المجموع : 26
يا سَيِّداً غَمَرَ الوُجُودَ بِجُودِهِ
يا سَيِّداً غَمَرَ الوُجُودَ بِجُودِهِ / فَقَضاهُ بَعْضَ الحَمْدِ كُلُّ لِسانِ
تُنْمَى إِلى رَجَبٍ عُلاكَ تَفَرُّداً / وَحُلاكَ طِيبَ شَذىً إلى نِيسانِ
أنْتَ الحُسَامُ لِيُنْتَضَى مِنْ غمْدِهِ / فَيَقُطَّ هَامَةَ كَافِرِ الإِحْسَانِ
تاللَّهِ أسْنَاها يَداً مَنْسِيَّةً / يَوْمِي وفِي أَمْسِي أَبَتْ نِسْيانِي
مَا ضَرَّها أنْ لَمْ تَكُنْ جَفْنِيَّةً / لَوْ كُنْتُ في الإِحْسَانِ مِنْ حَسَّانِ
نَمُوتُ عَلى الدّنْيا فَنَحْيا بِلا دِينِ
نَمُوتُ عَلى الدّنْيا فَنَحْيا بِلا دِينِ / هَوىً لِهَوَانٍ قَادَنَا وَلِتَوْهِينِ
وَهَلْ هِيَ إِلا لِلْمَساكِينِ وَيْحَنا / مَسَاكِينَ فيهَا يَرْتَعُونَ إلَى حينِ
فَما بَالُنا لا نَتَّقِي اللَّهَ رَبَّنا / وَنَدْعُوهُ في تَحْسينِ عُقْبى وَتَحْصينِ
غَلَبَتْ عَلَيَّ لِبُعْدِكُمْ أَشْجانِي
غَلَبَتْ عَلَيَّ لِبُعْدِكُمْ أَشْجانِي / وَجَفا الكَرَى مِنْ بَعْدِكُمْ أَجْفانِي
وَتَضَرَّمَتْ بَيْنَ الجَوَانِحِ لَوْعَةٌ / إِطْفاؤُها أَعْيَا عَلى الطُّوفانِ
هَيْهاتَ يَدْنُو الصّبْرُ مِنِّيَ بَعْدَهَا / وأَنَا البَعيدُ الأَهْلِ والأَوْطَانِ
لَوْ أنَّ ثَهْلاناً تَحَمَّلَ بَعْضَ ما / حُمِّلْتُهُ خَرَّتْ ذُرَى ثَهْلانِ
أَسْرٌ وقَسْرٌ لا قَرَارَ عَلَيْهِما / وَتَغَرُّبٌ عَنْ أسْرَتِي ومَكَانِي
هَذا وَكَمْ أَثْناء هَذا مِنْ أَسىً / فَضَح العَزَاء ومِنْ هَوىً وَهَوانِ
ويَهُونُ ذَلِكَ لِلْفِراقِ وطَعْمِهِ / إنَّ الفِراق هُوَ الحِمامُ الثَّانِي
تَحَيَّفَ حالَتِي حَيفُ الزَّمانِ
تَحَيَّفَ حالَتِي حَيفُ الزَّمانِ / وَصِدْقُ اليَاسِ مِن كذِبِ الأَمانِي
وَبَرت فِي أَلِيَّتِهَا الليالِي / بِتَرْويعِي فَأَنَّى بِالأَمانِ
أَمَا قنعت وَقَدْ كَلِفَت بِهَضْمِي / وَضَيْمِي دُونَ أَبناءِ البَيانِ
أُحاوِلُ أَن أَقومَ لِمَا يُوَاتِي / فَتُقْعِدُنِي الخُطُوبُ بِلا تَوانِي
وَأَطْباقُ الثرَى بِالحُرِّ أَحْرَى / إِذا أَلْفَى الثراءَ مِنَ الهَوانِ
فَهَلْ مِنْ آخِذٍ بِيَدي أخيذٍ / بِعَينِ اللَّهِ شدّةُ ما يُعانِي
أَيا مَا أَشتَكِيهِ من أَيامِي / عوَارٍ فِي يَدِ البَلوَى عَوانِي
وَمَا أَبغِي عَلَى تَلَفِي دَلِيلاً / كَفانِي أَننِي حَيٌّ كَفانِي
يُعَيِّرُنِي قَوْمٌ بِجَفْوَةِ سُلطانِي
يُعَيِّرُنِي قَوْمٌ بِجَفْوَةِ سُلطانِي / وَيَشْفِيهِم شَكوَى بِنبوةِ أَوْطَانِي
يَرُمْنَ خُمُولاً عُطْلَتِي لِتَوَقُّفِي / وَتِلَكَ عَلَى مَحضِ النباهَةِ بُرْهانِي
وَقالُوا خفوف قُلت لا بَل رَجَاحَةٌ / كَفَتْنِيَ إِلقاءً بِكَفِّي لإذعانِ
إِذَا عَهِدونِي لِلنَّزاهَةِ راكِباً / فَصَعْبُ الأَسَى سَهْلٌ وَإِنْ هَدَّ أَركَانِي
جدّد لنيّتك القصيّة نيّةً
جدّد لنيّتك القصيّة نيّةً / فكأن بمحتوم الردى قد كانا
وانظر لنفسك راشداً أودع فكم / تربٍ إلى الترب استقلّ وبانا
بالموت ينتَبِهُ الفتى من غفلةٍ / صحبتهُ طول حياته وسنانا
يا بؤسَ للدنيا الدنية ضرّجَت / بدمائه مستبسلاً وجبانا
لو أنّ صرعى ليلها ونهارها / حسبوا لفاتوا العدّ والحسبانا
بين اضطراب واضطرامٍ كلّ من / يرجو مكاناً ساكنا وزمانا
لا تأمنِ الأيّام واخش صروفها / فلرُبّ عزّ صيّرَته هوانا
وعلى خلائقها الخلائق ركبوا / أو ما ترى أوفاهم خوّانا
كم ضامنٍ لك منهم إخلاصهُ / فإذا استحالت يستحيلُ ضمانا
بأبي بصيرٌ بالزمان وأهله / قطعَ الأنام وواصلَ الرحمانا
ما راهن الزهاد إلّا فاتهُم / سبقاً وأحرزَ كيف شاء رهانا
أخلق به والناس يوم العرض / من خوف سكارى أن يفيق أمانا