القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الحَيْص بَيْص الكل
المجموع : 58
وقال رواةُ الحي لا بل غواتُهُ
وقال رواةُ الحي لا بل غواتُهُ / وتلك أحاديث الظُّنونِ الكواذبِ
ثنى دونك الودُّ الحساميُّ عِطفه / وأصبحت منه في عِديدِ الأجانبِ
وغرَّهم إِخْلافُ نوْءٍ وعارضٍ / من المُزْن أمسى حابساً غير ساكب
فقلتُ صَهٍ جلَّ الودادُ قديمهُ / وحادثهُ عن مُستزيدٍ وعاتبِ
وكيف التياثُ الودِّ بات اعْتصامهُ / بخِرْقٍ من الجاوان جمِّ الرَّغائب
بفارس يومَيْ أزمْمةٍ وكريهةٍ / وهازمِ جيشَي معْركٍ ومَساغبٍ
وقائدِها قُبْلَ العيونِ كأنها / كواسِرُ عِقْبانٍ هوت عن مراقب
تَجانفُ عن رَعْي الرياضِ مُغيرةً / فلا رعي إلاَّ في اللِّحى والذَّوائب
إذا استعْرفت في الطرد بابن مهلهل / أبي الفارس الحاوي شتيتَ المناقب
ثناها وللنَّصْر المُبين مع الضُّحى / مِراحٌ على أعْرافِها والسَّبائبِ
عجبتُ لحيٍّ لا تُحَلُّ حُباهُمُ
عجبتُ لحيٍّ لا تُحَلُّ حُباهُمُ / ولا يُركبون الناس صعب المراكبِ
وقد سمعوها سُبَّةً مُستطيرةً / لأمثالها تُمْهى صدورُ القَواضبِ
أيُنْسف قبرٌ ضمَّ مجد ابن خالدٍ / وأضْمر عِزَّاً من عُلاً ومناقِبِ
ولم تمدِ الأرض العَزاز وترجف ال / بلادُ ويأبَ الجوُّ جوْل السحائب
وما كان إلا منْ علمتُمْ سماحةً / إذا كَلَحتْ فينا وجوهُ النَّوائبِ
سعى ما سعى لا فاحشاً في خصامه / ولا راعياً إلاَّ قَصيَّ العَواقبِ
فمن مبلغٌ عني النَّقيبَ وإنه / من المجد في عُلْيا لُؤَيٍّ وغالبِ
تَقِ اللّهَ واجمع ما صدعت ولا تُطع / من الرأي أضغاث الظنون الكواذب
فما زالَ ودِّي سالماً ونصيحتي / لعلياك صفواً من قذىً وشَوائب
فإن ترْعَ ما ضيَّعت عادت كريمةً / وإلاَّ فقولُ الحقِّ ضرْبةُ لازبِ
لا تَشْمُتنَّ بمن أسا وهَوى
لا تَشْمُتنَّ بمن أسا وهَوى / واسْتكْفِ ربَّكَ سوءَ مُنْقلبهْ
إنَّ الشَّماتَة بغْيُ ذي سَفَهٍ / جَهِلَ القضاءَ ونامَ عنْ نِوبهْ
كم ظالِمٍ أحْببتُ صَرْعَتهُ / فبكيْتُهُ ممَّا تورَّطَ بِهْ
تجري السوابقُ للغايات مُحْرزةً
تجري السوابقُ للغايات مُحْرزةً / ونُصْرةُ الدين إسماعيلُ واهِبُها
تعلَّمتْ سبْقهُ في كلِّ مكْرُمةٍ / فمن ينالُ مَداها أو يُغالبُها
صفْو المكارمِ وهَّابٌ على عُدُمٍ / إذا سماءُ النَّدى ضنَّتْ سحائبُها
وضاربُ الخيل هَبْراً في جماجمها / إذا الصَّوارمُ خانَتْها مَضاربُها
وبين عوْفٍ ووَرَّامٍ مفاخِرُهُ / وضَّاحةٌ حينما تُتْلى مناسِبُها
أرسلْتَها بالنَّدى والجودِ مُبتدئاً / حمراءَ يُزْهى على الجوزاء راكبها
فلم أجدْ من جزاءٍ غيرَ قافيةٍ / تَفْنى الليالي ولا تفْنى مناقِبُها
وأبْلَجَ سَمْحٍ من ذؤابة خندفٍ
وأبْلَجَ سَمْحٍ من ذؤابة خندفٍ / لهُ من عُلاهُ صَفْوهُ ولُبابُ
يُصبِّحُهُ مني ثَناءٌ مُحَسَّدٌ / فإنْ لم أجدْهُ مُجْزياً فَثَوابُ
إذا ضاق شُكري عن نداهُ الذي له / بكُلِّمقامٍ زَخْرَةٌ وعُبابُ
جعلتُ بني الحاجات عوني بسُبَّقٍ / إلى العرش ما إِنْ دونهنَّ حجاب
ليبقَ وزير الخير للناس والنَّدى / إذا ذَلَّ هِنْدِيٌّ وعَزَّ سَحابُ
أبو جعفرٍ تاجُ الملوكِ الذي سَما / إلى المجْدِ طفلاً والنِّجادُ سِخاب
يلوذُ به أبناءُ خَطْبٍ وفاقَةٍ / إذا إِزَمٌ غالَتْهُمُ وصِعابُ
فيَبْدَهُهُمْ منه على غيرِ موْعِدٍ / بشيرُ نَوالٍ صيِّبٍ وصَوابُ
طليقُ المُحَيَّا بِشْرُهُ لِعُفاتِهِ / مَطاعِمُ من قبْلِ القِرى وشراب
تقوتُ نفوسَ القوْمِ قبل جسومهم / سَجاياً كماءِ المُعْصراتِ عِذابُ
تكونُ على نُجْحِ المَباغي طليقةً / كما لاحَ برْقٌ واستهلَّ سَحابُ
تَسنَّى مراحاً للأبيِّ كأنها / رحيقُ مُدامٍ لم يَشِبْهُ قِطابُ
وزيرٌ يرى أن الغنى الجودُ بالغنى / وأنَّ ادِّخارَ الفانياتِ مَعابُ
وأنَّ الغِنى فقرٌ إذا فاتهُ النَّدى / وكُلُّ سَحابٍ لا يَسحُّ ضَبابُ
إذا ما الفُراتُ الجمُّ لم يكُ ناقِعاً / غليلاً فَتَيَّارُ الفُراتِ سَرابُ
حُسامٌ له من ساعدِ العزمِ شاهرٌ / ومن حَزْمِهِ مُسْتودَعٌ وقِراب
تَسُرُّك منه نضرةٌ في فِرِنْدِهِ / ويحْميكَ منهُ مضْرِبٌ وذُبابُ
أغَرُّ رحيبُ الصدر سامٍ إلى العُلى / منازِلُهُ للطَّارقينَ رِحابُ
ويسْبقُ أطرافَ الرِّماحِ برأيه / إذا قَصَّرَتْ بالسَّمْهريِّ كِعاب
إذا ما دعتْهُ للنِّزالِ كتيبةٌ / كفاه قِراعَ الدّارعينَ كِتابُ
تَقاصَرَ لَيْلي عندهُ بعد طولِهِ / وكان بعيد الصُّبْحِ حينَ يُجابُ
وعادَ سُروري بعد ما كانَ عازِباً / ولو أمْكنَ المَمْنوع عادَ شبابُ
وفي حَشيَّة دست المجد ذو طَربٍ
وفي حَشيَّة دست المجد ذو طَربٍ / لكن بحُبِّ المعالي ذلك الطَّرَبُ
يهابُ جدْبُ المشاني ضيفَ منزله / وتتَّقي جارهُ الأحْداثُ والنِّوَبُ
أغرُّ إِحسانُه والحُسنُ يحسدُه / في حالتيه مِجَنُّ الشمس والسُّحب
فساكِبٌ ومُضيءٌ عَمَّ نَفْعُهما / فما يكُفُّهُما الإعدامُ والحُجُبُ
مُطهَّمٌ سابقٌ في كلِّ مأثُرَةٍ / مسيرهُ الشَّدُّ لا التَّقريب والخَبَب
فيه انْقيادٌ إذا يُدْعى لمكْرُمَةٍ / وذو جِماحٍ إلى غير العُلى شَغِبُ
قد أدرك الغاية القصوى وأحرزها / فكلُّ قاصٍ على إِحضاره صَقِب
وسلسلٌ سائغٌ في وُدِّهِ خَصِرٌ / وفي تنكُّرهِ نارٌ لها لَهَبُ
إذا الكتائب أعيْى السيف سورتها / قامتْ بنُصْرته الأقلامُ والكُتُب
وزيرُ مجدٍ له في سعيه شَرَفٌ / ومن عُلا خِنْدِفٍ في محضها نسب
حيث الرضا مرتعٌ نامٍ ومُرتَبعٌ / والمحلُ والخوف واللأواء إن غضبوا
بنَوْا وشادوا فخافتْ كلُّ شامخةٍ / تطاوُلَ الفخر حتى السَّبعةُ الشُّهب
يلقى الكُفاةَ كما يلقى الكُماة إذا / كلَّ المَزابرُ والخطِّيَّةُ السُّلُبُ
فجاء ديمةَ جودٍ غيرَ مُنْجمَةٍ / تهْمي إذا غاضتِ الغُدرانُ والقُلب
فيُتْبعُ الحُجَّةَ الغَرَّاء ضرْبتهُ / الرَّعْلاء حتى يحين الحتف والهرب
فالحَبر والذِّمْر مهزومان من بطلٍ / لولا سجاجتُه أرْداهُما العَطَبُ
فهنَّأ الدَّهرَ والأيامَ قاطِبَةً / بَقاؤُهُ ما نَمى بالوابلِ العُشُبُ
فما أبو جعفرٍ إِلا حليفُ تُقىً / أيامُهُ كُلها من نُسْكهِ رَجبُ
تاجُ الملوك ومِطْعامُ العَشيِّ إذا / هَرَّ الشتاءُ وعَزَّ الودْق والحَلَب
للّهِ دَرُّكَ من راعٍ لمَعْرفَةٍ / وصُحبةٍ حين يُنسى العهد والقُرب
ولا كعهدك في ابن الصاحب ابتهجت / له المعالي وطالَ الفخرُ والحسَب
رفعْتَ من بيت مجد الدين منخفضاً / لولا حِفاظُك لم يُشدد به طُنُبُ
لم يُنْسك الود واشٍ في مُناقضةٍ / ولا ثَنَتْكَ مُماراةٌ ولا غَضبُ
حفِظتَ بيت قديم المجد ذي خَطرٍ / أثنى بفعلكِ فيه العُجْمُ والعربُ
حتى تركتَ رحابَ المسلمين لها / من رفْعِ حمدك في أرجائها لَجَب
طَوَتْهُ أيدي الليالي بعد بسْطتهِ / وشْكاً كما يَتدانى الوِردُ والقَرب
وإنَّني واصطباري بعد صِرْعَتهِ / للموت أصبرُ من عَوْدٍ به جُلَب
يُشْرقُ النَّادي إذا حَلَّ بهِ
يُشْرقُ النَّادي إذا حَلَّ بهِ / مثلَما يَشْرَقُ منهُ المُحْتَرِبْ
يَتَجلَّى النَّقْعُ والفقْرُ إذا / صرَّحَ الشَّرَّانِ جَدْب ورهَبْ
فاللُّهى والهَامُ منْ راحَتِهِ / بالنَّدى والبأسِ نَثْرٌ مُنْتَهَبْ
يمْلأُ اليومينِ سَلْماً وَوَغىً / شَرَفُ الدين نَوالاً وعَطَبْ
فهو مُحْيي كُلَّ حَظٍّ هامِدٍ / وهو قَتَّالُ الأعادي والسَّغَبْ
عادِلٌ سِيَّانِ في إِنْصافِهِ / من تَحرِّيه رِضاهُ والغَضَبْ
لا يَرُدُّ الفصْلَ منْ أحكامِهِ / لَسَنُ الخصْم ولا فرط الشَّغب
بل أبو جعفرَ والحقُّ مَعاً / أخَوا صِدْقٍ فما قالَ وَجَبْ
طَوْدُ حِلْمٍ راجحٍ إذْ يحْتبي / وهو في العزْمِ حُسامٌ ذو شُطَب
يوسعُ القِرْنَ كِفاحاً رائعاً / فإذا أمْكَنَهُ النَّصْرُ وَهَبْ
ويسيرُ الشَّدَّ في كَسْبِ العُلى / ويَرى التَّقْريبَ عاراً والخَبَبْ
عاجلُ الزَّاد إذا عَزَّ القِرى / صادقُ الجودِ إذا الرَّعدُ كذَبْ
أبْلَجُ الوجهِ مُضيءٌ بِشْرُهُ / أحْرزَ المجدَ بسَعْيٍ ونَسَبْ
فهو ماءٌ طَيِّبٌ موْردُهُ / رائِقُ الجَمَّةِ مأمونُ القَرَبْ
أو كَغيْثٍ صَيِّبٍ من حافِلٍ / شيمَ بَرْقُ البِشْرِ منهُ فَسكب
حماك حِمى الرحمن من كل حادثٍ
حماك حِمى الرحمن من كل حادثٍ / يُخاف ومن خطبٍ تَروع نوائبُهْ
ولا فارقتْ تلك المناقبَ صِحَّةٌ / مهنَّأةٌ ما الْتَذَّ بالماءِ شارِبُهْ
فإنَّ العُلى من أحمد بن مُحمَّدٍ / عقيلةُ غيْرانٍ تُخافُ مَشاغِبُهْ
وزيرٌ يفُرُّ المحْلُ من جوِّ أرضه / ويحسدُه صَوبُ الغَمام وساكبُه
وينجاب طَخْيُ الليل من قسماتِه / إذا ما دَجتْ ظلْماؤهُ وغَياهبُهْ
إذا ما تبارى فاخِرانِ بمَفْخرٍ / كريمٍ تبارتْ كُتْبُهُ وكَتائِبُهْ
فعند قَصيرٍ في المَجالِ ولاحِقٍ / طِعانٌ كولْغ الذيب وشْكٌ معاطبه
فسيَّانِ ما تُخفي معاني سُطورِه / وما أظْهَرتهُ بالطِّرادِ مواكِبُه
فتى الحَيِّ أما جارُهُ فهو مانِعٌ / حِماهُ وأمَّا مالُهُ فهو واهِبُهْ
فمنْثورةٌ في سَلْمِه ونِزالِهِ / جماجمُ أبطالِ الوَغى ورَغائبُهْ
خضارمُ جودٍ أو معاقِلُ نجْدةٍ / إذا الدهر أكْدى نصرهُ وسحائبُه
إذا مُضَرُ الحمراءِ مَدَّ أتِيُّها / فخِنْدِفُها آذِيُّهُ وغَوارِبُهْ
فجاؤا بماضي العَزْم سامٍ إلى العُلى / تُكاثِرُ رَمْلَ الأنْعُمَيْن مناقبه
أبي جعفرٍ تاجِ الملوكِ الذي بهِ / يعُزُّ مُواليه ويَخْزى مُحاربُهْ
أبْلَجُ ما في بُرْدِهِ مَعابُ
أبْلَجُ ما في بُرْدِهِ مَعابُ / يُكْرمُ منهُ الظَّعْنُ والإِيابُ
دُنُوُّهُ الإِعْشابُ والإخصابُ / وبُعْدُهُ الإِمحالُ والإِجْداب
سَحٌّ إذا ما بخِلَ السَّحابُ / ماضٍ إذا لم يقطعِ القِرْضابُ
قاضٍ إذا ما اخْلَوَّجَ الصَّوابُ / أزْهَرُ لا بُخْلٌ ولا حِجابُ
تحْمَدُهُ الضِّيفانُ والصِّحابُ / إذا دَنا محْلٌ أو احْتِرابُ
شكا ظُباهُ بَطَلٌ ونابُ / تاجُ المُلوكِ البطلُ الغَلاَّبُ
بحْرُ نَوالٍ كُلُّهُ عُبابُ / طوْدُ اِحْتمالٍ لاصَفاً ولابُ
قد أذْعَنَ الأبطالُ والكُتَّابُ / وشَهِدَ المزراقُ والكِتابُ
بأنَّهُ المِقْدامُ لا يَهابُ / وأنَّهُ البَليغُ لا يُعابُ
كَفُّ الوزيرِ أحمدَ الرَّبابُ / ليس لها في جَوْدِها اِغْبابُ
جَمُّ القِرى أوْطانُهُ رِحابُ / يُثْني عليه الرَّكْبُ والرِكابُ
فَغُنْمهُ الثَّناءُ والثَّوابُ /
يُسيلُ دماءَ الدَّارعين ودَمْعُهُ
يُسيلُ دماءَ الدَّارعين ودَمْعُهُ / على رِقَّةِ المُسْتضعفين سَكوبُ
ويكرُمُ ليناً في الودادِ وعُودُهُ / على الروع والخطب المَهيب صليبُ
ويَبعدُ بُعْدَ الشمس قدراً وإنه / إلى نُصْرة المُسْتصرخين قريبُ
وباسِمُ ثَغْرٍ والخُطوبُ كوالحٌ / وعن كلِّ فُحشٍ معْرضٌ وقطوب
ويزدادُ حِلْماً سابغاً ورَغيبَةً / إذا ما جُدوبٌ أرْهقتْ وذُنوبُ
وتُبْلي الليالي كلَّ ودٍّ ووِدُّه / جديدٌ على رَيْب الزمانِ قَشيبُ
وزيرٌ كَرأدِ الصُّبح سامٍ إلى العلى / له وعليه منْ تُقاهُ رَقيبُ
أمينٌ يخافُ اللّهَ في خلواتِهِ / ويكْرُمُ منه مَشْهَدٌ ومَغيبُ
لأوقاتِهِ أمْثالُها عَوْدُ فضْلِهِ / وليس له في الأكْرَمينَ ضَريبُ
أبو جعفرٍ حامي حِمى كلِّ خائفٍ / إذا ما عَوادٍ أجْلبتْ وخُطوبُ
مُعينٌ على الجُلَّى وشيكٌ إلى القرى / لَمُوحٌ لأعْقابِ الأمورِ لَبيبُ
مراجِلُه جيَّاشةٌ كحروبِهِ / لَهُنّ دُخانٌ ساطعٌ وكُعوبُ
فحظُّ سباع الطير فُرسانُ بُهْمةٍ / وكومٌ حُظوظُ الطَّارقينَ ونيبُ
فلا برحتْ غرس الخلافةِ دوْلَةٌ / يَضوعُ ثَناها سائراً ويَطيبُ
وعاش مُطاعاً ما سمت جونةُ الضُّحى / وما كانَ منها بالعَشِيِّ غُروبُ
تخطَّتكُم أيدي الخُطوب وجانبتْ
تخطَّتكُم أيدي الخُطوب وجانبتْ / مقامكُمُ المحسودَ أيْدي النَّوائبِ
ولا زِلْتُمُ آلَ المُظَفَّرِ عصْمةَ / النَّزيلِ ومأوى المُرْملين السَّواغِبِ
ولا بَرحتْكُم عِزَّةٌ قَعْسريَّةٌ / تُباري صدور المُرْهفات القَواضب
وكلُّ عُلاكُمْ من قديمٍ وحادثٍ / وما عُدَّ من فخرٍ مُقيمٍ وذاهبِ
حواها فأرْبى بين جودٍ ونَجْدةٍ / جمالُ الورى زيْنُ الوغى والمواكب
أبو الفَرَجِ الهامي نَوالُ بَنانِه / إذا بخلَتْ بالجَوْد وُطْفُ السَّحائب
أغَرُّ يُجلِّي غيهبَ الحظِّ جودُه / ومن وجههِ يُجلى ظلامُ الغَياهب
إذا عضد الدين اقْترى سِيَرَ العُلى / حَثا الهَبواتِ في وجوهِ المَراتبِ
فخبْتٌ على مسْعاته كلُّ شامخٍ / ودانٍ قريبٌ عنده كلُّ عازِبِ
إذا ما امْتطاها هِمَّةً عَضُديَّةً / أرته حَصى المعْزاء زُهر الكواكب
حَياً وحَياءٌ في مُحَيّاً وراحَةٍ / ولطف اعتذارٍ في ضخام الرَّغائِب
فهُنِّي شهر الصَّوم منه بناسِكٍ / تَقيٍّ حميدِ السَّعْي جَمِّ المَناقِبِ
هناكُمْ قدومُ العام وابتسمتْ لكم
هناكُمْ قدومُ العام وابتسمتْ لكم / ثغور الأماني عن بُلوغِ المَطالِبِ
ولا بَرِحتْكم عزَّةٌ قَعْسَريَّةٌ / تُباري صدور المُرهفات القَواضِب
تصونُ عن الأرزاء نفس مُحمَّدٍ / وتحْمي حماهُ من طُروق النَّوائب
فمِنْ عضدُ الدين النَّوالُ لُممْلقٍ / وإِنْ جارَ خطب فالوفاءُ لصاحب
لبيقُ الغِنى غمْرُ السَّجايا مشمِّرٌ / إلى الهول بَذَّالُ النَّدى والرغائب
حَوى الحمد والعلْياء بين مكاسبٍ / مُكرَّمة المَسْعى وبين مناسِبِ
فنجرٌ يباري مطلعَ الشمس بالضحى / وسعْيٌ أريجُ الذِّكر جمُّ المَناقب
ونِعْمَ مُناخُ الطَّارقين عَشيَّةً / إذا أخمد الشَّفَّانُ نارَ المَراقِبِ
هنالك يقْري الضيف قبل ارْتِفاقِهِ / ويولي النَّعيمَ قبل حلِّ الحقائب
فدامَ مُطاعَ الأمْر ما ذرَّ شارِقٌ / بأفْقٍ وما خَبَّ السَّرابُ براكب
هُنِّىءَ العامُ وما يُعْقِبُهُ
هُنِّىءَ العامُ وما يُعْقِبُهُ / مِن تَوالي رَجَبٍ بعد رَجَبْ
دائماً ما طلعتْ شمسُ الضُّحى / وسَما في الأفْقِ نجْمٌ وغَرَبْ
ببَقاءِ الصّاحِب الصَّدرِ الذي / أحْرَزَ المجْدَ بسَعْيٍ ونَسبْ
بمنيعِ الجارِ مَبْذولِ النَّدى / في الخطوب الدُّهْم والغُبْر الشُّهب
بوَهوبِ الدَّثْرِ لا يُسْألُهُ / وإذا ما عَظُمَ الجُرْمُ وَهَبْ
عَضُدُ الدين الذي مَعْروفُهُ / طاردُ الفَقْرِ وقَتَّالُ السْغَبْ
عادِلٌ في الحُكْمِ لا يَلْفِتُهُ / لَدَدُ الخصْمِ ولا طيشُ الغضب
بأسُهُ والجودُ مِنْ راحَتِهِ / حيثُ ما كانَ حَياةٌ وعَطَبْ
وهُمامٌ لمْ تَزَلْ ساحاتُهُ / مِلْؤُها منهُ رَجاءٌ ورَهَبْ
وهو عَن عارِ الدَّنايا نازِحٌ / ومِن العَلْياءِ والمَجْدِ سَقِبْ
بقيتَ مُطاعاً ما تغَنَّتْ حَمامَةٌ
بقيتَ مُطاعاً ما تغَنَّتْ حَمامَةٌ / وما رقَصَ الآلُ الخفوقُ براكبِ
وما اعْترفَ الحُرُّ الفصيح لمحْسنٍ / فجازاهُ حمداً خالداً في العَواقِب
فأنت مُشار الدهر في البأس والندى / وهازِمُ جيْشَيْ أزْمَةٍ ونَوائب
ومُبْتسمٌ والبيض تبكي غُروبُها / بأحْمَرَ من ماءِ المَفارقِ ساكِب
وباعثُ جيش الرأي في كلِّ مُجْلبٍ / يُحطِّمُ أطْرافَ القَنا والقواضب
إذا ما بنى في الطِّرْس صفَّ بلاغةٍ / غَدا هادِماً منها صُفوفَ المَواكب
ففي كلِّ سطرٍ من وجيزٍ ومُسهبٍ / كتائبُ يمْطو بأسُها بالكَتائب
مَزابرُه سُمْرُ القَنا وصَريرها / الغَماغم والقرطاس مُجرى السَّلاهِب
وزيرٌ حَوى العَلْياءَ بين مناسبٍ / مكرَّمَةٍ مشْهورةٍ ومكاسِبِ
فلم تُعْطِهِ أيَّامُهُ غيرَ حَقِّهِ / ولا رفَعتْ منهُ ضِخامُ المَراتِب
رزينٌ يُطيل الصَّمت لا عن تكبُّرٍ / يشينُ ولا إِهْوانِ قدْرٍ بصاحِب
ولا حَصَرٍ إذ لم يزل خيرَ قائلٍ / وأفْصحَ مِنْطيقٍ وأبلغَ كاتِبِ
ولكن حياءٌ لم يزلْ ملءَ طَرْفِه / من الناس في آمالهِمْ والمَطالِبِ
فيستصغرُ الرِّفْدَ الجزيل وقدرهُ / كبيرٌ ويخشى العَتب من غير عاتب
ويكْبُر عن إِضْمارِ غِشٍّ لخائنٍ / فأعداؤه نهبُ الرَّدى والمَعاطِبِ
أغرُّ يحُلُّ الجارُ منْ عَرصاتِه / بأرْوع قَتَّالِ العِدى والمَساغِب
جَمالُ الوى مُولي النَّدى فارع العُلى / وشيكُ الحمى والنصر جمُّ الرغائب
وجيفُ جياد الخيل في الخير دائبٌ / وفي الشَّرِّ رَسْفُ العاصيات المصاعب
فهُنِّيَ شهر الصوم والدهر كلُّهُ / بدولتهِ ما ساغَ ماءٌ لشارِبِ
مُظفَّرَ الدينِ والنِّداءُ لذي
مُظفَّرَ الدينِ والنِّداءُ لذي / نُبْلٍ كريمِ البَنانِ والحَسَبِ
طارَ بلُبِّي حديثُ مُؤلِمَةٍ / أسْلَمَني للْحِذارِ والرَّهَبِ
فقلتُ حاشا أبا المَناقِبِ والعَلْياءِ / منْ وعْكَةٍ ومنْ وَصَبِ
حاشا نَقِيّاً مِنَ العُيوبِ يكادُ / يَدْعونَهُ أبا العَجَبِ
حاشا اللَّبيبَ الذي مُجاورُهُ / يشربُ ماءَ السَّحابِ بالضَّرَبِ
حاشا الذي كُلَّما عَلا وَضعَ / الخَدَّ ولم يلتفِتْ إلى الرُّتَبِ
حاشا مُعيني على الزَّمانِ ومَنْ / يكْشفُ عند التِباسِها كُرَبي
أُعيذُهُ بالذي أتَمَّ لهُ المَجْدَ / مِنَ الحادثاتِ والنِّوَبِ
وأرتْجي أنْ تَدومَ دوْلَتُهُ / ما أنْبَتَ الغيْثُ ناضِر العُشُبِ
فخَرتْ بك الأزْمانُ والحِقَبُ
فخَرتْ بك الأزْمانُ والحِقَبُ / يا مَنْ جميعُ زَمانهِ رَجَبُ
تَقْواكَ لا تَخْتَصُّ ناجِمَةً / منْ موُسِمٍ يمْضي ويُرْتَقَبُ
بلْ كُلُّ يومٍ منكَ ذو شَرَفٍ / يُزْهى كما تُزْهى بكَ الرُّتَبُ
أوْعَيْتَهُ خيراً فمُمْلِقُهُ / مُثْرٍ وذو أحْزانِهِ طَرِبُ
وصَفا ضَميرُك من قَذى صَوَرٍ / تَنْمى به الشُّبُهاتُ والرِّيَبُ
فبَلَغْتَ بالإِخلاصِ ما عَجزتْ / عنهُ الصَّوارِمُ والقَنا السَّلَبُ
هذا وبأسُكَ قد أَقَرَّ بهِ / ألحَرْبُ والآراءُ والكُتُبُ
تُخْشى وتُرجى نَجْدةً ونَدىً / أبَداً فأنْتَ السَّيْفُ والسُّحُبُ
فَظُباكَ لا فُلٌّ ولا قُصُمٌ / ونَداكَ لا مَطْلٌ ولا نَصَبُ
أنَّى يُجاذبُكَ الرِّجالُ عُلاً / ولكَ المَعالي الغُرُّ والنَّسَبُ
أمَّا الوزارةُ فهي حاليَةٌ / بِعُلاكَ في أعْطافِها طَرَبُ
خُطبتْ إلى كُفءٍ أخي شَرَفٍ / كشَفتْ بهِ الَّلأواءُ والكُرَبُ
فتولَدَّتْ ما بينَ مَجْدِكُما / في العالَمين مَناقِبٌ نُجُبُ
ولقد نَصَرْتَ الدينَ في رَهَجٍ / كادَتْ بهِ الأرْواحُ تُنْتَهَبُ
وعَضدْتَه والسَّيْفُ ذو جَزعٍ / فشَدَدْتَ منهُ وصُدِّقَ اللَّقَب
ولَبِسْتَ أخْلاقاً مُطَهَّرة / يدْنو بها القاصِي ويَقْتَرِبُ
فكأنَّ هذا النَّاسَ كُلَّهُم / ولَدٌ وأنتَ الوالِدُ الحَدِب
فَبَقيتَ لي ولِكُلِّ ذي أمَلٍ / ما عَزَّتِ الأرْماحُ والقُضُب
يَسوسُ الأمْر وجْبَتُه ضَجاجٌ
يَسوسُ الأمْر وجْبَتُه ضَجاجٌ / ولا نَزَقٌ يَشينُ ولا اصْطخابُ
ويبْسِمُ والخطوبُ مُكَلِّحاتٌ / لها ظُفُرٌ تَصولُ به ونابُ
وتَهْمي كفُّهُ كَرَماً وجوداً / إذا ما ضَنَّ بالقَطْرِ السَّحابُ
يسرُّكَ منهُ والأيامُ غُدْرٌ / وَكِيدُ العَهدِ يحْمَدُه الصِّحابُ
ونِعْمَ مَبيتُ طُرَّاقِ اللَّيالي / إذا صَفِرتْ من المَحْلِ الوطابُ
وزيرٌ لا يُقاسُ بهِ وزيرٌ / هو السَّلْسالُ والقومُ السَّرابُ
إذا ما فاخروهُ فهوَ نَجْمٌ / مُضيءٌ ثاقبٌ وهُمُ التُّرابُ
قديمُ عُلاً تَقَيَّلَهُ حَديثٌ / وطابَ السَّعي منهُ والنِّصابُ
به الآباءُ تَفْخَرُ والمَعالي / وصوْبُ القَطْرِ والدهُ السَّحاب
بأبْلَجَ لا يَنامُ على اضْطِغانٍ / ولا يُفْني بَسالَتَهُ احْتِرابُ
ولا يُبْلي بَشاشَتَهُ عُلُوٌّ / ولا يُدْني مَلالَتَهُ اقْتِرابُ
يَبُثُّ ثَناءَهُ ضَيْفُ الدَّياجي / وبالصُّبْحِ القَشاعِمُ والذِّئابُ
فيُيْتِمُ مِنْ وَغاهُ ومنْ قِراهُ / أصَيْبيَةَ الفَوارِسِ والسِّقابُ
دُخانٌ للنُّجومِ بهِ اخْتفِاءٌ / ونَقْعٌ للشموسِ بهِ نِقابُ
ومَن مثل الوزير الصَّدر يُقْضى / بحُجَّتِهِ إذا عَزَبَ الصَّوابُ
خَواطِرهُ كمثْل ظُباهُ ليسَتْ / بنابيَةٍ وإِنْ كَثُرَ الضِّرابُ
تَدُرُّ كمثْلِ نائلهِ إذا ما / أبى أنْ يمْريَ الخِلْفَ العِصاب
إذا عَضُد الهُدى والدين أجْرى / عَزائمهُ إلى رَوْعٍ تُهابُ
تمنَّتْها الصَّوارِمُ والعَوالي / مَضاءً والمُسَوَّمَةُ العِرابُ
فأجْلى الطَّرْدُ عن نصرٍ وشيكٍ / تُرَدِّدُهُ المَجامِعُ والرِّحابُ
لَميْمونِ النَّقيبَةِ والمَساعي / مَطالِبُهُ ثَناءٌ أوْ ثَوابُ
يَنوبُ الرَّأيُ منهُ عنْ نِزالٍ / ويُغْنيهِ عن الجيشِ الكِتابُ
صَفوحٌ عنْ أعاديهِ إذا ما / غَدا للْغَيظِ وَقْدٌ والتِهابُ
إذا جَحدتْهُ ألْسُنُها أَقَرَّتْ / بنعمَتِه الضَّمائرُ والرِّقابُ
فهُنِّىءَ في عُلاهُ كلُّ عَشْرٍ / وعِيدٍ لارْتِحالِهُما إيابُ
مَدى الأيَّامِ ما هَطلَتْ سَماءٌ / ومَدَّ بمُفْعَمِ السَّيْلِ الشِّعابُ
أقولُ وقد ضاقَتْ قَوافي مَدائحي
أقولُ وقد ضاقَتْ قَوافي مَدائحي / بوصْفِ الوزير الصَّدْرِ وهي رِحابُ
إذا اسْتَنْطقتني بالثَّناءِ فَضيلَةٌ / بَدا شَأنُ أخْرى والجَميعُ عُجابُ
سَأشْفَعُ مَدْحي والدُّجى مُرْجَحِنَّةٌ / وللنَّوْمِ عِندي جَيْئَةٌ وذَهابُ
برَفْعِ دُعاءٍ لا يَشوبُ صَريحَهُ / رِياءٌ ولا يَثْني الدُّعاءَ حِجابُ
عَسى أبْلُغُ المَفْروضَ من حَقِّ شكْرِه / وشَتَّانَ قَلْتٌ ناكِزٌ وعُبابُ
وكيفَ يَحوزُ البَحرَ والبحرُ زاخِرٌ / سِقاءٌ وتَحْوي الشَّامِخاتِ عِيابُ
ولكن أؤدِّي ما اسْتَطعتُ ولم يَجِبْ / على تَرْكِ ما لا يُسْتَطاعُ عِقابُ
هو الفارسُ الكرَّارُ في البأسِ والنَّدى / إذا صَدَقَتْ حَرْبٌ ومانَ سَحابُ
ووفى بها مَوْفورَةً مُستريحةً / لَها مَرْجِعٌ لا ينْقَضي وإِيابُ
تَسُحُّ بِلا شَيْمٍ إذا حُبِسَ الحَيا / فأبْعدُهُا للاَّمِحينَ رَبابُ
إذا ما حْتَبى يوم السَّلامِ وأذْعَنَتْ / لِهَيْبَتِهِ طوْعاً طُلىً ورِقابُ
وجادَ بحلِّ المُشْكِلاتِ وبالنَّدى / كَذاكَ نَوالٌ صَيِّبٌ وصَوابُ
مَريرُ القُوى سَهْلُ الوِدادِ كأنما / خَلائِقُهُ أرْيٌ يَلَذُّ وصابُ
فلِلْخِلِّ منهُ رَوْضَةٌ ذاتُ بَهْجَةٍ / وللقِتْلِ جَعْجاعُ المُناخِ حُوابُ
لهُ مِنْ نِجارِ الأكْرَمينَ صَريحُهُ / ومِنْ حَسبِ الغُرِّ الكِرامِ لُبابُ
طَليقُ المُحَيَّا يُتَّقى وهو باسِمٌ / ويُخْشى على ألْطافِهِ ويُهابُ
كمِثْلِ الحُسامِ العَضبِ زيْنٌ فِرِندُهُ / وللمَوْتِ صَدْرٌ قاطِعٌ وذُبابُ
تَذُمُّ العِشارُ الكُومُ ليْلَ مُحمَّدٍ / ويَحْمَدُ ضَيْفٌ طارِقٌ وصِحابُ
وزيرٌ إذا ذَلَّ الخَميسُ عَنِ العِدى / كَفاهُ رَوِيٌّ صائِبٌ وكِتابُ
إذا ما امْتَطاها عَزْمَةً عَضُدِيَّةً / تَباشَرَ نَسْرٌ ساغِبٌ وعُقابُ
فعاشَ مُطاعاً ما تَغَنَّتْ حَمامَةٌ / وما لاحَ في جَوِّ الفَلاةِ سَرابُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025