المجموع : 49
يا دَهْرُ قَدْ سَمَحَ الحَبِيبُ بِقُرْبِهِ
يا دَهْرُ قَدْ سَمَحَ الحَبِيبُ بِقُرْبِهِ / بَعْدَ النَّوَى وأَمِنْتُ عَتْبَ مُحبِّهِ
تاللَّه لا آخَذْتُ صَرْفَكَ بَعْدَمَا / صُرِفَ البُعَادُ وَلا جَنحْتُ لِعَتبِهِ
أَبْدَى النَّوَى غَدْراً فأَبْدَى المُلْتَقَى / إِحْسانَ صَفْحِي عَنْ إِسَاءَةِ ذَنْبِهِ
بِتْنَا وَكُلٌّ يَشْتَكي لِرَفيقِهِ / بَعْضَ الَّذِي فَعلَ الهَوى في قَلْبِهِ
لَفْظٌ يَرِقُّ كما تَرِقُّ مُدامَةٌ / أَمْ خلْقُ زَيْنِ الدينِ رَقَّ لِصَحْبِهِ
ذُو غُرَّةٍ وَدَّ الزَّمانُ لَو أَنَّهُ / يَجْلُو بِنَيِّرِها دُجُنَّةَ خَطْبِهِ
وَمَناقِبٌ عُلْويَّةٌ لمّا بَدتْ / فَرِحَ الظَلَامُ وظَنَّها مِنْ شُهْبِهِ
مَوْلايَ دَعْوةَ مَنْ لَوِ اقْتَرَحَ المُنَى / مَا كَانَ إِلّا أَنْتَ غَايةَ إرْبِهِ
وَافى إِلى حِفْظِ الودادِ فَوَفِّهِ / ودَعَا يُرجِّي العَهْدَ مِنْكَ فَلبِّهِ
سَلامُ مَشُوقٍ مُغْرَمِ القَلْبِ صَبِّهِ
سَلامُ مَشُوقٍ مُغْرَمِ القَلْبِ صَبِّهِ / إلى حَرَمِ القُدْسِ الشَّرِيفِ فَقُرْبِهِ
سلامُ مُحِبٍّ كُلَّمَا هَبَّ طَارِقٌ / مِنَ الرِّيح يَلْقى نَشْرَكُمْ في مَهَبِّهِ
تَذَكَّركُمْ والشَّوْقُ يَجْرِي بِدَمْعِهِ / عَلى خَدِّه وَالوَجْدُ يَسْرِي بِقَلْبِهِ
لَقَدْ كانَ يَرْجُو أَنْ يَبُثَّ اشْتِياقَهُ / شِفَاهاً فَلمْ يَقْدِرْ فَبثَّ بِلبِّهِ
وَقَدْ كانَ يهْدِيه مِنَ النَّجْمِ نُورُهُ / فَمُذْ غَابَ عَنْهُ ضَلَّ ما بَيْنَ صَحْبِهِ
تَسَلطَن في المِلاَحِ بُخانِقِيٌّ
تَسَلطَن في المِلاَحِ بُخانِقِيٌّ / فَلم يَرْضَ بِبدْرِ التَّمِّ نائبْ
وَقَدْ صَفّتْ لهُ الأتراكُ جُنْداً / وَأَصْبَحَ رَاكباً تَحْتَ العَصَائِبْ
شَدَا حَالِي لِيُطْرِبَهُمْ
شَدَا حَالِي لِيُطْرِبَهُمْ / بِلَفْظٍ لِلْهَوَى يُعْربْ
فَقَالَ لِسَانُ حَالهُمُ / مُغَنِّي الحَيِّ مَا يُطْرِبْ
تَهيمُ بِبَدْرٍ ثُمَّ تَرْجُو لَهُ قُرْبَا
تَهيمُ بِبَدْرٍ ثُمَّ تَرْجُو لَهُ قُرْبَا / لَعَمْري لَقدْ حَاولْتَ مُمْتَنِعاً صَعْبَا
إِذَا كُنْتَ تَهْوَى البَدْرَ فاقْنَعْ بِأَنْ تَرَى / سَناهُ عَلَى بُعْدٍ وإِلَّا فَمُتْ كَرْبَا
وَإِنْ لَمْ يَدَعْكَ الدَّمْعُ فانْظُرْ جَمالَهُ / بِقَلْبِكَ إِنْ أَبْقى الغَرامُ لَكَ القَلْبَا
وَإِلّا فَيكْفيكَ الخَيالُ مُسلِّماً / وَإِن كُنْتَ مَنْ تَجْفُو مَضاجِعهُ الجَنْبَا
وَكُنْ قانِعاً مِنْهُ وَحَسْبُكَ مَفْخَراً / بِأَنَّكَ تَضْحَى مُسْتَهَاماً بِهِ صَبّا
تُرى يا جِيرَةَ الشِّعْبِ
تُرى يا جِيرَةَ الشِّعْبِ / يُسَرُّ بِوَصْلِكُمْ قَلْبي
وَتَجْمَعُ بَيْنَنَا دارٌ / عَلَى الإِكْرامِ والرُّحْبِ
أُهَيْلَ الحَيِّ وَاعطَشِي / لِذَاكَ المَنْهَلِ العَذْبِ
وَيَا شَوْقِي إِلى عَيْشٍ / مَضَى في ظِلّهِ الرَّحبِ
وَأَيَّامٍ بلا عَتَبٍ / تَقَضَّتْ في ذَرَا عَتْبِ
إذا ذُكِرَتْ لَياليه / تَهيَّجَ لاعِجُ القَلْبِ
وَيحْكِي قَلْبُ عَاشِقهِ / حَديثَ نسيمهِ الرَّطْبِ
فَغَنِّ بِذِكْرِهَا سَعْدٌ / وَأثْنِ معَاطِفَ الرَّكْبِ
وَمُحْتجبٍ بِمُبتَسمٍ / يُمزِّقُ ظُلْمَةَ الحُجبِ
مِنَ الأَقْمارِ مَنْزِلتا / هُ في طَرفْي وفي قلبي
وَظَبْيِ نَفارَ بِالأَسْرا / رِ يَأْنَسُ لَيْسَ بِالتّرب
يا مُدَّعٍ أَنَّ الغَرامَ بِقَلْبهِ
يا مُدَّعٍ أَنَّ الغَرامَ بِقَلْبهِ / أَفنْى تَجلُّدَه وطَارَ بِلبِّهِ
مَنْ كانَ في دعَوْى المَحبَّةِ صَادِقاً / أَخْفى الحَبيبَ وَلنْ يَبْوحَ بِحبِّهِ
أَيرومُ وَصْلَ مُحجَّبٍ مِنْ دُونه / بِيضٌ تُسَلُّ بِأَسْودٍ منْ هُدْبهِ
هَيْهاتَ مُتْ كَمدا بِما قَدْ ضَمَّهُ / منكَ الحَشَا وَاخْفِ الهَوَى أَوْ ذِعْ بِهِ
بَعثْتُ إِليْكَ ما يَجْلِيكَ ثَغْراً
بَعثْتُ إِليْكَ ما يَجْلِيكَ ثَغْراً / وَلفْظاً إذْ تَهَنَّى بِالرَّغائِبْ
وَلسْتُ بِقانِعٍ إنْ لَمْ تَزُرْنِي / لأَنِّي لَسْتُ آمُلُ بِالرَّغائِبْ
يا مَنْ هَجر المُحبَّ مِنْ غَيرِ سَببْ
يا مَنْ هَجر المُحبَّ مِنْ غَيرِ سَببْ / وَاسْتبدلَ بِالوَصْلِ صُدوداً وغَضبْ
إن متُّ مِن الهَجْر فما ذاكَ عجَبْ / بَلْ إنْ سَلِمتْ رُوحي فَهذاكَ عَجبْ