولي في الذي يبدو القبولُ أو الردّ
وبالنرد يلهو صاحبُ الشرعِ والحجى / وقد عرفَ المطلوبَ من لهوه النرد
وبينهما شطرنج نردٍ لمن يرى / ويقضي عليه ما يقابله العقد
تولى على الأسرار سلطانُ ودِّه / وأفلح سرٌّ كان سلطانه الودّ
له حرمات في شهور تعينت / فواحدهم فردٌ وباقيهمُ سرد
إذا أنت شاهدت الوجودَ وجودَه / بذلك ما يعطيه من قدحه الزند
ولكنه بالريح روحٌ بقائه / يقال له في عُرفنا النفخ والوقد
فيفعل فعل النورِ والنارِ وسمه / كما لهما الإطفاء والذم والحمد
فخصّ بفتح النون إذ عمّ نفعه / ورحمته والضم من شأنه السدّ
فتطمع فيه الكاعبات لنفعه / وترهب منه في أماكنها الأسد
من يعبدِ الله إنَّ الله قد عُبدا
من يعبدِ الله إنَّ الله قد عُبدا / ذاك الوحيد فلا تشركْ به أحدا
كما أتاك بآي الكهفِ آخرها / وقد أضاف إليه ذاك فاستندا
ذا الفعل كلف والأفعال أجمعها / لله ليس لكونِ فعله أبدا
وقد أضيف إليه وهو فاعله / لكي يميز من أقرَّ أو جحدا
إن الحقائقَ لم تتركْ لنا سَبَداً / بما أتينا به فيه ولا لَبدا
فكل فعل فإن الله خالقه / وقد جعلت له من دونه سندا
لكي يصيب فلا تحظى إضافته / إذا أضاف إليه فعل ما شهدا
ولا يحاسب إلا من عقيدته / هذا الذي قلته عَدلاً كما وردا
إلا الذي قالها في الله من أدبٍ / لا باعتقادٍ فيجزيه بما قصدا
وتلك مسألةٌ حار الأنام لها / وليس يعرفها إلا الذي شهدا
نعتُ المهيمنِ بالإطلاق تقييدُ
نعتُ المهيمنِ بالإطلاق تقييدُ / وكلُّ ما قيل فيه فهو تحديدُ
وإن سكتُ على عجزٍ أفوز به / فذلك العجزُ أيضاً في تقييد
فليس يخرجُ في ظني ومعرفتي / شيءٌ عن القيد لا شركٌ وتوحيد
تنزيهك الحق حدّ أنت تعلمه / إن التنزيه بنفي الحدّ محدود
إن قلت ليس كذا أثبته بكذا / وذا لباس نزيه فيه تجريد
سلبُ التحير عنه لا يشرفه / وكيف يشرُف بالتنزيه معبودُ
لو لم يكن في كذا لزال عنه كذا / وزال عنه به حمدٌ وتمجيد
أسماؤه تطلبُ الأكوانَ أجمعها / فنعتها بالغنى المعلومِ مفقودُ
لولا القبولُ الذي منا لما ظهرتْ / آثارها فلنا من ذلك الجود
إن الوجودَ الذي أثبته نسبٌ / فلا وجود فما في العين موجودُ
بذا المحال الذي ترمي به فطر / وكيفَ يقبله والكون مشهود
أثبت عينك عند النفي نافية / فمن نفيت وباب النفي مسدود
وكيف تنفي وجوداً أنت تثبته / عقلاً وحوض العقل مورود
تبارك ربٌّ لم يزل عالي الجدّ
تبارك ربٌّ لم يزل عالي الجدّ / نزيهاً عن الفصلِ المقومِ والحدّ
تعالى فلا كونٌ يقاوم كونه / يعبر عنه الكشفُ بالعَلَمِ الفرد
تميز في خلق جديد مميز / بأسمائه الحسنى وبالأخذ للعهد
فقلت له من أنت يا من جهلته / فقال المنادي ذو الثناء وذو المجد
كمثلِ الصدى كان الحديث فمن يقل / خلاف الذي قد قلته خاب في القصد
فمن يدر سرَّ الفرد لم يجهل الذي / يجيء به الفرد الوحيدُ من العدّ
وليس سواه والعيون كثيرةٌ / وتختلف الألقاب فيه مع الفقد
والله لا ناله مما أنا سبَدٌ
والله لا ناله مما أنا سبَدٌ / من المعارفِ والزُّلفى ولا لَبدُ
ولا تعين في شيءٍ يكون لنا / ولو يعيش الذي قد عاشه لبدُ
لله قومٌ لهم علمٌ ومعرفةٌ / وهم عليه إذا يدعوهمُ لبد
عميٌ وأبصارهم بالنور ناظرةٌ / لو يشهدون الذي شهدته شهدوا
لا يشهدون وإن قامتْ حقائقهم / بهم معاينة من ربهم شهدوا
إن العبيد الذين الحق عينهم / لنفسه واصطفاهم كلهم عبدوا
جلاله واستمروا في عبادته / ولو تجلى لهم في عينهم عبدوا
ولا تردّد فيه من تردّده / إلا رجال به من نفسهم عبدوا
لذاك أنزلهم في الخلقِ منزلةً / بها على كل حال في الورى عبدوا
لنا حبيبٌ نزيه الذاتِ في خلدي / وما تضمنه روحٌ ولا جسدُ
من أجله قام بي ما يشهدون به / المسك والندُّ والتخليقُ والجسد
وإنني لتجليه إذا نظرت / عين المحققِ في ذاتي له جسد
لما تعين مني ما اتصفتُ به / لذاك قام بمن يدري به الحسد
دنوا من الحضرةِ العلياء حين بدتْ / أعلام صدقهمُ منهم وما بعدوا
إن أسلدت حجب الأغيار ودونهمُ / أبقاهمُ ويرفعِ الستر قد بعدوا
لله قومِ غزاةٌ ما لهم عددٌ / وإن أسماءَه الحسنى هي العدد
مقدَّم العسكر الجرّارِ سيدهم / وهم كثيرون لا يحصى لهم عدد
إن ينصروا الله ينصرهم بهمته / ومن خواطرهم ياتيهم المدد
تاه الزمانُ فلم يظفر بحصرهم / وما حواهم فلم تقطعهم المدد
لما تعرّض لي من كنت أحسبه / معي ومستندي لم يبق لي سند
من كان أسماؤه الحسنى له سنداً / معنعناً في ترقيه علا السند
لولا قبولي ما رأيت وجودي
لولا قبولي ما رأيت وجودي / وبه مننت عليّ حال شهودي
إياي فانظر في معالم حكمتي / يدري بهل من كان أصل وجودي
وبها تميز من كتابي كونه / ولما قضى في علمه بمزيدِ
وهو الغنيُّ ولستُ أعرف ذاته / إلا به وتجلُّ عن تحديدي
لما علمنا جودَه بوجودِه / بالافتراق خرجتُ عن توحيدي
الله يعلم أنني ما كنته / أو كأنني إلا بخدِّ جدودي
جرَّدت عن أسمائه وصفاته / ووجودِه ووجوهه بحدودي
لولا اعترافي بالذي هو نشأتي / ما قلتُ بالتليثِ والتفريد

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025