القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مَعرُوف الرُّصافِيّ الكل
المجموع : 24
البحر رهوٌ والسما صاحيه
البحر رهوٌ والسما صاحيه / والفخت في الليل شبيه السديم
والبدر في طلعته الزاهية / قد ضاحك البحر بثغرٍ بسيم
والصمت في الأنحاء قد خيّما / فالليل لم يسمع ولم ينطِق
والبدر في مفرق هام السما / تحسبه التاج على المَفرق
أغرق في أنواره الأنجما / وبعضها عام فلم يغرق
والبحر في جبهته الصافيه / قام طريقٌ للسنا مستقيم
لم تخفَ في أثنائه خافيه / حتى ترى فيه اهتزاز النسيم
وقفت والريح سرت سجسجا / وقفة مبهوت على الساحل
أنظر ما فيه يحار الحجا / في الكون من عالٍ ومن سافل
يا منظراً أضحك ثغر الدجى / ورد سحبان إلى باقل
ما أنت إلا صحف عاليه / كم حار في حكمتها من حكيم
إذا وعتها إذن واعيه / فقد وعت خير كتاب كريم
وزان عرض البحر ما قد بدا / من زورق يجري بمجدافتين
عام بذوب الماس أوقد غدا / يسبح في لجة ذوب اللجين
في صامت الليل جرى مفردا / وبين جنبيه حوى عاشقين
من غادة في حسنها غانيه / تبسم عن لألاء درّ نظيم
ومن فتى أدمعه جاريه / قد صافح العشق بجسم سقيم
قابلها والحب قد شفه / وقابلت طلعة بدر السما
وظلّ يرنو تارةً خلفه / وتارة ينظرها مغرما
ثمّ تدانى واضعاً كفّه / في كفّها يطلب أن يلثما
وخرّ من وجد على الناصيه / وقلبه يركض ركض الظليم
وهي غدت من أجله جاثية / واحتضنته كاحتضان الفطيم
ثم رمى نظرة مسترحم / في الكون عن طرف له حائر
وقال قول الكلف المغرم / في حبّ ذات النظر الساحر
أيتها الأرض قفي واسلمي / من أجل هذا المشهد الزاهر
حتى أرى ليلتنا باقيه / محفوفةً مِن وصلنا بالنعيم
فإن هذي ليلةٌ حاليه / تزهو ببدرين وطلق النسيم
وأنت يا بدر اللطيف السنا / في الجو قف وقفة غير الرقيب
ما أبهج النور وما أحسنا / إذا دنا منك لوجه الحبيب
كأنه ندرة لما دنا / نحو المعالي يبتغيها النصيب
فحاز منها جملةً وافيه / ما حازها من أحدٍ من قديم
وصار يدعى الرجل الداهيه / في الفكر والمجد وخلق عظيم
يا آل مطران لكم ندرة / وأكرم الناس هو النادر
لكن معاليكم لها كثرةٌ / يعجز ان يحصرها الحاصر
من أجلها أمست لكم شهرةٌ / عمّ البرايا صيتها الطائر
حيث معاليكم غدت قاضيه / لكم على الناس بفضل عميم
فراية المجد لكم عاليه / و ندرة الشهم عليها زعيم
يا من بنى المجد فأعلى البنا / فكان أعلى الناس في مجده
اِقبل من العبد جميل الثنا / وإن يكن قصّر عن حدّه
ومُره ثم احكم به أن ونى / ما يحكم السيّد في عبده
إذ أنت بالمنقبة الساميه / قد خصّك الله العزيز العليم
فاهنأ ودم عيشة راضيه / رغم المعادي وسرور الحميم
زهرة قد بدت من الأكمام
زهرة قد بدت من الأكمام / فتجلّى مها الجمال السامي
وتراءت فيها الحقيقة حسناً / لم يدنّسه طائف الأوهام
أن تجريدها من الثوب يحكي / أنفساً جُرّدت من الآثام
هي كانت قبل التجرّد منه / كوكباً غمّ نوره بغمام
أن قدس القداس يغضب من أن / تتوارى وسامة الأجسام
وأشدّ الكفر الذي هو رجز / كفر هذا الجمال بالأهدام
ضلّة جاهلية أنكرتها / رسل الفنّ في هدى الإسلام
أنظر الصورة التي انتزعتها / من يد العري ريشة الرسَام
تلق فيها الجمال يضحك ضحكاً / يمتري الدمع من عيون الغرام
وترى نفسك الكئيبة منها / في سرور مهاجم مترام
أنت منها في نشوة المتحسّي / بنت كرم ولوعة المستهام
منظر يترك الجوانح منّا / في هياج من الهوى وهيام
ويردّ الوجوه مستبشراتٍ / ويرد الثغور ذات ابتسام
يبهج النفس إذ يحرّك منها / وتر الشعر مطرب الأنغام
خلعت ثوبها وأغضت حياءً / فأرتنا خلاعة في احتشام
جلست جلسة الحييّ وأبدت / بالتعرّي بداعة في الوسام
ما احيلى اغضاءة جعلتها / كغريق في لجّة الأحلام
يتعامى عنها الحياء حياءً / ليراها بحيلة المتعامي
لسقوط الرداء عن منكبيها / نهض الفنّ قائماً باحترام
وغدا الحبّ راقصاً بابتهاج / وجرى الشعر شادياً بانسجام
أن هذا الجمال شيء عجيب / حيرة في العقول والأفهام
بين ألوانه وبين قلوب الن / اس جذب ذو مرّة وعرام
هو في الناس صاحب الأمر والنه / ي مطاع في النقض والإبرام
هو نور يضيء في أوجه الحبّ / ويهدي نفوسهم للغرام
أن يشأ فالصغار غير صغار / وعظام الرجال غير عظام
قصدوا الرياضة لاعبين وبينهم
قصدوا الرياضة لاعبين وبينهم / كرة تراض بلعبها الأجسام
وقفوا لها متشمّرين فالقيت / فتعاورتها منهم الأقدام
يتراكضون وراءها في ساحة / للسوق معترك بها وصدام
وبرفس أرجلهم تساق وضربها / بالكفّ عند اللاعبين حرام
ولقد تحلَق في الهواء وأن هوت / شرعوا الرءوس فناطحتها الهام
وتخالها حيناً قذيفة مدفع / فتمرّ صائتة لها أرزام
ولربما سقطت فقام حيالها / للضرب عبل الساعدَين همام
فتخالها وتخاله كفريسةٍ / سقطت فزمجر دونها الضرغام
لا تستقرّ بحالة فكأنها / أمل به تتقاذف الأوهام
تنحو الشمال بضربةٍ فيردّها / نجو الجنوب ملاعب لطّام
وتمر واثبةً على وجه الثرى / مراً كما تتواثب الآرام
وتدور بين اللاعبين فمحجِم / عنها وآخر ضارب مقدام
وكأنها والقوم يَحتوِ شونها / قلبٌ عليه تهاجم الآلام
راضوا بها الأبدان بعد طلابهم / علماً تراض بدرسه الأفهام
أبناء مدرسة أولاء وكلّهم / يفع مرير المرفقين غلام
لابد من هزل النفوس فجدّها / تعبٌ وبعض مزاحها استجمام
فإذا شغلت العقل فالْهُ سويعةً / فاللهو للعقل الطليح جمام
والفكر منهكة فباستمراره / تهن العقول وتهزل الأجسام
ورياضة الأبدان ملعبة بها / حفظت نشاط جسومها الأقوام
أن الجسوم إذا تكون نشيطةً / تقوى بفضل نشاطها الأحلام
هذي ملاعبهم فجسمك رض بها / وأسلك مسالكهم عداك الذام
أسمعي لي قبل الرحيل كلاما
أسمعي لي قبل الرحيل كلاما / ودعيني أموت فيك غراما
هاك صبري خذيه تذكرة لي / وأمنحي جسمي الضني والسقاما
لست ممن يرجو الحياة إذا فا / رق أحبابه ويخشى الحماما
لك يا ظبية الصريمة طرف / شدّ ما أوسع القلوب غراما
حُبَّ ماءُ الحياة منك بثغر / طائر القلب حول سمطَيه حاما
شغل الكاتبين وصفك حتى / لا دويّاً أبقوا ولا أقلاما
كلما زاد عاذلي فيك عذلاً / زدت في حسنك البديع هياما
أفاحظي بزَورة منك تشفي / صدع قلبي ولو تكون مناما
ربّ ليل بالوصل كان ضياءً / ونهارٍ بالهجر كان ظلاما
قد شربت السهاد فيه مداماً / وتخذت النجوم فيه ندامى
ما لقبي إذا ذكرتك يهفو / ولعيني تُذري الدموع سجاما
أن شكوت الهوى تلعثمت حتى / خلتني في تكلّمي تمتاما

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025