المجموع : 40
نحن بالأمر الإلهي
نحن بالأمر الإلهي / كأنابيب المياه
صور نحن خلقنا / هكذا للإنتباه
فإذا عنا غفلنا / فيه كنا كالشياه
وجمدنا مثل ثلج / ناله برد التلاهي
فتحقق ثم ذب في / حرِّ نفي الإشتباه
نحن خلق نحن أمر / نحن تقدير الإله
نحن لا شيء ولكن / نحن حكم الحق باهي
نتبدَّى مثل برق / لامع في العين زاهي
ثم نخفى ثم نبدو / بأمور ونواهي
لمتى عينك عميا / لمتى قلبك ساهي
خلِّ عنك الطبع واسلك / في هدى غرِّ الجباه
مثل القوم الذي ما / أن له قط تناهي
فسوى ذلك جهل / وضعيف القول واهي
غزال ذاك الحمى صبري قضى فيه
غزال ذاك الحمى صبري قضى فيه /
هيهات يخلص قلبي من أياديه /
بالله يا سائق الأظعان في التيه /
حيِّ الملاعب من سلع وواديهِ / وحيِّ سكانه وانزل بناديهِ
سمعي الذي صار يوم البين سمعَهمو /
وقد وجدت بعين الضر نفعَهمو /
قف بالأجارع أصلي صار فرعَهمو /
وانشد فؤادي إذا عاينت ربعَهمو / بين الخيام فقد خلفته فيه
أواه لم تبق لي روحي ولا بدني /
يا سائق الظعن بل كلي عليه فني /
هي المنازل كن فيها ولا تَكُنِ /
واذكر هنالك أشواقي وصف شجني / وقل عليل هواكم من يداويه
أنا المسمى على وهمٍ بعبدِكمو /
والوجد مني إليكم عين وجدِكمو /
وحقكم لي لقاكم محض فقدِكمو /
يا جيرة الحي قد جرتم ببعدِكمو / على فتى قربكم أقصى أمانيه
كم في هواكم أبان الشوق نيَّتَهُ /
للغير حتى طوى كل طويَّتَهُ /
كل الهويات قد صارت هويَّتَهُ /
يكاد من بعدكم يقضي منيَّتَهُ / لولا تدارك طيف الحلم يأتيه
لم ألق في الكون شيئاً قط يعجبني /
ما لم أراه بكم منكم لدي بني /
وسر طلعتكم يا ساكني بدني /
أحنُّ شوقاً إلى الوادي فيطربني / نوح الحمام سحيراً في نواحيه
كم روض أنسٍ بكم شُقَّت كمائمُهُ /
فهيجت بشذا الذكرى نسائمُهُ /
وغصن نشأة كوني كم أداومُهُ /
ويعتريني إذا ناحت حمائمُهُ / وجدٌ يذوب الحشى من ذكر أهليه
لمتقي هذه الدينا وفاجرها /
حالات صدق لباغيها وهاجرها /
يا سعد خذ حالتي من بذل حاجرها /
إن فاض ماء دموعي من محاجرها / لا تشرب الماء إلا من مجاريه
ردني الله إليه من سواهُ
ردني الله إليه من سواهُ / بالذي شاء فلا أحصى ثناهُ
وتولاني فلا حول ولا / قوة مع حول قلبي وقواه
وأنا أستغفر الله هنا / من مقامي إن أرى فيه سواه
يا وجوداً أنا فيه عدم / طبق تقديرك لي ناديت يا هو
لا تدعني بالسوى مشتغلاً / عنك لي عز من الغير وجاه
انا محفوظ ومحفوظ وإن / صلف الكلُّ على حالي وتاهوا
وأنا الملحوظ بالعين التي / هي عين العين ما فيها اشتباه
فتنكب أيها العاذل عن / لوم صبٍّ ذاب عشقاً من صباه
حقيقة الكل روح الله يهديها
حقيقة الكل روح الله يهديها / لبعضها البعض تلبيساً وتمويها
فانظر لنفسكْ وحقق من يسويها / ووجهة قل لكلٍّ هُوْ مولِّيها
هي قامت بنفسها لذويها
هي قامت بنفسها لذويها / ليس في كاسها ولا الكاس فيها
خمرة تذهب العقول وتفني / كل شيء لكل من يجتليها
هاتها يا نديم واترك سواها / فسواها هي التي تفنيها
لا تقل أنها هي الكون جهلاً / إنما الكون نشو أمر يليها
أمرها كن فكان عند سواها / وسواها إثباته ينفيها
ليس معها شيء ومع كل شيء / هي فافهم إن كنت شهماً نبيها
هي تهدي بها لها من أرادت / فتزيل التكييف والتشبيها
وتضل الذي أرادت فسلم / أمرها فيك والزم التنزيها
واتبع الشرع مذعناً وتوسّل / بعباداتها التي ترتضيها
لا يريك الحق المبين سواها / خل عنك الجدال والتمويها
قم بها دائماً عليها وجاهد / صادقاً في القيام تدنو إليها
فتراها بها ولا أنت معها / إنما أنت كالحجاب عليها
وهي ليست محجوبة فتحقق / بالفنا في البقا وأنت لديها
لك نصحي بذلت إن كنت ممن / وفقته أن يقبل النصح فيها
لا تظن التوحيد بالعقل مقبو / لاً وحاذر تصرْ بذاك سفيها
نَعَمِ العقل كان للشرع أصلاً / بينما الشرع فيها صار بديها
ثم أغنى بحكمه الشرع عنه / حيث أن التوحيد بالعقل عيها
وهو شرك إذا تأملت فيه / قد خفي عنك فاطلب التنبيها
إن توحيد كل عقل إذا لم / يك بالشرع لا يكونُ وجيها
مثل إبليس وحَّد الله عقلاً / تاركاً أمر ربه تشويها
ليس توحيده الإله بمقبو / ل ولو كان فيه حبراً فقيها
حيث عن أمر ربه حاد فسقاً / وعلى ما نهاه كان شريها
فهو زنديق كل شرع فحاذر / صفة فيه لم يزل يقتفيها
قائلا إنني لغيرك لا أس / جد طعناً في الأمر عجباً وتيها
مثل ما قالت الزنادقة الشر / ع لمن كان غافلاً تمويها
يدعون التوحيد توحيد إبلي / س يرون الأحكام شيئاً كريها
فعليهم طول المدى وعليه / لعنة الله إن ونت قيل إيها
كيف أخشى من اللعين اللاهي
كيف أخشى من اللعين اللاهي / وأنا في حمايةٍ من إلهي
أنا قطمير سادة أهل كهف ال / غيب آووا إليه دون تلاهي
ينشر الله رحمة ويهيئ / لهمو مرفقاً من الأمر باهي
ليس يخشون من غواية دقيا / نوس غيراً لمن يراه مضاهي
مؤمناً لم أزل بهم وبما قد / جاء عنهم قطعاً بغير اشتباه
باسطاً بالوصيد مني ذراعي / ن لساناً والقلب للإنتباه
فعسى الله أن يمن علينا / بلحاق بهم بعزٍّ وجاه
هم رجال الله الذين اصطفاهم / وحماهم من الدها والدواهي
لم تزل نعمة الإله عليهم / تتوالى لهم بغير تناهي
وعليهم يدوم رضوان ربي / ما استهل السحاب بالأمواه
يا نسيم الحي عني
يا نسيم الحي عني / بثَّ ما لا يتناهى
من غرام واشتياق / نحو طه وابن طه
سيد ساد بأصل / وبفرع قد تباهى
دأبه التقوى بها لو / رمت توصيه تراها
وإذا قلت انتبه لم / تر إلا الإنتباها
فهو توفيق إلهيْ / جامع فضلاً وجاها
نسأل الله التباساً / عنه يمحو واشتباها
معدماً من لم يزل ما / لم يكن منه شفاها
فيرى الغير محالاً / ويرى الحق بداها
ويرى الأكوان تفنى / عنده كشفاً تلاها
صانه الله وعما / قد حوى لا يتلاهى
وحباه منه علما / يعدم النفس هواها
وسلام الله مني / دام يلقاه تجاها
قلت للعارف النبيل النبيهِ
قلت للعارف النبيل النبيهِ / خذ كلاماً لا شك عندك فيهِ
لا تظن الخليل قد قال هذا / هو ربي عن كوكب رائيه
أو عن الشمس أو عن القمر البا / زغ حاشاه من ضلال يعيه
إنما قال ذاك عن ملكوت / قد أراه الإله للتنبيه
ومن الموقنين صار كما قا / ل لنا الله عنه إذ يصطفيه
واقرأ الآية التي ذاك فيها / وتأمّل بالفهم ما تأتيه
تجد الأمر واسمه ملكوت / أمر رب عن الجميع نزيه
ولذا كان قائلاً لا أحب ال / آفلين الخلق الذي يعنيه
بل أحب الأمر الذي هو قيو / م عليهم كما أشير إليه
وهو علم الإشارة الإرث مما / جاءت الأنبيا به تقتفيه
قد ورثناه عن شيوخ كرام / بالأسانيد عن نبي نبيه
دعوة الحق للخليقة طراً / لا بكيف لها ولا تشبيه
فانقلوها عنا إلى من أردتم / بمعاني التسبيح والتنزيه
وكذاك الأصنام صارت جذاذاً / بيد منه غيرة تعتريه
ثم من بعد قال إلا كبيراً / علَّهم يرجعون عنهم لديه
وكبير الأصنام رب محيط / أمره بالورى كما ينويه
وبعيد عنه يقول عن الأص / نام إلا كبيرهم يعليه
وهو إبراهيم الخليل صلاة / مع سلام من الإله عليه
فاسألوهم ولم يقل فاسألوه / حيث كانوا عنه لفي تمويه
هكذا فافْقَهِ الكلام وإلا / فاترك الحق عند شيخ فقيه
إنني قائم بأمر اللهِ
إنني قائم بأمر اللهِ / لا أبالي بما يقول اللاهي
هو يبغي دعوى الوجود لشيء / وأنا لا وجود لي في انتباه
صدق الله كل شيء سواه / هالك دون مرية واشتباه
لي إليه إضافةٌ وانتساب / ولهذا أُدعى بعبد الله
فوجودي الذي ترون له لا / هو لي قد أعارنيه إلهي
فله الحمد أولاً وأخيراً / أمد الدهر دون شوب تناهي
صبغة الله وجود اللهِ
صبغة الله وجود اللهِ / صابغٌ ذاكره واللاهي
والبرايا عدمٌ أجمعهم / بثبوت دون علم الله
قف قليلاً وتأمل أنت في / كل وقت كائن يا ساهي
بالتجلي لك تبدو خلقة / ثم تخفى ليس تدري ما هي
بارق يلمع قد ظن له / وقفة من لبسة الأشباه
هو خلق الله أي تقديره / ظاهر بالأمر أمر الله
ثم أمر الله قل واحدة / مثل لمح البصر الأوّاه
هذه حالة عبدٍ آمرٍ / من أولي الأمر وعبد ناهي
يا من تقاصر شكري عن أياديه
يا من تقاصر شكري عن أياديه / وكلَّ كلُّ لسان عن معانيه
وجوده لم يزل فرداً بلا سبب / علا عن الخلق دانيه وقاصيه
لا قهر يلحقه لا عون ينصره / لا حصر يجمعه لا قطر يحويه
جلاله أزلي لا زوال له / وملكه دائم لا شيء يفنيه
فهذه هذه الأبيات أربعة
فهذه هذه الأبيات أربعة / أتت إلينا لإيقاظ وتنبيه
رؤيا رآها لنا عبد يخاطبنا / بلفظها صالح من غير تمويه
حق يطابق حقاً عند عارفه / حقيقة هو منا ظاهر فيه
فالحمد لله حمداً منه عنه له / مدى الزمان ولا شيء يكافيه
نقطة النفس فوق عين الإلهِ
نقطة النفس فوق عين الإلهِ / صيرتها غيباً بحكم اشتباه
فهو عين بنقطة النفس غين / حائل بين شمس نور الله
فانسب النفس منك لله خلقاً / وافن عنها به ودع كل لاهي
واعرف الخلق هكذا وهو أمر / لمع برق ودم على الإنتباه
لا تعد للجمود ذلك وهم / غالب فيك وهي إحدى الدواهي
يا ابن قومي إني نصحتك فاسمع / قول من كان آمراً وهو ناهي
ظاهراً باطناً به لا بنفسٍ / وتحفَّظ من حب مال وجاه
تكن الكامل الذي هو فرد / جامع غير رتبة غير ساهي
تابع للرسول وارث علم / للنبيين زائد الفضل باهي
وهو الله لا سواه بغيب / ليس تدري به عقول الشياه
أنا معنىً عناني الحقُّ فيه
أنا معنىً عناني الحقُّ فيه / ومثلي كلُّ شيء قول فيهِ
معانٍ كلنا روحاً ونفساً / وأجساماً وذا أمرٌ بديهي
وهذا الحق يعنينا بعلم / قديم نحن معدومون فيه
ألا وهو الوجود الحق فرد / بلا كيف لديه ولا شبيه
فيمحو ما يشاء الحق منا / ويثبت طبق ترتيب لديه
ونحن جميعنا عدم ولكن / يقدرنا فيظهرنا لديه
لذاك تظن أن لنا وجوداً / بعين وجوده الحق النزيه
تعالى الله لا شيء سواه / وضلَّ مقارف الشرك الكريه
ولا أحد يحيط به تعالى / ولا فهم ولا عقل يعيه
متى يهدي بلاغاً عنه عبد / إذا سكت المبلغ قال إيه
ومن يبدو الضلال عليه ينأى / بجانبه فيسقط في يديه
وأهل الله كل فتى كريم / نبيلٍ ذي سيادات نبيه
إذا وقع الجهول بنا دحاه / وأعرض عن مقالات السفيه
وماذا تبتغي السفهاء منا / على جهل بإعجاب وتيه
ونحن أولوا العلوم بصدق عزم / لدى الأشياخ عن وجه وجيه
يظل وحيدنا يروي المعالي / هنا عن جده أو عن أبيه
ولم يدنس له نسب بكفر / إذا ما الأمّ تظهر تزدريه
له القلب السليم ولم يحل عن / طريقة ذي التقى الثقة الفقيه
لنا الدرة البيضاء والعلم والجاهُ
لنا الدرة البيضاء والعلم والجاهُ / وقلبي ترقيه إلى الله ألجاهُ
ولولاه ما كنا ولولاه لم نكن / ولولاه ما قلنا له عنه لولاه
وجود تجلٍّ وهو ذاتٌ قديمةٌ / منزهة عن كل لفظ ومعناه
له صورة من علمه قد ترتبت / ظهوراً ولا موجود في الكون إلا هُوْ
يقول أب لي قبل كوني مقدم / علي بمحيي الدين ربي سماه
وذلك من نظم لأسماء ربنا / جليلٍ به قد قال قولاً فهمناه
إلا أنني عبد الغنيِّ لذاته / وليس سواه فالمعين هو الله
ما في الوجود سوى الواحدْ هو اللهُ
ما في الوجود سوى الواحدْ هو اللهُ / والكل فيه العدمْ لولاه لولاهُ
ما بال قومي عن التحقيق قد تاهو / أمّا أنا ذلك الموجودْ وأمّا هو
ذاتٌ تبدَّت في بديع حُلاها
ذاتٌ تبدَّت في بديع حُلاها /
مخفية عمن يكون سواها /
وحياةِ من بجمالها نتباهى /
إن التي ملأ الوجود هواها / أصبحت مشغوفاً بمن سوّاها
هي ذات وجه تنجلي في حضرةٍ /
للعاشقين بها الهيام بنظرةٍ /
قال الحجى لا بد لي من نفرةٍ /
فلقد تجلت لي بأحسن صورةٍ / فيها ولم يكن الوجود سواها
أنا لم أزل بين الورى أزهو بها /
وأمد باعي في تناول قربها /
وأقول مع سكرى بخمرة حبها /
من أعجب الأشياء محو محبها / عند الشهود بعرشها وعماها
ذاتي التي هي في الوجود جديدةٌ /
كم مغرم أشقته وهي سعيدةٌ /
إني أنا حلل لها معدودةٌ /
لطفت عن التشبيه فهي فريدةٌ / فيما جلته لنا وفي معناها
يا للهوى من غادة بدويةٍ /
حضرية وهي التي في خفيةٍ /
حرنا فلم نرها بغير منيةٍ /
مع أنها في صورة جسديةٍ / وتَعُزُّ أن تُعْزَى لمن أبداها
نحن الشخوص نلوح في مرآتها /
وهي الوجود لنا بحسن صفاتها /
أواه واويلاه من فتكاتها /
حجبت بصورتها حقيقة ذاتها / فمماتها في صورها محياها
إن تشأ قل أنا وإن شئتَ قل هو
إن تشأ قل أنا وإن شئتَ قل هو / وكذا إن تشأ فقل أنت تزهو
كلهم واحد وجود حقيقيْ / أحدٌ والذي يرى الغير يلهو
وكذا قل هما وإن شئت قل هم / وإذا شئت هنَّ قل ليس تسهو
كل هذا به يشار إلى من / هو في الغيب ما لنا عنه لَهْوُ
بحر نور وبحر ظلمة كون / عند من يعرف الحقيقة رَهْوُ
عدم وهو باطل ووجود / هو حق بدا فقل عنه يا هو
لمن أشتكي ما بي وما بي هو اللهُ
لمن أشتكي ما بي وما بي هو اللهُ / ولا حاكم في الكون إلا هو اللهُ
وما الكون إلا الله والمشتكى له / ومن يشتكي بل كل شكوى هي اللهُ
وما الله إلا غيبهم كلهم بدا / بهم منه والمفعول والفاعل اللهُ
تعالى وجل الله عن كل حادث / وما الله إلا الغيب ذاك هو الله
كما قال في القرآن وهو كلامه / لدينا وإنا معْ لدينا هو الله
هو الأول اللهُ هو الآخر اللهُ / هو الظاهر اللهُ هو الباطن الله
وقرآننا اللهُ الذي هو منزل / بجبريلَ وهو اللهُ نورٌ هو الله
على القلب وهو الله قلبُ محمدٍ / هو الله والأحكامُ فيه هي الله
وهذا هو الله المسمى بجنة / سمواته والأرض جمعاً هي الله
وأما أولوا الإنكار فالكل عندهم / يسمونها الأشياء ليست هي الله
وما الله إلا عندهم ذلك الذي / له صورة في عقلهم أنها الله
وكل الذي في العقل والحس عندهم / فهاتيك غير الله ليست هي الله
هي النار بالأغيار في القلب أوقدت / جهنم يصلاها وموقدها الله
وما ثم إلا جنةٌ وجهنم / فجنتنا الله التي قل هو الله
كما نارهم أغياره أوقدت لهم / فيصلونها والحاكم العادل الله
فإن شئت كن في جنة أو جهنم / فسوف ترى ما قلت عنه هو الله
وتنمحق الأغيار عنك لأنها / هي الباطل الموهوم يمحقه الله
وما الحق إلا الله والكل باطل / كما جاء في القرآن والقادر الله
أخي لمتى هذا الغرور بباطل / تنبه فموت الجهل ذاك هو الله
هو الكل بل لا كل والكل هالك / وفان وهذا كل هذا هو الله
هي الحقيقة كل الكائنات لها
هي الحقيقة كل الكائنات لها / فيها خسارة من عنها تراه لها
هامت بها في السوى كل القلوب ولم / تشعر وقد شغفت في حبها ولها
هوية قد سرت في كل كائنة / من غير ما سريان أمرها اشتبها
هب أنك الغير يا محجوب قمت به / ألم تكن ساعة في الحق منتبها
هذا الوجود به الأكوان قائمة / فحقق الفرق واجمع واترك الشبها
هفا بك البرق من أوج الكثيف فقف / أنت الوميض وعنك الطرف منك سها
هنيت بالوجه عنه الستر مرتفع / وقد أنيل علوماً فيه من فقها
هزمت جيش السوى والنور من قبلي / حتى مسحت به عن ناظري الكمها
هناك زالت رسومي وانمحت سمتي / وعقد كلي على أيدي الوجود وهى
هداية هي محض الفضل قد تليت / آياتها فأرتنا رتبة النبها