المجموع : 98
ذمَّنا الناسُ لأنا
ذمَّنا الناسُ لأنا / ما استجدنا ما اِستَجادوا
ولأَنا قد أردنا / غير ما الناس أرادوا
أراد الناس أن يرقوا فحازوا
أراد الناس أن يرقوا فحازوا / عَلى مهل رقيهم المجيدا
وَلَو أنا أردنا لارتَقينا / ولكن ما اِستطعنا أن نريدا
ما إخال الحياة غير جهادِ
ما إخال الحياة غير جهادِ / طاحنٍ للشعوب والأفرادِ
وَنَصيب الضعيف أن يتلقَّى / حتفَه في غمار هذا الجهاد
كم عدو يودّ لي خذلاناً / وصديق يهم بالإنجاد
ولكل امرئ إذا خالط النا / س طويلاً أَحبة وأَعادي
وَلَقَد تنشأ الحياة فَتنمو / وَلَقَد تذهب الحياة بداد
ستبيد الأجساد من بعد حين / وتبيد الأرواح كالأجساد
إنما القبر بعد طول افتراق / ملتقى للأحفاد والأجداد
وَلعل الحياة في الأصل منها / ثورة في كهيربات الجماد
كم بأحشاء الليل ينبض قلب / فهو يَبدو ككوكب وقاد
لَيسَ يَدري حقيقة الكون من لم / يك في بدئه من الأَشهاد
إن للعالم الَّذي نحن جزء / منه كوناً مصيره لفساد
غير أن الفساد مبدأُ كونٍ / آخرٍ سوف ينتهي لمعاد
وإذا صحَّ أن يكون قديماً / فهو في غنية عن الإيجاد
وَهوَ من غير مبدأ في اِقتياسي / وهو من غير منتهىً في اعتقادي
ما تزال الدهور تجري من الآ / زال حتى تنصب في الآباد
إن لليل والنهار يكرا / ن جديدين خلفةً باضطراد
ما سواد يجيء بعد بياضٍ / كبياض يجيء بعد سواد
ولعل الشموس تسعى إلى المب / دأ في منحنىً من الأبعاد
وَهُوَ الكهرباء يدفعها بع / د انقسام فيه إلى أَضداد
وأَري أن للطَبيعة وجهي / ن استقلّا هما خفيٌّ وبادي
قد اِستَطاب فوق صد
قد اِستَطاب فوق صد / رها الهوى رقاده
متخذاً لنفسه / من ثديها وساده
كذبوا إنني إلى اليوم ما قَل
كذبوا إنني إلى اليوم ما قَل / لدت غيري ما لي وللتقليدِ
حبذا الليل والنهار بعيني / إنّني مغرمٌ بكلِّ جديدِ
وجديد القريض قرب معاني / هِ وبعدٌ له عن التعقيدِ
وشعورٌ كأنّه فلق الصّب / حِ إذا فاض ضوؤُهُ من بعيدِ
لا تُرِد لِلشعور منّيَ حدّاً / فهو شيءٌ يسمو عن التّحديدِ
أحبب إلىَّ بمسرحٍ هو عالَمٌ
أحبب إلىَّ بمسرحٍ هو عالَمٌ / جَمَّ الحوادثِ يجمع الأضدادا
أما الشهودُ فوحدةٌ في حسهم / فكأنهم يتعاورون فؤادا
ويريك عاقبة الضلالةِ والهدى / ويصور الأنذال والأمجادا
زره تجد صور الحياة جليلةً / فتود حين تزول لو تتمادى
تر نعمةً موفورةً وبجنبها / تبصر شقاءً دائماً وجهادا
وترى أناساً يستمر ولاؤها / وترى أناساً بينها تتعادى
دنيا تطوف ذئابها بخرافها / وتعيث في تلك الخراف فسادا
يا من تجرد من عواطف قلبه / إني أعيذك أن تكون جمادا
الفَنُّ يُصلحُ كُلَّ مَن هُوَ فاسِدٌ / حَتّى الَّذي ظَنَّ الفَسادَ سَدادا
الفَنُّ في قَصَص يمثل أَهلَها / يُحيي الرَميمَ وَيبعث الأَجدادا
الفَنُّ لِلأَخلاقِ خَيرُ مُهَندِسٍ / يبني الوَلاءَ وَيَهدمُ الأَحقادا
قد حرمت النَّفس من لذ
قد حرمت النَّفس من لذ / ذاتها وهي تريدُ
أنت في الدنيا عن الدن / يا على القرب بعيدُ
طعنوك يا وطني المفدّى
طعنوك يا وطني المفدّى / في الصّدر حتى كدت تردى
والطاعنون بنوك أن / ت كسوتهم لحماً وجلداً
إن الرزايا تريد موتي
إن الرزايا تريد موتي / لكنما النفس لا تريد
أيتها النفس لا تخافي / فإنما الموت قد يفيد
نحن بوقت من مات فيه / فإنه الرابح السعيد
من ذا سوى اللَه وهو رب / الورى وإبليس لا يبيد
عسى الذي عاف أرضه أن / يضمه عالم جديد
جهنم للذين ماتوا / في كفرهم حرها شديد
لكنما الخالدون فيها / نوابغ كلهم رشيد
لتلك خير لي من جنان / أكثر أصحابها بليد
وليس من قد أباد قوماً / لهم على ما أرى يعيد
أحقر بعصر به الإنسان يعبد ما
أحقر بعصر به الإنسان يعبد ما / في وهمه وله يعنو وينقاد
أن الذي عبد الأصنام أفضل من / ذي غرة هو للأوهام عباد
اجعل قصارك في أن
اجعل قصارك في أن / تعيش عيشاً رغيدا
وإن حظيت بنعمى / فاطلب عليها مزيدا
وحد عن الحرب واحذر / من أن تكون شهيدا
واربأ بنفسك من أن / تهون أو تستفيدا
ولا تدع أن يكيدو / ك واجتنب أن تكيدا
ولا تصاحب لئيماً / أو أحمقاً أو حسوداً
وعش معيشة حر / قد فك عنه القيودا
عش ما تمكنت في / هذه الحياة سعيدا
ولا تؤمل إذا ما / برحتها أن تعودا
لا تفرحن بوعد / ولا تخافن وعيدا
فكل ذلك منهم / كذب يغر البليدا
متع حياتك وارضع
متع حياتك وارضع / دنيا عليك تجود
فأنت إن سرت عنها / يوماً فلست تعود
لا يضر اليقين إن
لا يضر اليقين إن / جحد اللَه جاحد
لا تقولوا ثلاثة / إنما اللَه واحد
ما على كفري عند
ما على كفري عند / خصومي سند
أنا ما بحت لهم / بالذي أعتقد
ولا تحسبني قد تزندقت عامداً
ولا تحسبني قد تزندقت عامداً / لأحرز مكثاً في جهنم خالدا
ولكنني لم أقتنع بكلامهم / فأصبحت من جراء ذلك جاحدا
وما المرء في محياه إلا كآلة
وما المرء في محياه إلا كآلة / بأيدي الذي منه الضلالة والرشد
فما يصنع العبد الذي ليس شائياً / إذا شاء رب العبد أن يكفر العبد
يرجون بالدين أنهم إن
يرجون بالدين أنهم إن / ماتوا يعيشون من جديد
كم من شهيد للدين فيهم / وليس للعلم من شهيد
اعتقدن ما تشاء
اعتقدن ما تشاء / النفس أن تعتقدا
ولا تبال ما تسمى / مؤمناً أم ملحدا
لقد جاء إبراهيم للناس مرسلا
لقد جاء إبراهيم للناس مرسلا / وموسى وعيسى ثم جاء محمد
وقد كان قبل الأنبياء وبعدهم / بكل مكان ذو يقين وملحد
إن في أوسع الفضاء نجوماً
إن في أوسع الفضاء نجوماً / لاقتراب تحركت وابتعاد
نثرنها يد الطبيعة جلت / عن شبيه في تلكم الأبعاد
من شموس تبدو وتخفى وتبدو / في طوال الدهور والآباد
أنا لولا خوفي من الناس أن يع / زوا كلامي للكفر والإلحاد
قلت سبحان هذه الزهر من آله / ة الكون وحدها والفساد
بارثات يفعلن غير مريدات / ومفعولهن غير مراد