المجموع : 41
عقَدوا الشعورَ معاقِدَ التيجانِ
عقَدوا الشعورَ معاقِدَ التيجانِ / وتقلّدوا بصوارمِ الأجفانِ
ومَشَوْا وقد هزّ الشبابُ قدودَهُم / هزّ الكُماةِ عواليَ المُرّانِ
جرّوا الذوائبَ والذوابلَ وانثَنَوْا / فثنَوا عِنانَيْ مُحْصَنٍ وحَصانِ
وتوشّحوا زُرُداً فقلتُ أراقِمٌ / خلعَتْ ملابسَها على عُقبانِ
ولربّما عطَفوا الكعوبَ فواصَلوا / ما بينَ ليثِ الغابِ والثُعبانِ
في حيثُ أذكى السمْهَريّ شرارَهُ / رفعَ الغبارُ لها مثارَ دُخانِ
وعلا خطيبُ السيفِ منبَرَ راحةٍ / يتْلو عليه مقاتِلَ الفُرْسانِ
يا مُرسلَ الرمحَ الصقيلَ سنانُهُ / أمسِكْ فليس اليومُ يومَ طعانِ
هاتيكَ شمسُ الراحِ يسطعُ ضوْؤها / من خلفِ سُحْبِ أبارقٍ وقَناني
وهلالُ شوّالٍ يقولُ مُصدِّقاً / بيدي غصَبْتُ النونَ من رمضانِ
لا تسقِنيها من محاجرِ نرجسٍ / حسْبي التي بأناملِ السوسانِ
فأدارها ممزوجةً قد خالطتْ / بالياسمينِ شقائقَ النُعمانِ
والوُرْقُ في الأوراقِ قد هتفَتْ على / عذْبِ الغصونِ بأعذَبِ الألحانِ
فكأنّ أوراقَ الغصونِ ستائرٌ / وكأنّ أصواتَ الطيورِ أغانِ
وكأنّما مدْحُ الأثيرِ أثارَها / لو مُيِّزتْ ألفاظُها بمعانِ
قاضٍ له فضلُ القضاءِ فقد غَدا / يرْضى بحكمةِ حكمهِ الخَصْمانِ
مُتنقّلٌ في المُلْكِ بين مراتبٍ / مترتباتٍ أوّلاً في ثانِ
نزعَتْهُ من درّاعةٍ دينيةٍ / وحواهُ دسْتُ في يدَيْ دِيوانِ
وهي الرئاسةُ كان أحكمَ عقدَها / بيدِ الإله لهُ بنانُ بَيانِ
لو لم يكن ملَكَ الفضائلَ كفُّهُ / ما استَعْبرتْ بسحائبِ الإحسانِ
هذي الكواكبُ وهي أدْنى لفظِه / قد نُظّمَتْ فيه انتظامَ جُمانِ
بأناملٍ سالتْ وصالتْ فادّعى / في شِبْهِها التهْتانَ بالبَهْتانِ
يعلو مَطاً قلمٍ كشبهِ صفاتِها / فاختالَ بين العَرْفِ والعُرْفانِ
قلمٌ يقلّمُ ظِفْرَ كلّ ملمّةٍ / ويكفّ نابَ نوائبِ الحدَثانِ
مجدٌ يكرّرُ كلّ أولِ مفخَرٍ / تَكْرارَ بسمِ الله في القرآنِ
وعلوّ شأنٍ لو تعاطَى شأوَهُ / كَيوانِ ما ثبتَتْ به القدَمانِ
ومكارمٌ غُصِبَتْ بواجبِ حقّها / ما صاغَهُ حسانُ في غسانِ
ولو استقَى منها بلالٌ بَلّةً / أعْيَتْ مدائحَهُ على غَيْلانِ
فاهنأ به عيداً يعودُك مثلُه / ما شئتَ في حالي مني وأمانِ
واعلَمْ بأن بقاءَ شُكْرِك خالدٌ / حتى يقومَ الناسُ للرحمن
وتَرى الفُراقِدَ والفَراقِدُ ترتعي / بمنابتِ السُعْدانِ والسِّعدانِ
تفرد في علمِ النجومِ بقسمةٍ
تفرد في علمِ النجومِ بقسمةٍ / يذَمُّ بها إقليدس ويُهانُ
وخصّ بها أعضاءه فلدُبْرِه الز / زباني كما للحيةِ الخَرَتانِ
لا تجرّدْ عليّ مرهفَ جَفْني
لا تجرّدْ عليّ مرهفَ جَفْني / كَ فعندي عليكَ قلبُ جبانِ
أنا إمّا حيٌّ ينفخ المزامي / رَ وإما ميْتٌ يجس المثاني
وإذا حُثَّتِ الكؤوسُ وجالَتْ / كنتَ لا شكّ فارسَ المَيْدانِ
ما لِقَلبي على قِراعِكَ صبرٌ / لا ولو كان في حِمى رضْوانِ
ملكٌ شاعرُ السماحِ تَراهُ / فيه يُبدي لنا دقيقَ المَعاني
أظنّهُ حاذرَ سُلوانا
أظنّهُ حاذرَ سُلوانا / يسْتامُهُم وصْلاً وهِجْرانا
واستعْذَبَ العذْلَ لذكراهُمُ / وكان لا يعرِفُ نِسيانا
وإنّما أوجسَ في نفْسه / تسميةُ الإنسانِ إنسانا
يا قاتلَ الله فُنونَ الهَوى / فكلّ فنٍ منهُ أفْنانا
أصبحتِ الغُزلانُ أُسْداً به / وصارتِ الآسادُ غِزْلانا
مصارعٌ يعرِفُها كلُّ مَنْ / يعرفُ يَبْرينَ ونُعْمانا
يا ذا الذي يطلُبُ لي مالكاً / سائلْ هَداك الله رِضوانا
أطْلَقَ من جنّتِه شادِناً / قد ملأ الأحشاءَ نيرانا
فاصْطادَهُ القلبُ وما صادَهُ / وكان ما قِيلَ وما كانا
وا عجباً أغربَ في الهَوى / فردّني أحلُمُ يَقْظانا
يا خاطري لا نوْمَ من بعدِ أنْ / رأيتُ شمسَ المُلْكِ نَبْهانا
قلّدَهُ فكرُك في نحرِه / دُرّاً من المدْحِ ومَرْجانا
أفضالُه عبّرن عن فضلهِ / هل أصبحَ الإحسانُ حسانا
شهْم شأى يوسُفَ في حُسنِه / وبذّ في المُلْكِ سُلَيْمانا
تجْنيه سُمْرُ الخطّ عذبُ الجَنى / وهي التي تنْعَتُ مرآنا
فمَنْ رأى من قبلِها معرَكاً / يَحولُ في الحالةِ بُسْتانا
أنزِلْ به في الحي من مازنٍ / ولا تخَفْ ذُهْلَ بن شَيْبانا
ورد بحارَ الجودِ زخّارةً / تظْما لأنْ تُبصِرَ ظمآنا
ولا تلجّجْ إنْ طَما موجُها / فربّما أصبحَ طُوفانا
أفتكُ ما كان بحيثُ القَنا / يلفّ بالفُرسانِ فُرْسانا
والنقْعُ قد مدّ رُواقَ الدُجى / وأطلعَ الخَرْصانُ شَهْبانا
والبيضُ نحو الزعْفِ ممتدةٌ / جداولٌ تتبعُ غُدْرانا
والخيلُ عُقبانٌ ترى فوقَها / عَقْبان أعلامٍ وعُقبانا
من كلّ من جرَّ كعوبَ القَنا / فخلتَهُ ليثاً وثُعْبانا
يظنّهُ مادحُه أيكةً / وإن رآهُ القرن ثهلانا
ذو العزْمِ لو يُطيعُ ذا شفرةٍ / ما جازَ أن يسْكُن أجفانا
والبأسُ لا واللهِ ما نارُهُ / مما روَوْهُ لابن كَنعانا
والرأيُ لو كان لعَدْوانَ لم / يخفْ من الأيام عُدْوانا
والجودُ ما نازعَ فيه الحَيا / إلا حَوى التهْتانُ بُهْتانا
والمنظرُ البهرُ قد قلت إذ / نازعَ فيه البدرُ بُرْهانا
هذا الكمالُ قد حَوى سعدَهُ / يا بدرُ لن يُعْقِب نُقْصانا
يا ماجداً نلتُ بأفنائه / أوطارَ من لازمَ أوْطانا
أحرزتَ عن عينِ الزمانِ العُلى / دمتَ لتلك العينِ إنسانا
نضا عَضْباً من الجَفْن
نضا عَضْباً من الجَفْن / يرد العَضْبَ في الجفنِ
وولّى كاشرَ السنّ / بتيهٍ كاسرِ السَنِّ
فخلّ العَضْبَ واللَدْنَ / مكانَ العُضْب واللُدْنِ
فللحبّ جراحاتٌ / بلا ضَربٍ ولا طَعْنِ
وما أسعد من لاقى / جيوشَ الحُسنِ بالحَزْنِ
فحِدْ عني يا لائ / مُ أو فاسمعْ وخُذْ عنّي
فإني إن تبصّرتَ / مطيعٌ لك أو إنّي
وقلبي في لَظى باتَ / له طرفَي في عَدْنِ
بغصنٍ فيه أزهارٌ / بديعاتٌ من الحُسْن
فمن وردٍ غَدا يُسقى / حياءً لا حَيا مُزْن
وآسٌ أبداً يُجْنى / على منْ رامَ أن يجْني
وقالوا الغُصْنُ في البستا / نِ والبستانُ في الغُصْن
فساعِدْني يا عَدْن / يَ أو عِدْني أو عُدْني
منًى أحْلى من الأمن / وحُرِّفْهُ من المَنِّ
أظنّ الدهرَ يا أغي / دُ قد أعداكَ بالضَنّ
أبٌ لولا عُلا الفاض / لِ ما جرّتْ له بابنِ
ولولا مجدُه الباس / قُ لم أُثْنِ ولم أبْنِ
فتًى أفصحُ من قسٍّ / فتًى أسمعُ من معْنِ
ترانا نمدحُ الفضل / وعن أوصافِه نَكْني
ونستغرقُ في وصفِ ال / معالي وله نَعْني
أتينا بقرى الأشعا / رِ نَهْديها الى المُدْنِ
الى مَن بحرُه الزاخ / رُ لا يُعْبَرُ بالسُفْنِ
الى مَنْ لفظُه يُطر / بُ كاللحنِ بلا لَحْنِ
كلامٌ يلجُ الأذْنَ / على القلب بلا إذْنِ
وكم أصفرَ يُجْريهِ / بيُمناهُ على اليُمْنِ
فيَبْني ومعاذَ الل / هِ أن يهدِمْ ما يَبْني
فما أنأى الذي يُنئي / وما أدنى الذي يُدْني
أتاهُ الناسُ في السهْلِ / ووعرتُ على الحَزْنِ
وما المركَبُ ذو وهْنِ / ولا المِنكَبُ ذو وَهْنِ
ولكنْ قسمةُ الدهر / كما تُعرَفُ بالغُبْنِ
كأني الآن من كثر / ةِ ما يفتَرُّ عن سنّي
متى يمتلئُ الحوضُ / متى يسمعُني عَلْني
متى يَبْنِ على التبر / جِراني أو على التِبْن
فقد ضاقتْ بيَ الأرضُ / كأني صرْتُ في سِجْنِ
بهمٍّ شاغلٍ للبا / لِ والخاطرِ والذِهْنِ
وغمٍّ مُفزِعٍ للرأ / سِ والراحةِ والبِطْنِ
ومعذورٍ على الحُسن / ومعذورٌ على الجَنِّ
وقد قال لي العُسر ال / ذي أصبحَ صَحْفني
وما عندي لولا الشع / رُ ما يُضبَطُ بالوزنِ
فقد سُلِّمَ من خَزْمٍ / ومن خرْمٍ ومن خَبْنِ
وإنْ تفتكّ فافتكّ / فإني غلِقُ الرهنِ
ولولا الساعدُ الضار / بُ بالصارمِ لم يُغْنِ
رعاكَ اللهُ كم منٍّ / لنا منكَ بلا منِّ
ثنَتْ عنك يومَ الرحيلِ العِنانا
ثنَتْ عنك يومَ الرحيلِ العِنانا / وبانَتْ وفي إثرِها الصبرُ بانا
ولمّا استقلتْ ضُحىً بالمَطيّ / أبانَ لك البينُ ما قد أبانا
لعَمْري لئنْ رحلَ الظاعنونَ / لقد أودَعوني الهَوى والهَوانا
ولما اعتنقنا بكتْ لؤلؤاً / وأمطرتُ من مقلتيّ جُمانا
وكنتُ كتمْتُ الهَوى فاغتدت / بهِ دمعُ عيني لها تَرْجُمانا
عَفا اللهُ عمنْ ذللتُ فعزّ / وصلتُ فصدّ وفَيْتُ فَخانا
وجاد رسومَ ديارِ اللِوى / سحابٌ يُحيلُ رُباها حَنانا
ديارٌ قطعتُ حبالَ الهُمومِ / بها ووصلتُ الظباءَ الحِسانا
ورُبّ فلاةٍ تعسّفتُها / على متْنها الليلُ ألقى الجِرانا
فما صدَّ ذلك عزمي بها / ولا راعَ ذلك مني الجَنانا
وقلتُ لهوجاء زيافةٍ / تُقطّعُ أطوادَها والرُعانا
أقلّي أنينَكِ يا هذه / فما صعُبَ الخطْبُ إلا وهانا
وجِدّي الى من إليه المطيُّ / تروحُ خِماصاً وتغدو بِطانا
الى حافظِ الدينِ والمُرتجى / لدفعِ المُلمِّ إذا ما اعترانا
تيقنتُ أني إذا جئتُه / أخذتُ من الحادثاتِ الأمانا
وإن أظلمَ الخطبُ جلّى حِجاهُ / عوارضَ أشكالِه فاسْتَبانا
إذا جئتُه مستفيداً أفادَ / وإن جئتُه مستعيناً أعانا
لأصبِحَ في السادةِ الأكرمين / أعزّ جُواراً وأعلى مكانا
وأوضحَهُم في العُلا منهَجاً / وأفصحهُم في مقالٍ لِسانا
وأوسعَهم للندى نادياً / وأرفَهَهُم في ذُرى المجدِ شانا
فيا ناقلَ الجودِ عن حاتمٍ / سَماعاً تحدّثْ بهذا عِيانا
هنيئاً مريئاً بصومِ أتاكَ / يُقبّلُ من راحتيكَ البَنانا
وخُذْها قصائدَ قد زيّنَتْ / بذكرِ صفاتِكَ فيها الزمانا
حدائقُ لو نفحَتْ ريحَها / على عجلٍ يابسَ الصخرِ لانا
هناك العيدُ وهو الآن أولى
هناك العيدُ وهو الآن أولى / وأجدرُ أن تكون به المُهَنّا
فقابلْ يُمنَه في ظلّ مُلْكٍ / غدا لك باسطاً باليُمنِ يُمْنى
وأطلعَ من كؤوسِ الراحِ شُهْباً / ومُزْناً من دخانِ النّدِ دَجْنا
ويومُك فوق أمسكَ في سُرورِ / لبستَ برودَهُ دعَةً وأمنا
ومسمَعُهُ تظنّ العودَ مما / يطاوعُها إذا غنّتْ تغنّى
فناؤكَ وهو يا رضوانُ عدْنٌ / يذُمّ لأجله رضوانُ عَدْنا
أنا من عينيكِ نشوانُ
أنا من عينيكِ نشوانُ / ومُدامُ الطرفِ ألوانُ
يا قضيباً كلُّ زاهرةٍ / واجهَتْنا منه بستانُ
وجنةٌ كالجلّنارِ لها / من ثِمارِ الصدرِ رُمّانُ
بأبي أفديكِ مالكةً / عبدُها في الخُلْدِ رَضوانُ
جيّشَتْ من حُسنها وبدَتْ / وهي دامَ المُلْكُ سُلطانُ
وسُيوفُ اللحظِ مخبرةٌ / إنما الأجفانَ أجفانُ
حرّبي يا رمحُ قامتَها / ذا سنانٌ منك وسَنانُ
وا بلائي من مُخدّرةٍ / دونَها سورٌ وجُدْرانُ
وأُسودٍ خافَ سطوَتَها / كلّما حازَتْهُ خَفانُ
ورقيبٍ لو يلاحظُها / لتثنّى وهْو غَيرانُ
خضتُ بحرَ الهولِ أطلبُها / درّةً والبحرُ طوفانُ
فأعانَ السعدُ واتّفقَتْ / وسعودُ المرءِ أعوانُ
فبكفّي أيُّ لؤلؤةٍ / ما لَها في الدُرِّ أثمانُ
قل لعذّالي فلا حَضَروا / ولحُسّادي فلا كانوا
كلُّ يومٍ لي بها ولكَمْ / في تصاريفِ الرّدى شانُ
طليعةُ جيشكَ النصرُ المبينُ
طليعةُ جيشكَ النصرُ المبينُ / ورائدُ عزمكَ الفتحُ اليقينُ
وحيثُ حللتَ فالراياتُ تهفو / عليك وتحتها الرأيُ الرصينُ
وما ينفكّ ذو عِرْضٍ مُباحٍ / يبيتُ وراءه عرضٌ مَصونُ
لك الأعطاءُ والأعطابُ تُجرى / بأمرِهِما الأماني والمنونُ
ومنك اليُسْرُ يُطلِقُهُ يسارٌ / ومنكَ اليُمنُ يوقفُه يَمينُ
أقرّتْ حين صُلْتَ لك الأعادي / وقرّتْ إذا وصلتَ بك العيونُ
فإن يُعقَدْ على بغيٍ ضميرٌ / فأنت بحلِّ عقدتِه ضَمينُ
يجرّدُ لا يُبلُّ لها عِذارٌ / وملدٌ لا يُبلّ بها طَعينُ
وبيضٌ في سَوادِ النقْع تَهوي / وليس هُما الوجومُ ولا الدُجونُ
عَرينَ بكفِّ كلّ هزَبْرِ حربٍ / من الأسَلِ الطوالِ له عَرينُ
إذا غنّتْ على الهاماتِ قُلنا / أعَلّمَها القيانُ أم القُيونُ
بحيثُ الخيرُ في أعرافِ خيلٍ / كمثلِ الدوحِ والسُمْرُ الغصونُ
أكبّتْ فالحُزونُ لها سهولٌ / وشبّتْ فالسهولُ لها حُزونُ
هي الأوعالُ في الأوعارِ تجري / وأرماحُ القُرومِ لها قُرونُ
صقورٌ إن هوَتْ والقافُ فاءٌ / إذا ما وُقّفَتْ والراءُ نونُ
تقدَّمَها شُجاعٌ من شُجاعٍ / هو البطلُ الكميُّ بل الكَمينُ
وقامَ لها أبو الفتحِ المُعلّى / بأمرِ الفتحِ وهو به قَمينُ
وفي الحربِ الزّبونِ مُتاجَراتٌ / له خُسْرانُها وهو الزّبونُ
وتابعُهُ وبائعُهُ أناسٌ / يمينُ وفيهُمُ أبداً يَمينُ
وما بسَطوا له إلا شِمالاً / فكيف يصُحُّ بينهمُ يَمينُ
أظنّوا أن مُلكَ عزيزِ مِصْرٍ / يهولُ سواهمُ ولهم يَهونُ
وهم عرَفوهُ في بلبيسَ لمّا / تلَوْا لقراعةٍ بئسَ القرينُ
فأبْلسَ بين أحشاءٍ جنينٌ / وعُثِّر فوق أقدامٍ جبينُ
وقد عادوا وذاك العودُ صُلْبٌ / وذاك العودُ هدّارٌ حرونُ
وذاك الصارمُ المسلولُ فيهمْ / كما هو لم تحجِّبْهُ الجُفونُ
ولما حان من قومٍ طغاةٍ / حِمامٌ حثّهُ قدَرٌ وحِينُ
نهضتَ إليهُمُ بسكونِ جأشٍ / يطيشُ له السكاسِكُ والسَّكونُ
وأشرقَتِ الفضاءُ بجيشِ نصرٍ / يجيشُ كأنّهُ الطامي المَعينُ
تُديرُ السُمْرُ فيه عيونُ زرقٌ / ينوبُ عن الفتورِ بها الفُتونُ
لها عُقبانُ أعلامٍ سَوامٍ / يكونُ من النُحورِ لها وُكونُ
ملأن عليهمُ الآفاقَ بيضاً / أساريرُ الرّدى فيهنّ جُونُ
فما اعتدّتْ بجُملتها صفوفٌ / ولا احتدّتْ لضمّتِها صَفونُ
الى أن نابَ عنك الرعبُ فيهِمْ / ففرّقَهُم كما افترقَتْ ظُنونُ
ففرّوا والسجونُ بهم فضاءٌ / وقرّوا والفضاءُ لهم سُجونُ
ونالهُم بسيفِ النيلِ سيفٌ / به للدِّينِ قد قضيتْ دُيونُ
وخانَتْهُم ولا أسَفٌ عليهمْ / غداةَ وفَتْ بذمّتكَ السَفينُ
فأنْبتَتِ المواردَ من دماءٍ / يفيضُ بها وريدٌ أو وَتينُ
وكانوا باكرين وهمْ رؤوسٌ / فصاروا رائحين وهم كرينُ
ليَهْنِكَ أنّه فتحٌ مُبيرٌ / منيرٌ في مطالعِه مُبينُ
ولما صحّ أنّ الله راضٍ / بفعلِك سحّ عارضُه الهَتونُ
يشدُّ على البِطان به حِزامٌ / ويقلَقُ في معاقدِه وضينُ
وتهتزّ السقايةُ والمُصلّى / ويبتسمُ المحصَّبُ والحُجونُ
إذا اشتدّ الهجانُ الى محلّ / تقاصرَ دون مرْماهُ الهَجينُ
حللْنا من ذُراك بربعِ مَلْكٍ / هو المأمونُ والبلدُ الأمينُ
لنا من فعلِه دَرٌّ نَميرٌ / ومن أقواله دُرّ ثَمينُ
فلا عبرَتْ بساحتِه الليالي / ولا عثرَ الزمانُ بها الخَؤونُ
سبَتْ فؤادي وطرفي
سبَتْ فؤادي وطرفي / سمراءُ مثلُ الرُدَيْني
وثُبْتُ هذا وهذا / للناسِ في نُقطَتَيْنِ
فتلكَ حبّةُ قلبي / وتلك حبّةُ عَيْني
تعلقَ قلبُ المستهامِ بحبّكُمْ
تعلقَ قلبُ المستهامِ بحبّكُمْ / فلمْ يستطعْ إطباقَ جفنٍ على جَفْنِ
وأطمعَ في إحسانِكُم فرطُ حسنِكُم / ألا إنما الإحسانُ من شيمِ الحُسْنِ
فإنْ تهجروا المشتاقَ فالقلبُ خائفٌ / وإن تصلوْهُ فهو في غايةِ الأمنِ
عزّتْ ضمائرُهُ على كتمانِه
عزّتْ ضمائرُهُ على كتمانِه / فلذاكَ عبّرَ شأنُهُ عن شانِه
وأقامَ يمسحُ عِطْفَ شوقٍ جامحٍ / في راحةِ العَبَراتِ ثُنْيُ عِنانِه
وثَنى الفؤادَ له جناحا طائرٍ / لولا الضلوعُ لَطارَ عن جُثمانِه
حتى إذا ركِبَ الغرامُ مطيّةً / تحدو بها الزفراتُ من أشجانِه
أوما الى جيدِ العقيقِ بمدْمَعٍ / لم يرضَ لؤلؤُهُ بلا مَرجانِه
ربعٌ لبستُ به التصابي مَعلماً / ورفلتُ في المَسحوبِ من أردانِه
فكأنما الأعطافُ من أغصانِه / كانتْ أو الأردافُ من كُثْبانِه
في حيثُ يسعى بالشُمولِ شمالُه / فيميلُ سُكْراً في معاطفِ بانِه
وتُرجِّعُ الأوراقُ في أوراقِه / شجواً يضيعُ اللحنُ في ألحانِه
ضم الفراقُ فاقتصّ منْ / أظعانِه ما كان من إظعانِه
وأريجةِ النفَحاتِ سارتْ كاسمها / تُغني بذاك الروحِ عن رَيْحانِه
فخلعتُ عن عِطفَيْهِ خلعةَ قهوةٍ / ألبستُها فغدوتُ في سُلطانِه
إني وإن أمعنتُ من خمرِ الصِبى / وجنيتُ فيها العزَّ من أفنانِه
وركضتُ في المدْحِ الخطيرِ بخاطرٍ / يُقْضى له بالسَبْقِ في مَيدانِه
وفتقتُ ريحَ ثنائه من عنبرٍ / بالعنبرِ المَشمومِ دون دُخانِه
وبعثتُ منه غريبَه لجلالِه / فأقرّهُ بالبَذْلِ في أوطانِه
كالمَشْرِقيّ زَها بماءِ فِرِنْدِه / والسمهريّ هَفا بنارِ بِنانِه
ما ضرّ مَنْ عُقِدَتْ يداهُ بحبْلِه / أن لا يكونَ الدهرُ من أعوانِه
ندْبٌ يُنيلُك من بديعِ ثُباتِه / حُلْماً يُضافُ الى بديعِ بَيانِه
سِيّانِ إنْ أمضى غُروبَ حُسامِه / في الخَطْبِ أو أمضى غُروبَ لِسانِه
ومدبّرٍ لو باشرَ الوحشَ انثنَتْ / آسادُه تحْنو على غِزْلانِه
عدْلٌ تقسّمَ في الرعيةِ مُقْسِماً / أن لا يُميلَ الجورَ في مِيزانِه
ومَضاءُ عزمٍ كالشِهابِ تطايرَتْ / في جوّهِ شُعَلٌ الى شيطانِه
لا الصارمُ البتّارُ من أصحابِه / يوماً ولا الخطيُّ من أخوانِه
نظرتْ به الاسكندريّةُ همّةَ ال / اسكندرِ الماضي وبُعْدِ مَكانِه
للهِ دَرُّكَ من مُحصِّلِ نعمةٍ / لم يرضَ غيرَ البَذْلِ من خُزّانه
قد قلتُ للمُثْني على إحسانِه / خذ رايةَ التقريظِ من حسّانِه
لم لا وقد صادفتَ بحراً لو أتى / أولادُ جَفنةَ غُرِّقوا بجِفانِه
يا أسعدَ السعداءِ جودُك قد طَما / فغرقتُ لولا العَوْمُ في طوفانِه
ما أشعرُ الشُعراءِ إلا مادحٌ / طرزتَ باسمِكَ طُرّتَيْ ديوانِه
كُفْراً بكافورٍ وقُبْحاً بعدَه / لابنِ الحسينِ الفردِ في إحسانِه
إن كان يا عيسى مثالَك مالُك / من قبلُ أو من بعدُ في أزمانِه
فبرئتُ حينئذٍ براءةَ مُشركٍ / من أحمدَ الماضي ومن إيمانِه
إن قدّموا فلقدْ سبقت مؤخراً / باسمِ الكتابِ أجلّ من عُنوانِه
أو كان كافورٌ بمعجِزِ أحمدٍ / قد كان إنساناً لعينِ زمانِه
فالدهرُ يعلمُ أنّك الكُحْلُ الذي / خلعَ الجمالَ به على إنسانِه
ولَمى مراشفِهِ وخالُ خُدودِه / وأحمُّ فَوْدَيْهِ وسرُّ جَنانِه
لونٌ بوجهِ البدرِ منه إشارةٌ / شانَتْ سواهُ فرفّعَتْ من شانِه
وكأنّما علِقَ الشبابُ بحبّه / فأعارَهُ ما راقَ من رَيْعانِه
فاسلمْ وشِدْ بيتَ المكارمِ والعُلا / والمأثُراتِ وشُدّ من أركانِه
حيث التفتّ فكُثبانٌ وقضبانُ
حيث التفتّ فكُثبانٌ وقضبانُ / شجَتْكَ يَبْرينُ واستهوتْكَ نَعمانُ
يثني ويقْنونَ من أعطافِهم طرباً / لقد تشاكلَتِ الورقاءُ والبانُ
فانظُرْ الى جُلّنارٍ في خُدودِهم / تعلَمْ بأن ثِمارَ الصدرِ رُمانُ
ولا يغرّك عذبٌ في ثغورِهمُ / فإنّها دُرَرٌ فيه ومَرْجانُ
طالبتَهُم بالتفاتٍ عندما رحلوا / أما شَكَكْتَ بأن القومَ غِزْلانُ
وقلت قلبُك يطوي صُحْفَ سرِّهُمُ / فكيف فاتَك أنّ الدمعَ عُنوانُ
رُسْلُ العيونِ وكُتْبُ العُذْرِ حاكمةٌ / إنّ الفؤادَ له بالحُسْنِ إيمانُ
لا يدّعي الطيفُ أنّ الليلَ يُتلِفُه / أما هدَتْهُ من الأشواقِ نيرانُ
بَلى هدَتْهُ ولكنْ من سجيّته / أنْ ليسَ يطرقُ طَرفاً وهو يَقظانُ
قال العذولُ آسلُ عنهم قلتُ نُصحُك لي / ما صادفَ القلبَ إلا وهو ملآنُ
لو استعرْتَ فؤاداً واستعنْتَ به / ما كان يُمكنُني في الحبّ سُلْوانُ
خُذْها وهاتِ ومن عينيكَ ثانيةً / هي الكؤوسُ ولكنْ قيلَ أجفانُ
سُكْراً فلا عُذْرَ للصاحي وأنت لهُ / راحٌ وروْحٌ وراحاتٌ ورَيْحانُ
نفسي فداؤك من غصن شمائلُهُ / إذا ذُكِرْنَ طوى نَيسانَ نِسيانُ
عطفْتَهُ بيدِ الصهْباءِ طوْعَ يدي / هل يُعطَفُ الغصنُ إلا وهْوَ ريّانُ
إن راقَ أو راعَ قلبي صلُّ عارضِه / فقد تحقَقْتُ أنّ الخدّ بُسْتانُ
عسى بلالٌ لمن يرجو لعلّته / ما قد رَجا في بلالٍ قبلُ غَيْلانُ
أوليتَ عوجاءَ مِرْقالاً رمَتْ كبِدي / بسهْمِ بينهُمُ عوجاءُ مِرْنانُ
سُمْرٌ هي السُمْرُ والأحداقُ أنصُلُها / فلا تقُلْ أردتِ الفُرسانُ خُرْصانُ
هي الدُمى والهوى سيفُ ابنُ ذي يزَنِ / والخِدْرُ محرابُها والعيسُ غَمدانُ
يا هلْ لقلبكَ من ثانٍ يَحيدُ به / عن اعتقادِك فيها فهي أوثانُ
ماذا الضلالُ نورُ الدينِ متّقدُ / يكادُ يُبصِرُ منه النورَ عِميانُ
نجم هو الصبحُ إلا أنه أسد / كالغيثِ في حلم طود وهو إنسان
حلوُ السماحةِ مُرُّ البأسِ مجتمعٌ / مفرقٌ فهو شهدٌ وهو خُطْبانُ
تلك الشمائلُ لو خُصّ الشَمولُ بها / يوماً لما قيلَ للنُدْمانِ نُدْمانُ
أغربتُ في نيل حظّي غيرَ مُغْرِبٍ / فاستجمعَتْ لي أوطارٌ وأوطانُ
لا تطلُبِ المالَ صُلْحاً من خزائِنه / فإنما بلفظةِ شعرٍ منه غسّانُ
ولو أتاهُ عُبيدٌ في العبيد لما / أودى به أن ثَنى نُعْماهُ نُعمانُ
ولو كسا حيَّ عدوانِ بشاشَته / ما صالَ بينَهم للدهر عُدوانُ
لو تحمّلَ منهُ باقلٌ سَبَبا / ما كان سحّبَ ذيلَ النُطْقِ سَحْبانُ
ولو حوى البدرُ جُزْءاً من محاسنِه / لم يعترضْ لكمالِ البدرِ نُقصانُ
حلّى به الله أجيادَ الزمانِ فلا / تقُلْ لُجَيْنٌ بلَيْتَيْهِ وعُقبانُ
من معشرٍ كلّما خفّوا لمعترَكٍ / فقلْ أسودٌ أو الأرماحُ خُفّانُ
الحالبونَ من اللّباتِ ما بخِلَتْ / به الضُروعُ وحامتْ عنه ألبانُ
والمطعمون الجفانَ البيضَ ساطعةً / تُردُّ عنهنّ أحداقٌ وأجفانُ
ومَنْ كمثل بليٍّ في ندىً وردىً / إن عُدّ في القومِ مِطعامٌ ومِطعانُ
قلْ في زهيرٍ وعدِّدْ من مواقفِه / تَقُلْ مَعَدُّ شهدناها وعنانُ
هو الذي ضعضَعَ ابنَيْ وائلٍ وسَما / فيها بموجِ الوغى مذْ يوم ثَهْلانُ
وكان من شأنِه في آلِ أبرهَةٍ / ما لم يكُنْ لسواهُ مثلَهُ شانُ
وهل حوى اليُمْنَ إلا الصيدُ من يَمَنٍ / بذاكَ قد جاءَ إسلامٌ وإيمانُ
هم بالقَطاقِطِ منّوا في تَميمِهُمُ / من بعدِ حول وما منّوا ولا ماتوا
بيضُ المَفارِقِ تستَعْلي عمائمُهُم / كأنّما هي والتيجانُ تَيجانُ
وسائلٌ قلتُ ابراهيمُ فرّعَهُم / وللفُروعِ على الأعراقِ بُرْهانُ
لا تغْتَرِرْ نارُ ابراهيم مُحرِقةً / هذا وراحتُهُ بالجودِ طوفانُ
كم لابنِ شاذيِّ من شادٍ بمُدحتِه / في حيثُ يُسعدُهُ حسنٌ وإحسانُ
تقولُ فيه فكلّ الناسِ ألسنةٌ / وإن أردْتَ فكلّ الناسِ آذانُ
إن كان قد زاد في رقاعتِه
إن كان قد زاد في رقاعتِه / وقال إني جليسُ مولانا
فالشمسُ والشمسُ ما علمتَ بها / تجلسُ فيها الكلابُ أحيانا
وأشعثَ مثلُ أهلِ النارِ ثاوٍ
وأشعثَ مثلُ أهلِ النارِ ثاوٍ / بأخضرَ كلُّ شطٍّ منهُ جَنّهْ
على يُمناهُ أحداقٌ صغارٌ / ترامى الماءُ عنها قد أجنّهْ
فيُرسلُها إليه وهي درعٌ / وتأتيهِ وقد مُلئتْ أسنّهْ
للهِ بدرٌ أشرقَتْ
للهِ بدرٌ أشرقَتْ / شمسُ المدامةِ في يمينِهْ
وافى بها وبمِثلِها / أخرى تُحيلُ على فنونِهْ
فسكرتُ لا أدري أمِنْ / كاساتِه أم منْ جُفونِهْ
وجنيتُ من وجَناتِه / ورداً زَها في غيرِ حينِه
يُفْني إذا جعلَ الأصي / لَ يشُبَّ ناراً في مَعينِهْ
وتَناشدَ الرهبانُ كلٌّ / مطربٌ بلحونِ دينِهْ
فالدير يرقصُ بين جِدِّ / هوًى تبرقَع في مُجونِهْ
لاح الهلالُ لليلتي / نِ فخلّ عنه عُرَى دُجونِهْ
وبدا كوجهِ مسافرٍ / رفعَ العِمامةَ عن جَبينهْ
أنا من جوارِكَ في أعزّ مكان
أنا من جوارِكَ في أعزّ مكان / ومن اصطناعِكَ في مُنىً وأمانِ
ومن افتقادِكَ في رياضِ مكارمِ / حيّيْنَني بغرائبِ الإحسانِ
ومن التفاتِك في حراسةِ جانبٍ / ليستْ لأُسْدِ الغابِ في خُفّانِ
وعليّ من نظراتِ جاهكَ لأْمةٌ / أبداً تَقيني أسهمَ الحدَثانِ
ولديّ من حُسْن الولاءِ عقيدةٌ / مشفوعةٌ بعقيدةِ الإيمانِ
وحللتُ دارَك في جوارِك آهلاً / فعلمتُ أنّ الدارَ بالجيرانِ
وأقمتُ حيث المجدُ نائي المُرتَقى / وجَنى المكارمِ بالمواهبِ دانِ
ووجدتُ بحرَ نَداك سهلَ المُسْتَقى / فغنيْتُ مرتوياً عن الأشطانِ
فليعلمِ السَمْدانُ إذ فارقتُه / أني لديكَ بذروةِ السُمْدانِ
وهل المعاقلُ غيرُ عزٍّ حُزْتُه / بكَ لا بتشْييدٍ ولا بُنيانِ
يا مُلتقى سُبُلِ الوفودِ كما التقَتْ / في البحرِ أوديةُ الحَيا الهتّان
ومطالعَ الضُلاّالِ في غسَقِ الدُجى / نهجَ الطريقِ بألسُنِ النيرانِ
في الأرض منكَ ومن أبيكَ وإن مضى / سعدانُ ما ناواهما السُعْدانِ
ملكٌ تقدّمهُ بلالٌ أولاً / فسَما وياسرٌ السعيدُ الثاني
الأوحدُ الغدِّ الذي لم يختلفْ / في فضلِه ونَدى يديْهِ اثنانِ
والموسِعُ الأضيافَ أصنافَ القِرى / ملءَ الجِفانِ الفيحِ والأجفانِ
جودٌ عميمٌ ما ادّعى أوصافهُ الت / هتانَ إلا جاءَ بالبُهتانِ
بطلاقةٍ كتبت بصفحةِ وجهه / وضحَ الصباحِ لمن له عينانِ
والبشر والبُشْرى شقيقا نسبةٍ / قُرئَ الكتابُ بها من العُنوانِ
لعقدتُ آمالَ الذُرى بك همّةً / أُسِرَ الطليقُ بها وفكّ العاني
وعمرْتَ بالزوارِ مُقْفرةَ الفَلا / متسرّعاً من عامر البُلدانِ
وبنيتَ في عدْنٍ مفاخرَ طاولَتْ / قحطانُ فيها الصيدُ من عدنانِ
وتبجّستْ كفّاكَ فهي سحائبٌ / تهْمي بماءِ الجودِ كلَّ أوانِ
فلئنْ عمَمتَ القاصدينَ أياديا / ما للمديحِ بشكرهنّ يدانِ
فلقد خصَصْتَ النازلينَ بأنعُم / أغنيتَهُم عن أربُع ومغاني
وأنا المخيِّمُ في ذُراك وقد رأى ال / أقوامُ عندكَ موضعي ومكاني
فاشفَعْ وما تنفكّ تفعل مثلَها / رحُبَ المكان لديكَ بالإمكانِ
فوراءَ آمالي عيونٌ إن تغِبْ / عنهن أنساني فما أنساني
شخّصتَ ما أولى نداكَ وإن تفض / كرماً عليّ به فما أولاني
وقد اقتضاني الوجدُ تجديدي بهم / عهداً يخفّفُ من جَوى أشجاني
وجَوادُ أشواقي إليهمْ جامحٌ / فامدِدْ له الإحسانَ فضلَ عِنانِ
فإذا وصلتُ ولم يُسعهم نائلي / لم يُرضِهم مني الذي أرضاني
فاجْعَلْ حقائبَ عِيسِ وفدي تكتَفي / بثنائها عن ألسُنِ الرُكْبانِ
فلسان شكري لا يقومُ ببعضِ ما / أوليتَ لو وافى بكلِّ لسانِ
احكُمْ على الثَقَلَيْنِ الإنس والجانِ
احكُمْ على الثَقَلَيْنِ الإنس والجانِ / فأنت أقومُ بالمُلكِ السُلَيْماني
لك البسيطانِ لا تقضي انقباضَهُما / وكيف يُقبَضُ كفّاكَ البَسيطانِ
كذا الجديدانِ مذ أُلْبِسْت بُردَهما / تطابقَ الأمر والمعْنى جديدانِ
أنسَيتنا كلَّ إنسانٍ له شرفٌ / بهمةٍ أذكرَتْنا كلّ إنسانِ
لو صال سيفٌ على سيف بن ذي يزَنٍ / لفلّ أشفارَهُ في غِمْدِ غَمْدان
فأين كسرى ولا ساسانُ من هممٍ / غُرٍّ غدَتْ لبني كسرى وساسانِ
عبسٌ وذُبيانُ والأخبار واسعة / لديك بالحمدِ لولا آلُ ذُبيانِ
تبني يمينُك وهي النيلُ كلّ عُلا / والنَيْلُ يهدِمُ دفعاً كلّ بُنيانِ
وطوْدُ حِلمِكَ لا بالطيشِ مهتَضَمٌ / هذا وطيفُك يرميهم بطوفانِ
يهْمي ويحمي وحسبُ الغيثِ واحدةً / ولو رضيتَ لقُلنا حسبُك اثنانِ
أوطأتَ خليلَك أبكارَ الحُصونِ على / أن الحصونَ عَذارى ذاتُ إحصانِ
ما طرْنَ في جوّها عقبانَ ألويةٍ / صاغ النجيعُ لها تصْحيفَ عُقبانِ
وزُرْتَها بأسودِ الحرب زائرةً / تخافُ من فتكِها آسادُ خُفّانِ
من كلِّ مشتهِرٍ يقْضي بمُشْتَهرِ / كأنّ غرّتَهُ والسيفَ نجمانِ
تخالُه واهتزازُ الرُمحِ في يده / ليثاً تَلاعَبُ يُمناهُ بثُعبانِ
هل الرماحُ غصونٌ باتَ يغرِسُها / من الصُدورِ طِعاناً فوقَ كُثْبانِ
أولا فما بالُنا بالمدْح في غزَلٍ / من كُثْبِ يبرين أم من قَضْبِ نُعمانِ
فنونُ وصفِك أجنَتْنا غرائِبها / فما لها من نهاهُ بين أفنانِ
كلّ حَبانا بعدْن في رُبى عدَنٍ / رضوانُك ابنُ بِلالٍ قبلَ رُضْوانِ
يا طالبَ اليُسْرِ يمّم ياسرا وكفى / فياسرٌ أبداً واليُسْرُ سيّانِ
أضرِبْ به لا بمنهل الحَيا مثلاً / ما الماءُ والمالُ في الأزمانِ مِثْلانِ
عمّت بصدقٍ قَراع أو قِرى يده / فخصّصَتْهُ بمِطْعامٍ ومِطعانِ
وجانسَ الحربَ بالمحراب يعمُرُه / فلا قِرىً وقِراعٌ دون قُرآنِ
وشنّ دِرْعاً على درّاعةٍ فزَرى / بكلِّ صاحبِ إيوانٍ وديوانِ
ما فوقَ سُلطانِه في ملكِه أحدٌ / دعِ الأميرَيْن واذكُرْ كلَّ سُلطانِ
هما اللذانِ به دانَ الوَرى لهما / بلا خلافٍ من القاصي أو الداني
بدرانِ للمُلْكِ سعداهُ اقترانُهما / كذاك ما يقترنْ بالسعدِ بَدرانِ
وصارمانِ إذا هُزّا بمعركةٍ / فإنما لهما الجفنان جفانِ
فإن عَلا بهما قحطان في شرَفٍ / هما قد انتمَيا فيه لقَحْطانِ
فإنْ عدنانَ منه أحمدٌ وبه / كان السُموّ فلم يبرَحْ لعدْنانِ
فضَلْتُمُ آل عِمرانِ الورى شرَفاً / والله فضّلَ قِدْماً آل عِمرانِ
ثانٍ هو الأولُ الماضي عُلاً وبهاً / وأولُ هو في هذا وذا الثاني
أيُّ اقتبالٍ وإقبالٍ لمملكةٍ / قد عقّباها على يُمنٍ بإيمانِ
يا منْ له يدّعي الأملاكَ قاطبةٍ / ومن يُخِبّ إليه كلّ أظْعانِ
ومن سرَيْنا على نجمي مكارمهُ / فأنزلانا على سعدٍ وسَعْدانِ
ومن به يُرْغَمُ الشاني وحقّ له / فإنّما يرغَمُ الثاني من الشانِ
للناسِ في كلّ قطرٍ لم تحُلّ به / عيدٌ وللناسِ في ذا القطرِ عيدان
كم راحَ في نحْرِ عيد النحْرِ مُنتظِماً / بيُمنِ جدِّكَ من درّ ومُرجانِ
ركبتَ يا بحرُ بحراً بالعُباب جرى / فسالَ بينكُما في البرّ بحْرانِ
وسرتَ تحت لواءِ النصرِ مُعتلياً / تهدي كأنّكما طرّاً لِواءانِ
في موكبٍ كم به من كوكب شرِقٍ / يسْمو على المُشتري قدْراً وكيوانِ
عساكرٌ كسطورِ الطُرْسِ تقدمُها / كأنّما أنت فيها سطرُ عُنوانِ
حتى أتيتَ المُعلّى ناشراً سبباً / رآكَ فيها على ضيقٍ سُليمانِ
ولو أردت بفضلِ القولِ قمتَ به / يوماً مَقاماً بفضلِ حول سحبانِ
وعدتَ تستبدلُ الإحسان مرتجلاً / ما قالَ حسانُ في أبناءِ عفّانِ
لو أنّ إجماعنا في فضل سؤدَدِه / في الأصلِ لم يختَلفْ في الأمّةِ اثنانِ
لأية حالٍ فيْضُ دمعِكَ هتّانُ
لأية حالٍ فيْضُ دمعِكَ هتّانُ / وما هذه نعْمٌ ولا تلك نَعمانُ
أكلُّ مكانٍ للبخيلةِ منزلٌ / وكلُّ حمولٍ للبخيلةِ إظغانُ
وإلا فهلْ أسررت رأي متمّمٍ / فبانَ على آثارِهم عندما بانوا
سقى اللهُ نُعمانَ الأراك مدامعي / وقلتُ ولو أن المدامعَ طوفانُ
ديارٌ بها للسُمْرِ غابٌ وللظِّبا / جداولُ أنهارٍ وللجردِ غِزْلانُ
إذا رتَعَتْ آرامُها قلتُ وجْرةٌ / وإن ربضَتْ آسادُها قلتُ خُفّانُ
نعمتُ بها والعيشُ أخضرُ يانعٌ / وغصنُ الصِبا لدِنُ المعاطفِ ريّانُ
فما نهدَتْ عن شرْعةِ الحبِّ ناهدٌ / ولا أوهنَ الشملَ المجمّعَ وهْنانُ
أما وبدورٍ في غُصونٍ تمايلتْ / وما هي أقمارٌ ولا تلك أغصانُ
لقد جبتَ عرْضَ البيد وهي فسيحةٌ / ودُسْتَ عيرنَ الليثِ والليثُ غضبانُ
ولا صاحبٌ إلا تنسمُ نفحةٍ / هزَزْتَ لها عِطْفي كأنيَ نشوانُ
يميلُ إليها أخدعُ الصبِّ كبكبٌ / ويَلوي لها عِطفَ المتيّم ثَهْلانُ
فعُجْتُ مع الشوقِ المبرّحِ طوعَه / ولي كلما لامَ العواذلُ عِصْيانُ
فلما رأيتُ الدارَ حيّيْتُ ربْعَها / وللطَرْفِ إنكارٌ وللقلبِ عِرْفانُ
وقلتُ لها قلبي كأهلكِ قد نأى / فها أنتِ إطلالٌ وها أنا جُثْمانُ
فأينَ أفنانُ القدودِ وقد هفَتْ / فأشْجَتْ لطيرِ الحَلْي فيهنّ ألحانُ
لياليَ تُزْري بالكواكبِ أكؤسٌ / تداورُ بالشمسِ المنيرةِ نُدْمانُ
تصرّمُ ذاك العيشُ إذا تذكُّراً / شَببْتُ له بين الأضالعِ نيرانُ
فإن كنتَ من ماءِ الجزيرةِ راوياً / فإني الى عَذْبِ العُذَيْبِ لظمآنُ
وقد أقطعُ البيداءَ والبدرُ فارسٌ / له الليلُ طرفٌ والكواكبُ خُرْصانُ
بمنجردٍ في الوعرِ وعلٍ وفي النَقا / عقابٌ وفي سهْلِ البسيطةِ سرْحانُ
سَرى وكأنّ الريحَ ملءُ حِزامِه / بها وكأنّي في مَطاهُ سُلَيمانُ
وأخضرَ مرهوبِ الغرارِ إذا بكى / فحاملُهُ طلْق الأسرّة جَذْلانُ
وأرقطَ إما نسبةٌ حين يَنتَمي / فصقرٌ وإما نصْبةٌ فهو بُسْتانُ
وروضٌ به للنهرِ تجري مجرّة / وللزَهْرِ غذّتهُ المواطرُ شَهبانُ
وقد أتْلَعَتْ أجيادَها قُلَلَ الرُبى / فقلّدَها للنورِ دُرٌّ وعَقْيانُ
يعبّرُ عن نشرِ الأثيرِ كأنّما / تجرُّ على تلك الرُبى منه أردانُ
أغرّ له حالا نوالٍ وفَتكةٍ / ففي السِلْمِ مِطْعامٌ وفي الحربِ مِطْعانُ
من القومِ ما غيرُ الظُبى لبيوتِهم / أساسٌ ولا غيرُ الذّوابل أركانُ
إذا جرّدوا بيضَ السيوفِ فما لَها / سوى أرؤسِ الصِيْدِ البَهاليلِ أجفانُ
ظِماءُ حروبٍ من قلوبِ عداتِهمْ / لهم قُلُبٌ والسّمهريّةُ أشطانُ
رعوا من يواليهم وراعوا عداتهم / فأقوامهم عزوا وأضدادهم هانوا
تكفّلهُم للمجدِ أفضلُ كافلٍ / وغذّتْهُمُ من صفوةِ الفضلِ ألبانُ
صفا منهمُ جودٌ عميمٌ ومنظرٌ / وسيمٌ وعِرْضٌ لا يُشابُ وأذهانُ
إذا صمَتوا خفّوا وإن نطَقوا هُدوا / وإن نزَلوا زانُوا وإن ركبوا صانوا
أجاروا وما جاروا وأوْلوا وما ألَوْا / ومنّوا وما منّوا ومانُوا وما مانوا
وكم سقَتْ الأعداءَ كأساً مريرةً / صوارمُ تَثْنيهِمْ صريماً ومُرّانُ
سوامٍ رعَوْا نبتَ الرماحِ فهوّموا / عجافاً وما كلُّ المَسارِحِ سُعْدانُ
تميمٌ تمامٌ فضلُهُم غيرَ أنّهُ / أعزّ وما ذلّوا وأوْفى وما خانُوا
ولستَ تَرى في مَحْكَمِ الذكرِ سورةً / تقومُ مقامَ الحمْدِ والكلُّ قُرآنُ
لهُمْ شرفٌ يزدادُ فخْراً بذِكْرِه / فهُمُ المعالي ناظرٌ وهْو إنسانُ
له قلمٌ كالصِّلِّ لكنْ لُعابُه / لِباغي النَدى شهدٌ وللقِرْنِ ذيفانُ
إذا جالَ يوماً فالأناملُ سابِحٌ / ومُنخَرِقُ الطُرْسِ المنمّقُ ميدانُ
فللهِ منه واحدٌ بين قومِه / وهمْ بين أحياءِ القبائلِ وحْدانُ
يجودُ ويخْفى جودُه فيُذيعَهُ / ثناءً وما بالمِسْكِ يعبَقُ كَتْمانُ
أحبَّ المعالي فاغتدتْ وهْي طوعُه / ومنْ شِيمِ المحبوبِ مَطْلٌ ولَيّانُ
وأسعدَ بالندبِ السعيدِ فللعُلى / تجمُّع شملٍ لا دنا منهُ فُرقانُ
فللمجتلي شمسٌ وبدرٌ تألّقا / وللمُجتَدي سيحانُ فاضَ وجَيْحانُ
ومن عجبٍ أن قسّم الفضلَ فيهما / ولا واحدٌ في قسمة منه نُقْصانُ
علاهُمُ سَماءٌ والأميرُ محمّدُ / بها قمرٌ طلْقُ الأسرّةِ ضَحْيانُ
طلاقتُهُ دلّتْ على طيبِ أصلِه / وفي الفجْرِ وضّاحاً على الصُبْحِ عُنوانُ
ليهنِكُمُ العيدُ السعيدُ وإن غَدا / بفضلكُمُ يزهو جلالاً ويزدانُ
إذا كنتم عيداً لنا كلّ مدّةٍ / فقد باتَ شوّالٌ سواءً وشعبانُ
أقامتْ على جودي جودِك فاكتفَتْ / سفينةُ آمالي وللبُخْلِ طوفانُ
لساني غوّاصٌ وفكريَ بحرُه / وشِعْري درٌّ يُستفادُ ومَرْجانُ
إذا اختالَ فيه لابِسوهُ فحِلّةٌ / تزينُ ومن بعضِ الملابسِ أكفانُ
تقصّرَ عن نُعماكَ أولادُ جفنةٍ / ويعصُرُ عن إدراكِ شأوي حسّانُ
هبهُمْ رَضوا غيرَ قلبِه وطَنا
هبهُمْ رَضوا غيرَ قلبِه وطَنا / أيرْتَضي غيرَهم لهُ سكَنا
لا والذي لو أحالَهم خبَراً / أحالَ أعضاءَهُ له أُذُنا
همُ المَعاني التي أدقُّ لها / جوانحَ الجسْمِ كلَّها فِطَنا
إذا حَنا منهمُ أضالعَهُ / على قلوبِ ملأنَها مِحَنا
ما نثرَ الشوقُ دمعةُ زهَراً / إلا وقد هزّ قلبَهُ غُصُنا
للبُدْنِ أن تقطعَ الفلاةَ بنا / وللهوى أن يقطِعَ البُدُنا
كم من ظلام خبطْتُ جانِبه / أسألُ عن صُبْحِه هُنا وهنا
وفي يمينِ النسيمِ مألكةٌ / أسرّها فاقتضيْتُه العلَنا
أتبعْتُه خاطراً إذا نصبت / أحبّه من سُلوّه أرِنا
هداهُ حادي الهوى الى زَهَرٍ / يلبس جسمَ الظلامِ ثوبَ سَنا
يتلو زَبور الحنين عيسَهُمُ / كأنّها قد ثنَتْهُمُ وثَنا
لولا بحارُ الدموعِ زاخرةً / ما اتّخذوها لغيرِها سُفُنا
يا صاحبيّ احبِسا أغنتَها / ولا تُقيما صدورَها عَنَنا
رأيت عَدْنا بناظريّ فلا / أطلبُ للطيبِ بعدَها عدَنا
ونمّقَ اليُمْن لي بُرود عُلا / تمنعني أن أحاولَ اليَمَنا
حمدتُ في ظلِ أحمدٍ زَمناً / صرّفَ بالجودِ صرْفَهُ زمَنا
وحازني من فِنائه حُرُمٌ / أمِنْتَ فيه مَخْوفَ كلِّ فَنا
لا أرهبُ الليثَ فيه كيفَ سَطا / ولا الغزالَ الغريرَ كيف رَنا
تجْني يمينَ المُنى بساحتِه / من ثمَرِ المكرُماتِ خيرُ جَنا
حيثُ رياحُ القَريضِ حاملةً / عن زَهرِ أخلاقِه نسيمَ ثَنا
وساجعاتُ المديحِ مُرقِصةً / من مِعطَفٍ كلّ سامعٍ فَنَنا
في كل يومٍ لنا بطَلْعَتِه / مسرّةٌ تقتَضي وجوبَ هَنا
عوفي فالفضلُ والهناءُ له / مشيّدٌ منه كلّ ما وهَنا
وشهرُ شعبانَ منهُ مُكتَسبٌ / مفاخراً أصبحتْ لهُ ولَنا
قد حسُنَ الدهرُ فافْتَتَنْتُ به / ولم أزل مُضْمِراً له ضَغَنا
وراضَهُ والجِماحُ شيمتُه / فصِرْتُ أقتادُه ولا رسَنا
تخونُ أموالُه أناملَهُ / ولم يزلْ في الرواة مُؤتَمَنا
ويشتري الحدّ غيرَ مكتَرِثٍ / فيه بما سُمْتُه لهُ ثَمَنا
ولا يرى الريحُ غيرَ أوبتِه / بما يسرُّ العُلا وإن غُبِنا
هل هدمَ العَسْرُ بعد رِفعَتِه / إلا بما شادَ في العُلى وبَنى
غادرَ آباءَهُ على سُنَنِ / فمرّ يرتادُ ذلك السِّنَنا
تشْرفُ أسماءُ رهطِه أبداً / عن أن تَرى للكِرامِ وهي كُنى
لا زال في مازنِ العُلى شمَما / وبين أجفانِ طرفِه وسَنا