المجموع : 39
ألاَ حَبَّذَا البَيْتُ الذي أنْتَ هَاجِرُهْ
ألاَ حَبَّذَا البَيْتُ الذي أنْتَ هَاجِرُهْ / وَأنْتَ بِتَلْماحٍ منَ الطَّرْفِ نَاظِرُهُ
لأنَّكَ مِنْ بَيْتٍ لِعَيْنيَّ مُعْجِبٍ / وأَمْلحُ في عَيْني منَ البَيْتِ عَامِرُهْ
أَصُدُّ حَياءً أنء يَلَجَّ بيَ الهَوَى / وفِيكَ المُنَى لَوْلاَ عَدوٌّ أُحَاذِرُهْ
وَفِيكَ حَبيبُ النَّفْسِ لَوْ تَسْتَطيعُهُ / لَمَاتَ الهَوى وَالشَّوْقُ حِينَ تُجاوِرُهْ
وَكانَ حَبيبُ النَّفْسِ للقَلْبِ وَاتراً / وكيْف يُحِبُّ القَلْبُ مَنْ هُوَ وَاتِرُهْ
فإنْ يكُنِ الأَعْداءُ أَحْمَوْا كَلامَهُ / عَلَيْنَا فَلَنْ تَحْمَى عَلَيْنَا مَنَاظِرُهْ
كأنَّ سُلَيْمَى حِينَ قَامَتْ فأَشْرَفَتْ / بِوجْمةٍ أَسِيلٍ زَيَّنَتْهُ غدَائِرُهْ
غَزَالٌ سِوى الأرْدافِ والفَرْعِ والشَّوَى / وَلكِنْ لِسلْمَى طَرْفهُ وَمَحاجِرُهْ
وثَغْرٍ إذا المِسْوَاكُ مَسَّ غُرُوبَهُ / تَعَسَّلَ واحْلَوْلَى فَطَابَتْ مَكَاسِرُهْ
أُحِبُّكِ يَا سَلمَى عَلَى غَيْرِ رِيبَةٍ / ولا بَأسَ في حُبٍّ تَعِفُّ سَرائِرُهْ
وَيَا عَاذِلي لَوْلاَ نَفَاسَةُ حُبِّها / عَلَيْكَ لَمَا بَالَيْتَ أنَّكَ خَابِرُهْ
بِنَفْسيَ مَنْ لاَبُدَّ أَنِّيَ هَاجِرُهْ / وَمَنْ أَنَا في المَيْسُورِ والعُسْرِ ذَاكِرُهْ
وَمَنْ قَدْ لَحاهُ النَّاسُ حَتَّى اتَّقَاهُمُ / ببْغِضيَ إِلاَّ ما تُجِنُّ ضَمائِرُهْ
وَمَنْ ضَنَّ بالتَسْلِيمِ يَوْمَ فِرَاقه / عَلَيَّ ودَمْعُ العَيْنِ تَجْري بَوادِرُهْ
وَمَنْ بَانَ مِنَّا يَوْمَ بَانَ وَمَا دَرَى / أَكُنْتُ أَنَا المَوْتُورَ أَمْ أَنَا وَاتِرُهْ
وَحَالَ بَنُو العمَّاتِ والعَمُّ دُونَهُ / وَنَذْرُ عَدُوٍّ مَا تُغِبُّ نَذَائِرُهْ
أَتَهجُرُ بَيْتاً بالحجازِ تَكَنَّفَتْ / جَوَانِبَهُ الأعْداءُ أَمْ أَنْتَ زَائِرهْ
فإنْ آتِهِ لَم أَنْجُ إِلاّ بِظنَّةٍ / وَإِنْ يَأتِهِ غَيْري تُنَطْ بي جَرَائِرُهْ
كَلاَمُكِ يَا سَلْمَى وإنْ قَلَّ نَافِعي / ولا تَحْسَبي أنِّي وَإنْ قَلَّ حَاقرُه
أُحِبُّكِ حُبَّاً لَنْ أُعنِّفَ بَعْدَهُ / مُحِبَّاً وَلكِنِّي إذا لِيمَ عَاذِرُهْ
وَقَدْ مَاتَ قَبْلِي أوَّلُ الحُبِّ فَانْقَضَى / وَلَو مِتُّ أضْحَى الحبُّ قَدْ مَاتَ آخِرُهْ
فَلَمَّا تَنَاهَى الحُبُّ في القَلْبِ وَارِداً / أَقامَ وَسُدَّتْ فيهِ عَنْهُ مَصَادِرُهْ
وَقَدْ كانَ قَلبي في حِجَابٍ يُكِنُّهُ / بِحُبِّكَ مِنْ دُونِ الحِجابِ مُبَاشِرُهْ
وأَيُّ طَبِيبٍ يُبْرِىءُ الدَّاءَ بَعْدَمَا / تَشَرَّبَهُ بَطْنُ الفُؤادِ وَظَاهِرُهْ
ألاَ لاَ أُبالي أَيَّ حيٍّ تَحَمَّلوا / إذَا ثَمَدُ البَرْقَاءِ لَمْ يَجْلُ حَاضِرُهْ
وبالبَرْقِ أَطْلاَلٌ كأنَّ رُسُومَها / قَراطِيسُ خَطّ الحِبْرَ فيهن سَاطِرُهْ
أَبَتْ سَرْحَةُ الأَثْمادِ إِلاَّ مَلاَحةً / وطِيباً إذا ما نَبْتُها اهْتَزَّ ناضِرُهْ
وكُنْتُ إذا اسْتُودِعْتُ سِرّاً طَوَيْتُهُ / بِحْفِظٍ إذا مَا ضَيَّعَ السِّرَّ نَاشِرُهْ
وإنِّي لأَرْعَى بالمَغِيبةِ صَاحبي / حَياءً كما أَرْعاهُ حِينَ أُحَاضِرُهْ
قَضَى اللّهُ يا أَسْماءُ أَنْ لسْتُ زَائِلاً
قَضَى اللّهُ يا أَسْماءُ أَنْ لسْتُ زَائِلاً / أُحِبُّكِ حَتّى يُغْمِضَ العَيْنَ مُغْمِضُ
فَحُبُّكِ بَلْوَى غَيْرَ أَنْ لاَ يسُوؤُنِي / وإنْ كَانَ بَلْوَى أَنَّنِي لَكِ مُبْغِضُ
فَيَا كَبِداً مِنْ لَوْعَةِ الحُبِّ كُلَّما / ذكرتُ وَمِنْ رَفْضِ الهَوَى حِينَ يَرْفُضُ
وَمِنْ عَبْرَةٍ تُذْرِي الدُّمُوعَ وَزَفْرَةٍ / تُقَضْقِضُ أَطْرَافَ الحَشَا حِينَ ننْهَضُ
فَمِنْ حُبِّها أَبْغَضْتُ مَنْ كُنْتُ وَامقاً / وِمْن حُبِّها أَحْبَبْتُ مَنْ كُنْتُ أُبْغِضُ
إذا أنا رضتُ النَفسَ في حُبِّ غَيْرِها / إذَا حُبُّها مِنْ دُونِهِ يَتَعَرَّضُ
فَيَا لَيْتَنِي أَقْرَضْتُ جَلْداً صَبَابَتِي / وأَقْرَضَنِي صَبْراً عَلى الشَّوْقِ مُقْرِضُ
ألِمَّا على مَعْنٍ وَقُولاَ لِقَبْرِهِ
ألِمَّا على مَعْنٍ وَقُولاَ لِقَبْرِهِ / سَقتْكَ الغَوادي مَرْبَعاً ثُمَّ مَرْبَعا
فيا قَبْرَ مَعَنٍ كنتَ أَوَّلَ حُفْرَةٍ / من الأرضِ خُطّتْ لِلسَّماحَةِ مَضْجَعا
ويا قَبْرَ مَعَنٍ كيفَ وَارَيْتَ جُودَهُ / وقد كان منه البَرُّ والبَحْرُ مُتْرَعا
بَلَى قَدْ وَسِعْتَ الجودَ والجُودُ مَيِّتٌ / ولو كان حَيَّا ضِقْتَ حَتَّى تَصَدَّعا
ولما مضَى مَعْنٌ مضى الجودُ وانْقَضَى / وأصبحَ عِرْنِينُ المَكارِمِ أَجْدَعَا
وما كان إلاَّ الجُودُ صُورَةَ خَلْقِهِ / فَعاشَ زَماناً ثُمَّ وَلَّى فَوَدَّعَا
وكنتَ لِدَارِ الجُودِ يا مَعْنُ عامِراً / فقد أصبحتْ قَفْراً مِنَ الجُودِ بَلْقَعا
فَتىً عِيشَ في مَعْرُوفِهِ بَعْدِ مَوْتِهِ / كما كانَ بَعْدَ السَّيْلِ مَجْراهُ مَرْتَعا
تَمَنَّى أُناسٌ شَأوَهُ من ضَلالِهِمْ / فأضْحَوْا على الأذْقَانِ صَرْعَى وظُلَّعا
تَعَزَّ أبا العباسِ عَنْهُ ولا يَكُنْ / جَزَاؤُكَ مِنْ مَعْنٍ بأَنْ تَتَضَعْضَعا
أَبَى ذِكْرُ مَعْنٍ أَنْ تَمُوتَ فِعَالُهُ / وإنْ كَان قَدْ لاقَى حِماماً ومَصْرَعَا
فما ماتَ مَنْ كُنْتَ ابنَهُ لا ولا الذي / له مثْلُ ما أَسْدَى أبوكَ ومَا سَعى
لِنَدْبِكَ أحْزَانٌ وسابقُ عَبْرَةِ / أَثَرْنَ دَماً مِنْ دَاخِلِ الجَوْفِ مُنْقَعا
تَجَرَّعْتُها مِنْ بَعْدِ مَعْنٍ بموته / لأَعْظَم منها ما احْتَسَى وتَجَرَّعَا
ومِنْ عَجَبٍ أَنْ بِتَّ بالرُّزْءِ ثَاوياً / وبِتُّ بما خَوَّلْتَني مُتَمَتِّعا
ولو أنَّني أَنْصَفْتُكَ الوُدَّ لم أَبِتْ / خِلاَفَكَ حَتَّى نَنْطَوِي في الرَّدَى معا
ان الغواني جنة ريحانها
ان الغواني جنة ريحانها / نضرُ الحياة فأين عنها نعزف
لولا ملاحتهن ما كانت لنا / دنيا نلذُّ بها ولا نتصرفُ
أَحِنُّ ويَثْنِيني الهَوَى نَحْوَ يَثْرِبٍ
أَحِنُّ ويَثْنِيني الهَوَى نَحْوَ يَثْرِبٍ / وَيَزْدَادُ شَوْقِي كُلَّ مُمْسىً وشَارِقِ
كَذاكَ الهَوَى يُزْرِي بِمَنْ كانَ عَاشِقاً / ونَوْلُ الهَوَى يَحْنو عَلَى كُلِّ عَاشِقِ
وَلَيْسَ فتَى الفِتْيانِ مَنْ راحَ واغْتَدَى
وَلَيْسَ فتَى الفِتْيانِ مَنْ راحَ واغْتَدَى / لِشُرْبِ صَبُوحٍ أَوْ لِشُرْبِ غَبوقِ
وَلَكنْ فَتَى الفِتْيانِ مَنْ رَاحَ واغْتَدَى / لضَرِّ عَدُوٍّ أَوْ لِنَفْعِ صَدِيقِ
مَبْلَغُ التَّقْرِيبِ يَعْبُوبٌ إذا
مَبْلَغُ التَّقْرِيبِ يَعْبُوبٌ إذا / بَادَرَ الجَوْنَةَ واحْمَرَّ الأُفُقْ
أَيَا ظَبْيَةَ الوَعْساءِ أَنْتِ شَبِيهَةٌ
أَيَا ظَبْيَةَ الوَعْساءِ أَنْتِ شَبِيهَةٌ / بِذَلْفَاءَ إلاَّ أَنَّ ذَلْفَاءَ أجْدَلُ
فَعَيْناكِ عَيْنَاهَا وجِيدُكِ جِيدُها / وشَكْلُكِ إلاَّ أنَّها لا تَعَطَّلُ
مِنْ كُلِّ بَيْضاءَ مِخْماصٍ لها بَشَرٌ
مِنْ كُلِّ بَيْضاءَ مِخْماصٍ لها بَشَرٌ / كَأنَّهُ بِذَكِيِّ المِسْكِ مَغْسُولُ
فالخَدُّ مِنْ ذَهَبٍ والثَّغْرُ مِنْ بَرَدٍ / مُفَلَّجٌ وَاضِحُ الأَنْيابِ مَصْقُولُ
كأنَّها حين يَسْتَسْقي الضَّجِيعُ بِهِ / بَعْدَ الكَرَى بِمُدَامِ الرَّاحِ مَشْمُولُ
وَنَشْرُها مِثْلُ رَيَّا رَوْضَةٍ أُنُفٍ / لها بِفَيْحانَ أَنْوَارٌ أكالِيلُ
حَدِيثُ لَيْلَى حَبَّذَا إدْلاَلُها
حَدِيثُ لَيْلَى حَبَّذَا إدْلاَلُها /
تسْألُ عَنْ حَالِي وَمَا سُؤَالُها /
عَنِ امْرْىءٍ قَدْ شَاقَهُ خَيَالُها /
وَهْيَ شَفَاءُ النَّفْسِ لَوْ تَنَالُها /
سَلَّ سُيُوفاً مُحْدَثاً صِقَالُها /
صَابٌ عَلَى أعْدَائِهِ وَبَالُها /
وَعِنْدَ مَعْن ذي النَّدَى أَمْثَالُها /
إذا ارْتَحَلتْ مِنْ سَاحِلِ البَحْرِ رُفْقَةٌ
إذا ارْتَحَلتْ مِنْ سَاحِلِ البَحْرِ رُفْقَةٌ / مُشَرِّقَةٌ هَاجَ الفُؤادَ ارْتِحالُها
فإِنْ لاَ يُصَاحِبْهَا يُتْبِعْ بأَعْيُنٍ / سَرِيعٍ بِرَقْرَاقِ الدُّمُوعِ اكْتحَالُها
خَلِيلَيَّ مِنْ عَمْرٍو قِفَا وَتَعرَّفَا
خَلِيلَيَّ مِنْ عَمْرٍو قِفَا وَتَعرَّفَا / لِسَهْمَةَ دَاراً بَيْنَ لِينَةَ فَالحبْلِ
تَحَمَّلَ مِنْها أَهْلُها حِينَ أَجْدَبتْ / وَكَانُوا بِهَا فِي غَيْرِ جَدْبٍ وَلاَ مَحْلِ
وَقَدْ كَانَ فِي الدَّارِ التي هَاجَت الهَوَى / شِفَاءَ الجَوى لَوْ كَانَ مُجْتَمِعَ الشَّمْلِ
وَفِيهِنَّ مَقْلاقُ الوِشاحَيْنِ طَفْلةً / مُبَتَّلَةُ الأرْدَافِ ذَاتُ شَوىً خُدْلِ
حَصَانٌ لها لَوْنَانِ جَوْنٌ وَوَاضِحٌ / وَخلْقَانِ شَيْءٌ مِنْ لَطِيفٍ وَمِنْ عَسْلِ
وَسُنَّتُها بَيْضاءُ وَاضِحَةُ السَّنَا / وَذُرْوَتُها مُسْوَدّةُ الفَرْعِ والأصْلِ
فَيا عَجَباً لِلنَّاسِ يِسْتَشْرِفُونَني / كأَنْ لَمْ يَروْا بَعْدي مُحِبّاً ولا قَبْلي
يَقُولونَ لِي اصْرِمْ يَرْجِعِ العَقْلُ كُلُّهُ / وَصُرْمُ حَبيبِ النَّفْس أَذْهَبُ بِالعَقْلِ
وَيَا عَجَباً مِنْ حُبِّ مَنْ هُو قَاتِلي / كأنِّيَ أَجْزِيهِ المَوَدَّةَ مِنْ قَتْلي
وَمِنْ بَيِّناتِ الحُبِّ أَنْ كَانَ أَهْلُها / أَحبَّ إِلى قَلْبي وَعَيْنِيَ مِنْ أَهْلي
يُضَعِّفُني حِلمي وكَثْرَةُ جَهْلِهمْ
يُضَعِّفُني حِلمي وكَثْرَةُ جَهْلِهمْ / عَلَيَّ وأنِّي لاَ أَصُولُ بِجَاهِلِ
دَفَعْتُكُمُ عَنِّي وَمَا دَفْعُ رَاحَةٍ / بِشَيْءٍ إِذا لَمْ تَسْتَعِنْ بالأنَامِلِ
وَلَمَّا أَبى إلاَّ جِماحاً فُؤادُهُ
وَلَمَّا أَبى إلاَّ جِماحاً فُؤادُهُ / وَلَمْ يَسْلُ عَنْ لَيْلَى بِمَالٍ ولا أَهْلِ
تَسَلَّى بأُخرى غَيْرِها فإذا التي / تَسَلَّى بها تُغْرى بليلَى ولا تُسْلي
لَهُ يَوْمُ بُؤْسٍ فِيهِ للنَّاسِ أَبْؤُسٌ
لَهُ يَوْمُ بُؤْسٍ فِيهِ للنَّاسِ أَبْؤُسٌ / ويَوْمُ نَعِيمٍ فيهِ للنّاسِ أَنْعُمُ
فَيَمْطُرُ يَوْمَ الجُودِ مِنْ كَفِّهِ النَّدَى / وَيَمْطُرُ يَوْمَ البَأْسِ مِنْ كَفهِ الدَّمُ
فَلَوْ أَنَّ يَوْمَ البُؤْسِ خَلَّى عِقَابَهُ / عَلَى النَّاسِ لَمْ يُصْبِحْ عَلَى الأَرْضِ مُجْرِمُ
وَلَو أَنَّ يَوْمَ الجُودِ خَلَّى نَوَالَهُ / عَلى الأَرْضِ لَمْ يُصبِحْ عَلَى الأَرْضِ مُعْدِمُ
بَيْضَاءُ تَسْحبُ مِنْ قيامٍ فَرْعَها
بَيْضَاءُ تَسْحبُ مِنْ قيامٍ فَرْعَها / وتَغيبُ فِيهِ وَهْوَ وَحْفٌ أَسْحَمُ
فكأنَّها فِيهِ نَهارٌ مُشْرِقٌ / وكأنَّهُ لَيْلٌ عَلَيْهَا مُظْلِمُ
وَفَارَقْتُ حَتَّى مَا أُبالي مِنَ النَّوَى
وَفَارَقْتُ حَتَّى مَا أُبالي مِنَ النَّوَى / وإنْ بَانَ جِيرانٌ عَلَيَّ كِرامُ
فَقَدْ جَعَلتْ نَفْسِيَ عَلَى النَّأْيِ تَنْطَوِي / وَعَيْني عَلَى فَقْدِ الصَّدِيقِ تَنَامُ
رَأَتْ رَجُلاً أَوْدَى بِوَافِرِ لَحْمِهِ
رَأَتْ رَجُلاً أَوْدَى بِوَافِرِ لَحْمِهِ / طِلاَبُ المَعالِي واكْتِسَابُ المَكارِمِ
خَفِيفَ الحَشَا ضَرْباً كأَنَّ ثِيابَهُ / عَلَى قاطِعٍ مِنْ جَوْهَرِ الهِنْدِ صَارِمِ
فَقُلْتُ لَها لاَ تَعْجَبِنَّ فإنني / أَرَى سِمَنَ الفِتْيانِ إحدَى المَشاتِمِ
لِيَهْنِكَ أنِّي لَم أُطِعْ بِكَ وَاشِياً
لِيَهْنِكَ أنِّي لَم أُطِعْ بِكَ وَاشِياً / عَدُوّاً وَلَمْ أُصْبِحْ لِقُرْبِكَ قَالِيا
وَأنِّي لَمْ أَبْخَلْ عَلَيْكَ وَلَمْ أَجُدْ / لِقَهْرِكَ إلاَّ بالذي لا أُبَالِيا
وَلَمَّا نَزَلْنَا ظِلَّةَ الرَّوْضِ والنَّدَى / أَنِيقاً وبُسْتاناً مِنَ النَّوْرِ حَالِيَا
أَجَدَّ لَنَا طِيبُ المكانِ وحُسْنُهُ / مُنىً تَمَنَّيْنَا فَكُنَّ أَمَانِيَا