المجموع : 480
إن تَلقَهُ تلقَ يومَ الروع أسد وغى
إن تَلقَهُ تلقَ يومَ الروع أسد وغى / مِن كُلِّ أشوَس قَد رَوَّى القَنَا علقا
وبسالةٌ تُدَمِّر العِدا
وبسالةٌ تُدَمِّر العِدا / وتكُفُّ كلَّ باغٍ مُعتدِ
شَهِدَت ببأسِكُم مَلاحمٌ
شَهِدَت ببأسِكُم مَلاحمٌ / حِين غَصَّت بالقنا المقصَّدِ
فَهيَ في يُمنَاهُ مستقّله
فَهيَ في يُمنَاهُ مستقّله / تَملأ الآفاق وعداً ووعيدا
فهيَ إذمَا اغتَرَفَت من بَحرِهِ / عَمَّتِ الأرضَ تِهاماً ونُجودا
فِقَرٌ إن وَعَدَت أو أوعَدَت / فالنَّدَى الفَيَّاضُ والبأسُ الشَّدِيدا
فَهيَ في السِّلمِ غَمَامٌ صَيّبٌ / باسِطٌ على الوَرَى ظِلاً مَدِيدا
وهي في الحَربِ حُسامٌ مُقضَبٌ / قاطعٌ مما يعاديهِ الوَرِيدا
يا أيها المولى الذي أعمالُهُ
يا أيها المولى الذي أعمالُهُ / أحيَت سَبِيلَ أبِيهِ والأجدادِ
جُودٌ يفيضُ على البلادِ وأهلِها / يَقضِي بأنَّكَ واحدُ الأجوادِ
وبسالةٌ نَحوَ العِدا فتكاتُها / مثل الظُبى سُلَّت مِنَ الأغمادِ
فَحِمَى عَرِينكَ مَربَضُ الأسادِ / ونَدَي يَمِينِكَ مشرَعُ الورادِ
فمكارمٌ آثارُها مأثورةٌ / برّزت فيها سابِقَ الأمجادِ
هامِي يَمِينِ الجودِ في يومِ النَّدَى
هامِي يَمِينِ الجودِ في يومِ النَّدَى / حامي عَرِينِ الحَربِ يوم هياج
أو تَلقَهُ في يومِ حَربِ عَوانِهِ / فالليثُ صالَ على قَطيعِ نِعاج
أو تلقَهُ في يومِ بذل هِباتِهِ / فالغيثُ سالَ بواكِفِ عجاجِ
بأسٌ وجودٌ أقاما ملَّتَي شَرَفٍ
بأسٌ وجودٌ أقاما ملَّتَي شَرَفٍ / محفوظَتينِ بتصنِيفٍ وتدوينِ
من جادَلَ مَجدَكَ خَاصَمَهُ
من جادَلَ مَجدَكَ خَاصَمَهُ / مَسطُورُ الدينِ ومسندُهُ
شيَّدتَ على ما أسَّسَهُ / سَلَفٌ لَكَ زادٍ مَحمَدُهُ
قَرَّت عينٌ للدينِ وأه / لُ الدِّينِ بِمَا تَتَقَلَّدُهُ
وبَنَى بِدارِ المُلكِ مَسجِدَ رحمةٍ
وبَنَى بِدارِ المُلكِ مَسجِدَ رحمةٍ / فيه يُراقِبُ ربَّهُ ويُناجِي
تردِيدُ ذِكرِ اللهِ فيه أنسُهُ / لا أنسَ بالأرمالِ والأهزاجِ
رمضانُ قَد وفَّاهُ حَقَّ عبادةٍ / تَمَّت فليسَ تَمَامُهُ بِخَرَاجِ
فإمامُنا في مسجِدِ الأذكار أو / في حَومَةِ الإلجامِ والإسرَاجِ
شَهِدَت بهديكُم مَساجِدٌ
شَهِدَت بهديكُم مَساجِدٌ / عُمِّرَت بِرُكَّعٍ وسُجَّدِ
ولّى رمضانُ يَشِيدُ بِما
ولّى رمضانُ يَشِيدُ بِما / أعمَالُكَ فِيه تُشَيِّدُهُ
صَومٌ ما مازجه رَفَثٌ / مَوفُورُ الأجرِ مُخَلَّدُهُ
وَقِيَامُ الليلِ به شَهِدَت / أفناء القَصرِ وَمَسجِدُهُ
فاليَوم تزكى صَائِمَهُ / واللَّيلُ زَكَا متهجِّدُهُ
أمَّا الصِيامُ فقد عَظَّمتَ حُرمَتَهُ
أمَّا الصِيامُ فقد عَظَّمتَ حُرمَتَهُ / بقلبٍ لا غافلٍ عَنهُ ولا وانِ
صَوماً وصَوناً فلا لَغوٌ ولاَ رَفَثٌ / فَرضاً وَنَفلاً وَتَرتِيلاً لقرآنِ
وَفَّيتَ شهرَ الصَّومِ واجبَ حَقَّهِ
وَفَّيتَ شهرَ الصَّومِ واجبَ حَقَّهِ / فالأجرُ فيهِ ثِابتٌ ويزيدُ
خُشوعُ قَلبِ بخوفِ الله مُنكَسِرٍ
خُشوعُ قَلبِ بخوفِ الله مُنكَسِرٍ / يُرَاقِبُ الله في ورد وفي صدرِ
لِلّهِ منهُ القَانِتُ البرُّ الّذي
لِلّهِ منهُ القَانِتُ البرُّ الّذي / ملأ البسيطَةَ كُلَّها تحمِيدُهُ
قامَت لدين اللهِ فيهِ شَعَائِرٌ / فرسُوُمُه محفوظةٌ وحدودُهُ
فاضَت عليه من فِدَاكَ نَوَافِلٌ / عَمَّت كما فاضَت عليكَ سعودُهُ
جِئتَ المصلّى في سَكِينَةِ خاشعٍ / حتى أقيمَ ركوعه وسجودُهُ
وأقَمتَ من قربانِهِ ما سنَّه الد / دين الحَنِيفُ قريبُهُ وبعيدُهُ
في شرع إبراهيم أُبرِمَ حُكمُهُ / وبِشَرعِ دينِ محمَّدٍ تجديدُهُ
ملأت قلوبَ العالمينَ محبةً
ملأت قلوبَ العالمينَ محبةً / إنَّ القلوبَ صَنَائِعُ الإحسانِ
فالمسلمون قُلُوبُهُم لَكَ أخلَصَت
فالمسلمون قُلُوبُهُم لَكَ أخلَصَت / وخُلُوصُها بِرِضَا الإلهِ شَهِيدُ
يا أيها الملك الذي آلاؤه
يا أيها الملك الذي آلاؤه / تنمي وتهمى ما لها تحديدُ
قسم الزمانُ جهادَهُ وسماحَه / فيذودُ عَن دينِ الهُدى ويجودُ
ذو عزمةٍ لو للعيونِ تمثَّلت / فضرامُ نارٍ شبَّ منه وقودُ
ذو همة لو قد تَجَلَّى شَخصُهَا / لغدا له فوق السِّمَاكِ صُعودُ
لأقلتَ دينَ اللهش من عَثَرَاتِهِ / فجزاؤُكَ التَّمكِينُ والتمهِيدُ
وَكَفَيتَ حالَ المعتدي والمجتدي / ها ذاك محدودٌ وذا مجدودُ
والمجتدي برجائه لَكَ مُصفَدٌ / والمعتدي بعناده مصفودُ
لما رأيتَ الرومَ تَبذُل جَهدَهَا
لما رأيتَ الرومَ تَبذُل جَهدَهَا / والدينُ مِنهَا جَاهِدٌ مجهودُ
أمضَيتَ في ذاتِ الإلهِ ودينِهِ / عَزماً له التصويبُ والتصعِيد
وغزوت لُورقَةَ معقلَ الكفر الذي / قد عانَدَ الأفكارَ مِنهُ عَنِيدُ
من فاتكٍ في كلِّ حِينٍ لَم يَزَل / يُوهي قُوَى الإسلام مِنهُ جَلِيدُ
فتركتَهُ قاعاً يَباباً مثلمَا / تركت مساكِنَها العِظامَ ثَمُودُ
والآن أعمَلتَ الرِّكابَ لِعَزمَةٍ / مِن شانِها الإدراكُ والتسدِيدُ
جَهَّزتَ نحوَ الرومِ جُنداً غالباً / وله مِنَ النَّصرِ العزيزِ جُنودُ
والرومُ قد أقعَت على الخضراء كال
والرومُ قد أقعَت على الخضراء كال / أُسدِ الضَّوارِي يرتقبن وثوبا
عشرينَ شهراً في حروب جَمَّةٍ / ما زالَ فيهم حزبهم مَحرُوبا
يا ناصرِي مَن جاءَ بالصِّدق اصبروا / فالرومُ تَحمِي دِينَها الكذُوبَا
حاشاكُمُ يا عابدِي الرَّحمن أن / تضهِنوا لِقَومٍ يَعبُدونَ صَلِيبا
فالدين مَنصُورٌ ولكن نَصرُهُ / قد صَيَّرَتهُ ذُنُوبنا مَحجُوبا
والحَقُّ يَدمَغُ باطِلا لَو لَم يَكُن / حَقاً بأهواءِ النُّفُوسِ مَشُوبا
تُوبُوا عبادَ الله تَوبَةَ مُخلِصٍ / لِلّهِ تَمحُو بالمتَابِ الحُوبا
واستقبلوا للنَّصرِ وَجهاً مُبدِياً / فَتحاً كما وَصَفَ الكِتَابُ قَرِيبا