القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ الدُّمَيْنَة الكل
المجموع : 114
حَلَفتُ لَها أَن قَد وَجَدتُ مِنَ الهَوَى
حَلَفتُ لَها أَن قَد وَجَدتُ مِنَ الهَوَى / أَخا المَوتِ لا بِدعاً وَلا مُتَأشِّبَا
وَقَد زَعمَت لي ما فَعَلتُ فَكَيفَ لِي / إِذا كُنتُ مَردُودَ الكَلامِ مُكَذَّبَا
سَقَى اللهُ الدَّوَافِعَ مِن حَفِيرٍ
سَقَى اللهُ الدَّوَافِعَ مِن حَفِيرٍ / وَمَا يُغنِينَ مِنكَ وَإِن سُقِينَا
أَتَستَسقِى وَأَنتَ بِبَطنٍ قَوٍّ / أَروبَةَ أَرضِ قَومٍ آخَرِينَا
قَضَينا اليَومَ حاجاتٍ أَلمَّت / فَمَن لِغَدٍ وحاجاتٍ بَقِينَا
وَحاجاتُ النُّفُوسِ تَكُونُ دَاءً / وَيَبرَأُ داؤُهُنَّ إِذا قُضِينَا
فَنَقضِى حاجةً وَتُلِمُّ أُخرَى / وَلَولا كَرُّهُنَّ لقَد فَنِينَا
أَما وَاللهِ ثُمَّ اللهِ حَقّا / يَمِيناً ثُمَّ أُتبِعُهَا يَمِينَا
لَقَد نَزَلَت أُمَيمَةُ مِن فُؤَادِى / تِلاعاً ما أُبِحنَ وَما رُعِينَا
وَلَكِنَّ الخَلِيلَ إِذا جَفانا / وَآثَرَ بالمَوَدَّةِ آخَرِينَا
صَدَدتُ تَكَرُّماً عَنهُ بِنَفسِى / وَإِن كانَ الفُؤَادُ بِهِ ضَنِينَا
أظَلُّ وَما أَبُثُّ النَّاسَ بَثِّى / وَلا يَخفَى الَّذِى بِى مُستَكِينَا
أَذُودُ النَّفسَ عَن لَيلَى وَإِنِّى / لَتَعصِينِى شَوَاجِرُ قَد صَدِينَا
يَرَينَ مَشَارِباً وَيُذَدنَ عَنها / ويُكثِرنَ الصُّدُورَ وما رَوِينَا
فَلَو كُنتُ أَدرِى أَنَّ ما كانَ كائنٌ
فَلَو كُنتُ أَدرِى أَنَّ ما كانَ كائنٌ / حَذِرتُكِ أَيّامَ الفُؤَادُ سَليمُ
ولكن حَسِبتُ الصُّرمَ شَيئاً أُطِيقُهُ / إِذَا رُمتُ أَو حاوَلتُ أَمَّ عَزِيمُ
أَخا الجِنِّ بلِّغهَا السَّلاَمَ فإِنّنى / مِنَ الإِنسٍ مُزوَرُّ الجناحِ كَتُومُ
أخا الجِنِّ لاَ نَدري إِذَا لم يُدِم لنا / خَليلٌ صفاءَ الوُدِّ كيفَ نُدِيمُ
وَلا كيفَ بالهِجرَانِ وَالقَلبُ آلفٌ / وَلاَ كيفَ يَرضَى بالهَوَانِ كَرِيمُ
وأَنتِ التى كلَّفتِنى دَلجَ السُّرَى / وَجُونُ القَطا بالجَلهَتَينِ جُثومُ
وَأنتِ الَّتى قَطَّعتِ قلبى حَزَازَةً / وَقَرَّفتِ قَرحَ القَلبِ فَهوَ سَقِيمُ
فَلَو أنَّ قَولاً يَكلَمُ الجِسمَ قَد بدَا / بِجِسميَ مِن قَولِ الوُشَاةِ كُلومُ
أَبِيتُ خَمِيصَ البَطنِ غَرثَانَ جائِعاً
أَبِيتُ خَمِيصَ البَطنِ غَرثَانَ جائِعاً / وأُوثرُ بِالزّادِ الرَّفِيقَ على نَفسِى
وأُفرِشُهُ فَرشِى وأَفتَرِشُ الثَّرَى / وأَجعَلُ مَسَّ الأَرضِ مِن دُونِهِ لَبسِى
حِذارَ أَحاديثِ المَحافلِ فى غَدٍ / إِذا ضَمَّنِى يَوماً إِلَى صَدرِهِ رَمسِى
ذَكَرتُكِ وَالنّجمُ اليَمانِى كأَنَّهُ
ذَكَرتُكِ وَالنّجمُ اليَمانِى كأَنَّهُ / وَقَد عارَضَ الشِّعرَى قَرِيعُ هِجَانِ
فَقُلتُ لأَصحَابِى ولاحَت غَمامَةٌ / بِنَجدٍ أَلا لِلهِ ماتَرَيَانِ
فَقالا نَرَى بَرقاً تَقطَّعُ دُونَهُ / مِنَ الطَّرفِ أَبصارٌ رَوَانِى
أَفِى كُلِّ يَومٍ أَنتَ رامٍ بِلادها / بِعَينَينِ إِنساناهُما غَرِقا
فَعَينَىَّ يا عَينَىَّ حَتَّامَ أَنتُما / بِهِجرانِ أُمِّ الغَمرِ تَختَلِجانِ
أَما أَنتُما إِلاّ عَلَىَّ طَلِيعَةٌ / عَلَى قُربِ أَعدائِى وَبُعدِ مَكانِى
إِذا اغرَورَقَت عَيناىَ قالَ صَحابَتِى / إِلى كَم تَرَى عَيناكَ تَبتَدِرَانِ
عَذَرتُكِ يا عَينِى الصَّحيحَةَ بالبُكَا / فَمالَكِ يا عَوراءُ وَالهَمَلانِ
أَلا فَاحمِلانِى بارَكَ اللهُ فِيكُما / إِلى حاضِرِى الماءِ الّذِى تَرِدَانِ
فإنَّ عَلَى الماءِ الّذِى تَردانِهِ / غَرِيماً لَوَانِى الَّينَ مُنذ زَمانِ
لَطيفَ الحَشَا عَذبَ اللَّمَى طَيِّبَ النَّثا / لَهُ عِلَلٌ ما تَنقَضِى لأَوانِ
يا صاحِبَىَّ قِفا على الأَطلالِ
يا صاحِبَىَّ قِفا على الأَطلالِ / تَبدُو مَعالِمُهُنَّ كالأَسمالِ
تَستَخبِرا لِى حاجةً وتُبّينا / لِلنَّاسِ بَعضَ هَواجِسِ البَلبالِ
دِمَنٌ خَلَونَ وَغَيَّرَت آياتِها / دِقُّ التُّرَابِ مُسِفَّةُ الأَذيالِ
نَكباءُ مُعصِفضةُ السُّرَى وَمُظِلَّةٌ / شَعواءُ يُعقَبُ قُرُّها بِطِلالِ
حَتّى عَفَونَ جَدِيدُهُنَّ مَعَ البِلَى / إِنَّ الجَدِيدَ إِلى بِلىً وزَوالِ
وثَنَى لِمَا غادَرنَ كُلُّ مُجَلجِلٍ / زَجِلِ الغَمامةِ واطدٍ جَلجَالِ
مُحرَ نَجِمٌ حَرَجٌ كَأَنَّ نَشَاصَهُ / رُملُ النَّعامِ يَرُدنَ حَولَ رِئالِ
فى حَومَلٍ قَلَعِ الصَّبِيرِ مُنَطَّقٍ / بالماءِ جَمِّ تَتابُعٍ الأَسبَالِ
دَرَّت أَوائِلَهُ الصَّبا فتَبَكَّرَت / مِنهُ رَواجِحُ دُلَّحٌ وَتَوالِى
جَثلُ العِفَاءِ كأَنَّ تَحتَ نَشَاصِهِ / دُهمَ العِشَارِ فُجِعنَ بالأَطفالِ
أَسقَى منازل مِن اُمَيمَةَ أَعقَبَت / رِيَبُ الحَوادِثِ حالَهنَّ بِحَالِ
وَلَقَد رَأَيتُ به القِيانَ وكالدُّمَى / خُرسَ الخَلاخِلِ وَعثَة الأَثقالِ
وَلَقَد رَأَيتُ بها أَوانِسَ كالدُّمَى / قُبَّ البُطُونِ رَوَاجِحَ الأَكفَالِ
غِيدَ المُتُونِ خُصُورُهُنَّ لطائفٌ / حُمَّ التَّرائبِ والنُّحورِ حَوالِى
فِى جَدلِ أَعنَاقِ المَهَا وعُيونِها / وَتَبَسُّمٍ كَتَبَسُّمِ الآصَالِ
عَن كُلِّ أَشنَبَ كالأَقَاحِى وازدَهَت / شُرُقاً صَبِيحَةَ لَيلَةٍ مِهطالِ
يَمشِينَ بَينَ حِجالِهنَّ كما مَشَت / قُطُفُ الهِجَانِ وَحِلنَ بِالأَثقَالِ
هَل يَرجِعَنَّ لَكَ الزّمانُ الخالِى / أَم هَل فُؤَادُكَ عَن أُمَميةَ سَالِى
سَقياً لأَيَّامِى بِجَهراءِ الحِمَى / سَقياً لأَيّامٍ بِهَا وَلَيالِى
أَيّامَ حاذَرَنِى الغَيُورُ فَلَم أُبَل / وَتَشَبَّثَت بِحِبالِهنَّ حِبالِى
فإذا فَقَدنَ زيارَتِي فَهىَ المُنَى / ويَزِيدُهُنَّ بها هَوَى الأَطلالِ
إِنّى لأَهجُرُها وإِنَّ وِصالَها / عِندِى لَنَافِلَةٌ مِنَ الأَنفالِ
وإِذا رَأَينَنِىَ احتَشَدنَ لِجِيئَتِى / مُتَطَرِّقاً ذا جُرأَةٍ وَدَلالِ
وَيَكُونُ ذِكرِى بَينَهُنَّ تَلاحِياً / حَذَرَ العِدَى إِلاّ وَهُنَّ خَوَالِى
زَعَمَت أُمَيمةُ وهىَ تَعلَمُ غَيرَهُ / أَبِّى شَرَيتُ وِصالَها بِوِصالِ
وَجَعَلتُ أَيّامَ التَّعَاتُبِ بَينَنا / رَصَداً لِيَومِ صَرِيمةٍ فَرِّيالِ
وَأَبِي أُمَيمَةَ ما تَخَوَّنَ حُبَّها / قِدَمٌ وَلا بَدَلٌ مِنَ الأَبدَالِ
أََأَخُونُ مِن بَعد الموَدَّةِ والهَوى / خُلُقي إِذَن كَخَلائِقِ الأَنذالِ
أََأَخُونُ مِن بَعد الموَدَّةِ والهَوى / كَلا وَربِّ مُحَمَّدٍ و بِلالِ
أَهلَ المَوَدَّةِ أَبتَغِى شَمَتَ العِدَى / كَلاّ وَرَبِّ الطُّورِ و الاَنفَالِ
وَلَقَد أُعَلِّلُ فَوقَ مَيسٍ قاتِرٍ / وَأَمِيسُ فَوقَ جُلالَةٍ شِملالِ
صَحبى بِذِكرِكِ والمَطىُّ كأَنَّهُ / بِالقَومِ فِى سَدَفِ الظَّلاَمِ سَعَالِى
أَسرِى إِذا أُمسِى بِكُلِّ سَمَيدَعٍ / عَارِى الأَشاجِعِ مُنهِجِ السِّربالِ
مُتَضَمِّنِينَ صُدورَها تَحتَ الدُّجَى / عَسفاً بلا نَجمِ ولا بِقدالِ
آباءِ آباءُ المَكارِمِ وَالعُلَى / وَالمُتلِفُونَ مُجَمَّعُ الأَموَالِ
وَالضَّاربُونَ بِكُلِّ أَخضَرَ قاطعٍ / لَينِ المَهَزِّ قَلانِسَ الأَبطالِ
ثمَّ اكتَهَلت وكادَ يَفطُرُ ناجِذِى / جَعَلَت تَصُدُّ البُزلُ حَولَ نِزَالى
وتَرَى المَقاحِمَ شُرَّداً مِن زَأرَتِى / هَربَ الثَّعَالِبِ مِن أَبِى الأَشبالِ
ذَرنِى وَأَقوَاماً صَلُوا بِعَداوَتِى / إِنَّ الشَّقِىَّ بِحَربِ مِثلىَ صالِى
دَعَوتُ إِلهَ النَّاسِ عِشرِينَ حِجَّةً
دَعَوتُ إِلهَ النَّاسِ عِشرِينَ حِجَّةً / نَهاراً وَلَيلا فِى الجَمِيعِ وَخالِيا
بِأَن يَبتَلِى لَيلَى بِمِثلِ بَلِيَّتِى / فَيُنصِفَنِى مِنهَا لِتَعلَمَ حالِيَا
فَلَم يَستَجِب لِى اللهُ فِيهَا وَلَم يُفِق / هَواىَ وَلكِن زِيدَ حَتَّى بَرانِيَا
فَيَا رَبَّ حَبِّبنِى إِلَيها وَأَشفِنِى / بِها أَو أَرِح مِمَّا يُقاسِى فُؤَادِيَا
يَا لَلرِّجالِ هَوَى أُمَيمَةَ قاتلى
يَا لَلرِّجالِ هَوَى أُمَيمَةَ قاتلى / بَعدَ الجَلاَلةِ وَالشَّفِيقِ العاذلِ
وحوادثٍ تُسلِى المُحِبَّ عَنِ الهَوى / وَنوائِبٍ عَذَّبنَنَا وَشَواغِلِ
وَتَجارِبٍ منها فأَحلَى قَائلٍ / بِلِسانِهِ قِيلاً وَأَمطَلُ مَاطلِ
أَأُمَيمُ هَل أُخبِرتِ مَتبولاً بَكَى / مِمَّا تَضَمَّنَ مِن هَوىً لِلتّابِلِ
أَو تَعلمينَ هُدِيتِ مِن صافٍ لهُ / وُدُّ الكِرَامِ وَلاَ يَجُودُ بِنائلِ
وَزَعَمتِ أَنِّى منكِ أَهلُ كَرَامةٍ / فَرَجَوتُهُ أملَ الحَيا في قابِلِ
ولقد صَحِبتُكِ لو جَزَيتش مَوَدَّةً / وخَلائقاً لَيسَت بذَاتِ غوَائلِ
عَاماً فَعاماًُ ثُمَّ آخَرَ ثالثاً / فَبَلَوتُ ذلكَ مثلَ قِيلِ الباطلِ
وَعداً كَبارقِ خُلَّبٍ لِسمائِهِ / سُدٌّ وأكذَبُ مَنظَراً لِلخائلِ
أَيّامَ أَضمَر مِن تَذُكُّرِكِ الحَشا / فى غَمرَةٍ مِن لَهوِنَا وَغَياطِلِ
شَغَفَا تَأوَّبُنِى إِلى خَطَرَاتِهِ / مُطَواءُ ذاتُ هَماهِمٍ وَمَلائلِ
وَكَذاكَ سَكراتٌ تُخايِلُ لِلفَتى / ما ليسَ للصّاحِينَ بالمُتَخَايِلِ
قالت أَمَيمَةُ قَد وَعَدنَكَ نِسوَةٌ / مَلقىً وهُنَّ قَرَائِبى وخَلاَئِلى
فاضرِب لَنَا أَجَلاً فقد أَبرَمنَنى / يُعقِبنَ بَعَ رَسائلٍ بِرسائلِ
فَهَمَمتُ أَن أَنأَى وقُلتُ يَعِبنَنِى / حَسداً لها وتحَمُّلاً لوَسائلى
وعَلِمتُ أَنِّى إِن صفالي عِندَها / وُدٌّ فَلَيسَ لِقِيلِهِنَّ بِزَائلِ
إِن عِبنَنى حَسَداً لها عَلِمَت بِهِ / طِبًّا بِهِنَّ وهُنَّ غَيرُ غَوافِلِ
وَجَعلتُ مَوعِدَهُنَّ لَيلةَ أَسعُدٍ / مَلقَى المُحِبِّ عنِ الغَيورِ الغافلِ
حَتّى إِذا وافَيتُ لا بِمُقَصِّرٍ / عمّا رَقَبنَ لهُ ولا بالعاجِلِ
وافَيتُ مَجلِسَ بُدَّنٍ قُطُفِ الخُطا / هِيفِ البُطُونِ ذَواتِ شَطبٍ كاملِ
يَبسِمنَ عَن بَرَدٍ أَحَمَّ رُضَابُهُ / كالشَّهدِ لارَصِفٍ ولا مُتَتثَاعِلِ
يَفتَرُّ رَوضَ حَنَاتِمٍ صَيِفيَّةٍ / بَينض الدُّجَى وغُروبِ كلِّ أصائلِ
عَجَباً لِبَهجَةِ ذاتِ دَلٍّ فَضلُها / بادٍ وهُنَّ ذَواتُ دَلٍّ فاضلِ
لمّا ترَاجَعنا الحَدِيثَ نَكُفُّهُ / بالخَفضِ بعدَ تَحِيَّةٍ وَتَسَاؤلِ
والمُقتَراتِ مِنَ الكلامِ ولم يَكُن / بِتَجارُمٍ جِدّاً ولا بِتَباذُلِ
صافَحنَنِى بنَواعِمٍ مَخضُوبةٍ / شِبهِ النَّباتِ مِنَ النَّقا المُتَهايِلِ
يانِعمَ ذلك مَجلِساً ولُبانةً / لو كانَ يَومُكَ لَيلُهُ يَتَطاوَلُ
طَرِبَ الفُؤَادُ إِلى نُواحِ حَمائمٍ / لا يَرعَوِينَ إِلى حَزِينٍ واجِلِ
نَجَّمنَ أَنواءَ الرَّبيعِ بجانبٍ / خِصبٍ فساكنُهُ بعَيشٍ باجِلِ
والصَّيفَ حَتَّى استَنَّ فوقَ مِتانِهِ / وَهَجُ السَّمائمِ بالمَسِيلِ الحافلِ
وجَرَى السَّرابُ عَلَى الحِدابِ كأنَّهُ / مَوجٌ يُرَجِّعُ فى جُنُوبِ السَّاحلِ
ثُمَّ اقتَرَبنَ إِلى المَناهِلِ وانقَضى / زَرعُ المَصِيفِ مِنَ البُطُونِ الضّاهِلِ
حتَّى إِذا وَقَعَ الخَرِيفُ لمسولٍ / فَلِذِى قِضِينَ إِلى بَياضِ جُلاجِلِ
قَرَّبنَ لِلأحمالِ كلَّ مُضَبَّرٍ / كالقَصرِ فَعمِ المَنكِبَينِ قُنابِلِ
نَهدِ المِلاطِ جُراشِعٍ حَيزُومُهُ / جَثلُ الضُّلُوعِ شَدِيدُ شَعبِ الكاهلِ
عَيرانةٍ هَمَلضت وَظاهَرَ نَيَّها / عُشبٌ تَجَثَّلَ مِن رَبيع هاطِلِ
حتّى إِذا خَشَّعنَها بِأَزِمَّةٍ / مِن صُنعِ ماهِرةِ الأَكفِّ جَوادِلِ
وَارَينَ عَرضَ جِسامِهِنَّ وطُولَهَا / بِمُحَبَّرٍ مِن رَقمِهنَّ غُدَافِلِ
وَعَلَونَهُنَّ بِكُلِّ أَحوَى قاتِرٍ / كالطِّرفِ لا جافٍ ولاَ مُتَضائِلِ
بمُحَجَّبٍ بالأُرجُوانِ مُقَنَّعِ / بالرَّيطِ رَهّافِ السَّدِيفِ مُخايلِ
حتى إِذا هَيَّأنَ أَحسَنَ مَنظَرٍ / حالاً بلَ عُنفٍ وَلاَ بِتَوَاكُلِ
فَوقَ الجِمالِ تَبَوَّأَت أَخدَارَهَا / خُرُدٌ مِلاَحُ الدَّلِّ غَيرُعَوَاطِلِ
مِن كُلِّ بَهكَنَةٍ يَجُولُ وشاحُها / عَن خَصرِهَا وَالخَصرُ لَيسَ بجائلِ
رُعبُوبةٍ نَفحُ العَبِيرِ بِجَيبِهَا / عَبِقٌ وَلاَ تَصِلُ المُحِبَّ بِطَائِلِ
إِلاّ بعَلَّ و سَوفَ قِيلٌ بعدَهُ / خُلفٌ وَلَيسَ خَيالُها بِمُزَايلى
هذا وَخَيرٌ مِدحَةٌ لِمُمَدَّحٍ / بِفَضَائلٍ مَعدُودَةٍ وَنَوَافلِ
لِفَتَى مَعَدٍّ ذِى الوَفاءِ بعَهدِهِ / وأخِى السِّياسَةِ والقَضاءِ الفَاصِلِ
والمُنتَضِى لِنَكالِ مَن شَقَّ العَصَا / يومَ التَّزَايُلِ بالوَشِيجِ الذَّابل
وَاعصِ العَوَاذِلَ وَاقرِهَمًّا ضَائفاً / منعَ الرُّقَادَ نَجَاءَ حَرفٍ بازِلِ
يا مَعنُ يابنَ كِرَامِ مَن وَطِىءَ الحَصَى / إِلاّ النُّبُوَّةَ ثُمَّ أَكرَمَ وَائلِ
حَسَباً وَأَكرَهَهُم إِذَا حَمِىَ الوغَى / بَأساً وَأَصبرَهُم لِحَقِّ نازلِ
وَأَشَدَّهُم دَفعاً وَأَخلَصَ وَائلٍ / نَفعاً وَأَطوَلَهُم مَناطَ حَمائلِ
كَم مِن أَمِيرِ كَرِيهةٍ مِمَّن طَغَى / ومُقَّنَّع شاكِى السِّلاَحِ مُباسِلِ
ضَارٍ بأَسلاَبِ الفَوارِسِ مُعلِقٍ / نَفعاً تَحَرَّبَهُ بِصَدرِ العاملِ
أَشعَرتَ نافِذَةً تَجِيشُ بناحطٍ / زَبدٍ مُعاندُهُ وآخَرَ سائلِ
وَرمَيتَ ذَا يَمَنٍ بشَيبَانِيَّةٍ / طَحَنَت جَنَاجِنَ مَن طَغَى بِكَلاَكِلِ
وَوَطِئتَ عَسكَرَ كُلِّ ثَغرٍ حَازَهُ / أَهلُ المَخَبَّةِ وِطأَةَ المُتَثَاقِلِ
وَمُشَرَّدٍ خَافَ العَدُوَّ بِجَانبٍ / وَالجَورَ مُنقَطِعٍ إِلَيكَ مُوائِلِ
آمَنتَ خِيفتَهُ وَيَومِ كَرِيهةٍ / فَرَّجتَ غُمَّتَهَا فَكَم مِن قائلِ
إِنَّ الوُفُودَ مِنَ القَبَائلِ كلِّهَا / مِمَّن تَضَعضَعَ مالُهُ والخاملِ
طَلَبُوا نَدَى مَعنٍ فَأوثَقُ رَاحِلٍ / بِنَجَاحِ حاجَتِهِ وَأَحمَدُ قَافلِ
سَمحُ المَوَدَّةِ فى العَطاءِ حَرِيمُهُ / عِندَ الثُّرَيّا مِن يَدِ المُتَناوِلِ
مَا اليَمُّ مِن بَحرِ الفُرَاتِ إِذا طَمَى / بِالسَّيلِ بَينَ جَدَاوِلٍ ومَحافِلِ
بأَعَمَّ نَفعاً مِن نَدَاكَ لِمَن بَغَى / فَضلاً وَاثمَلَ لِلضَّعِيفِ العائلِ
لَولاَ رَجَاؤُكَ لَم أسِر مِن بِيشةٍ / عَرضَ العِرَاقِ بِفِتيَةٍ وَرَواحِلِ
كَم قَد قَطَعنَ إِلَيكَ مِن دَاوِيَّةٍ / سَهلٍ يَظَلُّ دَلِيلُهَا كَالجاهِلِ
مَوصُولةٍ بِتَنائفٍ مَوصُولةٍ / أَقطَارُهُنَّ بِسَبسَبٍ مُتَماحِلِ
وَزَمَانِ آفاتٍ قَطَعنَ تمادِياً / وَخَبَبنَ فى الحزّانِ ذَاتَ هَزَائلِ
يابنَ الغَطَارِفَةِ الذِينَ سَمَت لهم / قُلَلٌ ذَوَاتُ أُرومةٍ وَعُدَامِلِ
ثَبتَت رَوَاسِيها وَزَانَ فُرُوعَها / فَضلٌ يمنّعُ مِن تَعَاطِى الحاصِلِ
حَقِّق فِدَاكَ أبى مَغِيظةَ حاسِدِى / وَسُرورَ مُعتَرٍّ لسَيبِكَ آملِ
لجمال مُنقَلَبٍ بزَعمٍ ناظرٍ / لِنَدَاكَ إِنَّكَ ذُو ندىً وَفَوَاضِلِ
يُقُولُونَ مَجنُونٌ بِسَمراءَ مُولَعٌ
يُقُولُونَ مَجنُونٌ بِسَمراءَ مُولَعٌ / نَعَم زِيدَ فى حُبّى لهَا ووَلُوعِى
وَإِنّى لأُخفِى حُبَّ سمرَاءَ مَوهِناً / وَيَعلَمُ قَلبِى أَنَّهُ سَيَشِيعُ
أَظَلُّ كأَنّى واجمٌ لِمُصِيبةٍ / أَلَمَّت وَأَهلِى سالِمُونَ جَمِيعُ
ولا خَيرَ فى حُبٍّ يكونُ كأَنّهُ / شَغَافٌ أَجنَّتهُ حَشاً وَضُلُوعُ
إذا لَم يكُن فيهِ ثَنَاءٌ مُحَبَّرٌ / وَمُطَرَّحٌ قَولُ الوُشَاةِ مَنِيعُ
متى الدَّينُ يا أُمَّ العَلاءِ فقد أَنَى
متى الدَّينُ يا أُمَّ العَلاءِ فقد أَنَى / أَنَاهُ مُؤَدَّىً للغَرِيمِ المُطالبِ
لقد طالما استَنسَأتِ إِمّا لِتَظلمِى / وإِمّا لتُرضِى بالقَليلِ المُقاربِ
لقد زَعَم الواشونَ أَنِّى صَرَمتُهَا / وكلُّ الذى عدُّوا مَقالةُ كاذبِ
وكيفَ عَزاءُ النَّفسِ عنها وحبُّهَا / يزيدُ إِذَا ما رثَّ وَصلُ الكَواعِبِ
أَما يَستَفِيقُ القَلبُ إِلاّ انبَرى لَهُ
أَما يَستَفِيقُ القَلبُ إِلاّ انبَرى لَهُ / تَوَهُّمُ صَيفٍ مِن سُعادِ وَمَربَعِ
أُخادِعُ عَن أَطلالِها العَينُ إِنَّهُ / مَتَى تَعرِفِ الأَطلالَ عَينُك تَدمَعِ
عَهِدتُ بِها وَحشاً عَلَيها بَرَاقِعٌ / وَهذِى وُحُوشٌ أصبَحَت لَم تَبَرقَعِ
وَجَدتُ بها وَجدَ المُضِلِّ بَعِيرَهُ
وَجَدتُ بها وَجدَ المُضِلِّ بَعِيرَهُ / بمَكَةَ وَالحُجّاجُ غادٍ ورَائحُ
وَجَدتُ بها مَا لَم تَجِد أُمُّ وَاحِدٍ / بِوَاحدِها تُطوَى عليهِ الصَّفائحُ
وَجَدتُ بها ما لَم يَجِد ذُو حَرارَةٍ / يُرَاقِبُ جُمّاتِ الرَّكِيِّ النَّزَائحِ
أَبَيتِ بِأَلا تَرثَئى لي فكيفَ لي / بأَن تَنظُرِى بَينَ الحَشا وَالجَوانِحِ
فَتُخبِرَكِ العَينَانِ عَن قَلبيَ الَّذِى / مَلِلتُ به لا كالقُلوبِ الصَّحائحِ
خَلِيلىَّ هَل مِن حِيلَةٍ تَعلَمانِها
خَلِيلىَّ هَل مِن حِيلَةٍ تَعلَمانِها / تُسَكِّنُ وَجدِى أَو تُكَفكِفُ مَدمَعَا
وَهَل سَلوَةٌ تَسلِى المُحِبَّ مِن الهَوَى / وَتَترُكُ مِنهُ ساحَةَ القَلبِ بَلقَعَا
فَقالاَ نَعَم طَىُّ الفَيافِى وَنَشرُها / إِذا اجتَذَبا حَبلَ الغَرامِ تَقَطَّعَا
وَلَيسَ كَمِثلِ اليَأسِ يَدفَعُ صَبوةً / وَلاَ كَفُؤَادِ الصَّبِّ صادَفَ مَطمَعَا
إِذا القلبُ لَم يَطمَع سَلاَ عَن حَبِيبِهِ / وَلَو كانَ مِن ماءِ الصَّبابةِ مُترَعَا
فَجَرَّبتُ ما قَالُوا فَلَم أَلقَ راَحضةً / فَأَيقَنتُ أَنَّ القُربَ ما زَالَ أنفَعَا
وَقَد زَعَما أَنَّ الهَوَى يُذهِبُ الهَوَى / وَما صَدَقَا فِى القَولِ حِينَ تَنَوَّعَا
وَلَيسَ شِفاءُ الصَّبِّ إِلاّ حَبِيبَهُ / وَإِن لَم يَصِل كانَ التَّجاوُرُ اًنفَعَا
تَجارِيبُ مَن قَاسَى الهَوَى فِى شَبابهِ / وَلَم يَسلُ عَنهُ أَشيَبَ الرَّأسِ أَنزَعَا
هَاجَكَ البَرقُ اليَمَانِى مَوهِناً
هَاجَكَ البَرقُ اليَمَانِى مَوهِناً / فَلَهُ نَومُكَ تَغميرٌ سُهُد
رَاحَ للعَينِ بأَعلَى رَاحةٍ / لِجِنابٍ حَبَّذَا ذَاكَ البَلَد
فَشَرَى بَدرٍ فَجنبَى مَرمَرٍ / ثَمَّ أَدنَى عَهدِ مَن كُنّا نَوَد
فَالنَّوى هَيهات هَيهَات بِهَا / آخِرَ الاَيّامِ مَا دَامَ الأَبَد
دَارُ هِندٍ نِيَّةٌ شَطَّت بِهَا / آخِرَ الأيّامِ مَا دَامَ الاَبَد
دارُ دُنيَا نِيَّةٌ رُدَّت لَنا / هَل لِمَا فَاتَ مِن الدُّنيَا مَرَد
أَم هَلِ القَلبُ الَّذِى يَعتَادُهُ / خَطَراتُ الذِّكرِ مِنهَا وَالكَمَد
ذَاهِلٌ يَاساً فَما مِن مَطلَبٍ / بَعدَ مَا فَاتَ لِمَا كُنتَ تَعِد
إِلى اللهِ أَشكُو لا إِلَى النّاسِ أَنَّنِى
إِلى اللهِ أَشكُو لا إِلَى النّاسِ أَنَّنِى / قَرِيبٌ وَأَنَّى حاضِرٌ لا أَزورُهَا
وَأَنِّى إِذا ما جِئتُ بَيتَكِ أَرشَقَت / إِلىَّ بَصِيراتُ العُيُونِ وَعُورُهَا
وَإِنِّى لأَرضَى مِنكِ يا لَيلَ بِالذِى
وَإِنِّى لأَرضَى مِنكِ يا لَيلَ بِالذِى / لَوَ أبصَرَهُ الواشِى لَقَرَّت بَلابِلُه
بِلا وبِأَن لا أَستَطِيعُ وبِالمُنَى / وَبِالوَعدِ والتَّسوِيفِ قد مَلَّ آمِلُه
وَبِالنَّظرَةِ العَجلَى وَبالحَولِ تَنقَضِى / أَواخِرُهُ لا نَلتَقِى وَأَوائلُه
أَلا لَيتَنا كُنّا طَرِيدَينِ فِى دَمٍ
أَلا لَيتَنا كُنّا طَرِيدَينِ فِى دَمٍ / يُطالِبُنا قَومٌ شَدِيدٌ تُبُولُها
فنَخفَى عَلَى حَدسِ العَدُوِّ وَظَنِّهِ / ويُحرِزُنا عَرضُ البِلادِ وَطُولُهَا
أَحَقاً عِبادَ اللهِ أَن لَستُ رَائياً
أَحَقاً عِبادَ اللهِ أَن لَستُ رَائياً / سَنامَ الحِمى أُخرى اللّيَالى الغَوَابرِ
كأَنَّ فُؤَادِى مِن تَذكُّرِهِ الحِمى / وَاَهلَ الحِمى يَهفو بِهِ رِيشُ طائرِ
يُقُولونَ لَيلَى بِالمَغِيبِ أَمِينَةٌ
يُقُولونَ لَيلَى بِالمَغِيبِ أَمِينَةٌ / لَهُ وَهوَ راعٍ سِرَّهَا وَأَمِينُهَا
فإِن تَكُ لَيلَى استَودَعَتنِى أَمَانَةً / فَلا وَأَبِى لَيلَى إِذن لا أَخُونُها
أَأَرضِى بلَيلَى الكاشِحينَ وَأَبتَغِى / كَرَامَةَ أَعدَائِى بِهَا وأُهِينُهَا
مَعَاذَةَ وَجهِ اللهِ أَن أُشمِتَ العِدَى / بِلَيلَى وَإِن لَم تَجزِنى مَا أَدِينُهَا
وَأُعرِضُ عَن أُمِّ البَخِيلِ وَاَتَّقِى / عُيُونَ العِدَى حَتّى كأَنّى أُهِينُها
وَفِي القَلبِ مِن أُمِّ البَخِيلِ ضَمانَةٌ / إِذا ذُكِرَت كادَ الحَنِينُ يُبِينُها
أَتَتَنَا بِرَيَّاهَا جَنُوبٌ مُرِبَّةٌ / لَها بَردُ أنفاسِ الرِّيَاحِ وَلِينُها
مِنَ المُشرَباتِ المُزنَ هَيفٌ كأنَّها / بِمِسكٍ وَوَردٍ وَهىَ لُدنٌ مُتُونُها
تَطَلَّعُ مِن غَورَينِ غَورَى تِهَامَةٍ / بِريحِ ذَكِىِّ المِسكِ فُضَّ حَطِينُها
يَحِنُّ لَها العَودُ الرَّذِىُّ صَبَابَةً / وَيَجرِى قَرَارَ المَاءِ خَصراً بُطُونُهَا
بأَهلى وَمالى مَن بُليتُ بِحُبِّهِ
بأَهلى وَمالى مَن بُليتُ بِحُبِّهِ / وَمَن حَلَّ فِى الأَحشَاءِ دَارَ مُقَامِ
وَمَن وَجَلالِ اللهِ حَلفَةَ صَادِقٍ / بري حُبُّهُ لَو تَعلَمينَ عِظامِى
وَإِنّي لَيثنيني وما بى جَلادَةٌ / عَنَ آتيكِ أقوَامٌ عَلَىَّ كِرامُ
مَخافةَ أن تَلقَي أذىً أو يُفيدَنى / هَوَاكِ مَقاماَ لَيسَ لى بِمَقَامِ
يقولونَ قد أمسى وبَلَّ وَقَلّمَا / أُبِلَّنَّ أو يَعتَادَ مِنكِ سَقامِى
فلمّا رَأَيتُ النّاسَ فيكِ وَأَصبحُوا / أَعادِىَّ لَم يُردَد عليكِ سَلامِى
علِمتِ الَّذِى يُرضِى العِدَى فَاَتَيتِهِ / كأن لَم يَكُن مِنّا ذِمامُ
فإن كُنتِ تَجزِينَ المُحِبَّ بِحُبِّهِ / أمَيمَ فَقَد وَاللهِ طالَ هُيامِى
وَإِلا فُردِّى العَقلَ مِنّى وَسَلِّمِى / إِليَّ فُؤَادِى وَاذهَبى بِسَلاَمِ
وِصالُ الغَوَانى بعدَ ما قَد اذَقتِنى / عَلَىَّ إِذا أَبلَلتُ مِنكِ حَرَامُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025