القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ حَمْدِيس الكل
المجموع : 46
أمْطَتْكَ همّتُك الغريمةَ فاركبِ
أمْطَتْكَ همّتُك الغريمةَ فاركبِ / لا تُلقِيَنّ عصاكَ دون المَطلبِ
ما بالُ ذي النظرِ الصحيح تقلّبتْ / في عينه الدنْيا ولم يَتقلّبِ
فاطوِ العجاجَ بكلّ يَعمُلَةٍ لها / عَوْمُ السفينةِ في سرابِ السَّبْسَبِ
شَرِّقْ لتجلوَ عن ضيائكَ ظلمةً / فالشمسُ يَمْرَضُ نورُها بالمغربِ
والماءُ يأجنُ في القرارةِ راكداً / فإذا عَلَتْكَ قذاتُهُ فَتَسَرّبِ
طالَ التغَرّبُ في بلادٍ خُصّصَتْ / بوخامةِ المرعى وَطَرْقِ المشربِ
فطويتُ أحشائي على الألم الّذي / لم يشفه إلّا وجودُ المذهبِ
إنّ الخطوبَ طَرَقْنَني في جنّة / أخْرَجْنني منها خروج المذنبِ
من سالَمَ الضعفاءَ راموا حرْبَهُ / فالبسْ لكلّ الناسِ شِكّةَ محرَبِ
كلٌّ لأشراكِ التحيّلِ ناصِبٌ / فاخلبْ بني دنياك إن لم تغلبِ
من كلّ مركومِ الجهالةِ مُبْهمٍ / فكأنّما هوَ قطعةٌ من غَيْهبِ
لا يكذبُ الإِنسانَ رائدُ عَقلهِ / فامْرُرْ تُمَجّ وكنْ عذوباً تُشْرَبِ
ولربّ محتقَرٍ تركتُ جوابَهُ / والليثُ يأنفُ عن جوابِ الثعلبِ
لاتحسبنّي في الرجال بُغَاثَةً / إني لأقْعَصُ كلّ لَقْوَةِ مَرْقَبِ
أَصبَحتُ مثلَ السَّيفِ أبلى غمدهُ / طولُ اعتقالِ نجاده بالمنكبِ
إن يعلُهُ صدأ فكمْ من صَفحةٍ / مصقولةٍ للماء تحت الطُّحلبِ
كم من قوافٍ كالشوارد صِرْتُها / عن مثلِ جرْجرَةِ الفنيق المُصْعَبِ
ودقائقٍ بالفكر قد نَظّمْتُها / ولوَ انَّهُنَّ لآلئٌ لم تُثقبِ
وصلتْ يدي بالطبع فهو عقيدُها / فقليلُ إيجازي كثيرُ المُسْهبِ
نَفَثَ البديعُ بسحره في مِقْوَلي / فَنَطَقْتُ بالجاديّ والمُتَذهّبِ
لوْ أنّنا طيرٌ لقيلَ لخيرنا / غرّدْ وقيلَ لشرّنا لا تنعبِ
وإذا اعتقدتَ العدلَ ثم وزنتَني / رَجحتْ حصاتي في القريض بكبكبِ
إنّي لأغمِدُ من لساني مُنْصُلاً / لو شئتُ صَمّمَ وهو دامي المضربِ
بلى جَرّ أذيالَ الصّبَا فتصابَى
بلى جَرّ أذيالَ الصّبَا فتصابَى / وأوجَفَ خيلاً في الهوَى وركابا
قَصَرْتُ زماني بالشمولِ مُسِنّةً / وبالرّوضِ كهلاً والفتاة كَعابا
وأقصرُ أيام الفتى يومُ لَذّةٍ / صبا ما صبا بالعيش فيه فطابا
لياليَ لا ترمي الرميَّ وإن تُصِبْ / بسهمك خوداً فالشبابُ أصابا
وعصبةِ لهوٍ غادروا الهمّ جانباً / فلم يألفوا إلّا السرورَ جَنَابا
يديرونها راحاً كأنّ بكأسِها / إذا لبستْ درعَ الحَباب حُبابا
تنَافِرُ لمسَ الماءِ وهو يَرُوضُها / كما تَفْرَكُ البكرُ الفَرُوقُ لُعابا
فاحْبِبْ بذاك العَيشِ عيشاً ذكرتُهُ / وبالعصرِ عصراً والصحابِ صحابا
وليلٍ تخوضُ النيّرات ظلامهُ / كأوْجُهِ غَرْقَى يَفْترِقْنَ عُبابا
سريتُ بمحبوك مِنَ القُبِّ كلَّما / دعا شأوَه وهيُ العِنَانِ أجابا
من الجِنِّ فاسْمُ اللّه إما وَضَعْتَهُ / مكانَ قطيعٍ طار عنك وغابا
ترَى ضَحِكَ الإصباحِ فوق جبينهِ / وَقُمّصَ من ليلِ المُحَاقِ إهابا
تخالُ الثريّا رأسَهُ وهو مُلْجَمٌ / إذا الجريُ لم يُلبِسْ طُلاه سِخابا
يحرّفُ بالتأليل أذناً كأنّما / ترى قلماً منها يخطّ كتابا
سما الدّرُّ في أرساغِهِ عن زَبَرْجَدٍ / يغادرُ بالوطءِ الصخورَ ترابا
هو الطِّرفُ فاركبْ منه في ظهرِ طائرٍ / تَنَلْ كلّ ما أعيا عليكَ طلابا
إلى قمرٍ تسري إليه كأنّما / عليه سماءُ اللّه تُغلِقُ بابا
كأنِّيَ سرٌّ في حشا الليلِ داخلٌ / على حَبّةِ القلبِ المصونِ حجابا
فبتُّ مُرَوّىً من مجاجة باردٍ / غذا ذكرُهُ قَلْبَ الغيورِ فَذابا
كأنّ قطافَ اللثم من ثَغْرِ رَوْضِهِ / تَكَسّبَ من طَلّ الغمامِ رضابا
ولم أرَ كالدّنْيا خؤوناً لصاحبٍ / ولا كُمصابي بالشبابِ مُصَابا
فَقَدْتُ الصّبا فابيضّ مُسْوَدّ لمّتي / كأنّ الصّبا للشيب كان خضابا
ما زلتُ أشربُ كأسَهُ من كفّهِ
ما زلتُ أشربُ كأسَهُ من كفّهِ / ورضابُهُ نُقْلٌ على ما أشرَبُ
حتى انجلى الإصباحُ عن إظلامه / كالستر يُرفع عن مليكٍ يحجبُ
والشهبُ في غربِ السماءِ سواقطٌ / كبناتِ ماءٍ في غديرٍ تَرْسُبُ
مُصْفَرَّةُ الجسم وهي ناحلةٌ
مُصْفَرَّةُ الجسم وهي ناحلةٌ / تستعْذِبُ العيشَ معْ تَعَذّبِها
تطعنُ صدرَ الدجى بعاليةٍ / صنوبريٌّ لسانُ كوكبها
إن تَلِفَتْ روحُ هذه اقتسمَتْ / من هذه فضلةً تعيشُ بها
كحيّةٍ باللّسانِ لاحسةٍ / ما أدرَكتْ من سوادِ غيهبها
قَبَسٌ بكفّ مديرها أم كوكبُ
قَبَسٌ بكفّ مديرها أم كوكبُ / يَنْشَقّ منه عن الصّباح الغيهبُ
وأريجُ مسكٍ فاحَ عن نفَحاتها / فذوائبُ الظلماءِ منه تَطَيّبُ
قالوا الصبوحُ فقلتُ قَرِّبْ كأسَهُ / إنّي لِمُهديها بها أتَقَرّبُ
لا تسقني اللبنَ الحليبَ فإنّ لي / في كلّ داليَةٍ ضروعاً تحلبُ
وذخيرَةٍ للعيشِ مَرّ لعمرها / عَدَدٌ يشقّ على يَدَيْ من يحسبُ
دَبّابَةٌ في الرّأسِ يَصْعَدُ سُكْرُها / فتجدّ منا بالعقولِ وتلعبُ
دارَتْ بعقلي سَورةٌ من كأسها / حتى كأنّ الأرضَ تحتي لولبُ
باكرتُها والليلُ فيه حُشاشَةٌ / يستلّها بالرّفقِ منه المغربُ
والجوّ أقبَلَ في تراكبِ مُزْنهِ / قُزَحٌ بعطفةِ قَوْسِهِ يَتَنَكّبُ
صابتْ فأضْحَكَتِ النديمَ بأكْؤُسٍ / عَهدي به من نقطهنَّ يُقَطبُ
والبشرُ في شربِ المدامةِ فارتقبْ / منها سرورَ النفسِ ساعةَ تَعْذُبُ
تخالفَتِ النياتُ يوم تحمّلوا
تخالفَتِ النياتُ يوم تحمّلوا / فركبٌ إلى شرق وركبٌ إلى غربِ
وما قُدّ قَدّ السيرِ بالسيرِ بينهمْ / ولكنّما المنقدّ بينهمُ قلبي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025