المجموع : 1702
تَوَحَّد فَإِنَّ اللَهَ رَبَّكَ واحِدٌ
تَوَحَّد فَإِنَّ اللَهَ رَبَّكَ واحِدٌ / وَلا تَرغَبَن في عِشرَةِ الرُؤَساءِ
يُقِلُّ الأَذى وَالعَيبَ في ساحَةِ الفَتى / وَإِن هُوَ أَكدى قِلَّةُ الجُلَساءِ
فَأُفٍّ لِعَصرَيهِم نَهارٍ وَحِندِسٍ / وَجِنسَي رِجالٍ مِنهُمُ وَنِساءِ
وَلَيتَ وَليداً ماتَ ساعَةَ وَضعِهِ / وَلَم يَرتَضِع مِن أُمِّهِ النُفَساءِ
يَقولُ لَها مِن قَبلِ نُطقِ لِسانِهِ / تُفيدينَ بي أَن تُنكَبي وَتُسائي
إِذا كانَ عِلمُ الناسِ لَيسَ بِنافِعٍ
إِذا كانَ عِلمُ الناسِ لَيسَ بِنافِعٍ / وَلا دافِعٍ فَالخُسرُ لِلعُلَماءِ
قَضى اللَهُ فينا بِالَّذي هُوَ كائِنٌ / فَتَمَّ وَضاعَت حِكمَةُ الحُكَماءِ
وَهَل يَأبَقُ الإِنسانُ مِن مُلكِ رَبِّهِ / فَيَخرُجَ مِن أَرضٍ لَهُ وَسَماءِ
سَنَتبَعُ آثارَ الَّذينَ تَحَمَّلوا / عَلى ساقَةٍ مِن أَعبُدٍ وَإِماءِ
لَقَد طالَ في هَذا الأَنامُ تَعَجُّبي / فَيا لِرَواءٍ قوبِلوا بِظِماءِ
أُرامي فَتُشويَ مَن أُعاديهِ أَسهُمي / وَما صافَ عَنّي سَهمُهُ بِرِماءِ
وَهَل أَعظُمٌ إِلّا غُصونٌ وَريقَةٌ / وَهَل ماؤُها إِلّا جَنِيُّ دِماءِ
وَقَد بانَ أَنَّ النَحسَ لَيسَ بِغافِلٍ / لَهُ عَمَلٌ في أَنجُمِ الفُهَماءِ
وَمَن كانَ ذا جودٍ وَلَيسَ بِمُكثِرٍ / فَلَيسَ بِمَحسوبٍ مِنَ الكُرَماءِ
نَهابُ أُموراً ثُمَّ نَركَبُ هَولُها / عَلى عَنَتٍ مِن صاغِرين قِماءِ
أَفيقوا أَفيقوا يا غُواةُ فَإِنَّما / دِيانَتَكُم مَكرٌ مِنَ القُدَماءِ
أَرادوا بِها جَمعَ الحُطامِ فَأَدرَكوا / وَبادوا وَماتَت سُنَّةُ اللُؤَماءِ
يَقولونَ إِنَّ الدَهرَ قَد حانَ مَوتُهُ / وَلَم يَبقَ في الأَيّامِ غَيرُ ذَماءِ
وَقَد كَذَبوا ما يَعرِفونَ اِنقِضاءَهُ / فَلا تَسمَعوا مِن كاذِبِ الزُعَماءِ
وَكَيفَ أُقَضّي ساعَةً بِمَسَرَّةٍ / وَأَعلَمُ أَنَّ المَوتَ مِن غُرَمائي
خُذوا حَذَراً مِن أَقرَبينَ وَجانِبٍ / وَلا تَذهَلوا عَن سيرَةِ الحُزماءِ
إِذا صَاحَبتَ في أَيّامِ بُؤسٍ
إِذا صَاحَبتَ في أَيّامِ بُؤسٍ / فَلا تَنسَ المَوَدَّةَ في الرَخاءِ
وَمَن يُعدِم أَخوهُ عَلى غِناهُ / فَما أَدّى الحَقيقَةَ في الإِخاءِ
وَمَن جَعَلَ السَخاءَ لِأَقرَبيهِ / فَلَيسَ بِعارِفٍ طُرُقَ السَخاءِ
يا مُلوكَ البِلادِ فُزتُم بِنَسءِ ال
يا مُلوكَ البِلادِ فُزتُم بِنَسءِ ال / عُمرِ وَالجَورُ شَأنُكُم في النِساءِ
ما لَكُم لا تَرَونَ طُرقَ المَعالي / قَد يَزورُ الهَيجاءَ وَزيرُ نِساءِ
يَرتَجي الناسُ أَن يَقومَ إِمامٌ / ناطِقٌ في الكَتيبَةِ الخَرساءِ
كَذَبَ الظَنُّ لا إِمامَ سِوى ال / عَقلِ مُشيراً في صُبحِهِ وَالمَساءِ
فَإِذا ما أَطَعتَهُ جَلَبَ ال / رَحمَةَ عِندَ المَسيرِ وَالإِرساءِ
إِنَّما هَذِهِ المَذاهِبُ أَسبا / بٌ لِجَذبِ الدُنيا إِلى الرُؤَساءِ
غَرَضُ القَومِ مُتعَةٌ لا يَرِقّو / نَ لِدَمعِ الشَيمّاءِ وَالخَنساءِ
كَالَّذي قامَ يَجمَعُ الزَنجَ بِالبَص / رَةِ وَالقَرمَطِيَّ بِالأَحساءِ
فَاِنفَرِد ما اِستَطَعتَ فَالقائِلُ الصا / دِقُ يُضحي ثِقَلاً عَلى الجُلَساءِ
أَوصَيتُ نَفسي وَعَن وُدٍّ نَصَحتُ لَها
أَوصَيتُ نَفسي وَعَن وُدٍّ نَصَحتُ لَها / فَما أَجابَت إِلى نُصحي وَإِيصائي
وَالرَملُ يُشبِهُ في أَعدادِهِ خَطَئي / فَما أَهُمُّ لَهُ يَوماً بِإِحصاءِ
وَالرِزقُ يَأتي وَلَم تُبسَط إِلَيهِ يَدي / سِيّانِ في ذاكَ إِدنائي وَإِقصائي
لَو أَنَّهُ في الثُرَيّا وَالسِماكِ أَو الشِع / رى العَبورِ أَو الشِعرى الغَميصاءِ
القَلبُ كَالماءِ وَالأَهواءُ طافِيَةٌ
القَلبُ كَالماءِ وَالأَهواءُ طافِيَةٌ / عَلَيهِ مِثلَ حَبابِ الماءِ في الماءِ
مِنهُ تَنَمَّت وَيَأتي ما يُغَيِّرُها / فَيُخلِقُ العَهدَ مِن هِندٍ وَأَسماءِ
وَالقَولُ كَالخَلقِ مِن سَيءٍ وَمِن حَسَنٍ / وَالناسُ كَالدَهرِ مِن نورٍ وَظَلماءِ
يُقالُ إِنَّ زَماناً يَستَقيدُ لَهُم / حَتّى يُبَدِّلَ مِن بُؤسٍ بِنَعماءِ
وَيوجَدُ الصَقرُ في الدَرماءِ مُعتَقِداً / رَأيَ اِمرِىءِ القَيسِ في عَمرو بنِ دَرماءِ
وَلَستُ أَحسِبُ هَذا كائِناً أَبَداً / فَاِبغِ الوُرودَ لِنَفسٍ ذاتَ أَظماءِ
الساعُ آنِيَةُ الحَوادِثِ ما حَوَت
الساعُ آنِيَةُ الحَوادِثِ ما حَوَت / لَم يَبدُ إِلّا بَعدَ كَشفِ غَطائِها
وَكَأَنَّما هَذا الزَمانُ قَصيدَةٌ / ما اِضطُرَّ شاعِرُها إِلى إيطائِها
لَيسَت لَياليهِ مُحِسَّةُ كائِنٍ / وُصِفَت بِسُرعَتِها وَلا إِبطائِها
وَالمِصرُ آنَسُ مِنهُ خَرقُ مَفازَةٍ / أَنَسَ الدَليلُ بِقافِها مَعَ طائِها
وَسِهامُ دَهرِكَ لا تَزالُ مُصيبَةً / صُرِفَت بِإِذنِ اللَهِ عَن أَخطائِها
إِنَّ المَواهِبَ كُلَّها عارِيَّةٌ / وَمِنَ السَفاهَةِ غَبطَةٌ بِعَطائِها
ما خَصَّ مِصراً وَبَأٌ وَحدَها
ما خَصَّ مِصراً وَبَأٌ وَحدَها / بَل كائِنٌ في كُلِّ أَرضٍ وَبَأ
أَنبَأَنا اللُبُّ بِلُقيا الرَدى / فَالغَوثُ مِن صِحَّةِ ذاكَ النَبَأ
هَل فارِسٌ وَالرومُ وَالتُركُ أَو / رَبيعَةٌ أَو مُضَرٌّ أَو سَبَأ
ناجِيَةٌ في عِزِّ أَملاكِها / أَن يُظهِرَ الدَهرُ لَها ما خَبَأ
وَمِن سَجايا نَبلِهِ أَنَّها / كُلُّ قَتيلٍ قَتَلَت لَم يُبَأ
إِن سارَ أَو حَلَّ الفَتى لَم يَزَل / يَلحَظُهُ المِقدارُ بِالمَرتَبَأ
تَقواكَ زادٌ فَاِعتَقِد أَنَّهُ
تَقواكَ زادٌ فَاِعتَقِد أَنَّهُ / أَفضَلُ ما أَودَعتَهُ في السَقاء
آهٍ غَداً مِن عَرَقٍ نازِلٍ / وَمُهجَةٍ مولَعَةٍ بِاِرتِقاء
ثَوبِيَ مُحتاجٌ إِلى غاسِلٍ / وَلَيتَ قَلبي مِثلَهُ في النَقاء
مَوتٌ يَسيرٌ مَعهُ رَحمَةٌ / خَيرٌ مِنَ اليُسرِ وَطولِ البَقاءِ
وَقَد بَلَونا العَيشَ أَطوارَهُ / فَما وَجَدنا فيهِ غَيرَ الشَقاء
تَقَدَّمَ الناسُ فَيا شَوقَنا / إِلى اِتِّباعِ الأَهلِ وَالأَصدِقاء
ما أَطيَبَ المَوتَ لِشُرّابِهِ / إِن صَحَّ لِلأَمواتِ وَشكُ اِلتِقاء
اِنفَرَدَ اللَهُ بِسُلطانِهِ
اِنفَرَدَ اللَهُ بِسُلطانِهِ / فَما لَهُ في كُلِّ حالٍ كِفاء
ما خَفِيَت قُدرَتُهُ عَنكُمُ / وَهَل لَها عَن ذي رَشادٍ خَفاء
إِن ظَهَرَت نارٌ كَما خَبَّروا / في كُلِّ أَرضٍ فَعَلَينا العَفاء
تَهوي الثُرَيّا وَيَلينُ الصَفا / مِن قَبلِ أَن يوجَدَ أَهلُ الصَفاء
قَد فُقِدَ الصِدقُ وَماتَ الهُدى / وَاِستُحسِنَ الغَدرُ وَقَلَّ الوَفاء
وَاِستَشعَرَ العاقِلُ في سُقمِهِ / أَنَّ الرَدى مِمّا عَناهُ الشِفاء
وَاِعتَرَفَ الشَيخُ بِأَبنائِهِ / وَكُلُّهُم يَنذِرُ مِنهُ اِنتِفاء
رَبَّهُمُ بِالرِفقِ حَتّى إِذا / شَبّوا عَنا الوالِدَ مِنهُم جَفاء
وَالدَهرُ يَشتَفُّ أَخِلّاءَهُ / كَأَنَّما ذَلِكَ مِنهُ اِشتِفاء
قَضى اللَهُ أَنَّ الآدَمِيَّ مُعَذَّبٌ
قَضى اللَهُ أَنَّ الآدَمِيَّ مُعَذَّبٌ / إِلى أَن يَقولَ العالِمونَ بِهِ قَضى
فَهَنِّئ وُلاةَ المَيتِ يَومَ رَحيلِهِ / أَصابوا تُراثاً وَاِستَراحَ الَّذي مَضى
أَقيمي لا أَعَدُّ الحَجَّ فَرضاً
أَقيمي لا أَعَدُّ الحَجَّ فَرضاً / عَلى عُجُزِ النِساءِ وَلا العَذارى
فَفي بَطحاءِ مَكَّةَ سِرُّ قَومٍ / وَلَيسوا بِالحُماةِ وَلا الغَيارى
وَإِنَّ رِجالَ شَيبَةَ سادِنيها / إِذا راحَت لِكَعبَتِها الجِمارا
قِيامٌ يَدفَعونَ الوَفدَ شَفعاً / إِلى البَيتِ الحَرامِ وَهُم سُكارى
إِذا أَخَذوا الزَوائِفَ أَولَجوهُم / وَلَو كانوا اليَهودَ أَو النَصارى
مَتى آداكِ خَيرٌ فَاِفعَليهِ / وَقولي إِن دَعاكِ البِرُّ آرا
فَلَو قيلَ الغُواةُ عَرَفتِ كَشفي / مِنَ الكَذِب المُمَوَّهِ ما تَوارى
وَلا تَثِقي بِما صَنَعوا وَصاغوا / فَقَد جاءَت خُيولُهُمُ تَبارى
جَرَت زَمَناً وَتَسكُنُ بَعدَ حينٍ / وَأَقضِيَةُ المُهَيمِنِ لا تُجارى
لَعَلَّ قِرانَ هَذا النَجمِ يَثني / إِلى طُرُقِ الهُدى أُمَماً حَيارى
فَقَد أَودى بِهِم سَغَبٌ وَظِمءٌ / وَأَينُقُهُم بِمَتلَفَةٍ حَسارى
وَما أَدري أَمَن فَوقَ المَهارى / أَلَبُّ إِذا نَظَرتُ أَمِ المَهارى
أَتَتهُم دَولَةٌ قَهَرَت وَعَزَّت / فَباتوا في ضَلالَتِها أُسارى
وَظَنّوا الطُهرَ مُتَّصِلاً بِقَومٍ / وَأُقسِمُ أَنَّهُم غَيرُ الطَهارى
وَما كَرِيَت عُيونُ الناسِ جَمعاً / وَلَكِن في دُجُنَّتِها تَكارى
لَهُم كَلِمٌ تُخالِفُ ما أَجَنّوا / صُدورَهُمُ بِصِحَّتِهِ تَمارى
إِذا قيلَ لَكَ اِخشَ اللَ
إِذا قيلَ لَكَ اِخشَ اللَ / هَ مَولاكَ فَقُل آرا
كَأَنَّ الأَنجُمَ السَب / عَةَ في لُعبَةٍ بُقّارا
خُزامى وَأَقاحِيُّ / وَصَفراءُ وَشُقّارا
وَمَن فَوقَ الثَرى يَص / غُرُ في أَجزاءِ مَن وارى
وَأَصبَحتُ مَعَ الدُنِّيا / أُداريها كَمَن دارى
إِذا بارَأَها قَومٌ / فَقَلبي حُبُّها بارى
وَما يُرهِبُني جارِ / يَ إِن ناضَلَ أَو جارى
وَما عِرسِيَ حَوراءُ / وَلا خُبزِيَ حَوّارى
سَرَينا وَطالَبنا هاجِعٌ
سَرَينا وَطالَبنا هاجِعٌ / وَعِندَ الصَباحِ حَمِدنا السُرى
بَنو آدَمٍ يَطلُبونَ الثَرا / ءَ عِندَ الثُرَيّا وَعِندَ الثَرى
فَتىً زارِعٌ وَفَتىً دارِعٌ / كِلا الرَجُلَينِ غَدا فَاِمتَرى
فَهَذا بِعَينٍ وَزايٍ يَروحُ / وَذاكَ يَؤوبُ بِضادِ وَرا
وَعامِلُ قوتٍ ذَرا حَبَّهُ / وَخِدنُ رِكازٍ ضَحا فَاِذَّرى
وَكورُكَ فَوقَ طَويلِ المَطا / وَسَرجُكَ فَوقَ شَديدِ القَرا
وَتَجري دَفارِ بِها جَدَّها / بِمِثلِ الظَلامِ إِذا ما جَرى
كَأَنَّ بِضاقَ الدَبى فَوقَها / إِذا وَقَدَت في الأُنوفِ البُرى
وَذَلِكَ مِن حَرِّ أَنفاسِها / يُضاعِفُهُ حَرُّ يَومٍ جَرى
تَلومُ عَلى أُمِّ دَفرٍ أَخاكَ / وَراءَكَ إِن هَوىً قَد وَرى
عَهِدتُكَ تُشبِهُ سيدَ الضَرّاءِ / وَلَستَ مُشابِهَ لَيثِ الشَرى
تَدِبُّ فَإِن وَجَدتَ خِلسَةً / فَيا لِلسُلَيكِ أَو الشَنفَرى
هُوَ الشَرُّ قَد عَمَّ في العالَمينَ / أَهلَ الوُهودِ وَأَهلَ الذُرى
لِيَفتَنَّ في صَمتِهِ ناسِكٌ / إِذا اِفتَنَّ فيما يَقولُ الوَرى
فَكَنَّوا صَبوحِيَّةَ الشَربِ أُمَّ / لَيلى وَمَكَّةَ أُمَّ القُرى
وَقالوا بَدا المُشتَري في الظَلامِ / فَيا لَيتَ شِعرِيَ ماذا اِشتَرى
وَتَرجو الرِباحَ وَأَينَ الرِباحُ / وَنَعتُكَ في نَفسِكَ الخَيسَرا
عَذيرِيَ مِن مارِدٍ فاجِرٍ / تَقَرَّأَ وَالمُختَزَياتِ اِقتَرى
فَهَوِّن عَلَيكَ لِقاءَ المَنونِ / وَقُل حينَ تَطرِقُ أَطرُق كَرا
وَنادِ إِذا أَوعَدتُكَ اِعتَري / فَصَبراً عَلى الحُكمِ لَمّا اِعتَرى
وَنَفسي تُرَجّي كَإِحدى النُفوسِ / وَتَذري النَوائِبُ سَكنَ الذُرى
وَكَم نَزَلَ القَيلُ عَن مِنبَرٍ / فَعادَ إِلى عُنصُرٍ في الثَرى
وَأُخرِجَ عَن مُلكِهِ عارِياً / وَخَلَّفَ مَملَكَةً بِالعَرا
إِذا الضَيفُ جاءَكَ فَاِبسِم لَهُ / وَقَرِّب إِلَيهِ وَشيكَ القِرى
وَلا تَحقِر المُزدَرى في العُيونِ / فَكَم نَفَعَ الهَيِّنُ المُزدَرى
وَلا تَحمِلُ البُزلُ تِلكَ الوُسوقَ / إِلاّ بِأَزرارِها وَالعُرا
أَجَل خَزَرَتنِيَ وَثّابَةٌ / سِواها الَّتي مَشَت الخَيزَرى
فَإِنَّ سُراءَ اللَيالي رَمى / أَوانَ شَبيبَتِنا فَاِنسَرى
وَنَومِيَ مَوتٌ قَريبُ النُشورِ / وَمَوتِيَ نَومٌ طَويلُ الكَرى
نُؤَمِّلُ خالِقَنا إِنَّنا / صُرَينا لِنَشرَبَ ذاكَ الصَرا
سَواءٌ عَلَيَّ إِذا ما هَلَكتُ / مَن شادَ مَكرُمَتي أَو زَرى
فَأَودى فُلانٌ بِسُقمٍ أَضَرَّ / وَأَدوى فُلانٌ بِعِرقٍ ضَرا
أَبِا لِنَبلِ أُدرَكَ أَم بِالرِما / حِ بَينَ أَسِنَّتِها وَالسَرا
فَهَل قامَ مِن جَدَثٍ مَيِّتٌ / فَيُخبِرَ عَن مَسمَعٍ أَو مَرى
وَلَو هَبَّ صَدَّقَهُ مَعشَرٌ / وَقَالَ أُناسٌ طَغى وَاِفتَرى
وَلَم يَقرِ في الحَوضِ راعي السَوا / مِ إِلّا لِيورِدَهُ ما قَرى
أَفِرُّ وَما فَرَأٌ نافِرٌ / بِمُعتَصِمٍ مِن قَضاءٍ فَرا
أَحِنُّ إِلى أَمَلٍ فاتَني / وَما لِلشَبوبِ وَعَيشِ الفِرى
مَتّى قَرقَرَ الهاتِفُ العِكرِمِيُّ / هَيَّجَ صَبّاً إِلى قَرقَرى
وَقَد يَفسُدُ الفِكرُ في حالَةٍ / فَيوهِمُكَ الدُرَّ قَطرُ السُرى
سَقاكَ المُنى فَتَمَنَّيتُها / وَصاغَ لَكَ الطَيفَ حَتّى اِنبَرى
فَلا تَدنُ مِن جاهِلٍ آهِلٍ / لَو اِنتُزِعَت خُمسُهُ ما دَرى
أَبى سَيفُهُ قَتلَ أَعدائِهِ / وَسافَ وَليدَتَهُ أَو هَرا
وَتَختَلِفُ الإِنسُ في شَأنِها / وَأَبعِد بِمَن باعَ مِمَّن شَرى
مُغَنِّيَةٌ أُعطِيَت مُرغِباً / فَغَنَّت وَنائِحَةٌ تُكتَرى
وَهاوٍ لِيُخرِجَ ماءَ القَليبِ / وَراقٍ لِيَجنِيَ ثَولاً أَرى
فَإِن نالَ شَهداً فَأَيسِر بِهِ / عَلى أَنَّهُ بِسُقوطٍ حَرا
نَزولُ كَما زالَ أَجدادُنا / وَيَبقى الزَمانُ عَلى ما نَرى
نَهارٌ يُضيءُ وَلَيلٌ يَجيءُ / وَنَجمٌ يَغورُ وَنَجمٌ يُرى
حَياةٌ عَناءٌ وَمَوتٌ عَنا
حَياةٌ عَناءٌ وَمَوتٌ عَنا / فَلَيتَ بَعيدَ حِمامٍ دَنا
يَدٌ صَفَرَت وَلَهاةٌ ذَوَت / وَنفَسٌ تَمَنَّت وَطَرفٌ رَنا
وَمَوقِدُ نيرانِهِ في الدُجى / يَرومُ سَناءً بِرَفعِ السَنا
يُحاوِلُ مَن عاشَ سَترَ القَميصِ / وَمَلءَ الخَميصِ وَبُرءَ الضَنى
وَمَن ضَمَّهُ جَدَثٌ لَم يُبَل / عَلى ما أَفادَ وَلا ما اِقتَنى
يَصيرُ تُراباً سَواءٌ عَلَيهِ / مَسُّ الحَريرِ وَطَعنُ القَنا
وَشُربُ الفَناءِ بِخَضرِ الفِرنِدِ / كَأَنَّ عَلى أُسِّهِنَّ الفِنا
وَلا يَزدَهي غَضَبٌ حِلمَهُ / أَلَقَّبَهُ ذاكِرٌ أَم كَنى
يُهَنَّأُ بِالخَيرِ مَن نالَهُ / وَلَيسَ الهَناءُ عَلى ما هُنا
وَأَقرَب لِمَن كانَ في غَبطَةٍ / بِلُقيا المُنى مِن لِقاءِ المَنا
أَعائِبَةٌ جَسَدي روحُهُ / وَما زالَ يَخدُمُ حَتّى وَنى
وَقَد كَلَّفَتهُ أَعاجيبَها / فَطَوراً فُرادى وَطَوراً ثُنا
يُنافي اِبنُ آدَمَ حالَ الغُصونِ / فَهاتيكَ أَجنَت وَهَذا جَنى
تُغَيِّرُ صِنّاؤُهُ شيبَهُ / فَهَل غَيَّرَ الظَهرَ لَمّا اِنحَنى
إِذا هُوَ لَم يُخنِ دَهرٌ عَلَيهِ / جاءَ الفَرِيَّ وَقالَ الخَنى
وَسَيّانِ مَن أُمُّهُ حُرَّةٌ / حَصانٌ وَمَن أُمُّهُ فَرتَنى
وَلي مَورِدٌ بِإِناءِ المَنونِ / وَلَكِنَّ ميقاتَهُ ما أَنى
زَمانٌ يُخاطِبُ أَبناءَهُ / جِهاراً وَقَد جَهَلوا ما عَنى
يُبَدِّلُ بِاليُسرِ إِعدامَهُ / وَتَهدِمُ أَحداثُهُ ما بَنى
لَقَد فُزتَ إِن كُنتَ تُعطى الجِنانَ / بِمَكَّةَ إِذ زُرتَها أَو مِنى
بِعِلمِ إِلَهي يوجِدُ الضَعفُ شيمَتي
بِعِلمِ إِلَهي يوجِدُ الضَعفُ شيمَتي / فَلَستُ مُطيقاً لِلغُدُوِّ وَلا المَسرى
غَبَرتُ أَسيراً في يَدَيهِ وَمَن يَكُن / لَهُ كَرَمٌ تُكرَم بِساحَتِهِ الأَسرى
أَأُصبِحُ في الدُنِّيا كَما هُوَ عالِمٌ / وَأَدخُلُ ناراً مِثلَ قَيصَرَ أَو كِسرى
وَإِنّي لَأَرجو مِنهُ يَومَ تَجاوُزٍ / فَيَأمُرُ بي ذاتَ اليَمينِ إِلى اليُسرى
إِذا راكِبٌ نالَت بِهِ الشَأوَ ناقَةٌ / فَما أَينُقي إِلّا الظَوالِعُ وَالحَسرى
وَإِن أُعفَ بَعدَ المَوتِ مِمّا يُريبُني / فَما حَظِّيَ الأَدنى وَلا يَدِيَ الخُسرى
يَدُلُّ عَلى فَضلِ المَماتِ وَكَونِهِ
يَدُلُّ عَلى فَضلِ المَماتِ وَكَونِهِ / إِراحَةَ جِسمٍ أَنَّ مَسلَكَهُ صَعبُ
أَلَم تَرَ أَنَّ المَجدَ تَلَقّاكَ دونَهُ / شَدائِدُ مِن أَمثالِها وَجَبَ الرُعبُ
إِذا اِفتَرَقَت أَجزاؤُنا حُطَّ ثُقلُنا / وَنَحمِلُ عِبئاً حينَ يَلتَئِمُ الشَعبُ
وَأَمسِ ثَوى راعيكَ وَهوَ مُوَدِّعٌ / وَلَو كانَ حَيّاً قامَ في يَدِهِ قَعبُ
لِيَشغَلكَ ما أَصبَحتَ مُرتَقِباً لَهُ
لِيَشغَلكَ ما أَصبَحتَ مُرتَقِباً لَهُ / عَنِ العَيبِ يُبدي وَالخَليلِ يُؤَنَّبُ
فَما أَذنَبَ الدَهرُ الَّذي أَنتَ لائِمٌ / وَلَكِن بَنو حَوّاءَ جاروا وَأَذنَبوا
سَيَدخُلُ بَيتَ الظالِمِ الحَتفُ هاجِماً / وَلَو أَنَّهُ عِندَ السِماكِ مُطَنَّبُ
وَقَد كانَ يَهوى الطَعنَ أَمّا قَناتُهُ / فَذاتُ لَمىً وَالخِرصُ كَالنابِ أَشنَبُ
وَدِرعُ حَديدٍ عِندَهُ دِرعُ كاعِبٍ / مِنَ الوُدِّ وَاِسمُ الحَربِ هِندٌ وَزَينَبُ
وَيَطوي المَلا بَعدَ المَلا فَوقَ كَورِهِ / إِذا العيسُ تُزجى وَالسَوابِقُ تُجنَبُ
لَهُ مِن فِرِندٍ جَدوَلٌ إِن أَسالَهُ / عَلى رَأسِ قِرنٍ جاشَ بِالدَمِ مِذنَبُ
وَلَيسَ يُقيمُ الظَهرَ حَنَّبَهُ الرَدى / قَوامُ رُدَينِيٍّ وَطِرفٌ مُحَنَّبُ
نَقِمتَ عَلى الدُنيا وَلا ذَنبَ أَسلَفَت
نَقِمتَ عَلى الدُنيا وَلا ذَنبَ أَسلَفَت / إِلَيكَ فَأَنتَ الظالِمُ المُتَكَذِّبُ
وَهَبها فَتاةً هَل عَلَيها جِنايَةٌ / بِمَن هُوَ صَبٌّ في هَواها مُعَذَّبُ
وَقَد زَعَموا هَذي النُفوسَ بَواقِياً / تَشَكَّلُ في أَجسامِها وَتَهَذَّبُ
وَتُنقَلُ مِنها فَالسَعيدُ مُكَرَّمٌ / بِما هُوَ لاقٍ وَالشَقِيُّ مُشَذَّبُ
وَما كُنتَ في أَيّامِ عَيشِكَ مُنصَفاً / وَلَكِن مُعَنّى في حِبالِكَ تُجَذَّبُ
وَلَو كانَ يَبقى الحِسُّ في شَخصٍ مَيِّتٍ / لَآلَيتُ أَنَّ المَوتَ في الفَمِ أَعذَبُ
لَعَمرُكَ ما بي نُجعَةٌ فَأَرومَها
لَعَمرُكَ ما بي نُجعَةٌ فَأَرومَها / وَإِنّي عَلى طولِ الزَمانِ لَمُجدِبُ
حَمَلتُ عَلى الأُلى الحَمامَ فَلَم أَقُل / يُغَنّي وَلَكِن قُلتُ يَبكي وَيَندُبُ
وَذَلِكَ أَنَّ الحادِثاتِ كَثيرَةٌ / وَغالِبُهُنَّ الفَظُّ لا المُتَحَدِّبُ
وَكُلٌّ أَديبٍ أَي سَيُدعى إِلى الرَدى / مِنَ الأَدبِ لا أَنَّ الفَتى مُتَأَدِّبُ