القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد شَوقي الكل
المجموع : 71
قالوا حبيب أنت تطرى شعره
قالوا حبيب أنت تطرى شعره / من ذا الذي لم يطر شعر حبيب
من كان في ريب فذا ديوانه / راح العقول وكأس كل أديب
أوعى لأحمد والوليد كليهما / شمم المديح ورقة التشبيب
كم فيه من مثَل يسير وحكمة / تبقى على الدنيا بقاء عسيب
يا حافظ الآداب والبطلَ الذي / يرجى ليوم في البلاد عصيب
قل للأولى خصوا اللآلئ بالهوى / مثقوبة أو غير ذات ثقوب
لا تسألوا الأصداف ماذا أُودِعَت / في هذه الأوراق كلُّ عجيب
صغار في الذهاب وفي الإياب
صغار في الذهاب وفي الإياب / أهذا كل شأنك يا عرابي
عفا عنك الأباعد والأداني / فمن يعفو عن الوطن المصاب
وما سألوا بنيك ولا بنينا / ولا ألتفتوا إلى القوم الغضاب
فعش في مصر موفور المعالي / رفيع الذكر مقتبل الشباب
أفرق بين سيلان ومصر / وفي كلتيهما حمر الثياب
يتوب عليك من منفاك فيها / أناس منك أولى بالمتاب
ولا والله ما ملكوا متابا / ولا ملكوا القديم من العقاب
ولا ساووك في صدق الطوايا / وإن ساووك في الشيم الكذاب
حكومة ذلة وسراة جهل / كعهدك إذ تحييك الطوابي
وإذ ضربوا وسيفك لم يجرَّد / وإذ دخلوا ونعلك في الركاب
وإذ ملئت لك الدينا نفاقا / وضاقت بالغباوة والتغابي
وإذ تُقنى المعالي بالتمنى / وإذ يغزَى الأعادي بالسباب
وإذ تعطَى الأريكة في النوادي / وتعطَى التاج في هزل الخطاب
ستنظر إن رفعت بمصر طرفا / رجال الوقت من تلك الصحاب
وقد نبذوا جنابك حين أقوى / وقد لاذوا إلى أقوى جناب
وبالإنجيل قد حلفوا لقوم / كما حلفوا أمامك بالكتاب
يريدون النساء بلا حجاب / ونحن اليوم أولى بالحجاب
فماذا يعلم الأحياء عنا / إذا ما قيل عاد لها عرابي
دام ديويت غانما
دام ديويت غانما / سالما من محاربه
تلك ثيرانه التي / هي إحدى عجائبه
يُشترى اثنان منهما / بعرابي وصاحبه
عندي لكم منتخب
عندي لكم منتخب / فرشحوه واندبوا
هبوا له أصواتكم / وغيره لا تهبوا
في مجلس الشورى له / ألف حساب يحسب
والاحتلال يتقى / آراءه ويرهب
وتنقل التيمس ما / يقوله ويطلب
ذاك فلان ليس من / يقرا ولا من يكتب
لا عالم يملأها / علما ولا مجرّب
وليس بالخطيب إن / قام الملا فخطبوا
مبدؤه لا مبدأ / مشربه لا مشرب
عند الأمير يفترى / عند الوزير يكذب
وإن تكن وشاية / فالمستشار أقرب
عجيبة أموره / والصحف منه أعجب
قالوا له فيها الهما / م الفاضل المهذب
ولقبوه بالسرىّ / الشهم فيما لقبوا
أين النهى يا أمّة / يضحك منها الأجنب
لما رأيت جباه قوم في الثرى
لما رأيت جباه قوم في الثرى / وشفاهم تدلى إلى الأعتاب
وسمعت في طنطا ضراعة قائل / يا أيها البدوىّ فرّج ما بى
ولقيت في الحنفى من يسعى له / برسالة مفتوحة وكتاب
وشهدت في روما كنيسة بطرس / يبلى الشفاه بها حديد الباب
وعلمت أن من القسوس مؤلَّها / يرجى لمغفرة وحسن مآب
أيقنت أن الخلق ضلوا ربهم / يا رب لا تأخذهم بعذاب
روّعوه فتولى مغضبا
روّعوه فتولى مغضبا / أعلمتم كيف ترتاع الظَّبا
خُلقت لاهية ناعمة / ربما روعها مر الصَّبا
لي حبيب كلما قيل له / صدَّق القول وزكّى الريبا
كذب العذال فيما زعموا / أملي في فاتِنِي ما كذبا
لو رأونا والهوى ثالثنا / والدجى يرخى علينا الحجبا
في جوار الليل في ذمته / نذكر الصبح بأن لا يقربا
ملء بردينا عفاف وهوى / حفِظ الحسن وصنت الأدبا
يا غزالا أهِل القلب به / قلبي السفح وأحنى ملعبا
لك ما أحببت من حبته / منهلا عذبا ومرعى طيبا
هو عند المالك الأولى به / كيف أشكو أنه قد سُلبا
إن رأى أبقى على مملوكه / أو رأى أتلفه واحتسبا
لك قدّ سجد البان له / وتمنت لو أقلّته الربى
ولحاظ من معاني سحره / جمع الجفن سهاما وظبى
كان عن ذا لقلبي غنية / ما لقلبي والهوى بعد الصبا
فطرتي لا آخذ القلب بها / خلق الشاعر سمحا طربا
لو جلوا حسنك أو غنوا به / للبيد في الثمانين صبا
أيها النفس تجدَّين سدى / هل رأيت العيش إلا لعبا
جربي الدنيا تهن عند ما / أهون الدنيا على من جربا
نلتِ في ما نلت من مظهرها / ومنحت الخلد ذكرا ونبا
أنا في دنياى أوآخرتي / شاعر النيل وحسبي لقبا
أرد الكوثر إلا أنني / لا أرى الكوثر منه أعذبا
شرفا صاحب مصر شرفا / فتً في هذا المقام الشهبا
كيفما ئشت تفرد بالعلى / نسبا آنا وآنا حسبا
أنت إن عد خواقين الورى / خيرهم جدّا وأزكاهم أبا
أُنشر العرفان واجمع أمة / مثلت في العالمين العربا
كل يوم آية دلت على / أن للعلم القُوى والغلبا
لو بنوا فوق السهى مملكة / لوجدت العلم فيها الطنبا
سُلّم الناس إلى المجد إذا / طلبوا سلمه والسببا
ربِّ بالهجرة بالداعي لها / بالذي هاجر ممن صحبا
إجعل العام رضا الإسلام أو / بلغ الإِسلام فيه مأربا
وأجِره منعما من أمم / كان رأسا حين كانوا الذنبا
حكموا فيه وفي خيراته / وغدوا أهلا وأمسى اجنبا
يا مراد الدهر من أعوامه / ما أتى من وفدها أو ذهبا
هو ذا العام وذى أيامه / جددا تهدى السعود القشبا
فز بها واحيَى إلى أمثالها / عدد الساعات منها حقبا
يا طيف من أهوى جعلت لك الفدا
يا طيف من أهوى جعلت لك الفدا / أكلا كما عن ناظريّ يغيب
عذر الحبيب هو الرقيب عدمته / قل لي بعيشك هل عليك رقيب
لقد لامني يا هند في الحب لائم
لقد لامني يا هند في الحب لائم / محب إذا عُدّ الصحاب حبيب
فما هو بالواشي على مذهب الهوى / ولا هو في شرع الغرام مريبُ
وصفت له من أنتِ ثم جرى لنا / حديثٌ يهمُ العاشقين عجيبُ
وقلت له صبراً فكل أخي هوى / على يد من يهواه سوف يتوب
يقولون عن مصر بلاد عجائب
يقولون عن مصر بلاد عجائب / نعم ظهرت في أرض مصر العجائب
تقدّم فيها القائلون لشبهة / ونيلت بسجن الأبرياء المناصب
وأخر فيها كل أهل لرفعة / وقدم فهمي وحده والأقارب
فيالورد هذا الحكم والله مطلق / ومن مطلق الأحكام تأتي المصائب
ولم يبق إلا أنت فينا وقيصر / وقيصر مغلوب وإن قيل غالب
اللورد قال صراحة
اللورد قال صراحة / زغلولنا سنجربه
ونزقه ونسوسه / ونحبه ونقربه
فإذا تكامل ريشه / وبدا هناك تقلبه
ومشى كسائر قومه / في بردتيه تعصبه
فهناك دنلوب ومن / من شكله سندنلبه
زين الملوك الصيد مر بزينتي
زين الملوك الصيد مر بزينتي / كرما وباب الله طاف ببابي
يا ليلة القدر التي بلغتها / ما فيك بعد اليوم من مرتاب
ما كنت أهلا للنوال وإنما / نفحات أحمد فوق كل حساب
لما بلغت السؤل ليلة مدحه / بعث الملوك يعظمون جنابي
بدران بدر في السماء منوّر / وأخوه فوق الأرض نور رحابي
هاذ ابن هانئ نال ما قد نلت من / حسب نُدل به على الأحساب
قد كان يسعى للرشيد ببابه / فسعى الرشيد إليه وهو بباب
يا قصر رأس التين قم في غد
يا قصر رأس التين قم في غد / رحب بعبد الله زين الشباب
وقل له يفديك نوّابنا / يا خير من عن جيرة الله ناب
أبوك في مكة دار لهم / وأنت في المجلس للدار باب
ضفتم جنابا عاليا طاهرا / ضاف لكم بالأمس أزكى جناب
تحويكما مائدة في غد / نجِلها مثل التي في الكتاب
الحب والإخلاص ألوانها / وصادق الودّ عليها شراب
أحسن ما قد ذقتما فوقها / مالذ قد من ذكر أبيك وطاب
والمسلمون اليوم في حاجة / إلى آئتلاف كائتلاف الصحاب
هبنا قطيعا هائما سائما / لو أتحدنا خشيتنا الذئاب
في ظل رايات إما الهدى / وليس في الإمام آرتياب
أبوك زاد الله في قدره / قد جاءني بالأمس منه كتاب
ما قوتي ما قيمتي من أنا / بالله قم عني بردّ الجواب
كتابه نعمى وخير الذي / نال الفتى مالم يكن في الحساب
إن أنت وافيت فروقا وقد / ألبسها آذا قشب الثيبا
وتوّج النبت رؤوس الربى / ومزقت شمس النهار النقاب
وضمك المجلس في صدره / وقرّض صحبٌ أعينا بالإياب
بلِّغ سليمان النهى والحجى / شوقي وبالغ منعما في الخطاب
وادن لدى المجلس من قاسم / وقل له محتشما في العتاب
جدة يا صباح تقاسى الظما / وأنت ما بين المياه العذاب
ثم ارفع الصوت يجئك الصدى / من مجلس ونادى الصواب
بيتكمو أبا لهب
بيتكمو أبا لهب / أكبر بيت في العرب
تالله لو آمنتم / ما قيل في القرآن تب
أنتم وإبليس لكم / في النار أرفع النسب
والله مأمول الرضى / في الخلق مأمون الغضب
فربما عُينت في ال / نار لتحمل الحطب
أو لتطوف بالألى / هناك من أهل الطرب
كحافظ أخي النهى / أو كالنواسي ذى الأدب
أو مثل مطران الذي / أقبل يوما وانقلب
أو كأبي اللطف الذي / أمنَّه الله العطب
أو كأبي الإِشاد من / لسوء حظ قد خطب
لكن أرى مستغربا / من أهل مجد وأدب
من عِترة الصِدِّيق من / ساد وفاز وغلب
ومن به عن دينه / فرّج الله الكرب
إني لأجل جدّه / أفطرت من غير سبب
محترما معظِّما / مبجلا هذا النسب
وكنت أرجو أنني / أنال كيسا من ذهب
عاداتهم في زمن / يا للرجال قد ذهب
فمالهم قد منحو / ك منهمُ شر لقب
إذ جئتهم في جبة / تزرى بأنفس الجبب
منَّعما مهفهفا / تليس قفطانا عجب
آل أبى بكر لكم / في الناس أرفع الرتب
قمتم عن السادات مَن / حبا وأعطى ووهب
وكان في ليلته / مقرِّبا من اقترب
يمنح من شاء الكنى / مجاملا لمن طلب
فما لكم من بعده / أتيتم ما لا يجب
لقبتم أبا الضيا / ضيفكم أبا لهب
أشرق عباس على شعبه
أشرق عباس على شعبه / كأنه المأمون في ركبه
زار رعاياه فأغناهم / عن زورة الغيث وعن خصبه
واستبشر القطر فأهلوه في / أمنٍ مِن العام ومِن جدبه
مرّبهم والأرض في جنة / ربيعها يختال من عجبه
فزادها طيبا على طيبها / وزادهم يسرا فأهلا به
ماجت دمنهو بسكانها / وهزها الشوق إلى قربه
فأقبلت تسعى إلى حضرة / ما إن لها في البر من مشبه
ترجو قبولا علها ترتوى / من مورد تهفو إلى عذبه
يا لابس التاجين عش سالما / ترعاك عين الله من حجبه
يا أبا عاصم وداع أخ كا
يا أبا عاصم وداع أخ كا / ن وراء البحار يوم احتجابك
جسمه يوم سرت بالغرب ثاوٍ / بيد أن الفؤاد خلف ركابك
عبرات على التنائي أعانت / أدمع الحاضرين من أحبابك
كانت الخمس الاغترابي حدّا / أى حدّ تُرى لطول اغترابك
ما ملكت الإياب حتى دهتني / صحف آذنت بطىّ كتابك
ناعيات نفح الربى من سجايا / ك وزهر الرياض من آدابك
وودادا على الزمان كريما / سبكت تبره الليالي السوابك
أى أعواد منبر لم تطأها / واسع الخطو في عنان خطابك
كل يوم من البلاغة وشى / فارسيّ وأنت للوشي حابك
وسيول من الفصاحة تترى / بين واديك جريها وشعابك
كنت كالدهر هممة في الثمان / ين فما أنت في زمان شبابك
وإذا جرّت المحاماة ذيلا / ونميناه كان فضل ثيابك
كنت في صرحك المشيد أساسا / أنت والمحسنون من أترابك
وإذا لم يكن ثوابك للغر / س فلا خير للجَنىَ في ثوابك
فاجعل السابقين في كل فضل / أوّل الآخذين من إعجابك
يا قريب الجواب في الفصل والهز / ل عزيز علىّ بطء جوابك
لست أنساك والضيوف على الرح / ب بناديك والعفاة ببابك
طيبات تقدمتك إلى الأخ / رى وخير أقام في أعقابك
اطَّرح واسترح فكل خليل / سوف يدنو ترابه من ترابك
كلما مر من مصابك عام / وجدت مصر جدّة لمصابك
تقريظ أعيان الكتب
تقريظ أعيان الكتب / باب يعدّ من الأدب
فيه استزادة محسن / وقضاء حق قد وجب
وتبرع بالفضل من / متأدّب يرعى السبب
أدب الأولى سلفوا فلي / س بمن تحدّاهم عجب
ليس المقرظ ناقدا / إن لم يجد عيبا طلب
عين المفرّظ لا تم / ر على المآخذ والريب
يغشى المناجم لا يرى / في جنحها غير الذهب
ديوان توفيق أح / ب من الطِلا تحت الحبب
والذ من مترنم / في فرعه ينشى الطرب
بين النسيم وبين أب / يات النسيب به نسب
وإذا أشار بمدحة / شاد المكارم والحسب
وإذا رمى خِطط الحما / سة قلت قسورة وثب
فاقرأه وانتظر المزي / د من الطرائف والنخب
لا تعجلن على الربى / حتى توشيها السحب
أبني أباظة إن رافع بيتكم
أبني أباظة إن رافع بيتكم / جعل المكارم فيه والأحسابا
جاء الكرام بكم فيما قصرتمو / عن والد وولدتمو الأنجابا
جربت ودّ شبابكم وكهولكم / فوجدت شيبا عليَة وشبابا
اختالت الشرقية الكبرى بكم / وجلت فتاكم في البيان شهابا
لَسِنٌ إذا صعد المنابر أو نضا / قلما شأى الخطباء والكتابا
وتراه أرفع أن يقول دنّية / يوم الخصومة أو يخط سبابا
لا يخدم الأمم الرجال إذا همو / لم يخدموا الأخلاق والآدابا
فكرى أذقت اليوم عفو بلاغة / وزففت محضا للنهى ولبابا
من كل فاكهة وكل فكاهة / هيأت نحلا واتخذت شرابا
ما زلت تنثر كل طيبة الشذى / حتى جمعت من الزهور كتابا
فأتى ألذ من الربيع وعهده / فضلا وأمتع في البدائع بابا
تلك الرسائل لو شكوت بها الهوى / عطفت على أهل الهوى الأحبابا
عاتبت فيها الحادثات بحكمة / حتى لكدت تلينهن عتابا
ولو استطعت شفيت من أضغانها / شِيَعَ الرجال بمصر والأحزابا
سما يناغى الشهبا
سما يناغى الشهبا / هل مسها فالتهبا
كالديدبان ألزمو / ه في البحار مرقبا
شيَّع منه مركبا / وقام يلقى مركبا
بشر بالدار وبالأ / هل السُّراة الغيبا
وخط بالنور على / لوح الظلام مرحبا
كالبارق الملِحِّ لم / يولِّ إلا عقّبا
مشى على الماء وجا / ب كالمسيح العبيا
وقام في موضعه / مستشرفا منقِّبا
يرمى إلى الظلام طر / فا حائرا مذبذبا
كنمِر أدار عين / نًا في الدجى وقلبا
كبصر الأعشى أصا / ب في الظلام ونبا
وكالسراج في يد ال / ريح أضاء وخبا
كلمحة من خاطر / ما جاء حتى ذهبا
مجتنِب العالم في / عزلته مجتنَبا
إلا شراعا ضل أو / فلكا يقاسي العطبا
وكان حارس المنا / ر رجلا مهذبا
يهوى الحياة ويح / ب العيش سهلا طيبا
أتت عليه سنوا / ت مبعدا مغرّبا
لم ير فيها زوجه / ولا ابنه المحببا
فحين عيل صبره / على القضاء عتبا
وقال ربى كم أعي / ش عانيا معذبا
ولا أرى أهلي ولا / أرى صِحابي الغيبا
ولا أرى فوقي ولا / تحتيَ إلا غيهبا
والناس فوق الأرض في / ظل القصور والربى
وكان دلفين من ال / حارس ثم اقتربا
أتى من الشط فدب / ب في الصخور وحبا
وكان قد راعى الخطي / ب ووعى ما خطبا
فقال يا حارس خل ال / سخط والتعتّبا
من يسعف الناس إذا / نودي كلٌّ فأبى
وضاق بالإسعاف من / كان لذاك أنتُدبا
ما الناس إخوتي ولا / آدم كان لي أبا
انظر إلىّ كيف أق / ضى لهمُ ما وجبا
قد عشت في خدمتهم / ولا تراني تعبا
كم من غريق قمت عن / د رأسه مطبِّبا
وكان جسما هامدا / حركته فاضطربا
وكنت وطَّأت له / مناكبي فركبا
حتى أتى الشط فبش / ش من به ورحبا
وطاردوني فانقلب / ت خاسرا مخيبا
ما نلت منهم فضة / ولا منحت ذهبا
وما الجزاء لا تسل / كان الجزاء عجبا
ألقوا علىّ شبكا / وقطعوني إربا
واتخذ الصناع من / شحمىَ زيتا طيبا
ولم يزل إسعافهم / لي في الحياة مذهبا
ولم يزل سجيتي / وعملي المحببا
إذا سمعت صرخة / طرت إليها طربا
لا أجد المسعف إ / لاَّ ملَكا مقرّبا
والمسعفون في غد / يؤلفون موكبا
يقول رضوان لهم / هيا ادخلوها مرحبا
مذنبكم قد غفر الل / ه له ما أذنبا
ويوم من صَبا آذار حلوٍ
ويوم من صَبا آذار حلوٍ / فقدناه وما بلغ الشبابا
تَصَوَّر من حلى النيروز وجها / وَجمَّع من زخارفه إهابا
فَرَاق صباحه صحوا وزهوا / ولذَّ ضحاه حاشية وطابا
تناثر في البطاح حلى وأوفى / على الآفاق فانتظم الهضابا
وسالت شمسه في البحر تبرا / على مثل الزمرد حين ذابا
كأن نسيمه نفَس العذارى / طعمن الشهد أو ذقن الخبايا
تمناه ابن عباد صبوحا / إذا حث المزاهر والشرابا
وما قدَّرت أن سيجنّ ظهرا / ولم تكن القيامة لي حسابا
تشعَّث لِمة واغبر وجها / ودلَّى مِشفرا وأفترنابا
وبدَّل حسن ذاك السمت قبحا / وأصناف النعيم به عذابا
وضج البحر حتى خِيل موسى / أتى بعصاه أو فرعون آبا
وأبرق في العباب كأن سرا / بأسطول الجزيرة قد أهابا
كأن شعاعها في الثلج نار / لفارس حولها ضربوا القبابا
أو الحسناء يوم العرس جنَّت / فمزقتِ الغلائل والنقابا
فمن سَحَر السماء فأمطرتنا / فكان الدر والذهب الذهابا
تروق العين من بيضاء حال / كما تَرَّبتَ بالتِبر الكتابا
منادف عسجد ظفرت بقطن / فما تألوه ندفا وانتهابا
وقطَّعن الثلوج لكل روض / وكل خميلة منها ثيابا
فمن صور مجللة فِراء / ووِلدان مسربلة جبايا
وإن موليير نجم لا أفول له
وإن موليير نجم لا أفول له / وأن تغيب في الأحقاب واحتجبا
شريعة من بيان الغرب صافية / وإن يك الشرق أحيانا بها شربا
وآية الأدب الرّومَى في لغة / لم تُخل من سرها عجما ولا عربا
لو استطاع ذووها من عنايتهم / بنشرها علّموها الجن والشهبا
فاحفظ لسانك واجهد في صيانته / كما يصون الكريم العرض والحسبا
كأنما كانت الدنيا على يده / يصوِّر الناس عنها كلما كَتبا
إذا مضى يعرض الأخلاق عارية / أراك من كل نفس صورة عجبا
يأتي النفوس فينضُو عن طبائعها / سترا ويهتك عن أهوالها الحجبا
فربما ازددت علما بالبخيل وإن / نشأت تلقاه جَدا أو تراه أبا
وقد يزيدك بالكذاب معرفة / وأنت تضحى وتمسى تسمع الكذبا
وقد يريك أخا الوجهين منكشفا / وأنت تلقاه في الإِخوان منتقبا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025