المجموع : 147
لا تَبكِ لِلذاهِبينَ في الظُعُنِ
لا تَبكِ لِلذاهِبينَ في الظُعُنِ / وَلا تَقِف بِالمَطِيِّ في الدِمَنِ
وَعُج بِنا نَصطَبِح مُعَتَّقَةً / مِن كَفِّ ظَبيٍ يَسقيكَها فَطِنِ
تُخبِرُ عَن طيبِهِ مَحاسِنُهُ / مُكَحِّلٌ ناظِرَيهِ بِالفِتَنِ
ما أَمَّتِ العَينُ مِنهُ ناحِيَةً / إِلّا أَقامَت مِنهُ عَلى حَسَنِ
يُزهى بِخَدَّينِ سالَ فَوقَهُما / صُدغانِ قَد أَشرَفا عَلى الذَقَنِ
حَتّى إِذا ما الجَمالُ تَمَّ لَهُ / وَالظُرفُ قالا لَهُ كَذا فَكُنِ
نازَعتُهُ في الزُجاجِ مِثلَ دَمِ ال / شادِنِ تَنفي طَوارِقَ الحَزَنِ
فَدَبَّتِ الراحُ في مَفاصِلِهِ / وَرَنَّقَت فيهِ فَترَةُ الوَسَنِ
قُلتُ لَهُ وَالكَرى يُغازِلُهُ / هَل لَكَ في النَومِ قالَ لَم يَحِنِ
يُراقِبُ الصُبحَ أَن يَبينَ لَهُ / فَيَغتَدي سالِماً وَلَم يَهِنِ
حَتّى إِذا ما النُعاسُ أَقصَدَهُ / نامَ فَنِلتُ السُرورَ مِن سَكَني
فَلَم أَقُل بَعدَما ظَفِرتُ بِهِ / يا لَيتَ ما كانَ مِنهُ لَم يَكُنِ
كَأَنَّنا وَالفُسوقُ يَجمَعُنا / بَعدَ الكَرى طائِرانِ في غُصُنِ
لا تَطلُبَنَّ اللَذّاتِ مُكتَتِماً / وَاِغدُ إِلَيها كَخالِعِ الرَسَنِ
أَشتَهي الساقِيَينِ لَكِنَّ قَلبي
أَشتَهي الساقِيَينِ لَكِنَّ قَلبي / مُستَهامٌ بِأَصغَرِ الساقِيَينِ
لَيسَ بِاللابِسِ القَميصَ وَلَكِن / ذي القِباءِ المُعَقرَبِ الصُدغَينِ
الَّذي بِالجَمالِ زَيَّنَهُ اللَ / هُ وَحُسنِ الجَبينِ وَالحاجِبَينِ
يَتَلاهى إِذا اِستَحَثَّ لِشُربٍ / في سُكونٍ وَيَمسَحُ العارِضَينِ
خَرسَنوهُ وَما دَرى ما خُراسا / نُ بِلُبسِ القِباءِ وَالمِئزَرَينِ
هُم يَجورونَ في المُزاحِ عَلَيهِ / وَهوَ يَحكي بِعَدلِهِ العُمَرَينِ
وَصاحِبٍ زانَ كُلَّ مُصطَحَبِ
وَصاحِبٍ زانَ كُلَّ مُصطَحَبِ / يُنمى إِذا ما اِنتَمى إِلى اليَمَنِ
أَروَعُ مَحمودَةٌ خَلائِقُهُ / يَبذُلُ في الخَمرِ أَفضَلَ الثَمَنِ
بَدرُ ظَلامٍ غِياثُ مُجدِبَةٍ / مَعدِنُ بَذلٍ يَهتَزُّ لِلمِنَنِ
مُهَذَّبٌ ماجِدٌ أَخو كَرَمٍ / قَرمٌ يُرَجّى لِحادِثِ الزَمَنِ
دَوماً تَراهُ قَتيلَ غانِيَةٍ / مُعمِلَ كَأسٍ بِالخَلعِ لِلرَسَنِ
نادَيتُهُ وَالظَلامُ مُنسَدِلٌ / وَغُرَّةُ الصُبحِ بَعدُ لَم تَبِنِ
قُم يا خَليلي إِلى المُدامِ لِكَي / تَطرُدَ عَنّا عَساكِرَ الحَزَنِ
فَلَم يُجِبني إِلّا بِلَجلَجَةٍ / تَكادُ تَخفى عَلى الفَتى الفَطِنِ
فَلَم أَزَل بِالرُقى أُعَلِّلُهُ / حَتّى اِنجَلى عَنهُ عارِضُ الوَسَنِ
ثُمَّ تَغَنّى عَلَيهِ مِن طَرَبٍ / يا ريحُ ما تَصنَعينَ بِالدِمَنِ
أَأَدمَيتَ بِالماءِ القَراحِ جَبينَها
أَأَدمَيتَ بِالماءِ القَراحِ جَبينَها / لِتَسمَعَ في صَحنِ الزُجاجِ أَنينَها
فَقَد سَمِعَت أُذناكَ عِندَ مِزاجِها / أَنيناً وَأَلحاناً تُجيبُ دَنينَها
فَصُنها عَنِ الماءِ القَراحِ وَهاتِها / فَإِنَّكَ إِن لَم تَسقِني مِتُّ دونَها
بِآنِيَةٍ مَخروطَةٍ مِن زَبَرجَدٍ / تَخَيَّرَ كِسرى خَرطَها لِيَصونَها
بِكَفٍّ تَكادُ الكَأسُ تُدمي بَنانَها / إِذا أُزعِجَ التَحريكُ مِنها سُكونَها
كَأَنَّ رِجالَ الهِندِ حَولَ إِنائِها / عَكوفٌ عَلى خَيلٍ تُديرُ مُتونَها
وَبَديعِ الحُسنِ قَد فا
وَبَديعِ الحُسنِ قَد فا / قَ الرَشا حُسناً وَلينا
تَحسَبُ الوَردَ بِخَدَّي / هِ يُناغي الياسَمينا
كُلَّما اِزدَدتُ إِلَيهِ / نَظَراً زِدتُ جُنونا
ظَلَّ يَسقينا مُداماً / حَلَّتِ الخِدرَ سِنينا
وَتَغَنَّينا بِحِذقٍ / يا دِيارَ الظاعِنينا
فَاِسقِنا حَتّى أَوانِ ال / حَجِّ لا تَسقِ الضَنينا
هَذِهِ المَمنوعُ مِنها
هَذِهِ المَمنوعُ مِنها / وَأَنا المُحتَجُّ عَنها
ما لَها تَحرُمُ في الدُن / يا وَفي الجَنَّةِ مِنها
لا تَحزَنَنَّ لِفُرقَةِ الأَقرانِ
لا تَحزَنَنَّ لِفُرقَةِ الأَقرانِ / وَاِقرِ الفُؤادَ بِمُذهِبِ الأَحزانِ
بِمَصونَةٍ قَد صانَ بَهجَةَ كَأسِها / كِنُّ الخُدورِ وَخاتَمُ الدَنّانِ
دَقَّت عَنِ اللَحَظاتِ حَتّى ما تَرى / إِلّا اِلتِماعَ شُعاعِها العَينانِ
وَكَأَنَّ لِلذَهَبِ المَذوبِ بِكَأسِها / بَحراً يَجيشُ بِأَعيُنِ الحيتانِ
وَمُزَنَّرٍ قَد صُبَّ في قارورَةٍ / ريقَ السَحابِ عَلى النَجيعِ القاني
شَمسُ المُدامِ بِكَفِّهِ وَبِوَجهِهِ / شَمسُ الجَمالِ فَبَينَنا شَمسانِ
وَالشَمسُ تَطلَعُ مِن جِدارِ زُجاجِها / وَتَغيبُ حينَ تَغيبُ في الأَبدانِ
في مَجلِسٍ جَعَلَ السُرورُ جَناحَهُ / سِتراً لَهُ مِن ناظِرِ الحِدثانِ
لا يَطرُقُ الأَسماعَ في أَرجائِهِ / إِلّا تَرَنُّمُ أَلسُنِ العيدانِ
أَو صَوتُ تَصفيقِ الجَليسِ تَطَرُّباً / وَبُكاءُ خابِيَةٍ وَضِحكُ قَناني
حَتّى إِذا اِشتَمَلَ الظَلامُ بِبُردِهِ / وَهَدا حَنينُ نَواقِسِ الرُهبانِ
أَلفَيتُهُ بَدراً يَلوحُ بِكَفِّهِ / بَدرٌ جَمَعتَهُما لِعَينِ الراني
ما زِلتُ أَشرَبُ كَأسَهُم مِن بَينِهِم / عَمداً وَما بِيَ عَجزَةُ النَشوانِ
لِأَنالَ مِنهُم عِندَ ذاكَ تَحِيَّةً / إِمّا بِوَجهٍ أَو بِطَرفِ لِسانِ
أَحسَنُ مِن وَصفِ دارِسِ الدَمَنِ
أَحسَنُ مِن وَصفِ دارِسِ الدَمَنِ / وَمِن حَمامٍ يَبكي عَلى فَنَنِ
وَمِن دِيارٍ عَفَت مَعالِمُها / رَيحانَةٌ رُكِّبَت عَلى أُذُنِ
في رَوضَةٍ بِالنَباتِ يانِعَةٍ / قَد حَفَّها كُلُّ نَيِّرٍ حَسَنِ
كَأَنَّما الوَشيُ مِن زَخارِفِها / وَشيُ ثِيابٍ بُسِطنَ بِاليَمَنِ
وَقَهوَةٍ لا القَذى يُخالِطُها / تَأتيكَ مِن مَعدِنٍ وَمِن عَطَنِ
مِن بَيتِ خَمّارَةٍ تَروحُ بِها / إِلَيكَ مِثلَ العَروسِ مِن وَطَنِ
سَورَتُها في الرُؤوسِ صاعِدَةٌ / وَلينُها في المَذاقِ كَالدُهُنِ
مِن كَفِّ ظَبيٍ أَغَنَّ ذي غَنَجٍ / أُبدِعَ فيهِ طَرائِفُ الحُسَنِ
يَسعى بِصَفراءَ كَالعَقيقَةِ في ال / كَأسِ عَلَيها الوِشاحُ مِن مُزُنِ
فَتِلكَ أَشقى مِن نَعتِ دِعبِلَةٍ / وَمِن صِفاتِ الطُلولِ وَالدِمَنِ
إِذا عَبّا أَبو الهَيجا
إِذا عَبّا أَبو الهَيجا / ءِ لِلهَيجاءِ فُرسانا
وَسارَت رايَةُ المَوتِ / أَمامَ الشَيخِ إِعلانا
وَشَبَّت حَربُها وَاِشتَ / عَلَت تُلهِبُ نيرانا
وَأَبدَت لَوعَةَ الوَق / عَةِ أَضراساً وَأَسنانا
جَعَلنا القَوسَ أَيدينا / وَنَبلَ القَوسِ سَوسانا
وَقَدَّمنا مَكانَ النَب / لِ وَالمِطرَدِ رَيحانا
فَعادَت حَربُنا أُنساً / وَعُدنا نَحنُ خِلّانا
بِفِتيانٍ يَرَونَ القَت / لَ في اللَذَّةِ قُربانا
إِذا ما ضَرَبوا الطَبلَ / ضَرَبنا نَحنُ عيدانا
وَأَنشَأنا كَراديساً / مِنَ الخَيرِيِّ أَلوانا
وَأَحجارُ المَجانيقِ / لَنا تُفّاحُ لُبنانا
وَمَنشا حَربِنا ساقٍ / سَبا خَمراً فَسَقّانا
يَحُثُّ الكَأسَ كَي تَلحَ / قَ أُخرانا بِأولانا
تَرى هَذاكَ مَصروعاً / وَذا يَنجَرُّ سَكرانا
فَهَذي الحَربُ لا حَربٌ / تَغُمُّ الناسَ عُدوانا
بِها نَقتُلُهُم ثُمَّ / بِها نَنشُرُ قَتلانا
قَد هَتَكَ الصُبحُ سَدولِ الدُجى
قَد هَتَكَ الصُبحُ سَدولِ الدُجى / فَانحَسَرَت أَثوابُهُ الجونُ
فَاصبِح نَداماكَ سُخامِيَّةً / أَتى لَها في دَنِّها حينُ
زُفَّت إِلى أَكرَمِ خُطّابِها / وِشاحُها وَردٌ وَنَسرينُ
تَسعى بِها حَوراءُ في طَرفِها / ضَحكٌ وَفي المَضحَكِ تَقيِيِنُ
ما الناسُ إِلّا رَجُلٌ فاتِكٌ / أَو رَجُلٌ وَقَّرَهُ دينُ
أَسيرُ الهَمِّ نائي الصَبرِ عانِ
أَسيرُ الهَمِّ نائي الصَبرِ عانِ / تُحَدِّثُ عَن جَواهُ المُقلَتانِ
نَفى عَن عَينِهِ التَهجادَ بَدرٌ / تَأَلَّقَ في المَحاسِنِ غُصنَ بانِ
وَمُنتَسِبٍ إِلى آباءِ صِدقٍ / خَطَبتُ لَهُ مُعَتَّقَةَ الدِنانِ
فَلَمّا صَبَّها في صَحنِ كَأسٍ / حَكَت لِلعَينِ لَونَ البَهرَمانِ
كَأَنَّ الكَأسَ تَسحَبُ ذَيلَ دُرٍّ / كَسَتها الخَمرُ حُلَّةَ زَعفَرانِ
بِمُسمِعَةٍ إِذا غَنَّت بِصَوتٍ / أَجابَتها المَثالِثُ وَالمَثاني
إِذا ما نِلتُ مِن عَيشي رَخاءً / وَصِرتُ مِنَ النَوائِبِ في أَمانِ
رَكِبتُ غِوايَتي وَتَرَكتُ رُشدي / وَكَفُّ الجَهلِ مُطلِقَةٌ عِناني
أَلا ما لِلمَشيبِ وَما لِرَأسي / حَمى عَنّي العُيونَ وَما حَماني
ما لَذَّةُ العَيشِ إِلّا شُربُ صافِيَةٍ
ما لَذَّةُ العَيشِ إِلّا شُربُ صافِيَةٍ / في بَيتِ خَمّارَةٍ أَو ظِلُّ بُستانِ
صَفراءُ كَرخِيَّةٌ حَمراءُ إِذ مُزِجَت / كَأَنَّها وَجِلٌ يَعلوهُ لَونانِ
يَسعى بِها خَنِثٌ في زِيِّ جارِيَةٍ / مُطَيَّبٌ صُدغُهُ في طَيِّبِ البانِ
حَيّا نَدامايَ بِالتَقبيلِ حينَ سَعى / بِالكَأسِ يَحبو نَشيطاً غَيرَ كَسلانِ
فَتارَةً هُوَ مَيدانٌ نَروضُ بِهِ / ضَوامِراً قُرَّحاً لَيسَت بِثُنيانِ
وَتارَةً هُوَ ساقينا وَنَرجِسُنا / نَفسي فِداأُكَ مِن ساقٍ وَمَيدانِ
قَد هَجَرتُ النَديمَ وَالنُدمانا
قَد هَجَرتُ النَديمَ وَالنُدمانا / وَتَمَتَّعتُ ما كَفاني زَمانا
وَأَبى لي خَليفَةُ اللَهِ إِلّا / عَزفَ نَفسي فَقَد عَزَفتُ أَوانا
وَلَقَد طالَ ما أَبَيتُ عَلَيهِ / في أُمورٍ خَلَعتُ فيها العِنانا
وَغَزالٍ عاطَيتُهُ الراحَ حَتّى / فَتَّرَت مِنهُ مُقلَةً وَلِسانا
قالَ لا تُسكِرَنَّني بِحَياتي / قُلتُ لا بُدَّ أَن تُرى سَكرانا
إِنَّ لي حاجَةٌ إِلَيكَ إِذا نِم / تَ فَإِن شِئتَ فَاِقضِها يَقظانا
فَتَلَكّا تَلَكِّياً في اِنخِناثٍ / ثُمَّ أَصغى لِما أَرَدتُ فَكانا
اِستَعِذ مِن رَمَضانِ
اِستَعِذ مِن رَمَضانِ / بِسُلافاتِ الدِنانِ
وَاِطوِ شَوّالاً عَلى القَص / فِ وَتَغريدِ القِيانِ
وَليَكُن في كُلِّ يَومٍ / لَكَ فيهِ سَكرَتانِ
مَنَّ شَوّالٌ عَلَينا / وَحَقيقٌ بِاِمتِنانِ
جاءَ بِالقَصفِ وَبِالعَز / فِ وَتَخليعِ العِنانِ
أَوفَقُ الأَشهُرِ لي أَب / عَدُها مِن رَمَضانِ
لا تَخشَعَنَّ لِطارِقِ الحِدثانِ
لا تَخشَعَنَّ لِطارِقِ الحِدثانِ / وَاِدفَع هُمومَكَ بِالشَرابِ القاني
أَوَما تَرى أَيدي السَحائِبِ رُقِّشَت / حُلَلَ الثَرى بِبَدائِعِ الرَيحانِ
مِن سَوسَنٍ غَضِّ القِطافِ وَخُزَّمٍ / وَبَنَفسَجٍ وَشَقائِقِ النُعمانِ
وَجَنِيِّ وَردٍ يَستَبيكَ بِحُسنِهِ / مِثلَ الشُموسِ طَلَعنَ مِن أَغصانِ
حُمراً وَبيضاً يَجتَنَينَ وَأَصفَراً / وَمُلَوَّناً بِبَدائِعِ الأَلوانِ
كَعُقودِ ياقوتٍ نُظِمنَ وَلُؤلُؤٍ / أَوساطُهُنَّ فَرائِدُ العِقيانِ
وَمِنَ الزَبَرجَدِ حَولُهُنَّ مِمَثَّلاً / سَمطاً يَلوحُ بِجانِبِ البُستانِ
فَإِذا الهُمومُ تَعاوَرَتكَ فَسَلِّها / بِالراحِ وَالرَيحانِ وَالنُدمانِ
وَجهُ جِنانٍ سَراةُ بُستانِ
وَجهُ جِنانٍ سَراةُ بُستانِ / مُجتَمِعٌ فيهِ كُلُّ أَلوانِ
مَبذولَةٌ لِلعُيونِ زَهرَتُهُ / مَمنوعَةٌ مِن أَنامِلِ الجاني
وَلَستُ أَحظى بِهِ سِوى نَظَرٍ / يَشرَكُني فيهِ كُلُّ إِنسانِ
يا مُنسِيَ المَأتَمِ أَشجانَهُم
يا مُنسِيَ المَأتَمِ أَشجانَهُم / لَمّا أَتاهُم في المُعَزّينا
حَلَّت قِناعَ الوَشيِ عَن صورَةٍ / أَلبَسَها اللَهُ التَحاسينا
فَاستَفتَنَتهُنَّ بِتِمثالِها / فَهُنَّ لِلتَكليفِ يَبكينا
حَقٌّ لِذاكَ الوَجهِ أَن يَزدَهي / عَن حُزنِهِ مَن كانَ مَخزونا
يا ظَبيُ يا اِبنَ سِيارٍ
يا ظَبيُ يا اِبنَ سِيارٍ / وَزَينَ صَفِّ القِيانِ
خُلِقتَ في الحُسنِ فَرداً / فَما لِحُسنِكَ ثانِ
كَأَنَّما أَنتَ شَيءٌ / حَوى جَميعَ المَعاني
لِيَنعَتَنَّكَ وَهمي / إِن كَلَّ عَنكَ لِساني
سَأَترُكُ خالِداً لِهَوى جِنانِ
سَأَترُكُ خالِداً لِهَوى جِنانِ / وَإِن جَلَّ الَّذي عَنهُ أَتاني
فَقُل مِن بَعدِ ذا ما شِئتَ أَو زِد / فَقَد أَمسَيتَ مِنّي في أَمانِ
لَقَد أَغلَقتَ بابَكَ دونَ ظَبيٍ / خَتَمتَ بِمُقلَتَيهِ عَلى لِساني
إِذا التَقى في النَومِ طَيفانا
إِذا التَقى في النَومِ طَيفانا / عادَ لَنا الوَصلُ كَما كانا
يا قُرَّةَ العَينَينِ ما بالُنا / نَشقى وَيَلتَذُّ خَيالانا
لَو شِئتَ إِذ أَحسَنتِ لي في الكَرى / أَتمَمتِ إِحسانَكِ يَقظانا
يا عاشِقَينِ اصطَلَحا في الكَرى / وَأَصبَحا غَضبى وَغَضبانا
كَذَلِكَ الأَحلامُ غَدّارَةٌ / وَرُبَّما تَصدُقُ أَحيانا