المجموع : 40
قُريْشيٌّ بهِ تَفْخَرُ
قُريْشيٌّ بهِ تَفْخَرُ / يومَ الفَخْرِ عَدْنانُ
بلَيْلِ الجَدْبِ مِطْعامٌ / ويوم الحَرْبِ مِطْعانُ
هو الزَّعْزَعُ في العَزْ / مِ وعند الحِلْمِ ثَهْلانُ
لهُ مِنْ عُذْرهِ عِيٌّ / وفي جَدْواهُ تِبْيانُ
يَزينُ الوجْهَ والكَفَّ / لهُ حُسْنٌ واِحْسانُ
بَرودُ الجودِ لكنْ بَأ / سُهُ الأغْلَبُ حَرَّانُ
فلا يَعْدو الوزيمرَ النَّ / صْرُ ما أدْلَج رُكْبانُ
حلفتُ بالواضحات الغرِّ مُسفرةً
حلفتُ بالواضحات الغرِّ مُسفرةً / وجوهِ قومي وهم للمجد أخْدانُ
الطَّاعنين وشمس الصبح كاسِفةٌ / والمُطعمين وريحُ الليلِ شَفَّانُ
وأندياتِ العُلى منهم اذا ثَقُلتْ / تلك الحُبى وغَدا بالذنب غُفرانُ
اِن الحسام ابْن شمس الدولتين اذا / ضاقَ المكرُّ ضروبُ الهام طَعَّانُ
فتىً يُبيح الندى والسحب باخلةٌ / ويوسعُ الطَّعْن والأرماحُ ذُلاَّنُ
ويترك القِرن شِلواً لا حَراك به / تَقتاتُ جثمانَه طيرٌ وسيِدانُ
مرضُ الحُبِّ شِفائي أبداً
مرضُ الحُبِّ شِفائي أبداً / كلَّما أكْرَبني أطْرَبَني
فبَقائي منْ فنائي فيكمُ / وسُروري منكُمُ في حَزَني
واشتريتمْ بوصالٍ مُهْجَتي / ومنَ العَدْلِ أداءُ الثَّمَنِ
حُسْنُ ظني فيكمُ اذْ خِفْتُكمْ / دونَ أعْمالي جميعاً جُنَني
واذا البلْوى أفادتْ قُرْبكُمْ / فمنَ النُّعمى دَوامُ المِحَنِ
تظنُّ خُطوبُ الدهرِ أني بكرِّها
تظنُّ خُطوبُ الدهرِ أني بكرِّها / أحاذِرُ حربَ الخطب وهي زبونُ
ولمْ تدْرِ أنَّ الماْءَ تُحميه نارهُ / ويُطْفئهُا بالطَّبعِ وهو سَخينُ
قد أطمعَ الناس كفي عن هجائهمُ
قد أطمعَ الناس كفي عن هجائهمُ / فكُلُّهمْ جائرٌ في حكمهِ جاني
وقيلَ غايتهُ هجْوٌ يروعُ به / وأقبحُ الهجو اِعْراضي وهِجْراني
اِنَّ الموارد تُطْوى وهي آجنةٌ / والسائغُ العذْبِ ملقى كلِّ ظمآنِ
انْ شاركَ الأدْوانُ أهلَ العُلى
انْ شاركَ الأدْوانُ أهلَ العُلى / والمجْدِ في تسميةٍ باللسانْ
فما على أهْلِ العُلى سُبَّةٌ / أنَّ بخورَ العودِ بعضُ الدخانْ
صاحبْ أخا الشَّرِّ لتَسْطوبه / يوماً على بعض شِرارِ الزَّمانْ
فالرُّمْحُ لا يُرْهبُ اُنْبوبُهُ / اِلاَّ اذا رُكِّبَ فيه السِّنانْ
اِصْبرْ على الشِّدَّةِ تحْوِ العُلى / فكلُّ قاصٍ عند ذي الصْبرِ دانْ
ما لَقيَ الضَّامِرُ منْ جوعِهِ / حَوى له السَّبْقَ بيومِ الرِّهانْ
اُشجُعْ وجُدْ تحْظَ بفخريهما / فكلُّ ما قَدَّرهُ اللّهُ كانْ
لو نفعَ البُخْلُ وذُلُّ الفتى / ما افْتَقرَ الكَزُّ وماتَ الجَبانْ
سَلَّمِ الأمْرَ إِلى مالِكهِ
سَلَّمِ الأمْرَ إِلى مالِكهِ / واهْجُرِ الهَمَّ لهُ والحَزَنا
ليس يحْوي لكَ ما تَطْلبهُ / شِدَّةُ الحِرْصِ ولا طولُ العَنا
فالذي يمْلِكهُ ذو قُدْرةٍ / يجعلُ العجزَ طَريقاً للغِنى
رأيتُ حوباً كبيراً غيرَ مُغْتفرٍ
رأيتُ حوباً كبيراً غيرَ مُغْتفرٍ / تسويدها وهي لا تجري باحْسانِ
اِني وبغداد كالمظلومِ من قَمَرٍ
اِني وبغداد كالمظلومِ من قَمَرٍ / حُسْنٌ وليس وراء الحسنِ اِحسان
اُغْني بمدحي ولا اُغْنى بمكرمةٍ / كمخيط السلك يكسو وهو عُريان
منْ مُبلغٌ سلف الأجواد إذ سبقوا
منْ مُبلغٌ سلف الأجواد إذ سبقوا / إلى العُلى فمساعي مجدهم سُنَنُ
أنَّ الذي أحْرزوهُ من فخارهُم / أرْبى وزادَ عليه بعدهُم حَسَنُ
سقى هوامد لا ترضى بشَيْم حَياً / ولو تبعَّقَ فيها العارضُ الهَتِنُ
تبرُّعاً ما مرى أخْلافَ دِرَّتهِ / كَرُّ السؤال ولم يُحرج له عطنُ
كالسيل من شاهقٍ يجري لغايتهِ / طبعاً فلا هو مكدودٌ ولا يَهِنُ
لما أتى قارعاً للبابِ مُبْتدئاً / بالجودِ لا كُلَفٌ شابتْ ولا مننُ
رأيتُ تركَ مديحي والثَّناءِ لهُ / ظُلْماً له تقلقُ الأحلاس الوُضنُ
ففارسُ الخيل نجم الدين من كرمٍ / بالمدح مني جديرٌ عِرْضهُ قَمِن
مُروي القنا من نحور الدارعين ضحى / إذا التقتْ وفَراتُ الجيش والثُّننُ
وعاقرُ الكوم للعافي إذا احْتبستْ / سُحب السماء وعزَّ القطر واللَّبنُ
تعلَّمَ الصَّارمُ الهنديُّ نجْدتَه / فحدُّهُ مثلهُ في بأسهِ خَشِنُ
وعلَّمَ الخيل شدَّاً من عزيمتهِ / فأحرزَ السَّبق عند الغاية الحُصنُ
يلقاك في سلمهِ منه ويومِ وَغىً / صفو المناقبِ لا بُخلٌ ولا جُبُن
مسدِّدُ الطعن حيث السُّمر حائدةٌ / وصائبُ القول حيث الرأي مُرتجن
غالي المعالي رخيصٌ عند هِمَّتهِ / حيث التَّودُّدُ منه والنَّدى ثمَنُ
مُسْتمسكٌ بحبالِ اللّه مُعْتصمٌ / له المكارم حِصْنٌ والتُّقى جُنَنُ
صافي الطَّويَّةِ ما في قلبه دَغَلٌ / تشابه السِّرُّ في تقْواهُ والعَلَنُ
تَنْميه فتيانُ صَدْقٍ من بني أسدٍ / وآل نصْرٍ وكلٌّ معشَرٌ خُشُنُ
تخشى المَنونُ إذا سُلَّتْ سيوفُهم / وتُخجل السُّحب أيديهم إذا هتنوا
لا يأخذون المباغي غير غَشْرمَةٍ / ولا يضامون إنْ حَلَّوا وإن ظعنوا
فاسترعَفوا بابن روميٍّ فقادَهُمُ / إلى العُلى حيث لا عارٌ ولا دَرَنُ
مدحتُه طَرِباً من حُسنِ همَّتهِ / تعجُّباً إذْ أراني مثلَه الزَّمنُ
ضحضاح حالٍ يخوض الطير جَمَّتَه / وبحرُ مكرُمةٍ تجري به السُّفنُ
يا تاجر الفخرِ وهَّاباً لبُلْغَهِ / إذْ تاجرُ المال مَنَّاعٌ ومُحْتجِنُ
اِبشرْ بربحٍ حوتهُ فِطْنةٌ ونُهىً / فالخيرُ ما تجلبُ الألبابُ والفِطَن
بذلْتَ غُبْر الدوالي فاشتريت بها / غُرَّ المعالي فلا بخْسٌ ولا غَبَنُ
تبدَّلَ مُرْهفُ العَزماتِ حزْماً
تبدَّلَ مُرْهفُ العَزماتِ حزْماً / وتختلفُ السَّجايا بالزَّمانِ
وكنتُ أجيلُها مُتَمطِّراتٍ / فها أنا لا أفَرِّطُ في العِنانِ
لا تلْطُفَنَّ بذي لُؤمٍ فتُطْغيَهُ
لا تلْطُفَنَّ بذي لُؤمٍ فتُطْغيَهُ / واغْلُظْ لهُ يأتِ مِطْواعاً ومذعانا
إنَّ الحديد تُلينُ النارُ شِدَّتهُ / ولو صبَبْتَ عليه البحرَ ما لانا
قُل للحَجيج ومن أضحت منازلهُ
قُل للحَجيج ومن أضحت منازلهُ / بالجامعيْنِ مقالَ العالمِ الفَطِنِ
هي النَّصيحةُ من وافٍ أخي ثقةٍ / صفْوِ المودَّة لم يغدر ولم يخُنِ
حُلُّوا الربى واسكروا السعدي واتخذوا / مكان خيلكُمُ خيلاً من السُّفُنِ
فقد أتاكُمْ خضمٌّ زاخرٌ لَجِبٌ / جمُّ الغوارب في زي امرىءٍ حَسنِ
أبو المُهنَّدِ هِنْديٌّ وأحْسَبُهُ / يُرْبي على البحر في الإحسان والمنَن
القاتلُ المحْلِ والقِرن الكميِّ إذا / تَساوقَ الذِّئب والعَيْمانُ للَّبَن
غَمْرُ المكارمِ في عُدْمٍ وفي جِدةٍ / صفْو العقيدة في سِرٍّ وفي عَلَنِ
يُبدلُ الليل ضحىً من بِشْرِهِ
يُبدلُ الليل ضحىً من بِشْرِهِ / والضُّحى يومَ وَغاهُ مَوْهِنا
فتظلُّ الشمس تشكو فِعْلَهُ / تحتَ جُنْحِ الليل أو تحت القَنا
فهو يُخْفيها عَجاجاً في الوَغى / وهو يَعْلوها بَهاءً وسَنى
هي ضوْءٌ وهو ضوْءٌ ونَدىً / كُلَّما أشْرَقَ بِشْراً هَتَنا
راسِخٌ منْ طودِ حِلْمٍ راجحٍ / ثابتُ الآساسِ عُلْوُيُّ البِنا
وسَحابٌ هاطِلٌ مُسْحَنْفِرٌ / يُبْدِلُ الغَبْراءَ خِصْباً وغِنى
مُستريحُ الرِّفْدِ باغي جُودِهِ / سالِمُ الرَّوْنَقِ مأمونُ العَنا
يَسْبقُ الجودَ بعُذْرٍ فإذا / جادَ لم يُتْبِعْ نَداهُ المِنَنا
قاطِنٌ ما سِدِكَ المَجْدُ بهِ / فإذا آنَسَ عاراً ظَعَنا
شرفُ الدينِ الذي أوْصافُهُ / جَعَلَتْ كُلَّ عَييٍّ ألْسَنا
أحْمَدُ الخيرِ أبو جعفرِهِ / فَضَلا فخْرَ الأسامي والكُنى
منْ تميمٍ وتميمٌ فَضْلُها / عَدَدُ القَطْرِ ورَمْلِ المُنْحنى
نَجَلُوهُ يَعْقِرُ الجيشَ ضُحىً / فإذا اللَّيْلُ دَجا فالبُدُنا
العِزُّ والنَّشَبُ المجموعُ بينهما
العِزُّ والنَّشَبُ المجموعُ بينهما / تَبايُنٌ ولو أنَّ المَرْءَ سُلْطانُ
فجرِّد النَّفس تحْوِ العزَّ أجمعَهُ / لا يُرهب السيف إِلا وهو عُرْيانُ
يجلو الهمومَ إذا تدْجو مذاهبُها
يجلو الهمومَ إذا تدْجو مذاهبُها / بصفْوِ إِحْسانه والمنْظر الحَسنِ
وموسع القِرن والهيجاءُ مُظْلمةٌ / ضرباً يفرِّقُ بين النَّفْس والبدنِ
وراسخُ الحلم والأحْلامُ طائشةٌ / تخالُ في الدَّست منه هَضْبتَيْ حضَن
صوبٌ من الجود يسقي كلَّ هامدَةٍ / رِيّاً إذا عزَّ صوب العارض الهَتِنِ
سُيوفُه في الوغى والسَّلْم كافِلَةٌ / منه بحتْفٍ كُماةِ الرَّوع والبُدُن
فما يَعُدُّ فِرارَ الجيش صارِمُهُ / نصْراً ولا يُقْنعُ العَيْمانَ باللَّبَنِ
يُحاذِرُ البغْي في عِزٍّ ومقْدرةٍ / ويتَّقي اللّهَ في سِرٍّ وفي عَلَنِ
تلقى الوزير إِذا الأحداثُ باسِرةٌ / بَسَّام ثغْرٍ رحيب الصَّدر والعطَن
يرى المكارمَ فرضاً حين يحْسبُها / سواه من رُخَص الأفعالِ والسُّنَن
فلا عدتْ شَرف الدين الوزير عُلاً / محسودةٌ من بني الأزْمان والزَّمَن
جودٌ بلا سائلٍ حلمٌ بلا غضبٍ / بأسٌ بلا غِلْظَةٍ حزْمٌ بلا جُبن
فعاش أحمدُ ما حَنَّتْ وما بغمَتْ / مصْفودةٌ من وراء البَرْك في قَرن
عجائبُ أرضِ اللّهِ شَتَّى كَثيرَةٌ
عجائبُ أرضِ اللّهِ شَتَّى كَثيرَةٌ / وأعْجَبُها حاوي المَناقِبِ يَزْدَنُ
تَعَذَّرَ في الناسِ الكمالُ وحازَهُ / بأجْمَعِهِ والنَّقْصُ خَزْيانُ مُذْعِنُ
فبأسٌ وإِقدامٌ ولُطْفٌ ورأفَةٌ / وجودٌ كصَوْبِ المُزْنِ يَهْمي ويَهْتِنُ
وعِلْمٌ تُخَفِّيهِ الإِمارَةُ كامِنٌ / ولكنَّهُ عند التَّفاوضِ بَيِّنُ
وخاشٍ مِن الرَّحْمنِ في خَلَواتِهِ / لَفوتٌ إِلى ذِكْرِ العَواقِبِِ مُحْسِنُ
يُسِرُّ نَداهُ في العُفاةِ تَرَفُّعاً / ولكِنْ لنَصْرِ الجارِ مُبْدٍ ومُعْلِنُ
ووافٍ بأسْلافِ العُهودِ وِدادُهُ / مِن الخَطْبِ واللأواءِ حِصْنٌ مُحَصَّنُ
مُظفَّرُ دينِ اللّهِ والماجِدُ الذي / تَزيدُ بهِ الدُّنْيا بَهاءً وتَحْسُنُ
فهُنِّىءَ شَهْرُ الصَّوْمِ والدَّهْرُ كُلُّهُ / بعَلْيائِهِ ما كَرَّ صُبْحٌ ومَوْهِنُ
أنا والزِّنادُ ببَرْدهِ وتَصَبُّري
أنا والزِّنادُ ببَرْدهِ وتَصَبُّري / سِيَّانِ في الإِخْفاءِ والكِتْمانِ
لكنَّهُ بالقَدْحِ تَظْهَرُ نارُهُ / وسَرائري أعْيَتْ على الإِخْوان
فإذا أضِمْتُ فهِمَّةٌ لا تَرْتَضي / أنْ تَشْتكي إِلاَّ إلى الرَّحْمنِ
العَيْنُ تُبْدي الذي في قَلْبِ صاحبِها
العَيْنُ تُبْدي الذي في قَلْبِ صاحبِها / مِن الشَّناءَةِ أوْ حُبٍّ إذا كانا
إنَّ البَغيضَ لهُ عينٌ تُكَشِّفُهُ / لا تَسْتطيعُ لما في القلْبِ كِتْمانا
فالعينُ تَنْطِقُ والأفْواهُ صامِتَةٌ / حتى تَرى منْ ضَميرِ القلبِ تِبْيانا
قومٌ إذا أخِذَ المَديحُ قَصائداً
قومٌ إذا أخِذَ المَديحُ قَصائداً / أخَذوه عَنْ طه وعَنْ يس
وإذا انطوى أرقُ الأضالع وفَّروا / مَيْسورَ زادِهُمُ على المِسْكينِ
وإذا عَصى أمْرَ المَوالي خادِمٌ / نفَذتْ أوامِرُهمْ على جِبْرينِ
وإذا تَفاخَرتِ الرِّجالُ بسَيِّدٍ / فخَروا بأنْزَعَ في العُلومِ بَطين
مُلْقي عمود الشِّرْكِ بعد قيامِهِ / ومُبينِ دينِ اللّهِ بعدَ كُمونِ
والمُسْتغاثُ إذا تَصافَحتِ القَنا / وغَدتْ صُفونُ الخيل غير صُفون
ما أشكلَتْ يومَ الجِدال قضيَّةٌ / إلاَّ وبَدَّلَ شكَّها بيَقينِ
مُسْتودَعُ السرِّ الخَفيِّ وموْضِعُ / الخُلق الجَليِّ وفِتْنةُ المَفْتونِ