القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو الهُدى الصّيادي الكل
المجموع : 449
أرسلت طير القلب في بستان طو
أرسلت طير القلب في بستان طو / ر الكون كي يهلو عن السر الخفي
فرأى مدار الكائنات بعينه / معنى يدليه لذاك الرفرف
أمور تضحك الجهلاء منها
أمور تضحك الجهلاء منها / وأحوال تصورها عجيب
لها الجهلاء تلعب من سرور / ويبكي من عواقبها اللبيب
ها أنت نصرة عاجز مثلي أتا
ها أنت نصرة عاجز مثلي أتا / ك له بكاء تلهف وعويل
ولانت سيف صين في غمد العمى / وبكف سلطان القضا مسلول
ولانت باب اللَه السند الدى / مادق ركن فخاره التحويل
ولانت سر في الكلام مؤيد / وكلام ربي ما له تبديل
فبقدرك العالي وجاهك داولي / بشفاء عطفك فالفؤاد عليل
وارحم عبيداً حين يحشر في غد / من غير حبك ما لديه فتيل
عمله ساءت ومازجت الخطا / وبذاك قام كشيرها وقليل
وله بحسن الحب حبل سريرةٍ / حبل النجاح بأصله مجدول
فبحبه متوثق وإذا تذكر ما / طواه كتابه فنحجيل
ويسوقه الكرم العميم إلى الرجا / إن الكريم مسامح ومقيل
وحماك رحماك الغياث فأنني / ما لي وحقك عن حمالك عدول
فرحابك الحامي العفاة وما له / في العالمين ممائل وعديل
وبك الهدى والفوز للإسلام وال / عز الذي وعلاك ليس يحول
وأنا أقل ضعاف أمتك التي / هي في ضلالك حملها محمول
فالرب بفضلك واكفني هم الزما / ن ففيك فيه على بنيه أصول
وارحم إذا داعى الحساب دعا فأن / ت المرتجي والسيد المأمول
واشمل بعونك والدي وإخوتي / وعني إذ بك للمراد حصول
واعطف على أهلي وكل عشيرتي / عطفاً به عند الرجاء قبول
ها أنت كالئنا إذا الباغي بغى / ولحفظنا يوم الكروب كفيل
وادخل ببحر الفضل إخواني وعا / ملهم بجودك أنه مبذول
والمسلمين تولهم بعناية / عنهم ترد الضد وهو خذيل
وعليك صلى اللَه ما لمع الضحى / وكساه من ثوب الظلام خمول
والآل والأصحاب من بثباتهم / جمعت من الدين القويم شمول
ما أنشد العبد الضعيف أبو الهدى / شرح المحامد في ثناك طويل
عج بالركائب ساحة الجرعاء
عج بالركائب ساحة الجرعاء / وانزل بتلك البقعة الفيحاء
وأنخ بعيسك حولها فلاهلها / فضل على الخدام والأمراء
قوم كرام لا يضام نزيلهم / وحماهم حام من الأعداء
سبقوا الورى شرفاً بكل مزيةٍ / وعلوا على الأبناء والآباء
وتوشحوا البيض الصقال فطأطأت / لقوى علاهم هامة العلياء
فتحوا المشارق والمغارب مثلما / قطعوا طريق البغى والفحشاء
قد أغرقوا الدنيا برأفتهم كما / داسوا بباس جبهة الجوزاء
خضعت لهم كبرا الغطارفة العظا / م وقد أعزوا عصبة الضعفاء
وجلوا غبار الظالم عن وجه الورى / والعدل قد بسطوه في الغبراء
وبجودهم عموا الوجود ومجدهم / كشف الدجا بمحجة بيضاء
قوم رئيسهم الرسول المصطفى ال / مبعوث بالآيات والأنباء
عين البرية أصل كل حقيقةٍ / سر الوجود خلاصة الأشياء
كشاف دهم المعضلات ودا / فع البلوى وترياق الشفا للداء
وأشارة الرحموت في الملكوت وال / ملك العظيم ونقطة الأبداء
ورقيقة المقصود من خلق الوجو / د وعينه في عالم الأسماء
والهيكل المحفوظ في طي العمى / من قبل صبغة طينها والماء
علامة السر الخفي وصاحب ال / قدر العلي وسيد الشفعاء
طه سراج المرسلين وقبضة الن / نور القديم وأكرم الهيجاء
شمس النبوة والفتوة والهدى / والكوكب اللماع في الظلماء
وطريق كل طريقة وأمام / كل حقيقة والكنز للفقراء
كم من يد بيضا تبدت منه في / وجه الكمال ولألأت للمرائي
طابت به الدنيا وضرتها معها / للمؤمنين وعمهم برضاء
وبفضله انجلت الهموم وبدلت / بعد المضرة والعنى بصفاء
وسما منار الحق فيه إلى السما / بالحق لا بالفكر والآراء
وأبان منهاج الأمان بهمة / أعيا علاها مدرك العقلاء
وأتى بقرآن قديمٍ أعجزت / آياته البلغا من الفصحاء
وأقام ركن الدين بالعزم الذي / ذلت له الآساد في البيداء
فسل الجيوش بيوم بدرٍ إذ أبا / دهموا ورد ورودهم ببلاء
واذكر حنيناً حين أحنى ظهر جف / لها ومزق عصبة الأهواء
وكذاك في أحد بحد صقيله / أعلى ضياء الملة السمحاء
وبفتح مكة ضاءت الدنيا به / مذ جاءها بعمامة سوداء
كسف الخطوب بها عن الآسلام حي / ن دعا إلى المولى بخير دعاء
وسرت لوامع رشده في الملك وال / ملكوت رغم المقلة العمياء
وعلا به الدين الحنيفي مظهراً / وبنى به الإيمان أي بناء
هو رحمةٌ للعالمين ونعمةً / تصلو بفضل سائر النعماء
هو حصن إسعاف وبحر عنايةٍ / يوم المخاف وذلة العظماء
حرم الأمان لكل عبد مذنب / إذ ينتحي الآبا عن الأبناء
ووسيلة اللاجين والراجين وال / غياث للقرباء والغرباء
محراب آمالا الوجود وسره ال / مقصود عند ملمة ورخاء
مولى موالي القبلتين وعلة الث / ثقلين عين الأنبيا النجباء
سيف إلهي نصول بباسه / ونرد فيه عصابة البأساء
وجناح نجح نستعين بعزمه ال / عالي لدى السراء والضراء
باب المراد ذريعة الإرشاد لل / مولى ومفتاح لكل رجاء
ما لي سواه لعلتي ولذلتي / ولقلتي ولقلة الصدقاء
هو ملجئي وله استندت وإنني / من فضله الوافي وصلت منائي
حاشاه أن يرضى بردي خائباً / ولسبب نعمته بسطت ردائي
وله رفعت أكف فقري راجياً / منه القبول وقد أطلت ندائي
وبه يلوذ المرسلون وبابه / ميزاب كل عطيةٍ وسخاء
مولاي يا جد الحسين المجتبي / من آل حيدر يا أبا الزهراء
يا تاج سادات الورى يا شمس عت / رة هاشم والعصبة الغراء
يا من بفضلك يرتجي وإلى حما / ك الملتجى للأخذ والإعطاء
أدرك ولا حظني بعطفك واكفني / نكد الزمان وداوني من دائي
فلقد عرفتك ملجئي ووقايتي / ومساعدي ومظاهري وحمائي
ولك افتقرت وأنت باب اللَه وال / حبل المتين لنيل كل غناء
خذني غداً تحت اللوا فلواك يو / م الحشر أشرف ملجأ ولواء
واجبر بعزك في حياتي كسرتي / وأصلح شؤني يا ضيا البطحاء
وعليك صلى اللَه ما لاح الضحى / وضيا سناك علا على الأضواء
وعلى النبيين العظام وآلك ال / غر الكرام السادة الحنفاء
وعلى الصحابة والقرابة ما بدا / سر الإله بدولة الآلاء
نشر العناية قد هبت نسائمه
نشر العناية قد هبت نسائمه / والسعد قد رسمت فينا رسائمه
ولاح نور التهاني والسرور بدت / في عالم الملأ الأعلى علائمه
وفي بطاح الهدى ركن القبول سمت / حتى إلى الرفرف الأسمى قوائمه
وقام ذاك مع العلم القديم وقد / رست على هامة العليا دعائمه
وفاض بحر العطا الغيبي وانتظمت / أمواجه وسقى الأكوان دائمه
والخير تم لنا واللَه أيدنا / بسيد عمت الدنيا مكارمه
محمد الرسل عين الأنبيا علم ال / أكوان أعظم من ترجى غنائمه
شمس سرى في فجاج الملك لامعها / وعلم غرق الأملاك ساجمه
وروح معرفة أسرار هيكلها / عزت ومظهرها جلت عزائمه
خير الوجود عظيم الجود سيد أص / حاب الشهود ومن عمت مراحمه
أبو البتول ومصباح القبول رسو / ل اللَه عين الورى معنى وناظمه
رواق علم غيوب اللَه نكتته ال / مطموسة الحرف أجمالاً وعالمه
باب الحضيرة كشاف المهمة لو / ح الغيب إذ فيه قد جلت طلاسمه
قامت به دولة الإيمان وانتسقت / أحكامه والهدى زينت مراسمه
فاللَه كافله والنصر صاحبه / والخير تابعه والسعد خادمه
به تشيد دين اللَه وانتشرت / أعلامه بعد أن هدت معالمه
كفى الضعيف عن الأحزاب ثم حمى / حمى الحقير الذي أعناه ظالمه
وأيد العدل حتى قال قائل من / في الكون هذا رسول العدل حاكمه
فكل مفتقر تلقاه كافله / وكل باغٍ عنيدٍ فهو قاصمه
أجل من وطئ الغبرا وأشرف من / فوق السموات مجداً حام حائمه
فالناس والملك العلوي جحفلهم / بباب حطته حطت عوالمه
يا سيدي يا رسول اللَه جد كرماً / لخائفٍ وجل زادت جرائمه
وارحم عبداً أتى يدعوك مفتقرا / وأنت واللَه حامه وراحمه
صلى عليك إله العرش ما كشفت / بفضل اسمك من خطب عظائمه
وآلك الغر والأصحاب وأنشدت / نشر العناية قد هبت نسائمه
إليك ربكان أرباب الفحول سعت
إليك ربكان أرباب الفحول سعت / يا رحمة كل شيءٍ في الورى وسعت
يا سيد السادة الغر العظام ويا / شمساً ببرج سماء الحق قد لمعت
ويا مدار علوم الغيب يا علم الآ / لاء إن وصلت معنى أو انقطعت
يا حكمة الأمر في كل الأمور وعن / واناً بديعاً به الأسرار قد جمعت
يا نكتة الطلسم البهت الخفي عز ال / أبصار واللمعة الأولى التي سطعت
يا طية النشر يا برهان دائرة النش / ء الأصيل التي تحت العمى شرعت
ها أنت دولة قدس طالما منحت / بلا انقطاع وبالعدل الجلي منعت
وأنت سر لسان روح حكمته / عليا عبارتها في شانها برعت
وأنت سطوة عز عند حضرتها / هامات أعيان كبار الورى خضعت
وأنت جولة بحر عين مدتها / في العالم الأزلي المحض قد نبعت
وأنت رتبة صدق دون رتبتها / كل المراتب حطت مثلما رفعت
وأنت دائرة العلم المقدس وال / أذن التي كل أسرار الكتاب وعت
وحدت في عالم الإبداع منزلةً / فجئت ذاتا على التوحيد قد طبعت
طويت قلباً به نور البروز طوى / وعين فضل على كل الورى أطلت
فكم إلى اللَه بالطرف الزكي وصلت / وكم له من خبايا سرها دمعت
يا حضرة كلما ضاق الوجود لخطب / مدهش الكرب فضلاً بالرضى اتسعت
ويا محجة علمٍ فصل حجتها / أسيافه حبل وهم المدعي قطعت
ويا رقيقة مجد من حقيقتها / حقائق الكون في أطوارها انتفعت
ويا صراط سلوك عن مطارقه / وجدها كل آمال الملا انقطعت
ويا عروس جمالٍ حال جلوتها / لشانها الحجب عن الواجها ارتفعت
ويا حقيقة توحيد مكانتها / بمئزر الصدق في الخدر العمى ادرعت
ويا أماماً علت أحكام حكمته / وعندها هامة الإذعان قد هطعت
لي فيك ظن جميلٌ لا يحول ولي / يد سوى بابك المقصود ما قرعت
فانظر بعين الرضى حالي وقل كرماً / عليك مني سحاب الفضل قد همعت
وارحم خضوعي وواصل رأفة رحمى / واجبر بفضلك قلباً روحه جزعت
حاشاك أن تقطع المسكين عنك وقد / أتى بصحبةٍ قصد عنك ما رجعت
وأنت أكرم من يمي الدخيل ومن / في بر ميدانه خيل القضا صرعت
صلى عليك إله العرش ما غربت / شمس النهار وفي أبراجها طلعت
وآلك الغر والصحب الأعاظم ما / إليك ركبان الباب الفحول سعت
تدارك أجل المرسلين بإحسان
تدارك أجل المرسلين بإحسان / فأنت علي الجاه والقدر والشان
وجد وتفضل بالرضى واكفني القضا / وانعم ببرهان يقد يد الشاني
إليك النجائي يا إمام الورى ويا / سراج الهدى يا سيد الإنس والجان
بقربك من مولاك بالمدد الذي / تولاك فيه اللَه يا شبل عدنان
أغث بقبول واصرف الهم والبلا / وكيد العدا والقائمين ببهتان
وقل أنت مني لا تخف كيد ظالم / وكم بأسرار العناية نقصاني
توسل إلى المولى فجاهك لم يخب / وقم بمرادي واكفني شر خواني
ورد بسهم القهر قاصد ذلتي / فعزمك مشهود وسيفك رباني
وجرحتك الدهماء ليس لها دوا / ورمحك مطعون به الحاسد الجاني
سألتك بالصديق صاحبك الذي / مناقبه صحت بآيات قرآن
وبالسيد الفاروق من بدد العدا / وشيد الدار أعنى ابن عفان
بصهرك ابن العم حيدرة الرضى / على أبي السبطين عزى وعلواني
وواسطتي العظمى إليك وكافلي / إذا الدهر بالريب الخفي تولاني
وقدوة أولاد الرسول وجدهم / وعين رجال اللَه في كل ميدان
أخيك عريض الجاه عندك بارع ال / كرامة شهم الآل منقذ لهفان
بشبليه سبطيك الكريمين ثم بال / جليلة أم الآل أشرف نسوان
حقيقة معنى عقدة النسب الذي / بها لك موصول بأكمل عنوان
بساداتنا الأصحاب بالشهم خالد / أمير بني مخزم ذي المدد الداني
هزبر الوغا ابن الوليد الذي له / إياد بها كم فل عصبة طغيان
بسر أبي أيوب خالد الذي / علا في علا الأنصار شانا على شان
بأسيادنا الغر الميامين قادة ال / برية أهل البيت أقمار أكوان
بدولة زين العابدين وصدقه / وبالباقر المعروف في كل عرفان
بجعفر أعنى الصادق الوعد سيدي / وبالكاظم الحاوي جلالة إيمان
وبالعسكري ثم الرضى ثم بالنقي / كذاك التقى ثم الجواد لعيان
وبالسيد المهدي وكل فروعهم / وأولادهم في كل أرضٍ وبلدان
ويا سيد الشيخ الرفاعي أحمد ال / أكابر تاج القوم صاحب برهان
إمام صدور الأوليا حضرة الرضى / مربي الهدى غوثي بنكبة أزماني
وسيلتي الكبرى لبابك أن أقل / أغثني حبيب اللَه يا راحم العاني
به وبباز اللَه ذي الباس والعلا / سراج ربا بغداد كوكب جيلان
وبالبدوي السيد الغوث صاحب ال / مناقب والمولى الدسوقي سلطاني
بوالدنا الصياد والغوث ذخرنا ال / إمام سراج الدين كافل إخواني
بكل ولي طيب العهد كامل / وكل محب غاب فيك بإذعان
بدائرة الغيب الخفي وأهلها / وبالأرقعين الغر أصحاب ديوان
بزمرة ركب المؤمنين جميعهم / بما جاء من أمر قديم وتبيان
بعلمك ولاسر المطلسم في العمى / وقدرتك العليا على أهل عدوان
تحرك بسيف أحمدي وخد به / رقاب العدا وافتك بهم فتك غضبان
ودمر همو بالبطش والقهر عاجلاً / واطلق بنادي حيهم نار أحزان
واطلق بهم خيل القضا واكفف الرضى / ببأسك عنهم واكسهم ثوب أكفان
فغارتك العظمى لها كل غيرةٍ / يهد بها كسرى ودعمة إيوان
وسيفك سيف لا تداوي جروحه / وبابك مأوى الأمن للقاضي والداني
أتيتك ملهوف الفؤادٍ وليس لي / سواك لإعزازي ونصرة أعواني
أمولاي يا جد الحسين الوحا الوحا / فلسطانك العالي علا كل سلطان
وجودك مبذول وغوثك حاضر / وأنت حمى جاهي إذا خان خلاني
إليك البحات الدهر مادمت باقياً / وفي كل آن فيك ظني وإيماني
فجد يا ختام المرسلين بنظرةٍ / يعز بها قدري وتشمخ أركاني
ودمر بها الباغي ورد من اعتدى / علي وعامله بقهر وخذلان
ومد اليد البيضا لنصري إنني / لنجدتك العليا التوت عين إنساند
بأعتابك الفسحا أنخت مطيتي / وخليت أصحاب الزمان وإخواني
وها أنت باب اللَه من غير ريبةٍ / وفضلك فضل اللَه والسر رحماني
بشانك عاملني بعفوك عمني / بنصرك أتحفني بلطفك تولاني
عليك صلاة اللَه والآل كلهم / وصحب وكل التابعين بإحسان
روحي وأرواح من في الكائنات فدا
روحي وأرواح من في الكائنات فدا / لظل باب الذي عم الوجود ندا
محمد المصطفى كنز الرسالة من / لولاه كانت شؤون الحادثات سدى
حقيقة الأمر عين القصد جلجلة ال / معنى الذي كل آن للمنى قصدا
أبو الوجود وبحر الجود والمدد ال / ممدود فوق البرايا والمجيب ندا
وخير داع إلى الرحمن محتسبا / وخير هاد لمولاه الكريم هدى
حاشاي أن تختشي من بعد نسبته / وحبه هم أوقات ومكر عدا
فقد نزلت بذلي في حماه وقد / أخذته في الورى ركناً ومعتمدا
ولن يخيب فتى بالصدق لاذ به / ورامه دائماً عزا ومستندا
يا ملجأ العالم العلوي وواسطة / عليا إني العالم السفلى طول مدا
يا أعطف الأنبيا قلبا وأكرمهم / كفا لمن جاءه مثلي ومد يدا
لاحظ بعين الرضى كسرى وقل كرما / لا تخش ضيماً ويحمي الوالد الولدا
فإنني بك لي ظن ولي أمل / عال وفيك تصير الأشقيا سعدا
حاشاك أن تقطعن حبلي ولي نسب / ينمي إليك وأنت المرتجى أبدا
صلى عليك إله العرش ما قرئت / آيات مدحك في قصد وقد وجدا
وآلك الغر والصحب الكرام ومن / في صدق حبك عن طرق الهوى بعدا
وما أبو الهدى وافى قائلاً لكم / روحي وأرواح من في الكائنات فدا
بعيد فطر لأعتاب الرسول لنا
بعيد فطر لأعتاب الرسول لنا / عرائض قدمت في شكل تعييد
مشحونة بالرجا والمدح سلمها / لنيل عطف بإعزاز وتأييد
فباب إطلاقه العالي حقيقته / تنزهت في العطا عن عيب تقييد
وقد نزلنا بحسن الظن ساحته / وأعرض السر عن أهل المواعيد
منه نؤمل إحساناً ومرحمةً / بعيد فطرٍ وجبر القلب في العبد
تدارك رسول اللَه بالستر والرضى
تدارك رسول اللَه بالستر والرضى / فأنت الذي ترجى إذا راعنا القضا
ولاحظ بدفع الكرب عنا ترحما / وقل زمن الكرب الذي راعكم مضى
وخذنا بذيل العفو واجبر قلوبنا / بعز مقيم لا يحاوله انقضا
وسامح بعين الصفح واعتق تفضلاً / عبيداً ضعيفاً وزره ضيق الفضا
فأنت هو المندوب في كل مدهش / وأنت لدى الرحمن خير من ارتضى
أغث يا نصير العاجزين برحمةٍ / وكن ناصراً عوناً على من تعرضا
عليك صلاة اللَه ما أظلم الدجا / وما لاح نور الشمس والبرق أومضا
يا رسول اللَه دارك كرما
يا رسول اللَه دارك كرما / يا أجل المرسلين الكرما
يا أعز الأنبيا الغراغث / واكشف الكرب الذي قددهما
يا ابن عبد اللَه يا مولى الورى / يا حبيباً بحره فضلاً همي
ليس لي الاك أن خطب دها / أو إذا حبل المراد انفصما
لك يا عين بني الدنيا يد / فعلت في الأرض حكماً والسما
وإلى نقتطك البحر التجا / وغلى همتك الدهر انتمى
ولك الجاه الذي معرجاه / لبساط القدرة العظمى سما
أنت واللَه الملاذ المرتجى / والغياث الغوث والحامي الحمى
أنت واللَه الذي من أمه / في مطايا صدقه لن يندما
أنت واللَه الذي من لاذ في / ركنه العالي بخوف سلما
أنت واللَه الذي في بابه / عظم العاني وذل العظما
أنت واللَه اللذي شانا له / فيه خلاق البرايا أقسما
أنت واللَه الذي لما أتى / موكب الرسل بخير ختما
أنت واللَه على رغم العدا / ناصر العبد على من ظلما
أنت واللَه رؤوف كلما / جاء بالذنب محب رحما
أنت واللَه سراج للهدى / ومعين من حماه التزما
أنا عبد ليس لي إلاك يا / علة الخلق فما هذا وما
لا تضيعني وخذ لي بيدي / وصل الحبل وعاملني بما
أنت أهل للمعالي كلها / وأنا مضني على الباب ارتمى
يا أبا الزهرا تكرم بالرضى / واجبر الكسر فأمري عظما
يا أبا الطيب أسعفني فمن / بحرك الفياض قد يروي الظما
يا أبا الطاهر جد لي رحمةً / بقبول واكفني ما صدما
يا ابن عبد اللَه يا سر الورى / يا طراز السر يا عين العمى
يا ابن إبراهيم يا جد ال / حسين انتصر لي إن ذا وقت الحما
يا عريض الجاه يا بحر الرضى / يا مغيثاً من دعاه كلما
قل أجبناك فكن في أمننا / طيب القلب أميناً مثلما
ولك الإقبال والعز الذي / فوق هامات المعالي خيما
ولك الجاه الذي من جاهنا / أصله وهو بنا لن يهدما
ولك النصر بجيش الغيب لا / زلت منصوراً به لن تهزما
ولك الفخر بنا والسودد الشا / مخ الركن المعلى مقدما
ولك الأيام تجلى بالهنا / لن ترى فيها مضراً مؤلما
طب بنا واسرح بوادينا وكن / علوي الشان فردا علما
هكذا همتنا العليا قضت / فخذ البشرى ونم محترما
كن كما رمت ففي الدارين في / ظلنا السامي كما رمت كما
وصلاة اللَه تجري بالرضى / لك يا أعلى البرايا قدما
يا طريق الرشد يا من بابه / لحزين القلب أضحى حرما
يا عغلى الشان يا من ملأ ال / أرض من كل النواحي حكما
وتحيات من الرحمن لا / تنقضي مادام أرض وسما
لك تهدي من طريق الغيب في / عالم العلم بطرز كرما
وإلى آلك أهل الاصطفا / سادة الخلق فحول العلما
وإلى الأصحاب والأتباع ما / جر ملهوفٌ بصحفٍ قلما
وعليك اللَه من إحسانه / يا حبيب اللَه فضلاً سلما
ما دعاك الخائف اللاجي دجا / يا رسول اللَه دارك كرما
روح الوجود معاني الكون جملتها
روح الوجود معاني الكون جملتها / دلت على قدرك العالي بمعناها
إليك جملة الفاظي أصيغها / من حيث باطنها معنى ومجلاها
دارت بأعتابك العليا حقيقتي ال / كبرى فلا زلت روحاً في خفاياها
وكل دائرة الأكوان ذكرت / فأنت سيدها حكماً ومولاها
ذرات ذا الكون نوعاً في تميزها / منسوية لك قبل الخلق يا طه
يا رسول الرضى بفضلك دارك
يا رسول الرضى بفضلك دارك / عبد رق يلوذ في ظل دارك
غاب من كربه عن الناس طرا / ووهى منه فكره والمدارك
فأغثه بسر قدسك يا من / أرشد العالمون من أنذارك
ولك الجاه والجلالة والعز / م وأنت الحامي عصابة جارك
ولك القوة التي لا تضاهي / ولك الباس في جميع المعارك
لألأ الكون من ضيا نورك ال / محض وخاف الأكوان جذوة نارك
أضعف الناس أعظم الناس يدعى / أن يلاحظه لطف طرف انتصارك
أغرق الكائنات بحرك جوداً / والوجود استمد من أنهارك
والنبيون والعوالم طرا / فرع فضل من أصل فيض بحارك
وعلوم العرفان في كل طود / ومقام من منطوي أسرارك
ورسوم الورى ومن حل فيها / عند كشف الغطاء من آثارك
والمعاني التي عن الكشف جلت / نكتة تستفيض من أطوارك
وصدور الأملاك في الملأ ال / أعلى جنود إلى أمير فخارك
وجمان البحر الإلهي معنى / فصلته يد الخفا من نجارك
وكنوز الغيب المقدس في طي الت / تجلي القدسي في بطن غارك
ولك الدولة التي بك دامت / حيث للَه تم محض افتقارك
فأغثني وارحم بفضلك فقري / وتحنن قد ذبت مما أعارك
وعليك الصلاة في كل آن / وسلامٌ يحف روض مزارك
وعلى آلك الكرام وصحب / وعلى التابعين من أنصارك
لمعاليك جئت أعرض حالي
لمعاليك جئت أعرض حالي / يا رسول المهيمن المتعالي
يا إمام الرضى وأعظم راع / لصلاح الأقوال والأفعال
يا ملاذ الأكوان يا حجة اللَ / ه على الخلق يا كثير النوال
يا دليل الوجود يا مظهر الإيما / ن يا صاحب المقام العالي
يا هزبر الغيوب في غامض العل / م الإلهي وتاج هام الرجال
وإمام الرسل الأعاظم في جا / مع طور التقديس والإجلال
أنت ضئضيئ كل أصل وعليا / باب نعماك غاية الآمال
ولا عتابك الرفيعة دار ال / فيض في السير منتهى الترحال
بك يرجى حصول كل مراد / ويدوم الرضى على كل حال
ويرد القضا ويفتح باب ال / خير بالاحترام والإقبال
أنت روح الأشياء والبرزخ الفا / روق بين الآلا ومولى الموالي
أنت عين مع العمى قام مصبا / ح ضياها بكشف ليل الضلال
أنت سرور الكائنات شؤون / بك دارت أيامها والليالي
أنت باب من غيره قطع ال / أمر طريق الدنو من ذي الجلال
أنت شكل قامت به نقطة الخل / ق وحلت سلاسل الأشكال
وله صفت المواكب في ال / غيب بطرز التعظيم والاحتفال
وإليه امتدت من الفلك ال / أطلس كف افتقاره للسؤال
عظم اللَه مجد قدرك إذ أن / ت مدار الغدو والآصال
وصراط الشهود معنى ومعرا / ج سماوات حضرة الأفضال
وغياث للعاجزين وذخر / ومعين عند انتها الآجال
وحسام من القضا جردته / قدرة اللَه للعدو القالي
أسد ثار من حمى غابة الغي / ب بعزم يدك شم الجبال
ونما فضله فعم البرايا / بأيادي ندا يديه الطوال
وبه لاذ زمرة الرسل قدما / وترقوا بجاهه للمعالي
وعلى اللَه كلهم دخلوا من / باب رقياه حطة الإيصال
وبه الفوز للجميع بنيل ال / قصد من ربنا وحل العقال
كيف لا وهو روح جسم أصول ال / كون في طرز هيئة الأشكال
وإمام الهدى وانجح هاد / لا جل النيات والأعمال
وسراج للعالمين منير / ومثيب الجواب عند السؤال
ناده للأمور تلقاه عواناً / في مبادي شئونها والمآل
وهو إكسير نقطة السر معنى / وهو ترياق كل داء عضال
وهو ميزاب رحمة اللَه والفي / ض الإلهي المنشور للأبطال
وهو باب الغنى لكل فقير / والملاذ الحامي من الأهوال
ليس لي في الورى سواه وإني / التجى فيه وهو أعظم كالي
وبعليا رحابه أتخافى / عن زماني النائبات الثقال
وأراه النصير والعون والغو / ث وكشاف طارقات النكال
وبأعتابه الشريفة أحمى / من شئون جاءت بضيق المجال
وعليه الصلوة في كل آن / وسلام عار عن الانفصال
ولأصحابه النجوم وأهل البي / ت ساداتنا عيون الآل
بأعتاب تاج المرسلين التجائيا
بأعتاب تاج المرسلين التجائيا / ومن فضله الفياض كل رجائيا
هو السيف سيف اللَه قاطع من بغى / عليَّ وغوثي إن دهاني زمانيا
سراج الورى باب الرجا هيكل الرضى / عظيم الحمى لي أن خشيت الأعاديا
نصيري إذا غاب النصير وملجئي / وحصني إذ أهم الزمان اعترانيا
رسول الهدى حامى الغريب الذي به اس / تجار إذا لم يلف في الناس حاميا
غيور على إيذاء أشبال بنته / إذا ما انتحى من كان خلا مواسيا
بطرفة عين منه ينقلب القضا / رضاء وينسي العبد ما كان ماضيا
هو الشهم محبوب الإله صفيه / ومأمونه في كل ما كان قاضيا
هو الرحمة العظمى التي جل قدرها / وفجر لليل الكفر قد جاء ماحيا
حبيب متى استجدته في ملمة / كفاني همومي ثم ان حمائيا
عظيم إذا قابلت كربى بجاهه اس / تقليت كربي واحتقرت بلائيا
أغثني أبا الزهراء وارحم شكايتي / فإني إلى عليا حماك انتمائيا
بفضلك يا جد الحسين وبالذي / حماك من الأعدا وأبقاك عاليا
تكرم على كسرى بجبر فليس لي / سواك اب يرجى لإصلاح حاليا
عليك صلاة اللَه يا كاشف البلا / مدى الدهر ما أسعفت بالسؤل داعيا
لكل أمر تسول بابن عدنان
لكل أمر تسول بابن عدنان / فذاك باب الرجا للأنس والجان
والجأ بأعتابه العليا فإن بها / حبل النجاة القاصي الدار والداني
محمد الأرض محمود السماء أحي / د الكل أحمد أهل الجاه والشان
بحر المكارم سلطان الأكارم عي / ن الكائنات معين العاجز العاني
لوح البراهين ختم المرسلين ملا / ذ الخاطئين مغيث المذنب الجاني
مصباح نور الهبى طلاسمه / حلف فجاء لنا في شكل إنسان
أشتات أشرف أنواع الصفات به / تجمعت فهو مولى كل برهان
طه بتعريف عليا شانه نزلت / وجاء بالكوثر التبتير للشاني
بالجزء الأول من تفسير حكمته / حل المثاني وآي الذكر في الثاني
بحر المعارف من مكنون انبجس / عيونه بإشارات وفرقان
وجاء يذكر في الإنجيل مظهره / مع الثنا برموز بعد تبيان
وفي الزبور وفي التوراة مدحته / مسطورة ولسان المدح رباني
موسى وعيسى به لاذ وآدم مذ / به استجار نجا من أتم عصيان
والأنبياء به حطت بواحلها / لنيل قرب من المولى وإحسان
ما الكون إلاه إذ لولاه ما بنيت / أركانه وله قد شادها الباني
سر الطريقة مصباح الحقيقة مف / تاح الشريعة مبدى كل عرفان
معراجه لذرى العليا بثم دنا / حاز التدلى فنعم الأقرب الداني
وحضرة القدس قد حفت لزورته / بكل معنى عجيب النسق نوراني
لقاب قوسين أو أدنى دنا ولقد / رأى جناباً من الجبار رحماني
قد أسعفنه يد الحظ العظيم من ال / عهد القديم بإحسان ووصلان
واللَه يعصمك احتاطت بطلعته / للحفظ من كيد ذرى زور وبهتان
وحفه العسكر الغيبي بنور هدى / وجيش نصر وتوفيق وإيمان
جلت جلالته عن وهم متقد / ونزهت ذاته الحسناء عن ثاني
مولى مدينة حسن في العمى عمرت / بحسن طرز وعنوان واتقان
سلطان حضرة قدس ضمن حضرته / في كل زاويةٍ ملك سليماني
باهت به الناس أملاك السما شرفاً / والأرض سامت ذرى العليا بعلوان
بكل خط إلهي مدائحه / أتت وقد نقشت قدماً بقرآن
وفي لغات جميع الخلق قد ذكرت / أوصافه فعلت عن وصف نقصان
ما للمساكين حمال الذنوب حمى / سواه من هم ميزان ونيران
نعم هو الغيث إن حبل الرجا فصمت / عراه من غوث أنصار وأعوان
أتييه بذنوب لأعداد لها / وطيلسان الخطايا قد تغشاني
وجهل عاقبة الأحوال أضحكني / وعلم عرضي على الديان أبكاني
وسوء سيري إلى الأهوال قربني / وقبح فعلى عن الآمال أقصاني
جيش المعاصي عن الأوطان شتتني / حتى بقيت فريداً دون خلاني
وهاتف الغفلة استولى عليَّ فكم / بسر ذاتي ناداني وناجاني
وها أنا بين آلام معقدةٍ / من التحسر في قلبي وأحزان
وكل آن لدينا غير دائمة / موثوق هم بلا أه وإخوان
ما تلك واللَه إلا لقمة حصلت / وخرقة سترت ذا القالب الفاني
مولاي يا روح جسم الأنبياء أغث / فقد وهت حملتي والخطب أعياني
بسر قربك من مولاك جد كرماً / بوصل حبلي فهذا القطع أضناني
وارحم غريباً ضعيفاً لاذ فيك فما / إلاك أرجو لعزي بين أقراني
ضاقت مذاهب فكري والهموم دهت / صبري وراهص هذا الكرب أفناني
وقد أخذتك لي حصناً الوذ به / من كل خوفٍ بإيمان وإذعان
فاعطف علي وقل أصبحت في دركي / بالأمن من ضنك أزمان وسلطان
وأقلب غواية قلبي للهداية بال / لطف الخفي وتمم نور عرفاني
وأقبل خضوعي في أعتاب عزك واذ / كرني بخير وشيد فيك أركاني
وارحم أبي وبنى عمى وطائفتي / وأهل بيتي وأولادي وجيراني
واقبل على حزب إخواني بمرحمةٍ / ورد بالمدد القدسي خواني
فقد تركت بنى الدنيا وجئت إلى / أبواب فضلك في عبي ونقصاني
عرفتك الرحمة العظمى وبابك با / ب اللَه فابدل لكنز الربح خسراني
صلى عليك إله العرش ما ظهرت / أنوار مجدك في عجم وعربان
وآلك الغر أهل البيت سادتنا / والصحب أعظم قادات وشجعان
والتابعين لهم ما قلت ملتجئا / لكل أمر توسل بابن عدنان
صباح خير توسلنا لبارينا
صباح خير توسلنا لبارينا / فيه بسيدنا المختار هادينا
عمت عناياته صحرا مواطننا / وشمس أنواره قد أشرقت فينا
لذنا بأعتابه العليا بلا حول / عنها وصغنا بمعناه معانينا
وقد قصدناه وهو الغوث للدنف ال / مسكين والغي إن تظمأ نواحينا
جئناه والخوف راع القلب طارقه / وقد علمناه كافينا ووافينا
وقد لجأنا لعليا عزه وبلا / شك محمدنا المحمود حامينا
مدت إليه أيادينا على وجل / منا فاغرق بالإحسان نادينا
ها نحن جيرانه في كل زاوية / من الوجود وإن تبعد أراضينا
ونحن خدامه في العالمين فإن / قمنا بذنب بغفران يكافينا
وإن تكدر منا الفكر عن أمل / صعب بآمالنا والقصد يرضينا
وإن يمت قلبنا في طي حالتنا / بنظرة مع حسن الحال يحيينا
وإن رددنا عن الأبواب جملتها / بباه رحمة منه يحيينا
والداءان عم فينا والشفا عسرت / أسبابه بالتفات منه يشفينا
وإن بعدنا عن الخيرات وانقطعت / حبال أعمالنا للَه يدنينا
هو العطوف علينا والرؤوف إذا / ضاق الخناق وراعتنا أعادينا
هو الحريص علينا إن نذل وحا / شا أن نذل ومولى الخلق راعينا
نحن انتمينا إلى أعتاب عزته / مع الإساءة راعينا يراعينا
أحاط فضلاً بنا واللَه أيدنا / به فاكرم قاصينا ودانينا
فزنا به وسعدنا في محبته / لما دعانا له بالغيب داعينا
هو الملاذ إذا ما خاف خائفنا / ما خاب في بابه واللَه راجينا
نحمي به من ملمات الزمان ومن / كل المصائب فيه اللَه ينجينا
أوقاتنا فيه طابت والزمان صفا / لنا بنفحته إذ ذاك كافينا
نرجو بدولته العليا وكل يد / بيضا ونصلح في إحسانه الدينا
صلى عليه إله العرش ما لمعت / أنواره وزهت فيها بوادينا
وآله والصحاب الطيبين ومن / صاروا بنسبته غرا ميامينا
والتابعين لهم والمخلصين إلى / إن يستجيب العظيم الوهب داعينا
ما العقد الكربة الدهماء حل
ما العقد الكربة الدهماء حل / لا ولا إلا بجاه لا يذل
جاء شمس الأنبيا عين الورى / من له المعراج والقدر الأجل
كوكب العز الذي أنواره / ما لها غير انكشاف الحجب ظل
بحر علم هاج في كون العمى / فانطوى في ذيله وبل وطل
مظهر جلت معالي سره / فهو في تعريفه جزء وكل
آية في كنز مكنوناتها / در عرفان وبرهان وفضل
هيكل فرد تجلى قدسه / ما له إلاه أهل ومحل
ليث غاب لغيب مصباح الهدى / كافل من عنه أهلوه تخلوا
كاشف البلوى إذا ما طأطأت / دونها الأفراد والأوتاد ذلوا
حجة اللَه التي برهانها / سيف عز أقدسي لا يفل
قطب غائيات أشكال الملا / وهو في قاموسها فرع واصل
رمز أشكالات أطوار الخفا / وله في طيها قول وفعل
أحمد الخلق الإمام المجتبي / أشرف الرسل وإن عزوا وجلوا
أملي من بابه نيل الرجا / وبذاك الباب مثلي لا يمل
هو باب اللَه أشكوه المنى / إنما السكون لغير اللَه ذل
وعليه اللَه صلى سرمداً / كلما الخلق إلى الخلاق صلوا
وعلى آل وصحب دونهم / ما العقد الكربة الدهماء حل
روحي وأرواح الوجود
روحي وأرواح الوجود / تفيدك يا باب الشهود
يا حضرة الإحسان يا / سر التدلي والصعود
يا مظهر الرحموت في الد / نيا وفي دار الخلود
يا علة الإيجاد يا / من أغرق الدنيا بجود
يا عضب قدس حد بال / حد الجرى خير الحدود
وأقام بنيان الهدى / وأبان منهاج الورود
وأتى لهدم البغى وال / عدوان من كرم الودود
فأتم سر الهدل بال / برهان والرأي السديد
ولحل عقد الكفر جا / بالذكر منظوم العقود
فجلا ظلام الشرك وال / بهتان بالدد المديد
يا من أعز الدين بال / عز القديم وبالجنود
أصحابه الغر بالكرا / م الزهر أصحاب البنود
رحماك رحماك الغيا / ث فقد هلكت من الصدود
جلى بقرب منك يا / غوث الأقارب والبعيد
يا سيداً أعتابه / مأوى المتيم والطريد
هو أحمد ومحمد ال / محمود مصباح السعود
حرم الأمان لدى ال / محيف وخير موفٍ بالعهود
واجل هاد للجها / د وللركوع وللسجود
وأعز من هرعت له / للرشد أعيان الوفود
فاثابهم نيل المرا / د بحل سلسلة القيود
قمر تغلب ضمن طي / ي النشء في خير الجدود
صلى عليه اللَه ما ان / تشر الصباح على الوجود
وعلى بنيه كواكب السا / دات والصحب الأسود
لجأت بأعتاب الحبيب ابن هاشم
لجأت بأعتاب الحبيب ابن هاشم / أمام صدور المرسلين الأكارم
رسول الرضى رب المعالي محمد / مثيب الغنى مفتاح كنز الغنائم
سراج بطاح القبلتين وكوكب ال / جود ومصباح الهدى للعوالم
كتاب علوم الغيب كشاف مغلق ال / خفايا أمير العرب مولى الأعاجم
دليل المصلين الكرام وسيلة ال / ملبين هادي كل داعٍ وصائم
حبيب إله العالمين حقيقة ال / حقائق شمس الأنبياء الأعاظم
له الموكب الأعلى لدى الحشرة اللقا / له العلم المرفوع من قبل آدم
له الدولة العظمى له الرفرف الذي / تسامى على العليا بأعلى الدعائم
له الهيكل المكنوز علماً وحكمةً / بحكمة علم من حكيم وعالم
تجلت له أسرار كل خفيةٍ / فحل معانيها بغير مزاحم
وترجم رمز اللوح في حسن منطق / بديع وفهم جل عن درك فاهم
وأبدع نشر الطي عن كل مغلق / وأعلى ذرى الحسنى بأقوى العزائم
معاليه لا تحصي وأواع فضله / مطرزة من مجده بالمكارم
هو البحر بحر العلم والدين والتقى / وبحر لمعاني والهدى المراحم
مظاهره العليا وأوصاف ذاته / تسامت عن التعريف في شعر ناظم
بطرفة عين منه يظفر بالرجا / ويكفي به السكين شر المظالم
ويعطي به المحتاج ما كان يرتجي / ويحمي به من غاشمٍ ومخاصم
إليه انتهت آمال كل مؤمل / وفي بابه تفريج كل العظائم
نعم هو سلطان لبرايا وإنه / لجحفل رسل اللَه أشرف خاتم
ومولى أساتيذ الوجود وتاجهم / وأعظمهم من كل ماس وقادم
أناديه مجروح الفؤاد وليس لي / سواه وحالي حال عاص ونادم
ووجهي قد سودته من خطيئتي / ودفتر أعمالي دجا بالجرائم
وحالي معنى شتته مصائبي / وأمضيت عمري بين باك وهائم
ومزق شملي جيش ذنبي وذلتي / وضاعت بنفسي من همومي عزائمي
وقد لدت في أعتاب آل محمد / حمى كل مسكين محب وخادم
وأني به أحسنت ظني وبحره / بساحله العالي حصول المغانم
دخيل على عليا رحاب جنابه / وقد محيت مني رسوم المعالم
أومل منه النجح والجاه والرضى / وحسن المبادي مثل وحسن الخواتم
وأسأله عطفاً على حالتي التي / لها مقلتي سالت كسيل الغمائم
فحاشاه أن يرضى بردي وبابه / مناخ رحال الأكرمين الأفاخم
عليه صلوة اللَه والآل كلهم / وأصحابه أسد الشرى في الملاحم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025