المجموع : 81
لا كالذي لا تنامُ مقلتهُ
لا كالذي لا تنامُ مقلتهُ / طوبى لمن ذاقَ طرفهُ وسنا
أرقد هنيئاً فطالَ ما رقَدت / عيني ولم يبكِ طرفُها حزنا
يا لكِ من مقلةٍ وثقتُ بها / فأسلَمتني لما رأَت حسنا
أشكو إلى اللَه لا إِلى أحدٍ / من عذبَ اللَه بالهوى فأنا
لا تعذلاني إن بَكيت البَدن
لا تعذلاني إن بَكيت البَدن / إن أنتما لم تَعذراني فَمن
وأندبا كيفَ براهُ الهوى / وأينَ مما تظهرانِ بَطن
كلي عليلٌ مذ رنا لحظةً / أسبابُها موصولةٌ بالفِتَن
من طرفِ من صيرهُ حسنهُ / يحارُ منهُ كل شيءٍ حسَن
هل يرد العذل للش
هل يرد العذل للش / شَوقِ عن القلبِ الحزينِ
أو يصدُّ السقمَ عن جس / مٍ كئيبٍ مستكينِ
يا خليَّ القلبِ من طو / لِ اشتياقي وحنيني
كيفَ لا يَرحَم مَوصو / لُ أَنينٍ بأنينِ
أخلق بوجهكَ أن يكو
أخلق بوجهكَ أن يكو / نَ منيةً للناظرينا
لم تبقِ لحظةُ طرفهِ / إلا زفيراً أو أنينا
من حازَ جدَّ العاشقي / نَ وكان صدّ العاشقينا
حتَّى رأيتُ العاذلي / نَ لهُ جميعاً عاذرينا
كلُّ الجوارحِ قد بكتك بعبرةٍ
كلُّ الجوارحِ قد بكتك بعبرةٍ / أسفاً عليكَ وفي الفؤادِ فنونُ
يا مَن نأى عنِّي وَصد مغاضباً / إن المحبَّ لما بهِ محزونُ
قلقٌ أضرَّ به هوىً وأذابهُ / حتى بكتهُ نواظرٌ وجفونُ
يا واحِداً في الحُسن ارحم عاشقاً / كَبرت عليهِ مقالةٌ وظنونُ
جليلٌ دق عن صفةِ اللسانِ
جليلٌ دق عن صفةِ اللسانِ / يمثلهُ التوهمُ للعيانِ
تراهُ بكل جارحةٍ وطرفٍ / مثالاً من ضياءٍ في مكانِ
فمتضحٌ ومشتبهٌ عليها / وكل مشكلٌ عند البيانِ
كذا مَن لست تدركهُ بطرفٍ / فما إن لِلقلوب بهِ يدانِ
بدنٌ تفرق في جوانحه الضنى
بدنٌ تفرق في جوانحه الضنى / إن التذكرَ يُنحِلُ الأبدانا
فبكل جارحةٍ هَوى غيرَ الذي / في غيرِها تُهدي لنا الأشجانا
واللَه ما نمَّت بسري عبرتي / إلا وَقد ذهبَ العزاءُ فبانا
أدعو الحبيبَ فليسَ يسمعُ دَعوتي / فأردُّهُ فيزيدُني هِجرانا
حَلَّ محل الفؤادِ من بدَني
حَلَّ محل الفؤادِ من بدَني / يا لكَ من ساكنينِ في وطَنِ
يا سائِلي أينَ عبرةٌ نفِدت / بكَت جَفوتي بها على وسَني
أوحشَني الدَّمعُ والرقادُ معاً / لطولِ إنسي بالسقمِ والحَزنِ
ليتَ الذي حلَّ بي يزيدُ فما / قلتُ له ليتَ ذاكَ لم يكُنِ
أبكيتَ عَيني إسراراً وَإعلانا
أبكيتَ عَيني إسراراً وَإعلانا / عَلى فُؤادي فإنَّ الصبرَ آذانا
فهَب لعيني رُقاداً أنتَ رعتَ بهِ / رقادَهُ فأردهُ حيثُ ما كانا
وصِل وزِدني هوىً في كلِّ جارحةٍ / وعَلل القلبَ بالأسقامِ أحيانا
فَلا وَحبكَ ما وَكلتهُ بهوى / فزادهُ الشوقُ إلا ازدادَ كِتمانا
الطرفُ يَبكي رَحمةً للبدَن
الطرفُ يَبكي رَحمةً للبدَن / والقلبُ مما بهما ذو شَجن
بعضٌ دَهى بَعضاً فكلّ جنى / فذا وهذاك وَذا مُرتَهن
يا مَن هُو الحُسن ومن طَرفه / اللحظُ فلا يقسمُ إلا الفتن
زدني هَوى وازداد به جفوةً / إذ كان ما تأتي إليه حسَن
يا حَزيناً بكَى لغيرِ حزين
يا حَزيناً بكَى لغيرِ حزين / كف بينَ الكَرى وبينَ الجفونِ
هل يَراهُ أم لا كَما لا يَرى مَن / وَكل القلبَ هجرُهُ بالحنينِ
إن بين الأحشاء وجداً وشوقاً / مزجا بينها بداءٍ دفينِ
حسب من نامَ أن عيني عبرى / تسهرُ الليلَ عند نومِ العيونِ
مدنفُ القلبِ سقيمُ البدنِ
مدنفُ القلبِ سقيمُ البدنِ / لم تذُق عَيناهُ طَعمَ الوَسنِ
أنسَ الأجفانُ بالدمعِ كما / أنِست أحشاؤهُ بالحزَنِ
أيُّها العاذلُ لا تعذلُني / لُمتَني في حبِّ من يَهجرني
لا أراهُ فأرى مكتئباً / وَهو المَسرورُ إن لم يَرني
ضَحِكتَ سُروراً وأبلَيتني
ضَحِكتَ سُروراً وأبلَيتني / ونمتَ عن سَقمي وأضنَيتَني
لا سَهرت عينُكَ بل لا بكَت / ولا رَمتها أسهُمُ الأعينِ
يا حسنَ الوجهِ أنا المُبتلى / وأنتَ بالجفوةِ أبليتني
حَسيبُكَ اللَه فلو كنتَ لي / تزور والحبَّ لأحييتني
يا واكفَ الدمعِ من الحُزنِ
يا واكفَ الدمعِ من الحُزنِ / ونائيَ الجفنِ عن الجفنِ
فطأ علَى القلبِ لأنَّ الهوى / أخرجهُ من موضع الأمنِ
فَفارَق الحيَّ على ضنهِ / به فِراقَ الخِدنِ للخِدنِ
ماذا جَنى لحظي على واحِدي / بلحظةٍ من واحدِ الحُسنِ
إلى مَتى قلبيَ لا يسكنُ
إلى مَتى قلبيَ لا يسكنُ / قد أخذَت أسرارُهُ تُعلَنُ
أذابَهُ الوجدُ بِمَن طَرفُهُ / بِكلِّ ما أبصرَ مُستمكِنُ
من شهدَت صورتُهُ أنهُ / من كل حسنٍ حَسَنٍ أحسنُ
لا تنسبِ الحسنَ إِلى غيرِه / فعندَهُ الغايةُ والمَعدِنُ
دمعٌ سيبذلهُ وكانَ يصونُهُ
دمعٌ سيبذلهُ وكانَ يصونُهُ / دنِفٌ أصيبَ فأسعدتهُ جفونُهُ
لم يبكِ حتَّى غرَّهُ بفراقهِ / إلفٌ وطالَ بكاؤُهُ وحنينُهُ
ألِفَ السهادَ وهَل ينامُ متيمٌ / ما إن ينامُ زفيرُهُ وأنينُهُ
يا مَن يلومُ أفِق ودَعني والهَوى / أيُطيعني قلبي وهَذا دينُهُ
أيا مَن كلهُ حَسنُ
أيا مَن كلهُ حَسنُ / ومَن لحظاتُهُ فِتَنُ
ويا مَن وَجهُهُ القَمرُ ال / مُنيرُ وجسمُهُ الغُصُنُ
أما ترثى لمن نكبَت / بهِ عَن طَرفهِ الوَسَنُ
وأسلمَهُ تجلّدُهُ / فحالفَ قلبَهُ الحَزنُ
يا نائمَ الطرفِ عن ليلي وأسهرهُ
يا نائمَ الطرفِ عن ليلي وأسهرهُ / نم لا أرقتَ فإنَّ الشوقَ أرَّقني
ما يُقبِلُ الليلُ إلا ازددتُ في كَمَدي / ويُقبلُ الصبحُ إلا ازددتُ في حَزَني
هَذا عَذابٌ عَلى طَرفي وَذاك على / نفسِي وقَلبي واسقامٌ على بَدَني
يا لَيتني لم أكُن أو لا أرى فرحاً / أو ليتَ من لا يُنيلُ الوَصل لم يكنِ
لَمَّا عرفتَ سَريرَتي أقصَيتَني
لَمَّا عرفتَ سَريرَتي أقصَيتَني / وتَركتَني مُتلدِّداً مَحزونا
ثقةً بأني لا أفيقُ ولا أرى / دِيناً لقلبي غيرَ حبكَ دِينا
فَلئِن ركنتَ إلى الجفاءِ فإنَّ لي / قلباً يذوبُ تشوّقاً وحنينا
أنتَ الهَوى وأنا الذي أقصيتَهُ / فازدَد فإني لا أفيقُ يقينا
من القلبِ مستمكنُ
من القلبِ مستمكنُ / يسيءُ ولا يُحسِنُ
بوجدِي به عالمٌ / وبالشوقِ مُستيقِنُ
رأى القلبَ قد أقبلَت / سرائرُهُ تُعلَنُ
وطرفي ممَّا بهِ / بعَبرتهِ مُدمِنُ