القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : تَمِيم بنُ المُعِزّ الفاطِميّ الكل
المجموع : 43
ألبسَني حُسْنك يا حُسْنه
ألبسَني حُسْنك يا حُسْنه / ما لم يَخَلْ وهمٌ ولا ظنُّ
أُعطِيتُ ما لَم تَرَه مُقْلَةٌ / مِنك وما لَمْ تَسمعِ الأُذْنُ
أَقَلُّ ما خُوِّلْتُه أنّني / يَعبُد وجهِي الإِنسُ والجِنُّ
لو حملَتْني مُقْلةٌ لم يكن / يَألَمُ مِنْ حَمْلي لها جَفْنُ
كم حَنَّ شوقاً وَأنَّا
كم حَنَّ شوقاً وَأنَّا / وَلم يَنَلْ ما تَمَنَّى
يا من إذا سِيلَ وَصْلاً / أو سِيمَ عَطْفاً تَجَنَّى
إن كنتَ أعرضتَ لمَّا / مَلَكتَ دَلاًّ وَحُسْنا
فكيف عَلَّمتَ عَيْنَيْ / كَ قتلَ هذا المُعَنَّى
يا عَذبةَ الوَصْلِ والصدودِ ويا
يا عَذبةَ الوَصْلِ والصدودِ ويا / أَعْبَقَ ثَغْراً مِن ابنةِ الدَّنِّ
و لم أَذُقْه ولا سَمِعتُ بمَنْ / ذاقَ ولكِنّه كذا ظَنِّي
بَلىَ تعشَّقتُها بِلا حرَجٍ / كان وقبّلتُها ولا أَكْني
ولم تكن قبْلتي موافَقةً / بل خِلْسةً نِلتُها بِلا إِذنِ
يا دَجْنَ ليلٍ بدا على قَمَرٍ / وبدرَ تِمٍّ يغيب في دَجْنِ
وغصنَ بانٍ يميس فوقَ نقاً / أعجِبْ بِهِ من نقا ومِن غُصْنِ
يا حَسَناً كامِلَ الصّفاتِ إِذا / لَم يُضْحِ خَلْقٌ بِكامِلِ الحُسْنِ
حَسْبُك حُسْنٌ غدت بدائِعهُ / أوسعَ مِن فِطنتي ومِن ذِهْني
كم ذا التجنِّي عليَّ ظالمةً / وكم على حَتْفِ مهجتي أَجْني
أتَسْتَحِّلين في الجفا سَقَمي / أم تستَطيبِين في الهوى غَبْني
مالَك لا تَهدِمِين مُنعِمةً / مِن ظُلْمِكِ المستِطيل ما يَبْني
وَيْلاه وَيلاه يا ظَلومُ أما / يكفِيك ما قد سلبِتِه مِنّي
تَلوُّنا في الهوى ومَعْتِبةً / كذاك حَقّاً تلوُّنُ الجنِّ
مُنِّي ولو بالسّلامِ منعِمةً / ثم اخِلطي ما مَنَنْت بالمَنِّ
بِأبي مَنْ سَعَى يبرِّد عنِّي
بِأبي مَنْ سَعَى يبرِّد عنِّي / حَرَّ بعض الغذاءِ بالرُّمّانِ
ليتَه يطفِيء الّذي بي من الشَّو / قِ إلى وجهِه بِقُرْبِ التَّداني
أنا أشتاقُه إذا بات قُرْبي / مِثْل شوقي إليه في الهجران
ومظهِرةٍ عَقْدَ هِمْيانِها
ومظهِرةٍ عَقْدَ هِمْيانِها / تَدِينُ بطاعةِ رُهبْانِها
تراءت لنا يومَ دَيْرِ القُصَيْرِ / وقد فوّقَتْ سهمَ أجفانِها
فلمّا قضت حَقَّ قُرْبانِها / وأدّت فريضةَ صُلْبانها
رمتْنا بلحظٍ يقُدُّ القلوب / ويجرَحُها قبلَ أَبْدانِها
فلَم أَرَ ذُلاًّ كذُليِّ لها / ولم أَرَ عِزّاً كسُلْطانِها
محبَبة أبداً لِلنفوسِ / وإن قَطَّعَتْها بهجْرانها
ألا بأبي جَوْرُ إدلالِها / عليَّ وإفراطُ عُدْوَانها
قل للأمِيرِ ابنِ الإمامِ الّذي
قل للأمِيرِ ابنِ الإمامِ الّذي / أمّنَنا من نائباتِ الزمانْ
لو صُوِّرتْ أفعالُك الغُرُّ ما / أصبحنَ إلاّ أوْجُهاً لِلحسانْ
نحن من المَعْشوقِ في لّذَّةٍ / زادت على لَذّة طِيبِ الأَمان
فأيَّ شيء أبتدي وَصْفَه / منه وقد أفرَطَ في كل شان
أماءَه العَذْبَ القليلَ القَذَى / أم ظِلَّه الدانيَ من كلِّ دان
رُحْتُ به لِلّهوِ في فتيةٍ / كلّهمُ حُرٌّ كريمٌ هِجان
نَلقَى الصَّبَا فيه بَحرِّ الصِّبَا / ونطرد الهمَّ بِبنت الدِّنان
صفراءُ لولا طِيبُ أنفاسِها / غابت عن الحسّ ولُطْفِ العِيان
نَشْربُها مَزْجاً وصِرْفاً وما / لنا سِوى المَثْلَثِ من تَرْجُمان
والبَمُّ يَهْدِينا لِطُرْقِ الصِّبا / إذا تبارتْ فيهِ أيدي القِيانْ
كأنّما رِقّةُ مَسْموعهِ / رِقّة ما يلفظ مِنك اللِّسان
لا تُقتَل الأحزانُ إلاّ بما
لا تُقتَل الأحزانُ إلاّ بما / أودَعَه الإبريَق دمعُ الدِّنان
صفراءُ في الكأس خَلُوقيّةٌ / مخلوقةٌ من قَبْلِ خَلْقِ الزَّمان
أدقّ محسوساً إذا صُرِّفتْ / مِن دِقّةِ الفهمِ ولطفِ البيان
يَقتَصُّ مِن أقدامِنا ثَأُرُها / وتَعقِد اللَّفْظ وتَلْوي اللسان
ينظِم فيها ماؤها لؤلؤاً / كأنّه نَظمُ ثغُورِ القِيان
كأنّما الكأسُ بها ثَلْجةٌ / يَكيلُ ساقِيها بها زَعْفَرانْ
أو دُرّةٌ ضُمّت على عَسْجدٍ / أو عَسجَدٌ قد ذاب في أقْحُوان
دونَكُمُوها فاشربوا صِرْفَها / هَنَاكُم القَصْفُ وطِيبُ المَكان
وأَنصِتوا ما بين أَقداحها / إلى الأغاني مِن حلُوقِ الغوان
حتّى إذا هَزّتكُم نَشْوَةٌ / هَزَّ الشُّجاع المتَّقي للجَبان
فادَّرِعوا أخلاقَكم واطرَبوا / بين تَناغي زِيركُمْ والمَثان
وإن أَغِبْ عنكْم فإني كمن / يراكُمُ في القربِ رأىَ العِيان
هَنّاكُمُ اللهُ ومَلاّكُمُ / وعاشَ من عاداكُمُ في هوان
أسْربُ مَهاً عَنَّ أمْ سِرْبٌ جِنَّهْ
أسْربُ مَهاً عَنَّ أمْ سِرْبٌ جِنَّهْ / حَكَيْتُنَّهُنَّ ولَسْتُنَّ هُنَّهْ
أأنْتُنَّ أنجم ذا الجوِّ أَمْ / بُروجُ النجومِ جلا بيبُكُنّهْ
فضحتُنّ بالكُحْل أُدْمَ الظِّباءْ / وعِبْتُنَّهُنَّ بأَجْيادِكُنّهْ
أَلستُنّ كنتنّ قلتُنّ لي / بألا تَحوَّلْنَ عن عَهدكُنّه
ولم أر غِيداً سِواكُنَّ مِسْنَ / فأشبهْنَ في لِينهِنّ الأعِنَّه
غصون تقسَّمن شمسَ الضُّحا / وكُثْبانَ خَبْتٍ وصَبْغَ الدُّجنَّه
حَمْلنَ محاجِرَ عِين المَهَا / وَأبدَيْن ألحاظَ أطلائِهنه
فيا ما أُعَيْذِبَ ألفاظَهنّ / ويا ما أمَيْلِحَ ألحاظَهنّه
إذا رُمْن ظُلْماً فسلطانُهُنّ / علينا مَلاحَةُ أحداقِهِنّه
بَرَزْن لنا عاطِراتِ الجُيوبْ / بسَفْحِ الكَثِيب بوادي بُوَنَّهْ
فَعطَّرْن مِن طِيبِهنَّ النَّسيمْ / وأبدَيْن مِن لَوْعتي المستِكنّه
ولمّا سَفَرْن صَبَغْنَ الضُّحا / بماءِ الخدودِ وتَوْرِيدِهِنّه
فِلِلَّهِ هاتَا غَدَاة انقضَتْ / بطاعتِنا وبِعِصْيانِهنّهْ
وَصَهبْاءَ تَغْدو لِشُرّابِها / إذا ابْتَكروها مِن الهَمِّ جُنَّهْ
تَطُوف علينا بأقداحها / حسانٌ حَكتهُنّ في نَشْرهنّه
نَواعمُ لا يستطِعن النُّهوضْ / إذا قُمْن مِنْ ثِقْل أردافِهِنَّه
حَسُنَّ كحُسْنِ ليالي العزِيزِ / وجِئن ببهجةِ أيّامِهِنّه
إمامٌ يَضَنّ على عِرْضِه / ولا يَعْترِيه على المالِ ضِنّه
فسَلْ هل غَدَتْ قَطُّ أموالُه / وَأَمْسَيْن مِن جُودِه مطمئِنّه
وهل أبصَرَتْ قطُّ أرماحَه / عُيونُ الورى غيرَ حُمْرٍ الأسِنّه
سحائِبُ كفَّيْهِ مُنهلَّةٌ / علينا بمعروفِها مُرْجَحنّه
معالي نِزارٍ عَلَوْنَ النُّجوم / ونِلْنَ مِن المجدِ ما لمَ يَنَلْنَهْ
كذا يَكسِب الفضل من قد سعَى / إليه ويَبني العُلا إِنَّ إِنّه
كِلا راحَتْيك ندىً أو ردىً / كأنّك للناسِ نارٌ وجَنّه
فلولاك لم يَغْدُ فينا الهُدَى / مُنِيراً ولم يُصبِحِ العفُو سُنّه
إذا قال أَتْبَعَهُ بالفعال / وإن جاد لَم يُتْبِع الجُودَ مِنّه
مَنعتَ الخلافَةَ مَنْعَ الأسودِ / إذا ما غَضِبنَ لأشْبَالِهنّه
وَأَمضَيتَ عزمكَ حتَّى أَخفْتَ / به في بطون النِّساءِ الأَجِنّه
يَليقُ بك المُلْكُ حُسْناً كما / تَليق المَعالي بأَربابهِنّه
وإنِّي وإن كنتُ نَجْلَ المُعِزِّ / لَعَبْدُك والحقُّ ما إنْ أُكِنه
رأى الخيرَ مَن أَضْمَر الخيرَ فِيكْ / وجُوزيَ بالشرِّ مَن قد أَجنّه
يا مَن رَعَى وُدِّي وأَدْناني
يا مَن رَعَى وُدِّي وأَدْناني / وَصْلاً ولم يَهْمُمْ بهِجْراني
متى أُجازِيهِ على بعِض ما / أَخْلَص مِن حُبِّي وأولاني
أَم كيف أَسْطيع مكافاةَ مَنْ / أَسْخَطَ حُسَّادي وأَرضاني
واللهِ لا زِلتُ له باذِلاً / قلبي في الحُبِّ وجُثْماني
لا نِلْتُ سؤلي منه إن لم يكن / سِرِّىَ فيه مِثْلَ إعلاني
بدرُ دُجىً يُشرِقُ لألاؤُه / رُكِّب في غُصْنِ من البانِ
ما زالَ يعصي فيّ مَن قد غَدَا / يَلْحَاه في الحُبّ ويلحاني
فلستُ فيه قائلاً قولَ مَن / يَرضَى من الحُبّ بأَلوانِ
فَدَيتُ مَن أعرَضَ حتَّى إذا / خاف عَلَى قلبي ترضّاني
قَصرْتُ على دَيْرِ القُصيرِ مُجُوني
قَصرْتُ على دَيْرِ القُصيرِ مُجُوني / ورُحتُ ومالي فيه غيرُ مَصُونِ
وكانت به للرّاح عِندي وللصِّبا / ديونٌ فلم أَمطُلْ قضاء دُيوني
إذا بكّر الناقوسُ باكَرْتُ شُرْبهَا / وخالفَ أديانَ النَّواقِس دِيني
ورحتُ صَرِيعاً بين كأسِ مُدامةٍ / وترِجيعِ أوتارٍ ولحظِ عُيونِ
وَلم تَهتِكِ اللّذاتُ سِترَ مُرُوءتي / ولا أفسدتْ فيه الذنوبُ يَقِيني
بَعَثْتُهُ يحكيكَ في بعضِ ما
بَعَثْتُهُ يحكيكَ في بعضِ ما / أَلبَسَكَ الشوقُ لرؤيانا
لكنّه يُهدي بأَرْواحِه / إليك مَغْدانا ومُمْسانا
نَبِّيءْ أيا نِيلُوفَرَ النَّبْت عَنْ / وُدّي بتَضْوِيعكَ إنْسانا
وقل له لاَ صلَحتْ حالةٌ / تَنْهاك عن أن تتلقَّانا
ما جَمّل الأيّامَ خَلْقٌ كما / جمّلْتَها حُسْنا وإحسانا
لو طُويَ الجود إذا أصبحتْ / لِطيِّهِ كفُّك عُنْوانا
كأنَّما أنتَ رأيتَ النَّدى / والناسُ أمْسَوا عنه عُمْيانا
قَفَوْتَ في المعروف أَخلاقَنا / وسُمْت في هَدْيك مَهدانا
لا كانَ من فرَق ما بينَنا / في جملة الأَحياءِ لا كانا
أشربْ فهذي ليلةٌ ممكنَهْ
أشربْ فهذي ليلةٌ ممكنَهْ / قد نَفَحَ اللَّهْوُ بها أُرغُنَهْ
والنِّيلُ قد حاربَ رِيحَ الصَّبا / ثمّ تَبدَّى لابِساً جَوْشَنَهْ
قمْ نَغْبِنِ الدهرَ فإنّي امرؤٌ / آليتُ بالنَّشوةِ أَن أَغْبِنَهْ
فسقِّني صِرفاً وممزوجَةً / وغنّني بالله يا جنْجنَهْ
وَيلِي من الرَّشأ الّذي
وَيلِي من الرَّشأ الّذي / سُلْطانُه في المقُلْتينِ
لم تَستَطِعْه مَلافِظي / فشكَتْ إِلى عينيهِ عيني
فاعتلّ عِلّة خائفٍ / وشكا مَلامَ العاذِلَين
ثم استهلّت عينُه / في وجنتَيهِ بِدَمْعَتين
فكأنّما في خدّه / ذهبٌ يَذوبُ على لُجَين
فضممُته ولثمتُه / وأخذْتُ من خدّيه دَيْني
ولقد سألتُ مُعَذَّبي / يومَ التفرُّقِ قُبْلَتَينِ
وكنَنْتُها في عينِه / خوفَ الرَّقيبِ بلَحْظِ عَيني
فأجابني إِن شئتَ أن / تَحظَى بقَطْفِ الوَجْنتَينِ
فاقطِفهُما بين الرَّقِي / بِ وبين لحظِ الحاسِديَن
لسانُ العُودِ أفصحُ مِن لساني
لسانُ العُودِ أفصحُ مِن لساني / وحُسنُ بيانِهِ فوقَ البيَانِ
إذا شَدَّتْ مَثالثه المَلاوي / وجاوبَتِ البُمُومَ به المثَاني
ودارت أَكؤسُ الصّهْباءِ صِرْفاً / وحُرِّكَتِ الغَواني لِلأغاني
فيالكِ من مُنادمَةٍ وقَصْفٍ / تزول بها مُلِمّاتُ الزَّمانِ
لنا أبَرمِيس كنَيْلِ المُنَى
لنا أبَرمِيس كنَيْلِ المُنَى / حَبِيبٌ إلينا نأى أَم دَنَا
يُحِبُّ إدامَته الآكلون / ويُصبي بلَذَّتِهِ الأَلْسُنا
تَدَرَّجُ منه مُتون الظهورِ / كما دَرَّجَتْ راحةٌ جَوْشَنَا
وضَرَّجَه القَلْىُ مِنْ حَرِّهِ / بوَرْدٍ وقَلَّدَه سَوْسَنا
كأنّ الأحبّة مِن طَعْمِه / يُقَبّلْنَنا فيزُلْن الضَّنَى
أكلْناه والماءُ يَحكي لنا / حريرُ جَداوِله أرْغُنا
وليس لنا يا شقيقَ الفؤادِ / نبيذٌ نُتِمُّ به أمرَنا
فرأْيك في السَّمَك المستطابِ / إذا غابت الراح أن يَحسُنا
وقد طالعْتنا نجومُ المجُونِ / ولا بُدّ واللهِ أن نَمْجُنا
ومعشوقِ الَّلمَى خنِثِ الجفونِ
ومعشوقِ الَّلمَى خنِثِ الجفونِ / كَذوب الوعد معتلِّ اليمينِ
مريض الطرفِ منخنِثِ السجايا / يكاد يذوب من ترفٍ ولِينِ
كأنّ لحاظَه فَتَكات عزمي / وصحْة حسنه تصحيح دِيني
أتاني والدّجى حَلِكُ المبَاني / كأنّ نجومَه زُرْقُ العيون
فلمّا تَوَّج اليسرى بكأس / وصار الرطل قُرْطا لليمين
سقاني مِثل خدّيه مُداماً / تُلين جوانحَ الظبي الحَرونِ
كأنّ الراح وَردةُ جُلَّنارٍ / تبدّت في غِلالَةِ ياسَمِينِ
صامتةٌ فوق صامت أبداً
صامتةٌ فوق صامت أبداً / يَضمَن ما يَضمن الحياةَ لنَا
نَرشُف من بَرْد ريقها دُفعاً / أعذب من مجتنَي أحبّتِنا
مهفهَف القَدِّ ينثني لِينَاً
مهفهَف القَدِّ ينثني لِينَاً / قد حكّم السُقمَ والضَّنَى فِينَا
سَلَّ حُساما مِن لحظَه فبه / يقتُلنا تارةً ويُحيينا
ومرَّ يُهدي إلى لواحظِنا / ممّا حَمَت عَقْرَباه نِسْرينا
عانقتُها يومَ النَّوَى ولدمعِها
عانقتُها يومَ النَّوَى ولدمعِها / متحدَّرٌ ولقلِبها خفقانُ
ولِسانُها خَرس ولكن للهوى / في دمعِ مقلتها فمٌ ولِسانُ
وحتى إذا احترّ الوَداع وأَحرقتْ / أكبادَنا بلهيبها الأشجانُ
لاحت بدورُ التِّمّ تحت برَاقِع / ثم انثنى تحتَ المُروطِ البان
وأَفضْنَ ماءَ عيونِهنّ فجال في / تلك الخدودِ كأنّه عِقْيان
ما تَمَنّاك جعفرٌ يا مُنَى جع
ما تَمَنّاك جعفرٌ يا مُنَى جع / فرَ إلاّ وبئس ما قد تَمنَّى
أمغانٍ لشَعْبِه لا سَقَى الغي / ثُ ولا جادَ من مغانيكِ مَغْنى
يا قذىً في العيون يا لوعةً في ال / صدر يا زفرةً تولِّد حُزنا
وَحَّش الناس قرب أرضك حتّى / أصبحوا للعيون هاماً وجِنّا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025