المجموع : 54
عَلِّلْ فؤادَكَ بالمُنى إنّ المنى
عَلِّلْ فؤادَكَ بالمُنى إنّ المنى / فيها لأَفئِدةِ الهُمومِ سِهامُ
وإذا جَمَحْنَ بك الخُطوبُ فما لَها / إلاّ التجلّد والثبات لِجامُ
قد تُحْسِنُ الأحداثُ بعد عُقوقها / وتَحْول عن مكروهها الأيّام
أَتضيقُ بي الأرضُ العريضةُ ساعةً / والأَرضُ فيها قَيْنةٌ ومُدامُ
ويفوتُني حَظِّي وتَحتي سابحٌ / رَحْبُ اللَّبَان وفي يَدَيَّ حُسامُ
تالله لا أُغضي على مَضَضٍ ولا / يَغتالُني المتغصِّب الظَّلاّمُ
حتّى تَوارَى في الكُلَى سُمْرُ القَنَا / طَعْناً وتُحْصَدَ بالسيوف الهامُ
حُثَّا علّي الكأسَ وحدي إنّني / ممّن غدا وَلَهَا عليه ذِمامُ
وإن استوى لكما نديم ماجد / مثلي فحسبي قهوةٌ ومُدام
ودَعَا اللّئيمَ لِمثلهِ ولِجِنْسِه / إنَّ المدام على اللّئام حَرامُ
متى سَالَم الأيّامَ قَبْلي مُسالِمٌ
متى سَالَم الأيّامَ قَبْلي مُسالِمٌ / فرقَّت له حتّى أُسالَم أَيّامي
صَرَمْتُك يا أَيّامَ دَهْري فصارِمي / ستَدْرِين إنْ نازلتِني كيف إِقدامي
أَرَى كلَّ حُرٍّ فيك غيرَ مكرَّمٍ / وكلَّ وضيع في سُعودٍ وإِكرام
وهل كلُّ ما يُلهَى به فيكِ مِنْ غِنىً / ومن دولةٍ إلاّ كأضغاث أحلام
سأُكرِم نفسي عَنْكِ بالصَّبْرِ عالماً / بأنّكِ ممّن سوف يُقْتَلُ قُدّامي
وأنّك من نُوري ضُحاكِ ومِنْ يَدي / قُواكِ ومِنْ سيفي ضِرابُكِ لِلهامِ
سأَستَلّ من عَزمْي لَحْربِكِ صارِماً / وإن كنَّ أَمضى من سُيوفِك أَقلامي
تعالَى علوَّ النجم مَجدي ومفَخَري / وسار مسيرَ الرِّيح جُودي وإنعامي
فلا تُنكِري أَنْ رحتُ وحدَي مفرداً / وأَن بِتّ يَقظانَ الحِجَا غَيْرَ نَوام
فَجُنْدِيَ تدبيري وسيفي عزيمتي / وقلبي إذا نازلتُ في الحرب ضِرْغامي
سَقِّياني على العناقيد ممّا
سَقِّياني على العناقيد ممّا / عَصَرَتْه الأكُفّ منها قديمَا
ما ترى الكرمَ كيف نَضَّدَ ياقو / تاً وأَبدَى زُمرًّ ذا منظوما
يَتبدَّى للَعينِ حَبّاً ويُخفي / عَسَلاً في ظُروفه مختوما
كَنواصي القِيانِ نَظْماً وكالشَّهْ / د مَذاقاً وكالعَبِيرِ نسيما
غلِطوا حين سمَّوا الكَرْمَ كَرْماً / لو أَصابوا القياسَ قالوا الكريما
فاسقني يا نديمُ واشرب بكأسي / واقسم الّلهوَ بيننا والنعيما
لا شربتُ المدامَ إن لم أُعظِّم / فوق نفسي على المُدام النَّدِيما
وردُ الخدود أرقُّ مِنْ
وردُ الخدود أرقُّ مِنْ / وَرْدِ الرِّياض وأَنعَمُ
هذا تَنَشَّقُه الأُنو / فُ وذا يُقبِّلُه الفَمُ
وإذا عَدَلْت فأفضلُ ال / وَرْدَين وردٌ يُلثَم
لا وردَ إلاّ ما تَوَلْ / لَى صَبْغ حُمرتهِ الدّمُ
هذا يُشَمُّ ولا يُضَمْ / مُ وذا يُضَمّ وَيشمَمُ
سبحان من خلق الخُدو / دَ شَقائقاً تُتنسّمُ
وأعارَها الأَصداغُ فه / يَ بها شقيقٌ مُعلَم
واستنطِق الأجفانَ فه / يَ بلحظِها تتكلّم
وتُبِين للمحبوب عن / سِرِّ المُحبّ فَيفهمُ
وتشير إنْ رأت الرَّقي / بَ بلَحْظها فتُسلِّم
وأعارَها مَرَضاً تَصِحْ / ح به القلُوبُ وتُسقَمُ
فِتَنُ العيون أَجلُّ مِنْ / فتن الخدود وأَعظَمُ
ما حَلَّ في الحُبّ لَوْمُ
ما حَلَّ في الحُبّ لَوْمُ / ولا حَلاَ فيه نَوْمُ
بِالعَين عن كلِّ وجهٍ / سواكَ مذ غبتَ صَوْمُ
صبراً فللحُزْن يومٌ / وللمَسرّة يوم
لو تقصّيتَ وصفَ شوقي وتَوْقي
لو تقصّيتَ وصفَ شوقي وتَوْقي / فَرَغَ الَّلفظُ دُونَه والكَلامُ
غير أَنّي كتمتهُ وهو بادٍ / مِثلَ ما تَكتمُ البُروقَ الغَمامُ
كلّما صُنْتُه اكتِتاما بقلبي / شَفَّ عن مَحْض سرِّه الاكتِتامُ
فهوَ كالراحِ في الزُّجاجِ وهل تَخ / فَى عن الَّلحظ في الزُّجاجِ المُدام
لكَ منّي محبّةُ الطّبعِ والفِطْ / رة والطبعُ ليس منه انصرامُ
خُلّة لا تحُولُ غَدْراً ولا تَطْ / مَع في حَلِّ عَقْدِها الأيّام
وإذا صَحّت الحقائقُ في الأَن / فسُ صحّ المُرادُ والاِعتِزام
ليَ قلبٌ أَمضَى من الدّهر في الده / ر إذا كَعَّت القلوبَ الطَّغامُ
ففؤادي إذا صَمَتُّ نَطُوقٌ / ولساني إذا نَطقتُ حُسامُ
وُدُّ غَيْري تصنُّعٌ ورِياءٌ / وهَواه بشاشةٌ وسَلامُ
وأنا الشمسُ لا تُسِرّ سِوى النو / ر ولا في ضِيائِها إظلامُ
صَبْرُ المحبّ أحقُّ بالإحْجامِ
صَبْرُ المحبّ أحقُّ بالإحْجامِ / والشوقُ أَولَى منه بالإقدامِ
مَنَعَ الكَرَى دمعٌ يفيض كأنما / نَثرتْ به العينان سِلْكَ نِظام
وصبابةٌ مِلءُ الفؤاد يَزيدُها / لَهبَاً علَيّ مَلامةُ اللُّوّام
إنّ الظعائن يومَ رَمْلَةِ عالجٍ / مَلّكن كلَّ حَشيً لكلّ غَرامِ
أَبْرزْنَ من خَلَل السُّتُورِ مَحاجِراً / مكحولةً بمَلاحةٍ وسَقامِ
وأَردن تسليماً وخِفْنَ مُراقباً / فبعثْنَه بإشارةِ الإبهام
وبَسَمْن عن كالدُّرّ أَلْعَسَ أَشْنَبٍ / وَسَفَرْنَ عن كالشمس تحتَ ظلامِ
غِيدٌ كمُحْمَرّ الشَّقيقِ خدُودُها / وعيونُها كَمطافِل الآرامِ
أَذهَلْنَني حتَّى ظَلِلتُ كأنّني / وأنا صريُع هَوىً صريعُ مُدام
لو كنت أَقضي بالتَّناسُخ في الورى / لحِسبتُ أنّي عروةُ بنُ حِزام
وَمجُودَةٍ بالغيثِ صَفَّفَ نَوْرَها / دَمْعُ السَّحائب فارداً لِتُؤام
باكرتُ فيها الخَنْدَريسَ بِفتْيةٍ / مِن هاشمٍ شُمِّ الأُنوفِ كِرامِ
لا يهتدون إلى السَّبابِ ولا الخَنى / بل للنَّدّى ورواجِحِ الأحلام
يتَنازعونَ جَنَى الحديثِ ونَصَّه / بألدِّ تأدِيَةٍ وطيبِ كَلامِ
جِدّاً وهَزْ لاً مُمْتِعاً وتصُّرفاً / في كلّ مَا فَنٍّ وحُسْنِ نِدامِ
فُرسانُ أبكار الكلام إذا امتطَوا / رتبَ الخطاب فوارسُ الأقلامِ
عاطيتُهم كأساتها مذ فَرَّقَت / كفُّ الصباح دُجُنَّةَ الإظلام
حتى رأيت الشمس جانحةً وقد / مالت مَمِيلَ خريدة لِلثام
والنجمُ يحتثّ الهلالَ كراحة / أومأ إليه بَنانُها بسلام
من كلّ شيء قد قضيتُ لُبانةً / إلا الخنى وقبائحَ الآثامِ
يا صاح قد عاد الزمان بحُسنِه / وارتدّ لينُ بشاشة الأيام
وأرى الخلافة مذ حَمَى ساحاتِها / سيفُ العزيز عزيزةَ الأعلام
ملك تفرّد بالعُلا وتوحّدت / كفّاه بالإفضال والإنعام
لا بالنَّؤوم عن العدا تَرَفاً ولا / بِمعرَّج عن نُصرة الإسلام
أبداً تراه عن الخلافة ذائدا / ما تَتّقي وعن الوليّ يُحامي
أخليفةَ اللّهِ الّذي ظهر الهدى / في عصره والعدلُ في الأحكام
حقَقتَ آمالي ورِشْت سِهامِي / وشددتَ أزري وانتضيتَ حُسامي
بوليّ عهد المسلمين محمد / والمرتجَى للنَّقْض والإبرام
ناولتَنيه رافعا قدري به / ومبيّنا للناس عقد ذمامي
فحملتُ منه ليثَ غاب باسلاً / شهمَ العزيمة ماضيَ الإقدام
وفطانةً نبويّةً وحَزامةً / عَلَويّة لم تتّفق لإمام
ما كنت أحسب قبل هذا أنني / أسعى بشمس ضحى وبدرِ تِمام
حمّلتَني العلياءَ حين حملتُه / حتى عَظُمتُ به على الإعظام
الآن لاقيت الخطوب محارباً / وعلمت أني أفضل الأعمام
شكري لفضلك شكرُ من أوليتَه / محضَ الوداد وغاية الإكرام
ولَمِثلُك استعلَى بكلّ فضيلة / ورأى الحنوَّ على ذوي الأرحامِ
ولَئن أصابَني اختيارُك إنني / من دونهمْ لأَرى بك استعصامي
صلىَّ عليك اللّهُ من متعصِّب / للدين راعٍ للوفاء همام
إن لم تكن عيني بكم
إن لم تكن عيني بكم / لدمعها متّهَمة
فلا عَداني سَقَمٌ / ولوعة ملتَزمة
علامَ يا مالكتي / كفران حبي ولِمَه
وسلوَتي ساكنةٌ / وزفرتي مغتلِمه
وكيف لا يظلمني / ظلاّم بدر الظُّلُمة
بما بعينيكِ من سَقامٍ
بما بعينيكِ من سَقامٍ / وما بخدّيكِ من مدامِ
رفقاً بمن قد رمتْه جَوْراً / جفونُ عينيكِ بالسهام
لا تَحقري ذمَّةَ التصابي / إنّ ذمام الهوى ذِمامي
ما كنت أحسِبني أَبقَى بلا جَلَدٍ
ما كنت أحسِبني أَبقَى بلا جَلَدٍ / حتى سمعتُ خفيَّ السحرِ في النَّغم
من قينةٍ مَا بَرا الرحمانُ مَنِطقَها / إلاّ لِيشفي بِه المرضىَ من السَّقَم
عِندي أعاجيبُ من عِلم النجومِ فلو
عِندي أعاجيبُ من عِلم النجومِ فلو / بيّنتُها لتناهَى دونَها الكَلِمُ
لي في العلومِ وفي الإفضالِ سابقةٌ / وكلِّ مَعْلُوَةٍ مأثورةٍ قدمُ
وناعمِ النبتِ أَنيقِ الرسمِ
وناعمِ النبتِ أَنيقِ الرسمِ / خَضَّرَ حتّى هَضَبات الأكْم
جاد عليه كلّ غادي الوَسْم / منهتِن الشُّؤبوب هامي السَّجْم
حتى غدت قِيعانُه كاليَمّ / فهي طَوامٍ بالحبَابِ ترمى
إذا بدت في بحرِها الخِضمّ / واكتتبتْ فيه كمِيماتِ اسمي
ريحُ الصَّبا بدَجنها الأحَمّ / صاغت له دِرْعاً بِغيرِ كُمّ
كأنما عاصِفُها مِن عَزْمي / حتى إذا عادت كمِثل حِلْمي
وانجاب عنها كلّ مُدْلَهِمِّ / من مكفهِرّات الغُيوم السُّجْمِ
قابلتِ النجمَ بِمثل النّجم / نادمتُ فيهَا كلَّ قَرْمٍ شهم
مقبّل الخدّ رقيقِ الفَهْم / كلّهمُ صِنْويَ وابنُ عمّي
من نسل أبناء البتَول أُمّي / العلويّين العِذاب الطَّعمِ
والهاشميِّين الكرام الهُضْم / كل حسيبٍ ماجدٍ أشمّ
يجتنِب اللؤم اجتنابَ الإثمِ / ومسقم الطرف بغير سقمِ
مستطرَف النخوة عذب الظّلم / في العدل والجور مطاع الحُكم
يفتّر عن أبيض مثل الظَّلْم / كأنه حَبّ جُمان النظم
عذب جنَى الريق لذيذ اللثم / داوى بحثّ الراح داءَ هَمِّي
حتّى تضجّعت بغيرِ علمي / سكراً وفي النشوة كل غنم
والكَرَم المحض لبِنت الكرمِ / وزارني في الليل طيفُ نُعْمِ
بعد التنائي وليالي الصرمِ / يا عجبي للطائِف الملِمّ
هيّج جدّ لوعةٍ من حلمي / حتى لقد ضاق بِسِرّي كتمي
وشاب صبري بشباب غمّي / وناعمِ الريش خفيف الّلحمِ
أعجمَ من طيرٍ فصاحٍ عُجْمِ / أَمضَى من العارض حينَ يَهمي
من الحمَامِ المُخْولِ المُعِمِّ / يمرّ في الجوّ مرورَ السهم
أو مثلَ لمعِ البرق حين يهمي / أو لحظِ عينٍ غيرِ مستتِمّ
يكاد في تفتِيحه والضمّ / يفرق بين لحمه والعظم
حتى إذا جازَ مكانَ النَّجم / وصار في الأُفْق كمِثل الوَهْم
صوّب تصويب نجوم الرَّجْم / كأنّه مستنهَضٌ بحزِم
قل لبني المستردَفات العُقْم / إنِّي أنا الصِّلّ نَفُوثُ السُّمّ
والله لا يهنيء خلقاً ظلمي /
ما بال عينِك تَقَوى كلَّما ضعفتْ
ما بال عينِك تَقَوى كلَّما ضعفتْ / وما للحظك يسطو وهو ذو سَقَمِ
وما لخدّيك قد زاد احمِرارُهما / حتى كأنّهما قد ضُرِّجا بدمِ
وما لثغرك دُرّاً غيرَ منتثِرٍ / وما للفظك درّاً غيرَ منتظِمِ
حُسْناً تحيَّر فيه الناظرون كما / تحيّرتْ فِكَر الألباب في كرمي
ما أبعد الغيثَ من تشبِيهه بِيَدي / وأقربَ الشمسَ من أن تقتَفي شيمي
ما نام يوماً فؤادي عن تنبُّهه / ولا تَلعْثَم في مجهوله فَهَمي
إذا اكتحلت بنومي استيقظت فِطَني / حتى كأني إذا ما نمتُ لم أنم
فما السيوف سوى ما أَرهفت فِطَنى / ولا الرياضُ سوى ما نَمْقتْ حِكَمي
فَجرّدوا البيض من رأيي ومن فِكَري / للضرب والتقِطوا الياقوتَ من كَلمي
كأنما الناس حولي ظُلْمة وأنا / بدرٌ وكيف يقاس البدرُ بالظُّلَم
قوم كأنّ الزمان المستقيم لهمْ / هَجا بهم نفسَه أو عابَها بِهِمِ
رمتْك الليالي بأرزائها
رمتْك الليالي بأرزائها / ولم تعتمدْك ولم تعلمِ
فلمّا درت أن أحداثَها / عَظُمن على غير مستعظِم
وأنّ مَخاذِمَها نازَلتْكَ / فلاقتكَ أمضَى من المِخْذَمِ
وأجلدَ في الرّزء مِنْ خَطْبها / وأشجَعَ في الرَّوع من ضَيْغم
أعادتْ إساءتَها مِنّةً / لديك مجلَّلة الأنعُم
وأعطتْك أضعافَ ما أفقدتْكَ / وجاءتْك في زِيِّ مستسلمِ
وما غدرتْ بك بل غدرُها / بمُهجتها وهيَ لم تَفهَمِ
ليهنِك يا بدرَ أفقِ العُلا / وِلادةُ شمسك للأنجم
أتتك به خيرَ من يَعتزي / لمجد وأكرمَ من يَنتمي
يزينُ العُلا ويَبثّ النَّدَى / ويجلو سوادَ الدّجى المظلمِ
فهنّيتَه مَطَلَع الفَرقَدَين / ومُلِّيتَه مدّةَ الأزلَمِ
ولا زلت في شرف المكرمات / مكانَ السِّوار من المِعصَم
أكافيكَ بالمدح قبلَ الفعال / على ودّك الأطيب الأكرم
أيّها الفاضل الّذي فَضَل العا
أيّها الفاضل الّذي فَضَل العا / لَمَ في فهمه فليس يرامُ
أنت في الفضل والمكارم سَبّا / قٌ وفي القول شاعرٌ مِقدام
وصل النثُر مِن كلامك بالسِّح / ر عنه ووافَى بالمعجز الاِنتظام
فقضينا فيه ذِمامَك إذ لي / س لخَلق سواك عندي ذمام
وتورّدتُ منكَ بحراً نبتْ عن / نيلِ تيّار فضلهِ الأوهامُ
من معانٍ كأنّهنّ الغواني / تحت لفظٍ كأنّه بسّامُ
تَرجَمَ الّلفظُ عن سَناه كما تَر / جَم عن واضح النهار الظلامُ
عجباً إنه يقوم مقام الرْ / راح في الارتياح وهو كلام
ليت شعري أعاره الروض حَليْا / أم كستْه سعودَها الأيّام
أم غدا مَذهبُ التَّناسُخ حقّاً / فرمى فيك روحَه النَّظَّام
أم تناولت للبلاغة بعدي / خطّةً نام عنك فيها الأنام
إن يكن للوفاء والفضل والفه / م حُسامٌ فأنت ذاك الحسام
أنا أظرف الحّجاب شخصاً وموقعاً
أنا أظرف الحّجاب شخصاً وموقعاً / وأكتَمُهم سراً على المتكلِّم
وإن هَمَّ محبوبٌ بوصلِ حبيبِه / وقيتُهما من كل واشٍ ومُبْرِمِ
قد يزيد المدامَ للمرء طيباً
قد يزيد المدامَ للمرء طيباً / حسنُ مسموعه وظَرفُ نديمهْ
فدع الفكر في الزمان وخذها / مُزّةَ الطّعم من قِطافِ كرومِهْ
أشرقت تحت ظلمة الليل حتى / خلت أقداحها بوادي نجومه
وغناءٍ عذب غَنِينَا به عن / حِذْق إسحاقِه وإبراهيمهْ
صَدْحةٌ بعد صَدْحَةٍ فهو كاللؤ / لؤ في نثره وفي منظومه
ونسيم أرقّ من خَصر من أه / وى وأحلى في النفس من ملثومه
ربِّ سَقِّ دَيْرَ القصير فأني / نلتُ لذّاته وطيبَ نسيمِه
قد علوتَ النجم من شرف
قد علوتَ النجم من شرف / وفضلتَ العُرْب والعَجما
كم سَقيتَ السُّمْر من عَطَشٍ / ثم أَنهلتَ السيوفَ دما
وأجبتَ الجودَ مبتدئاً / فتركت المال مقتسَما
ما رآك الجود مبتسماً / قطّ إلا افترّ وابتسما
هكذا تسمو مكارم من / لم يزل يستخدم الهمما
أأن ناح قُمرىٌّ بغصنِ بَشامةٍ
أأن ناح قُمرىٌّ بغصنِ بَشامةٍ / وغرد في أعلى الأراك حَمامُ
أهاج لك التذكار شوقاً كأنما / له بين أحناء الضلوع ضرام
خليلي هل بعد الفراق تواصل / وهل بعد توديع الحبيب مُقامُ
دهتني النوى حتى كأن أحبتّي / على القربِ مني والدنوّ حرام
ومما استهام القلبَ وهو مصدَّع / وأوهَى جُمانَ الدمع وهو سِجامُ
مطوَّقةٌ ورقاءُ تندُب شجوهَا / وتسهر فيه الليلَ وهو تمامُ
تنوح بِلا دمع وللحزن آية / على نوحها مشهورة وغرام
ألا يا حمام الأيك مالَكَ والهاً / كأنك ممّن أسكرتْه مُدامُ
كِلانا مِحبٌّ صدّع البين شَملَه / وكل مُحِبّ بالفِراقِ يضام
سلام على من حجّبتْ شخصه النوى / وإن كان لا يغني المحبَّ سلامُ
أما والذي لا يملِك الأمرَ غيره
أما والذي لا يملِك الأمرَ غيره / ومن هو بالسر المكتّم أعلمُ
لئِن كان كِتمان المصائبِ مؤلمِاً / لإعلانُها عِندي أشدّ وآلم
صبرت عن الشكوى حياء وعفّة / وهل يشتكى لدغَ الأراقم أرقم
وبي كلّ ما يبكي العيون أقلّه / وإن كنت منه دائماً أتبسم