القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الطُّغْرائي الكل
المجموع : 26
إذا أرواحنا بالطبخ يوماً
إذا أرواحنا بالطبخ يوماً / غلظنَ فذلك العسل الثخين
وبالتركيب يغلظ بعد طبخ / بتدبير له أمدٌ وحين
فأعلى مائنا عسل مصفّى / وآخره عُرَىً ذهب ثمينُ
فيمسك ماؤنا بعراه حتى / يتم وذلك العقد المبين
وبدء جنيننا صلصال طين / بدا من لينه حَمَأٌ سَنينُ
تكوّن نطفة وله قرار / حصين لا يطاف به مكينُ
ففكر تستفد كنزاً دفيناً / فحلمتنا هي الكنز الثمين
إن أخذنا الكبريت ثم خلطنا
إن أخذنا الكبريت ثم خلطنا / جسداً ميتاً به وسقينا
ومزجناهما بصبر ورفق / وقررنا بذلك الرفق علينا
وانغماس الكبريت في الجسد / الأبيض من أصعب الأمور علينا
جسد راسب وروح لطيف / خلق النفس منهما بين بينا
ودعوا ما قد طار منه نضاراً / والذي قَرَّ في الإناء لجينا
فأصاب الكبريت من وهج النا / ر فرام الفرار فيما رأينا
فأَبضته عن الاباق جسوم / صار في جوفهن لما التقينا
واستجنَّ الأرواح في غلظ الاج / ساد من حرها اتقينا
ولزمنا التكرار حلاً وعقداً / فبلغنا من أمرنا ما اشتهينا
ملائكة السماء همُ أمدّوا
ملائكة السماء همُ أمدّوا / ملوك الأرض بالنصر المبينِ
هما خلقان من قدس ولكن / ملوك الأرض تخلق بعد حين
فما في العلو من قدس خفيف / وما في الأرض من قدس ركين
ومازج نارنا حر خفي / فمن زاكٍ ومن جنس لعينِ
خزائن ربنا اجتمعت إليهم / وملك العالمين بلا قرينِ
فألف بينهم تظفر وتخرج / غوامض سرنا الخافي الدفينِ
لنا الأنهار من لبن وخمر
لنا الأنهار من لبن وخمر / ومن عسل ومن ماء معين
وفي أنهارنا رضراض تبر / ودر بين ياقوت ثمينِ
وهيكلنا المقدس فيه روح / وجسم والقرين مع القرينِ
نرشّ عليه من ماء لطيف / يعيش به ويسخنه بلينِ
ونغسله بماء البحر حتى / يزول ظلاله عنه لحينِ
ونجعل جسمه روحاً لطيفاً / فيمتزجان في الكنّ الكنينِ
فذاك دواؤنا الفاروق يشفي / بشربته من الداء الدفينِ
هلموا إذا ما خفتهم الفقر فاصعدوا
هلموا إذا ما خفتهم الفقر فاصعدوا / إلى جبل من فوقكم ينبت الغنى
خذوه فردّوه إلى أصله الذي / تفرّع منه نبته وتكوّنا
هباءًا لطيفاً لا رسوب لثقله / وماء حياة عالي القدر مثمنا
وصونوهما من كل شيء وأحكموا / له من زجاج ناصع اللون معدنا
منيع النواحي محكم الرأس حابس / لما فيه من ريح الهواء تحصّنا
ولا تضجروا بالسحق فهو ملاكه / به يظهر السر الذي كان مبطنا
فإن لانت الأرض الكريمة أخرجت / لكم زهراً يرضي القلوب تلوّنا
هي الأرض حبلى بالأجنّة برهة / وبالنار تغدو الطفل والماء أزمنا
ولا تدعوا البذور الذي قد طرحتمُ / يجفّ فتخطوا من ثماركم الجنى
ولا تهملوا نار الحضان فإنها / تقلّب ما شئتم ظهورا وابطنا
وربّوه دهراَ لا تملّوا رضاعه / لتستحكم الأوصال منه وتمتنا
فذلك عقد الإنفصال لشده / تداخل في أجزائه وتمكنا
فإن أنتم كررتم عقد حلّه / مراراً تباعاً كان اغلى واثمنا
فإن رمتم الحُملان منه فقطّروا / على القشر محمراً من الدم مثخنا
فضحت لكم سري وأظهرت حكمتي / وبحت بسر الله في الخلق معلنا
فغن تجهلوه فاستعينوا بفكرة / تغادر ما استعصى من الأمر هينا
فبالفكر نلنا علم ما غاب بعدما / جعلناه دأباً لا يملّ وديدنا
ولا تدعوا كتمانه إن علمتمُ / وكونوا لسر الله في الأرض مخزنا
حباني بهذا العلم ربي معلماً / وأوضح لي ما ألبسوه مبيّنا
ولا تبطروا إن نلتمُ ما ذكرته / وروموا به العتى وحوزوا به المنى
قد تم بالنقص والتركيب ما طلبوا
قد تم بالنقص والتركيب ما طلبوا / وأنشأوه بتمزيج وتعفينِ
نالوا بأيسر حظ من صناعتهم / غنى وملكاً ولا ملك السلاطينِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025