المجموع : 59
نِعَمٌ شَواهِدُها عَلَيَّ كَثيرَةٌ
نِعَمٌ شَواهِدُها عَلَيَّ كَثيرَةٌ / فَلِسانُها يُطريكَ فيهِ لِساني
وَاللَهِ لا أَنسى حَديثَ قَديمَها / إِن عُيِّرَ الإِنسانُ بِالنِسيانِ
وَما لُمتُهُ يَوماً عَلَيها وَقَد حَكى
وَما لُمتُهُ يَوماً عَلَيها وَقَد حَكى / تَأَخُّرُها مِنهُ تَعَذُّرَها عَنهُ
لِيَهنِكَ فَضلٌ لا يُنالُ لَهُ كُنهُ / كَأَنَّ العُلا مَعنىً وَقيلَ لَهُ كُنهُ
وَلَم يَستَمِع يَوماً نِصائِحَ دَهرِهِ / إِذا قالَ في مالٍ يَجودُ بِهِ صُنهُ
وَلي فيهِ آمالٌ إِذا ما تَأَخَّرَت / كَفانِيَ عَنها ما تَقَدَّمَها مِنهُ
لَكَ عِندي يَدٌ وَما لِلِساني
لَكَ عِندي يَدٌ وَما لِلِساني / بِيَدٍ تَملَأُ الرُءوسَ يَدانِ
وَالبَيانُ الصَحيحُ عِندَكَ لا عِن / دي وَلَكِنَّ الحالَ فَوقَ اللِسانِ
حَفِظَ اللَهُ مِن زَماني زَماني / وِبِحَقٍّ أَدعو فَأَنتَ زَماني
سَمِعنا النَدى نادى بِأَحسَنِ إِحسانِ
سَمِعنا النَدى نادى بِأَحسَنِ إِحسانِ / فَقُلنا لِمَن تَعني فَقالَ لِعُثمانِ
فَآباؤُهُ كانوا مُهاجِرَةَ العُلا / فَجاءَ بَنوهُ التابِعونَ بِإِحسانِ
لَكَ البَيتُ بَيتٌ لا اِنكِسارَ لِوَزنِهِ / وَإِن كانَ ما فيهِ عَطاءٌ بِميزانِ
وَلَكِن عَدلاً صحَّ ميزانُ قِسطِهِ / فَما فيهِ إِنسانٌ يُحامي لِإِنسانِ
قُل لِلحَبيبِ إِذا تَلَوتَ لَنا اِسمَهُ
قُل لِلحَبيبِ إِذا تَلَوتَ لَنا اِسمَهُ / أَفَلا تَلَوتَ بِهِ أَبا السِبطَينِ
الناسُ كَنّوهُ بِسبطٍ واحِدٍ / وَاللَهُ كَنّاهُ أَبا الفَتحَينِ
ما الفَتحُ مِثلُ السَدِّ يَفدي بالِغَ ال / فَتحَينِ مِنهُ بالِغُ السَدَّينِ
قَصَرَت مَهابَتُهُ العيونَ فَكُلُّ ذي / عَينٍ يَوَدُّ فِداهُ بِالعَينَينِ
لِمَ لا تُفَدّى بِالعُيونِ يَدٌ إِذا / أَعَطت فَكُلُّ يَدٍ تَروحُ بِعَينِ
أَملَى عَلَيَّ مَديحَكَ الإِحسانُ
أَملَى عَلَيَّ مَديحَكَ الإِحسانُ / وَيَدُ الكَريمِ لَهُ يَدٌ وَلِسانُ
لَولا كِرامُ الناس أَنَّهُمُ هُمُ / ما كانَ يوجَدُ فَوقَها إِنسانُ
وَالمانِعونَ اِستُودِعوا نِعماً لَهُم / وَلِغَيرِهِم فَبِمَنعِهِم قَد خانوا
في كُلِّ خَلقٍ قَد تَصَرَّفَ فَضلُهُ / وَالخَلقُ في التَصريفِ فَهوَ عِيانُ
سُدتَ الخَلائِقَ في البَسيطَةِ كُلِّها / فَلَكَ الخَلائِقُ كُلُّها غِلمانُ
خَزَنتُ مِن دُرِّهِ إِذ لَم أَجِد أَحَداً
خَزَنتُ مِن دُرِّهِ إِذ لَم أَجِد أَحَداً / سِواكَ يا مَن نَداهُ غَيرُ مُختَزَنِ
أَشتاقُكُم وَدواعي الوَجدِ تُنهِضُني / إِلَيكُمُ وَعَوادي الدَهرِ تُقعِدُني
فَذِكرُكُم مَعَ بُعدِ الدارِ يُؤنِسُني / وَخَوفُ بَينِكُمُ في القَلبِ يوحِشُني
أَشكو إِلى اللَهِ مِنكُم نِيَّةً فَصُحَت / لَكِن حَوالَةُ آمالي عَلى لُكُنِ
وَقَد أَتانِيَ تَوقيعي فَأَوقَعَني / في أَسرِ شُكرِ جَميلٍ مِنكَ أَطلَقَني
سَلِمتَ ما جَمَعَ الميقاتُ وَفدَ مِنىً / مُحَلِّلي بُدُنٍ مُحَرِّقي بَدَنِ
إِذا اِمرؤٌ خَلَّدَتهُ المَكرُماتُ فَما / يَكونُ غَيرُكَ في هَذا الوَرى فَكُنِ
تَنَكَّرَ بَعدَ البَينِ دارٌ وَجيرانُ
تَنَكَّرَ بَعدَ البَينِ دارٌ وَجيرانُ / فَلا الدارُ ما كانَت وَلا القَومُ ما كانوا
أَبِن عَنكَ ذِكرَ الدارِ فَالدارُ أَهلُها / وَلا فَرقَ إِلّا أَن أَقامَت وَأَن بانوا
وَأَن سَجَعَت في الرَوضِ أَمسِ حَمائِمٌ / وَأَن نَعَبَت في القَفرَةِ الآنَ غِربانُ
عَلى أَن داراً إِذ تُظَلِّلُ جَنَّةٌ / وَأَنَّ دِياراً إِذ تُهَجِّرُ أَظعانُ
فَإِن أَنِسَت في القُربِ مِنهُم مَجالِسٌ / فَقَد أَوحَشَتنا بِالتَباعُدِ جيرانُ
لَقَد أَلِفَ الإِلفانِ أَصعَبَ فُرقَةٍ / مَضى وَمَضَت فيها زَمانٌ وَأَزمانُ
فَلَم يَجتَمِع في الكَفِّ جودٌ وَثَروَةٌ / وَلَم يَجتَمِع في الوَجهِ حُسنٌ وَإِحسانُ
وَلَكِنَّ وَجهاً عِندَهُ الشَمسُ لَيلَةٌ / وَلَكِنَّ كَفّاً عِندَها البَحرُ غُدرانُ
لا كُنتُما خِلَّينِ قَد لَزِماني
لا كُنتُما خِلَّينِ قَد لَزِماني / بِاللَومِ وَهوَ حَقيقَةٌ لِزَماني
نادى حُسامُكَ كُلَّ خالِعِ ربقَةٍ / فَأَجابَ مِنهُ مُنادِيَ الإيمانِ
لَم يَسكُنِ الأَجفانَ إِلّا بَعدَ ما / أَمسى كَرانا ساكِنَ الأَجفانِ
وَتُريكَ فَتكَتُهُ بَديهَةَ شاطِرٍ / وَتُري أَشِعَّتُهُ فُؤادَ جَبانِ
ما زالَتِ الأَلفاظُ مُنتَظِراتِهِ / حَتّى يُثيرَ بِها بَديعَ مَعانِ
وَكَذَلِكَ الكَرَمانِ إِن لَم يُلقِيا / بِيَدٍ فَما تَلقاهُما بِلِسانِ
دامَ صاحي وِدادِهِ عُمُرَ الدَه
دامَ صاحي وِدادِهِ عُمُرَ الدَه / رِ جَنيناً لِشُكرِيَ النَشوانِ
وَبَناتُ الصُدورِ أَرفَعُ فيما / زَعَمَ المَجدُ مِن بَناتِ الدنانِ
وُسِمَت بِفَضلِ زَمانِكَ الأَزمانُ
وُسِمَت بِفَضلِ زَمانِكَ الأَزمانُ / وَسَما بيُمنِ جَلالِكَ الإيمانُ
وَتَيَقَّظَت لَكَ في السِياسَةِ عَزمَةٌ / تَدَعُ الحُسامَ وَجَفنُه وَسنانُ
يا ساهِراً لِلَيلِ في عِشقِ العلا / صَدَقَ الغَرامُ العاشِقُ اليَقظانُ
أَسَدِيُّ أَفكارٍ إِذا لَيلُ الأَسى / أَرخى دُجاهُ فَرَأيُهُ السِرحانُ
هَذا وَكَم لَكَ في الوَغى مِن عَزمَةٍ / بِكَّرنَ مِن ثِقَةٍ بِها العِقبانُ
تَغدو خِماصاً مِثلَ ما قَد مَثَّلوا / في حَربِهِ وَتَروحُ وَهيَ بِطانُ
وَعَلِمتُ أَنَّ حَديثَ كِسرى بَعدَهُ / زورٌ فَلِم يَتَشامَخُ الإيوانُ
لَو عاشَ شاهِنشاهُ أَيقَنَ أَنَّهُ / مَلِكُ الدُسوتِ وَأَنَّهُ الفِرزانُ
تِلكَ التَواقيعُ الَّتي هِيَ جَنَّةٌ / أَقلامُهُ في دَوحِها أَغصانُ
سارَت بِعَدلِكَ فَالطُروسُ كَأَنَّها / طُرُقٌ لَها وَحُروفُها رُكبانُ
أَمُنَصِّلَ الرُمحِ الطَويلِ بِكَوكَبٍ / مَن ذا يُطاعِنُ وَالسِماكُ سِنانُ
وَالشَمعُ فَوقَ البَحرِ تَحسَبُ أَنَّهُ / مِن لُجِّهِ قَد أُطلِعَ المَرجانُ
وَالماءُ دِرعٌ وَالشُموعُ أَسِنَّةٌ / وَلَها إذا خَفَقَ النَسيمُ طِعانُ
يا مالِكي أَنبَتَّ ريشِي بِالنَدى / لَكِنَّني ما قَصدِيَ الطَيَرانُ
ضاقَت مَعاذِرُهُم إِلى ضيفانِهِم / لَكِن رَحُبنَ مَنازِلٌ وَجِفانُ
يَغدونَ عِندَهُمُ بِأَعلى أَعيُنٍ / وَدَّت تَكونُ جِفانَها الأَجفانُ
لي في عُلاكَ دَواوينٌ مُخَلَّدَةٌ
لي في عُلاكَ دَواوينٌ مُخَلَّدَةٌ / تَبقى وَتُبقيكَ مَمدوحاً وَتُبقيني
وَصِرتَ صاحِبَ ديوانِ العَطاءِ فَما / تُملي بِهِ أَيدِيَ المُعطينَ يُمليني
وَالشِعرُ فيكَ بِوَزنِ الشِعرِ أَحصُرُهُ / وَالجودُ مِنكَ بِلا حَصرِ المَوازينِ
وَكَيفَ أَحسُبُ ما تُعطي العُفاةَ وَما / حَسَبتُ بَعضَ الَّذي ما زِلتَ تُعطيني
الكُتبُ تَشكُرُهُ عَنّا وَلا عَجَبٌ / ما تُشكَرُ السُحبُ إِلّا بِالبَساتينِ
أَيُّ شَأنٍ لا يُباحُ بِهِ
أَيُّ شَأنٍ لا يُباحُ بِهِ / بَعدَ ما قَد باحَ لي شانُ
وَكَلامُ الصَبِّ أَدمُعُهُ / لَكَ وَالأَفواهُ أَجفانُ
أَدمُعي وَالحُبُّ إِن حَكَموا / فَهوَ دَعوى وَهيَ بُرهانُ
ما زَها مِن قَبلِ مِعطَفِهِ / فَوقَ غُصنِ البانِ بُستانُ
جُلَّنارُ الوَجنَتَينِ لَهُ / مِن ثِمارِ الصَدرِ رُمّانُ
كَيفَ أَرجوهُم وَعِندَهُمُ / حُرُماتُ الحُبِّ أَضغانُ
وَلَهُ سَيفٌ كَناظِرِهِ / حارِسٌ لِلخَلقِ يَقطانُ
عادَ كُفرُ الكافِرينَ إِذا / ما رَأَوهُ وَهوَ إيمانُ
حينَ يَبدو في أَنامِلِهِ / مِنهُ نارٌ وَهيَ طوفانُ
يَتَداعى إِذ دَعَوتَ بِهِ / حينَ يَلقى الشِركَ أَوثانُ
لِلظُبا الأَجفانُ نَعرِفُها / وَلِهَذا السَيفِ آذانُ
وَهوَ مِرآةٌ يَبينُ بِها / مِن ضَميرِ الضِدِّ أَضغانُ
قُم لِتَملا مِن نُفوسِهِمُ / وَرِماحُ الخَطِّ أَشطانُ
وَخُدودُ الأَرضِ مُشرِفَةٌ / مِن دَمٍ وَالخَيلُ خَيلانُ
كَم قَد غَزا أَموالَهُ جودُهُ
كَم قَد غَزا أَموالَهُ جودُهُ / وَاِستَنجَدَ العافينَ أَعوانا
لِيَفخَرِ الناسُ وَما باعَدوا / بِأَن بَراهُ اللَهُ إِنسانا
أَنا مِنكَ بَينَ مَراتِعٍ
أَنا مِنكَ بَينَ مَراتِعٍ / وَمِنَ الرِجالِ عَلى دِمَنْ
ما كانَ تَعدوكَ المُنى / لَو قيلَ لي يَوماً ثَمَنْ
كَم أَسكَرَتني بِنتُ صَد / رٍ مِنكَ فيها بِنتُ دَنْ
مَنضورَةً في حُسنِها / وَالنَضرُ يُعرَفُ في اليَمَنْ
أَجرى عَلى يَدِيَ العَطا
أَجرى عَلى يَدِيَ العَطا / جَريَ الثَناءِ عَلى لِساني
إِلزَم عِنانَكَ يا زَما / نُ عَنِ الأَذى هَذا زَماني
وَاِرتَع مَكانَكَ لَو سَعَي / تَ لَما وَصَلتَ إِلى مَكاني
أَنا عَبدُ مَولانا العَزي / زِ فَغُضَّ عَنّي ما تَراني
وَإِذا دُعيتُ بِعَبدِهِ / لَبَّيتُ دَعوَةَ مَن دَعاني
مِن وَجهِهِ لي قِبلَةٌ / وَمَديحُ دَولَتِهِ قُراني
وَكُلَّما قُلتُ مَعنىً لَستُ أَحفَظُهُ
وَكُلَّما قُلتُ مَعنىً لَستُ أَحفَظُهُ / قَد قالَ دَعني فَإِنَّ الناسَ تَحفَظُني
فَقُلتُ إِذ ذاكَ لِلدَهرِ المُسيءِ بِنا / أَنتَ المُسيءُ الَّذي أَحسَنتَ بِالمِحَنِ
غَضِبتَ لي فَرِضا الرَحمَنِ عَنكَ وَعَن / أَبيكَ لَمّا رَأَيتَ الدَهرَ يُغضِبُني
فَاِعطِف عَلى أَثَرِ الإِحسانِ زَهرَتَهُ / فَالزَهرُ بَعدَ الجَنى فَرضٌ عَلى الغُصُنِ
يا مَن أَباحَ العُلا وَالمَدحَ مادِحَها / فَما نَشِطُّ مَراميها عَلى الفَطِنِ
فَصارَ أَلكَنُ خَلقِ اللَهِ ذا بِدَعٍ / وَصارَ أَبدَعُ خَلقِ اللَهِ ذا لَكَنِ
يا ذاكِراً أَهلَ النَدى مِن قَبلِهِ
يا ذاكِراً أَهلَ النَدى مِن قَبلِهِ / عِندي الحَديثُ وَعِندَكَ البُرهانُ
شَتّانَ ما قَولٌ لِعَينِكَ هَذِهِ / يَدُهُ وَقَولُكُم لِسَمعي كانوا
تَقَدَّم إِلى هَذا السَحابِ فَإِنَّهُ
تَقَدَّم إِلى هَذا السَحابِ فَإِنَّهُ / أَخوكَ بِأَن تَنأى مَطارِفُهُ عَنّا
فَلَو لم يُصِبنا مِنهُ صَيِّبُ قَطرِهِ / لَجادَ عَلَينا مِن يَمينِكَ ما أَغنى
الأَرضُ واسِعَةٌ نَعَم لَكِنَّهُم
الأَرضُ واسِعَةٌ نَعَم لَكِنَّهُم / مَلَكوا عَلَينا نَبتَها وَالمَعدِنا
وَالدَهرُ يَمضي حُكمُهُ في أَهلِهِ / فَالدَهرُ قاضيهِم وَلَكِن خَصمُنا
إِن لَم أَكُن في الفَضلِ مَغبوناً فَلا / وَأَبى الفَضيلَةِ ساءَني أُغبَنا
شَهِدَت قُلوبُ الناسِ عِندَ عُيونِهِم / أَنَّ الَّذي مِن فَوقِنا مِن دونِنا
قَد يَشهَدُ الإِحسانُ أَنِّيَ مُحسِنٌ / في الناسِ قَد جَرَتِ المَوَدَّةُ بَينَنا
وَصَحِبتُهُ عُمري بِوَصفٍ واحِدٍ / أَرعى المُسيءَ وَإِن دُعيتُ المُحسِنا
إِن قالَ خانَنِيَ الزَمانُ وَما اِقتَنى / لِزَمانِهِ إِلّا لَعَمرُكَ مُقَتَنى
إِن قلَ خانَنِيَ الزَمانُ فَنَفسُهُ / قَد كانَ مِنهُ لَها أَعَقَّ وَأَخوَنا
سَلَفٌ يَعيشُ بِذِكرِنا فَكَأَنَّهُ / مِن بَعدُ لَو سَكَنَ التُرابَ نَبا بِنا
وَلِئامُ كُلِّ الناسِ أَحمَدُ سَعيِهِم / تَشييدُهُم ما كانَ أَوَّلُهُم بَنى
وَلَقَد سَكَتُّ عَلى الزَمانِ وَما جَرى / يَوماً وَلا يَجري عِتابٌ بَينَنا
يَمضي وَما ذَمَّمتُ لَيلاً كافِرا / مِنهُ وَلَم أَحمَد نَهاراً مُؤمِنا