القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : إِبْراهيم ناجِي الكل
المجموع : 33
نفدي النزيل ونكرمن
نفدي النزيل ونكرمن / إن لم نكرمه فمن
يا ضيف مصر أقم مقا / م الأهل وانزل في وطن
إنا اشتركنا في الأما / ني والتقينا في المحن
فمن الشآم إلى العرا / قِ إلى الحجاز إلى اليمن
والصرخة الكبرى كمو / جِ البحر تدوي في الأذن
تتباين الأصوات في / ها لا تبالي بالثمن
نبغي الحياة وما الحيا / ة سوى مماشاة الزمن
الدهر دفاق فكي / فَ نعبّ من ماءٍ أسن
العصر عصر السابقي / نَ إلى الشواهق والفتن
لا عصر مفتتنين بال / أحلام غرقى في الوثن
ومقيّدين إلى الثرى / بين التخاذل والوهن
يا أيها الشرق الذي / يدعو رويدك واطمئن
إنا إليك وللشبا / بِ رسالة لا تمتهن
قمنا لها كل بنا / حية رسول مؤتمن
ما في طلائعنا الضعي / ف ولا الذليل المستكن
ما في طبائعنا الخصا / م ولا الحفيظة والضغن
إنا جنود النور من / علم ومن أدب وفن
القاتلون الجهل مث / ل البوم عشش في الدمن
إنا لأعداء الجمو / د وواضعوه في الكفن
يا أيها الضيف العزي / ز نعمت بالعيش الحسن
يا مؤنس المصري في / حلب وما ننسى المنن
صدر الشآم حنا عَلي / ك ومصر لو تدري أحنّ
بردى لنا وصباه وال / جنّات والطير المرن
والأرز والطود المعص / صَب بالجلال المطمئن
والنيل نهركم وما / زان الخميلة والفنن
والقوم أهل والقرى / وطن عطوف والمدن
يا صفوة الأحباب والخلانِ
يا صفوة الأحباب والخلانِ / عفواً إذا استعصى عليّ بياني
الشعر ليس بمسعفٍ في ساعة / هي فوق آي الحمد والشكران
وأنا الذي قضّى الحياة معبراً / ومرجعاً لخوالج الوجدان
أقفُ العشيةَ بالرفاق مقصراً / حيران قد عقد الجميل لساني
يا أيها الشعر الذي نطقت به / روحي وفاض كما يشاء جناني
يا سلوتي في الدهر يا قيثارتي / ما لي أراك حبيسة الألحان
أين البيان وأين ما علمتني / أيام تنطلقين دون عنان
نجواك في الزمن العصيب مخدِّر / نامت عليه يواقظ الأشجان
والناس تسأل والهواجس جمة / طبٌ وشعر كيف يتفقان
الشعرُ مرحمة النفوس وسِرّه / هِبة السماء ومِنحة الدَّيان
والطبُ مرحمة الجسوم ونبعُهُ / من ذلك الفيض العليّ الشان
ومن الغمام ومن معين خلفه / يجدان إلهاماً ويستقيان
يا أيها الحبُّ المطهر للقلو / بِ وغاسل الأرجاس والأدران
ما أعظم النجوى الرفيعة كلما / يشدو بها روحان يحترقان
أنفا من الدنيا وفي جسديهما / ذُلّ السجين وقسوة السجان
فتطلعا نحو السماء وحلقا / صُعُداً إلى الآفاق يرتقيان
وتعانقا خلف الغمام وأترعا / كأسيهما من نشوة وحنان
اكتب لوجه الفَنِّ لا تعدل به / عَرَض الحياة ولا الحطام الفاني
واستلهم الأمَّ الطبيعةَ وحدَها / كم في الطبيعة من سَرِيِّ مَعان
الشعرُ مملكة وأنتَ أميرُها / ما حاجة الشعراء للتيجان
هومير أمّرهُ الزمانُ لنفسه / وقضت له الأجيال بالسلطان
اهبط على الأزهار وامسح جفنها / واسكب نداك لظامئ صَديان
في كل أيك نفحة وبكل رو / ضٍ طاقة من عاطر الريحان
متى نلتَها كانت لأنفسنا منَى
متى نلتَها كانت لأنفسنا منَى / تلفت تجد مصراً بأجمعها هنا
وما بعجيب موطن البدر في العلى / وما بجديد أن يرى الأفق مسكنا
ولكنَّ قلب الحر تعروه نشوة / فيثني على الآلاء وضاحة السنا
إذ أخذ البدرُ المنير مكانه / ومُلِّك آفاق السما وتمكنا
فذلك تكريم الربيع لروضة / جلاها الأباظيون وارفة الجنى
أجل روضة صارت لكل عظيمة / وللفضل والآداب والعلم موطنا
وميدان سباقين للمجد والعلى / إذا اشتجرت أخرى الميادين بالقنا
من الأدب العالي إذا راح سيد / غدا آخر نحو اللواء فما ونى
عصيُّ القوافي سار نحوك مسرعاً / ولبَّاك من أقصى الفؤاد وأذعنا
وأنت الذي فك القيود جميعها / عن الشعر تأبى أن يهان فيسجنا
إذا المعدن الصافي دعا الشعر مرة / بذلنا له من أجود الشعر معدنا
دسوقي إذا أقللتُ فاقبل تحيتي / فما أنا شاديهم ولا خيرهم أنا
ولكنني صوت المحبين كلهم / ومن روضك الغالي وبستانهم جَنَى
فراش على مصباح مجدك حائم / وأي فراش من جلالك ما دنا
وإني صدى الهمس الذي في قلوبهم / فدعني أقم عما يكنون معلنا
انظر وجوه القوم غر
انظر وجوه القوم غر / رَتها بزينتها المدينه
مسكينة بلهاء لا / تدري الزمان ولا فنونه
يا من يغرِّبها إذا / أرست لصاحبها السفينه
الأفق مضطرب الحوا / شي والسماء بها حزينه
لا تحسن الدنيا إذا / ما المرء جن بها جنونه
وطغت منافعه علَي / ه وصرن دنياه ودينه
العيش حيث الحب حَي / ثُ العطف صاف والسكينه
قد هنأوك بمجدك الإسباني
قد هنأوك بمجدك الإسباني / فمتى تكون مصارع الثيران
أمنحت أوسمة ومجدك أول / ماذا يهمك من وسام ثان
إني أهنيك الغداة لأنني / أهواك من قلبي ومن وجداني
إن المقطم والزمان كليهما / الخالدان وكل شيء فان
يا أبا الأشواق غَن
يا أبا الأشواق غَن / نِ وانقل الألحان عني
إن سونيا ذات حسن / ضارب في كل فن
إيهِ سونيا هجتِ شوقي / وشجوني والتمني
إن تغنيني فإني / طائر في كل غصن
إنني بالحسن أدعى / وأغني كل حسن
إيه سونيا ذاك يومي / فاسكبي لي لا تضني
أفرغي سحر الهوى في / خاطري من كل دنِ
إنما عيدك عيدي / وهو يوم فوق ظني
لا أهنيك ولكن / كل مخلوق أهني
إيه سونيا أنت الرضا والحنان
إيه سونيا أنت الرضا والحنان / كيف ضاءت بكِ الليالي الحسان
وغدا الدهر لحظة من سلام / وإذا كل ما عليه أمان
لا أرانا فيه خُدعنا إذا ما / بك عز الهوى وفات الهوان
كيف أنساك إذ نسيتُ شقائي / وعذابي وليس بي أشجان
وإذا بي أرى لعينيك دنيا / خير ما فكرت به عينان
جمالك الهادئ الرزين
جمالك الهادئ الرزين / وسحرك الواضح المبين
أبدع ما مرّ في خيالٍ / وخير ما أبصرت عيون
وسرّه أنت تجهلين / وكيف لو كنت تعلمين
وكيف أضنى القلوب منا / وكيف جئناه طائعين
وكيف نلقاك في سرور / وكيف نلقاه خاشعين
قسوتِ فلم نجد ظِلا يقينَا
قسوتِ فلم نجد ظِلا يقينَا / أحلما كانَ عطفُكِ أم يقينَا
أهجراً في الصبابة بعد هجرٍ / أرى أيامَه لا ينتهينَا
لقد أسرفتِ فيه وجُرتِ حتى / على الرمقِ الذي أبقيتِ فينَا
كأن قلوبَنَا خُلِقَت لأمرٍ / فمذ أبصرنَ من نهوى نسينَا
شُغلنَ عن الحياة ونمنَ عنها / وبتنَ بمن نحِبُّ موكلينَا
فإن مُلِئَت عروقٌ من دماء / فإنَّا قد ملأناهَا حنينَا
يمر الناسُ ما مروا وشاءوا / على هَذا الثرى متنقلينَا
وأنت تَنَقَّلينَ على قلوبٍ / وأكبادٍ وأرواحٍ بلينَا
فرفقاً بالذي أبقيتِ منها / وأقسمُ كم تركتِ لنا أنينَا
فإنك إن سررتِ فلم نجدها / فرشنا الدمعَ هتَّاناً سخينَا
لا الروحُ غاربةٌ ولا أنا فاني
لا الروحُ غاربةٌ ولا أنا فاني / إني ضمنتُ بكِ الشبابَ الثاني
اليوم أهزأُ بالردى فليَرمِني / ما شاءَ إني اليومَ غيرُ جبانِ
فارقت عالَمَنَا وعفتُ همومَه / وخلتُ عالَمَ حسنِكِ الفتانِ
فنسيتُ آبادَ الحياةِ وطولَها / وعرفتُ أنَّ الخلدَ بضعُ ثوانِ
ربَّ يومٍ إذ حكينا ما لدينا
ربَّ يومٍ إذ حكينا ما لدينا / وقصصنَا
قد أطلت ذقنُ محجوبٍ علينا / فرقصنا
ماجتِ الأرضُ ومادت بالسرور / والحياة
مقبلاً يقرعها قَرعَ الأمير / بعصاه
رب ذقن قد تجلت حول ثغرٍ / باسمِ
وتدلت بدلالٍ فوق صدرٍ / أعظمِ
هي روحٌ هي قديسٌ عظيم / للتبرك
شعرُ شمشون هو السرُّ القديم / وَهيَ سرُّك
هي للأزمةِ في مصرَ دواء / وعلاج
وعن السودانِ صوتٌ ونداء / واحتجاج
تفهمُ القولَ وتصغي للكلام / سامعَة
وهي للآدابِ والعلمِ التمام / جامعَة
زادها الله ولا زالت عليك / تتمادَى
وأراني فرعَها في قدميك / يتهادَى
وأراني وَجهَك البدر التمام / ها هنَا
أنت مدعو لديهم كلَّ عام / وأنَا
هذه دَارُهَا فلا تَدَعَاني
هذه دَارُهَا فلا تَدَعَاني / آهِ يا صاحبيَّ ممَّا عراني
أتقولانِ قد تسليتُ عنها / ومسحتُ الدموعَ من أجفاني
فَلِمَ الرجفةُ التي في دمائي / ولم الرعدةُ التي في كياني
وانفاقُ الحياةِ واضحكُ الأيامِ / مني واكذبةُ السلوانِ
أسكبُ الدمعَ مرةً ثم أغدو / ذلكَ الساخرَ الخليَّ الهاني
أسكبُ الدمعَ مرةً ثم أمضي / أنا أحببتُ مرةً في زماني
أنا أحببتُ مرةً وبلوتُ / الموتَ ألفاً لو كنتما تعلمانِ
ضِحكتي ثورتي وقهقهةُ / السخرِ عندي تمرد البركانِ
يا مرحباً بالورد في إبَّانِه
يا مرحباً بالورد في إبَّانِه / وبموكبِ الآمالِ في بستانِه
يا محسناً للعينِ في إقباله / ما تنتهي العينانِ من إحسانِه
قل لي أهذا الطَلُّ دمعٌ حائرٌ / يروي الربيعَ النَضرَ من أشجانِه
عجباً له والحسنُ ملء عيونِه / يبكي عليكَ وأنتَ في أحضانِه
إنّي رأيتُكَ بعدما وَلَّى الصِبَا / فبكى الشبابُ على ربيعِ زمانِه
ورأيتُ عرسَك في مجالي أُنسِه / والطيرُ صدَّاحٌ على أفنانِه
فَتلفتت روحي تُرَجّى قطرةً / من كأسِه أو وقفةً في جانِه

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025