المجموع : 71
قالوا حبيب أنت تطرى شعره
قالوا حبيب أنت تطرى شعره / من ذا الذي لم يطر شعر حبيب
من كان في ريب فذا ديوانه / راح العقول وكأس كل أديب
أوعى لأحمد والوليد كليهما / شمم المديح ورقة التشبيب
كم فيه من مثَل يسير وحكمة / تبقى على الدنيا بقاء عسيب
يا حافظ الآداب والبطلَ الذي / يرجى ليوم في البلاد عصيب
قل للأولى خصوا اللآلئ بالهوى / مثقوبة أو غير ذات ثقوب
لا تسألوا الأصداف ماذا أُودِعَت / في هذه الأوراق كلُّ عجيب
صغار في الذهاب وفي الإياب
صغار في الذهاب وفي الإياب / أهذا كل شأنك يا عرابي
عفا عنك الأباعد والأداني / فمن يعفو عن الوطن المصاب
وما سألوا بنيك ولا بنينا / ولا ألتفتوا إلى القوم الغضاب
فعش في مصر موفور المعالي / رفيع الذكر مقتبل الشباب
أفرق بين سيلان ومصر / وفي كلتيهما حمر الثياب
يتوب عليك من منفاك فيها / أناس منك أولى بالمتاب
ولا والله ما ملكوا متابا / ولا ملكوا القديم من العقاب
ولا ساووك في صدق الطوايا / وإن ساووك في الشيم الكذاب
حكومة ذلة وسراة جهل / كعهدك إذ تحييك الطوابي
وإذ ضربوا وسيفك لم يجرَّد / وإذ دخلوا ونعلك في الركاب
وإذ ملئت لك الدينا نفاقا / وضاقت بالغباوة والتغابي
وإذ تُقنى المعالي بالتمنى / وإذ يغزَى الأعادي بالسباب
وإذ تعطَى الأريكة في النوادي / وتعطَى التاج في هزل الخطاب
ستنظر إن رفعت بمصر طرفا / رجال الوقت من تلك الصحاب
وقد نبذوا جنابك حين أقوى / وقد لاذوا إلى أقوى جناب
وبالإنجيل قد حلفوا لقوم / كما حلفوا أمامك بالكتاب
يريدون النساء بلا حجاب / ونحن اليوم أولى بالحجاب
فماذا يعلم الأحياء عنا / إذا ما قيل عاد لها عرابي
دام ديويت غانما
دام ديويت غانما / سالما من محاربه
تلك ثيرانه التي / هي إحدى عجائبه
يُشترى اثنان منهما / بعرابي وصاحبه
عندي لكم منتخب
عندي لكم منتخب / فرشحوه واندبوا
هبوا له أصواتكم / وغيره لا تهبوا
في مجلس الشورى له / ألف حساب يحسب
والاحتلال يتقى / آراءه ويرهب
وتنقل التيمس ما / يقوله ويطلب
ذاك فلان ليس من / يقرا ولا من يكتب
لا عالم يملأها / علما ولا مجرّب
وليس بالخطيب إن / قام الملا فخطبوا
مبدؤه لا مبدأ / مشربه لا مشرب
عند الأمير يفترى / عند الوزير يكذب
وإن تكن وشاية / فالمستشار أقرب
عجيبة أموره / والصحف منه أعجب
قالوا له فيها الهما / م الفاضل المهذب
ولقبوه بالسرىّ / الشهم فيما لقبوا
أين النهى يا أمّة / يضحك منها الأجنب
لما رأيت جباه قوم في الثرى
لما رأيت جباه قوم في الثرى / وشفاهم تدلى إلى الأعتاب
وسمعت في طنطا ضراعة قائل / يا أيها البدوىّ فرّج ما بى
ولقيت في الحنفى من يسعى له / برسالة مفتوحة وكتاب
وشهدت في روما كنيسة بطرس / يبلى الشفاه بها حديد الباب
وعلمت أن من القسوس مؤلَّها / يرجى لمغفرة وحسن مآب
أيقنت أن الخلق ضلوا ربهم / يا رب لا تأخذهم بعذاب
روّعوه فتولى مغضبا
روّعوه فتولى مغضبا / أعلمتم كيف ترتاع الظَّبا
خُلقت لاهية ناعمة / ربما روعها مر الصَّبا
لي حبيب كلما قيل له / صدَّق القول وزكّى الريبا
كذب العذال فيما زعموا / أملي في فاتِنِي ما كذبا
لو رأونا والهوى ثالثنا / والدجى يرخى علينا الحجبا
في جوار الليل في ذمته / نذكر الصبح بأن لا يقربا
ملء بردينا عفاف وهوى / حفِظ الحسن وصنت الأدبا
يا غزالا أهِل القلب به / قلبي السفح وأحنى ملعبا
لك ما أحببت من حبته / منهلا عذبا ومرعى طيبا
هو عند المالك الأولى به / كيف أشكو أنه قد سُلبا
إن رأى أبقى على مملوكه / أو رأى أتلفه واحتسبا
لك قدّ سجد البان له / وتمنت لو أقلّته الربى
ولحاظ من معاني سحره / جمع الجفن سهاما وظبى
كان عن ذا لقلبي غنية / ما لقلبي والهوى بعد الصبا
فطرتي لا آخذ القلب بها / خلق الشاعر سمحا طربا
لو جلوا حسنك أو غنوا به / للبيد في الثمانين صبا
أيها النفس تجدَّين سدى / هل رأيت العيش إلا لعبا
جربي الدنيا تهن عند ما / أهون الدنيا على من جربا
نلتِ في ما نلت من مظهرها / ومنحت الخلد ذكرا ونبا
أنا في دنياى أوآخرتي / شاعر النيل وحسبي لقبا
أرد الكوثر إلا أنني / لا أرى الكوثر منه أعذبا
شرفا صاحب مصر شرفا / فتً في هذا المقام الشهبا
كيفما ئشت تفرد بالعلى / نسبا آنا وآنا حسبا
أنت إن عد خواقين الورى / خيرهم جدّا وأزكاهم أبا
أُنشر العرفان واجمع أمة / مثلت في العالمين العربا
كل يوم آية دلت على / أن للعلم القُوى والغلبا
لو بنوا فوق السهى مملكة / لوجدت العلم فيها الطنبا
سُلّم الناس إلى المجد إذا / طلبوا سلمه والسببا
ربِّ بالهجرة بالداعي لها / بالذي هاجر ممن صحبا
إجعل العام رضا الإسلام أو / بلغ الإِسلام فيه مأربا
وأجِره منعما من أمم / كان رأسا حين كانوا الذنبا
حكموا فيه وفي خيراته / وغدوا أهلا وأمسى اجنبا
يا مراد الدهر من أعوامه / ما أتى من وفدها أو ذهبا
هو ذا العام وذى أيامه / جددا تهدى السعود القشبا
فز بها واحيَى إلى أمثالها / عدد الساعات منها حقبا
يا طيف من أهوى جعلت لك الفدا
يا طيف من أهوى جعلت لك الفدا / أكلا كما عن ناظريّ يغيب
عذر الحبيب هو الرقيب عدمته / قل لي بعيشك هل عليك رقيب
لقد لامني يا هند في الحب لائم
لقد لامني يا هند في الحب لائم / محب إذا عُدّ الصحاب حبيب
فما هو بالواشي على مذهب الهوى / ولا هو في شرع الغرام مريبُ
وصفت له من أنتِ ثم جرى لنا / حديثٌ يهمُ العاشقين عجيبُ
وقلت له صبراً فكل أخي هوى / على يد من يهواه سوف يتوب
يقولون عن مصر بلاد عجائب
يقولون عن مصر بلاد عجائب / نعم ظهرت في أرض مصر العجائب
تقدّم فيها القائلون لشبهة / ونيلت بسجن الأبرياء المناصب
وأخر فيها كل أهل لرفعة / وقدم فهمي وحده والأقارب
فيالورد هذا الحكم والله مطلق / ومن مطلق الأحكام تأتي المصائب
ولم يبق إلا أنت فينا وقيصر / وقيصر مغلوب وإن قيل غالب
اللورد قال صراحة
اللورد قال صراحة / زغلولنا سنجربه
ونزقه ونسوسه / ونحبه ونقربه
فإذا تكامل ريشه / وبدا هناك تقلبه
ومشى كسائر قومه / في بردتيه تعصبه
فهناك دنلوب ومن / من شكله سندنلبه
زين الملوك الصيد مر بزينتي
زين الملوك الصيد مر بزينتي / كرما وباب الله طاف ببابي
يا ليلة القدر التي بلغتها / ما فيك بعد اليوم من مرتاب
ما كنت أهلا للنوال وإنما / نفحات أحمد فوق كل حساب
لما بلغت السؤل ليلة مدحه / بعث الملوك يعظمون جنابي
بدران بدر في السماء منوّر / وأخوه فوق الأرض نور رحابي
هاذ ابن هانئ نال ما قد نلت من / حسب نُدل به على الأحساب
قد كان يسعى للرشيد ببابه / فسعى الرشيد إليه وهو بباب
يا قصر رأس التين قم في غد
يا قصر رأس التين قم في غد / رحب بعبد الله زين الشباب
وقل له يفديك نوّابنا / يا خير من عن جيرة الله ناب
أبوك في مكة دار لهم / وأنت في المجلس للدار باب
ضفتم جنابا عاليا طاهرا / ضاف لكم بالأمس أزكى جناب
تحويكما مائدة في غد / نجِلها مثل التي في الكتاب
الحب والإخلاص ألوانها / وصادق الودّ عليها شراب
أحسن ما قد ذقتما فوقها / مالذ قد من ذكر أبيك وطاب
والمسلمون اليوم في حاجة / إلى آئتلاف كائتلاف الصحاب
هبنا قطيعا هائما سائما / لو أتحدنا خشيتنا الذئاب
في ظل رايات إما الهدى / وليس في الإمام آرتياب
أبوك زاد الله في قدره / قد جاءني بالأمس منه كتاب
ما قوتي ما قيمتي من أنا / بالله قم عني بردّ الجواب
كتابه نعمى وخير الذي / نال الفتى مالم يكن في الحساب
إن أنت وافيت فروقا وقد / ألبسها آذا قشب الثيبا
وتوّج النبت رؤوس الربى / ومزقت شمس النهار النقاب
وضمك المجلس في صدره / وقرّض صحبٌ أعينا بالإياب
بلِّغ سليمان النهى والحجى / شوقي وبالغ منعما في الخطاب
وادن لدى المجلس من قاسم / وقل له محتشما في العتاب
جدة يا صباح تقاسى الظما / وأنت ما بين المياه العذاب
ثم ارفع الصوت يجئك الصدى / من مجلس ونادى الصواب
بيتكمو أبا لهب
بيتكمو أبا لهب / أكبر بيت في العرب
تالله لو آمنتم / ما قيل في القرآن تب
أنتم وإبليس لكم / في النار أرفع النسب
والله مأمول الرضى / في الخلق مأمون الغضب
فربما عُينت في ال / نار لتحمل الحطب
أو لتطوف بالألى / هناك من أهل الطرب
كحافظ أخي النهى / أو كالنواسي ذى الأدب
أو مثل مطران الذي / أقبل يوما وانقلب
أو كأبي اللطف الذي / أمنَّه الله العطب
أو كأبي الإِشاد من / لسوء حظ قد خطب
لكن أرى مستغربا / من أهل مجد وأدب
من عِترة الصِدِّيق من / ساد وفاز وغلب
ومن به عن دينه / فرّج الله الكرب
إني لأجل جدّه / أفطرت من غير سبب
محترما معظِّما / مبجلا هذا النسب
وكنت أرجو أنني / أنال كيسا من ذهب
عاداتهم في زمن / يا للرجال قد ذهب
فمالهم قد منحو / ك منهمُ شر لقب
إذ جئتهم في جبة / تزرى بأنفس الجبب
منَّعما مهفهفا / تليس قفطانا عجب
آل أبى بكر لكم / في الناس أرفع الرتب
قمتم عن السادات مَن / حبا وأعطى ووهب
وكان في ليلته / مقرِّبا من اقترب
يمنح من شاء الكنى / مجاملا لمن طلب
فما لكم من بعده / أتيتم ما لا يجب
لقبتم أبا الضيا / ضيفكم أبا لهب
أشرق عباس على شعبه
أشرق عباس على شعبه / كأنه المأمون في ركبه
زار رعاياه فأغناهم / عن زورة الغيث وعن خصبه
واستبشر القطر فأهلوه في / أمنٍ مِن العام ومِن جدبه
مرّبهم والأرض في جنة / ربيعها يختال من عجبه
فزادها طيبا على طيبها / وزادهم يسرا فأهلا به
ماجت دمنهو بسكانها / وهزها الشوق إلى قربه
فأقبلت تسعى إلى حضرة / ما إن لها في البر من مشبه
ترجو قبولا علها ترتوى / من مورد تهفو إلى عذبه
يا لابس التاجين عش سالما / ترعاك عين الله من حجبه
يا أبا عاصم وداع أخ كا
يا أبا عاصم وداع أخ كا / ن وراء البحار يوم احتجابك
جسمه يوم سرت بالغرب ثاوٍ / بيد أن الفؤاد خلف ركابك
عبرات على التنائي أعانت / أدمع الحاضرين من أحبابك
كانت الخمس الاغترابي حدّا / أى حدّ تُرى لطول اغترابك
ما ملكت الإياب حتى دهتني / صحف آذنت بطىّ كتابك
ناعيات نفح الربى من سجايا / ك وزهر الرياض من آدابك
وودادا على الزمان كريما / سبكت تبره الليالي السوابك
أى أعواد منبر لم تطأها / واسع الخطو في عنان خطابك
كل يوم من البلاغة وشى / فارسيّ وأنت للوشي حابك
وسيول من الفصاحة تترى / بين واديك جريها وشعابك
كنت كالدهر هممة في الثمان / ين فما أنت في زمان شبابك
وإذا جرّت المحاماة ذيلا / ونميناه كان فضل ثيابك
كنت في صرحك المشيد أساسا / أنت والمحسنون من أترابك
وإذا لم يكن ثوابك للغر / س فلا خير للجَنىَ في ثوابك
فاجعل السابقين في كل فضل / أوّل الآخذين من إعجابك
يا قريب الجواب في الفصل والهز / ل عزيز علىّ بطء جوابك
لست أنساك والضيوف على الرح / ب بناديك والعفاة ببابك
طيبات تقدمتك إلى الأخ / رى وخير أقام في أعقابك
اطَّرح واسترح فكل خليل / سوف يدنو ترابه من ترابك
كلما مر من مصابك عام / وجدت مصر جدّة لمصابك
تقريظ أعيان الكتب
تقريظ أعيان الكتب / باب يعدّ من الأدب
فيه استزادة محسن / وقضاء حق قد وجب
وتبرع بالفضل من / متأدّب يرعى السبب
أدب الأولى سلفوا فلي / س بمن تحدّاهم عجب
ليس المقرظ ناقدا / إن لم يجد عيبا طلب
عين المفرّظ لا تم / ر على المآخذ والريب
يغشى المناجم لا يرى / في جنحها غير الذهب
ديوان توفيق أح / ب من الطِلا تحت الحبب
والذ من مترنم / في فرعه ينشى الطرب
بين النسيم وبين أب / يات النسيب به نسب
وإذا أشار بمدحة / شاد المكارم والحسب
وإذا رمى خِطط الحما / سة قلت قسورة وثب
فاقرأه وانتظر المزي / د من الطرائف والنخب
لا تعجلن على الربى / حتى توشيها السحب
أبني أباظة إن رافع بيتكم
أبني أباظة إن رافع بيتكم / جعل المكارم فيه والأحسابا
جاء الكرام بكم فيما قصرتمو / عن والد وولدتمو الأنجابا
جربت ودّ شبابكم وكهولكم / فوجدت شيبا عليَة وشبابا
اختالت الشرقية الكبرى بكم / وجلت فتاكم في البيان شهابا
لَسِنٌ إذا صعد المنابر أو نضا / قلما شأى الخطباء والكتابا
وتراه أرفع أن يقول دنّية / يوم الخصومة أو يخط سبابا
لا يخدم الأمم الرجال إذا همو / لم يخدموا الأخلاق والآدابا
فكرى أذقت اليوم عفو بلاغة / وزففت محضا للنهى ولبابا
من كل فاكهة وكل فكاهة / هيأت نحلا واتخذت شرابا
ما زلت تنثر كل طيبة الشذى / حتى جمعت من الزهور كتابا
فأتى ألذ من الربيع وعهده / فضلا وأمتع في البدائع بابا
تلك الرسائل لو شكوت بها الهوى / عطفت على أهل الهوى الأحبابا
عاتبت فيها الحادثات بحكمة / حتى لكدت تلينهن عتابا
ولو استطعت شفيت من أضغانها / شِيَعَ الرجال بمصر والأحزابا
سما يناغى الشهبا
سما يناغى الشهبا / هل مسها فالتهبا
كالديدبان ألزمو / ه في البحار مرقبا
شيَّع منه مركبا / وقام يلقى مركبا
بشر بالدار وبالأ / هل السُّراة الغيبا
وخط بالنور على / لوح الظلام مرحبا
كالبارق الملِحِّ لم / يولِّ إلا عقّبا
مشى على الماء وجا / ب كالمسيح العبيا
وقام في موضعه / مستشرفا منقِّبا
يرمى إلى الظلام طر / فا حائرا مذبذبا
كنمِر أدار عين / نًا في الدجى وقلبا
كبصر الأعشى أصا / ب في الظلام ونبا
وكالسراج في يد ال / ريح أضاء وخبا
كلمحة من خاطر / ما جاء حتى ذهبا
مجتنِب العالم في / عزلته مجتنَبا
إلا شراعا ضل أو / فلكا يقاسي العطبا
وكان حارس المنا / ر رجلا مهذبا
يهوى الحياة ويح / ب العيش سهلا طيبا
أتت عليه سنوا / ت مبعدا مغرّبا
لم ير فيها زوجه / ولا ابنه المحببا
فحين عيل صبره / على القضاء عتبا
وقال ربى كم أعي / ش عانيا معذبا
ولا أرى أهلي ولا / أرى صِحابي الغيبا
ولا أرى فوقي ولا / تحتيَ إلا غيهبا
والناس فوق الأرض في / ظل القصور والربى
وكان دلفين من ال / حارس ثم اقتربا
أتى من الشط فدب / ب في الصخور وحبا
وكان قد راعى الخطي / ب ووعى ما خطبا
فقال يا حارس خل ال / سخط والتعتّبا
من يسعف الناس إذا / نودي كلٌّ فأبى
وضاق بالإسعاف من / كان لذاك أنتُدبا
ما الناس إخوتي ولا / آدم كان لي أبا
انظر إلىّ كيف أق / ضى لهمُ ما وجبا
قد عشت في خدمتهم / ولا تراني تعبا
كم من غريق قمت عن / د رأسه مطبِّبا
وكان جسما هامدا / حركته فاضطربا
وكنت وطَّأت له / مناكبي فركبا
حتى أتى الشط فبش / ش من به ورحبا
وطاردوني فانقلب / ت خاسرا مخيبا
ما نلت منهم فضة / ولا منحت ذهبا
وما الجزاء لا تسل / كان الجزاء عجبا
ألقوا علىّ شبكا / وقطعوني إربا
واتخذ الصناع من / شحمىَ زيتا طيبا
ولم يزل إسعافهم / لي في الحياة مذهبا
ولم يزل سجيتي / وعملي المحببا
إذا سمعت صرخة / طرت إليها طربا
لا أجد المسعف إ / لاَّ ملَكا مقرّبا
والمسعفون في غد / يؤلفون موكبا
يقول رضوان لهم / هيا ادخلوها مرحبا
مذنبكم قد غفر الل / ه له ما أذنبا
ويوم من صَبا آذار حلوٍ
ويوم من صَبا آذار حلوٍ / فقدناه وما بلغ الشبابا
تَصَوَّر من حلى النيروز وجها / وَجمَّع من زخارفه إهابا
فَرَاق صباحه صحوا وزهوا / ولذَّ ضحاه حاشية وطابا
تناثر في البطاح حلى وأوفى / على الآفاق فانتظم الهضابا
وسالت شمسه في البحر تبرا / على مثل الزمرد حين ذابا
كأن نسيمه نفَس العذارى / طعمن الشهد أو ذقن الخبايا
تمناه ابن عباد صبوحا / إذا حث المزاهر والشرابا
وما قدَّرت أن سيجنّ ظهرا / ولم تكن القيامة لي حسابا
تشعَّث لِمة واغبر وجها / ودلَّى مِشفرا وأفترنابا
وبدَّل حسن ذاك السمت قبحا / وأصناف النعيم به عذابا
وضج البحر حتى خِيل موسى / أتى بعصاه أو فرعون آبا
وأبرق في العباب كأن سرا / بأسطول الجزيرة قد أهابا
كأن شعاعها في الثلج نار / لفارس حولها ضربوا القبابا
أو الحسناء يوم العرس جنَّت / فمزقتِ الغلائل والنقابا
فمن سَحَر السماء فأمطرتنا / فكان الدر والذهب الذهابا
تروق العين من بيضاء حال / كما تَرَّبتَ بالتِبر الكتابا
منادف عسجد ظفرت بقطن / فما تألوه ندفا وانتهابا
وقطَّعن الثلوج لكل روض / وكل خميلة منها ثيابا
فمن صور مجللة فِراء / ووِلدان مسربلة جبايا
وإن موليير نجم لا أفول له
وإن موليير نجم لا أفول له / وأن تغيب في الأحقاب واحتجبا
شريعة من بيان الغرب صافية / وإن يك الشرق أحيانا بها شربا
وآية الأدب الرّومَى في لغة / لم تُخل من سرها عجما ولا عربا
لو استطاع ذووها من عنايتهم / بنشرها علّموها الجن والشهبا
فاحفظ لسانك واجهد في صيانته / كما يصون الكريم العرض والحسبا
كأنما كانت الدنيا على يده / يصوِّر الناس عنها كلما كَتبا
إذا مضى يعرض الأخلاق عارية / أراك من كل نفس صورة عجبا
يأتي النفوس فينضُو عن طبائعها / سترا ويهتك عن أهوالها الحجبا
فربما ازددت علما بالبخيل وإن / نشأت تلقاه جَدا أو تراه أبا
وقد يزيدك بالكذاب معرفة / وأنت تضحى وتمسى تسمع الكذبا
وقد يريك أخا الوجهين منكشفا / وأنت تلقاه في الإِخوان منتقبا