القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عبد الغَني النابُلُسي الكل
المجموع : 40
نحن بالأمر الإلهي
نحن بالأمر الإلهي / كأنابيب المياه
صور نحن خلقنا / هكذا للإنتباه
فإذا عنا غفلنا / فيه كنا كالشياه
وجمدنا مثل ثلج / ناله برد التلاهي
فتحقق ثم ذب في / حرِّ نفي الإشتباه
نحن خلق نحن أمر / نحن تقدير الإله
نحن لا شيء ولكن / نحن حكم الحق باهي
نتبدَّى مثل برق / لامع في العين زاهي
ثم نخفى ثم نبدو / بأمور ونواهي
لمتى عينك عميا / لمتى قلبك ساهي
خلِّ عنك الطبع واسلك / في هدى غرِّ الجباه
مثل القوم الذي ما / أن له قط تناهي
فسوى ذلك جهل / وضعيف القول واهي
غزال ذاك الحمى صبري قضى فيه
غزال ذاك الحمى صبري قضى فيه /
هيهات يخلص قلبي من أياديه /
بالله يا سائق الأظعان في التيه /
حيِّ الملاعب من سلع وواديهِ / وحيِّ سكانه وانزل بناديهِ
سمعي الذي صار يوم البين سمعَهمو /
وقد وجدت بعين الضر نفعَهمو /
قف بالأجارع أصلي صار فرعَهمو /
وانشد فؤادي إذا عاينت ربعَهمو / بين الخيام فقد خلفته فيه
أواه لم تبق لي روحي ولا بدني /
يا سائق الظعن بل كلي عليه فني /
هي المنازل كن فيها ولا تَكُنِ /
واذكر هنالك أشواقي وصف شجني / وقل عليل هواكم من يداويه
أنا المسمى على وهمٍ بعبدِكمو /
والوجد مني إليكم عين وجدِكمو /
وحقكم لي لقاكم محض فقدِكمو /
يا جيرة الحي قد جرتم ببعدِكمو / على فتى قربكم أقصى أمانيه
كم في هواكم أبان الشوق نيَّتَهُ /
للغير حتى طوى كل طويَّتَهُ /
كل الهويات قد صارت هويَّتَهُ /
يكاد من بعدكم يقضي منيَّتَهُ / لولا تدارك طيف الحلم يأتيه
لم ألق في الكون شيئاً قط يعجبني /
ما لم أراه بكم منكم لدي بني /
وسر طلعتكم يا ساكني بدني /
أحنُّ شوقاً إلى الوادي فيطربني / نوح الحمام سحيراً في نواحيه
كم روض أنسٍ بكم شُقَّت كمائمُهُ /
فهيجت بشذا الذكرى نسائمُهُ /
وغصن نشأة كوني كم أداومُهُ /
ويعتريني إذا ناحت حمائمُهُ / وجدٌ يذوب الحشى من ذكر أهليه
لمتقي هذه الدينا وفاجرها /
حالات صدق لباغيها وهاجرها /
يا سعد خذ حالتي من بذل حاجرها /
إن فاض ماء دموعي من محاجرها / لا تشرب الماء إلا من مجاريه
ردني الله إليه من سواهُ
ردني الله إليه من سواهُ / بالذي شاء فلا أحصى ثناهُ
وتولاني فلا حول ولا / قوة مع حول قلبي وقواه
وأنا أستغفر الله هنا / من مقامي إن أرى فيه سواه
يا وجوداً أنا فيه عدم / طبق تقديرك لي ناديت يا هو
لا تدعني بالسوى مشتغلاً / عنك لي عز من الغير وجاه
انا محفوظ ومحفوظ وإن / صلف الكلُّ على حالي وتاهوا
وأنا الملحوظ بالعين التي / هي عين العين ما فيها اشتباه
فتنكب أيها العاذل عن / لوم صبٍّ ذاب عشقاً من صباه
حقيقة الكل روح الله يهديها
حقيقة الكل روح الله يهديها / لبعضها البعض تلبيساً وتمويها
فانظر لنفسكْ وحقق من يسويها / ووجهة قل لكلٍّ هُوْ مولِّيها
هي قامت بنفسها لذويها
هي قامت بنفسها لذويها / ليس في كاسها ولا الكاس فيها
خمرة تذهب العقول وتفني / كل شيء لكل من يجتليها
هاتها يا نديم واترك سواها / فسواها هي التي تفنيها
لا تقل أنها هي الكون جهلاً / إنما الكون نشو أمر يليها
أمرها كن فكان عند سواها / وسواها إثباته ينفيها
ليس معها شيء ومع كل شيء / هي فافهم إن كنت شهماً نبيها
هي تهدي بها لها من أرادت / فتزيل التكييف والتشبيها
وتضل الذي أرادت فسلم / أمرها فيك والزم التنزيها
واتبع الشرع مذعناً وتوسّل / بعباداتها التي ترتضيها
لا يريك الحق المبين سواها / خل عنك الجدال والتمويها
قم بها دائماً عليها وجاهد / صادقاً في القيام تدنو إليها
فتراها بها ولا أنت معها / إنما أنت كالحجاب عليها
وهي ليست محجوبة فتحقق / بالفنا في البقا وأنت لديها
لك نصحي بذلت إن كنت ممن / وفقته أن يقبل النصح فيها
لا تظن التوحيد بالعقل مقبو / لاً وحاذر تصرْ بذاك سفيها
نَعَمِ العقل كان للشرع أصلاً / بينما الشرع فيها صار بديها
ثم أغنى بحكمه الشرع عنه / حيث أن التوحيد بالعقل عيها
وهو شرك إذا تأملت فيه / قد خفي عنك فاطلب التنبيها
إن توحيد كل عقل إذا لم / يك بالشرع لا يكونُ وجيها
مثل إبليس وحَّد الله عقلاً / تاركاً أمر ربه تشويها
ليس توحيده الإله بمقبو / ل ولو كان فيه حبراً فقيها
حيث عن أمر ربه حاد فسقاً / وعلى ما نهاه كان شريها
فهو زنديق كل شرع فحاذر / صفة فيه لم يزل يقتفيها
قائلا إنني لغيرك لا أس / جد طعناً في الأمر عجباً وتيها
مثل ما قالت الزنادقة الشر / ع لمن كان غافلاً تمويها
يدعون التوحيد توحيد إبلي / س يرون الأحكام شيئاً كريها
فعليهم طول المدى وعليه / لعنة الله إن ونت قيل إيها
كيف أخشى من اللعين اللاهي
كيف أخشى من اللعين اللاهي / وأنا في حمايةٍ من إلهي
أنا قطمير سادة أهل كهف ال / غيب آووا إليه دون تلاهي
ينشر الله رحمة ويهيئ / لهمو مرفقاً من الأمر باهي
ليس يخشون من غواية دقيا / نوس غيراً لمن يراه مضاهي
مؤمناً لم أزل بهم وبما قد / جاء عنهم قطعاً بغير اشتباه
باسطاً بالوصيد مني ذراعي / ن لساناً والقلب للإنتباه
فعسى الله أن يمن علينا / بلحاق بهم بعزٍّ وجاه
هم رجال الله الذين اصطفاهم / وحماهم من الدها والدواهي
لم تزل نعمة الإله عليهم / تتوالى لهم بغير تناهي
وعليهم يدوم رضوان ربي / ما استهل السحاب بالأمواه
يا نسيم الحي عني
يا نسيم الحي عني / بثَّ ما لا يتناهى
من غرام واشتياق / نحو طه وابن طه
سيد ساد بأصل / وبفرع قد تباهى
دأبه التقوى بها لو / رمت توصيه تراها
وإذا قلت انتبه لم / تر إلا الإنتباها
فهو توفيق إلهيْ / جامع فضلاً وجاها
نسأل الله التباساً / عنه يمحو واشتباها
معدماً من لم يزل ما / لم يكن منه شفاها
فيرى الغير محالاً / ويرى الحق بداها
ويرى الأكوان تفنى / عنده كشفاً تلاها
صانه الله وعما / قد حوى لا يتلاهى
وحباه منه علما / يعدم النفس هواها
وسلام الله مني / دام يلقاه تجاها
قلت للعارف النبيل النبيهِ
قلت للعارف النبيل النبيهِ / خذ كلاماً لا شك عندك فيهِ
لا تظن الخليل قد قال هذا / هو ربي عن كوكب رائيه
أو عن الشمس أو عن القمر البا / زغ حاشاه من ضلال يعيه
إنما قال ذاك عن ملكوت / قد أراه الإله للتنبيه
ومن الموقنين صار كما قا / ل لنا الله عنه إذ يصطفيه
واقرأ الآية التي ذاك فيها / وتأمّل بالفهم ما تأتيه
تجد الأمر واسمه ملكوت / أمر رب عن الجميع نزيه
ولذا كان قائلاً لا أحب ال / آفلين الخلق الذي يعنيه
بل أحب الأمر الذي هو قيو / م عليهم كما أشير إليه
وهو علم الإشارة الإرث مما / جاءت الأنبيا به تقتفيه
قد ورثناه عن شيوخ كرام / بالأسانيد عن نبي نبيه
دعوة الحق للخليقة طراً / لا بكيف لها ولا تشبيه
فانقلوها عنا إلى من أردتم / بمعاني التسبيح والتنزيه
وكذاك الأصنام صارت جذاذاً / بيد منه غيرة تعتريه
ثم من بعد قال إلا كبيراً / علَّهم يرجعون عنهم لديه
وكبير الأصنام رب محيط / أمره بالورى كما ينويه
وبعيد عنه يقول عن الأص / نام إلا كبيرهم يعليه
وهو إبراهيم الخليل صلاة / مع سلام من الإله عليه
فاسألوهم ولم يقل فاسألوه / حيث كانوا عنه لفي تمويه
هكذا فافْقَهِ الكلام وإلا / فاترك الحق عند شيخ فقيه
إنني قائم بأمر اللهِ
إنني قائم بأمر اللهِ / لا أبالي بما يقول اللاهي
هو يبغي دعوى الوجود لشيء / وأنا لا وجود لي في انتباه
صدق الله كل شيء سواه / هالك دون مرية واشتباه
لي إليه إضافةٌ وانتساب / ولهذا أُدعى بعبد الله
فوجودي الذي ترون له لا / هو لي قد أعارنيه إلهي
فله الحمد أولاً وأخيراً / أمد الدهر دون شوب تناهي
صبغة الله وجود اللهِ
صبغة الله وجود اللهِ / صابغٌ ذاكره واللاهي
والبرايا عدمٌ أجمعهم / بثبوت دون علم الله
قف قليلاً وتأمل أنت في / كل وقت كائن يا ساهي
بالتجلي لك تبدو خلقة / ثم تخفى ليس تدري ما هي
بارق يلمع قد ظن له / وقفة من لبسة الأشباه
هو خلق الله أي تقديره / ظاهر بالأمر أمر الله
ثم أمر الله قل واحدة / مثل لمح البصر الأوّاه
هذه حالة عبدٍ آمرٍ / من أولي الأمر وعبد ناهي
يا من تقاصر شكري عن أياديه
يا من تقاصر شكري عن أياديه / وكلَّ كلُّ لسان عن معانيه
وجوده لم يزل فرداً بلا سبب / علا عن الخلق دانيه وقاصيه
لا قهر يلحقه لا عون ينصره / لا حصر يجمعه لا قطر يحويه
جلاله أزلي لا زوال له / وملكه دائم لا شيء يفنيه
فهذه هذه الأبيات أربعة
فهذه هذه الأبيات أربعة / أتت إلينا لإيقاظ وتنبيه
رؤيا رآها لنا عبد يخاطبنا / بلفظها صالح من غير تمويه
حق يطابق حقاً عند عارفه / حقيقة هو منا ظاهر فيه
فالحمد لله حمداً منه عنه له / مدى الزمان ولا شيء يكافيه
نقطة النفس فوق عين الإلهِ
نقطة النفس فوق عين الإلهِ / صيرتها غيباً بحكم اشتباه
فهو عين بنقطة النفس غين / حائل بين شمس نور الله
فانسب النفس منك لله خلقاً / وافن عنها به ودع كل لاهي
واعرف الخلق هكذا وهو أمر / لمع برق ودم على الإنتباه
لا تعد للجمود ذلك وهم / غالب فيك وهي إحدى الدواهي
يا ابن قومي إني نصحتك فاسمع / قول من كان آمراً وهو ناهي
ظاهراً باطناً به لا بنفسٍ / وتحفَّظ من حب مال وجاه
تكن الكامل الذي هو فرد / جامع غير رتبة غير ساهي
تابع للرسول وارث علم / للنبيين زائد الفضل باهي
وهو الله لا سواه بغيب / ليس تدري به عقول الشياه
أنا معنىً عناني الحقُّ فيه
أنا معنىً عناني الحقُّ فيه / ومثلي كلُّ شيء قول فيهِ
معانٍ كلنا روحاً ونفساً / وأجساماً وذا أمرٌ بديهي
وهذا الحق يعنينا بعلم / قديم نحن معدومون فيه
ألا وهو الوجود الحق فرد / بلا كيف لديه ولا شبيه
فيمحو ما يشاء الحق منا / ويثبت طبق ترتيب لديه
ونحن جميعنا عدم ولكن / يقدرنا فيظهرنا لديه
لذاك تظن أن لنا وجوداً / بعين وجوده الحق النزيه
تعالى الله لا شيء سواه / وضلَّ مقارف الشرك الكريه
ولا أحد يحيط به تعالى / ولا فهم ولا عقل يعيه
متى يهدي بلاغاً عنه عبد / إذا سكت المبلغ قال إيه
ومن يبدو الضلال عليه ينأى / بجانبه فيسقط في يديه
وأهل الله كل فتى كريم / نبيلٍ ذي سيادات نبيه
إذا وقع الجهول بنا دحاه / وأعرض عن مقالات السفيه
وماذا تبتغي السفهاء منا / على جهل بإعجاب وتيه
ونحن أولوا العلوم بصدق عزم / لدى الأشياخ عن وجه وجيه
يظل وحيدنا يروي المعالي / هنا عن جده أو عن أبيه
ولم يدنس له نسب بكفر / إذا ما الأمّ تظهر تزدريه
له القلب السليم ولم يحل عن / طريقة ذي التقى الثقة الفقيه
لنا الدرة البيضاء والعلم والجاهُ
لنا الدرة البيضاء والعلم والجاهُ / وقلبي ترقيه إلى الله ألجاهُ
ولولاه ما كنا ولولاه لم نكن / ولولاه ما قلنا له عنه لولاه
وجود تجلٍّ وهو ذاتٌ قديمةٌ / منزهة عن كل لفظ ومعناه
له صورة من علمه قد ترتبت / ظهوراً ولا موجود في الكون إلا هُوْ
يقول أب لي قبل كوني مقدم / علي بمحيي الدين ربي سماه
وذلك من نظم لأسماء ربنا / جليلٍ به قد قال قولاً فهمناه
إلا أنني عبد الغنيِّ لذاته / وليس سواه فالمعين هو الله
ما في الوجود سوى الواحدْ هو اللهُ
ما في الوجود سوى الواحدْ هو اللهُ / والكل فيه العدمْ لولاه لولاهُ
ما بال قومي عن التحقيق قد تاهو / أمّا أنا ذلك الموجودْ وأمّا هو
ذاتٌ تبدَّت في بديع حُلاها
ذاتٌ تبدَّت في بديع حُلاها /
مخفية عمن يكون سواها /
وحياةِ من بجمالها نتباهى /
إن التي ملأ الوجود هواها / أصبحت مشغوفاً بمن سوّاها
هي ذات وجه تنجلي في حضرةٍ /
للعاشقين بها الهيام بنظرةٍ /
قال الحجى لا بد لي من نفرةٍ /
فلقد تجلت لي بأحسن صورةٍ / فيها ولم يكن الوجود سواها
أنا لم أزل بين الورى أزهو بها /
وأمد باعي في تناول قربها /
وأقول مع سكرى بخمرة حبها /
من أعجب الأشياء محو محبها / عند الشهود بعرشها وعماها
ذاتي التي هي في الوجود جديدةٌ /
كم مغرم أشقته وهي سعيدةٌ /
إني أنا حلل لها معدودةٌ /
لطفت عن التشبيه فهي فريدةٌ / فيما جلته لنا وفي معناها
يا للهوى من غادة بدويةٍ /
حضرية وهي التي في خفيةٍ /
حرنا فلم نرها بغير منيةٍ /
مع أنها في صورة جسديةٍ / وتَعُزُّ أن تُعْزَى لمن أبداها
نحن الشخوص نلوح في مرآتها /
وهي الوجود لنا بحسن صفاتها /
أواه واويلاه من فتكاتها /
حجبت بصورتها حقيقة ذاتها / فمماتها في صورها محياها
إن تشأ قل أنا وإن شئتَ قل هو
إن تشأ قل أنا وإن شئتَ قل هو / وكذا إن تشأ فقل أنت تزهو
كلهم واحد وجود حقيقيْ / أحدٌ والذي يرى الغير يلهو
وكذا قل هما وإن شئت قل هم / وإذا شئت هنَّ قل ليس تسهو
كل هذا به يشار إلى من / هو في الغيب ما لنا عنه لَهْوُ
بحر نور وبحر ظلمة كون / عند من يعرف الحقيقة رَهْوُ
عدم وهو باطل ووجود / هو حق بدا فقل عنه يا هو
لمن أشتكي ما بي وما بي هو اللهُ
لمن أشتكي ما بي وما بي هو اللهُ / ولا حاكم في الكون إلا هو اللهُ
وما الكون إلا الله والمشتكى له / ومن يشتكي بل كل شكوى هي اللهُ
وما الله إلا غيبهم كلهم بدا / بهم منه والمفعول والفاعل اللهُ
تعالى وجل الله عن كل حادث / وما الله إلا الغيب ذاك هو الله
كما قال في القرآن وهو كلامه / لدينا وإنا معْ لدينا هو الله
هو الأول اللهُ هو الآخر اللهُ / هو الظاهر اللهُ هو الباطن الله
وقرآننا اللهُ الذي هو منزل / بجبريلَ وهو اللهُ نورٌ هو الله
على القلب وهو الله قلبُ محمدٍ / هو الله والأحكامُ فيه هي الله
وهذا هو الله المسمى بجنة / سمواته والأرض جمعاً هي الله
وأما أولوا الإنكار فالكل عندهم / يسمونها الأشياء ليست هي الله
وما الله إلا عندهم ذلك الذي / له صورة في عقلهم أنها الله
وكل الذي في العقل والحس عندهم / فهاتيك غير الله ليست هي الله
هي النار بالأغيار في القلب أوقدت / جهنم يصلاها وموقدها الله
وما ثم إلا جنةٌ وجهنم / فجنتنا الله التي قل هو الله
كما نارهم أغياره أوقدت لهم / فيصلونها والحاكم العادل الله
فإن شئت كن في جنة أو جهنم / فسوف ترى ما قلت عنه هو الله
وتنمحق الأغيار عنك لأنها / هي الباطل الموهوم يمحقه الله
وما الحق إلا الله والكل باطل / كما جاء في القرآن والقادر الله
أخي لمتى هذا الغرور بباطل / تنبه فموت الجهل ذاك هو الله
هو الكل بل لا كل والكل هالك / وفان وهذا كل هذا هو الله
هي الحقيقة كل الكائنات لها
هي الحقيقة كل الكائنات لها / فيها خسارة من عنها تراه لها
هامت بها في السوى كل القلوب ولم / تشعر وقد شغفت في حبها ولها
هوية قد سرت في كل كائنة / من غير ما سريان أمرها اشتبها
هب أنك الغير يا محجوب قمت به / ألم تكن ساعة في الحق منتبها
هذا الوجود به الأكوان قائمة / فحقق الفرق واجمع واترك الشبها
هفا بك البرق من أوج الكثيف فقف / أنت الوميض وعنك الطرف منك سها
هنيت بالوجه عنه الستر مرتفع / وقد أنيل علوماً فيه من فقها
هزمت جيش السوى والنور من قبلي / حتى مسحت به عن ناظري الكمها
هناك زالت رسومي وانمحت سمتي / وعقد كلي على أيدي الوجود وهى
هداية هي محض الفضل قد تليت / آياتها فأرتنا رتبة النبها

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025