المجموع : 34
وَصَلْتُ أَنِيني فِي الهَوى بِحَنِينِي
وَصَلْتُ أَنِيني فِي الهَوى بِحَنِينِي / وَشَكْوايَ مَا أَلْقى بِضَعْفِ يَقَينِي
وَبَيَّضْتُ بِالْهَجْرِ الطَّويلِ نَوَاظِرِي / وَوَرَّدْتُ مَاءَ الدَّمْعِ بَيْنَ جُفُوني
فَيَا مُلْزِمي ذَنْبَ الدُّمُوعِ الَّتي جَرَتْ / فَأَبْدَتْ مِنَ الأَسْرارِ كلَّ مَصُونِ
أَعِنِّي عَلَى تَأْدِيبِ دَمْعِي فَإِنَّهُ / يَتُوبُ إِذا ما كُنْتَ أَنْتَ مُعِينِي
أُهَوِّنُ مَا أَلْقى وَلَيْسَ يَهُونُ
أُهَوِّنُ مَا أَلْقى وَلَيْسَ يَهُونُ / إِذا لاحَظَتْنِي مِنْ هَوَاكَ عُيونُ
لَئِنْ قَطَعَ الوَاشُونَ مَا كانَ بَيْنَنَا / فَحَظُّكَ مِنْ قَلْبِي عَلَيْكَ مَصُونُ
وَإِنْ رُمْتُ كِتْمانَ الهَوى نَطَقَتْ بِهِ / بَوَادِرُ دَمْعٍ سُحْبُهُنَّ جُفُونُ
أَهُونُ إِذا مَا عَزَّ مَنْ أَنا عَبْدُهُ / وَمَا عَزَّ فِيهِ الخَطْبُ لَيْسَ يَهُونُ
أَهْلاً بِنَمَّامٍ يَنُمُّ بِطِيبِهِ
أَهْلاً بِنَمَّامٍ يَنُمُّ بِطِيبِهِ / في كُلِّ إِبَّانٍ وِكُلَّ زَمَانِ
لا كانَ عَائِبُهُ فَقَدْ أَبْدى لَنا / عَيْنَ المُحالِ وَجاءَ بِالبُهْتَانِ
يَحْدُو المُفِيقَ إِلى الخُمَارِ لأَنَّ في / نِصْفِ اسْمِهِ ثَمَل الفَتى السَّكْرانِ
وَهِجاءُ نَمَّامٍ إِذا نَكَّسْتَهُ / لَكَ طَارِفٌ مِنْ طَارِقِ الحَدَثانِ
أَضْحَكْتَنِي مِنْ بَعْدِ مَا أَبْكَيْتَنِي
أَضْحَكْتَنِي مِنْ بَعْدِ مَا أَبْكَيْتَنِي / فَبَرَزْتُ مِنْ فَرَحِي فَمُتُّ مَكاني
وَسَرَرْتَني بَعْدَ الأَسى فَجَمَعْتَ لِي / عُرْسَ السُّرُورِ وَمَأْتَمَ الأَحْزَانِ
مَا إِنْ تَلَجْلَجَ مَنْطِقي عَنْ حُجَّتِي / إِلا وَذِكْرُكَ ترْجُمانُ لِساني
يا شَمْسَ حُسْنٍ أَشْرَقَتْ
يا شَمْسَ حُسْنٍ أَشْرَقَتْ / مِنْ فَوْقِ غُصْنٍ مِنْ لُجَيْنِ
اُنْظُرْ إِلى البَدْرِ المُنِي / فِ إِذا بَدَا في الفَرْقَدَيْنِ
وَلَهِي عَلَيْهِ أَشَدُّ مِنْ / وَلَهِ البَتُولِ عَلَى الحُسَيْنِ
قَلْبٌ يُقَلِّبُهُ الحَنِينُ
قَلْبٌ يُقَلِّبُهُ الحَنِينُ / وَحَشىً يُقَطِّعُها الأَنِينُ
أَيْنَ التَّصَبُّرُ في الهَوى / أَيْنَ المُساعِدُ وَالمُعينُ
مَا كانَ مِثْلي في الغَرامِ / وَلا السَّقَامِ وَلا يَكُونُ
تَلْقَى القُلوبُ مِنَ الهَوى / حَتْفاً بِما جَنَتِ العُيُونُ
قُومي امْزُجِي الكأْسَ بِاللجَيْنِ
قُومي امْزُجِي الكأْسَ بِاللجَيْنِ / وَاحْتَمِلِي الكأْسَ بِاليَدَيْنِ
وَاغْتَنمِي غَفْلَةَ الليالِي / فَرُبَّما أَيْقَظَتْ لِبَيْنِ
فَقَدْ لَعَمْري أَقَرَّ مِنِّي / هِلالُ شَوَّال كُلَّ عَيْنِ
ذاتُ الخَلاخِيلِ هَلْ تَراهُ / شَبِيهَ خَلْخَالِها اللجَيْنِ
وَتِمْثالِ حُسْنٍ إِذا مَا بَدَا
وَتِمْثالِ حُسْنٍ إِذا مَا بَدَا / سَجَدن لَهُ بالجُفُونِ العُيُونُ
يَحارُ إِذا زَارَ طَرْفِي الكَرى / كَما حَارَ بِالشَّكِّ فِيهِ اليَقِينُ
وَكَانَ وصُولاً فَلَمّا جَفَا / تَجافَتْ عَنِ الغُمْضِ مِنَّا الجُفُونُ
لَوْ قِيلَ هَلْ رَجُلٌ طالَتْ بَلِيَّتُهُ
لَوْ قِيلَ هَلْ رَجُلٌ طالَتْ بَلِيَّتُهُ / لاسْتَعْبَرَتْ مُقْلَتِي حَتَّى أَقولَ أَنا
وَلَوْ قَضى حَزَناً مُسْتَهْتَرٌ دَنِفٌ / لَكُنْتُ أَوَّلَ مَحْزُونٍ قَضى حَزَنا
هذا كِتابُ فَتَىً طالَتْ صَبَابَتُهُ / مُكَبَّلٍ في الهَوى وَقْفٍ لِكُلِّ ضَنى
لِجُنُونِ الهَوى وَهَبْتُ جَنَاني
لِجُنُونِ الهَوى وَهَبْتُ جَنَاني / فَدَعَانِي يا عَاذِلَيَّ دَعَانِي
اِسْقِيَانِي ذَبِيحَة الماءِ في الكأْ / سِ وَكُفَّا عَنْ شُرْبِ مَا تَسْقِيَانِ
إِنَّنِي قَدْ أَمِنْتُ بِالأَمْسِ إِذْ مُت / تُ بِها أَنْ أَموتَ مَوْتاً ثَانِي
قَهْوَةٌ تَطْرُدُ الهُمُومَ إِذا مَا / مُكِّنَتْ مِنْ مَواطِنِ الأَحْزَانِ
نَثَرَتْ رَاحَةُ المِزَاجِ عَلَيْها / حَدَقاً مَا تَدُورُ في أَجْفانِ
فَهْيَ تَجْرِي مِنَ اللطافَةِ في الأَرْ / وَاحِ مَجْرى الأَرْوَاحِ في الأَبْدَانِ
وَرَخِيمِ الدَّلالِ قَدْ تَاهَ في الحُسْ / نِ بَدِيعٍ تَضِلُّ فِيهِ المَعَاني
تَتَهادى بِكأْسِهِ مِنْ هَدَايا / هُ إِلَيْنا طَرائِفُ الأَشْجانِ
مَا رَأَيْنا وَرْداً كَوَرْدٍ بِخَدَّيْ / هِ بَدَا طَالِعاً علَى غُصْنِ بانِ
زَارَني وَالهِلالُ فِي ساعِدِ الأُفْ / قِ كَبَحْرٍ في نِصُفِهِ نِصْفُ جَانِ
وَغَدا وَالهِلالُ في شَرَكِ الفَجْ / رِ شَرِيكي في قَبْضَةِ الإِرْتِهانِ
وَيَمِينُ الجَوْزَاءِ تَبْسُطُ باعاً / لِعِناقِ الدُّجى بِغَيْرِ بَنانِ
وَكأَنَّ الإِكْلِيلَ في كِلَّةِ الليْ / لِ ثَلاثٌ مِنْ فَوْقِ عِقْدِ ثَمانِ
وَكأَنَّ الذِّرَاعَ تَحْتَ الثُّرَيَّا / رَايَةٌ رُكِّبَتْ بِغَيْرِ سِنانِ
وَكأَنَّ المِرِّيخَ إِذْ رُمِيَ الغَرْ / بُ بِهِ شُعْلَةٌ مِنَ النِّيرانِ
وَكأَنَّ النُّجُومَ أَحْداقُ رُومٍ / رُكِّبَتْ فِي مَحَاجِرِ السُّودانِ
رَشَأٌ تَشْرَهُ النُّفُوسُ إِلى مَا / في ثَناياهُ مِنْ رَحِيقِ اللِّسانِ
عِفْتُهُ مَعْ تَشَوُّقٍ بي إِلَيْهِ / فَوِصالِي لَهُ عَلى هِجْرَانِ
لا وَمَا احْمَرَّ مِنْ تَوَرُّدِ خَدَّيْ / هِ وَمَا اصْفَرَّ مِنْ شُمُوسِ الدِّنانِ
لا أَطَعتُ العَذُولَ في لَذَّةِ الكأْ / سِ وَلا لُمْتُ عَاشِقاً في الزَّمانِ
سَأُطِيلُ السُّجُودَ في قِبْلَةِ الكأْ / سِ بِتَسْبِيحِ أَلْسُنِ العِيدانِ
كَمْ صَلاةٍ عَلَى فَتىً ماتَ سُكْراً / قَدْ أُقِيمَتْ فِينا بِغَيْرِ أَذَانِ
أَيُّها الرَّائِحُ الَّذي رَاحَتَاهُ / بِخِضَابِ الكُؤُوسِ مَخْضُوبَتانِ
عُجْ بِضِحْكِ الأَقْداحِ في رَهَجِ القَصْ / فِ إِذا مَا بَكَتْ عَلَيْهِ القَنَاني
وَاسْقِنِي القَهْوَةَ الَّتي تُنْبِتُ الوَرْ / دَ إِذا شِئْتَ في خُدُودِ الغَواني
لا تُدَغْدِغْ صَدْرَ المُدامِ بِأَيْدِي الْ / مَزْجِ مَا دُغْدِغَتْ صُدُورُ المَثَاني
في رِياضٍ تُرِيكَ في اللَّيْلِ مِنْها / سُرُجاً مِنْ شَقَائِقِ النُّعْمانِ
كَتَبَتْها أَيْدِي السَّحابِ بِأَقْلا / مِ دُمُوعٍ عَلَى طُرُوسِ المَغاني
أَلِفاتٍ مُؤَلَّفاتٍ وَلامَا / تٍ تَكَوَّنَّ مِنْ ضَمِيرِ المَعَاني
عَلِيلُ القَلْبِ وَالبَدَنِ
عَلِيلُ القَلْبِ وَالبَدَنِ / بَعِيدُ الدَّارِ وَالسَّكَنِ
بَكى وَشَكا تَشَتُّتَهُ / عَنِ الأَحْبابِ وَالوَطَنِ
وَمَنْ أَعْطى أَزِمَّتَهُ / بِلا مَنْعٍ يَد الزَّمَنِ
فَذَاكَ يَبِيعُ لَذَّتَهُ / مِنَ الدُّنْيا بِلا ثَمَنِ
بَياضُ خَدَّيْكَ مَوْصُولٌ بِصُدْغَيْنِ
بَياضُ خَدَّيْكَ مَوْصُولٌ بِصُدْغَيْنِ / صُدْغٍ مِنَ اللَّيْلِ مُسْوَدِّ الجَناحَيْنِ
سَلَلْتَ سَيْفاً قَتَلْتَ العالَمِينَ بِهِ / فَكَيْفَ لَوْ جَرَّدَتْ عَيْناكَ سَيْفَيْنِ
مَنْ سَرَّهُ العِيدُ فَلا سَرَّني
مَنْ سَرَّهُ العِيدُ فَلا سَرَّني / بَلْ زَادَ فِي شَوْقي وَأَحْزَاني
لِأَنَّهُ ذَكَّرَني مَا مَضى / مِنْ عَهْدِ أَحْبَابي وَإِخْوَانِي
وَذَاتِ رِيقٍ إِنْ تَرَشَّفْتَهُ
وَذَاتِ رِيقٍ إِنْ تَرَشَّفْتَهُ / وَجَدْتَهُ أَحْلى مِنَ المَنِّ
إِذَا بَدَتْ فِي كَفِّ جَلابِها / رَأَيْتَهَا في غَايَةِ الحُسْنِ
كَسَلَّةٍ خَضْرَاءَ مَخْتُومَةٍ / عَلَى الفُصُوص الحُمْرِ فِي القُطْنِ