القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 53
جلَّ الإله فما تُحصى معارفه
جلَّ الإله فما تُحصى معارفه / ولا عوارفُه ولا مواهبهْ
ولن يصاحبه من خلقه أحد / لكنه الله في المشروعِ صاحبه
ومن يكون بهذا الوصفِ فارضَ به / رباً فإنك بالبرهانِ كاسبهْ
واعلم بأنك مجبورٌ على خطر / في خرج مل أنت بالرحمنِ واهبه
فمن يوافقكم فأنت شاكره / ومن يخالفكم فما تطالبه
لعلمكم أنه ما عنده خبر / فالله طالبه ما أنت طالبه
لولا الوجودُ ولولا سرُّ حكمته / ما كان لي أمل فيمن أصاحبه
إني خصيص لما أوليه من كرم / إني خسيسٌ لجانٍ إذ أعاقبه
العفو أولى بنا إن كنتَ ذا كرمٍ / فإنني عارفٌ بمن أراقبه
الخلق من خلقٍ أشفتْ مكانته / ولا يجانبني إذا أجانبه
لعلةٍ ولجهلٍ قامَ بي فأنا / للجهلِ في المنع أنسى إذ أعاتبه
فالله يغفر لي ما قد جنته يدي / مما يكون له مما أقاربه
فالجهل غالبته والجهل من شيمي / وما يغالبني إذا أغالبه
إني عجبتُ لمن قد قال من عجبٍ / الله من كثرت فينا أعاجبه
عجبت لمن دعا ولمن أجابا
عجبت لمن دعا ولمن أجابا / وما علم الدعاء ولا الجوابا
فلما ان تحققَّ من دعاه / وحقق ما دعاه به أنابا
ولكن بالإيابةِ عن قبولٍ / لدعوته فأخطأ ما أصابا
وأما العارفون به فقاموا / عن الكشف الذي يهدي الصوابا
وقرر شرعّه تقرير حبر / وأنزله على شخص كتابا
وفازَ المؤمنون به ونالوا / من الله السعادةَ والثوابا
ونالَ المذنبون كثيرَ عفوٍ / وفي الدنيا فما أمنوا العقابا
إقامة حدِّه المشروعِ فيهم / يقامُ به وقد قبلَ المتابا
ولا ينجيه منه قبولُ توبٍ / إذا علم الإمامُ وقد أنابا
وبدينه الإمام ويصطفيه / ويوليه العقوبةَ والعقابا
وما حكمُ القيامة فيه هذا / وإنْ وفاه خالقه الحسابا
يراه الأشعريُّ بغير حدٍّ / ويثبتُ منكروه له الحجابا
ومن شهدَ الأمور بلا غطاء / تراه وما تراه إذا يحابى
ويشهده العليم بكلِّ وجه / ويعلم أنه إنْ خابَ خابا
ولولا كونُه ما كان كون / وبالإتيان أشهدنا السحابا
أتاك بها الحكمُ الفصلِ فينا / ويفتح ظُله فيه وبابا
إني أغار على المولى وصاحبه
إني أغار على المولى وصاحبه / من الحديثِ بشيء لا أسرّ به
وما يليقُ بحرٍّ أنْ يبلغه / فإنَّ تبليغه يزري بمنصبه
ونائبُ الله يرمي بالسهامِ فلا / يقف لع غرض في صدر مذهبه
وليس يدري الذي بالقلبِ من صور / إلا لبيبٌ يراه في تقلبه
إذا كنتَ تطلبُ ما تركبُ
إذا كنتَ تطلبُ ما تركبُ / وكان لكم كونه المذهبُ
وقمتَ به حين قامت بكم / صفاتٌ تُعار ولا تكسبُ
فمنه إليه يكون الذي / تسمونه الملجأ المهرب
أتاكم بجبريله منزلاً / يوحي على قلبكم يكتب
وما هو جبريل إرساله / ولكنه مَثَلٌ يضرب
فلستُ نبياً ولا مرسلاً / وإني له وارث أحجب
وإن جمعت بيننا حضرة / فإني أنا الحاجب الأقرب
لأني خديم له تابع / أوامره سيِّدٌ مُنجب
يقول لي الله من عرشه / وليّ أنا ذلك المطلب
ظهرتُ بصورةِ ارسالنا / إليكم وإياكمُ أطلب
فأنت الوليّ لنا المجتبى / لك الوهب والأخذ والمنصب
نصبت من أسمائنا مسلماً / لكم فاعرجوا فيه لا ترهبوا
ولا ترغبوا عن وجودي إذا / وصلتم وفيه ألا فارغبوا
وكم قلتُ فيكم ولم تسمعوا / قواكم أنا فافرحوا واطربوا
إذا ما سعيتَ لأمرٍ أنا / لك الرِّجلُ في سعيها فاعجبوا
تعاليت عن ذا وعن ذا فما / أنا مثلكم فكلوا واشربوا
هنيئاً مريئاً ولكن بنا / فنحن لك المأكل والمشرب
فإني القويُ وعينُ القوي / وإني المقوّى الذي يطلب
فجولوا بميدان أسمائنا / فميدان أسمائنا ملعب
أفسر قولي بما أشتهي / لتضمينه كل ما يرغب
فسبحان من كلنا عينه / ولسنا وليس وما نكذب
سبحان من صار لنا مطلباً
سبحان من صار لنا مطلباً / أطلبه شرَّق أم غرَّبا
فباطني صيَّره مشرقا / وظاهري صيره مغربا
وقال لي الكل أنا فاطلبوا / على الذي صيَّره مطلبا
فاهتم قلبي للذي قال لي / فأنشأ الحقُّ لنا مركبا
ركبتُ فيه هربا أبتغي / نجاتَنا فلم أجد مَهربا
أطلبه بالكشفِ من ذاتنا / وذاتنا أطلبها مُطِنبا
فكشفنا قوَّض بنيانه / والفكر في أنفسنا طنبا
أخبرني أحمد عن كشفه / في أول الحالِ زمانَ الصبى
بأنه أبصرَ في نومه / أملاك عيسى مثل رجل الدبى
يومَ خروجي طالباً مكةَ / ويثربا ومسجدا في قبا
قالوا نزلنا رسلا حفظا / ختم النبي المصطفى المجتبى
محمد فليقصد واقصده / فسيفُه في صدقه ما نبا
وسهمه فيما رمى نافذ / وطرفه في شأوهِ ما كبا
قد عرضَ الحقّ عليه الذي / في ملكه ولايةً فأبى
إلا خمول الذكر حتى يرى / كأنه المختار في المجتبى
ونحن أنصار له إن بدا / يحاربُ الأقرب فالأقربا
كذلك الريح له سخرت / ريح جنوبٍ بعد ريحِ الصَّبا
وراثة علوية نالها / من أحمد خير الورى منصبا
وهذه البشرى أتانا بها / مجربٌ في الصدقِ لن يكذبا
ليس لعينِ الحقِّ في خلقه
ليس لعينِ الحقِّ في خلقه / إذا بدا بي مثلٌ يُضربُ
فإن بالغير يكون الذي / يضربه الأقرب فالأقربُ
والغير ما ثم فلا تضربن / فإنه الضاربُ والمضرب
وقد أتى عنه الذي قاله ال / أمثال لله فلا تضربوا
فإنه يعلم والخلق لا / تعلم ما ثم وذا أعجب
لو أنه يدركه خلقُه / لم يك بالربِّ الذي يطلب
إذا علمتم أنه هكذا / فقصِّروا في ذاك أو طِّنبوا
ما عندنا منه سوى ذاتنا / وذاتنا تكفي فلا ترغبوا
عنها وجولوا في ميادينها / فإنها الميدانُ والملعب
مأدبةُ الحقِّ لنا كوننا / فكوننا المأكلُ والمشرب
كما هو الطالبُ والمطلّبُ / كذا هو الذاهب والمذهب
لكلِّ شخص منزلٌ يمتاز به
لكلِّ شخص منزلٌ يمتاز به / فلا تبالِ فالأمور تشتبه
أنت بما ترمي به نفوسَنا / من الذي تدري به يُصاب به
فإنه لا فعلَ للعبد الذي / أثبته عينُ الوجودِ المشتبه
وليس يدري علمَ ما جئت به / إلا خبير ذو مذاقٍ منتبه
فكم دعوتكَ يا عيني ولم تجبْ
فكم دعوتكَ يا عيني ولم تجبْ / خابتْ سهامُ دعائي فيك لم تصبِ
شُغلتَ عني بأمرٍ أنت تعرفه / ولا تظنَّ بنا شيئاً من الريب
رميت حب قبول في حبالتكم / فصدت والله يا عيني ولم تخب
فاهنأ فديتك صياداً أظفرت بما / تريده من فتى من سادةٍ نجبِ
لولا لبانة موسى النور ما انقلبا
لولا لبانة موسى النور ما انقلبا / نارا وما أحرقت نبتاً وما التهبا
فاحذر فديتك إنّ الأمر ذو خدع / يريك مضطجعاً من كان منتصبا
لقد تحوّل للرائين في صور / شتى وما صدق الرائي وما كذبا
كقوله ما رمى من قد رمى ومضى / في أفقه طالعا لقطاً وما غربا
وظلَّ يطلبه في كلِّ شارقةٍ / بيضاء من حُرق عليه ملتهبا
ليس التعجبُ من خيرٍ نعمتَ به / لكنه من عذابٍ فيه قد عذبا
إنَّ المعارفَ أنوارٌ مخبرة / من عنده تُخرقُ الأستارُ والحُجُبا
إنَّ اللبيب كذي القرنين شيمته / ما ينقضي سببٌ إلا ابتغى سببا
إذا انتهى حكمه في نفسِ صاحبه / يريك في كونه من أمره عجبا
فتبصر الفضةَ البيضاءَ خالصةً / عادتْ بصنعة المثلى لنا ذهبا
كما بصيرُّ عينَ الشمسِ في نظري / من أيمن الطورِ في وادٍ به لهبا
لقد تحوَّل لي من عينِ صورته / بغير صورتِه فيما به ذهبا
فكنتُ أطلبه والعينُ تشهده / ولستُ أعرفه لما به احتجبا
فقلتُ هذا أنا فقال ها أنا ذا / فقلتُ من قال لي لا تترك الطبا
والله لو نظرتْ عيناك من نظرت / لما رأت غيرنا فلتلزم الأدبا
ولست تنظره إلا بنا فعسى / تقولُ حالَ عليه النومَ قد غلبا
حديثُ نفسي بنفسي والحديث أنا / كالفرد يضربه فيه الذي ضربا
فلا تضاعفه ولا تعدِّده / لأنه عينُه أكرم به نسبا
إذا تحققتَ شيئاً أنت تعلمه
إذا تحققتَ شيئاً أنت تعلمه / ساويتَ فيه جميعَ العالمين بهِ
أقولُ هذا لأمرٍ قد سمعتُ به / عن واحدٍ فطنٍ للعلمِ منتبِهِ
فقال ليس كما قالوه واعتقدوا / فما لعالمنا العلاّم من شبه
وذا لجهلُ بما قلناه قامَ به / فليس في قولنا المذكور من شبه
هل نسبة الذهب الإبريز في شِبه / ما صاغَه الصائغُ العلاّم من شَبَه
حقيقتي أن أكون عبداً
حقيقتي أن أكون عبداً / وحقُّه أن يكون ربا
إن كان لي في الشهود مثلا / كنتُ له في المثال قلبا
ما زال إذ زدت منه بعدا / بالوجد يوليني منه قربا
أو كنت ذا لوعة معنى / يكون لي الصادق المحبا
ولولا وجودُ الربِّ لم تكن عيننا
ولولا وجودُ الربِّ لم تكن عيننا / ولولا وجودُ العبدِ ما عُرف الرب
فوقتا يكون الجسم والقلبُ انتم / ووقتا يكون الجسمُ والسيِّد القلبُ
فمجموعنا شخصٌ لذاك أتى به / وسمَّاه شخصاً مرسَلا من له القرب
أنا صورةٌ من صورةٍ لم تقم بنا / ولو أنها قامتْ لأدركني العجبُ
أنا سرُّه الفاني وسرُّ بقائه / كما هو لي تاجٌ وفي ساعدي قلبُ
كلفتُ بمن يدريه إذ كان عاشقي / وأظهر عشقي شهرةَ الحبِّ لا الحب
كذا قال شيخي لي شفاها وزادني / بأني بها المقتولُ والواله الصَّبُّ
ليس في الوجودِ
ليس في الوجودِ / من يقولُ ربي
غيره تعالى / إذ أقول ربي
ما أرى محباً / في هوى محب
إنما هواه / أن يكون حبي
في هواه يجري / إذ دعا يلبي
ما أرى حبيبا / من أحب حبي
إنما حبيبي / من أحب حبي
في هوى حبيبي / قد قضيتُ نحبي
ليس لي حبيبٌ / يرتضيه قلبي
كيفَ يرتضيه / من يقولُ حسبي

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025