المجموع : 43
ألبسَني حُسْنك يا حُسْنه
ألبسَني حُسْنك يا حُسْنه / ما لم يَخَلْ وهمٌ ولا ظنُّ
أُعطِيتُ ما لَم تَرَه مُقْلَةٌ / مِنك وما لَمْ تَسمعِ الأُذْنُ
أَقَلُّ ما خُوِّلْتُه أنّني / يَعبُد وجهِي الإِنسُ والجِنُّ
لو حملَتْني مُقْلةٌ لم يكن / يَألَمُ مِنْ حَمْلي لها جَفْنُ
كم حَنَّ شوقاً وَأنَّا
كم حَنَّ شوقاً وَأنَّا / وَلم يَنَلْ ما تَمَنَّى
يا من إذا سِيلَ وَصْلاً / أو سِيمَ عَطْفاً تَجَنَّى
إن كنتَ أعرضتَ لمَّا / مَلَكتَ دَلاًّ وَحُسْنا
فكيف عَلَّمتَ عَيْنَيْ / كَ قتلَ هذا المُعَنَّى
يا عَذبةَ الوَصْلِ والصدودِ ويا
يا عَذبةَ الوَصْلِ والصدودِ ويا / أَعْبَقَ ثَغْراً مِن ابنةِ الدَّنِّ
و لم أَذُقْه ولا سَمِعتُ بمَنْ / ذاقَ ولكِنّه كذا ظَنِّي
بَلىَ تعشَّقتُها بِلا حرَجٍ / كان وقبّلتُها ولا أَكْني
ولم تكن قبْلتي موافَقةً / بل خِلْسةً نِلتُها بِلا إِذنِ
يا دَجْنَ ليلٍ بدا على قَمَرٍ / وبدرَ تِمٍّ يغيب في دَجْنِ
وغصنَ بانٍ يميس فوقَ نقاً / أعجِبْ بِهِ من نقا ومِن غُصْنِ
يا حَسَناً كامِلَ الصّفاتِ إِذا / لَم يُضْحِ خَلْقٌ بِكامِلِ الحُسْنِ
حَسْبُك حُسْنٌ غدت بدائِعهُ / أوسعَ مِن فِطنتي ومِن ذِهْني
كم ذا التجنِّي عليَّ ظالمةً / وكم على حَتْفِ مهجتي أَجْني
أتَسْتَحِّلين في الجفا سَقَمي / أم تستَطيبِين في الهوى غَبْني
مالَك لا تَهدِمِين مُنعِمةً / مِن ظُلْمِكِ المستِطيل ما يَبْني
وَيْلاه وَيلاه يا ظَلومُ أما / يكفِيك ما قد سلبِتِه مِنّي
تَلوُّنا في الهوى ومَعْتِبةً / كذاك حَقّاً تلوُّنُ الجنِّ
مُنِّي ولو بالسّلامِ منعِمةً / ثم اخِلطي ما مَنَنْت بالمَنِّ
بِأبي مَنْ سَعَى يبرِّد عنِّي
بِأبي مَنْ سَعَى يبرِّد عنِّي / حَرَّ بعض الغذاءِ بالرُّمّانِ
ليتَه يطفِيء الّذي بي من الشَّو / قِ إلى وجهِه بِقُرْبِ التَّداني
أنا أشتاقُه إذا بات قُرْبي / مِثْل شوقي إليه في الهجران
ومظهِرةٍ عَقْدَ هِمْيانِها
ومظهِرةٍ عَقْدَ هِمْيانِها / تَدِينُ بطاعةِ رُهبْانِها
تراءت لنا يومَ دَيْرِ القُصَيْرِ / وقد فوّقَتْ سهمَ أجفانِها
فلمّا قضت حَقَّ قُرْبانِها / وأدّت فريضةَ صُلْبانها
رمتْنا بلحظٍ يقُدُّ القلوب / ويجرَحُها قبلَ أَبْدانِها
فلَم أَرَ ذُلاًّ كذُليِّ لها / ولم أَرَ عِزّاً كسُلْطانِها
محبَبة أبداً لِلنفوسِ / وإن قَطَّعَتْها بهجْرانها
ألا بأبي جَوْرُ إدلالِها / عليَّ وإفراطُ عُدْوَانها
قل للأمِيرِ ابنِ الإمامِ الّذي
قل للأمِيرِ ابنِ الإمامِ الّذي / أمّنَنا من نائباتِ الزمانْ
لو صُوِّرتْ أفعالُك الغُرُّ ما / أصبحنَ إلاّ أوْجُهاً لِلحسانْ
نحن من المَعْشوقِ في لّذَّةٍ / زادت على لَذّة طِيبِ الأَمان
فأيَّ شيء أبتدي وَصْفَه / منه وقد أفرَطَ في كل شان
أماءَه العَذْبَ القليلَ القَذَى / أم ظِلَّه الدانيَ من كلِّ دان
رُحْتُ به لِلّهوِ في فتيةٍ / كلّهمُ حُرٌّ كريمٌ هِجان
نَلقَى الصَّبَا فيه بَحرِّ الصِّبَا / ونطرد الهمَّ بِبنت الدِّنان
صفراءُ لولا طِيبُ أنفاسِها / غابت عن الحسّ ولُطْفِ العِيان
نَشْربُها مَزْجاً وصِرْفاً وما / لنا سِوى المَثْلَثِ من تَرْجُمان
والبَمُّ يَهْدِينا لِطُرْقِ الصِّبا / إذا تبارتْ فيهِ أيدي القِيانْ
كأنّما رِقّةُ مَسْموعهِ / رِقّة ما يلفظ مِنك اللِّسان
لا تُقتَل الأحزانُ إلاّ بما
لا تُقتَل الأحزانُ إلاّ بما / أودَعَه الإبريَق دمعُ الدِّنان
صفراءُ في الكأس خَلُوقيّةٌ / مخلوقةٌ من قَبْلِ خَلْقِ الزَّمان
أدقّ محسوساً إذا صُرِّفتْ / مِن دِقّةِ الفهمِ ولطفِ البيان
يَقتَصُّ مِن أقدامِنا ثَأُرُها / وتَعقِد اللَّفْظ وتَلْوي اللسان
ينظِم فيها ماؤها لؤلؤاً / كأنّه نَظمُ ثغُورِ القِيان
كأنّما الكأسُ بها ثَلْجةٌ / يَكيلُ ساقِيها بها زَعْفَرانْ
أو دُرّةٌ ضُمّت على عَسْجدٍ / أو عَسجَدٌ قد ذاب في أقْحُوان
دونَكُمُوها فاشربوا صِرْفَها / هَنَاكُم القَصْفُ وطِيبُ المَكان
وأَنصِتوا ما بين أَقداحها / إلى الأغاني مِن حلُوقِ الغوان
حتّى إذا هَزّتكُم نَشْوَةٌ / هَزَّ الشُّجاع المتَّقي للجَبان
فادَّرِعوا أخلاقَكم واطرَبوا / بين تَناغي زِيركُمْ والمَثان
وإن أَغِبْ عنكْم فإني كمن / يراكُمُ في القربِ رأىَ العِيان
هَنّاكُمُ اللهُ ومَلاّكُمُ / وعاشَ من عاداكُمُ في هوان
أسْربُ مَهاً عَنَّ أمْ سِرْبٌ جِنَّهْ
أسْربُ مَهاً عَنَّ أمْ سِرْبٌ جِنَّهْ / حَكَيْتُنَّهُنَّ ولَسْتُنَّ هُنَّهْ
أأنْتُنَّ أنجم ذا الجوِّ أَمْ / بُروجُ النجومِ جلا بيبُكُنّهْ
فضحتُنّ بالكُحْل أُدْمَ الظِّباءْ / وعِبْتُنَّهُنَّ بأَجْيادِكُنّهْ
أَلستُنّ كنتنّ قلتُنّ لي / بألا تَحوَّلْنَ عن عَهدكُنّه
ولم أر غِيداً سِواكُنَّ مِسْنَ / فأشبهْنَ في لِينهِنّ الأعِنَّه
غصون تقسَّمن شمسَ الضُّحا / وكُثْبانَ خَبْتٍ وصَبْغَ الدُّجنَّه
حَمْلنَ محاجِرَ عِين المَهَا / وَأبدَيْن ألحاظَ أطلائِهنه
فيا ما أُعَيْذِبَ ألفاظَهنّ / ويا ما أمَيْلِحَ ألحاظَهنّه
إذا رُمْن ظُلْماً فسلطانُهُنّ / علينا مَلاحَةُ أحداقِهِنّه
بَرَزْن لنا عاطِراتِ الجُيوبْ / بسَفْحِ الكَثِيب بوادي بُوَنَّهْ
فَعطَّرْن مِن طِيبِهنَّ النَّسيمْ / وأبدَيْن مِن لَوْعتي المستِكنّه
ولمّا سَفَرْن صَبَغْنَ الضُّحا / بماءِ الخدودِ وتَوْرِيدِهِنّه
فِلِلَّهِ هاتَا غَدَاة انقضَتْ / بطاعتِنا وبِعِصْيانِهنّهْ
وَصَهبْاءَ تَغْدو لِشُرّابِها / إذا ابْتَكروها مِن الهَمِّ جُنَّهْ
تَطُوف علينا بأقداحها / حسانٌ حَكتهُنّ في نَشْرهنّه
نَواعمُ لا يستطِعن النُّهوضْ / إذا قُمْن مِنْ ثِقْل أردافِهِنَّه
حَسُنَّ كحُسْنِ ليالي العزِيزِ / وجِئن ببهجةِ أيّامِهِنّه
إمامٌ يَضَنّ على عِرْضِه / ولا يَعْترِيه على المالِ ضِنّه
فسَلْ هل غَدَتْ قَطُّ أموالُه / وَأَمْسَيْن مِن جُودِه مطمئِنّه
وهل أبصَرَتْ قطُّ أرماحَه / عُيونُ الورى غيرَ حُمْرٍ الأسِنّه
سحائِبُ كفَّيْهِ مُنهلَّةٌ / علينا بمعروفِها مُرْجَحنّه
معالي نِزارٍ عَلَوْنَ النُّجوم / ونِلْنَ مِن المجدِ ما لمَ يَنَلْنَهْ
كذا يَكسِب الفضل من قد سعَى / إليه ويَبني العُلا إِنَّ إِنّه
كِلا راحَتْيك ندىً أو ردىً / كأنّك للناسِ نارٌ وجَنّه
فلولاك لم يَغْدُ فينا الهُدَى / مُنِيراً ولم يُصبِحِ العفُو سُنّه
إذا قال أَتْبَعَهُ بالفعال / وإن جاد لَم يُتْبِع الجُودَ مِنّه
مَنعتَ الخلافَةَ مَنْعَ الأسودِ / إذا ما غَضِبنَ لأشْبَالِهنّه
وَأَمضَيتَ عزمكَ حتَّى أَخفْتَ / به في بطون النِّساءِ الأَجِنّه
يَليقُ بك المُلْكُ حُسْناً كما / تَليق المَعالي بأَربابهِنّه
وإنِّي وإن كنتُ نَجْلَ المُعِزِّ / لَعَبْدُك والحقُّ ما إنْ أُكِنه
رأى الخيرَ مَن أَضْمَر الخيرَ فِيكْ / وجُوزيَ بالشرِّ مَن قد أَجنّه
يا مَن رَعَى وُدِّي وأَدْناني
يا مَن رَعَى وُدِّي وأَدْناني / وَصْلاً ولم يَهْمُمْ بهِجْراني
متى أُجازِيهِ على بعِض ما / أَخْلَص مِن حُبِّي وأولاني
أَم كيف أَسْطيع مكافاةَ مَنْ / أَسْخَطَ حُسَّادي وأَرضاني
واللهِ لا زِلتُ له باذِلاً / قلبي في الحُبِّ وجُثْماني
لا نِلْتُ سؤلي منه إن لم يكن / سِرِّىَ فيه مِثْلَ إعلاني
بدرُ دُجىً يُشرِقُ لألاؤُه / رُكِّب في غُصْنِ من البانِ
ما زالَ يعصي فيّ مَن قد غَدَا / يَلْحَاه في الحُبّ ويلحاني
فلستُ فيه قائلاً قولَ مَن / يَرضَى من الحُبّ بأَلوانِ
فَدَيتُ مَن أعرَضَ حتَّى إذا / خاف عَلَى قلبي ترضّاني
قَصرْتُ على دَيْرِ القُصيرِ مُجُوني
قَصرْتُ على دَيْرِ القُصيرِ مُجُوني / ورُحتُ ومالي فيه غيرُ مَصُونِ
وكانت به للرّاح عِندي وللصِّبا / ديونٌ فلم أَمطُلْ قضاء دُيوني
إذا بكّر الناقوسُ باكَرْتُ شُرْبهَا / وخالفَ أديانَ النَّواقِس دِيني
ورحتُ صَرِيعاً بين كأسِ مُدامةٍ / وترِجيعِ أوتارٍ ولحظِ عُيونِ
وَلم تَهتِكِ اللّذاتُ سِترَ مُرُوءتي / ولا أفسدتْ فيه الذنوبُ يَقِيني
بَعَثْتُهُ يحكيكَ في بعضِ ما
بَعَثْتُهُ يحكيكَ في بعضِ ما / أَلبَسَكَ الشوقُ لرؤيانا
لكنّه يُهدي بأَرْواحِه / إليك مَغْدانا ومُمْسانا
نَبِّيءْ أيا نِيلُوفَرَ النَّبْت عَنْ / وُدّي بتَضْوِيعكَ إنْسانا
وقل له لاَ صلَحتْ حالةٌ / تَنْهاك عن أن تتلقَّانا
ما جَمّل الأيّامَ خَلْقٌ كما / جمّلْتَها حُسْنا وإحسانا
لو طُويَ الجود إذا أصبحتْ / لِطيِّهِ كفُّك عُنْوانا
كأنَّما أنتَ رأيتَ النَّدى / والناسُ أمْسَوا عنه عُمْيانا
قَفَوْتَ في المعروف أَخلاقَنا / وسُمْت في هَدْيك مَهدانا
لا كانَ من فرَق ما بينَنا / في جملة الأَحياءِ لا كانا
أشربْ فهذي ليلةٌ ممكنَهْ
أشربْ فهذي ليلةٌ ممكنَهْ / قد نَفَحَ اللَّهْوُ بها أُرغُنَهْ
والنِّيلُ قد حاربَ رِيحَ الصَّبا / ثمّ تَبدَّى لابِساً جَوْشَنَهْ
قمْ نَغْبِنِ الدهرَ فإنّي امرؤٌ / آليتُ بالنَّشوةِ أَن أَغْبِنَهْ
فسقِّني صِرفاً وممزوجَةً / وغنّني بالله يا جنْجنَهْ
وَيلِي من الرَّشأ الّذي
وَيلِي من الرَّشأ الّذي / سُلْطانُه في المقُلْتينِ
لم تَستَطِعْه مَلافِظي / فشكَتْ إِلى عينيهِ عيني
فاعتلّ عِلّة خائفٍ / وشكا مَلامَ العاذِلَين
ثم استهلّت عينُه / في وجنتَيهِ بِدَمْعَتين
فكأنّما في خدّه / ذهبٌ يَذوبُ على لُجَين
فضممُته ولثمتُه / وأخذْتُ من خدّيه دَيْني
ولقد سألتُ مُعَذَّبي / يومَ التفرُّقِ قُبْلَتَينِ
وكنَنْتُها في عينِه / خوفَ الرَّقيبِ بلَحْظِ عَيني
فأجابني إِن شئتَ أن / تَحظَى بقَطْفِ الوَجْنتَينِ
فاقطِفهُما بين الرَّقِي / بِ وبين لحظِ الحاسِديَن
لسانُ العُودِ أفصحُ مِن لساني
لسانُ العُودِ أفصحُ مِن لساني / وحُسنُ بيانِهِ فوقَ البيَانِ
إذا شَدَّتْ مَثالثه المَلاوي / وجاوبَتِ البُمُومَ به المثَاني
ودارت أَكؤسُ الصّهْباءِ صِرْفاً / وحُرِّكَتِ الغَواني لِلأغاني
فيالكِ من مُنادمَةٍ وقَصْفٍ / تزول بها مُلِمّاتُ الزَّمانِ
لنا أبَرمِيس كنَيْلِ المُنَى
لنا أبَرمِيس كنَيْلِ المُنَى / حَبِيبٌ إلينا نأى أَم دَنَا
يُحِبُّ إدامَته الآكلون / ويُصبي بلَذَّتِهِ الأَلْسُنا
تَدَرَّجُ منه مُتون الظهورِ / كما دَرَّجَتْ راحةٌ جَوْشَنَا
وضَرَّجَه القَلْىُ مِنْ حَرِّهِ / بوَرْدٍ وقَلَّدَه سَوْسَنا
كأنّ الأحبّة مِن طَعْمِه / يُقَبّلْنَنا فيزُلْن الضَّنَى
أكلْناه والماءُ يَحكي لنا / حريرُ جَداوِله أرْغُنا
وليس لنا يا شقيقَ الفؤادِ / نبيذٌ نُتِمُّ به أمرَنا
فرأْيك في السَّمَك المستطابِ / إذا غابت الراح أن يَحسُنا
وقد طالعْتنا نجومُ المجُونِ / ولا بُدّ واللهِ أن نَمْجُنا
ومعشوقِ الَّلمَى خنِثِ الجفونِ
ومعشوقِ الَّلمَى خنِثِ الجفونِ / كَذوب الوعد معتلِّ اليمينِ
مريض الطرفِ منخنِثِ السجايا / يكاد يذوب من ترفٍ ولِينِ
كأنّ لحاظَه فَتَكات عزمي / وصحْة حسنه تصحيح دِيني
أتاني والدّجى حَلِكُ المبَاني / كأنّ نجومَه زُرْقُ العيون
فلمّا تَوَّج اليسرى بكأس / وصار الرطل قُرْطا لليمين
سقاني مِثل خدّيه مُداماً / تُلين جوانحَ الظبي الحَرونِ
كأنّ الراح وَردةُ جُلَّنارٍ / تبدّت في غِلالَةِ ياسَمِينِ
صامتةٌ فوق صامت أبداً
صامتةٌ فوق صامت أبداً / يَضمَن ما يَضمن الحياةَ لنَا
نَرشُف من بَرْد ريقها دُفعاً / أعذب من مجتنَي أحبّتِنا
مهفهَف القَدِّ ينثني لِينَاً
مهفهَف القَدِّ ينثني لِينَاً / قد حكّم السُقمَ والضَّنَى فِينَا
سَلَّ حُساما مِن لحظَه فبه / يقتُلنا تارةً ويُحيينا
ومرَّ يُهدي إلى لواحظِنا / ممّا حَمَت عَقْرَباه نِسْرينا
عانقتُها يومَ النَّوَى ولدمعِها
عانقتُها يومَ النَّوَى ولدمعِها / متحدَّرٌ ولقلِبها خفقانُ
ولِسانُها خَرس ولكن للهوى / في دمعِ مقلتها فمٌ ولِسانُ
وحتى إذا احترّ الوَداع وأَحرقتْ / أكبادَنا بلهيبها الأشجانُ
لاحت بدورُ التِّمّ تحت برَاقِع / ثم انثنى تحتَ المُروطِ البان
وأَفضْنَ ماءَ عيونِهنّ فجال في / تلك الخدودِ كأنّه عِقْيان
ما تَمَنّاك جعفرٌ يا مُنَى جع
ما تَمَنّاك جعفرٌ يا مُنَى جع / فرَ إلاّ وبئس ما قد تَمنَّى
أمغانٍ لشَعْبِه لا سَقَى الغي / ثُ ولا جادَ من مغانيكِ مَغْنى
يا قذىً في العيون يا لوعةً في ال / صدر يا زفرةً تولِّد حُزنا
وَحَّش الناس قرب أرضك حتّى / أصبحوا للعيون هاماً وجِنّا