المجموع : 74
به انتفيت انتفاء الباب بالخشبِ
به انتفيت انتفاء الباب بالخشبِ / جمعاً وفي الفرق ما الخلخال بالذهبِ
لو لم يكن خشب ما الباب كان ولا / قد كان من ذهب خلخال منتقب
حقيقتان هما إحداهما عدم / وما سواها وجود ثابت السبب
والروح من جملة المعدوم سارية / كالجلد بالعظم ممسوك وبالعصب
وكلها صور يبدو مصورها / بها محيط كما قد جاء في الكتب
فافهم تقاديره واعرف حقيقتها / منها ومنه وخف واحذر من العطب
ولا تقل أنت هو ما أنت هو أبداً / لا شيء كيف يساوي الشيء واعجبي
وظاهر هو ذا لا غيره معه / وإنما غيره المعدوم فارتقب
وباطن هو في حال الظهور كما / عرفت في الذهب المصنوع والخشب
ولا تقل بانتفاء الغير تجهله / ولا تقل بوجود الغير تحتجب
ورتبة أنت فيها أنه أزلاً / في رتبة غيرها فاكشف عن الرتب
وافهم كلامي وحقق ما تراه هنا / وميز الفرق والزم ساحة الأدب
ولا تغالط فما الأحوال ملعبة / وليس قلبك هذا غير منقلب
هذا هو الخلق والحق المحيط به / لأنه عدم قل بالوجود حبي
فاسجد له دائما إن كنت تعرفه / مثلي كما قال في القرآن واقترب
ولا تصر كافراً إن قلت أنك هو / فأنت بالنفس عنه دائم الحجب
الله أكبر هذا عقد كل ولي / لا شك فيه لنا بل عقد كل نبي
فخذ به وتمسك لا تمل لسوى / هذا إذا رمت ترقى ذروة القرب
أو لا فسلمه للقوم الذين به / تحققوا واعتقد تنجو من التعب
وتدرك العز في دنيا وآخرة / بالقوم في حالة موصولة النسب
أو لا فلا تؤذهم بالسوء تنسبه / لهم وخف ربهم يرديك بالغضب
ولا تخض في أمور لست تعرفها / أني نصحتك هذا غاية اللعب
ولا تعاند بلا علم وكن رجلاً / له اهتمام بأعلى السبعة الشهب
واعلم بربك لا بالعقل منك تفز / بما تروم وكن في الرأس لا الذنب
فإن ربك خلاق لعقلك ما / فرقت بالذوق بين الضرب والضرب
يا عقل كم منك قلة الأدبِ
يا عقل كم منك قلة الأدبِ / في الله فاسجد إليه واقتربِ
تجول في الكائنات تطلبه / كطالب جذوة من اللهب
في جوف ماء يدور فيه ولا / تراه يوما يفوز بالأرب
فجذوة النار يستحيل بأن / تكون في الماء رح بلا تعب
كذاك حق اليقين خالقنا / وجود حق محقق الرتب
وكل شيء به بدا عدمٌ / مقدر كالستور والحجب
فاعرف به نفسك الحقيرة لا / تغفل وكن قائماً به تصب
واعبد به مؤمناً بملته / ومخلصاً دينه عن الريب
واحذر من الفكر فيه إنك لا / تقدر تدري أَثِمْتَ فلتتب
ولا تغالط وكن على وجل / منه ودم به جاهلاً وغبي
فإنه الله في الغيوب متى / شهدته أنت ظاهراً يغب
نسب المحبة أقرب الأنسابِ
نسب المحبة أقرب الأنسابِ / خال عن الأغراض والأسبابِ
ومتى تدنست المحبة بالسوى / حجبتك عنك كسائر الحجاب
يا أيها العدم الذي هو ظاهر / بوجود غيب غائب في الغاب
خلص محبتك التي هي فيك من / دعوى الوجود تفز بفتح الباب
لا تدعي مالم يكن لك تفتضح / يوم اللقا في حضرة الأحباب
هيهات أين محبة القوم الأولى / شربوا الكؤس وخمرة الأكواب
وتعلقوا بالغيب لا بتقلق / منهم به فلهم أعز جناب
إن المحبة إن صفت فحقيقة / مكنونة فيها ألذ شراب
وبها النفوس هي القلوب تقلبت / من صحوها للمحو كالدولاب
سلمان من آل النبي بها كما / سلمان منا قالها بصواب
فتحققوا بشرابها صرفاً بلا / مزج يعيد شرابها كسراب
حقا نقول هي المحبة لا تكن / متجرداً فيها عن الآداب
والبس لها ثوب التُقى واحذر تكن / مثل النساء منقباً بنقاب
تمسي وتصبح أنت أنت ولا ترى / إلا الجمود ووقفة المرتاب
الله أكبر إننا محبوبنا / في حلة الأبدال والأقطاب
نعلو ونسفل في يدي أسمائه / من قرب تنعيم وبعد عذاب
ضلت به أمم فلم يدروا سوى / أثوابه المعدومة الأثواب
وهو المحيط بهم وإن لم يعلموا / هم في يديه تلونات خضاب
أين الحلول وكل شيء هالك / نص الحديث ونص كل كتاب
لكن عقول الجاهلين تضلهم / فيكذبون بأبلغ الكذاب
والله يعلم ما هنالك كله / فتحققوه يا أولي الألباب
يا نسبة أدخلت سلمان في النسب
يا نسبة أدخلت سلمان في النسب / يقول طه رسول الله خير نبي
سلمان منا بآل البيت ألحقه / مع أنه فارسي ليس بالعربي
وأخرجت عمه الأدنى إليه كما / أتاه تبت يدا وحياً أبي لهب
فابحث عن النسبة المرفوع جانبها / ما تلك واعمل عليها فيك وانتسب
ومجمل القول في معنى حقيقتها / بأنها ملة الإسلام فاحتسب
إسلام روح وعقل للإله معا / بلا شعور ولا قصد ولا أرب
هذا وتفصيله إن رمت تعرفه / فإنها حالة مجموعة الأدب
سر من الغيب سار في سريرة من / له يريد بلا سعي ولا سبب
فإن بدت لك من فيض الإله هنا / فاسجد لمولاك في دنياك واقترب
سجود قلب أنار الغيب طلعته / فلم يدع عنده ريباً من الريب
وأسلمت نفسه طوعاً لخالفها / وآمنت بالذي فيها من الرتب
وأصبحت سائر الأكوان تطلبه / لأنه سرها المخصوص بالقرب
تنزلات كلام لا حروف له / ولا عروض معاني جملة الكتب
حق تنزه عن روح وعن جسد / وعن ظهور وعما في البطون خبى
هذا حقيقة إسلام الذي سلمت / منها بها نفسه عن صدق مرتقب
وهو الذي لم تكن توصف به أبداً / غير النبيين في الماضي من الحقب
حتى الخليل لنا بالمسلمين لقد / سمى كما جاء في القرآن يا ابن أبي
فاقنع بمجمله واطلب مفصله / فربما فزت بعد الكشف للحجب
ونلت ما نلت بالفيض المقدس لا / بالكسب منك ودم في السعي واكتسب
والله والله ما هذا وجود الربْ
والله والله ما هذا وجود الربْ / فإنه من يقل هذا طغى في السبْ
لأن ذا حادث يأوي إليه الصبْ / والله حق قديم فالقٌ للحبْ
لبس القميص أو القبا
لبس القميص أو القبا / من كل شيء فاختبى
قر منير طالع / نحن السحاب له الخبا
روح شريف كلنا / تصويره متحجبا
والله غيب عنه لا / يدري به لما أبى
والشمس طلعة وجهه / والعالمون به الهبا
يخفى فنظهر ثم إن / ظهر اختفينا فاعجبا
عنه البرية قد لهت / وتفرقت أيدي سبا
إن غبت عنه فإنني / من نسل أصحاب النبا
وإذا نسبت لأمره / لا أم صرت ولا أبا
وهو الجميع فإن بدا / عنا الجميع تحجبا
إنما بيت عزتي وهو قلبي
إنما بيت عزتي وهو قلبي / نازل فيه منه قرآن ربي
ليلة القدر جملة فاستمعه / بكلامي مفصلا يا محبي
كل نظم وكل نثر أتاكم / من كلامي فإنه قشر لبي
فافهموه به يكون عليكم / نازلاً للذي دعاه يلبي
يا عطاش النفوس هذا زلال / بارد فاشربوا له مثل شربي
بعد قيء الكون الذي هو فان / بين شرق من الرسوم وغرب
إنها السيئات من تاب صارت / حسنات له بتبديل سلب
واستحالت بمن تجلى عليها / فأحالت ذاك البعاد بقرب
هو هذا نعم وما هو هذا / واسألوا عنه كل صاحب قلب
تجدوه الصواب لا ريب فيه / عندكم مذهباً لحزن وكرب
واستقيموا عليه لا تتركوه / بالشياطين إن أتوكم بحرب
هذه مدة تكون وتمضى / سرعة فاغنموا معارف وهب
كل من يعشق المليح تراه / صابراً في الهوى لشتم وضرب
يا مدعي العرفان فجرك كاذبُ
يا مدعي العرفان فجرك كاذبُ / لم يدخل الوقت الذي هو واجبُ
فالنفس منك هي التي كذبت ولم / تصدق وأنت مخاطب ومخاطب
أين الصابح وأين شمسك بعده / روح تنير وليس ثم غياهب
فيضيء كونك باسم ربك كله / وتغيب عنك مشارق ومغارب
إن الحقيقة والشريعة واحد / والفرق بينهما ضلال غالب
فأقم لدين الله وجهك إنه / وجه الحبيب له هناك حبائب
واطلب وكن متوجهاً أبداً به / يحظى ويظفر بالمراد الطالب
لكن بدعواك الوجود حجبت عن / من يُدَّعى والعارفون مشارب
والله أعطانا منازل قربه / وله شكرنا والعطاء مواهب
حتى رأينا وجهه كالشمس قد / أبدى المثال بها إلينا الضارب
في جنة الخلد التي هي لم تزل / موجودة بوجود من هو صاحب
هو صاحب لك إن رحلت مسافراً / عما سواه فما سواه أجانب
طبق الذي قد قاله لك مرسل / وهو النبي عليه صلَّى الواهب
هذا الطريق الأقربُ
هذا الطريق الأقربُ / فخذوا المدامة واشربوا
وهو الوجود ونورها / كأس وأنت الغيهب
والكأس في يد من بدا / وهو المليح الأشنب
يا أيها الندمان لي / حثوا المطية واركبوا
منكم إليكم فالذي / يدري الكلام مهذب
وامشو الصراط المستقي / م إلى الحبيب لتقربوا
لا تهربوا منه تروا / منه إليه المهرب
فاز الذي يدنو وقد / خسر الذي يتجنب
يا عاذلون تحولوا / عن دربنا وتنكبوا
قلبي به متعلق / إذ ما لقلبي لولب
لا أم لي من غيره / أمد الزمان ولا أب
قام الذي يدعو إلي / ه بما يقول ويخطب
أين الذي يصغي له / ويجد فيه ويطلب
جلت معاني الغيب عن / كون يجيء ويذهب
وعن العقول وما به / أهل العقول تمذهبوا
هي جنة وجهنم / أغياره تتلهب
وجه هو الشمس التي / عن شرقنا لا تغرب
يتلو مقالة أينما / ولّوا فلا تتهيبوا
نحن الذين به له / جئنا وعز المطالب
الله أكبر هكذا / أحد هناك فيسلب
هو مؤمن لكنه / عنا بنا متحجب
وبه نلوح ونختفي / برق يرفرف خلب
الله أكبر هكذا / هو واللبيب يجرب
ألا يا لقومي من غزالة وجرة
ألا يا لقومي من غزالة وجرة /
جفتني وعني أظهرت فرط نفرة /
دخلت ولما صرت منها بحضرة /
نظرت إليها فاستحلت بنظرة / دمي ودمي غال فأرخصه الحبُّ
محجبة طرف الذي رامها عمي /
لها كل حسن في البرية ينتمي /
بذلت لها روحي وجسمي مرتمي /
وغاليت في حبي لها ورأت دمي / رخيصا فمن هذين داخلها العجبُ
نظرت إليها فاستحلت بنظرة
نظرت إليها فاستحلت بنظرة / على البعد شتمي ثم منها بدا السبُّ
وقالت ستدري ما أريد وقصدها / دمي ودمي غال فأرخصه الحب
وغاليت في حبي لها ورأت دمي / يجود به حبي فقالت هو الذنب
خرقت حجابي مذ نظرت تظنه / رخيصاً فمن هذين داخلها العجب
نظرت إليها فاستحلت بنظرة
نظرت إليها فاستحلت بنظرة / بعادي عنها والبعاد لي القربُ
وقد أعرضت عني وولت مبيحة / دمي ودمي غال فأرخصه الحب
وغاليت في حبي لها ورأت دمي / من العين أجراه بكائي والنحب
فقالت دم العشاق إني رأيته / رخيصا فمن هذين داخلها العجب
إن كنت تنكر علينا أيها المحجوبْ
إن كنت تنكر علينا أيها المحجوبْ / حب المليح الذي عقلي به مسلوبْ
محبوب طه النبي زيد هو المطلوب / والله طه النبي الهادي له محبوبْ
لك قد رمت وجوداً فأبى
لك قد رمت وجوداً فأبى / وحوى رسمك أما وأبا
أنت رسم مستحيل عدم / ووجود الله عنك احتجبا
بدعاويك له حيث دنا / منك يا تقديره واقتربا
واجب ما زال ربي واجباً / مستحيل أن يرى منقلبا
وكذا الممكن في إمكانه / لم يزل والعلم فيه غلبا
علم ربي غالب في كل ما / هو فيه فاسمعوا هذا النبا
هن أنواع ثلاث جنسها / مدرك بالعقل والغير صبا
فاحذر الواجب أن تخلطه / بالذي أمكن فالخلط هبا
يا بني الأيام هذا أبداً / دائم والكل يبغي الطلبا
ما هنا كل ولكن وهم / غلب العقل أزال الأدبا
إن هذا هو علم خارج / عن معاني العقل علم الغربا
يا صاحب الجهل المركَّبْ
يا صاحب الجهل المركَّبْ / وبجهله عني تنكَّبْ
لم يدرني ويظنني / أنا مثله وعلى هكَّبْ
أخفت كمالي ناره / عنه فدخن لي وعكَّبْ
وبزعمه حرنا على الد / دمع قطَّرَهُ وسكَّبْ
لا والذي هو عالم / بي كل ذا زورٌ تركَّبْ
يدري وينكر حالتي / وعلي بالطغيان وكَّبْ
حيي زمان التصابي
حيي زمان التصابي / أيام وصل الحبيبْ
والمشي بين الروابي / في الروض ذاك الخصيبْ
وكنت أشكوه ما بي / وكان نعم المجيبْ
وكنت ألقى ثوابي / ذاك الجمال المهيبْ
يا سعد قل للحبائبْ / عيدوا ليالي الوصالْ
لا تجعلوا الصب خائب / منكم له البعد طالْ
شدت إليكم نجائب / دوني ومالي مجال
والقلب بالشوق ذائب / وبالبكا والنحيب
جاءت إلينا البشائرْ / بغمز تلك العيونْ
وأفهمتنا الأشائر / من كن لأقصى يكون
والعقل قد كان حائر / فيهم كثير الظنون
ومنه دارت دوائر / على البعيد القريب
هذا الحمى والمنازلْ / بانت لنا من بعيدْ
والركب في الحي نازل / ويومهم يوم عيد
فلا تكن أنت هازل / واصدق تنل ما تريد
يكفيك شر النوازل / ربي ويعطي النصيب
صلَّى إلهي وسلَّمْ / على الشفيع المشفعْ
ومن لنا الخير علَّمْ / وكان للشر يدفع
محمد من تكلم / بكل ما كان أنفع
عبد الغني منه إن لم / يفز بوصل يخيب
إذا ظَهَرْ نحن غبنا أو ظهرنا غابْ
إذا ظَهَرْ نحن غبنا أو ظهرنا غابْ / وجودُ حقٍّ بنا مثل الأسدْ في غابْ
طوراً له ولنا طورا وجودُهْ نابْ / عنا وعنه نشب منا ومنه نابْ
تجلى وجه محبوبي
تجلى وجه محبوبي / وهذا كل مطلوبي
فيا نار العدا ذوبي / بعيد عنك مشروبي
جمال الأهيف الزاهي / وحسن الأغيد الباهي
به صبري هو الواهي / وموتي فيه مرغوبي
رأينا نوره أشرق / فكنا برقه الأبرق
ولا نجد ولا أبرق / سوى الإبريق والكوب
علينا الخمر قد دارت / بها ألبابنا حارت
وأطيار الهوى طارت / بترتيب وأسلوب
مليح الكون وافانا / وزاد الحسن إحسانا
وحيى يوسف الآنا / فقرت عين يعقوب
وصلى ربنا الهادي / على من شرف الوادي
له عبد الغني الحادي / بعشق فيه منسوب
يا مرحبا يا مرحبا يا مرحبا
يا مرحبا يا مرحبا يا مرحبا / هذا الحبيب أتى وكان مغيَّبا
فتبينت أنواره في ذاتنا / لمَّا فنينا فيه وانكشف الخبا
صبغت إرادته الخلائق كلهم / بوجوده لما تجلى في القبا
يا طالما قد كان عنا غائبا / فينا ولم نشعر به فأتى النبا
هذا المليح وهذه أوصافه / كم أطلعت منه لقلبي كوكبا
وسرى نسيم الروح في أحشائنا / فأمالنا طرباً كأغصان الربا
وبه انجمعنا يوم جمعة وصله / وتفرقت أحزاننا أيدي سبا
وهو الذي عنا أزال غياهبا / منها وبالنور المبين لنا نبا
لا نستطيع نراه وهو الشمس في / إشراقه وجميعنا فيه الهبا
جلت معالم ذاته عن دركنا / وإن استذيب العقل فيه تقربا
وتبارك الله الذي هو واحد / أحد إليه كل ذي قلب صبا
بجلاله فتن العقول وفاتن / بجماله كل الحواس تحببا
الكون قد أظهر لي بسطه
الكون قد أظهر لي بسطه /
في نور طه مثبت قسطه /
والآل نور أحكموا ربطه /
لو شق عن قلبي يرى وسطه / سطران قد خطا بلا كاتب
نوران في نور لهم غائب /
روح وجسم ذا بلا عائب /
لا زال في قلبي لنا تائب /
العلم والتوحيد في جانبٍ / وحب آل البيت في جانب