المجموع : 232
يا ليلةً طالتْ كأنَّ نجومَها
يا ليلةً طالتْ كأنَّ نجومَها / غُرَماءُ أرقبَهُم لِدَيْنٍ واجبِ
والبَدْرُ كالشَّيْخِ الأجَلِّ تَمَنْطَقَتْ / قُدَّامَهُ الجَوْزاءُ مثلَ الحاجِبِ
يا دهرُ حسبُكَ قد أطَلْتَ نحيبي
يا دهرُ حسبُكَ قد أطَلْتَ نحيبي / وَتَرَكْتَني في موطِني كغريبِ
وسَلَبْتَني ثوبَ السُّرورِ بجامعٍ / ما بينَ وَصْفَيْ خادمٍ وأديبِ
فالشِّعْرُ منِّي والدموعُ لآلئٌ / من نظمِ طَبْعَيْ عاشِقٍ وأديبِ
قد غابَ عن رَبْعي هلالٌ مُقْمِرٌ / في أُفْقِ تربِيَتي وفي تأدِيبي
فالآنَ يطلعُ في سِوى دارِي ولا / ينفكُّ فيهِ القلبُ رَهْنَ نحيبِ
نَدٌّ نفيسٌ عندَ غيري فائحٌ / وأراهُ من عَجْني ومن تركِيبي
وثمينُ عِقْدٍ عند غيري لائحٌ / وأراهُ من نَظْمي ومن تَرْتيبي
لي سيِّدٌ مَلِكٌ غَدا
لي سيِّدٌ مَلِكٌ غَدا / في بردَتَيْ مَلِكٍ وَهُوبِ
لا بالجهولِ ولا المَلُو / لِ ولا القَطُوبِ ولا الغَضُوبِ
قد جادَ لي بأَغَرَّ أُن / عِلَ بالشَّمالِ وبالجَنوبِ
لا بالشَّمُوسِ ولا العمو / صِ ولا القَطوفِ ولا الشبوبِ
كتبتُ وشيناتُ حالي غَلَبْن
كتبتُ وشيناتُ حالي غَلَبْن / عليَّ بمَنْ جَلَّ عن مُشْبِهِ
فشوقي إليهِ وشُكْري له / وشعريَ فيهِ وشُغْلي بهِ
من كان ينفعُهُ الأدَبْ
من كان ينفعُهُ الأدَبْ / ويُحِلُّهُ أعلى الرُّتَبْ
فلقد خَسِرْتُ عليهِ ما / وُرِّثْتُ من أُمٍّ وأَبْ
كم ضيعةٍ كانتْ تصو / نُ الوَجْهَ عن ذُلِّ الطَّلَبْ
أتلَفْتُها لا في القِيا / نِ ولا هوَى بِنْتِ العِنَبْ
بل في الحوادِثِ والحوا / ئجِ والنوائبِ والنُّوَبْ
كم قُلْتُ لمَّا بِعْتُها / وحَصَلْتُ في أَسْرِ الكَرَبْ
ذَهَبَتْ دجاجَتُنا التي / كانَتْ تبيضُ لنا الذَّهَبْ
وشادنٍ أصبحَ عُذْرَ الذُّنُوبْ
وشادنٍ أصبحَ عُذْرَ الذُّنُوبْ / لقاؤُه يهزِمُ جيشَ الكروبْ
بغُرَّةٍ غرَّارَةٍ للوَرَى / وطُرَّةٍ طَرَّارَةٍ للقُلُوبْ
غناؤكَ يهزِمُ جيشَ الكُرُوبْ
غناؤكَ يهزِمُ جيشَ الكُرُوبْ / وعيناكَ للناسِ عذرُ الذُّنوبْ
فويلَ القلوبِ إذا ما رَنَوْتَ / وإمَّا شَدَوْتَ فويلَ الجُيوبْ
سقياً لأيَّام الصَّبا إذ أنا
سقياً لأيَّام الصَّبا إذ أنا / في طَلَبِ اللَّذَّةِ عفريتُ
أصيدُ كالبازي ولكنَّني / أَسْفِدُ كالعُصفورِ ما شيتُ
كم حيلةٍ للوصلِ أَعْمَلْتُها
كم حيلةٍ للوصلِ أَعْمَلْتُها / وكم خداعٍ قد تَمَحَّلْتُهُ
أُسِرُّ حَسْواً في ارتغاءٍ إذا / ناجَيْتُ مَنْ أهوى فقبَّلْتُهُ
من ذا الذي لا يُذِلُّ الدهرُ صعبَتَهُ
من ذا الذي لا يُذِلُّ الدهرُ صعبَتَهُ / ولا تُلينُ يدُ الأيامِ صَعْدَتَهُ
أما ترى خَلَفاً شيخَ الملوكِ غَدا / مملوكَ من فَتَح العذراءَ بلدتَهُ
قد كانَ بالأمسِ مَلكاً لا نظيرَ لهُ / فاليومَ في الأسْرِ لا ينتاشُ أُسرتَهُ
قولوا لعثمانَ في أوقاتِ طيبتِهِ
قولوا لعثمانَ في أوقاتِ طيبتِهِ / إذا تبسَّمَ عن دُرٍّ وياقوتِ
إنِّي أراكَ تبيعُ الناسَ قوتَهُمُ / ففيمَ تمنعُ عنِّي القوتَ يا قوتي
برأسِ سكةِ عمَّارٍ لنا قَمَرٌ
برأسِ سكةِ عمَّارٍ لنا قَمَرٌ / من وجهِ عثمانَ يا طُوبى لجيرتِهِ
إذْ قوتُ أجسامِهِمْ ممَّا يبيعهُمُ / وقوتُ أرواحهِمْ من حُسْنِ صورَتِهِ
يا رقعةً طُوِيَتْ على حَيَّاتِ
يا رقعةً طُوِيَتْ على حَيَّاتِ / وعقاربٍ كَرَّرْنَ ماءَ حياتي
ما أنتِ إلاّ من تباريحِ الجوى / وسَفَاتجِ الأحزان والحَسَراتِ
وكأنَّ أحرفَكِ الكريهةَ أعينٌ / لرواقبٍ أو ألسُنٌ لوُشاةِ
وكذا الضياعُ رقاعُ قيمتِها إذا / وافَتْ أتَتْ بحوادِثِ الآفاتِ
الأرضُ طاؤوسيَّةٌ
الأرضُ طاؤوسيَّةٌ / والجوُّ جُؤْجُؤُ فاخِتِ
متبسِّمٌ عن نَشْر حُ / بٍّ عندَ صَبٍّ ثابِتِ
والوردُ دُرٌّ نابتٌ / أحسِنْ بدُرٍّ نابِتِ
لكنَّ في عيني قذًى / من نورِ شيبٍ سابتِ
لما بكيتُ دَمَ الفؤا / دِ على الحبيبِ الفائتِ
ضَحِكَ المشيبُ بعارضي / ضحكَ الغَوِيِّ الشامتِ
كأنَّما النارَنْجُ للربَّاتِ
كأنَّما النارَنْجُ للربَّاتِ / ثَدِيُّ أبكارٍ مُخَدَّراتِ
مُزَعْفَراتٍ ومُعَصْفَراتٍ / أو أُكَرُ الكيمَخْتِ مذْهَباتِ
قد ضُمِّخَتْ بالعَنْبَرِ الفُتاتِ / نسيمُها يَزيدُ في الحَيَاةِ
قد لبسَ الدهرُ حسنَ زهوتِهِ
قد لبسَ الدهرُ حسنَ زهوتِهِ / مذ زُوِّجَ المُشتري بزهرَتِهِ
وفي اقترانِ العينِ ما فيه من / إشراقِ وجهِ العُلى ونضْرَتِهِ
فالطَّرفُ مستأنِسٌ بقُرَّتِهِ / والقلبُ يُطْوى على مَسَرَّتِهِ
كمْ إلى كم تبرُّمي بحياتي
كمْ إلى كم تبرُّمي بحياتي / أتلوَّى تلوِّيَ الحيَّاتِ
تحتَ عبءٍ من الزمانِ ثقيلٍ / وخطوبٍ قوَّسْنَ منِّي قناتي
ومدامٍ قد كَفَانا
ومدامٍ قد كَفَانا / شُغْلَ إشعالِ المسارِجْ
لو دنتْ منَّا القُماري / لاكتستْ ريشَ التدارُجْ
فاشربَنْهُ فهو للغُمَّ / ةِ والغَمَّاءِ فارِجْ
وهو ريقٌ من فم الدُّن / يا إلى ثغرِكَ خارِجْ
لقاؤكَ يحكي قضاءَ الحوائِجْ
لقاؤكَ يحكي قضاءَ الحوائِجْ / ووجهُكَ للهمِّ والغمِّ فارِجْ
وفيكَ لنا فِتَنٌ أربعٌ / تَسُلُّ علينا سيوفَ الخوارِجْ
لحاظُ الظباءِ وطوقُ الحمام / ومشيُ القباجِ وزيُّ التدارجْ
ألم تَرَ مُذْ عامينِ أملاكَ عصرِنا
ألم تَرَ مُذْ عامينِ أملاكَ عصرِنا / يصيحُ بهِمْ للموتِ والقتلِ صائحُ
فنوحُ بنُ منصورٍ طوَتْهُ يدُ الرَّدى / على حسراتٍ ضُمِّنَتْها الجوانِحْ
ويا بؤسَ منصورٍ وفي يومِ سرخسٍ / تمزَّقَ عنهُ مُلْكُهُ وهْوَ طامِحُ
وفُرِّقَ عنهُ الشَّمْلُ بالسَّمْلِ فاغْتَدى / أسيراً ضريراً تعتَريهِ الجوائِحُ
وصاحبُ مصرٍ قد مضى لسبيلهِ / ووالي الجبالِ غَيَّبَتْهُ الصفائِحُ
وصاحبُ جُرْجانِيَّةٍ في ندامةٍ / ترصَّدَهُ طَرْفٌ من الحَيْنِ طامِحُ
تساقَوْا كؤوسَ الراحِ ثم تشَارَبُوا / كؤوسَ المنايا والدماءُ سوافِحُ
وخوارِزْمُ شاهٍ شاهَ وجهُ نعيمِهِ / وعنَّ لهُ يومٌ من النَّحْسِ كالِحُ
مكانَ علا في الأرض يخبِطُها أبو / عليٍّ إلى أن طوَّحَتْهُ الطوائِحُ
فعارضَهُ نابٌ من الشرِّ أعصلٌ / وعَنَّ له طيرٌ من الشؤمِ بارِحُ
وصاحبُ بُسْتٍ ذلكَ الضيغمُ الذي / براثِنُهُ للمشرقَيْنِ مفاتِحُ
أناخَ بهِ من صدمةِ الدهرِ كلكلٌ / فلم يُغْنِ عنهُ والمقدَّرُ سانِحُ
خيولٌ كأمثالِ السيولِ سوابحٌ / فيولٌ كأمثالِ الجبالِ سوارِحُ
جيوشٌ إذا أربَتْ على عددِ الحَصى / تَغُصُّ بها قيعانُها والصَّحاصِحُ
ودارتْ به على صمصامِ دولةِ بُويَهٍ / دوائرُ سوءٍ قبلهنَّ فوادِحُ
وقد جازَ والي الجَوْزَجانِ قناطرَ ال / حياةِ فوافَتْهُ المنايا الطوامِحُ
وفائقٌ المحبوبُ قد جُبَّ عمرُهُ / فأمسى ولم يَنْدُبْهُ في الأرضِ نائِحُ
مضَوْا في مدى عامينِ واخْتَطَفَتْهُمُ / عقابُ إذا طارتْ تَخِرُّ الجوارِحُ
وكانَ بنو سامانَ أطوادَ عِزَّةٍ / فأضحتْ بصرفِ الدَّهْرِ وهيَ أباطِحُ
أما لكَ فيهمْ عِبْرَةٌ مستفادَةٌ / بلى إنَّ نهجَ الاعتبارِ لَوَاضِحُ
تَسَلَّ عنِ الدُّنيا ولا تَخْطِبنَّها / ولا تَنْكَحنْ قتَّالةً من تناكِحُ
فليسَ يفي مَرْجُوُّها بمَخُوفِها / ومكروهُها إمَّا تَدَبَّرْتَ راجِحُ
لقد قالَ فيها الواصفونَ فأكثرُوا / وعندي لها وصفٌ لعَمْرُكَ صالِحُ
سلافٌ قصاراها زعافٌ ومركبٌ / شهيٌّ إذا اسْتَلْذَذْتَهُ فهو جامِحُ
وشخصٌ جميلٌ يعجبُ الناسَ حسنُهُ / ولكنْ له أسرارُ سوءٍ قَبَائِحُ