المجموع : 78
يا قلب على فراقهم لا تاسا
يا قلب على فراقهم لا تاسا / تخطي وتلوم في خطاك الناسا
لو كنت زجرت طرفك الخلاسا / ما رحت لأسهم الهوى برجاسا
يا باكي الدار بكاظمةٍ
يا باكي الدار بكاظمةٍ / وبكاء الدار من الكمد
أفنيت الدمع على حجرٍ / وأضعت الصبر على وتد
فاذخره مخافة نازلةٍ / أأمنت اليوم صروف غد
هي عينك لو مل تجن لما / عاقبت جفونك بالسهد
فأتيت الماء تحوله / والماء منية مل صد
فالويل لنفسك إن وردت / والويل لها إن لم ترد
أقبلت فقلت أقبله / ولو أن الموت على الرصد
فرشفت مجاجة مبتسمٍ / أشهى وألذ من الشهد
يا أين الصبر فأنشده / وعساي أدل على الجلد
ظعن الأحباب وعندهم / قلبي سلبوه ولم يعد
وبراني السقم بهم / فبقيت بلا قلبٍ وبلا جسد
أنت لي غير منصف
أنت لي غير منصف / يا كثير التعسف
يا هلالاً مركباً / في قضيبٍ مهفهف
أنت ناري وجنتي / وطبيبي ومدنفي
أنت يا قاتلي بسف / ك دمي غير مكتف
وعلى العهد لا تدو / م وبالوعد لا تفي
وإذ زرت بان في / ك دليل التكلف
والذي بان من غرا / مي بعض الذي خفي
أنت غررتني بصفح / ة خدٍ مزخرف
وجنةٌ مثل ما يصف / ق ماءٌ بقرقف
فمتى يكمل العذا / ر عليها وأشتفي
أما ومكان خصرك من قوامٍ
أما ومكان خصرك من قوامٍ / ضعيفٍ عن معاقرة التثني
لقد أجللت وجهك أن يباري / ببدرٍ في الدجنة مرجحن
وهبك أعرت فيك العذل سمعي / أيدري العذل أين هواك مني
أبعد البعد أطمع في التداني / وبعد الوصل أقنع بالتمني
وقد هتك العواذل فيك ستري / واختلفت المواعد فيك ظني
أبت عبرات العين بعدك أن ترقا
أبت عبرات العين بعدك أن ترقا / ولوعة ما بين الجوانح أن ترقى
أعد لقاء الحتف من بعض ما أرى / ويصغر عندي الخطب في جنب ما ألقى
ويخطر لي معنى على البان منكم / فأبكي وأستبكي حمائمه الورقا
ووجدٍ إلى يوم الفراق شكونه / فلا لان لي قلب الفراق ولا رقا
ولم فرقوا بين المنية والنوى / ولم يجدوا في الفعل بينهما فرقا
أأحبابنا والله ما رمت عنكم / السلو ولا عودت حبكم المذقا
ولا لمحتني مقلة الشوق قائلاً / لحادثة الأيام بعدكم رفقا
وأذكر أيام الوصال وطيبها / وتلك الليالي البيض والزمن الطلقا
فألزم أحشاءً أقام بها الجوى / وقلباً أبى إلا الصبابة والخفقا
وما كنت أبقى ساعةً لا أراكم / ولكن دهراً سد دونكم الطرقا
فصرت إذا ما ازددت شوقاً أليكم / أعلل قلبي بالخيال الذي يلقى
بعثت الكتاب فأهلاً به
بعثت الكتاب فأهلاً به / يسر النواظر تنميقه
لئن أخجل الروض موشيه / لقد فضح الدر منسوقه
غريب الصناعة تجنيسه / نفيس البضاعة تطبيقه
وواصلني بعد طول الجفا / كما وصل الصب معشوقه
فزايل جفني تأريقه / وعاود غصني توريقه
وبت أراقب مسطوره / كما راقب النجم عيوقه
فلما بدت لي ألفاظه / تستر فكري وتلفيقه
أما خاف يهتك مستوره / أما خاف يظهر مسروقه
ملكوا حتى إذا ملكوا
ملكوا حتى إذا ملكوا / أخذوا فوق الذي تركوا
ما على الأحباب إن تلفت / مهجتي في حبهم درك
عاقبوني بالجفا ويدي / بذيول العفو تمتسك
هتكوا ستر الوصال فوا / حربا من عظم ما هتكوا
وطريق الحب واضحةٌ / فلماذا غيرها سلكوا
ثم عادوا بالوصال كما / عاد بدر الدولة الملك
سله من سكر الهوى كيف صحا
سله من سكر الهوى كيف صحا / فسقى الدمع الجفون القرحا
زاده في الحب وجداً بكم / لائمٌ لام عليكم ولحا
فاستلذ الهجر واستدنى النوى / وارتضى السخط وخان النصحا
وسقى الأطلال من أجفانه / مدمعاً لولاكم ما سفحا
لا رعاه الله إن مال إلى / سلوةٍ بعدكم أو جنحا
وصحيح الشوق مصدوع الحشا / نطق الدمع به فافتضحا
بات لا يطرقه طيفكم / رب طيفٍ ضل لما سنحا
وأهيف القد سهل الخد أسمر كالـ
وأهيف القد سهل الخد أسمر كالـ / ـخطِّيِّ صرتُ به بين الورى سمرا
إن القلوب لتهواه وما برحت / منه على خطرٍ إن ماس أو خطرا
وكان غير عجيبٍ من ملاحته / أن يجمع الحسن فيه الغصن والقمرا
عاثت لحاظك في بستان وجنته / فقام مفترساً باللحظ منتصرا
وقال لي القلب لما صار في يده / هذا الذي لمتني فيه فكيف ترى
دعني أهتك ستري في محبته / وما أبالي ألام الخلق أم عذرا
خطبٌ ألم وشدةٌ لا تزول
خطبٌ ألم وشدةٌ لا تزول / مذ خلت من حبيبي موشحات الطلول
دع ملامي فإني مغرمٌ يا عذولي / مذ دهاني فراق صبٍ ملول
صد عني فجسمي مذ جفاني نحيل / ودموعي غزارٌ فوق خدي سبيل
ما لمن ملني ولي
ما لمن ملني ولي / ساءه قول عذلي
ليته بالذي بلي / ت به في الهوى بلي
يا خليلي والملو / ل كثير التنقل
صدقوا ما لأنفس العشاق
صدقوا ما لأنفس العشاق / قودٌ من قواتل الأحداق
أنت صبٌ وتلك أولى المطايا / فامزج الدمع بالدم المهراق
يا مريض الجفون إن سقام ال / أعين النجل صحة العشاق
شغلتني الأيام أن أتلقى / زائراً من خيالك الطراق
يا رعى الله سالفات الليالي / بالحمى والزمان حلو المذاق
وسقاها منهل دمعي إذا لم / يجر دمع السحابة الغيداق
لست ممن يثني على كبدٍ ح / رى يداً منه أو حشىً خفاق
كذبوا هل رأيت مهجة صبٍ / قط تجري في إثر دمعٍ مراق
إنما الوجد أن تردد نفس المر / ء شوقاً بين الحشى والتراقي
ولهذا أبيت أرتقب الطي / ف وأشتاق برق أهل البراق
ومضرج الوجنات تحسبها
ومضرج الوجنات تحسبها / شفقاً تبسم عن دجى سبج
قانٍ يروقك حسن منظره / فكأنما يسقى دم المهج
طعن الهموم بمايس خضلٍ / صافي الأديم ومنظرٍ بهج
ويظل مبتسماً يضاحكه / ما في ثغور النور من فلج
هل لك من داء الفراق إفراق
هل لك من داء الفراق إفراق / يا صاحب القلب الشديد الأشواق
إياك والطرف الكثير الأعلاق / فإنه آفة قلب المشتاق
أهيف القامة حلو الأخلاق / له إذا مال الكرى بالأعناق
حجلٌ صموت ونطاق نطاق / والله لو عيشٌ صفا لي أو راق
ما قلت من أجل غصون تشتاق / لها من الجعد الأثيث أوراق
بعثت تقول بعد جفاك حولاً
بعثت تقول بعد جفاك حولاً / ذكرتكم فكدت أطير شوقا
ولو كان المشوق سواك حتى / يلم بنا لأفنى العيس سوقا
زعموا أنك اعتللت وحاشا
زعموا أنك اعتللت وحاشا / ك وقالوا زلت بك القدمان
كذب الحاسدون ما بك داءٌ / غير بذل اللهى وعشق الطعان
ومهفهفٍ جعل الغرام محله
ومهفهفٍ جعل الغرام محله / قلبي فخفت عليه حر شواظه
قمر هجرت لهجره سنة الكرى / وسئمت من بصري ومن إيقاظه
تخشى القلوب عليه فاتر طرفه / فكأنهن نفرن من ألحاظه
ما شمت وجه البدر من أعطافه / حتى جنيت الدر من ألفاظه
هذا الذي لما استمال قلوبنا / قامت بخالص وده وحفاظه
وقفنا وقد غاب المراقب وقفةً
وقفنا وقد غاب المراقب وقفةً / أمنا بها أن يفتك السخط بالرضا
على خلوةٍ لم يجر فيها تنغص / بها عاد وجه الليل عندي أبيضا
نعيد حديثاً لا يمل كأنه / حياةٌ أعيدت لامرئٍ بعد ما قضى
يا شاعراً أودعت أنامله
يا شاعراً أودعت أنامله / در القوافي كتابه النبوي
دعوة عبدٍ صحت مودته / لا رافضي غثٌ ولا أموي
يهواك من ذاته أخو كلفٍ / مثلك من حب مثله وهوي
وفتية جاءهم كتابك وقد / أشبع من معجزاته وروي
ما نشرت طيه الأكف فدتك / النفس إلا كف الأسي وطوي
فبت فيهم عين الصفي كما أص / بحت حلف التيمي والعدوي
ونلت فوق الذي تشاء وقد / دوفع كلٌ عن حقه ولوي
ولو كشفناك لم تكن حلبياً / قط في مذهبٍ ولا حموي
لو كان إبليس قبل لاح له / آدم من نقش فصك الغروي
لخر ما شئت ساجداً وعنا / لله طوعاً وكان غير غوي
فأي وجهٍ رآك ناظره / فازور لا مقبل به وزوي
والدهر قد مات منك حادثه / خوفاً فأنى تكون غير سوي
باكٍ على ما عراك من سغبٍ / فعل امرءٍ جاع برهةً وطوي
وكدت جوعاً تموت في حلبٍ / لولا صفايات المطبخ الصفوي
وفي ابن يحي مكارم كسفت / كل شريفٍ بفخرها علوي
الحاتمي الندي الذي نشرت / يمينه بالعطاء كل تو
لولاه شاد العلي تكرمةً / لانهد بخلاً بنيانها وهوي
وما عسى أن تقول في رجلٍ / داءٌ يديه بالمكرمات دو
ريان من علمه ونائله صبٌ / بما قيل عن نداه جو
عجبت منه كيف احتوى قصب / السيف وفيه الكمال كيف حوي
وغير مستحسنٍ إذا نقل الإحسان / يوماً عن غيره وروي
أهلاً بشمس مدامٍ من يدي قمرٍ
أهلاً بشمس مدامٍ من يدي قمرٍ / تكامل الحسن فيه فهو تياه
كأن خمرته إذ قام يمزجها / من خده عصرت أو من ثناياه
النرجس الغض عيناه وطرته / بنفسج وجنى الورد خداه