المجموع : 24
ظَبيٌ مِن العربِ سَبَا مُهجَتِي
ظَبيٌ مِن العربِ سَبَا مُهجَتِي / بِوفرةٍ تُشرِقُ فَوق الجَبِين
قَد كَثَب الحُسن عَلَى خَدّه / إنَّا فَتَحنَا لَك فَتحاً مُبِين
يُخَاطِبُ الكَاس عَلَى رِفعَةٍ / كَأنَّهُ مُوسَى عَلَى طُورِ سِينِين
إن مِلت يَا قَلبُ إلَى غَيرِهِ / مَا أنت إلاَّ فِي ضَلاَلٍ مُبِين
خُذ مِن حَدِيثٍ شُؤُونِهِ وشُجُونِهِ
خُذ مِن حَدِيثٍ شُؤُونِهِ وشُجُونِهِ / خَبَراً تُسَلسِلُهُ رُواةُ جُفُونِهِ
لَولا فَضِيحَةُ خَدّهِ بِدُمُوعِهِ / مَا زال شَكُّ رقِيبِهِ بِيَقِينِهِ
وأغَرَّ تُؤيِسُنِي قَسَاوةُ قَلبِهِ / مِنهُ ويُطمِعُنِي تَعَطّف لِينِهِ
خَفِرُ الدَّلالِ أضُمُّهُ وأهَابُهُ / بِجَمَالِهِ ووقَارِهِ وسُكُونِهِ
قَالَت روادِفُهُ ولِينُ قَوامِهِ / إيَّاك مِن كَثَبِ الحِمَى وغُصُونِهِ
فَجُفُونُهُ شَركُ القُلُوبِ وإنَّمَا / هُارُوتُ أودَعَهَأ فُنُون فُتُونِهِ
يَا قُوتُهُ مُتَبَسِّمُ عَن لُؤلُؤٍ / خَجِلَت عُقُودُ الدُّرّ مِن مَكنُونِهِ
وإذا وصفت بِشَعرِهِ غَسق الدُّجَى / هَجَم الصَّبَاحُ بِثَغرِهِ وجَبِينِهِ
وأسَال صفحة خَدّه مَا مِسكَةٍ / عبقت بلام عذاره أو نونهِ
مَا زال يَسقِي خَدَّهُ مَاءُ الحَيَا / حَتَّى جَنَيتُ الورد مِن نِسرِينِهِ
جَمدَ الَّذِي بِيَمِينِهِ فِي خَدّهِ / وجَرى الَّذِي فِي خَدّهِ بِيَمِينِهِ
طَاب الرَّبِيعُ كَأنَّمَا عَجَن الصّبَا / كَافُور مِسكَتِهِ بِعَنبَرِ طِينِهِ
وتَفَضَّضَت أزهَارُهُ وتَذهَّبَت / فَكأنَّمَا الطَّاوُوسُ فِي تَلوِينِهِ
وجَلى جَبِينُ النَّهرِ غُرَّة ظِلِّهِ / قَد جَعَّدتهُ الرّيحُ فَوق شنُونَهُ
والطَّيرُ تُنشِدُ بِاختِلافِ لُغَاتِهَا / مُوسَى أدام اللهُ فِي تَمكِينِهِ
قَضَت خَمرُ الثُّغُور
قَضَت خَمرُ الثُّغُور / بِفِطرِ الصّائِمِينَا وَصَومِ المُفطِرِينَا
ألاَ بِأبِي شَبَابُ / تُدَارُ بِهِ الكُؤُوسُ
ثَنَايَاهُ الحَبَابُ / لَمَاهُ الخَندَرِيسُ
لَقَد عَبَثَ الشَّرَابُ / بِأَعطَافٍ تَميسُ
بمُقلَتِهِ فُتُور نَضَت سَيفاً مُبِينَا / وَنَطمَعُ أن يَلِينَا
وَقَد بَسَط الرّبِيعُ / بِسَاطاً مِن نَبَاتِ
وَطُرّزَتِ الرّبُوعُ / وَعَادَت مُذهَبَاتِ
وَقَد نَشِطَ الخَلِيعُ / إلَى تِلكَ الجِهَاتِ
وَمُندَمِجِ الحُضُور بِنَغمِتِهِ حَيِينَا / وَيُحيِي المُطرِبِينَا
وَبَدرِيّ المحيَّا / فَرِيدٍ بِالمَعَانِي
يُعَاطِينَا الحُمَيَّا / عَلَى نَغَمِ المَثَانِي
لَقَد أحيَا فَحَيَّا / لشَاجيّ وَعَانِي
يُعَدّ في السُّرور زَمَانَ المُفلِحِينَا / بِحُسنِ المُنشِدِينَا
فَبَاكِرهَا خُمُوراً / تُدَانُ بِهَا الدّنَانُ
وَأسقِيهَا الأَمِيرَا / لَهُ في المَجدِ شَانُ
تَقَلَّدَهَا الأُمُورَا / يَضِيقُ لَهَا الزّمَانُ
وَفي تَلكَ الأُمور صَلاَحُ المُؤمِنِينَا / وَشَقوَى الكَافِرِينَا
غَرِيبُ الحُسنِ عنّ لنَا فعنَّى
غَرِيبُ الحُسنِ عنّ لنَا فعنَّى / وَوَسنَانٌ طَرِيقَ الهَجرِ سنَّا
ثَنَآ أَعطَافَهُ فَاستَعطَفَتنَا / أغَنّ عنِ الرّشَا والبدرَ أغنى
فَهِمنَا سِرّ مُقلِتَهِ فَهِمنَا /
شَكَوتُ لَهُ مِنَ الحُرَقِ التِهابا / فَأسداهَا مَرَاشِفَهُ العِذَابَا
فَكَانَت رَحمَةً لاَقَت عَذابا / وَمالَ وَقَد تَطَارَحنا العِتابا
كَأَنِّي طَائِرٌ نَاجَيتُ غُصناً /
َأمَولىً حَازَ حَتَّى الحُسنَ عَبدَا / حَكَيتَ الوَردَ لي عَهداً وَخَدّا
وَنَجمَ الاُفقِ إشرَاقاً وَبُعدا / وَسَوّى اللهُ بَدرَ التَّمّ فَردَا
وَمُذ سَوّاكَ قَالَ النَّاسُ ثَنَّى /
أخَافُ عَلى مَكَانِكَ مِن فؤَادي / فَلاض تُضرِمهُ نَاراَ بِالبِعَاد
وَدَع حَظّاً لِطَيفِكَ مِن رُقادي / تُنَأزِعُنِي الكَوَاكِبُ في سُهادي
وَتعجزُ عن دموعي السُّحبُ معنَى /
أحُورِيّ الطَّهَارَةِ وَالَجَمَالِ / هَجَرتَ الخُلد هجراً عن دَلاَلِ
تَرَكتَ الحُورَ بَعدَك في ضَلاَل / فَمَن لِلنَّاسِ عِندكَ بالوِصَالِ
وَقَد فَارَقت رَضواناً وَعَدنَأ /
وَسِيمَ الحُسنِ قُيِّضَ لي لأشقى / فَلَيتَ ابنَ البَقَاءِ علَيّ أبقَى
أَيُوسُفُ إنَّنِي يَعقُوبُ حَقَا / كَمُلتَ مَلاَحَةً وكَمُلتُ عِشقَا