المجموع : 113
قَدْ جمَّلَ المولى حماةَ بفضلِهِ
قَدْ جمَّلَ المولى حماةَ بفضلِهِ / فدمشقُ تحسدُها على تمكينها
بسمَتْ فأعجبني تبسُّم ثغرِها / فلثمتُ فاها آخذاً بقرونِها
يقول أرمدُ عينٍ
يقول أرمدُ عينٍ / حلوُ الجنى والتجنِّي
إنْ كَلَّ سيفُ جفوني / فذا عذاري مسِنِّي
ومليحٍ إذا النحاةُ رأَوْهُ
ومليحٍ إذا النحاةُ رأَوْهُ / فضَّلوهُ على بديعِ الزمانِ
برضابٍ عن المبرِّد يروي / ونهودٍ تَروي عن الرماني
بي من الخرْسِ شادنٌ
بي من الخرْسِ شادنٌ / ليتَ شانيهِ لمْ يكنْ
فهْوَ كالبدرِ في السما / لا لسانٌ ولا أُذُنْ
أغْضَبْتَني وغصبْتَ ديواني الذي
أغْضَبْتَني وغصبْتَ ديواني الذي / أنفقْتُ فيه شبيبتي وزماني
لو كنتَ يوماً بالمودَّةِ عاملاً / ما كنتَ تُغْضِبُ صاحبَ الديوانِ
ألبستُ شَعريَ إذْ مضى
ألبستُ شَعريَ إذْ مضى / عني الصّبا لونَ الكفنْ
والناسُ منْ عاداتِهم / لُبْسُ السوادِ على الحزنْ
قدْ أزمنَ اللهُ كافوراً وعاقبَهُ
قدْ أزمنَ اللهُ كافوراً وعاقبَهُ / هذا بذاكَ ولا عُتبى على الزمن
فاستعملوا المسكَ في عرسِ السرورِ بهِ / فالمسكُ للعرسِ والكافورُ للكفَنِ
قال الحَمَامُ جهلتمْ
قال الحَمَامُ جهلتمْ / أنوحُ أم أتغنَّى
لم يُؤثر الغصنُ بُعْدي / فماسَ لي وتثنى
حالةُ الدولابِ دلَّتْ
حالةُ الدولابِ دلَّتْ / أَنَّه في فرطِ حزْنِ
كانَ يُسْقى ويغنَّى / صار يسقي ويغنِّي
أفديكِ أيتها الدِمَنْ
أفديكِ أيتها الدِمَنْ / رَكْبُ الحبيبِ متى ظعنْ
ظعنوا بظبيٍ ساكنٍ / قلبي وقلبي ما سكنْ
ولقدْ عهدتك مَلْعَباً / للغيدِ والرشأِ الأَغنْ
يا لائمي في حبِّهِ / أيكونُ ما وتلومُ مَنْ
أفدي امرأ كانَ على بعدِهِ
أفدي امرأ كانَ على بعدِهِ / أكبرَ أنصاري وأعواني
فحينَ وافى حلباً زائراً / أَعْدَتْهُ أعدائي فعاداني
اسألِ الفوعةَ الشديدةَ حزْناً
اسألِ الفوعةَ الشديدةَ حزْناً / عنْ مُهنَّا هيهاتَ أينَ مُهَنَّا
أينَ زينُ البلادِ عينُ البرايا / شيخُ أهلِ الزمانِ لفظاً ومعنى
أينَ مَنْ كانَ أبهجَ الناسِ وجهاً / فَهْوَ أسمى منَ البدورِ وأسنى
أينَ حلفُ الصلاةِ والصومِ زهداً / مَنْ على مثلِهِ الخناصرُ تُثنى
أين شيخي وقدوتي وصديقي / وحبيبي وكلُّ ما أتمنى
وأشدُّ الصحابِ عوناً وأوفا / هم وقاراً وأضحكُ الناسِ سنَّا
يا لها مِنْ رزيَّةٍ ووفاةٍ / طبقَتْ بالمصابِ سهلاً وحزنا
كيفَ لا يعظمُ المصابُ لصدر / نحنُ منهُ مودة وَهْوَ منَّا
جعفريُّ السلوكِ والوضعِ حتى / قالَ عَبْسٌ عنهُ مُهنَّا مهنا
أيُّ قلبٍ بهِ ولوْ كان صخراً / ما يحاكي الخنساءَ نوحاً وحزنا
أذكرَتْنا وفاته بأبيه / وأخيه أيامَ كانوا وكنَّا
مِنْ عظيمِ البلاءِ فقدُ عظيمٍ / كان للسالكين ذخراً وركنا
أصبحَ القلبُ بعدَهُ في جحيم / وَهْوَ حَبْرٌ في جنةٍ يتثنى
يا عيوني لم تنظري كمهنا / أسعديني بمدمعٍ ليس يفنى
أظلمَتْ بعدَهُ البلاد وقالتْ / ما بَقِيْ مَنْ يقيم للزهدِ وزنا
يا مهنَّا أنا المنغَّصُ وحدي / لا بل العالمونَ إنساً وجنَّا
فسأبكيكَ ما حييتُ وحقي / أنني لا أقرُّ بعدَكَ جَفْنَا
كم حسبنا مِنَ الأمورِ ولكنْ / ما حسبنا سريعَ بُعْدِكَ عنَّا
يا دفيناً قبلي ولو كان هذا / باختياري لكنْتُ قبلَكَ دَفْنَا
ليتني متُّ قبلَ هذا فإني / حاملٌ فيكَ ما شجاني وأضنى
سيدي أنتَ كنتَ تُؤْثِرُ هذا / زالَ ذاكَ الأذى وفارقْتَ سجنا
ولقيتَ الكريمَ والمرتجى مِنْ / فضلِه أنْ تنالَ ما تتمنى
فاذكرِ العهدَ واحتفلْ بصديقٍ / حسَّنَ الظنَّ فيكَ لا خابَ ظنا
قدَّسَ اللهُ سرَّ قبرِ مهنا / فَهْوَ مِنْ أطيبِ البقاعِ وأهنا
وسقى قبرَ جدِّهِ وأبيهِ / وأخيهِ غيثاً تبسَّمَ مزنا
ورعانا بجاههم وحمانا / بحماهُمْ وبدَّل الخوفَ أمنا
لحبيبي شامةٌ في خدِّهِ
لحبيبي شامةٌ في خدِّهِ / لا علا شأنُ حسودٍ شانَها
رُبَّ عينٍ دُهِشَتْ منهُ فَقَدْ / نسيتْ في خدِّهِ إنسانها
بني عمَّنا لا عدمناكمْ
بني عمَّنا لا عدمناكمْ / وإنْ لمْ تقرَّ بكمْ قطُّ عَيْنَا
بَنَيْنا لأنفسِنا رفعةً / فنلتمْ مآربَ مما بَنَيْنا
ألا تنظرونَ إلينا فمذْ / نظرتمْ بنا ما نظرتُمْ إلينا
عجبْنا لقلةِ إنصافكم / كبرتُمْ بنا فكبرتم علينا
قرطُها خافقٌ وقلبيَ أيضاً
قرطُها خافقٌ وقلبيَ أيضاً / خافقٌ منْ أليمِ صدٍّ وبَيْنِ
فاعْذُروها في العجْب فَهْيَ فتاةٌ / أصبحتْ وَهْيَ تملكُ الخافقينِ
أحبُّ لوجنتيهِ الجمرتين
أحبُّ لوجنتيهِ الجمرتين / وهمتُ لثغرِهِ بالأبرقينِ
وأُعْذَرُ في عذارِيهِ لأني / أورِّي عنها بالرقمتينِ
رآهُ مجرَّداً يوماً عذولي / فما عَرَفَ النضارَ من اللجينِ
سوابقُ أدمعي لمَّا جفاني / جرتْ فتعثَّرتْ بالمحجرينِ
هواهُ أفادَني شيباً وسهداً / حملْتهما على رأسي وعيني
ورايةُ حسنِهِ خفقَتْ كقلبي / فهنُّوهُ بملكِ الخافقينِ
رامتْ وصالي فقلتُ لي شغلٌ
رامتْ وصالي فقلتُ لي شغلٌ / عَنْ كلِّ خودٍ تريدُ تلقاني
قالتْ كأنَّ الخدودَ كاسدةٌ / قلتُ كثيراً لقلةِ القاني
لي شهوتانِ أحبُّ جمعَهُمَا
لي شهوتانِ أحبُّ جمعَهُمَا / لو كانتِ الشهواتُ مضمونَهْ
أعناقُ عذّالي مدققةٌ / ومفاصلُ الرقباءِ مدفونَهْ
تجنَّبْ أصدقاءَكَ أو تغافَلْ
تجنَّبْ أصدقاءَكَ أو تغافَلْ / لهمْ تظفرْ بودهمُ المبينِ
وإنْ يتكدّروا يوماً فَعُذْراً / فإنَّ القومَ منْ ماءٍ وطينِ
لا تصحبنَّ أعوَرا
لا تصحبنَّ أعوَرا / وإنْ تناهى زينُهُ
لوْ كانَ فيهِ راحةٌ / ما فارقتْهُ عينُهُ