المجموع : 44
يا حافظَ الدينِ الذي
يا حافظَ الدينِ الذي / أصبح فرداً علَما
ومنْ سحابُ جودِه / على الأنامِ قد هَمى
أطلَعْتَ في شمسِ العُلا / بالمكرماتِ أنجُما
وجُدْتَ حتى لم تدعْ / من يتشكّى عدَما
الله قد عافى بك ال / مَجْدَ معاً والكَرَما
فالحمدُ لله الذي / أذهبَ عنّا الألما
أصبحْتُ لا أملكُ ما / بين الأنامِ دِرْهَما
فاجعَلْ نداكَ مُنعِماً / لجَرْح فَقري مَرْهَما
وابقَ سعيداً مُسعداً / موفّقاً مُسلَّما
هَفا طرَبي الى عافي الرسومِ
هَفا طرَبي الى عافي الرسومِ / فلا روّى الغَمامُ رُبى الغميمِ
وهبّتْ ريحُ سُلواني فمرّتْ / من الشّرقِ القديمِ على هَشيمِ
وكنتُ أبا المنازلِ والفيافي / فصِرْتُ أخا المُدامةِ والنَديمِ
أميلُ الى سُلافةِ بنتِ كرْمٍ / وأدنو من سوالفِ أمّ ريمِ
هدَتْنا للسّرور نجومُ راحٍ / بها قذفَتْ شياطينَ الهُمومِ
تبسّم دنّها فألاحَ برقاً / يطرّزُ حُلّةَ الليلِ البَهيمِ
وأودعَ نشرُها الأرواحَ سرّاً / فباحَ بحَمْلِه صدرُ النسيمِ
فإنْ توجتُ راحي كأسَ راحٍ / فشُرْبُ الإثْمِ أوْلى بالأثيمِ
بساطُ الرّوضِ موشيُّ الحواشي / وثوبُ الغيمِ مِسكيُّ الأديمِ
وكفُّ الصبحِ يلقُطُ ما تبدّى / بجيدِ الليلِ من درهِ النجومِ
فحيَّ على الشَمولِ وإن عُنينا / بخَمْرِ شمائلِ الرشأ الرّخيمِ
مقطّبةٌ يريكَ المزْجُ منها / طلاقةَ منظرِ الوجهِ العظيمِ
أتتْ عُطْلاً فقلّدَها حَباباً / جَلاها منهُ في درٍّ نظيمِ
يطوفُ بشمسِها قمرٌ تثنّتْ / به أعطافُ خوطِ نقاً قَويمِ
حمىً بعقاربِ الأصداغِ وَرْداً / جنيتُ به الشقاءَ من النعيمِ
تسالمُه وتُلْبسني اعتداءً / فمن يُعدي السّليمَ على السليمِ
ويُعجبُني السقامُ لأن جسمي / تحلّى باسمِ ناظرِه السقيمِ
ولما أقفرتْ أوكارُ صَبْري / عمرْتُ بعزْمَتي أكوارُ كُومِ
سريْتُ بها وللإصباحِ سرٌّ / طوتْهُ جوانحُ الليلِ الكَتومِ
الى الشيخِ الجليسِ استنْهَضَتْها / أزمّةُ نجدةٍ وحداةُ خيْمِ
فقال لها لسانُ الدهرِ هذا / تمامُ الفضلِ أُودِعَ في تَميمِ
إذا هبّتْ شمائلُه رياحاً / فهنّ لواقحُ الفكْرِ العَقيمِ
سماحُ يدٍ أتاح ندى غيورٍ / يصونُ علاءَهُ صونَ الحَريمِ
وأخلاقٌ يُديرُ بها كؤوساً / من الصهباءِ تَصبو بالحَليمِ
تقسّم بين شمسِ ضحىً وبحرٍ / هدايةَ خابطٍ وغِنى عَديمِ
وجلّى ظُلْمَتيْ خَطبٍ وجَدْبٍ / برأيِ مجرّبٍ وندى غَشيمِ
وملّك حاسديهِ فجادبتْهُ / خلائقُهُ الى الطبعِ الكريمِ
وجاءَ بهيبةِ الجبّار لمّا / ثَنى عطفَيْهِ في بُرْدَي رحيمِ
ولم يهضِمْ معاليَهُ التفاتٌ / يملّ به الى كشحٍ هَضيمِ
عجبْتُ لوجهه ولراحتَيْهِ / سَنا شمسٍ تبدّتْ في غُيومِ
تزفُّ أزاهرُ الآدابِ منهُ / لما تُسْقاهُ من صوبِ العُلومِ
ومطلّبٍ مداهُ كَبا فقلنا / أليمُ العيشِ أوْلى باللّئيمِ
إذا منعتْكَ أشجارُ المَعالي / حَباها الغضَّ فاقنعْ بالهَشيمِ
وقافيةٍ أهزُّ بها إذا ما / نطقتَ معاطفَ الطربِ الرميمِ
تسيرُ وإنْ أقامَ به ثناءً / وأعجبُ ما ترى سفَرُ المُقيمِ
على أنّى أكابدُ صرْفَ دهرٍ / أثارَ دمي وأثّر في أديمي
بُليتُ بحالتَيْ بردٍ وحرٍّ / أليستْ هذه صفةُ الجحيمِ
بقيْتَ مهنِّئاً في كلّ يومٍ / بعيشٍ للمسرّةِ مُستديمِ
ونامتْ عنك أحداثُ الليالي / وشيكاً نومَ أصحابِ الرقيمِ
لقيتُ حِمامي إذ فقدتُ حميمي
لقيتُ حِمامي إذ فقدتُ حميمي / وعوضتُ من همّاتِهِ بهمومِ
وعاشرتُ من لا ترتضيه خلائقي / ولا يقتضيهِ مَنصبي وصَميمي
وقلتُ هو الدهرُ اللئيمُ ولم يكن / لتظفَرَ كفّي عندَهُ بكريمِ
ولو أنّني والحزمُ ما زال شيمتي / أخذتُ به جانبتُ كلَّ نَديمِ
فما عندهُم إلا خداعٌ مسالمٌ / يبيتُ له قلبي بليلِ سليمِ
فكنْ جانباً عن معشرٍ ذاك شأنُهُمْ / حديثُهُمُ فيه كمثلِ قَديمِ
ومنْ كان ذا جهلٍ بأهلِ زمانِه / فإنّي بهِمْ مذْ كنتُ جدُّ عليمِ
يا مَنْ يرى فضلِ الشِتا
يا مَنْ يرى فضلِ الشِتا / ءِ على المصيفِ كما تحكّمْ
ما ذاكَ عندي جنّةٌ / فيكونُ ذا عندي جهنّمْ
اسْمَعْ هما مِلكان كلٌّ / في ولايتِه معظّمْ
ولكلّ مَلْكٍ منهُما / متسلّم يأتي مُقدّمْ
يأتي الربيعُ عن المصي / فِ وفضلُهُ ما أنتَ تعلَمْ
وترى الخريفَ عن الشتا / ءِ وليسَ يسلمُ من تسلّمْ
والعبدُ في أفعالهِ / عن خُلْقِ سيّدِه يُترجِمْ
فضلُ المصيفِ كما رأيْ / تَ أقلُّ تكْليفاً وأرحَمْ
قُسُّ الفصاحةِ والملاحةِ صادَني
قُسُّ الفصاحةِ والملاحةِ صادَني / فليَنْأَ عني باقلٌ بملامِهِ
وافى بديعُ الحُسْنِ يقسم أنّهُمْ / سرقوا بديعَ الشِعْرِ من أقسامِه
أصْبى تطابُقُ شَعرِه وجبينِه / وسَبى تجانُسُ شِعْرِهِ وكلامِه
وأراكَ تعريفَ الجمالِ بوجهِه / فانظُرْ الى ألفِ العِذارِ ولامِه
رحَلوا فالسَقامُ عندي مُقيمُ
رحَلوا فالسَقامُ عندي مُقيمُ / ولقلبي من الغرامِ غريمُ
وبطَرْفي نظرتُ لمّا استقلّوا / في نُجومِ الحُمولِ إنّي سَقيمُ
يا رسومَ الديارِ علّ شفاءً / لفؤادٍ لم يبْقَ منهُ رُسوم
بين غيثِ الدموعِ وهيَ أُجاجٌ / ورياحِ الزفيرِ وهي سُمومُ
لم يدعْ منه موقفُ البينِ إلا / كبِداً يستكنّ فيها الهُمومُ
فهو مُثْرٍ من الصبابةِ والوجْ / دِ ولكنْ من السُلوّ عَديمُ
أينَ ذاكَ الكِناسُ يفتِكُ منهُ / عبثاً بالأُسودِ ذاك الريمُ
رشأٌ عندَه حُشاشةُ نفسِ / يرتَعيها لا الشيحُ والقيصومُ
من ظباءِ الصريمِ حبلُ وِصالي / أبداً من حبالِه مَصْرومُ
ما أقلّ انتصارَ مَنْ ظلمَتْهُ / ولها شافعُ الجَمالِ ظَلومُ
دعْ رماحَ الشَذا تمنّعَ عنها / فرضي أنّني بها مَكلومُ
وسُروري منها إذا أهضَمَتْني / أنّني مثلُ خَصْرِها مهضومُ
آمري بالمُقامِ وهو مُماتٌ / يُخلِقُ العرضُ دونَه والأديمُ
قائل إنما المعالي حظوظٌ / والفَتى كلُّ رِزْقِه مقْسومُ
القِلاصُ القِلاصُ يلطُمُ منها / وجنةَ البيدِ منسمٌ مرْثومُ
نصّ رسمَ العُلى لعينِك فاطلبْ / هُ تجدْ حيثُ نصُّها والرُسومُ
لستَ بالمُقْتِرِ القديمِ ولكنّ / زماناً أقْترْتَ فيهِ العديمُ
ما أرى لي عندي الليالي انتِصاراً / أترجّاهُ والليالي خَصومُ
قد أراني نقصَ القبائلِ منهنّ / تمامٌ توارثَتْهُ تَميمُ
قلنَ لمّا قامَ الأثيرُ دليلاً / ليس إلا الإقرارُ والتسليمُ
من بني الأغلبِ الكرامِ وما خلّ / فَ ذاك الكريمَ إلا كريمُ
نسبٌ ما رأتْهُ عينُك إلا / قلتَ لا شكّ جوهرٌ منظومُ
جمعَ الفضلَ مُلتَقى طرَفَيْهِ / فتساوى حديثُه والقَديمُ
خوّلَتْ كفُّه خُصوصَ مَعالٍ / في جميعِ الملوكِ منها العُمومُ
قام من دونها ببذْلِ عطايا / هُ فصِينَتْ كما يُصانُ الحريمُ
كرمٌ لو تقسّمَتْهُ بنو الدنْيا / جميعاً ما كان فيها لئيمُ
وأيادٍ تفجّرَ الجودُ منها / ما شكَكْنا في أنهنّ غُيومُ
آمرٌ تأمُرُ السماحةُ منهُ / عادلُ الحكمِ في العطاءِ ظَلومُ
فهو من ألسنِ المَفاخِرِ محمو / دٌ ولكنْ من مالِهِ مذْمومُ
وله مَفخَرانِ حِيزا إليه / نسبٌ طاعنٌ ومجدٌ مُقيمُ
وشَبا عزمةٍ يردُّ بها الخط / بَ وفيه من شفرتَيْها كُلومُ
يصطَلي حاجِمُ الخُطوبِ وما بي / نَ عِطافَيْ بُردَيْهِ ابراهيمُ
ربَّ ريحينِ بين شدٍّ وليْنٍ / ذي سُمومٍ تُرْدي وتلك نَسيمُ
ومحلّيْنِ بين سِلْمٍ وحربٍ / ذا نعيمٌ وذا عذابٌ أليمُ
يفرَقُ المُقدِمونَ منهُ إذا ما / صالَ فيهم ويأمنُ المهزومُ
حفظَ المسلمونَ عنهُ أحادي / ثَ أبَتْ أن يرضى بهنّ الرومُ
ذو صفاتٍ لما تقسَّمها الشعْ / رُ أتاهُ التجْنيسُ والتقْسيمُ
يا هلالَ السرورِ لُحْ إنّ قلبي / ليسَ ينفكّ أو يراكَ تصومُ
كيف لا أعتَبُ الزمانَ وأشْكو / لك أني يا خيرَهُ محْرومُ
قطّبَ الدهرُ لي مُحيّا فهلْ يَقْ / رُبُ مني ذاك المُحيّا الوَسيمُ
فألاقي عيدَيْنِ يضحكُ عن شا / رقِ نورَيْهِما الزمانُ البَهيمُ
ولَعَمْري لولا محمدُ المح / مودُ قُلْنا هذا زمانٌ أليمُ
خلَفٌ نابَ عنك لي وعن الأق / مارِ للمُهتَدي تَنوبُ النُجومُ
حملَ الريحُ بالأصيلِ سلامَهْ
حملَ الريحُ بالأصيلِ سلامَهْ / وأعارَ البرقَ اللموعَ غرامَهْ
فجرَتْ هذه رُخاءً وأذْكى / ذاك في سَدْفِهِ الظلامَ ضِرامَهْ
فرأى منهما شمائلَ هندٍ / طيبَ نَشْرٍ سَرى وحسنَ ابتسامَهْ
غادةٌ تفتنُ القلوبَ بطَرْفٍ / لا تُرجّي القلوبُ منه سلامَهْ
أنا صبٌّ بوصلِها مستهامٌ / وهي بالهَجْرِ صبّةٌ مستهامَهْ
عجَباً لي أشكو التباعُدَ منها / وهي ريمٌ لها لقلبي رامَهْ
يا عَذولي إليكَ عنّي فإنّي / قلّ ما استحوذَتْ عليّ الملامَهْ
إنّ مَنْ شفّني هواهُ وأغرَتْ / بفؤادي ألحاظُهُ أسقامَهْ
حالَ من دونِه الصُدودُ وتوخي / دُ مطيٍّ ليستْ تشَكّى سآمَهْ
أيها الغيثُ إن طرَقْتَ تهامَهْ / فاسْقِ وادي الغَضا وحيّ خِيامَهْ
وأقِمْ بُرهةً بربعٍ شجاني / بعدَ يأسِ تذكّري أيامَهْ
طلَلٌ طالَ ما بكيتُ فأروي / تُ بدمعي عَرارَهُ وبَشامَهْ
وفسيحِ الخُطا جرى وجرى البر / قُ الى غايةٍ فكان إمامَهْ
راح عنهُ لعِلمِه أنّ أزْكى الن / اسِ قدراً ومنصِباً قدّامَهْ
الأثيرُ المحلُّ والسيّدُ المَصْ / قَعُ منهم والأوحدُ العلاّمَهْ
شرعَ الجود مذهباً وأقامَهْ / وعليهِ أجرى لنا أحْكامَهْ
وانْثَنى فابْتَنى من المجدِ داراً / نالَ فيها بعزمِهِ ما رامَهْ
حتّم اللهُ أن علياكَ لا تَف / نَى برُغْم الحَسودِ حتى القيامَهْ
حيثُ تُزْجي ريحُ ارتياحِك للمع / روفِ من غيثِ راحتَيْكَ رُكامَهْ
قد رأينا من ناصرِ الدولةِ البد / رَ تماماً والغيثَ والصَمْصامَهْ
وصَحِبْناهُ برهةً فكأنّا / قد صحِبْنا متالعاً وإكامَهْ
وتناجَتْ أقلامُه فسمِعْنا / لفظَ سحبانَ من بيانِ قُدامَهْ
بمعانٍ راقتْ ورقّتْ فأبْدَتْ / بهجةَ الروضِ في صفاءِ المُدامَهْ
كلّما صافَحَتْ مسامعَ خَصْمٍ / خفضَتْ منه قدرَهُ وكَلامَهْ
وإذا الخيلُ في الوَقيعةِ ثارَتْ / فأثارتْ من الغُبارِ غَمامَهْ
ركضَ الدهرُ سابحاً وانْتَضى المق / دارُ سيفاً واستَصْحَبَ السعدَ لامَهْ
فإذا جادَ قلتُ حاتمُ طيٍّ / وإذا صالَ قلتُ كعبُ بنُ مامَهْ
يا أبا القاسمِ المقسِّمُ للحا / سِدِ هُلْكاً وللموالي سلامَهْ
صُمْ سعيداً فأنت أكرمُ مَولىً / قبِل اللهُ نَسْكَهُ وصِيامَهْ
نعمْ هو البرقُ على الأنعمِ
نعمْ هو البرقُ على الأنعمِ / فاشْقَ به إن شئتَ أو فانعمِ
لاحَ بأعلى هضْبةٍ خافقاً / خفقَ لواءِ البطَلِ المُعْلَمِ
وزلّ عن صهوةِ طَرْفِ الدُجى / سقطةً جُلِّ الفرَسِ الأدْهَمِ
حتى إذا ما قابلَ وادي الغَضا / أغْضى على مدمَعِهِ المُثْجِمِ
واستقبلَ السَفْحَ وكم فوقَهُ / من مُقلةٍ سافحةٍ بالدَمِ
فعندما شقّ كنوزَ الرُبى / عن ذلك الدينارِ والدِرْهَمِ
قامَ نساءُ الحيّ يجنينَهُ / بين فُرادى منه أو توأمِ
فأشْكَلَ النورانِ في مَنسِمٍ / تعبَقُ ريّاهُ وفي مَبسِمِ
وأشبهَ النورانِ في نَضْرِه / الى حياءٍ وحَيفا ينتَمي
ما بينَ وجْناتٍ الى أعيُنٍ / وبين خَيريٍّ الى خُرَّمِ
ومَعرِكٍ بينهما لم يزلْ / يفتِكُ فيه الظبيُ بالضَيْغَمِ
حولَ حِمىً باتَ كليبٌ له / مجرّداً من شَمْلِهِ المُحْتَمي
يمنعُ ضيفَ العينِ منه القِرى / وهو مباحٌ ليدِ أو فَمِ
يا عاقِري النيبِ لضَيْفانِهمْ / غلِطْتُم في كبِدِ المُغرَمِ
كم من دمٍ باتَ به حيُّكُمْ / كأنّهُ ملتقَطُ العَندِمِ
وكم عيونٍ أصبحتْ عندكم / معدودةً في جُملة الأسهُمِ
أتْلَفْتُمُ قلبي فماذا الذي / خفّف عنكُمْ ثِقَلَ المَغرَمِ
لا طرقَتْ ربْعَكُمُ غارةٌ / يسألُ منها مَعشَري عن دَمي
ولا سرَتْ نحوكُمُ أسرةٌ / تأسُرُ بالداهيةِ الصّيلَمِ
من كل مَن مصدَرُ أسيافِه / بضربةٍ مثلِ فمِ الأهْتَمِ
يقولُ إن جرّ كعوبَ القَنا / تأبط على الحافرِ والمَبْسِمِ
ما هذه أولُ ما ردّني / عنه بلا أجرٍ ولا مغنَمِ
فخلّ عن عتْبِكَ لي إنها / شنشَنَةٌ تُعرَفُ من أخْزمِ
ولا تخفْ مني ضَياعاً فقد / حفظْتُ عند الحافظِ الأكرمِ
أقسمتُ بالله ولولا عُلا / مجدِ أبي القاسمِ لم أُقْسِمِ
إنّ ابنَ حَمودٍ له راحةٌ / تستجلبُ الحَمدَ من المِرْزَمِ
المُجمَلُ المنعِمُ إن حبّرَتْ / مدائِحُ في المُجمَلِ المنعّمِ
والكعبةُ الغرّاءُ لكنّه / يحلُّ ما يحرَمُ للمُحْرِمِ
في كل يومٍ لوفودِ النَدى / ببابِه مُجتمعُ الموسِمِ
للمالِ من راحتِه عندَهم / أمثالُ ما للماءِ من زَمْزَمِ
يفيضُ بحرُ العِلْم من صَدْرِه / فيزْدَري بالزاخرِ الخَضْرَمِ
يُمْلى وقد يملأ مسترسلاً / حقائبَ المُنجِدِ والمُتْهِمِ
سائلْهُ أو سَلْهُ تجدْ عندَهُ / هُدى جهولٍ وغِنى مُعدِمِ
لو نحلَ الأيامَ آدابَهُ / لم يظْلمِ الدهرَ ولم يُظْلِمِ
ولو أعار الليلَ آراءَهُ / ما احتاجَ ساريهِ الى الأنجمِ
فضائلٌ كادتْ لإفراطِها / تُنطِقُ بالشُكْرِ فمَ الأبكَمِ
ما بدأ الإحسانَ فاحتاجَ أن / يقولَ راجيهِ له تمّمِ
حُلْو إذا لُوينَ مرٌّ إذا / خُوشِنَ طعمُ الشهْدِ والعلْقَمِ
حكّمَهُ الله فأحيا به / نصّ الكتابِ المُنزَلِ المُحكَمِ
وأصبحَ الشّرْعُ به قيّماً / يَهْدي طريقَ السّنَنِ الأقوَمِ
يروي فيروي بأسانيدِه / غُلّةَ فهمِ المعشرِ الحُوَّمِ
هذا وكم أيقظَ ذا غفلةٍ / غادرَهُ في سِنةِ النّوّمِ
مقدَّمُ الذكرِ وإن لم يكن / ممّنْ أتى في الزمنِ الأقدمِ
ولو أتى فيه لحطّ اسمُهُ / من البُخاريّ ومن مُسلِمِ
يا مَنْ يجاريه الى غايةٍ / سالمْه وارجعْ دونَه تسلَمِ
لا يرتقى للنّجمِ ذو سُلَّمٍ / فكيفَ من كان بلا سُلَّمِ
يا سيّداً أفعالُه غُرّةٌ / فوق جبينِ الزمنِ الأدهمِ
صُمْ وافرَ الأجرِ وصِمْ حاسداً / يُشْجيهِ قولي لك صُمْ أوصِمِ
وابقَ وزِدْ واعْلُ وسُدْ واصطنِعْ / وارقَ وجُْ وابدأْ واسْلَمِ
كتمتَ الهوى حتى أضرّ بك الكتْمُ
كتمتَ الهوى حتى أضرّ بك الكتْمُ / ولامكَ أقوامٌ ولومُهُمُ ظُلْمُ
ونمّ عليك الكاشحونَ وقبلَهُم / عليك الهوى قد نمّ لو نفع النَمُّ
وزادكَ إغراءً بها طولُ نَجْلِها / عليك وأبْلى لحمَ أعظمِكَ الهَمُّ
فأصبحتَ كالنّهديّ إذ ماتَ حسْرةً / على إثْرِ هندٍ أو كمنْ سُقِيَ السُمُّ
ألا مَنْ لنفسٍ لا يموتُ فينْقَضي / شَقاها ولا تحيا حياةً لها طعمُ
فذُقْ هَجْرَها قد كنت تزعم أنّهُ / رشادٌ ألا يا ربّما كذِبَ الزّعْمُ
أبياتُ أشعارِ اليتيمَهْ
أبياتُ أشعارِ اليتيمَهْ / أبكارُ أفكارٍ قديمَهْ
ماتوا وعاشتْ بعدَهُمْ / فلذاك سُمّيَتْ اليَتيمَهْ
طوّل قرنَيْهِ وعلاّهُما
طوّل قرنَيْهِ وعلاّهُما / ما شَرِبا من نُطَفِ العالَمِ
لو كان في المُمكنِ أن يُثْمِرا / ما أثمرا إلا بني آدمِ
يا أيها السيفُ العليمُ وعندَهُمْ
يا أيها السيفُ العليمُ وعندَهُمْ / في السيفِ إنّ السيفَ غيرُ عليمِ
هذي الدجاجةُ في العذابِ مقيمةٌ / وكأنّها في نضْرةٍ ونعيمِ
لو كنتُ أحكُمُ بالتناسخِ صحّ لي / إدخالها في نَسْلِ إبراهيمِ
ما ضرّ ذاك الريمَ ألا يريمْ
ما ضرّ ذاك الريمَ ألا يريمْ / لو كان يرثي لسَليمٍ سليمْ
وما على مَنْ وصله جنّةٌ / أن لا أرى مَنْ صدُّهُ في جَحيمْ
أُغيدُ ما همّتْ به روضةٌ / أعلّ جِسمي لأكونَ النسيمْ
ما للسّقيم صحةٌ عند مَنْ / ضنّ بها منهُ بجَفْنٍ سَقيمْ
وكيف لا يَصْرِمُ حَبْلي وقد / سمِعْتُ في النِسبةِ ظبيَ الصَريمْ
رقيمُ خدٍّ نام عن ساهرٍ / ما أخْلَقَ النومَ بأهلِ الرَقيمْ
وعاذلٍ دام ودامَ الدُجى / بهِيْمةٍ نادمتُهُ في بَهيمْ
يغيظُني وهو على رَسْلِهِ / والمرءُ في غيظِ سواهُ حَليمْ
قلتُ إذ استعذَبَ لوْمي وقد / وقعتُ منهُ في العذابِ الأليمْ
أُعْذُرْ فؤادي إنّه شاعرٌ / في كلّ وادٍ في هواهُ يَهيمْ
يا رُبّ خمرٍ فمُهُ كأسُها / لم أقتَنِعْ من شُربِها بالشميمْ
أتْبعتُ رَشْفاً قُبَلاً عندَها / وقُلْتُ هذي زمزَمٌ والخَطيمْ
فافترّ إمّا عن أقاحي الرُبى / يضحكُ أو درِّ العقودِ النَظيمْ
أو كان قد قبّل مُستَحْسَناً / ما حبّرَ الفاضلُ عبدُ الرحيمْ
من لفظِه راحٌ وأخلاقِه / روحٌ وتلك الدارُ دار النعيمْ
فارشفْ بأسماعِكَ من قهوةٍ / ما أحدثتْ من ندمٍ للنديمْ
وارتَعْ على روضٍ له نضْرَة / تنظُرُ في الروضِ بعينِ الهَشيمْ
بلاغةٌ جرّتْ جريراً ولم / تتركْ خُطاماً بيدِ ابنِ الخطيمْ
وربّما هبّتْ رياحٌ لها / تلْقَحُ منها كلُّ فكرٍ عَقيمْ
رأى به الديوانُ ديوانَهُ / مطرّزاً باسمِ شريفٍ وَسيمْ
وقال يا عبدَ الحميدِ ادّرِعْ / من بعدِ هذا اليومِ ثوبَ الذَميمْ
زُرْهُ تَزُرْ سحبانَ في وائلٍ / وانظُرْهُ تنظُرْ حاجباً في تَميمْ
وثمّ طولٌ عمَمٌ وشّحَتْ / أعطافُهُ برْدَةَ طولٍ عَميمْ
علامةُ السؤدَدِ معلومةٌ / جسمٌ نحيفٌ وعلاءٌ جَسيمْ
أثرى حديثُ المجدِ عنهُ به / ولم يزَلْ يبسطُ كفَّ العديمْ
من معشرٍ ما بينَهُم مُعْسِرٌ / يقْضون راجِيهِمْ قضاءَ الغَريمْ
قد قلتُ للطالبِ مسعاهُمُ / جهِلْتَ فانظر أيَّ برقٍ تَشيمْ
تهلّلوا في حيثُ شمسُ الضُحى / تبرزُ في الصحوِ بوجهٍ شَتيمْ
وانقَسموا بين ثناءق على ال / أفواهِ سيّارٍ ومجدٍ مُقيمْ
يفديهُمُ كلُّ منيعِ القِرى / مبتذلِ العِرْضِ حلالِ الحريمْ
تنظُرُ عينُ الضيفِ منه الى / خُلْقٍ ذميمٍ ومحيّاً دَميمْ
لطائمُ المِسْكِ إذا نافستْ / أوصافَهم راحتْ بوجهِ لَطيمْ
عندي قَليبُ الشِعْرِ يا بحرَهُ / وبارضٌ من روضِهِ يا جَميمْ
فامنُنْ بتقديمي فإنّي امرؤ / حديثُ إنعامِكَ لي والقَديمْ
قد صار موسى حينَ أوردتُهُ / ما آلَ يا مَدْيَنَ موسى الكَليمْ
والكاملُ الكاملُ لي جنّةٌ / أنت صِراطي نحوَها المُستَقيمْ
وامنُنْ بأحسنتَ تجدْ مُحسناً / يهزّ بالإطرابِ عِطْفَ الكَريمْ
فهو مُقامٌ إن تأملتَهُ / خفتَ على لِبي أن لا يُقيمْ
أحبِبْ طُرساً رأيتُ صباحَهُ
أحبِبْ طُرساً رأيتُ صباحَهُ / وضحَ الصباحِ وكنتُ في ظُلَمِ
قد نمّقَتْهُ يدُ امرئ خُلِقَتْ / للسيفِ منصلتاً وللقلم
جادَتْ عليّ سحابُ أنعُمِه / فنُقِلْتُ من بؤسٍ الى نِعَمِ
فلأشكرنّ نوالَها أبداً / شكر الرياض لهاطِلِ الدِيَمِ
قد قلتُ لمّا انثَنى وثاب منهزماً
قد قلتُ لمّا انثَنى وثاب منهزماً / ولم يكنْ قطّ في يومٍ بمقدامِ
يا فرسَ الشامِ ما هذا الهروبُ أبِنْ / فقال لي إنّ مصراً ليسَ بالشامِ
فقلتُ أيقنتُ أنّ الشامَ ليس بها / من يُغمِدُ السيفَ يوم الرّوعِ في الهامِ
وا بأبي مَنْ لم يدَعْ
وا بأبي مَنْ لم يدَعْ / فيّ مكاناً للألَمْ
بدرٌ أبى ضياؤُه / أن تتغشّاهُ الظُلَمْ
أبصرتُه في مأتمٍ / يا مأتماً عليّ تَمْ
وقلت لمّا أن بَكى / كأنّه قدِ ابتَسَمْ
للهِ فيه جامعاً / أحسنَ أوصافِ القلَمْ
مولاي أمرُكَ قد تقدّمْ
مولاي أمرُكَ قد تقدّمْ / بالصفحِ عمّا قد تقدّمْ
فقبلتُه وأتيتُ أقْ / دَمَ صاحبٍ في الهول أقدَمْ
ومن الفدامة أن أُخا / لفَ بعدَ ما فُضّ المُفَدَّمْ
عن قهوةٍ بوجودِها / ألبابُنا لا شكّ تُعْدَمْ
أخرتُها من بعدِ ما / طُلبتْ فصحّ القولُ أقدَمْ
فكؤوسُها تفترّ عن / دمِ قهوةٍ في صِبْغِ عندَمْ
ويحلُّ للمضطرِّ بع / دَ ثلاثةٍ ما شاءَ منْ دَمْ
ونعمْ سأخدمُها ومث / لُ جلالِك المشهورُ يُخْدَمْ
ببديعِ ذهنٍ غادرَ الش / عراءَ يَقْفو ما تردّمْ
يَبْني فيَهْدي للصوا / بِ بما بناهُ وليس يُهدَمْ
والله أخّر يا مقد / مُ كلّ ذي فضلٍ وقدّمْ
ولديك أوجدَني المحا / سنَ لا عَدِمْناها واعدِم
وافَى قريضُك تلهبُ ال / أنفاسُ فيه أم لِدَمْ
زادَتْهُ حُسناً فهو ين / شُرُ كلّما أبدى ويؤدَمْ
وبه جيوشُ الهمّ تصْ / دَعُ شملَها أبداً وتصدِمْ
وذكرتُ دهراً قادماً / وافى إليكَ أسرّ مَقدَمْ
من نرجسٍ جيشُ الريا / ضِ وراءَهُ وهو المُقدّمْ
ونضير منثورٍ يُشوّ / قُني الأسورُ والمَخدّمْ
فتلوتُ دمدَمَ ربَّهُمْ / في إثْرها والعودُ دمدَمْ
فأنا المُنادِمُ إن حضر / تُ وإن أغِبْ فأنا المندَّمْ
مهلاً أبا بكر فأن / تَ وما أحابيكَ المُقدَّمْ
ومنَ العجائبِ أنْ غَدا / بينَ الشَفا والجسْمِ يوْدَمْ
شيدتُ قافيةً بنا / ءُ نُجومِها عندي تهدّمْ
وحبَسْتُ كوْدَنَ خاطري / عن أجردٍ كالبرقِ صلْدَمْ
أقدامه يُنسي ربي / عةَ يا ربيعُ فتى مكدَّمْ
فالدالُ قبل الميمِ من / وجدانِ صافي الودِ أعدَمْ
ومن العلوّ أتى بأجد / مَ راغباً في الدالِ أجْدَمْ
وقفَ النِعالَ فدَعْ فني / قاً يذرَعُ البيداءَ مُكرَمْ
تأنّقَ في صنعتي راقِمي
تأنّقَ في صنعتي راقِمي / فصوّرَني نُزهةَ العالَمِ
أتى بيَ خضراءَ روضيّةً / وما الروضُ بالأخضرِ الدائمِ
يحلُّ بذلكَ سُقْيا الغَمامِ / على فَرْطِ مدمعِه الساجِمِ
لقد فزتُ من نثر الكلامِ ونظمِه
لقد فزتُ من نثر الكلامِ ونظمِه / بما استصْغَرَ الدرَّ المصونَ لعُظْمِهِ
وأيدتُ بالمعنى الذي راقَ ماؤه / فأروِ به من شئتَ منا واظْمِهِ
ووفّيتُ حقّ المُلْكِ بالخدمةِ التي / تجرّدَ ذيلُ العزمِ عن ساقِ حزْمِه
فإن تدعُ أن قيلَ الوفاءُ أباً له / فحاً إذا ما العزُّ كان ابنَ عمّهِ
ألبّيكَ ألفاً أيها الصارخُ الذي / غدا منه حربُ الدهرِ يُدْعى بسَلْمِه
ومَنْ ذا الذي يا بنَ الكرامِ يحيدُ عن / ولايةِ من يَعْنو الأنامُ بحكمِه
وماذا مكانُ الحِلْمِ عنهُ ولو جرى / للقمانَ هذا لم يؤيَّدْ بحِلمِه
فإنْ زاغَ عمّا دمتُه فيه زائغٌ /
ولقد رأيتُ البدرَ وهوَ كغُرّةٍ
ولقد رأيتُ البدرَ وهوَ كغُرّةٍ / عقدَتْ بناصيةِ الظلامِ الأدهَمِ
لمّا علتْهُ يدُ الكُسوفِ كأنّها / صدأ تبدّى فوق صفحةِ دِرْهَمِ