المجموع : 24
قُلْ لِخَيْرِ الكُفاةِ أَحْمَدَ الْ
قُلْ لِخَيْرِ الكُفاةِ أَحْمَدَ الْ / خَلْق جُوداً وَأعْظَمِ النَّاسِ قَدْرا
والَّذِي يَعْشَقُ المَكارِم وَال / مَجْدَ وَيَشْرِي بالمالِ حَمْداً وشُكْرَا
مَا رَأَى الناسُ بالْوَزِيرِ الْبُرَيْ / دِي كَذَا الْيَوْمِ حُسْناً وَفَخْرَا
أَمْطَرَتْنَا السَّماءُ فِيهِ بِيُمْنٍ / وَسَماحٍ مِنْهُ لُجَيْناً وَتِبْرَا
فَالدَّنَانِيرُ هاوِياتٌ تُحَاكِي / أَنْجُمَا في السَّماءِ تَنْقَضُّ زُهْرَا
وَتَلِيها دَرَاهِمٌ مُشْبِهاتٌ / أَبْرُداً تَمْلأُ الأماكِنَ نَثْرَا
نَافِعاتٌ لِلْحَرْثِ لاَ يَذْهَبُ الْحَرْ / ثُ فَساداً وَلاَ يُصاحِبُ قَطْرا
غَيْرَ أَنِّي انْصَرَفْتُ كَاسِفَ بالٍ / آسِفاً خالِياً مِنَ الْكُلِّ صِفْرَا
مُضْمِراً حَسْرَةً لِذاكَ وَغَمَّاً / وَاجِداً فِي العِظَامِ مِنِّيَ فَتْرَا
سَاكِتاً إنْ سُئِلْتُ عَنْ قَدْرِ حَظِّي / لَمْ أَجِدْ لِلسُّؤالِ عِنْدِيَ خُبْرَا
جَمَعَ اللهُ ذَا عَلَيَّ وَعَيْذاً / سَالِكاً بِي مِنَ التَّقَلُلِ وَعْرَا
شَاهِراً لِلْغَنِيِّ سَيْفاً وَقَتَّاً / لاَ بِهِ رَأْيٌ يُعَالِجُ فَقْرَا
فَاغْتِنِ كَيْمَا عُهِدْتُ عَلَيْهِ / بِعَطَايَا أَكْرَمَ النَّاسِ طُرَّاً
هَنِيئاً لِلْوَزِيرِ قَضَاءُ دَيْنٍ
هَنِيئاً لِلْوَزِيرِ قَضَاءُ دَيْنٍ / بِهِ أَضْحَى الزَّمَانُ قَرِيرَ عَيْن
وَعَوْدُ وِزارَةٍ سِيقَتْ إلَيْهِ / كَعَوْدَةِ قُرْبِ حِبِّ بَعْدَ بَيْنِ
أَبِي عَبْدِ الإلِهِ أَجَلَّ كَافٍ / تَسَمَّحَ بِالنضُّارِ وَباللُّجَيْنِ
وَيَهْنِي ذَاكَ يَعْقُوباً أَخَاهُ / وَصِنْوَهُمَا الْكَرِيمَ أَبَا الْحُسَيْنِ
هُمَا قَمَرَا الزَّمَانِ وَغُرَّتَاهُ / مُرِيحاً الْمُلْكِ مِنْ عَارٍ وَشَيْنِ
أَحَلاَّ مِنْهُ نُصْحاً وافْتِقَاداً / مَصالِحَهُ مَحَلَّ النَّاظِرَيْن
وَما كانَ الْفَسادُ وَقَدْ تَعَلَّى / ليَخْفِضَهُ سِوَى إصْلاحِ ذَيْنِ
وَيَهْنِي ذَاكَ عَبْدَ اللهِ فيه / فَتاهُ فَهُوَ إحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ
هلاَلٌ لَمْ تُبَدِّدَهُ اللَّيالِي / فَيَنْقُصَهُ مُرُورُ الفَرْقَدَيْنِ
تُرادِفُه السِّيادَةُ غَيْرَ وَانٍ / وَيُشْبِهُهُ تَشَابُهَ قَرَّتَيْنِ
كَما أَوْدَعْتَ سَطْراً مِنْ كِتابٍ / ولَمْ تَنْقُطْهُ غَيْناً بَعْدَ عَيْنِ
وَزِيرٌ مُقْبِلُ الأَيَّام عالٍ / عَلَى أَعْدائِهِ طَلْقُ الْيَدَيْنِ
يُهِيُن المَالَ بالأفضالِ جُوداً / وَمَرْقَى الجُودِ صَعْبٌ غَيْرُ هَيْنِ
سَيَقْضِيهِ الزَّمانَ بِطُولِ عُمْرٍ / وَتَمْلِيكُ الرِّياسَةِ كُلُّ دَيْنِ
غَدَتْ خِلَعٌ عَلَيْهِ تَائهاتٌ / بِعالِي النَّفْسِ عَالِي الذَّرْوَتَيْنِ
جَلَتْ بِسَوادِها ظُلَمَ اللَّيالِي / كَما تَجْلُو سَوادَ المُقْلَتَيْنِ
بِمَنْطِقِهِ يَلُوحُ الحَلْى فِيهَا / كَما لاَحَتْ نُجُومُ الشِّعْرَيَيْن
تُباطُ مَعلِقٌ مِنْهَا رِقَاقٌ / بِمَصْقُولٍ رَقِيقِ الشَّفْرَتَيْنِ
كَرَأْيٍ مِنْهُ يَفْعَلُ في اللَّيالِي / وَفِي الأَيَّامِ فِعْلَ النَّيِّرَيْنِ
فَأَعْلَى اللهُ سَادَتَنَا جَمِيعاً / وَأَبْقاهُمْ بَقاءَ الفَرْقَدَيْنِ
وقَلَّمَ عَنْهُمْ ظُفُرَ المَنايَا / بِقُرْبِ مُناهُمُ وَبِبُعْدِ حَيْنِ
ومِلْكٍ لْلَوَرَى وَصَفاءِ دَهْرٍ / يَرينَ عَلَى عِداهُمُ أَيَّ رَيْنِ
فَكَمْ عُذِلُوا عَلَى إْفَراطِ بَرٍ / فَمَا أصْغَوْا لِعَذْلِ العاذِلَيْنِ
أَقولُ بِمَا عَلِمْتُ مَقالَ صِدْقٍ / بَعِيدِ الشَّأْوِ مِنْ كَذِبٍ وَشَيْنِ
لَقَدْ صَانُوا الوِزارَةَ بَعْدَ هَتْكٍ / وَزانُوهَا وَكانَتْ غَيْرَ زَيْنِ
بِرَأْيٍ مُسْتَنِيرٍ لِلْمَوالي / وَصَعْبٍ لِلمْعُادِي غَيْرِ لَيْنِ
وَأَقْلاَمٍ تُحَكَّمُ فِي الأَعادِي / كَحُكْمِ السَّيْفِ وَالرُّمْحِ الرُّدَيْنِي
وَيَغْنَى الرُّمْحُ فِيها عَنْ ثِقافٍ / وَيَغْنَى السَّيْفُ عَنْ إِصْلاحِ قَيْنِ
وَتَخْفُقُ بِالذَّي نَهْواهُ كُتْبٌ / تَكُونُ بِها صلاحُ الخْافِقَيْنِ
تَرَى الأَقْدارْ مُصْعِدَةً إلَيْهِ / تَسَحَّبُ بَيْنَ تَسْجِيَةٍ وَطَينِ
ثَوابُكُمُ عَلَى إصْلاحِ مُلْكٍ / ثَوابُ شُهُودٍ أَحْدٍ أَوْ حُنَيْنِ
فَرَعْتُمْ فِي بَنِي الأَحْرارِ طَوْراً / يَطُولُ الرَّعْنُ فيه ذا رُعَيْنِ
وَزادَكُمُ مُحَمدَّكُمُ عُلُوّاً / وَيَعْقُوبٌ شَرِيفُ الجْانِبَيْنِ
وَرِثْتُمْ عَنْهُمَا كَرَماً وَفَضْلاً / كَذَاكَ يَجِيءُ نَجْلُ الْفاضِلَيْنِ
لَقَدْ أَصْلَحْتُمْ ما بَيْنَ دَهْرِي / عَلَى رَغْمِ الْعدَى كَرَماً وَبَيني
سَأَقَضِي فِي مَدِيحكُمُ حُقُوقاً / كَمَا يُقْضَى حُقُوقُ الوْالِدَيْنِ
نَعِمَ الْوَرَى بِسَوابِغِ النَّعْماءِ
نَعِمَ الْوَرَى بِسَوابِغِ النَّعْماءِ / وَنَجَوْا مِنَ الْبأْساءِ والضَّرَّاءِ
عَضَدَ الآلهُّ أَبا الْوَفاءِ بِنَصْرِهِ / عَضُدَ الخْلافَةِ سَيِّدَ الأُمَراءِ
فأُرِيحَ قَلْبِي مِنْ جَوَى الْبُرَحاءِ / وَلَهيبِ نَارِ الْوَجْدِ وَالأدْواءِ
عَادَ الزَّمانُ إلىَ نَضارَةِ عَيْشِهِ / وَأُزِيلَتِ الْبَأساءُ بالسَّرَّاءِ
قَدْ واصَلَ النَّصْر للتْابِعَ سَيْفُهُ / كَوِصالِ حِبٍّ كارِهٍ لِجفَاءِ
فِي كُلِّ يَوْمٍ للأَعادِي وَقْعَةٌ / مِنْهُ تُبِيدُهُمُ وَسَيْفُ فَناءِ
فَتَراهُمُ لَمَّا رَأَوْهُ مُقْبِلاً / كَالشَّاءِ يَنْفُرِ مِنْ أُسُودِ ضِرَاءِ
صَرْعَى وَقَتْلَى وَالَّذِي فاتَ الرَّدَى / مِنْهُمُ حَلِيفُ الذُّلِّ في الأُسَراءِ
ضَحِكَتْ بِه الأَيَّامُ بَعْدَ قُطُوبِها / وَجَلا الضِّياءُ بِهِ دُجَى الظَّلْماءِ
فَصلُوا السُّرُور قَضَاءَ ما عايَنْتُمُوا / بِالأَمْسِ مِنْ هَمٍّ وَمِنْ بُرَحاءِ
قَدْ عُوفِي اللَّيْثُ الْمُطِلُّ عَلى الغْدِا / مِنْ كُلِّ مَا يَشْكُو مِنْ الَّلأْواءِ
وَأَتاهُ نَصْرٌ مِنْ إلهٍ مُنْعِمٍ / يَقْضِي لَهُ أَبَداً بِخَيْرِ قَضاءِ
أَعْيَيْتَ حيلَتَهُمْ وَفُتَّ مَدَاهُمُ / مِنْ غَيْرِ إِتْعابٍ وَلا إِعْيَاءِ
نَثَرَتْ سُيُوفُكَ بِالْفَضاءِ أَكُفَّهُمْ / فَكَأَنَّهُمْ فِيهِ حَصَى الْبَطْحاءِ
وَعطَفْتَ خَيْلَكَ خاطِفاً أَرْوَاحَهُمْ / مِنْ غَيْرِ إمْهَالٍ وَلا إِبْطاءِ
أَنْتَ الْمُعَظَّمُ فِي الزَّمانِ وَمَنْ لَهُ / ذَلَّتْ رِقابُ السَّادَةِ الْعُظَماءِ
أَبَتِ الإمارَةُ أَنْ تَزَوَّجَ غَيْرَهُ / مِنْ بَعْدِ ما خُطِبَتْ أَشَدَّ إِباءِ
وَعَصَى الْمَدِيحُ فَلَيْسَ يُعْطي طَاعَةً / إلاَّ لَهُ فِي سُؤْدَدٍ وثَنَاءِ
يَلْهُو بِأَبْطالِ الرُجِّالِ شَجاعَةً / لَهْوَ الْمُلاعِبِ فازَ بِالأهَوْاءِ
مَلِكٌ أَبَرَّ عَلَى الْمُلُوكِ بِبَأْسِهِ / وَقَبُولِهِ مِنْ سَيِّدِ النُّصَحاءِ
أَحيا مُحَمَّدٌ بْنُ يَحْيى دَوْلةً / بِصَحِيحِ عَزْمٍ صائِبِ الأراءِ
زَيْنُ الكِتابَةِ وَابْنُ مَنْ ذَلَّتْ لَهُ / وَعَلَيْهِ قِدْماً كِتْبَةُ الْخُلَفاءِ
مِنْ بَعْدِ ما ظَنَّ الأَعادِي أَنَّهُ / سَيَكُونُ مَنْ نَاوَاهُ ذا اسْتِعلاءِ
إذْ ساوَرَ الإسْلامَ سُقْمٌ قاتِلٌ / لَوْ لَمْ يُدارِكْ سُقْمَهُ بِشِفاءِ
فَرَماهُمُ مِنْ رَأْيِهِ بِنَوافِذٍ / تُهْدَى بِلا هادٍ إلَى الأَحْشاءِ
وَرَأَى حَبَالَى رَأْيِهِ شَرَكاً لَهُمْ / فَهُوَوْا لَحْمئَتِهِ هُوىَّ دِلاءِ
في كارَ يُرْجَى عَيْنُ رَأْى مُجَرِّبٍ / مَاضِي الْحُسامِ لِحَسْمِ هَذَا الدَّاءِ
سَلْ بِالأمِيرِ وَسَيْفِهِ مَنْ رَامَهُ / أَوْ هاجَهُ فِي حَوْمَةِ الْيجَاءِ
ضِرْغامُهُ دَامي الأظَافِرِ كُلَّمَا / عَرَتِ النَّوائِبُ مِن دَمِ الأَعْدَاءِ
فَكَأَنَّهُ فِي سَرْجِهِ يَوْمَ الْوغَا / بَدْرٌ تَلأْلأَ فِي سُعُودِ سَمَاءِ
وكَأَنَّما قُوَّادُهُ مِنْ حَوْلِهِ / مُسْتَلِئْمِيَن كَواكِبَ الْجَوْزاءِ
مُتَلَبِّسٌ جِلْبَابَ صَبْرٍ تَحْتَهُ / قَلْبٌ كَمِثْلِ الصَّخْرَةِ الصَّمّاءِ
شَرَدَ الأَعادِي خَوْفُهُ فَكَأَنَّهُمْ / خَرِقُ النَّعامِ بِقَفْرَةٍ بَيْدَاءِ
أَوْ كُدْرُ سِرْبِ قَطاً أَضَرَّ بِها الصَّدى / فَتَساقَطَتْ عَطَشاً إلَى الأَحْشاءِ
عَطَفَ الرِّجالُ إلَيْهِمْ فَتَعَطَّفُوا / لِلأْسْرِ وَالإِذْلالِ فِعْلَ نِساءِ
وَأَتَى الأَمِيرُ بِعِزَّةٍ وَمَهابَةٍ / يَخْتالُ بَيْنَ غِنىً وَبَيْنَ غنَاءِ
خَصِبَتْ بِهِ بُغْدادُ بَعْدَ جُدُوبِها / وَتَلَبَّسَتْ مِنْهُ ثِيابَ رَخاءِ
هذا وَفِي أَيَّامِ بَجْكَمَ كَمْ لَهُ / مِنْ صِدْقِ عارِفَةٍ وَحُسْنِ بَلاءِ
تَسْوَدُّ أَيْدي غَيْرِهِ فِي حَرْبِهِ / فَيُضِيئُها قَيدٍ لَهُ بَيْضاءِ
أَطْنابُ بَأْسِكَ يَوْمَ حَرْبِكَ عُلِّقَتْ / لِعُلُوِّها بِكَواكِبِ الْعَوَّاءِ
فَضَلَتْ كَفَضْلِ بَنِي النَّبِيِّ وصَهْرِهِ / فِي نُبْلِ قَدْرِهِمُ بَنِي الطَّلقَاءِ
فَرَقِيتَ فِي دَرَجَ الْمَعالِي صاعِداً / تَعْلُو عَلَى الْعظُمَاءِ وَالْكُبَرَاءِ
عَذَلْتَ امْرَءاً فِي عِشْقِهِ لَيْسَ يَعْذُرُكْ
عَذَلْتَ امْرَءاً فِي عِشْقِهِ لَيْسَ يَعْذُرُكْ / أمَا عَاشَ أنْ يَنْهاكَ عَنْهُ وَيَزْجُرُكْ
مَتَى لَمْ تَحْطِ خُبْراً بِما صَنَعَ الْهَوى / بِمَنْ فارَقَ الأَحْبَابَ فَالدَّمْعُ يُخْبِرُكْ
أَما لَوْ بَلَوْتَ الْحُبَّ واقْتَادَكَ الْهوَى / إلَى هَجْرِ مَحْبُوبٍ لَقَلَّ تَصَبُّرُكْ
شَرِبْتُ كُؤُوسَ الْحُبِّ صِرْفاً ودُونَ ما / شَرِبْتُ مِنَ الْمَمْزُوجِ ما لاَ يُسَكِّرُكْ
عَلَى الْيَمْنِ وَالتَّوْفِيقِ أُلْبِسْتَ خِلْعَةً / بِها المُتَّقِي لِلِه بِالْحَقِّ يُؤْثِرُكْ
وَفِي خَصْرِها قاضٍ كَرَأْيكَ في الْعِدَا / بِهِ تَنْقَضِي أَعْمَارُهُمْ وَيُعَمِّرُكْ
رَآكَ أَحَقَّ النّاسِ بالإِمْرَةِ الَّتي / يَمازِجُ فِيها جَوْهَرَ الْمُلْكِ جَوْهَرُكْ
يُقَدَّمُ لْلمَقْدُورِ دَهْرٌ مُعانِدٌ / سِواكَ إلَيْها ظالِماً وَيُؤَخِّرُكْ
إلَى أَنْ وَفا بِالْوَعْدِ فِيكَ أَبُو الوْفَا / فَكُلُّ أَمِيرٍ بِالصَّغارِ يُؤَمِّرُكْ
لَئِنْ كانَ لِلأَتْراكِ فَخْرٌ بِهاشِمٍ / فَقَدْ زادَهُمْ فِي الْبَأْسِ وَالفَخْرِ مَفْخَرُكْ
مَلَكْتَ فَمَلَّكْتَ الْمُنَى كُلَّ راغِبٍ / فَمَوْرِدُكَ الإِحْسانُ وَالحَقُّ مَصْدَرُكْ
إذا كاثَرَ الأَتْراكُ يَوْماً بِسَيِّدٍ / فَما أحَدٌ فِي سالِفِ الدَّهْرِ يَكْثُرُكْ
وَمَنْ كانَ مِنْهُمْ مَاجداً مُتَقَدِّماً / فَهُمْ رَهْطَكُ الْغُرُّ الكِرَامُ وَمَعْشَرُكْ
طُبِعْتَ عَلَى عَقْلٍ وَجُودٍ وَنَجْدَةٍ / فَما تَسْتَطِيعُ الْحادِثاتُ تُغَيِّرُكْ
وَسِيّان فِي الأَعْداء مَخْبَرُكَ الَّذِي / بِهِ يَنْصُرُ اللهُ الْوَليَّ وَيَنْصُرُكْ
وَهَلْ تَجِدُ الأَعْدَاءُ عِنْدَكَ غِرَّةً / وَأَبْيَضُكَ الْمَوتُ المُرَجَّى وَأَسْمَرُكْ
وَما نَصَرَ اللهُ امْرَءاً أَنْتَ حَرْبُهُ / وَأَنّى لَهُ بِالنَّصْرِ وَاللهُ يَنْصُرُكْ
تَخَيَّرَكَ الْبارِي أَمِيراً مُظَفَّراً / تَبارَكَ فِي تَدْبِيرِهِ مُتَخَيِّرُكْ
رَأَيْتُكَ لِلسُّلْطانِ مُحْييَ دَوْلَةٍ / فَهَذا اسْمُكَ الأَوْلَى بِوَصْفِكَ يُشْهِرُكْ
تَسَمَّ بِهِ تَكْبِتْ عَدُوّاً وَحاسِداً / كما قَدْ تَسَمَّى قَبْلُ مَنْ لَيْسَ يَعْشُرُكْ
إذا الْتَفَّتِ الأَقْرانُ وَاحْتَدَمَ الوْغَا / فَسَيْفُكَ بِالنَّصْرِ الْقَرِيبُ يُبَشِّرُكْ
عُرِفْتَ بِإقْدامٍ وَفَتْكٍ وَجُرْأَةٍ / فَما أَحَدٌ فِي كُلِّ ذَلِكَ يُنْكِرُكْ
وَإنْ جَرَّ يَوْماً عَسْكَراً ذُو تَجَمُّع / فَسَيْفُكَ فَرْداً في قتَالِكَ عَسْكَرُكْ
تُدَبِّرُ في تُرْبِ السِّنين أُمُورَنا / بِرَأْيٍ مُصِيبٍ وَالإلهُ يُدَبِّرُكْ
وَعَدْتُكَ هذَا لأَمْرَ مِنْ قَبْل كَوْنِهِ / وَوَعْدُكَ لِي بِالبذْلِ لاَ شَكَّ يُنْذِرُكْ
وَهذَا مَسِيحِيٌّ بقَوْلِي شاهِدٌ / وَحَسْبِي بِهِ عَدْلاً بِوَعْدِكَ يُذْكِرُكْ
وَمَا زِلْتُ مُذْ عَايَنْتُ شَخْصَكَ دَائبِاً / لَما نِلْتَهُ أُثْنى عَلَيْكَ وَأَشْكُرُكْ
لَقَدْ ظَفِرَتْ كَفَّاكَ بِالْمَالِ وَالْعِدا / بَرِأْي ابْنِ يَحْيَى الْقَرْمِ وَاللهُ يُظْفِرُكْ
وَثِقْتُ بِادْبارِ النُّحُوسِ عَنِ الوْرَى / وَإقبْال سَعْدٍ حينَ صارَ يُدَبِّرُكْ
أَبُو جَعْفَرٍ فِي الرَّأْي وَالْعَقْلِ وافِرٌ / بِهِ اللهُ بَعْدَ الانِتقاصِ يُوَقِّرُكْ
سَيُورِدُكَ الْعَذْبَ الزُّلالَ مُجَرِّبٌ / عَليمٌ بِتَدْبِيرِ الوْرَى كَيْفَ يُصْدِرُكْ
لَقَدْ ظَفَرَتْ كَفّاكَ مِنْهُ بِفاصِلٍ / بِهِ اللهُ مِنْ بَعْدِ القْلَيلِ يُكَثِّرُكْ
فَلا زَالتِ الأَيّامُ سِلْماً مُطِيعَةً / تُوَقِّيكَ ما تَخْشاهُ فِيها وتَخَفْرُكْ
وَفُزْتَ بِما تَهْوى وَصالَتْ عَلَى الْعِدَا / سُنُوكَ بِتَمْلِيكٍ عَلَيْهِمْ وَأَشْهرُكْ