القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو نُوَاس الكل
المجموع : 147
لا تَبكِ لِلذاهِبينَ في الظُعُنِ
لا تَبكِ لِلذاهِبينَ في الظُعُنِ / وَلا تَقِف بِالمَطِيِّ في الدِمَنِ
وَعُج بِنا نَصطَبِح مُعَتَّقَةً / مِن كَفِّ ظَبيٍ يَسقيكَها فَطِنِ
تُخبِرُ عَن طيبِهِ مَحاسِنُهُ / مُكَحِّلٌ ناظِرَيهِ بِالفِتَنِ
ما أَمَّتِ العَينُ مِنهُ ناحِيَةً / إِلّا أَقامَت مِنهُ عَلى حَسَنِ
يُزهى بِخَدَّينِ سالَ فَوقَهُما / صُدغانِ قَد أَشرَفا عَلى الذَقَنِ
حَتّى إِذا ما الجَمالُ تَمَّ لَهُ / وَالظُرفُ قالا لَهُ كَذا فَكُنِ
نازَعتُهُ في الزُجاجِ مِثلَ دَمِ ال / شادِنِ تَنفي طَوارِقَ الحَزَنِ
فَدَبَّتِ الراحُ في مَفاصِلِهِ / وَرَنَّقَت فيهِ فَترَةُ الوَسَنِ
قُلتُ لَهُ وَالكَرى يُغازِلُهُ / هَل لَكَ في النَومِ قالَ لَم يَحِنِ
يُراقِبُ الصُبحَ أَن يَبينَ لَهُ / فَيَغتَدي سالِماً وَلَم يَهِنِ
حَتّى إِذا ما النُعاسُ أَقصَدَهُ / نامَ فَنِلتُ السُرورَ مِن سَكَني
فَلَم أَقُل بَعدَما ظَفِرتُ بِهِ / يا لَيتَ ما كانَ مِنهُ لَم يَكُنِ
كَأَنَّنا وَالفُسوقُ يَجمَعُنا / بَعدَ الكَرى طائِرانِ في غُصُنِ
لا تَطلُبَنَّ اللَذّاتِ مُكتَتِماً / وَاِغدُ إِلَيها كَخالِعِ الرَسَنِ
أَشتَهي الساقِيَينِ لَكِنَّ قَلبي
أَشتَهي الساقِيَينِ لَكِنَّ قَلبي / مُستَهامٌ بِأَصغَرِ الساقِيَينِ
لَيسَ بِاللابِسِ القَميصَ وَلَكِن / ذي القِباءِ المُعَقرَبِ الصُدغَينِ
الَّذي بِالجَمالِ زَيَّنَهُ اللَ / هُ وَحُسنِ الجَبينِ وَالحاجِبَينِ
يَتَلاهى إِذا اِستَحَثَّ لِشُربٍ / في سُكونٍ وَيَمسَحُ العارِضَينِ
خَرسَنوهُ وَما دَرى ما خُراسا / نُ بِلُبسِ القِباءِ وَالمِئزَرَينِ
هُم يَجورونَ في المُزاحِ عَلَيهِ / وَهوَ يَحكي بِعَدلِهِ العُمَرَينِ
وَصاحِبٍ زانَ كُلَّ مُصطَحَبِ
وَصاحِبٍ زانَ كُلَّ مُصطَحَبِ / يُنمى إِذا ما اِنتَمى إِلى اليَمَنِ
أَروَعُ مَحمودَةٌ خَلائِقُهُ / يَبذُلُ في الخَمرِ أَفضَلَ الثَمَنِ
بَدرُ ظَلامٍ غِياثُ مُجدِبَةٍ / مَعدِنُ بَذلٍ يَهتَزُّ لِلمِنَنِ
مُهَذَّبٌ ماجِدٌ أَخو كَرَمٍ / قَرمٌ يُرَجّى لِحادِثِ الزَمَنِ
دَوماً تَراهُ قَتيلَ غانِيَةٍ / مُعمِلَ كَأسٍ بِالخَلعِ لِلرَسَنِ
نادَيتُهُ وَالظَلامُ مُنسَدِلٌ / وَغُرَّةُ الصُبحِ بَعدُ لَم تَبِنِ
قُم يا خَليلي إِلى المُدامِ لِكَي / تَطرُدَ عَنّا عَساكِرَ الحَزَنِ
فَلَم يُجِبني إِلّا بِلَجلَجَةٍ / تَكادُ تَخفى عَلى الفَتى الفَطِنِ
فَلَم أَزَل بِالرُقى أُعَلِّلُهُ / حَتّى اِنجَلى عَنهُ عارِضُ الوَسَنِ
ثُمَّ تَغَنّى عَلَيهِ مِن طَرَبٍ / يا ريحُ ما تَصنَعينَ بِالدِمَنِ
أَأَدمَيتَ بِالماءِ القَراحِ جَبينَها
أَأَدمَيتَ بِالماءِ القَراحِ جَبينَها / لِتَسمَعَ في صَحنِ الزُجاجِ أَنينَها
فَقَد سَمِعَت أُذناكَ عِندَ مِزاجِها / أَنيناً وَأَلحاناً تُجيبُ دَنينَها
فَصُنها عَنِ الماءِ القَراحِ وَهاتِها / فَإِنَّكَ إِن لَم تَسقِني مِتُّ دونَها
بِآنِيَةٍ مَخروطَةٍ مِن زَبَرجَدٍ / تَخَيَّرَ كِسرى خَرطَها لِيَصونَها
بِكَفٍّ تَكادُ الكَأسُ تُدمي بَنانَها / إِذا أُزعِجَ التَحريكُ مِنها سُكونَها
كَأَنَّ رِجالَ الهِندِ حَولَ إِنائِها / عَكوفٌ عَلى خَيلٍ تُديرُ مُتونَها
وَبَديعِ الحُسنِ قَد فا
وَبَديعِ الحُسنِ قَد فا / قَ الرَشا حُسناً وَلينا
تَحسَبُ الوَردَ بِخَدَّي / هِ يُناغي الياسَمينا
كُلَّما اِزدَدتُ إِلَيهِ / نَظَراً زِدتُ جُنونا
ظَلَّ يَسقينا مُداماً / حَلَّتِ الخِدرَ سِنينا
وَتَغَنَّينا بِحِذقٍ / يا دِيارَ الظاعِنينا
فَاِسقِنا حَتّى أَوانِ ال / حَجِّ لا تَسقِ الضَنينا
هَذِهِ المَمنوعُ مِنها
هَذِهِ المَمنوعُ مِنها / وَأَنا المُحتَجُّ عَنها
ما لَها تَحرُمُ في الدُن / يا وَفي الجَنَّةِ مِنها
لا تَحزَنَنَّ لِفُرقَةِ الأَقرانِ
لا تَحزَنَنَّ لِفُرقَةِ الأَقرانِ / وَاِقرِ الفُؤادَ بِمُذهِبِ الأَحزانِ
بِمَصونَةٍ قَد صانَ بَهجَةَ كَأسِها / كِنُّ الخُدورِ وَخاتَمُ الدَنّانِ
دَقَّت عَنِ اللَحَظاتِ حَتّى ما تَرى / إِلّا اِلتِماعَ شُعاعِها العَينانِ
وَكَأَنَّ لِلذَهَبِ المَذوبِ بِكَأسِها / بَحراً يَجيشُ بِأَعيُنِ الحيتانِ
وَمُزَنَّرٍ قَد صُبَّ في قارورَةٍ / ريقَ السَحابِ عَلى النَجيعِ القاني
شَمسُ المُدامِ بِكَفِّهِ وَبِوَجهِهِ / شَمسُ الجَمالِ فَبَينَنا شَمسانِ
وَالشَمسُ تَطلَعُ مِن جِدارِ زُجاجِها / وَتَغيبُ حينَ تَغيبُ في الأَبدانِ
في مَجلِسٍ جَعَلَ السُرورُ جَناحَهُ / سِتراً لَهُ مِن ناظِرِ الحِدثانِ
لا يَطرُقُ الأَسماعَ في أَرجائِهِ / إِلّا تَرَنُّمُ أَلسُنِ العيدانِ
أَو صَوتُ تَصفيقِ الجَليسِ تَطَرُّباً / وَبُكاءُ خابِيَةٍ وَضِحكُ قَناني
حَتّى إِذا اِشتَمَلَ الظَلامُ بِبُردِهِ / وَهَدا حَنينُ نَواقِسِ الرُهبانِ
أَلفَيتُهُ بَدراً يَلوحُ بِكَفِّهِ / بَدرٌ جَمَعتَهُما لِعَينِ الراني
ما زِلتُ أَشرَبُ كَأسَهُم مِن بَينِهِم / عَمداً وَما بِيَ عَجزَةُ النَشوانِ
لِأَنالَ مِنهُم عِندَ ذاكَ تَحِيَّةً / إِمّا بِوَجهٍ أَو بِطَرفِ لِسانِ
أَحسَنُ مِن وَصفِ دارِسِ الدَمَنِ
أَحسَنُ مِن وَصفِ دارِسِ الدَمَنِ / وَمِن حَمامٍ يَبكي عَلى فَنَنِ
وَمِن دِيارٍ عَفَت مَعالِمُها / رَيحانَةٌ رُكِّبَت عَلى أُذُنِ
في رَوضَةٍ بِالنَباتِ يانِعَةٍ / قَد حَفَّها كُلُّ نَيِّرٍ حَسَنِ
كَأَنَّما الوَشيُ مِن زَخارِفِها / وَشيُ ثِيابٍ بُسِطنَ بِاليَمَنِ
وَقَهوَةٍ لا القَذى يُخالِطُها / تَأتيكَ مِن مَعدِنٍ وَمِن عَطَنِ
مِن بَيتِ خَمّارَةٍ تَروحُ بِها / إِلَيكَ مِثلَ العَروسِ مِن وَطَنِ
سَورَتُها في الرُؤوسِ صاعِدَةٌ / وَلينُها في المَذاقِ كَالدُهُنِ
مِن كَفِّ ظَبيٍ أَغَنَّ ذي غَنَجٍ / أُبدِعَ فيهِ طَرائِفُ الحُسَنِ
يَسعى بِصَفراءَ كَالعَقيقَةِ في ال / كَأسِ عَلَيها الوِشاحُ مِن مُزُنِ
فَتِلكَ أَشقى مِن نَعتِ دِعبِلَةٍ / وَمِن صِفاتِ الطُلولِ وَالدِمَنِ
إِذا عَبّا أَبو الهَيجا
إِذا عَبّا أَبو الهَيجا / ءِ لِلهَيجاءِ فُرسانا
وَسارَت رايَةُ المَوتِ / أَمامَ الشَيخِ إِعلانا
وَشَبَّت حَربُها وَاِشتَ / عَلَت تُلهِبُ نيرانا
وَأَبدَت لَوعَةَ الوَق / عَةِ أَضراساً وَأَسنانا
جَعَلنا القَوسَ أَيدينا / وَنَبلَ القَوسِ سَوسانا
وَقَدَّمنا مَكانَ النَب / لِ وَالمِطرَدِ رَيحانا
فَعادَت حَربُنا أُنساً / وَعُدنا نَحنُ خِلّانا
بِفِتيانٍ يَرَونَ القَت / لَ في اللَذَّةِ قُربانا
إِذا ما ضَرَبوا الطَبلَ / ضَرَبنا نَحنُ عيدانا
وَأَنشَأنا كَراديساً / مِنَ الخَيرِيِّ أَلوانا
وَأَحجارُ المَجانيقِ / لَنا تُفّاحُ لُبنانا
وَمَنشا حَربِنا ساقٍ / سَبا خَمراً فَسَقّانا
يَحُثُّ الكَأسَ كَي تَلحَ / قَ أُخرانا بِأولانا
تَرى هَذاكَ مَصروعاً / وَذا يَنجَرُّ سَكرانا
فَهَذي الحَربُ لا حَربٌ / تَغُمُّ الناسَ عُدوانا
بِها نَقتُلُهُم ثُمَّ / بِها نَنشُرُ قَتلانا
قَد هَتَكَ الصُبحُ سَدولِ الدُجى
قَد هَتَكَ الصُبحُ سَدولِ الدُجى / فَانحَسَرَت أَثوابُهُ الجونُ
فَاصبِح نَداماكَ سُخامِيَّةً / أَتى لَها في دَنِّها حينُ
زُفَّت إِلى أَكرَمِ خُطّابِها / وِشاحُها وَردٌ وَنَسرينُ
تَسعى بِها حَوراءُ في طَرفِها / ضَحكٌ وَفي المَضحَكِ تَقيِيِنُ
ما الناسُ إِلّا رَجُلٌ فاتِكٌ / أَو رَجُلٌ وَقَّرَهُ دينُ
أَسيرُ الهَمِّ نائي الصَبرِ عانِ
أَسيرُ الهَمِّ نائي الصَبرِ عانِ / تُحَدِّثُ عَن جَواهُ المُقلَتانِ
نَفى عَن عَينِهِ التَهجادَ بَدرٌ / تَأَلَّقَ في المَحاسِنِ غُصنَ بانِ
وَمُنتَسِبٍ إِلى آباءِ صِدقٍ / خَطَبتُ لَهُ مُعَتَّقَةَ الدِنانِ
فَلَمّا صَبَّها في صَحنِ كَأسٍ / حَكَت لِلعَينِ لَونَ البَهرَمانِ
كَأَنَّ الكَأسَ تَسحَبُ ذَيلَ دُرٍّ / كَسَتها الخَمرُ حُلَّةَ زَعفَرانِ
بِمُسمِعَةٍ إِذا غَنَّت بِصَوتٍ / أَجابَتها المَثالِثُ وَالمَثاني
إِذا ما نِلتُ مِن عَيشي رَخاءً / وَصِرتُ مِنَ النَوائِبِ في أَمانِ
رَكِبتُ غِوايَتي وَتَرَكتُ رُشدي / وَكَفُّ الجَهلِ مُطلِقَةٌ عِناني
أَلا ما لِلمَشيبِ وَما لِرَأسي / حَمى عَنّي العُيونَ وَما حَماني
ما لَذَّةُ العَيشِ إِلّا شُربُ صافِيَةٍ
ما لَذَّةُ العَيشِ إِلّا شُربُ صافِيَةٍ / في بَيتِ خَمّارَةٍ أَو ظِلُّ بُستانِ
صَفراءُ كَرخِيَّةٌ حَمراءُ إِذ مُزِجَت / كَأَنَّها وَجِلٌ يَعلوهُ لَونانِ
يَسعى بِها خَنِثٌ في زِيِّ جارِيَةٍ / مُطَيَّبٌ صُدغُهُ في طَيِّبِ البانِ
حَيّا نَدامايَ بِالتَقبيلِ حينَ سَعى / بِالكَأسِ يَحبو نَشيطاً غَيرَ كَسلانِ
فَتارَةً هُوَ مَيدانٌ نَروضُ بِهِ / ضَوامِراً قُرَّحاً لَيسَت بِثُنيانِ
وَتارَةً هُوَ ساقينا وَنَرجِسُنا / نَفسي فِداأُكَ مِن ساقٍ وَمَيدانِ
قَد هَجَرتُ النَديمَ وَالنُدمانا
قَد هَجَرتُ النَديمَ وَالنُدمانا / وَتَمَتَّعتُ ما كَفاني زَمانا
وَأَبى لي خَليفَةُ اللَهِ إِلّا / عَزفَ نَفسي فَقَد عَزَفتُ أَوانا
وَلَقَد طالَ ما أَبَيتُ عَلَيهِ / في أُمورٍ خَلَعتُ فيها العِنانا
وَغَزالٍ عاطَيتُهُ الراحَ حَتّى / فَتَّرَت مِنهُ مُقلَةً وَلِسانا
قالَ لا تُسكِرَنَّني بِحَياتي / قُلتُ لا بُدَّ أَن تُرى سَكرانا
إِنَّ لي حاجَةٌ إِلَيكَ إِذا نِم / تَ فَإِن شِئتَ فَاِقضِها يَقظانا
فَتَلَكّا تَلَكِّياً في اِنخِناثٍ / ثُمَّ أَصغى لِما أَرَدتُ فَكانا
اِستَعِذ مِن رَمَضانِ
اِستَعِذ مِن رَمَضانِ / بِسُلافاتِ الدِنانِ
وَاِطوِ شَوّالاً عَلى القَص / فِ وَتَغريدِ القِيانِ
وَليَكُن في كُلِّ يَومٍ / لَكَ فيهِ سَكرَتانِ
مَنَّ شَوّالٌ عَلَينا / وَحَقيقٌ بِاِمتِنانِ
جاءَ بِالقَصفِ وَبِالعَز / فِ وَتَخليعِ العِنانِ
أَوفَقُ الأَشهُرِ لي أَب / عَدُها مِن رَمَضانِ
لا تَخشَعَنَّ لِطارِقِ الحِدثانِ
لا تَخشَعَنَّ لِطارِقِ الحِدثانِ / وَاِدفَع هُمومَكَ بِالشَرابِ القاني
أَوَما تَرى أَيدي السَحائِبِ رُقِّشَت / حُلَلَ الثَرى بِبَدائِعِ الرَيحانِ
مِن سَوسَنٍ غَضِّ القِطافِ وَخُزَّمٍ / وَبَنَفسَجٍ وَشَقائِقِ النُعمانِ
وَجَنِيِّ وَردٍ يَستَبيكَ بِحُسنِهِ / مِثلَ الشُموسِ طَلَعنَ مِن أَغصانِ
حُمراً وَبيضاً يَجتَنَينَ وَأَصفَراً / وَمُلَوَّناً بِبَدائِعِ الأَلوانِ
كَعُقودِ ياقوتٍ نُظِمنَ وَلُؤلُؤٍ / أَوساطُهُنَّ فَرائِدُ العِقيانِ
وَمِنَ الزَبَرجَدِ حَولُهُنَّ مِمَثَّلاً / سَمطاً يَلوحُ بِجانِبِ البُستانِ
فَإِذا الهُمومُ تَعاوَرَتكَ فَسَلِّها / بِالراحِ وَالرَيحانِ وَالنُدمانِ
وَجهُ جِنانٍ سَراةُ بُستانِ
وَجهُ جِنانٍ سَراةُ بُستانِ / مُجتَمِعٌ فيهِ كُلُّ أَلوانِ
مَبذولَةٌ لِلعُيونِ زَهرَتُهُ / مَمنوعَةٌ مِن أَنامِلِ الجاني
وَلَستُ أَحظى بِهِ سِوى نَظَرٍ / يَشرَكُني فيهِ كُلُّ إِنسانِ
يا مُنسِيَ المَأتَمِ أَشجانَهُم
يا مُنسِيَ المَأتَمِ أَشجانَهُم / لَمّا أَتاهُم في المُعَزّينا
حَلَّت قِناعَ الوَشيِ عَن صورَةٍ / أَلبَسَها اللَهُ التَحاسينا
فَاستَفتَنَتهُنَّ بِتِمثالِها / فَهُنَّ لِلتَكليفِ يَبكينا
حَقٌّ لِذاكَ الوَجهِ أَن يَزدَهي / عَن حُزنِهِ مَن كانَ مَخزونا
يا ظَبيُ يا اِبنَ سِيارٍ
يا ظَبيُ يا اِبنَ سِيارٍ / وَزَينَ صَفِّ القِيانِ
خُلِقتَ في الحُسنِ فَرداً / فَما لِحُسنِكَ ثانِ
كَأَنَّما أَنتَ شَيءٌ / حَوى جَميعَ المَعاني
لِيَنعَتَنَّكَ وَهمي / إِن كَلَّ عَنكَ لِساني
سَأَترُكُ خالِداً لِهَوى جِنانِ
سَأَترُكُ خالِداً لِهَوى جِنانِ / وَإِن جَلَّ الَّذي عَنهُ أَتاني
فَقُل مِن بَعدِ ذا ما شِئتَ أَو زِد / فَقَد أَمسَيتَ مِنّي في أَمانِ
لَقَد أَغلَقتَ بابَكَ دونَ ظَبيٍ / خَتَمتَ بِمُقلَتَيهِ عَلى لِساني
إِذا التَقى في النَومِ طَيفانا
إِذا التَقى في النَومِ طَيفانا / عادَ لَنا الوَصلُ كَما كانا
يا قُرَّةَ العَينَينِ ما بالُنا / نَشقى وَيَلتَذُّ خَيالانا
لَو شِئتَ إِذ أَحسَنتِ لي في الكَرى / أَتمَمتِ إِحسانَكِ يَقظانا
يا عاشِقَينِ اصطَلَحا في الكَرى / وَأَصبَحا غَضبى وَغَضبانا
كَذَلِكَ الأَحلامُ غَدّارَةٌ / وَرُبَّما تَصدُقُ أَحيانا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025