القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مَحمود سامِي البارُودِي الكل
المجموع : 37
أَحْبِبْ وَأَبْغِضْ وَقُلْ بِحَقٍّ
أَحْبِبْ وَأَبْغِضْ وَقُلْ بِحَقٍّ / وَلا تُسَاهِلْ وَلا تُخَاشِنْ
فَالْحُبُّ يُعْمِي عَنِ الْمَسَاوِي / وَالْبُغْضُ يُعْمِي عَنِ الْمَحَاسِنْ
لا تَعْكُفَنَّ عَلَى الْمُدَامِ بِغَيْرِ مَا
لا تَعْكُفَنَّ عَلَى الْمُدَامِ بِغَيْرِ مَا / صَوْتٍ يَهِيجُ بِلَحْنِهِ النَّدْمَانَا
إِنَّ الْغِنَاءَ سَرِيرَةٌ فِي النَّفْسِ قَدْ / ضَاقَتْ بِهَا فَتَفَجَّرَتْ أَلْحَانَا
خَفِّضْ عَلَيْكَ وَلا تَجْزَعْ لِنَائِبَةٍ
خَفِّضْ عَلَيْكَ وَلا تَجْزَعْ لِنَائِبَةٍ / فَالدَّهْرُ يَعْتَرُّ بِالإِنْسَانِ أَحْيَانَا
فَكُلُّ نَاءٍ قَرِيبٌ إِنْ صَبَرْتَ لَهُ / وَكُلُّ صَعْبٍ إِذَا قَاوَمْتَهُ هَانَا
لا تَرْكَنَنَّ إِلَى النَّمَّامِ إِنَّ لَهُ
لا تَرْكَنَنَّ إِلَى النَّمَّامِ إِنَّ لَهُ / خَدْعاً يُفَرِّقُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْبَدَنِ
لَوْ لَمْ تَكُنْ قِصَّةُ النَّمَّامِ كَاذِبَةً / مَا كَانَ يَسْتُرُهَا عَنْ مَعْرِضِ الْعَلَنِ
وَذِي وَجْهَيْنِ تَلْقَاهُ طَلِيقاً
وَذِي وَجْهَيْنِ تَلْقَاهُ طَلِيقاً / مُحَيَّاهُ وَبَاطِنُهُ حَزِينُ
يُعَاطِيكَ الْمُنَى بِلَحَاظِ رِيمٍ / وَبَيْنَ ضُلُوعِهِ ضَبٌّ كَمِينُ
حَوَيْتَ مِنَ السَّوْءَاتِ مَا لَوْ طَرَحْتَهُ
حَوَيْتَ مِنَ السَّوْءَاتِ مَا لَوْ طَرَحْتَهُ / عَلَى الشَّمْسِ لَمْ تَطْلُعْ بِكُلِّ مَكَانِ
وَمَا تَرَكَ الْهَاجُونَ فِيكَ بَقِيَّةً / يَدُورُ عَلَيْهَا فِي الْهِجَاءِ لِسَانِي
إِذَا مَا الْمَرْءُ أَعْقَبَ ثُمَّ أَوْدَى
إِذَا مَا الْمَرْءُ أَعْقَبَ ثُمَّ أَوْدَى / تَعَادَلَ فَهْوَ مَوْجُودٌ وَفَانِي
وَمَا الدُّنْيَا سِوَى أَخْذٍ وَرَدٍّ / وَهَدْمٍ نَابَ عَنْهُ بِنَاءُ بَانِي
كَتَمْتُ هَوَاكِ حَتَّى لَيْسَ يَدْرِي
كَتَمْتُ هَوَاكِ حَتَّى لَيْسَ يَدْرِي / لِسَانِي مَا تَضَمَّنَهُ جَنَانِي
وَلِي بَيْنَ الْجَوَانِحِ مِنْكِ سِرٌّ / خَفِيٌّ لا يَعِيهِ الْكَاتِبَانِ
وَكَيْفَ يَخُطُّهُ الْمَلَكَانِ عَنِّي / وَلَمْ يَنْطِقْ بِغَامِضِهِ لِسَانِي
يَمُوتُ مَعِي سِرُّ الصَّدِيقِ وَلَحْدُهُ
يَمُوتُ مَعِي سِرُّ الصَّدِيقِ وَلَحْدُهُ / ضَمِيرٌ لَهُ الْجَنْبَانِ مُكْتَنِفَانِ
وَأُسْأَلُ يَوْمَ الْبَعْثِ عَنْ كُلِّ مَا وَعَى / سَمَاعٌ وَمَا فَاهَتْ بِهِ شَفَتَانِ
فَأُنْكِرُهُ مِنْ بَيْنِ مَا فِي صَحِيفَتِي / وَأَجْحَدُهُ إِذْ يَشْهَدُ الْمَلَكَانِ
وَذَنْبِي فِي ذَا الْجَحْدِ أَيْسَرُ مَحْمَلاً / مِنَ الذَّنْبِ فِي إِفْشَائِهِ بِلِسَانِي
عَرَفَ الْهَوَى فِي نَظْرَتِي فَنَهَانِي
عَرَفَ الْهَوَى فِي نَظْرَتِي فَنَهَانِي / خِلٌّ رَعَيْتُ وِدَادَهُ فَرَعَانِي
أَخْفَيْتُ عَنْهُ سَرِيرَتِي فَوَشَى بِهَا / دَمْعٌ أَبَاحَ لَهُ حِمَى كِتْمَانِي
فَبِأَيِّ مَعْذِرَةٍ أُكَذِّبُ لَوْعَةً / شَهِدَتْ بِهَا الْعَبَرَاتُ مِنْ أَجْفَانِي
يَا صَاحِ لا أَبْصَرْتَ مَا صَنَعَ الْهَوَى / بِأَخِيكَ يَوْمَ تَفَرُّقِ الأَظْعَانِ
يَوْمٌ فَقَدْتُ الْحِلْمَ فِيهِ وَشَفَّنِي / وَلَهٌ أَصَابَ جَوَانِحِي فَرَمَانِي
فَعَلَيْكَ مِنْ قَلْبِي السَّلامُ فَإِنَّهُ / تَبِعَ الْهَوَى فَمَضَى بِغَيْرِ عِنَانِ
هَيْهَاتَ يَرْجِعُ بَعْدَما عَلِقَتْ بِهِ / لَحَظَاتُ ذَاكَ الشَّادِنِ الْفَتَّانِ
وَعَلَى الرَّحَائِلِ نِسْوَةٌ عَرَبِيَّةٌ / يَخْدَعْنَ لُبَّ الْحَازِمِ الْيَقْظَانِ
أَغْوَيْنَنِي فَتَبِعْتُ شَيْطَانَ الْهَوَى / إِنَّ النِّسَاءَ حَبَائِلُ الشَّيْطَانِ
مَا كُنْتُ أَعْلَمُ قَبْلَ بَادِرَةِ النَّوَى / أَنَّ الأُسُودَ فَرَائِسُ الْغِزْلانِ
رَحَلُوا فَأَيَّةُ عَبْرَةٍ مَسْفُوحَةٍ / وَيَدٍ تَضُمُّ حَشَاً مِنَ الْخَفَقَانِ
وَلَقَدْ حَنَنْتُ لِبَارِقٍ شَخَصَتْ لَهُ / مِنَّا الْعُيُونُ بِأَبْرَقِ الْحَنَّانِ
يَسْتَنُّ فِي عُرْضِ الْغَمَامِ كَأَنَّهُ / لَهَبٌ تَرَدَّدَ فِي سَمَاءِ دُخَانِ
فَانْظُرْ لَعَلَّكَ تَسْتَبِينُ رِكَابَهُ / طَوْعَ الرِّيَاحِ يُصِيبُ أَيَّ مَكَانِ
فَهُنَاكَ تَجْتَمِعُ الشُّعْوبُ وَتَلْتَقِي / هُدْبُ الْخُدُورِ عَلَى غُصُونِ الْبَانِ
فَاخْلَعْ عِذَارَكَ وَاغْتَنِمْ زَمَنَ الصِّبَا / قَبْلَ الْمَشِيبِ فَكُلُّ شَيءٍ فَانِي
سَلْ حَمَامَ الأَيْكِ عَنِّي
سَلْ حَمَامَ الأَيْكِ عَنِّي / إِنَّهُ أَدْرَى بِحُزْنِي
نَحْنُ فِي الْحُبِّ سَوَاءٌ / كُلُّنَا يَبْكِي لِغُصْنِ
غَيْرَ أَنَّ الْوَجْدَ مِنْهُ / لَيْسَ مِثْلَ الْوَجْدِ مِنِّي
أَنَا أَبْكِي مِنْ غَرَامِي / وَهْو فِي الْغُصْنِ يُغَنِّي
وَهْوَ بِالدَّمْعِ بَخِيلٌ / وَدُمُوعِي مِلْءُ عَيْنِي
لَسْتَ فِي الصَّبْوَةِ مِثْلِي / فَانْصَرِفْ يَا طَيْرُ عَنِّي
ذَكَرَ الصِّبَا فَبَكَى وَلاتَ أَوَانِ
ذَكَرَ الصِّبَا فَبَكَى وَلاتَ أَوَانِ / مِنْ بَعْدِ مَا وَلَّى بِهِ الْمَلَوَانِ
هَيْهَاتَ يَرْجِعُ فَائِتٌ لَعِبَتْ بِهِ / عُصُرٌ أَوَائِلُ أُرْدِفَتْ بِثَوَانِي
هَوِّنْ عَلَيْكَ فَكُلُّ شَيءٍ ذَاهِبٌ / وَالدَّهْرُ مَصْدَرُ عِزَّةٍ وَهَوَانِ
وَاحْذَرْ مِنَ الدُّنْيَا إِذَا هِيَ أَقْبَلَتْ / بِالْبِشْرِ فَهْيَ كَثِيرَةُ الأَلْوَانِ
وَدَعِ التَّعَلُّقَ بِالْمُحَالِ فَمَنْ يَعِشْ / فِي غِبْطَةٍ يُرْمَى بِهِ الرَّجَوَانِ
لا تَأْمُلَنَّ بِكُلِّ عَامٍ مُقْبِلٍ / خَيْرَاً فَكُلُّ الدَّهْرِ عَامُ جِوَانِ
وَالدَّهْرُ أَيَّامٌ تُبِيدُ صُرُوفُهَا / وَتُشِيدُ فَهْيَ هَوَادِمٌ وَبَوَانِي
أَنَّى يَفِرُّ الْمَرْءُ مِن شَرَكِ الرَّدَى / وَالْمَوْتُ مَقْدُورٌ عَلَى الْحَيَوَانِ
مَا أَطْيَبَ الْعَيْشَ لَوْلا أَنَّهُ فَانِي
مَا أَطْيَبَ الْعَيْشَ لَوْلا أَنَّهُ فَانِي / تَبْلَى النُّفُوسُ وَلا يَبْلَى الْجَدِيدَانِ
قَدْ كُنْتُ فِي غِرَّةٍ حَتَّى إِذَا انْقَشَعَتْ / أَبْقَتْ تَبَارِيحَ لا تَنْفَكُّ تَغْشَانِي
وَشَيْبَةً كَلِسَانِ الْفَجْرِ نَاطِقَةً / بِمَا طَوَاهُ عَنِ الإِفْشَاءِ كِتْمَانِي
أَضْحَتْ قَذَىً لِعُيُونِ الْغِانِيَاتِ وَقَدْ / كَانَتْ حِبَالَةَ أَبْصَارٍ وَأَذْهَانِ
كَأَنَّنِي لَمْ أَقُدْ شَعْوَاءَ جَافِلَةً / وَلَمْ أَبِتْ بَيْنَ دَارَاتٍ وَنِدْمَانِ
وَلَمْ أَقُمْ فِي مَقَامَاتٍ وَأَنْدِيَةٍ / شَتَّى الْهَوَى غَيْرَ رِعْدِيدٍ وَلا وَانِي
فَالْيَومَ أَصْبَحتُ لا سَيْفِي بِمُنْصَلِتٍ / عَلَى الْعَدُوِّ وَلا قَوْسِي بِمِرْنَانِ
لا أَذْكُرُ اللَّهْوَ إِلَّا أَنْ تُذَكِّرَنِي / وَرْقَاءُ تَدْعُو هَدِيلاً بَيْنَ أَغْصَانِ
إِنَّ الثَّلاثِينَ وَالْخَمْسَ الَّتِي عَرَضَتْ / ثَنَتْ قُوَايَ وَفَلَّتْ غَرْبَ أَشْجَانِي
وَخَلَّفَتْنِي عَلَى مَا كَانَ مِنْ طَرَبٍ / بَادِي الأَسَافَةِ فِي قَوْمِي وَجِيرَانِي
وَكَانَ يَحْزُنُنِي شَيْبِي فَصِرْتُ أَرَى / أَنَّ الَّذِي بَعْدَهُ أَوْلَى بِإِحْزَانِي
وَهَوَّنَ الأَمْرَ عِنْدِي أَنَّ كُلَّ فَتَى / وَإِنْ تَمَلَّأ مِنْ مَاءِ الصِّبَا فَانِي
يَا نَفْسُ لا تَذْهَبِي يَأْسَاً بِمَا كَسَبَتْ / يَدَاكِ فَاللَّهُ ذُو مَنٍّ وَغُفْرَانِ
يَعْفُو عَنِ الذَّنْبِ حَتَّى يَسْتَوِي كَرَماً / لَدَيْهِ ذُو الْعَمَلِ الْمَبْرورِ وَالْجَانِي
هُوَ الَّذِي جَعَلَ الأَفْلاكَ دَائِرَةً / وَصَوَّرَ الْخَلْقَ مِنْ إِنْسٍ وَمِنْ جَانِ
وَقَدَّرَ الشَّمْسَ تَجْرِي فِي مَنَازِلِهَا / وَالنَّجْمَ وَالْقَمَرَ السَّارِي بِحُسْبَانِ
وَأَرْسَلَ الْغَيْثَ أَرْسَالاً بِرَحْمَتِهِ / وَأَنْبَتَ الأَرْضَ مِنْ حَبٍّ وَرَيْحَانِ
سُبْحَانَهُ جَلَّ عَنْ وَصْفٍ يُحِيطُ بِهِ / وَكَيْفَ يُدْرِكُ وَصْفَ الدَّائِمِ الْفَانِي
لَقَدْ تَفَرَّدَ فِي لاهُوتِ قُدْرَتِهِ / فَمَا لَهُ أَبَدَاً فِي مُلْكِهِ ثَانِي
وَإِنَّما نَحْنُ نُطْرِيهِ كَمَا سَبَقَتْ / بِهِ الإِرَادَةُ مِنْ وَصْفٍ وَتِبْيَانِ
كُلٌّ يَقُولُ عَلَى مِقْدَارِ فِطْنَتِهِ / وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالْقَاصِي وَبِالدَّانِي
تَبَارَكَ اللَّهُ عَمَّا قِيلَ وَابْتُدِعَتْ / فِي ذَاتِهِ مِنْ أَضَالِيلٍ وَبُهْتَانِ
قَدْ لَفَّقُوهَا أَسَاطِيراً مُحَبَّرَةً / بِحِكْمَةٍ ذَاتِ أَشْكَالٍ وَأَلْوَانِ
كَأَنَّهُمْ قَدْ أَصَابُوا طُرْفَةً عَجَبَاً / أَوْ جَاءَهُمْ نَبَأٌ صِدْقٌ بِبُرْهَانِ
وَلَوْ تَكَشَّفَ هَذَا الأَمْرُ لارْتَدَعَتْ / مَعَاشِرٌ خَلَطُوا كُفْرَاً بِإِيمَانِ
يَارَبِّ إِنَّكَ ذُو مَنٍّ وَمَغْفِرَةٍ / فَاسْتُرْ بِعَفْوِكَ زَلَّاتِي وَعِصْيَانِي
وَلا تَكِلْنِي إِلَى مَا كَانَ مِنْ عَمَلِي / فَإِنَّهُ سَبَبٌ يُفْضِي لِحِرْمَانِي
أُتْرُكِ الدُّنْيَا فَلَسْتَ تَرَى
أُتْرُكِ الدُّنْيَا فَلَسْتَ تَرَى / صَاحِباً فِي الْوُدِّ لَمْ يَخُنِ
وَاجْتَنِبْ مَنْ لا تُشَاكِلُهُ / تَنْجُ مِنْ غَدْرٍ وَمِنْ غَبَنِ
مَنْ جَرَى فِي غَيْرِ حَلْبَتِهِ / كَانَ مَوْقُوفَاً عَلَى الظِّنَنِ
كُنْ كَمَا شِئْتَ مِنْ رَشَادٍ وَغَيٍّ
كُنْ كَمَا شِئْتَ مِنْ رَشَادٍ وَغَيٍّ / كُلُّ حَيٍّ بِمَا جَنَاهُ رَهِينُ
كُلُّنَا لِلْفَنَاءِ أَوْ تَصْعَق الأَرْ / ضُ وَتَأْتِي بَعْدَ الشُّؤُونِ شُؤُونُ
يَسْتَفِزُّ الْحَلِيمَ رَوْنَقُهَا الْبَا / هِرُ حَتَّى يَخِفَّ وَهْوَ رَكِينُ
ذَهَبَا غَيْرَ ذُكْرَةٍ سَوْفَ تَفْنَى / بَعْدَ ضنٍّ وَكُلُّ شَيْءٍ يَحِينُ
فَاحْتَقِبْ سِيرَةَ الْمَحَامِدِ فَالذِّكْ / رُ حَيَاةٌ لِمَنْ طَوَتْهُ الْمَنُونُ
يَا ذُكْرَةً أَبْصَرْتُ فِي
يَا ذُكْرَةً أَبْصَرْتُ فِي / مِرْآتِهَا صُوَرَ التَّمَنِّي
خَطَرَتْ عَلَيَّ فَنَفَّرَتْ / طَيْرَ الْكَرَى مِنْ وَكْرِ جَفْنِي
عَلِقَتْ حِبَالَةُ خَاطِرِي / مِنْهَا بِمَكْحُولٍ أَغَنِّ
كَانَتْ مِثَالاً خَطَّهُ / بِمَخِيلَتِي نَقَّاشُ ذِهْنِي
هِيَ لُقْيَةٌ وَهْمِيَّةٌ / سَمَحَتْ بِهَا خَطَرَاتُ ظَنِّي
أَتُرَى الصِّبَا خَطَرَتْ بِوَادِي الْمُنْحَنَى
أَتُرَى الصِّبَا خَطَرَتْ بِوَادِي الْمُنْحَنَى / فَجَنَتْ عَبِيرَ الْمِسْكِ مِنْ ذَاكَ الْجَنَى
مَرَّتْ بِنَا طَفَلَ الْعَشِيِّ فَمَا دَرَى / أَحَدٌ بِسِرِّ ضَمِيرِهَا إِلَّا أَنَا
وَتَحَمَّلَتْ سِرَّ الْهَوَى فَتَرَدَّدَتْ / بِرَسَائِلِ الأَشْوَاقِ فِيمَا بَيْنَنَا
عَبِقَتْ غَلائِلُهَا بِنَشْرِ عَرَارَةٍ / بَدَوِيَّةٍ بِسِوَى الأَنَامِلِ تُجْتَنَى
تَحْمِي مَنَابِتَهَا قَسَاوِرُ غَارَةٍ / يَجِدُونَ صَعْبَ الْمَوْتِ خَطْبَاً هَيِّنا
مِنْ كُلِّ مُشْتَمِلٍ بِشُعْلَةِ صَارِمٍ / أَمْضَى مِنَ الأَجَلِ الْوَحِيِّ إِذَا دَنَا
وَبِمَسْقَطِ الْعَلَمَيْنِ جُؤْذُرُ كِلَّةٍ / يُصْمِي بِنَظْرَتِهِ الأُسُودَ إِذَا رَنَا
صَنَعَ الْوُشَاةُ لَهُ حَدِيثاً كَاذِباً / فَقَسَا عَلَيَّ وَكَانَ سَهْلاً لَيِّنَا
مَاذَا عَلَيْهِ وَلا أُرِيدُ مَلامَةً / لَوْ جَادَ مَعْهَا بِالتَّحِيَّةِ أَوْ كَنَى
إِنِّي لأَقْنَعُ مِنْ هَوَاهُ بِنَظْرَةٍ / تُرْوِي الْغَلِيلَ مِنَ الصَّدَى لَوْ أَمْكَنَا
أَخْنَى عَلَيَّ مَعَ الزَّمَانِ وَلَيْتَهُ / لَمَّا أَسَاءَ الدَّهْرُ صُنْعَاً أَحْسَنَا
وَرَأَى الْمَشِيبَ تَلَوَّنَتْ أَلْوَانُهُ / فِي عَارِضَيَّ مِنَ الأَسَى فَتَلَوَّنَا
وَالْمَرْءُ فِي الدُّنْيَا رَهِينُ حَوَادِثٍ / تُودِي بِجِدَّتِهِ وَتُلْبِسُهُ الضَّنَى
لَيْتَ الْمَشِيبَ تَأَخَّرَتْ أَيَّامُهُ / حَتَّى أَفُوزَ مِنَ الشَّبِيبَةِ بِالْمُنَى

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025