القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أُسامَة بنُ مُنْقِذ الكل
المجموع : 73
دَعْ ذا فما عُذرُ الفَتى
دَعْ ذا فما عُذرُ الفَتى / في غَيِّه والفَودُ شائِبْ
والأرْيَحِيَّةُ تمنعُ ال / كُرماءَ أن يَغْشُوا المعايِبْ
والجهلُ يأبى أن يكو / ن لهُ أخو الستّين صاحِبْ
كَفَّ عنّي واشٍ وأغضى رقيبُ
كَفَّ عنّي واشٍ وأغضى رقيبُ / ونَهاني عن التّصابي المشيبُ
وأرتْنِي الستّونَ نَهجي وقد كا / نَ عَفا وهو مَهْيَعٌ ملحوبُ
وانقضَت شِرَّتِي وشدَّ لي الحِلْ / مُ حُباً لا يحلُّها ما يَريبُ
وخبرتُ الأيَّامَ حتى لقالَ النْ / نَاسُ هذا هو الخبيرُ الأرِيبُ
وعزيزٌ عليَّ أنّي وقد جرْ / رَبتُ دَهري لم يَهدِني التّجريبُ
وإذا حُمَّتِ المقاديرُ أخطا ال / مرءُ في الرّأيِ حيث كان يُصيبُ
لو صَبَرنا على البلاءِ احتساباً
لو صَبَرنا على البلاءِ احتساباً / لرَجونا عنه جزيلَ الثّوابِ
غير أنّ اصطبارَنا صَبْرُ عجزٍ / واضطرارٍ كذاك صبرُ الدَّوابِ
فلَحى الله أنفُساً ترتضي العي / شَ إذا كان فيه ذُلُّ الرِّقابِ
حَسبي من العيشِ خيرُ العيشِ يُدرِكُهُ
حَسبي من العيشِ خيرُ العيشِ يُدرِكُهُ / سَوايَ بي وليَ الأوصابُ والنَّصَبُ
كأنّني البَوُّ تُسْتَمْرى العَجولُ بِهِ / وإِنَّما لِسِواهُ الدَّرُ والحَلَبُ
بُعداً لمن شَرُّه أعْمَى يُصيبُ ولا
بُعداً لمن شَرُّه أعْمَى يُصيبُ ولا / يَرى مكان الأعادي مِن ذَوي النَّسَبِ
كالنَّارِ تحرقُ طبعاً لا تُمَيِّزُ بَيْ / نَ المَنْدَل الرَّطْبِ في الإحراقِ والحَطَبِ
ألفتُ الكجاوَةَ بعد النُّفور
ألفتُ الكجاوَةَ بعد النُّفور / وطابَتْ وما خلتها لي تطيبُ
وصرفُ الزَّمانِ كما قَد علمْ / تَ أمَّنَك اللهُ منهُ عجيبُ
يُعيدُ صديقَكَ وَهْو العَدُوُّ / ويَثني بغيضَكَ وهْو الحبيبُ
أما ترى الماجدَ المِفضالَ ترفَعُه / أيّامُه وهْو بالإِحسانِ مقتَرِبُ
طوعَ القيادِ كغُصنِ البانِ يَجذبُه / مَرُّ النَّسيمِ على ضَعفٍ فينجذِبُ
شاهدتُ نملاً قد تجاذَب زهرةً
شاهدتُ نملاً قد تجاذَب زهرةً / ذا قد تَمَلّكَها وهَذا يَسلِبُ
مثلَ الملوك تجاذَبوا الدّنيا فَما / حصَلتْ لمغلوبٍ ولا مَن يغلِبُ
وشائِمةٍ برقاً بفودَيَّ راعَهَا
وشائِمةٍ برقاً بفودَيَّ راعَهَا / وما كلُّ برقٍ لاحَ يُؤذِنُ بالخِصبِ
رأت شَعَراتٍ أخلَقَتْ بعدَ جِدَّةٍ / ونفساً سَلَتْ بعد الغَواِيةِ في الحُبِّ
فقالَت نهاك الشيبُ عن مَرَحِ الصِّبَا / ورَدَّاكَ بعد الجَوْنِ دهرُكَ بالعَصْبِ
فقلتُ نعَم أصبحتُ طَوعَ عَواذِلي / وأصبحتُ لا أصبُو لِلَهْوٍ ولا أُصبي
ولا عجبٌ لَيلٌ تبلَّجَ فجرُهُ / وحِلمٌ رمَى شيطانَ جهليَ بالشُّهْبِ
وهمٌّ وَرَى بين الجوانِحِ زَنْدُهُ / أضَاءَ له في مَفرِقي لامِعُ اللَّهْبِ
أَما تَرى الشَّيبَ قد رَدَّاكَ بعد دُجَى / فَودَيْكَ واهاً لِذَاك اللّيلِ بالعَصَبِ
وأسمَعَتْكَ اللَّيالي في مواعظِها / أنَّ ابنَ سبعين من وِردٍ على قُرُبِ
أعرضْتُ عن صبَوَاتٍ كنتُ ذا شَغفٍ / بها وجانبتُ ما يُدني من الرِّيبِ
وسرتُ طوعَ النُّهى تُرضَى أنَاتِيَ في / سَيري ومَرِّيَ في شَدَّي وفي خَبَبي
لو كانَ صدَّ مغاضِباً ومُعَاتِبَا
لو كانَ صدَّ مغاضِباً ومُعَاتِبَا / أعتبتُه ووضعتُ خَدّيَ تَائِبَا
لكِنْ رأى تلكَ النَّضارَةَ قد ذَوَتْ / لَمَّا غَدا ماءُ الشَّبيبةِ نَاضِبَا
وتعاقُبُ الأيّامِ أعقَب لِمَّتي / من حالِكٍ جَثْلٍ شَكِيراً شَائِبَا
ورأى النُّهى بعد الغَوايةِ صَاحبي / فثَنى العِنَانَ يُريغُ غَيري صَاحِبَا
وأبيهِ ما ظَلَم المشيبُ وإِنَّهُ / أمَلي فقلتُ عَساه عنِّيَ راغِبَا
أنا كالدُّجَى لما انتهَى نَشَرَتْ لَهُ / أيدي الصّباحِ من الضّياءِ ذوائِبَا
خمسونَ من عُمري مضتْ لم أَتَّعِظْ / فيها كأنِي كُنتُ عنها غَائِبَا
لم أنْتَفعْ بتجَارِبِي فيها عَلى / أنّي لقيتُ من الزّمانِ عَجائِبَا
وأتَتْ عليَّ بمصرَ عَشْرٌ بعدَها / كانت عِظَاتٍ كلُّها وتَجارِبَا
شاهدتُ من لَعِبِ الزمانِ بأهلِهِ / وتَقلُّبِ الدُّنيا الرّقُوبِ عَجائِبَا
يا رَبِّ حُسْنُ رجائي فيكَ حسَّنَ لي
يا رَبِّ حُسْنُ رجائي فيكَ حسَّنَ لي / تضييعَ وقتيَ في لهوٍ وفي لَعِبِ
وأنتَ قلتَ لِمن أضحى على ثِقَةٍ / بحسنِ عفوِكَ إنّي عند ظنِّكَ بي
قَد كنتُ أسمَعُ لكن خِلتُه مثَلاً
قَد كنتُ أسمَعُ لكن خِلتُه مثَلاً / أنَّ اللّيالِي يَصِدْن الصّقرَ بالخَرَبِ
وأن أَيدِيَها شَلّتْ ولا انبسطَت / إذا ضَربنَ كَسرْن النّبعَ بالغَرَبِ
حتّى رأيتُ النّعامَ الرّبْدَ قد قَتَلَتَ / أُسْدَ العرينِ فيا لَلنّاسِ للعَجَبِ
كأَنَّ سقْبَ المنَايا وسْطَ جمعِهِمُ / رغَا فماتُوا جميعاً جيرةَ الصّقَبِ
لم تُغنِ نجدتُهُم إذ حانَ يَومُهُمُ / عنْهم ولم تَحمهم من سطوةِ النُّوَبِ
وَيْحَ الغَريبةِ والدّيارُ دِيارُها / لم تَرتَحِلْ عنها ولم تَتَغَرَّبِ
ماتت غريبةَ وِحدةٍ من تِرْبِها / وشقيقِها ومن العُمومةِ والأبِ
فهي الوحيدةُ والأقارِبُ حولَها / وهي البعيدةُ في المحَلِّ الأقربِ
فإذا تضرَّمَ في الجوانِحِ ذكرُها / قال الأسَى باللهِ يا عينُ اسكُبِي
لَهْفَ نَفسي لِهلالٍ طالعٍ
لَهْفَ نَفسي لِهلالٍ طالعٍ / ما استَوى في أُفْقِهِ حتَّى غَرَبْ
لو رأَى ما حلَّ بي مِن بعدِهِ / مِن هُمومٍ غَشِيَتْني وكُرَبْ
لَبَكَى لي تحتَ أطباقِ الثَّرى / وبكاءُ الميْتِ للحيِّ عَجَبْ
أنا ميْتٌ مِثلُه لكنَّهُ / مستريحٌ ومماتي في تَعَبْ
يا نفسُ أينَ جميلُ صَبْ
يا نفسُ أينَ جميلُ صَبْ / رِكِ حينَ تَطرقُكِ الخُطوبُ
أين احتمالُكِ ما تَكا / دُ الرّاسياتُ لَه تَذوبُ
وثَباتُ جَأشِكِ حين تَض / طَرِبُ الجَوانحُ والقُلوبُ
ماذا دَهاكِ إلى مَتى / هذا التَأسُّفُ والنَّحيبُ
كيف استَزَلَّكِ بَعد صِدْ / قِ يَقينِكِ الأملُ الكَذوبُ
أرَجَوتِ أن سَيَرُدُّ مَن / غال الرّدى دَمعٌ سَكوبُ
أم خِلتِ أنّ نوائبَ الدْ / دُنيا لغيرِكِ لا تَنوبُ
هيهاتَ كُلُّ الخِلقِِ مِن / نكباتِها لهُمُ نَصيبُ
وبكُلِّ قَلبٍ من حَوا / دِثِها وأسهُمِها نُدوبُ
من ذا الذي يَبقى على / مَرِّ الزَّمان له حَبيبُ
لكنْ يُسلِّي النَّفسَ أنْ / نَ لَحاقَنا بهمُ قَريبُ
وإليهمُ مِن بَعدِ غَيْ / بَتِهمْ وإن طالتْ نَئُوبُ
نفسي الفِداءُ لظالمٍ مُتَعتّبٍ
نفسي الفِداءُ لظالمٍ مُتَعتّبٍ / مُتباعِدٍ بالهجر وَهوَ قريبُ
فقَمَرٌ عليهِ من ذوائبِهِ دُجًى / يهتزُّ منهُ على القَضيبِ كثيبُ
يمشي وقد فعل الصبا بقوامه / فعل الصبا بالغصن وهو رطيب
في وجهِهِ ماءُ الملاحةِ حائِرٌ / فقلوبُنا الظَّمأَى عليه تلوبُ
لِلِحاظِهِ في القلبِ وَقعُ سهامِهِ / لكنَّ تلكَ تطيشُ وَهيَ تُصيبُ
أشتاقُهُ وهو السَّوادُ بناظري / مَن لي بحُسنِ الصَّبر حينَ يغيبُ
أَحبَبتُ فيه اللائِمينَ لأَنَّهُ / يحلو بسمعي ذكرُهُ ويَطيبُ
ومنحتُهُ كلَّ الهوى دونَ الورى / طُرّاً ومالي من هواهُ نصيبُ
ومنَ العجائبِ فعلُهُ بي في الهوى / ما تفعلُ الأعداءُ وهو حبيبُ
إن جارَ إذ حَكَّمتُهُ في مُهجَتي / فالعَدلُ في حُكمِ الغرامِ غريبُ
والصَّبُّ يَستَحلِي مراراتِ الهوى / فيه ويعذبُ عنده التّعذيبُ
يا ظالماً أبداً يُرَوِّ
يا ظالماً أبداً يُرَوِّ / عُني بإعراضٍ وعَتبِ
كَم ذا الصُّدودُ أما تخا / فُ الله في ظُلم المُحِبِّ
أترى هواكَ وحفظَ عهد / كَ حيثُ لم تحفظهُ ذنبي
حَسبي الّذي ألقاهُ مِن / لومِ اللّوائم فِيكَ حسبي
حمدتُ على طول عمري المشيبا
حمدتُ على طول عمري المشيبا / وإن كنت أكثرت فيه الذّنوبا
لأنّي حييت إلى أن لقي / ت بعد العدو صديقاً حبيبا
لو سرتَ في عرض البسيطة طالباً
لو سرتَ في عرض البسيطة طالباً / رجلاً خبيراً بالحروب مجرّبا
عانى الحروب مجاهراً ومخاتلاً / طفلاً إلى ان عاد همّاً أشيبا
قتل الأسود ونازل الأبطال في ال / هيجاء واقتاد الكميّ المحربا
لم تلقَ مثلي من يكاد يريه حس / ن الرأي ما قد كان عنه مغيّبا
وأرى مسير الألف تطلب وترها / ضمن الغرائر فرية وتكذّبا
دعوت وقد أمّن الحافظان
دعوت وقد أمّن الحافظان / وذو العرش ممن دعاه قريب
وقد قال سبحانه للعباد / سلوني فإني سميع مجيب
ديار خلت من أهلها وتوحشت
ديار خلت من أهلها وتوحشت / فليس بها مرعى لعين ولا خصب
علاها البلى حتى تعفنت رسومها / وأنكرها طرفي فأثبتها القلب
ألوم الردى كم خضته متعرضا
ألوم الردى كم خضته متعرضا / له وهو عني معرض متجنب
وكم أخذت مني السيوف مآخذ ال / حمام ولكن القضاء مغيب
إلى أن تجاوزت الثمانين وانقضت / بلهنية العيش الذي فيه يرغب
وأصبحت أستهدي العصا فتميل بي / لضعفي عن قصدي كأني أنكب
فمكروه ما تخشى النفوس من الردى / ألذ وأحلى من حياتي وأعذب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025