المجموع : 37
أَهالوها على قمر منير
أَهالوها على قمر منير / ثرى فياحة بشذى العَبير
بها نشرت مرقرقة الغوادي / مطارف بهجة الروض النضير
يدبجها الحيا بسقيط طلّ / فتكسى حلية الدر النثير
برغمي ان تبيت رهين حتف / تضمك والسماح ثرى القبور
مضيت موفراً كرم المساعي / اسير المجد فكاك الاسير
فَما قدّرت ان تلج المَنايا / عليك عرينة الليث الهصور
وَما قدرت تغمز منك عوداً / صَليباً عند احداث الدهور
لَقَد خطمتك فحل مخاصميه / يلجلجهم بشقشقه الهدير
وقد غادرت احشانا شظايا / وَقلت بمرجل الزَفَرات فوري
وَقَد بغضت بين كرى وجفن / مباغضة الفرزدَق مع جَرير
بَني عبد الجَليل عليه صبراً / مصاب يستخف حجى الوقور
فَلا طاشَت بنازلة حلوم / لكم في الخطب ارسى من ثبير
تضيء وجوهكم بدجى الرَزايا / ويظهر في الظلام سنا البدور
لكم شرف الرياسة مستمد / توارثها صغير عن كَبير
تعطر بالثنا لكم برود / لَقَد زرت على كرم وَخير
صفت اخلاقكم كرماً فجئتم / بهن ارق من نطف الخمور
اذا نظرت نمير الماء قالَت / فغض الطرف انك من نمير
بماء المكرمات نمت فَكانَت / كزهر الروض رف على الغدير
امرتاد الندى سل عن حبيب / اجبك فقد سقطت على الخَبير
فَتى تخضّر انمل راحتيه / ندىً ينهل بالكرم الغَزير
فكم أَحيا عديماً في نضار / وامسى وهو معدوم النضير
جلادُهم الخطوب بحرّ وجه / يلثمه ببدر مستنير
وَحلّق حيث اجنحة المعالي / به عبرت على الشعرى العبور
صفا خلقاً فدونك بنت كرم / لكاسك رقة منه استعيري
تشير له العلا وهو ابن مهدٍ / وما قصدت سواه يد المشير
سيدرك غاية العلياء ندب / طويل الباع ذو النسب القصير
إِذا اِقتعد السرير رأَيت منه / باندية العلا قمر السرير
فَلا راعَت حشاك ابا كمال / ملمات دعت يا أَرض موري
كَذا هجمة الحادث المصمئل
كَذا هجمة الحادث المصمئل / يطالعنا من ثنايا الأَجل
أَيحجب منا بطي الصفيح / فتى بين برديه شهم مدل
رُزيناه يعقد عن فاضل / عرى العلم منه يباع فتل
لشالَت نعامة عليائنا / صباحاً ونجم هدانا أفل
رقى صهوة منه حيث الرَديف / على مزلق من ركوب الكفل
يضيف الى الحلم آراهه / كشعلة نار باعلى جبل
فقل للردى أَين فيه استقل / ركابك لا أَين فيه استقل
بلى سرت تحمله والصلاح / لقبر به هو والرشد حل
لَقَد حطمت منك صعب القياد / جموحاً لعبء الهدى محتمل
اخلاى نهضاً بذاك الصعيد / وان لم يبق لي الدهر خل
ندوس ثراه بشعث الخدود / وَنلثمه بجفون المقل
وَنستصغر اليوم قدر الدموع / فَقَد كبر الخطب عنها وجل
اذا ما عقرتم عشار الابل / فعقري عليه الفؤاد الوجل
لتزجى الرعود بتهدارها / اليك عشار الغمام الهطل
وَترزم مثقلة بالقطار / كَما ارزمت موقرات الابل
يعن لها مبرك في ثراك / فَتَشتاق في تربه أَن تحل
وَتسقيك درّ شآبيبها / بضرع لبون الحيا المحتفل
بضرع لبون الحيا المحتفل / حلبنا عليك ضروع المقل
فَيا عاقداً حبرة الفاضلين / عليك الحبا آذنت ان تحل
عشية اثقلت اعناقها / مساعي سريرك منها ثقل
فَما روضة بثرى الغوطتين / سقاها رذاذ الحيا المستهل
وحلَّت نحور ازاهيرها / عقود لئاليء برد وطل
اذا اِستَنشقوا ندها يحسبون / فيها لطيما من المسك ظل
باطيب للنفس من تربة / لجسمك والنسك اضحت نزل
الست اذا عب وادي الجدال / بخصم وقد جاش بعد الوشل
تلجلجهم بشبا مقول / ذليق تمضمض في ريق صل
وَترقى كعالية السمهري / متى طاولوك بفضل تطل
فَيابن الألى منهم يَلتَقي / تراث العلا رجل عن رجل
هم شرعوا دون ثغر الرشاد / اراقم سدت مسد الاسل
أَقول لعاثرة تَبتَغي / صعوداً بمزلق تلك القلل
وَراءَك عن معشر حلّقت / بهم قادمات العلا عن زحل
سارَ بالعالمين ركب الحمام
سارَ بالعالمين ركب الحمام / ام على النعش أَنت كل الأَنام
لَم تكن في مثواك خامرها / السكر ولكن مطاشة الأَحلام
يا سقيناه وهو غير محيل / درة الجفن قبل سقيا الغمام
وَوقفنا لوث الأزار عليه / فعقرنا القلوب عقر السوام
ماجد يَرتَدي بسابقة المجد / وَيعتّم بالفخار القدام
وإِذا الأَرض هزها مصمئلِّ / قال قري يا أَرض في أَحلامي
لَم يَزَل ناشراً لنا كل فضل / خص آل النبي أَزكى الانام
فهم الوارثون اكرومة المجد / قَديماً من هاشم لا هشام
ينحرون البزل المصاعيب للو / فد وَيكفون عيلة الايتام
كل مستجمع المكارم ينمى / لمعاليه كل فضل نام
من عليه يزر للبأس / وَالبؤس رداء المطعان والمطعام
أَنتَ أَنتَ الفرد الَّذي لم ينا / زعك شريك على المساعي العظام
قد أَقمت الفعل الجَميل مع الناس / مقام الارواح في الاجسام
شرف قاوم النجوم وقد قام / مغيظاً ورائك عن مَقامي
أَنا قصّرت في الرثا ولو اني / افرغ الشعر عن لسان النامي
لم يحرّر الاوماء سواد العين / كانَ المداد في أَقلامي
ذروني وتسكاب الدموع السواجم
ذروني وتسكاب الدموع السواجم / لفقد عظيم القدر من آل هاشم
سرى الموت في سبط اليدين سماحة / يسيل ندى كفيه سيل الغمائم
سرى بعميد الطالبين كلها / حليف المَعالي والندى وَالمكارم
سرى نعشه والمكرمات وراءه / تنوح عليه مثل نوح الحمائم
ترف وراء النعش افئدة الورى / رَفيف قطاً دون الموارد حائم
فَيا لَك من رزء وهى المجد والعلى / فأَنسى وقوع القارعات العظائم
به وسدّوا تحت الثرى حلم احنف / وَمنطق قس بل وحبوة هاشم
اخو المكرمات ليس يصغى لعاذل / عليها ولم يقرع لها سن نادم
له العزة القعساء في الدهر ارجفت / من الرعب احشاء الليوث الضراغم
همام باعباء النقابة ناهض / يدبرها منه بأَراء حازم
بني بعده المجد المؤثل صنوه / وما أَحد ما كان يبني بهادم
فَذاكَ ابو عيسى الَّذي بنواله / يعدّ اكتساب الحمد احدى الغنائم
أَخو كرم راحَت انامل كفه / تغبر يوم الجود في وجه حاتم
له الطلعة الغراء من افق الندى / كَطلعة بدر لاح بين الغمائم
وَذو مقول قد أَخرس الخصم حده / فَقام مقام الماضيات الصوارم
باشجع من ليث العرينة فاتك / واقطع من ماضي الغرارين صارم
لقيت بزين الدين أَجمل سلوة / همام يحيى الخطب عن ثغر باسم
اذا أَعيت الآراء في حل مشكل / تجده سديد الرأي واري العزائم
وَما ماتَ سلمان وداود شبله / وَهَل ينتَمي شبل لغير الضراغم
عزاء بني العلياء عن فقد ماجد / بكته المَعالي بالدموع السواجم
بني المجد لا زلتم بأَرفع منزل / رَفيع العلا والسمك سامي الدعائم
بفقد محمدٍ إِن جلَّ خَطبٌ
بفقد محمدٍ إِن جلَّ خَطبٌ / له الاشراف طأطأت الرؤوسا
فان الصبر في عيسى جَميل / فَتى يَجلو بطالعه النحوسا
بموت أَبيه ماتَ المجد لكن / باذن اللَه قد أَحياه عيسى
هب بجرعاء الحمى فشوقا
هب بجرعاء الحمى فشوقا / برق كثغر مية تألقا
وَساق من نجد عشار ديمة / مدت لروض الواديين عنقا
هَل لأَخي صبابة اعادها / غورية نام بها وارقا
آنس نار بارق تضرمت / من جانب الغور فخر صعقا
فَيا سقى ربيعه منابتاً / بذي الغضا لو نفعت فَياسقى
من لفتاة عوذتها قومها / بسمرها لا بالتميم والرقى
كل فَتى يسل دون خدرها / سَيفاً اخا جفونها مذلقا
وَمعلم يهز اخت قدها / سمراء عن طعن تمج علقا
تهز غصن بانةٍ قد عقدت / تهز نطاقا مثل قَلبي قلقا
تسرق من بان العذيب قامة / وَتَستَعير كفلا من النقا
قالوا امن ارادتها تفاوحت / مسكية عبيرها تفتقا
قلت أَجل هبت بعرس شوكة / نفحة بشر انشقتنا عبقا
هَل اِبتسمت عن لؤلؤ لم يثقب
هَل اِبتسمت عن لؤلؤ لم يثقب / عشية جالَت بالوشاح المذهب
اذا أَرسلت من جانب الصدغ وفرة / فقل الفت ما بين أَفعى وعقرب
وَمذ فاقَت التشبيه قلت فما أَتَت / بجيد غزال لا ولا عين ربرب
أَتَت من محياها بشمس منيرة / ومن شعرها المسود جاءَت بغيهب
تحارب عَن قدّ وعن لمح ناظر / برمح ردّيني وسيف مجرّب
وَمذ ودعتني أَرسلت من جفونها
وَمذ ودعتني أَرسلت من جفونها / دموعاً كمثل اللؤلؤ المتساقط
على طبق من ورد جيرون نقطت / أَواسطه بالمسك من غير ناقط
وَقَد أَرسلت فرعاً على المتن فاحماً / تعطر رياه أَكف المواشط
أحبب بساجي الطرف اهيف
أحبب بساجي الطرف اهيف / من وجنتيه الورد يقطف
غنج مهفهف لا عداه / الحسن من غنج مهفهف
ارخى جعوداً في عبير / المسك فاحمها تغلف
أَحبب به قمراً لطلعته / تكاد الشمس تكسف
ما الرمح أَوجع طعنة / من ذلك القد المهفهف
وَمغلسين من الكرى / بانوا على الأَنضاء عكف
ميل على الأَكوار تحسبهم / تعاطوا كأس قرقف
حثوا المطي غداة عن / له بذات الرمل مألف
وَيشوقه البرق اللموع / بأَيمن العلمين يخطف
يَجتاز من نقب الغو / ير بربة الطنب المسجف
خدر تصان نساؤُهُ / بالببيض والأَسل المرعف
فالبيض تثلم دون ذا / ك الخدر والارماح تقصف
فيكن يا ظبيات حاجر
فيكن يا ظبيات حاجر / سهرت قلوب لا محاجر
من كل ذات محاسن / لو شمرت سود الغدائر
لرأَيت صبحاً قد تبلج / واضحاً تحت الدياجر
لا يتقي اجفانها / ضافي الدروع ولا المغافر
عجباً لهن نواظراً / كن الفواتر والبواتر
أَورت فؤادك في لظى وجناتها
أَورت فؤادك في لظى وجناتها / من بعد ما جرحته في لحظاتها
باتَت بقلبك حرقة من خدّها / فالنار ابرد من لظى حرقاتها
فَتَمايل الاغصان من ميلانها / وتلفت الغزلان من لفتاتها
أَشهَدٌ ريقها أَم كانَ خمراً
أَشهَدٌ ريقها أَم كانَ خمراً / وشمس وجهها أَم كان بدراً
فَما هي ذات حسن لا ولكن / تريك بنرجس الاماق سحراً
اذا اخفت محاسنها جعود / تبدت والدجى لم يخف بدرا
أعن بانة الوادي ترنح هيفها
أعن بانة الوادي ترنح هيفها / معاطف منها ليس يصحو نزيفها
وترّتج عن كثبان رملة عالج / من السرب اكفال ثقيل خفيفها
فتبصر في اعطافهن غصونها / وتوجد في أَردافهن حقوفها
نظرنا فضرجنا الدمى ولطالما / أَدرن عيونا ضرجتنا سيوفها
ضعائف يصرعن القوي وانه / لاقطع حداً بالسيوف رهيفها
يريني هلال الافق شكل سوارها / فصيما وتبدي لي الثريا شنوفها
مهاً يَستَعير الريم لفتة جيدها
مهاً يَستَعير الريم لفتة جيدها / سقت من دم العشاق ورد خدودها
بغرتها ساري الكواكب يهتَدي / وَيخبط في المسرى بليل جعودها
فَهَل وقفة من جانب الحي أَنَّها / بمنعطف الجزعين ملعب غيدها
يضم كعاباً ليس ارماح قومها / باوجع طعناً من رماح قدودها
يَزرون سجفاً لو تطيق بنو الهوى / لزرت حواشيه بحبل وريدها
عذاب الثنايا من جمان ثغورها / تنظم في الاعناق سمط عقودها
فَفي جيدها ما راق نظما بثغرها / وفي ثغرها ما راق نظما بجيدها
بالمسك من دارين فرعك يعبق
بالمسك من دارين فرعك يعبق / أم منه جونة عنبر تتفتق
وَخلال ذاك السجف ثغرك باسم / ام تلك ومضة بارق تتألق
قد عن لي بالرقمتين من الحمى / طنب لقومك بالرماح مسردق
فطرقت خدرك والنجوم تروعني / فاخالها مقل العواسل ترمق
وَسرقتها من بين قومك نظرة / لم تدر من بين الأَسنَّة تسرق
جسم المشوق وطرف جفنك ناحل / وَفؤاده ووشاح خصرك يقلق
لم يعط جفني من رقاد خفقة / قلب على ريان غصن يخفق
لاقرب من لمياء لابن صبابة / وَرَقيب كلتها السنان الأَزرق
لو ان طفل الليل ادرك فرعها / ما شاب منه في الصباح المفرق
ما اعتقت رقي وليس لميةٍ / بمعرس الحيين رق يعتق
قالوا قصير وله همة
قالوا قصير وله همة / ما قصرت عن كل أَمر عسير
قلت وقد اخبرتهم معلناً / لو انهم اصغوا لقول الخَبير
قد يخطئ الرمح على طوله / وقد يصيب السهم وهو القَصير
وادٍ أَبى لنواظري أن تغمضا
وادٍ أَبى لنواظري أن تغمضا / من أَدمعي لولا الزفير لروضا
قل للحمامة في الدجى متعرضاً / احمامة الوادي بشرقي الغضا
إن كنت مسعدة الحزين فرجعي /
علم الغضا ان الفؤاد رهينه / لي جمره تحت الضلوع دفينه
ولك اخضرار الغصن منه ولينه / انا تقاسمنا الغضا فغصونه
في راحتيك وجمره في اضلعي /