القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : القاضي الجُرجاني الكل
المجموع : 110
ما لمخلوق بمخلو
ما لمخلوق بمخلو / ق لدى الموت شماته
غير أنا نحمدُ الل / ه كثيراً إذ أماته
يا قُبلةً نِلتُها على دَهَشٍ
يا قُبلةً نِلتُها على دَهَشٍ / من ذي دلالٍ مُهَفهَفٍ غَنج
قد حيَّر الخِشفَ غُنجُ مُقلتهِ / والوَردُ توريدُ خَدِّه الضَّرج
إذا تثنِّى أو قام مُعتدلاً / قال له الغُصنُ أنت في حَرَج
قد قسَّمَ الحُسنُ مُقلَتيك أبا القا / سم بين الفُتور والدَّعجِ
قل لهما يَرفُقا بقلبِ فتىً / طَوَيتَ أحشاءَه على وَهَجِ
فمنهما لاعَدِمتَ ظُلمهما / سُقمُ فؤادي ومنهما فَرَجي
وفارقت حتى ما أُسَرُّ بمن دنا
وفارقت حتى ما أُسَرُّ بمن دنا / مخافةَ نأيٍ أو حذارَ صدوُدِ
وقد جَعَلت نفسي تقولُ لمقلَتي / وقد قَرَّبُوا خوفَ التباعُدِ جُودي
فليس قريباً مَن يخافُ بِعَادُهُ / ولا مَن يرجَّى قُربُهُ ببعيدِ
بِعَينيَ ما يُخفِي الوزيرُ وما يُبدي
بِعَينيَ ما يُخفِي الوزيرُ وما يُبدي / فنورُهما من فضلِ نعمائه عندي
سأجتهدُ أن أُفدي مواطئ نعلِه / فإن أنا لم أقبل فما لي سوى جهدي
لأَعدَي تشكيكَ البلاد وأهلها / وما خلتُ أن الشكوَ يُعدِي على البعد
ولم أدرِ بالشكوى التي عَرَضت له / ونُعمَاهُ حتى أقبَلَ المجدُ يَستَعدي
وما أحسَبُ الحُمَّى وإن جلَّ قدرُها / لتَجسُر أن تدَنو إلى مَنبَعِ المجدِ
وما هي إلا من تَلَهُّبِ ذهنِهِ / تَوَقَّد حتى فاض من شدَّةِ الوَقدِ
لِيَفدِكَ من أصبحتَ مالكَّ رقه / فَكُلُّ الوَرى بل كلُّ ذي مُهجةٍ يُفدي
وما زالتِ الأحرارُ تفدي عبيدَها / لتَكفِها ما تبقى مهجة العَبدِ
نَفورٌ عن الإخوانِ من غير رِيبةٍ / تُعَدُّ جفاءُ والوفاءُ لُهم وَكدي
غُذِيتُ به طفلاً بإن رُمتسُ هَجره / تأَبِّى وأغرَتني به أُلفَةٌ المهدِ
كما ألفت كفاكُما البَذلَ والندى / فأعياكما أن تمنعا كف مُستَجدي
على أنني أقضي الحقوق بنيَّتي / وأبلغ أقصى غايةِ القربِ في بُعدي
ويَخَدُمُهُم قلبي وَوَدِّي ومنطقي / وأبلغُ في رَعي الذِّمام لهم جَهدي
فإن أنتُما لم تقبلا لي عِذرَة / وأَلزمتُماني فيه أَكثرَ من وجدي
فقلاو لِطَبِعي يزولَ فإنَّه / يرى لكما حَقَّ الموالي على العبد
جفاؤكَ كُلَّ يَومٍ في مزيدِ
جفاؤكَ كُلَّ يَومٍ في مزيدِ / وما تَنفكُّ تُشمِتُ بي حَسُودِي
فإن يكنِ الصُّدودُ رضاك فاذهَب / فإِنِّي قد وَهَبتُكَ للصُّدُودِ
فحسبيَ منكَ أن يَهواكَ قلبي / وَحَسبُكَ أن أَزوُرَكَ كُلَّ عِيدِ
بعزم يراه السَّيف أولى بغِمدِهِ
بعزم يراه السَّيف أولى بغِمدِهِ / إذا سلَّ لم يظفر به كفّ غامد
وطالع سعد لو تحرَّى عطارد / مطالعه احتراق عطارد
فما زلتَ تَعلو والسعادةُ والعُلا / دليلاك حتى فُتَّ قدر التحاسُدِ
وحتى أتاك الحمدُ من كلِّ حاسدٍ / وحتى أتاك العُذرُ من كلِّ حامد
بعدت ولم يبعد فؤاد خَتَمتَه / برقٌ أياديك البوادي العوائد
أروح وأغدو في ذراك وإن ثوى / بحيث التقى السدَّان رحلي وقائدي
ولما دعاني الشَّوقُ لَبَّيتُ واغتدى / أمامي عزمٌ عالمٌ بالمراشدِ
يُكلِّفني الإسراعَ حتى كأنَّني / نوالُك أو حَتفُ العدوِّ المعاند
أفدَّى طريقاً أهتدي بمناره / وأرشُفُ مهجورً الثرى والجلامد
وألثم أخفافَ الَمطِيِّ لأنَّني / أرى كُلَّ ما أدنى إليك مساعدي
ولو لم يكن حَظرُ الشريعةِ لم نَسِر / نَؤُمُّك إلا بالجباه السواجد
أتيتُ بها جهد الُمقِلِّ ولا أرى / أحقَّ بحسن البَسط من عذر جاهد
ولي فيك ما لو أنصفَ الشِّعرُ لاغتدت / معانيه كُحلاً في عيونِ القصائدِ
وما أدَّعي الإحسانَ لكن أظُنُّها / ستعذُبِ في الأفواهِ عند التناشُد
وما أعجبتني قَطّ دعوى عريضةٌ / ولو قام في تصديقِها الفُ شاهدِ
ولستُ أحبُّ المدحَ تُحشَى فصولُه / بقولٍ على قدرِ العقيدةِ زائدِ
وما المدح إلا بالقلوبِ وإنَّما / يُتّمِّمُ حُسنَ القولِ حُسنُ العقائدِ
أقول لسارٍ في شمال وراقدٍ
أقول لسارٍ في شمال وراقدٍ / يُفتِّح فيه البرقُ أجفانَ سِاهِدِ
تجَمَّع من شتى ولكن تأَلَّفت / نواحيه حتى صار في شخص واحدِ
أَمَامَك أرضُ الشامِ فاسق مَعَاهداً / لأحبابنا بل عَهدُهُم بالمعَاهِدِ
بلادٌ بها قلبي فإن آتَ غَيرهَا / فإلمامُ مُرتادٍ وزورةُ وافدِ
أَذُمُّ لذكراها بلادي ومَولدي / وحيثُ تهاديني أَكُفُّ الولائدِ
وحيثُ إذا أرسلتُ لحظي رَاقَهُ / مَلاعبُ أَترابي ومَولدُ والدي
ولكنَّ لي بالشامِ عَذرَاءُ صَبوةٍ / جَعَلتُ لها عذرَ النُّهى غير راشِدِ
جزاءُ فتىً تَعَرَّضَ للبعادِ
جزاءُ فتىً تَعَرَّضَ للبعادِ / تجافي مُقلَتَيه عن الرُّقادِ
وإن يُغري به شوقٌ مُوالٍ / يغالبُهُ على صَبرٍ مُعادِ
وأجفانٌ تُرَوِّي كلَّ شيءٍ / سوى قلبٍ إلى الأخبار صادي
بذاك جزيتُ إذ فارَقتُ قوماً / لِبستُ لِبَينهم ثوبَي حِدادِ
معادنُ حكمةس وغُيوث جَدبٍ / وأنُجمُ جيرةٍ وَصُدُور نادي
نأوا عِّني وعندهم فؤادي / وِغبتُ ولم يَغِب عنهم ودادي
ولولا شِقوَتي ما فارقُوني / وكانوا بين جَفني والسَّوَادِ
فقُل في حالِ مأسورٍ ضعيفِ / يلوذُ من الأَعَادِ بالأَعَادي
تعاليتَ عن قدرِ المدائح صاعداً
تعاليتَ عن قدرِ المدائح صاعداً / فَسِيَّانَ عَفوُ القولِ عندكَ والحمدُ
وإني لا أدري أنَّ وَصفَكَ زائدٌ / على منطقي لكن على الواصف الجهدُ
وأنَّ قليل القولِ يَكثُر زيغُهُ / إذا أغرقت فيه الموالاةُ والوُدُّ
لك الله إني ما بعدت مُسَهَّدُ
لك الله إني ما بعدت مُسَهَّدُ / وإني مسلوبُ العَزاءِ مُكَدَّدُ
وإنِّي إذا نَادَيتُ صَبرِي أجابني / سوابقُ من دَمعِي تجورُ وتُقصِدُ
تصعده الأنفاسُ من كِبدي دماً / وتحدِرُه الأجفان وهو مورَّدُ
فَديتكِ ما شوقي كشوق عرفتُه / ولا ذا الهوى من جنس ما كنت أعهدُ
كأنَّ اهتزازَ الرُّمح في كبدي إذا / تكشَّفَ بَرق أو بدا منك مَعهدُ
أُحِّملُ أنفاسَ الشمالِ رسائلي / ولي زَفَراتٌ بينها تتردد
فإن هَبَّ في حيِّ سَموم فإنها / بقيةُ أنفاسي بها تتوقَّدُ
ولو كنتُ أَدري ما أُقاسي من الهَوى / لما حَكَمَت للبينِ في وَصلِنا يَدُ
فلا يُنِكر التَّخلِيدَ في النار عاقلٌ / فها أنا في نارِ الغرامِ مُخَلِّدُ
وكنتُ تولَّى الله حِفظَك سيدي
وكنتُ تولَّى الله حِفظَك سيدي / ومَن هو لي مَولى ومَن أنا عَبدُه
وبي من تباريحِ الصَّبَابِة لَوعَةٌ / يُقَرِّبُها من قلبِ عبدكِ بُعدُه
سَقَت بلدي أيديكم وتعطَّفت
سَقَت بلدي أيديكم وتعطَّفت / عليه بكم بِيضُ الغَمَامِ وسُودُه
وَملّيتُم عيشاً يروق لميسُه / ويحسُن في عينِ الزَّمان جديدهُ
حلا في فمي ذكراكم فتألَّقت / محاسنُ شِعرِ فيه يحلو نَشيدهُ
وأُقسِمُ إنّي إن تأَخَّرتُ عنكم / لقد خانَني رأى وخانَ رشيدُه
فلو أَنَّي أرَّختُ عمري افتتحتُهُ / بيومٍ تجلّى عنكم فيه عِيدهُ
يقرِّبنَ طلاب العُلا من سمائها
يقرِّبنَ طلاب العُلا من سمائها / ويُهدينَ رُوَّاد النَّدى لجوادها
فلاقَينَ مولانا وقد صَنَعَ السُّرى / بهنَّ صنيع كفه بِتَلادهَا
ولا ذنبَ للأفكارِ أنتَ تَرَكتَها / إذا احتَشدَت لم تُنتَفعَ باحِتشَادِها
سَبَقتَ بأفرادِ المعاني وأَلَّفت / خواطرُكَ الألفاظَ بعد شِرادِهَا
فإن نحن حَاوَلنا اختراعَ بديعةٍ / حَصَلنا على مَسرُوِقها ومُعَادِها
ترحَّلت عن بغداد أطيبَ منزِلٍ
ترحَّلت عن بغداد أطيبَ منزِلٍ / وأبهى بلاد الله مرأىً ومنظرا
وفارقتُ أقواماً إذا ما ذكرتهم / ترقرقَ ماءُ العين ثم تَحَدَّرا
فكم من أديبٍ في معانيه بارع / وأبلجَ في عِلمِ الشَّريعة أَزهرَا
أروحُ على بَرح الهمومِ وأغتدي / أكابدُ أحزاناً يضيقُ بها الثَّرا
ولم أبك مربعَ العامِريَّةِ باللَّوى / ولا رَسمَ دارٍ بالثَّنيَّةِ مُقفِرا
ولكنَّني أبكي مُقَامي ببلدةٍ / أُأَمَّل أن ألقى صديقاً ولا أرى
ومن حَقِّ من يمشي مع العور أن يرى
ومن حَقِّ من يمشي مع العور أن يرى / وإن لم تَخُنهُ عَينُه مُتَعاوِرا
بدأت فأَسلفتَ التَّفَضُّلَ والبرَّا
بدأت فأَسلفتَ التَّفَضُّلَ والبرَّا / أَوليتَ إنعاماً مَلكتَ به الشكرا
وللسابق البادي من الفَضل رُتبةٌ / تُقَصِّر بالتالي وإن بَلَغَ العُذرَا
أتتنا عَذَارَاك اللواتي بَعَثتَها / لتوسعَنَا علماً وتُلبسَنَا فَخراً
فأَفصحنَ عن عُذرٍ وَطَوَّقنَ مِنَّةً / وقلنَ كذا مَن قال فليَقُلِ الشِّعرا
فأَوليتَها حُسنَ القَبُولِ معَظِّما / لِحَقِّ فتىً أهدي بهنَّ لنا ذكرا
تناهى النُّهى فيها وأبدَع نَظَمها / خَوَاطرَ ينقادُ البديعُ لها قَسرا
إذا لُحظت زادت نواظرنَا ضِياً / وإن نُشِرَت فَاحَت مجالسُنَا عطرا
تنازَعهَا قلبي مَليَّاً وناظري / فأعطيَتُ كلاً من محاسنها شَطرا
فترَّهتُ طرفي في وشِيِّ رياضها / وألقطتُ فِكري بين ألفاظها الدُّرا
تُضَاحكَنا فيها المعاني فَكُلَّما / تأملتُ منها لفظةً خلتُها شعرا
فمن ثَيِّبٍ لم تُفتَرع غيرَ خلسَة / وبكرٍ من الألفاظ قد زُوِّجت بِكرا
يظلُّ اجتهادي بينهنَّ مُقَصِّراً / وتُمسِي ظُنُوني دُون غايِتها حَسرى
إذا رُمتُ أن أدنو إليها تَمنَّعت / وَحَقَّ لها في العَدِل أن تُظهر الكبرا
وقد صَدرَت عن معدِنِ الفضلِ والعُلا / وقد صَحِبَت تلك الشمائلَ والنَّجرا
فتَمَّت لك النُّعمَى وساعدَكَ الُمنَى / ومُلِّيت في خفضٍ أبا عُمَرَ العُمرا
كَفَتنَا وإياك المعاذير نيَّةٌ / إذا خَلُصَت لم تذكر الوصلَ والهجرا
مدحتُ فعدَدتُ الذي فيك من علا / وأَلبستِنِي أوصافَكَ الزَّهرَ الغُرا
وما أنا إلا شعبةٌ مستمدِّة / لمغرزِ فيضٍ منك قد غمرَ البحرا
وقد كان ما بُلِّغتُه من مقالةٍ / أَنفتُ بها للفضلِ أن يألفَ الصغرى
إذا البلَدُ المعمورُ ضاق برُحِبةً / على ماجدٍ فليسكنِ البَلَدَ القَفرَا
وكم ماجدٍ لم يرضَ بالخَسفِ فَانبرَى / يُقارع عن هَّمِاتهِ البيضَ والسُّمرا
ومن علّقت نيلُ الأماني همومَهُ / تَجَشمَ في آثارِها المَطلبِ الوَعرا
فلا تشكُ أحداثَ الزمانِ فإنَّني / أراه بَمن يشَكو حَوَادثَه مُغرّى
وهل نَصَرَت من قبل شكواك فاضلاً / لِتأمَل منهنَّ الَمعُونَةَ والنَّصرا
وما غلب الأيامَ مِثلُ مُجرِّبٍ / إذا غَلَبَتهُ غايةٌ غلَّبَ الصَّبرا
إذا أنت لم تَزرَع وأبصرتَ حاصدَاً
إذا أنت لم تَزرَع وأبصرتَ حاصدَاً / ندمتَ على التفريط في زَمَنِ البَذرِ
إذا شئتَ أن تستَعرَ المالَ مُنفقاً / على شَهواتِ النفسِ في زَمَن العُسرِ
فَسَل نَفسكَ الإنفاقَ من كنزِ صَبرِها / عليك وإنظاراً إلى زمنِ اليُسرِ
فإن فعلتَ كُنتَ الغَنَّي وإن أبَت / فَكُلُّ مَنُوعٍ بعدَها واسعُ العُذرِ
وما الفقرُ إملاقُ الكريمِ ولا الِغنَى / وإن ضَلَّت الآراءُ في كثرةِ الوَفرِ
وبعضُ الغِنى تمحُو المعائبُ حُسنَه / ويَخلُصُ طبعُ المرءِ في حالةِ العُسرِ
أَتَتنَا العَذَارى الغِيدُ في حُلَلِ النُّهى
أَتَتنَا العَذَارى الغِيدُ في حُلَلِ النُّهى / تَنشُرُ عن عِلمٍ وتطوى على سِحرِ
تَلاعَبُ بالأذهانِ رَوعَةُ نَشرها / وتشغلُ بالمرأى اللطيفِ عن السير
أَلَذُّ من البُشرَى أَتَت بعد غَيبَة / وأحسنُ من نُعمَى تُقَابَلُ بالشُّكرِ
فلم أر عقداً كان أبهى تألُّقا / وأَشبهَ نَظما مُتقَناً منه بالنَّثرِ
ترى كلَّ بيتٍ مُستَقلاًّ بنفسه / تُبَاهِى معانيه بألفاظِه الغُرِّ
تَحَلَّت بوصفِ الجسم ثم تَنَكَّرَت / ومالت مع الإعراضِ في حَيَّز تَجري
أَرنَّت سحابُ الفِكرِ فيها فأَبرَزَت / لآلئ نُورٍ في حَدَائِقها الزُّهرِ
فجاءت ومعناها مُمازجُ لفظها / كما امتزجت بنتُ الغَمَامةِ بالخَمرِ
أشَدَّ إليه نسبَةً من حُرُوِفهِ / وأَحوَجَ من فعلٍ جَميلٍ إلى نشرِ
نَظَمتُها عقداً كما نظم الحجَى / وفاءَك في عِقدِ السماحةِ والفَخرِ
كأَنَّكَ إذ مرَّت على فيك أفرغت / ثناياك في ألفاظها بَهجةَ البشر
كَفَتنَا حُمَيَّا الخمرِ رِقةُ لفظِها / وأَمَّنَنَا تهذيبُها هَفوةِ السكرِ
وإذا خِفتَ من خليلٍ ملالا
وإذا خِفتَ من خليلٍ ملالا / فاستجر من صُدُوِده بالمسيرِ
ربّما طالتِ الحياةُ فَمَلَّتِ / طولَها مُهجةُ المسِنِّ الكبيرِ
وعِذاب المياهِ يُسَلَّمُها / الإلفُ لعُذرانهِا إلى التَّغييرِ
الهجر أروحُ من وصلٍ على حذرٍ
الهجر أروحُ من وصلٍ على حذرٍ / والموتُ أطيبُ من عَيشٍ على غرَرِ
كيف السُّلُوُّ ومالي مشتكا حَزَن / إلا الدموعُ ووسواسٌ من الفكرِ
إذا رأيت محباً نال بُغيَتَه / وأمَّنَته لياليه من الغِيَرِ
تَوَقَّدَت جمراتُ الشوقِ في كِبَدي / وَكِدتُ أُتلفُ من همي ومن حَسَري
يا ويح رُوحي لقد طالت شِقاوتُها / لو أنها في يدي قَصَّرتُ من عُمُري
بالله يا مقلتي جودي فإن قصرت / بك الدموعُ فذوبي أنت وانحدري
إني بلوتُ أخلائي فما زُكِنُوا / عند الحِفاظ ولا طابوا على الخَبَرِ
مُثَبِّطين عن العلياءِ طَالبها / رَاضِين من دوَل الأيامِ بالنظَرِ
إن أَذنَبوا فعتابي غيرُ مُستمع / وإن هَفَوتُ فَذَنبي غيرُ مُغتَفر
وجدتُ أَخوَنَهم من كان أوثقهم / وخيرَهم شَرَّهم في الحادثِ الخَطَرِ
إذا هَشَتُ إليه قال مُختَدِعٌ / ضاقت يداه فوافي يرتجى مَطَري
وإن تَقَبَّضتُ عنه قال ذو صَلَفٍ / أثرى فقد لَحِقَته زَهوةُ البطرِ
وإن تَرِأسَ اولاني مباعدةً / وضنَّ عني بالتسليم والنَّظرِ
وصرتُ في ثِقل أُحدٍ عندهَ ورأى / في طلعتي رأيَ أهلِ الرَّفضِ في عُمَرِ
فلا تَثِق بأخٍ تُرضيك صحبتُه / وَكُن من الصَّاحِبِ الأدنى على حَذَرِ
ليس الصديقُ الذي ترضى بصحبته / إلا المشاركُ في الإعسارِ واليُسُرِ
ومَن يقيك إذا نَابَتكَ نائبةٌ / وقايةَ المرءِ عينَه من العَوَرِ
إذا رضيتَ فعبدٌ في خلائقه / وإن غَضِبتَ فكالصَّمصامة الذكرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025