المجموع : 32
ذاكَ الحجازُ وهذه كثبانُهُ
ذاكَ الحجازُ وهذه كثبانُهُ / فاِحفظ فؤادَك إِن رَنَت غزلانُهُ
واِسفَح دموعَك إِن مررتَ بسفحه / شغفاً به إِنَّ الدموعَ جمانُهُ
وَسلِ المنازلَ عن هوىً قضّيتَه / هل عائدٌ ذاكَ الهوى وزمانُهُ
لَهفي على ذاك الزَمانِ وأَهلهِ / وَسَقاهُ من صَوب الحَيا هتّانُهُ
إِذ كانَ حبلُ الوصل متّصلاً بنا / وَالعيشُ مورقةٌ به أَغصانُهُ
وإذِ المعاهدُ مشرقاتٌ بالمنى / وَالسفحُ مَغنىً لم يبن سكّانُهُ
يا عاذليَّ دَعا فؤادي والجَوى / لا تعذُلاه فإنَّه دَيدانُهُ
وارحمتا لمتيَّمٍ قذفَت به / أَيدي النوى وَتباعدَت أَوطانُهُ
هبَّت له من نحو نجدٍ نسمةٌ / فتزايدَت لهبوبها أَشجانُهُ
يُمسي وَيُصبحُ بالفراق موجَّعاً / تَبكي عليه من الضَنى أَخدانُهُ
ما إِن تذكَّر بالحجاز زمانَهُ / إلّا وشبَّت في الحشا نيرانُهُ
فسَقى الحجازَ ومن بذيّاكَ الحِمى / صوبُ المدامع هاطِلاً هملانُهُ
لا كفَّ للدَمع الهتون تَقاطرٌ / بعد الحجاز ولا رَقت أَجفانُهُ
أَلا والنَّسيم سَحَر
أَلا والنَّسيم سَحَر / مَتى جزتَ بالأثل والبان
وَهاتِ ما مَعكَ من خبر / فَقَد بانَ لي منكَ ما بان
وَسِرَّك بعَرفك ظهر / وَهيَّج تباريحَ الأَشجان
وإلّا فَما ذا الخفَر / ومن علَّمك سَحب الأَردان
خبايا المحبَّة تلوح / وَكَم للهَوى من أَشائِر
وعَرف المحبَّة يَفوح / وريّاه في الكون سائر
وَما كُلُّ عاشق يَبوح / وَلكنَّما الحال ظاهر
وخِلّي إذا ما خطر / تَهافَت عليه أَغصُنُ البان
مَتى وَا ليالي الوصال / تَعودي بتلكَ الحبائب
فَما لي من الشوق حال / وَقَلبي من الوَجدِ ذائب
ولا وَالنَبي ما اِستحال / ودادي ولو كُنتُ غائب
فليت الَّذي لي هجر / رأَى ما بِقَلبي من أَحزان
خشفُ الرُبى بهجةُ النادي
خشفُ الرُبى بهجةُ النادي / زينُ المحيّا كحيلُ العين
أَعادَ بالوَصل ميعادي / وجادَ لي فاتِني بالدَين
ناديتُه يا رشا الوادي / يَكفيك هَذا الحَلا والزَين
ما اِرتاح قَلبي الشجي الصادي / إِلّا لِلُقياكَ بعدَ البَين
يا حمامَ الحَبش
يا حمامَ الحَبش / وَيا قماري الغَواني
يا نجومَ الغَبَش / وَيا بدورَ المَغاني
الحَلا والورش / فيكم وَكُلُّ المَعاني
يا متعباً بنقوشِ الخَطِّ أَنملَه
يا متعباً بنقوشِ الخَطِّ أَنملَه / وَساهرَ اللّيلِ لَم يَرقُد وَلَم يَنَمِ
دَع عَنكَ ما راحَت الأَقلام تنقشُهُ / في صَفحةِ السيفِ ما يُغني عنِ القلمِ
تَراءَت سُليمى وَهي كالبَدرِ أَو أَسنى
تَراءَت سُليمى وَهي كالبَدرِ أَو أَسنى / فضاءَ فضاءُ الربع من ضوئِها وَهنا
مَن لِصبٍّ شَفَّه جورُ النَوى
مَن لِصبٍّ شَفَّه جورُ النَوى / كلَّما أَوجعَه التذكارُ أَنّا
وإذا هبَّت صَبا نَجدٍ صَبا / قَلبُه شَوقاً إلى نَجدٍ وحَنّا
فارقتُ مكّةَ والأقدارُ تُقحِمُني
فارقتُ مكّةَ والأقدارُ تُقحِمُني / وَلي فؤادٌ بها ثاوٍ مَدى الزَمنِ
فارقتُها لا رضىً منّي وقد شهدَت / بذاكَ أَملاكُ ذاك الحِجر والرُكُنِ
فارقتُها وبودّي إذ فَرَقتُ بها / لَو كانَ قد فارَقت روحي بها بَدَني
هَذا كِتابٌ في مَعانيه حَسَن
هَذا كِتابٌ في مَعانيه حَسَن / للديلميِّ أَبي محمَّدٍ الحَسَن
أَشهى إلى المضنى العَليل من الشِفا / وأَلذّ في العَينينِ من غَمضِ الوَسَن
جاءَ البَشيرُ مبشِّراً
جاءَ البَشيرُ مبشِّراً / فأَقَرَّ من بُشراهُ عَيني
وافى يَقولُ أَتى الحَسي / نُ فَقُلتُ أَهلا بالحُسينِ
أَهوَ الَّذي حازَ المكا / رمَ والعُلى ملءَ اليَدَينِ
قالوا نَعَم هو ذاكَ مَن / فاقَ الوَرى من غير مَينِ
يا قَهوةً قِشريَّةً
يا قَهوةً قِشريَّةً / حَكَت النُضارَ بلَونِها
وَلَكم حباكَ حَبابُها / بخَلاصِها ولُجَينِها
جُليَت عليَّ مصونةً / بِزفافِها وبصَونِها
وَكأَنَّ كُلَّ حَبابَةٍ / تَرنو إليَّ بِعَينِها
قامَت تُديرُ سُلافاً من مُراشِفها
قامَت تُديرُ سُلافاً من مُراشِفها / حَبابُها لؤلؤ الثَغرِ الجمانيِّ
في لَيلَةٍ من أَثيثِ الشعر حالكةٍ / منها دَجا حندسُ اللَيل الدَجوجيِّ
تُريك إِن أَسفرَت غرّاءَ مائسةً / بدرَ السماء على أَعطافِ خَطيِّ
من أَينَ للظَبي أَن يَحكي ترائِبَها / وَلَو تشبَّه ما حاكٍ بمحكيِّ
كَم لَوعَةٍ بتُّ أُخفيها وأُظهِرُها / فيها وسِرُّ التَصابي غيرُ مَخفيِّ
أَما وَصَعدَةِ قدٍّ مِن مَعاطِفها / وعَضبِ لَحظٍ نضَتهُ هِندوانيِّ
ما إِن عذلت على حُبّي الفؤادَ لها / إلّا وَجاءَ بعُذرٍ فيه عُذريِّ
وافَت فأَذكَت هُموماً غير خامدة / وأذكرتني عَهداً غيرَ مَنسيِّ
يا حبَّذا نظرةً هام الفؤادُ بها / أَزرَت وعينيكَ بالظَبي الكناسيِّ
لَقَد نعمتُ بِوَعدٍ منك مُنتَظَرٍ / وَنائِلٍ مِن نظامِ الدين مَقضيِّ