المجموع : 161
أنجدتني في الهوى مذ أنجدُوا
أنجدتني في الهوى مذ أنجدُوا / أدمُعٌ أضحت بشوقي تَشهدُ
خذ حديثي بعد سُكُّان الحِمَى / فهُو عن قلبي وَطرفي مُسندَ
يا جفوني بعدهم أين الكَرى / يا فؤادي أين ذاك الجُلَدُ
فعلوا ما أَوعدوا من هجرهم / ليتهم لو أنجزوا ما وعدوا
وبروحي رشأٌ يهتزُّ من / قَدَّهِ المائسِ غُصنٌ أَملَدُ
أبا في شرع الهوى عَبدٌ له / وهوَ لي إن كان يرضى سَيِّدُ
أُقسِمُ باللَه أنَّ شوقي
أُقسِمُ باللَه أنَّ شوقي / إليك ما فوقهُ مَزِيدُ
أودعتَ يوم الوداع قلبي / ناراً لها في الحَشا وَقودَ
عَذِّب بغير النَّوَى فؤادي / إن عذاب النَّوَى شديدُ
لا واجتماعٍ لنا تَقَضَّى / أرجو الليالي تَعُودُ
ما كان ذ البَينُ من مرادي / لو أنَّ للمرء ما يُريدُ
لم تَرضَ لي بالفراقِ حتى / تَلاه من كُتبك الصُّدُودُ
كُن كيفما شِئتَ فالموالي / لا تتَساوى بها العَبِيدُ
ما لي أراك أضعتَ وُدِّي
ما لي أراك أضعتَ وُدِّي / وغدرتَ بي وَنقَضتَ عَهدي
وأَذَبتَ قلبي في الهوى / ظُلماً بنار جَوىً ووَجد
وجَعَلتَ طَرفي بالأسى / وَقفاً على دَمعي وسُهدي
وأرى الإساءة منك ح / ين تُسِئُ كالإِحسانِ عندي
حَتَّامَ أُخفِي في هوا / ك صَبابَتي والدمع يُبدي
أنا قد أَتيتُكَ قاصِداً / فعساك تعرف حَقَّ قَصدي
عَلِقَت بذيلِ رجاك آ / مالي فَعَلَّلها بوَعدِ
شوقي إليك كما علم / تَ يَجِلُّ عن حَصرٍ وحَدِّ
أرى الإسكندريَّة ذات حُسنٍ
أرى الإسكندريَّة ذات حُسنٍ / بديعٍ ما عليهِ من مزيد
هِيَ الثغر الذي يُبدي ابتساماً / لتَقبيل العُفَاةِ من الوفود
إذا وافَيتَها لم تُبقِ هَمّا / بِقَلبِكَ مُذ تَراها من بَعيد
حَلَلت بظاهرٍ منها كأني / حَلَلتُ هناك جَنَّاتِ الخلودِ
فلا بئرٌ مُعَطَّلَةٌ وكم قد / رَأَيتُ هناك من قَصرٍ مَشيد
بياضٌ يملأ الآفاقَ نوراً / يُبَشِّرُ بَرقُهُ بسَحابِ جُود
وأُقسِمُ لو رأتها مِصرُ يوماً / لكادت أن تَغيبَ من الوجودِ
وكم قَصرِ بها أضحى كحِصن / منيعٍ لا كَزَربٍ من جريدِ
بَرُصُّ فصوصَهُ بانيه رصاً / يُفَصِّلهُ على نَظمِ العُقُودِ
لها سورٌ إذا لاقى الأعادي / يُقابلهم بوجهٍ من حديدِ
هو الفلكُ استَدار بها وكم قد / رأينا فيه من بُرجٍ سَعيدِ
أحاط بسُورها بَحرٌ أجاجٌ / ومَنهَلُ أهلِها عَذبُ الورودِ
همُ السادات لا يُخشى ويُرجى / سواهم عند وَعدٍ أو وعيد
وحسبك أنَّ صدر الدين منها / وذا من مدحها بَيتُ القصيد
إمامٌ جلَّ قدراً أن يُهَنَّى / بشهرٍ أو بعشرٍ أو بعيد
لأن الدهرَ عبدٌ والموالى / لعَمرُك لا تُهَنَّأ بالعَبيد
كيف حالَت بعد الوفاءِ عهودُه
كيف حالَت بعد الوفاءِ عهودُه / وتَمَارى هِجرانه وصُدُودُه
وأمالتهُ للوشاة ظنونٌ / يُبدئ العذرُ وهمَها ويُعيدهُ
ما على المُعرِض المُقيمِ على الإِع / راضِ لو رقَّ حين يشكو عميدُه
في سبيل الهوى وفي طاعة الح / بِّ يريد الإنسانُ من لا يُريدُه
يا عذولَ المحبِّ قَصِّر من العَذ / لِ فإني أراه مما يَزيدُه
كيف يُصغى إلى الملام مشوقٌ / بانَ عنه اصطبارُهُ وهُجُودُه
بأبي من غَدَت له نفرَةُ الظَّب / ي وللظبى مُقلتَاهُ وجيدُه
هَزذَ غُصناً من قَدِّه ذا اعتدالٍ / يشتهي البان لو حَكتهُ قُدُودُه
ذو عذارِ يقيم عُذرى في الح / بِّ وخدّ يزينُه تَوريدُه
ولحاظٍ حمى بها طَلعَ ثغرٍ / بَرَدُ الدمع من جفوني نَضِيدُه
لي في حبِّه حشَاً شَفَّهُ الوج / دُ وطَرفٌ يَضُرُّهُ تَسهيدُه
وغرام قد ألبسَ الجسم ثَوباً / من نُحُولٍ لم يبل عندي جَديدُه
صاحِ دعني وما أُقاسي ففي القل / ب لهيبٌ لا يُستَطاعُ خمودُه
خَلِّ طرفي يذرى الدموعَ دماءً / بعد عيشٍ مَضَى فعزَّ وجودُه
حَكَمَ الدهرَ بالفِراق ومن ذا / يَغلِبُ الدهرَ والخطوبُ جنودُه
أي دَهرٍ رَاقَت وراعَت عيانا / وَسَماعاً بُرُوقُهُ ورُعُودُه
نافذُ الأمر إذ بحكمِ صلاح ال / دينِ أضحى قيامُهُ وقعودُه
ملكُ تَشرُفُ الملوك إذا ما / أصبحت في الزمان وهيَ عَبيدُه
شادَ بالبَأس والمكارم مُلكاً / أَسَّسَته آباؤُهُ وجدودُه
تَفضَحُ الدهرَ منه أخلاقُهُ الزُّه / رُ ويُزرى على السحائب جُودُه
بيتهُ كَعبَةٌ يحجُّ إليه / كلَّ وقتٍ عُفَاتُهُ ووفودُه
ثابتُ الجَأشِ عندما يَقلَقُ الجَي / شُ ويَخشَى رَيبَ الحمامِ أُسُودُه
ثاقبُ الفَهمِ إن يَغب عنه أَمرٌ / كامنٌ فهوَ بالذكاءِ شَهيدُه
هو في الحالتين غَيثٌ ولَيثٌ / يُرتَجى وَعدُهُ ويُخشى وَعيدُه
فيه بَاسٌ ورحمة لعدوّ / وَولى يُغيثه ويُفيدُه
أحسَنَ الإصطناعَ حتى لقد أَث / نى عليه عدُوُّهُ وحسُودُه
يا ولَّي الأنامِ دعوةَ عَبدٍ / أنجَحَت قَصدَهُ لديك قصيدُه
لا تسلني عن الزمان فإني / قد بَدَت لي أَضغانُهُ وحقُودُه
زمنٌ لأن عطفُه عند غيري / وهوَ عند صعبُ المِراسِ شديدُه
كيف يَبقى الجزَّارُ في يوم عيد النَّ / حرِ رَهنَ الإفلاسِ والعيدُ عيدُه
يَتَمَنى لحمَ الأضاحي وعند الن / اسِ منه طَريُّهُ وقديدُه
ولقد آن من لقائك أن تَبي / ضَّ أيامُه ويَخضَرَّ عُودُه
دَعِ اللومَ أو لَمني فلست بسامعٍ
دَعِ اللومَ أو لَمني فلست بسامعٍ / لقد ضلَّ من أمسى بنصحك يَهتدي
فما العيشُ إلا أن أموت صبابة / بلَبلى ولم أمدُد إلى غيرها يدي
حضمَت ثغرها والخدَّ عن حائم شَجٍ / له أملٌ في مَوردٍ ومُوَرَّدِ
وكم هام قلبي لارتشاف رُضابها / فأعرَب عن تفضيل نَحوِ المُبَرِّدِ
وتُقعدها الأردافُ عند قِيامها / فها أنا منها في مُقيمٍ ومُقعدِ
لقد شاد مُلكاً أسَّسته جُدودُهُ
لقد شاد مُلكاً أسَّسته جُدودُهُ / فأصبح ذا ملك أثيلٍ مُشَيَّد
وصحَّ به الإسلامُ حتى لقد غَدَت / بسلطانهِ أهلُ الحقائق تَقتدي
فقل للذي قد شكَّ في الحقَّ إنما / أطعنا أبا بكرٍ بأمرِ محمد
يا ابن الأئمةِ دعوةً من مادحٍ
يا ابن الأئمةِ دعوةً من مادحٍ / نادى نَداك على مدى مُستبعدِ
أملي يُقرِّبني إليك مع النوى / يا من بذيل رجائه عَلقَت يَدي
أرجو نداك مع الخُمُول وربما / كان الحيا حظَّ الحضيضِ الأوهَدِ
واحسرتا لو أنَّ لي سبباً إلى / ذاك الحمى لأكون أوَّل مُنشدِ
ولأن أرى وجهي يُعَفَّرُ في ثرى / كالمسك مَبثُوثاً بِفَرقِ الفَرقَّدِ
ولقد بَعثتُ بها قصيدا لَفظُها / كالدرِّ إذ وافى بسلك مُنضَّدِ
وجعلتُها يوم الحساب ذَخيرتي / فاشهَد بها عند ابن عمَّكَ في غَدِ
ويعودُ عاشوراءُ يُذكرُني
ويعودُ عاشوراءُ يُذكرُني / رُزءَ الحَسين فليت لَم يُعد
وليتَ عيناً فيه قد كحِلَت / بِمَسَّرةٍ لم تَخلُ من رَمَدِ
ويداً به لشماتَةٍ خُضبت / مقطوعةً من زَندِها بِيِدي
يَومُ سبيلي حين أذكُرُهَ / ألاَّ يَدورَ الصَّبرُ في خلدي
أما وقد قُتلَ الحُسَين به / فأبو الحسينِ أحقُ بالكَمَد
عُدتُ فيه جاهليَّ ال
عُدتُ فيه جاهليَّ ال / حب من غير تعدِّي
لحظ عيني عبد شمسٍ / وفؤادي عبدوُدّ
قالوا الفعيلُ وإن تَبَيَّنَ غَيُّهُ
قالوا الفعيلُ وإن تَبَيَّنَ غَيُّهُ / للعالمين وغاب عنهم رُشدُهُ
يَمشي وفي يده كِتابٌ قَلَّما / عَلِم امرؤٌ في جهله ما قَصدُهُ
فأجبتهم لا تعجبوا من فعلهِ / فأبوهُ من أهلِ الكتاب وجَدُّه
وما شيءُ له نفسٌ ونفسٌ
وما شيءُ له نفسٌ ونفسٌ / ويؤكلُ عظمُه ويُحَكُّ جلدُه
يَودَّ به الفتى إدراك سُؤل / وقد يلقى به ما لا يؤدُّه
ويؤخَذُ منه أكثره بِحقٍّ / ولكن عند آخره يَرُدُّه
شَرُفَت بنَظم مَديحك الأشعارُ
شَرُفَت بنَظم مَديحك الأشعارُ / وتَحَيَّرَت في وصفك الأفكارُ
وأطاعك الذِّهنُ القَصيُّ ملبِّياً / وتصرَّفت بقضائك الأقدارُ
ما جن ليلُ الخطب إلا أشرقَت / وتَلألأَت من وجنك الأنوارُ
وهَمَت عَقَيبَ البَرقِ من بُشراكَ لل / عَافي سحائبُ جَوُدُهُنَّ نَضَارُ
أنتَ الكريمُ وخلِّ ما قد أنبأَت / عمن مضى في كُتبِها الأَخبَارُ
خلُقٌ كلينِ الماء راقَ لشاربِ / ظامٍ وعَزمٌ في التوقُّد نارُ
من ذا الذي يحكيك في مَجد وفي / شَرَف وجَدُّك جَعفَرُ الطَّيار
ولأنت من قومٍ يهونُ عليهمُ / يومَ الوغى أن تُبذَلَ الأعمَارُ
قومٌ قد اختاروا الثناءَ لأنَّهُ / أبداً يدومُ وحَبَّذا ما اختاروا
عَلِموا وقد علموا الصحيحَ بأنَّهُ / لا درهَمٌ يَبقى ولا دِينارُ
لا أوحشَ اللَه ممن لم أزل أبداً
لا أوحشَ اللَه ممن لم أزل أبداً / أراه عندي وإن شَطَّت به الدارُ
ولستُ أعجبُ إلا من إقامتهِ / في باطنٍ حَشوُهُ لما نأى نارُ
عَوَّدتَهُ أنه يَجني وأعتذرُ
عَوَّدتَهُ أنه يَجني وأعتذرُ / لحسنه كلُّ ذَنبٍ منه مُغتَفَرُ
هُوَ الغنيُّ وإني في هواه إلى / أمانه من عذاب الهجر مُقتَقر
يا مالكَ القلب رِفقاً إنَّ نارك في / أضالعِ الصَّبِّ لا تُبقى ولا تَذر
ما أنكر الطَّرفُ أن الشَّعرَ منك دُجىً / وإنما غَرَّهُ من وجهك القمرُ
فَضَحتَ غُصنَ النَّقَا ليناً فظلَّ إذا / ما ماس قدُّك بالأوراق يَسترُ
يا مُدنَف الخَصرِ قد غادَرتني دَنِفاً / وناعسَ الطرف قد أودى بي السَّهَرُ
إني لأعجبُ من طرف تدبرُ به / على محبّيك خَمراً وهو مُنكَسرُ
يا عادلي فيه قل مهما أردت فما / عندي وعيشك مما قُلتَه خبر
قل للذي ظنّ أن الظبي يُشبِهُهُ / من أين للظبي ذاك الجيدُ والحورُ
استودعُ اللَه من ودَّعتُهُم سحراً / يوم الرحيل وهُم للقلب قد سحرُوا
فقال قلبي لطرفي عند فُرقَتِهم / ماذا بدمعك يوم البَينِ تَنتَظرُ
هناك لَبت جفوني وهي مسرعة / إن الجفون بأمرِ القلب تأتَمِرُ
ماضي العزيمة ما في باعه قِصَرُ / يوم الهيَاج ولا في طبعه خَوَرُ
تُثنى على جوده أخلاقُهُ وكَذا / يُثنى على حسن أفعال الحيَا الزّهرُ
فغير بدعٍ إذا ما خِلتُهُ مَلَكاً / لأنه حاز ما لا حازَهُ البَشَرُ
تجمَّع الحسنُ والإحسان فيه معاً / وإنما بالمعاني تُعشَقُ الصورُ
كم للنَّدا من معانٍ كلها طُرِقَت / وكلُّ معنى له في الجود مُبتَكَرُ
سَمحٌ إذا حلَّ في مغناه ذو أدب / فالمدح يُنظَمُ والأموال تنتَثرُ
يرتاحُ للمدح علماً أنه سببٌ / للجود لا كالذي بالمدح يَفتَخرُ
عوِّل على قصده بعد الإِله تَجد / عَوناً وغَوثاً لديه العزُّ والظَّفَّرُ
واستَجل من وجهه شَمساً إذا بزغت / يكاد يَعجزُ عن إدراكها البصرُ
وشنِّف السمعَ من ألفاظ مِقوله / فإِنه بَحرُ علمٍ كُلُّهُ دُرَرُ
به انتَصرتُ على جَورِ الزمانِ وهل / يزِلُّ من بات بالأَنصار ينتَصرُ
حسبي اعتمادي على بيت مكارِمُه / في الدهر يُخبرُ عنها البدوُ والحضَرُ
قومٌ بقولِ رسول اللَه فَضلَهُمُ / في الجاهلية والإسلام مُشتَهِرُ
قَيسُ بن سَعدٍ وما أدراك جَدُّهُم / إن الأصول عليها تَنبتُ الشَّجرُ
لئن قطع الغيث الطريق فبغلتي
لئن قطع الغيث الطريق فبغلتي / وحاشاك قبقابي وجوختي الدارُ
وإن قيل لا تخش فهي عبورَةُ / خشيت على علمي بأني جزَّارُ
ما كلّ حينٍ تنجحُ الأسفارُ
ما كلّ حينٍ تنجحُ الأسفارُ / نفق الحمارُ وبارت الأشعارُ
خُرجي على كتفي وها أنا دائِرُ / بين البيوت كأنني عَطَّارُ
لم أدرِ عيباً فيه إلاَّ أنَّهُ / مع ذا الذكاءِ يُقال عنه حمارُ
ويلينُ في وقت المضيق ويلتوي / فكأنّما بيديكَ منه سوارُ
ولقد تحامته الكلابُ واحجمت / عنه وفيه كلُّ ما يُختارُ
فرعت لصاحبه عهوداً قد مضت / لما عَلِمنَ بأنه جزَّارُ
يمضي الزمانُ وأنتَ هاجر
يمضي الزمانُ وأنتَ هاجر / أو ما لهذا الهجر آخر
يا من تحكَّم في القلو / بَّ فإنه لهواك ذاكر
وإذا رَقَدت مُنعَّماً / فاذكر شَقيّاً فيكَ ساهر
شَتَّتَنَ ما بيني وبي / نك في الهوى لو كنت عاذر
النارُ في كبدي وظَل / مُك باردٌ والجَفنُ فاتر
حَتَّامَ تحكمُ في نفو / س العاشقين وأنتَ جائر
هلا اقتَدَيتَ بعَدل مو / لانا كمال الدين ظافر
بك يا بن نصرٍ جئتُ أر / جو نُصرَةً فانعم وبادِر
وأجر من الزمن الذي / دارت عليَّ به الدوائر
أصبحتُ في أمري ولا / أشكو لغير اللَه حائِر
ولكم يُذَكّرني الشتا / ءُ بأمره ولكم أكاسر
واللحمُ يَقبُحُ أن أعو / د لبَيعهِ والشعرُ بائر
يا ليتني لا كنت جَ / زَّاراً ولا أصبحتُ شاعِر
سر الفؤاد طيفُهُ لما سرى
سر الفؤاد طيفُهُ لما سرى / فمرحباً منه بما أهدى الكرا
وافى إلى زائرا فليتهُ / حَقَّق في اليقظَة لي ما زورا
ظبيٌ إذا ماس ولاح وجهُه / رايت غُصناً بالهلال مُثمرا
وإن بدت طلعته في ليلة / من شعره رأيت ليلا مقمرا
كم ليلةٍ جنيتُ من عِذاره / آساً ومن خَدَّيه ورداً أحمرا
قل للذي يعذلني في حبِّه / حَقٌ لمن أحبَّه أن يُعذرا
يا بأبي من لم يزل بحسنه / في الحبِّ عن ذنوبه مُعتذرا
جَرَّدَ من جفنيه عَضبا أبيضاً / وهزَّ من عطفيه لدنا أسمرا
يا ساحر الأجفان رفقاً بفتى / سلبتَ منه عقلهُ وما درى
غريمهُ الشوق وقد أضحى من الص / بر الجميل مُذ نأيتَ مُعسرا
أجريتَ من أدمُعِهِ ما قد كفا / يكفيك من أدمعه ما قد جَرى
حُزتَ الجمال مثلما حاز العُلا ال / مَولى كمالُ الدين من دون الوَرى
شَيَّدَ مجداً لو أراد النجمُ أن / يُدرِكَ بعض شَأوه لقَصَّرا
ولو رأى البدرُ المنيرُ وَجهَهُ / هَلَّلَ إجلالا له وكبَّرا
يا من أرَجِّى ماله وجاهه / هذا أوانُ النفع فافعل ما تَرى
لم أَلقَ في ذا الدهر من أَشكُو له / رَيب الزمان إذ تَعَدَّى واجتَرا
وطالما حدَّثتُ نفسي بالغنى / منك وما كان حَدِيثاً يُفتَرَى
ولستُ أختارُ كريماً بعدها / عنك وكلُّ الصَّيد في جَوفِ الفَرَا
فخاطب السلطانَ في مَرَّةً / واحدةً من قبل تنوي السَّفَرا
فَهوَ أبو بكرٍ وأرجو أنَّه / في كل أمرٍ لم يخالف عمرا
من بَعد فَقدك قل لي كيف أًصطبرُ
من بَعد فَقدك قل لي كيف أًصطبرُ / والحزنُ عنديَ لا يُبقي ولا يَذَرُ
يا من أقام بجنَّات النعيم وفي / قلبي عليه لهيبُ النار يَستَعرُ
كم قد تأسَّفتُ ولكن لم يُفِد أسفي / كما حَذِرتُ وما أغنائي الحَذَرُ
بكيتُ إذ قيل لي في عَينهِ أَثَرٌ / فكيف حالي ولا عَينٌ ولا أثَرُ