القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : تَمِيم بنُ المُعِزّ الفاطِميّ الكل
المجموع : 54
عَلِّلْ فؤادَكَ بالمُنى إنّ المنى
عَلِّلْ فؤادَكَ بالمُنى إنّ المنى / فيها لأَفئِدةِ الهُمومِ سِهامُ
وإذا جَمَحْنَ بك الخُطوبُ فما لَها / إلاّ التجلّد والثبات لِجامُ
قد تُحْسِنُ الأحداثُ بعد عُقوقها / وتَحْول عن مكروهها الأيّام
أَتضيقُ بي الأرضُ العريضةُ ساعةً / والأَرضُ فيها قَيْنةٌ ومُدامُ
ويفوتُني حَظِّي وتَحتي سابحٌ / رَحْبُ اللَّبَان وفي يَدَيَّ حُسامُ
تالله لا أُغضي على مَضَضٍ ولا / يَغتالُني المتغصِّب الظَّلاّمُ
حتّى تَوارَى في الكُلَى سُمْرُ القَنَا / طَعْناً وتُحْصَدَ بالسيوف الهامُ
حُثَّا علّي الكأسَ وحدي إنّني / ممّن غدا وَلَهَا عليه ذِمامُ
وإن استوى لكما نديم ماجد / مثلي فحسبي قهوةٌ ومُدام
ودَعَا اللّئيمَ لِمثلهِ ولِجِنْسِه / إنَّ المدام على اللّئام حَرامُ
متى سَالَم الأيّامَ قَبْلي مُسالِمٌ
متى سَالَم الأيّامَ قَبْلي مُسالِمٌ / فرقَّت له حتّى أُسالَم أَيّامي
صَرَمْتُك يا أَيّامَ دَهْري فصارِمي / ستَدْرِين إنْ نازلتِني كيف إِقدامي
أَرَى كلَّ حُرٍّ فيك غيرَ مكرَّمٍ / وكلَّ وضيع في سُعودٍ وإِكرام
وهل كلُّ ما يُلهَى به فيكِ مِنْ غِنىً / ومن دولةٍ إلاّ كأضغاث أحلام
سأُكرِم نفسي عَنْكِ بالصَّبْرِ عالماً / بأنّكِ ممّن سوف يُقْتَلُ قُدّامي
وأنّك من نُوري ضُحاكِ ومِنْ يَدي / قُواكِ ومِنْ سيفي ضِرابُكِ لِلهامِ
سأَستَلّ من عَزمْي لَحْربِكِ صارِماً / وإن كنَّ أَمضى من سُيوفِك أَقلامي
تعالَى علوَّ النجم مَجدي ومفَخَري / وسار مسيرَ الرِّيح جُودي وإنعامي
فلا تُنكِري أَنْ رحتُ وحدَي مفرداً / وأَن بِتّ يَقظانَ الحِجَا غَيْرَ نَوام
فَجُنْدِيَ تدبيري وسيفي عزيمتي / وقلبي إذا نازلتُ في الحرب ضِرْغامي
سَقِّياني على العناقيد ممّا
سَقِّياني على العناقيد ممّا / عَصَرَتْه الأكُفّ منها قديمَا
ما ترى الكرمَ كيف نَضَّدَ ياقو / تاً وأَبدَى زُمرًّ ذا منظوما
يَتبدَّى للَعينِ حَبّاً ويُخفي / عَسَلاً في ظُروفه مختوما
كَنواصي القِيانِ نَظْماً وكالشَّهْ / د مَذاقاً وكالعَبِيرِ نسيما
غلِطوا حين سمَّوا الكَرْمَ كَرْماً / لو أَصابوا القياسَ قالوا الكريما
فاسقني يا نديمُ واشرب بكأسي / واقسم الّلهوَ بيننا والنعيما
لا شربتُ المدامَ إن لم أُعظِّم / فوق نفسي على المُدام النَّدِيما
وردُ الخدود أرقُّ مِنْ
وردُ الخدود أرقُّ مِنْ / وَرْدِ الرِّياض وأَنعَمُ
هذا تَنَشَّقُه الأُنو / فُ وذا يُقبِّلُه الفَمُ
وإذا عَدَلْت فأفضلُ ال / وَرْدَين وردٌ يُلثَم
لا وردَ إلاّ ما تَوَلْ / لَى صَبْغ حُمرتهِ الدّمُ
هذا يُشَمُّ ولا يُضَمْ / مُ وذا يُضَمّ وَيشمَمُ
سبحان من خلق الخُدو / دَ شَقائقاً تُتنسّمُ
وأعارَها الأَصداغُ فه / يَ بها شقيقٌ مُعلَم
واستنطِق الأجفانَ فه / يَ بلحظِها تتكلّم
وتُبِين للمحبوب عن / سِرِّ المُحبّ فَيفهمُ
وتشير إنْ رأت الرَّقي / بَ بلَحْظها فتُسلِّم
وأعارَها مَرَضاً تَصِحْ / ح به القلُوبُ وتُسقَمُ
فِتَنُ العيون أَجلُّ مِنْ / فتن الخدود وأَعظَمُ
ما حَلَّ في الحُبّ لَوْمُ
ما حَلَّ في الحُبّ لَوْمُ / ولا حَلاَ فيه نَوْمُ
بِالعَين عن كلِّ وجهٍ / سواكَ مذ غبتَ صَوْمُ
صبراً فللحُزْن يومٌ / وللمَسرّة يوم
لو تقصّيتَ وصفَ شوقي وتَوْقي
لو تقصّيتَ وصفَ شوقي وتَوْقي / فَرَغَ الَّلفظُ دُونَه والكَلامُ
غير أَنّي كتمتهُ وهو بادٍ / مِثلَ ما تَكتمُ البُروقَ الغَمامُ
كلّما صُنْتُه اكتِتاما بقلبي / شَفَّ عن مَحْض سرِّه الاكتِتامُ
فهوَ كالراحِ في الزُّجاجِ وهل تَخ / فَى عن الَّلحظ في الزُّجاجِ المُدام
لكَ منّي محبّةُ الطّبعِ والفِطْ / رة والطبعُ ليس منه انصرامُ
خُلّة لا تحُولُ غَدْراً ولا تَطْ / مَع في حَلِّ عَقْدِها الأيّام
وإذا صَحّت الحقائقُ في الأَن / فسُ صحّ المُرادُ والاِعتِزام
ليَ قلبٌ أَمضَى من الدّهر في الده / ر إذا كَعَّت القلوبَ الطَّغامُ
ففؤادي إذا صَمَتُّ نَطُوقٌ / ولساني إذا نَطقتُ حُسامُ
وُدُّ غَيْري تصنُّعٌ ورِياءٌ / وهَواه بشاشةٌ وسَلامُ
وأنا الشمسُ لا تُسِرّ سِوى النو / ر ولا في ضِيائِها إظلامُ
صَبْرُ المحبّ أحقُّ بالإحْجامِ
صَبْرُ المحبّ أحقُّ بالإحْجامِ / والشوقُ أَولَى منه بالإقدامِ
مَنَعَ الكَرَى دمعٌ يفيض كأنما / نَثرتْ به العينان سِلْكَ نِظام
وصبابةٌ مِلءُ الفؤاد يَزيدُها / لَهبَاً علَيّ مَلامةُ اللُّوّام
إنّ الظعائن يومَ رَمْلَةِ عالجٍ / مَلّكن كلَّ حَشيً لكلّ غَرامِ
أَبْرزْنَ من خَلَل السُّتُورِ مَحاجِراً / مكحولةً بمَلاحةٍ وسَقامِ
وأَردن تسليماً وخِفْنَ مُراقباً / فبعثْنَه بإشارةِ الإبهام
وبَسَمْن عن كالدُّرّ أَلْعَسَ أَشْنَبٍ / وَسَفَرْنَ عن كالشمس تحتَ ظلامِ
غِيدٌ كمُحْمَرّ الشَّقيقِ خدُودُها / وعيونُها كَمطافِل الآرامِ
أَذهَلْنَني حتَّى ظَلِلتُ كأنّني / وأنا صريُع هَوىً صريعُ مُدام
لو كنت أَقضي بالتَّناسُخ في الورى / لحِسبتُ أنّي عروةُ بنُ حِزام
وَمجُودَةٍ بالغيثِ صَفَّفَ نَوْرَها / دَمْعُ السَّحائب فارداً لِتُؤام
باكرتُ فيها الخَنْدَريسَ بِفتْيةٍ / مِن هاشمٍ شُمِّ الأُنوفِ كِرامِ
لا يهتدون إلى السَّبابِ ولا الخَنى / بل للنَّدّى ورواجِحِ الأحلام
يتَنازعونَ جَنَى الحديثِ ونَصَّه / بألدِّ تأدِيَةٍ وطيبِ كَلامِ
جِدّاً وهَزْ لاً مُمْتِعاً وتصُّرفاً / في كلّ مَا فَنٍّ وحُسْنِ نِدامِ
فُرسانُ أبكار الكلام إذا امتطَوا / رتبَ الخطاب فوارسُ الأقلامِ
عاطيتُهم كأساتها مذ فَرَّقَت / كفُّ الصباح دُجُنَّةَ الإظلام
حتى رأيت الشمس جانحةً وقد / مالت مَمِيلَ خريدة لِلثام
والنجمُ يحتثّ الهلالَ كراحة / أومأ إليه بَنانُها بسلام
من كلّ شيء قد قضيتُ لُبانةً / إلا الخنى وقبائحَ الآثامِ
يا صاح قد عاد الزمان بحُسنِه / وارتدّ لينُ بشاشة الأيام
وأرى الخلافة مذ حَمَى ساحاتِها / سيفُ العزيز عزيزةَ الأعلام
ملك تفرّد بالعُلا وتوحّدت / كفّاه بالإفضال والإنعام
لا بالنَّؤوم عن العدا تَرَفاً ولا / بِمعرَّج عن نُصرة الإسلام
أبداً تراه عن الخلافة ذائدا / ما تَتّقي وعن الوليّ يُحامي
أخليفةَ اللّهِ الّذي ظهر الهدى / في عصره والعدلُ في الأحكام
حقَقتَ آمالي ورِشْت سِهامِي / وشددتَ أزري وانتضيتَ حُسامي
بوليّ عهد المسلمين محمد / والمرتجَى للنَّقْض والإبرام
ناولتَنيه رافعا قدري به / ومبيّنا للناس عقد ذمامي
فحملتُ منه ليثَ غاب باسلاً / شهمَ العزيمة ماضيَ الإقدام
وفطانةً نبويّةً وحَزامةً / عَلَويّة لم تتّفق لإمام
ما كنت أحسب قبل هذا أنني / أسعى بشمس ضحى وبدرِ تِمام
حمّلتَني العلياءَ حين حملتُه / حتى عَظُمتُ به على الإعظام
الآن لاقيت الخطوب محارباً / وعلمت أني أفضل الأعمام
شكري لفضلك شكرُ من أوليتَه / محضَ الوداد وغاية الإكرام
ولَمِثلُك استعلَى بكلّ فضيلة / ورأى الحنوَّ على ذوي الأرحامِ
ولَئن أصابَني اختيارُك إنني / من دونهمْ لأَرى بك استعصامي
صلىَّ عليك اللّهُ من متعصِّب / للدين راعٍ للوفاء همام
إن لم تكن عيني بكم
إن لم تكن عيني بكم / لدمعها متّهَمة
فلا عَداني سَقَمٌ / ولوعة ملتَزمة
علامَ يا مالكتي / كفران حبي ولِمَه
وسلوَتي ساكنةٌ / وزفرتي مغتلِمه
وكيف لا يظلمني / ظلاّم بدر الظُّلُمة
بما بعينيكِ من سَقامٍ
بما بعينيكِ من سَقامٍ / وما بخدّيكِ من مدامِ
رفقاً بمن قد رمتْه جَوْراً / جفونُ عينيكِ بالسهام
لا تَحقري ذمَّةَ التصابي / إنّ ذمام الهوى ذِمامي
ما كنت أحسِبني أَبقَى بلا جَلَدٍ
ما كنت أحسِبني أَبقَى بلا جَلَدٍ / حتى سمعتُ خفيَّ السحرِ في النَّغم
من قينةٍ مَا بَرا الرحمانُ مَنِطقَها / إلاّ لِيشفي بِه المرضىَ من السَّقَم
عِندي أعاجيبُ من عِلم النجومِ فلو
عِندي أعاجيبُ من عِلم النجومِ فلو / بيّنتُها لتناهَى دونَها الكَلِمُ
لي في العلومِ وفي الإفضالِ سابقةٌ / وكلِّ مَعْلُوَةٍ مأثورةٍ قدمُ
وناعمِ النبتِ أَنيقِ الرسمِ
وناعمِ النبتِ أَنيقِ الرسمِ / خَضَّرَ حتّى هَضَبات الأكْم
جاد عليه كلّ غادي الوَسْم / منهتِن الشُّؤبوب هامي السَّجْم
حتى غدت قِيعانُه كاليَمّ / فهي طَوامٍ بالحبَابِ ترمى
إذا بدت في بحرِها الخِضمّ / واكتتبتْ فيه كمِيماتِ اسمي
ريحُ الصَّبا بدَجنها الأحَمّ / صاغت له دِرْعاً بِغيرِ كُمّ
كأنما عاصِفُها مِن عَزْمي / حتى إذا عادت كمِثل حِلْمي
وانجاب عنها كلّ مُدْلَهِمِّ / من مكفهِرّات الغُيوم السُّجْمِ
قابلتِ النجمَ بِمثل النّجم / نادمتُ فيهَا كلَّ قَرْمٍ شهم
مقبّل الخدّ رقيقِ الفَهْم / كلّهمُ صِنْويَ وابنُ عمّي
من نسل أبناء البتَول أُمّي / العلويّين العِذاب الطَّعمِ
والهاشميِّين الكرام الهُضْم / كل حسيبٍ ماجدٍ أشمّ
يجتنِب اللؤم اجتنابَ الإثمِ / ومسقم الطرف بغير سقمِ
مستطرَف النخوة عذب الظّلم / في العدل والجور مطاع الحُكم
يفتّر عن أبيض مثل الظَّلْم / كأنه حَبّ جُمان النظم
عذب جنَى الريق لذيذ اللثم / داوى بحثّ الراح داءَ هَمِّي
حتّى تضجّعت بغيرِ علمي / سكراً وفي النشوة كل غنم
والكَرَم المحض لبِنت الكرمِ / وزارني في الليل طيفُ نُعْمِ
بعد التنائي وليالي الصرمِ / يا عجبي للطائِف الملِمّ
هيّج جدّ لوعةٍ من حلمي / حتى لقد ضاق بِسِرّي كتمي
وشاب صبري بشباب غمّي / وناعمِ الريش خفيف الّلحمِ
أعجمَ من طيرٍ فصاحٍ عُجْمِ / أَمضَى من العارض حينَ يَهمي
من الحمَامِ المُخْولِ المُعِمِّ / يمرّ في الجوّ مرورَ السهم
أو مثلَ لمعِ البرق حين يهمي / أو لحظِ عينٍ غيرِ مستتِمّ
يكاد في تفتِيحه والضمّ / يفرق بين لحمه والعظم
حتى إذا جازَ مكانَ النَّجم / وصار في الأُفْق كمِثل الوَهْم
صوّب تصويب نجوم الرَّجْم / كأنّه مستنهَضٌ بحزِم
قل لبني المستردَفات العُقْم / إنِّي أنا الصِّلّ نَفُوثُ السُّمّ
والله لا يهنيء خلقاً ظلمي /
ما بال عينِك تَقَوى كلَّما ضعفتْ
ما بال عينِك تَقَوى كلَّما ضعفتْ / وما للحظك يسطو وهو ذو سَقَمِ
وما لخدّيك قد زاد احمِرارُهما / حتى كأنّهما قد ضُرِّجا بدمِ
وما لثغرك دُرّاً غيرَ منتثِرٍ / وما للفظك درّاً غيرَ منتظِمِ
حُسْناً تحيَّر فيه الناظرون كما / تحيّرتْ فِكَر الألباب في كرمي
ما أبعد الغيثَ من تشبِيهه بِيَدي / وأقربَ الشمسَ من أن تقتَفي شيمي
ما نام يوماً فؤادي عن تنبُّهه / ولا تَلعْثَم في مجهوله فَهَمي
إذا اكتحلت بنومي استيقظت فِطَني / حتى كأني إذا ما نمتُ لم أنم
فما السيوف سوى ما أَرهفت فِطَنى / ولا الرياضُ سوى ما نَمْقتْ حِكَمي
فَجرّدوا البيض من رأيي ومن فِكَري / للضرب والتقِطوا الياقوتَ من كَلمي
كأنما الناس حولي ظُلْمة وأنا / بدرٌ وكيف يقاس البدرُ بالظُّلَم
قوم كأنّ الزمان المستقيم لهمْ / هَجا بهم نفسَه أو عابَها بِهِمِ
رمتْك الليالي بأرزائها
رمتْك الليالي بأرزائها / ولم تعتمدْك ولم تعلمِ
فلمّا درت أن أحداثَها / عَظُمن على غير مستعظِم
وأنّ مَخاذِمَها نازَلتْكَ / فلاقتكَ أمضَى من المِخْذَمِ
وأجلدَ في الرّزء مِنْ خَطْبها / وأشجَعَ في الرَّوع من ضَيْغم
أعادتْ إساءتَها مِنّةً / لديك مجلَّلة الأنعُم
وأعطتْك أضعافَ ما أفقدتْكَ / وجاءتْك في زِيِّ مستسلمِ
وما غدرتْ بك بل غدرُها / بمُهجتها وهيَ لم تَفهَمِ
ليهنِك يا بدرَ أفقِ العُلا / وِلادةُ شمسك للأنجم
أتتك به خيرَ من يَعتزي / لمجد وأكرمَ من يَنتمي
يزينُ العُلا ويَبثّ النَّدَى / ويجلو سوادَ الدّجى المظلمِ
فهنّيتَه مَطَلَع الفَرقَدَين / ومُلِّيتَه مدّةَ الأزلَمِ
ولا زلت في شرف المكرمات / مكانَ السِّوار من المِعصَم
أكافيكَ بالمدح قبلَ الفعال / على ودّك الأطيب الأكرم
أيّها الفاضل الّذي فَضَل العا
أيّها الفاضل الّذي فَضَل العا / لَمَ في فهمه فليس يرامُ
أنت في الفضل والمكارم سَبّا / قٌ وفي القول شاعرٌ مِقدام
وصل النثُر مِن كلامك بالسِّح / ر عنه ووافَى بالمعجز الاِنتظام
فقضينا فيه ذِمامَك إذ لي / س لخَلق سواك عندي ذمام
وتورّدتُ منكَ بحراً نبتْ عن / نيلِ تيّار فضلهِ الأوهامُ
من معانٍ كأنّهنّ الغواني / تحت لفظٍ كأنّه بسّامُ
تَرجَمَ الّلفظُ عن سَناه كما تَر / جَم عن واضح النهار الظلامُ
عجباً إنه يقوم مقام الرْ / راح في الارتياح وهو كلام
ليت شعري أعاره الروض حَليْا / أم كستْه سعودَها الأيّام
أم غدا مَذهبُ التَّناسُخ حقّاً / فرمى فيك روحَه النَّظَّام
أم تناولت للبلاغة بعدي / خطّةً نام عنك فيها الأنام
إن يكن للوفاء والفضل والفه / م حُسامٌ فأنت ذاك الحسام
أنا أظرف الحّجاب شخصاً وموقعاً
أنا أظرف الحّجاب شخصاً وموقعاً / وأكتَمُهم سراً على المتكلِّم
وإن هَمَّ محبوبٌ بوصلِ حبيبِه / وقيتُهما من كل واشٍ ومُبْرِمِ
قد يزيد المدامَ للمرء طيباً
قد يزيد المدامَ للمرء طيباً / حسنُ مسموعه وظَرفُ نديمهْ
فدع الفكر في الزمان وخذها / مُزّةَ الطّعم من قِطافِ كرومِهْ
أشرقت تحت ظلمة الليل حتى / خلت أقداحها بوادي نجومه
وغناءٍ عذب غَنِينَا به عن / حِذْق إسحاقِه وإبراهيمهْ
صَدْحةٌ بعد صَدْحَةٍ فهو كاللؤ / لؤ في نثره وفي منظومه
ونسيم أرقّ من خَصر من أه / وى وأحلى في النفس من ملثومه
ربِّ سَقِّ دَيْرَ القصير فأني / نلتُ لذّاته وطيبَ نسيمِه
قد علوتَ النجم من شرف
قد علوتَ النجم من شرف / وفضلتَ العُرْب والعَجما
كم سَقيتَ السُّمْر من عَطَشٍ / ثم أَنهلتَ السيوفَ دما
وأجبتَ الجودَ مبتدئاً / فتركت المال مقتسَما
ما رآك الجود مبتسماً / قطّ إلا افترّ وابتسما
هكذا تسمو مكارم من / لم يزل يستخدم الهمما
أأن ناح قُمرىٌّ بغصنِ بَشامةٍ
أأن ناح قُمرىٌّ بغصنِ بَشامةٍ / وغرد في أعلى الأراك حَمامُ
أهاج لك التذكار شوقاً كأنما / له بين أحناء الضلوع ضرام
خليلي هل بعد الفراق تواصل / وهل بعد توديع الحبيب مُقامُ
دهتني النوى حتى كأن أحبتّي / على القربِ مني والدنوّ حرام
ومما استهام القلبَ وهو مصدَّع / وأوهَى جُمانَ الدمع وهو سِجامُ
مطوَّقةٌ ورقاءُ تندُب شجوهَا / وتسهر فيه الليلَ وهو تمامُ
تنوح بِلا دمع وللحزن آية / على نوحها مشهورة وغرام
ألا يا حمام الأيك مالَكَ والهاً / كأنك ممّن أسكرتْه مُدامُ
كِلانا مِحبٌّ صدّع البين شَملَه / وكل مُحِبّ بالفِراقِ يضام
سلام على من حجّبتْ شخصه النوى / وإن كان لا يغني المحبَّ سلامُ
أما والذي لا يملِك الأمرَ غيره
أما والذي لا يملِك الأمرَ غيره / ومن هو بالسر المكتّم أعلمُ
لئِن كان كِتمان المصائبِ مؤلمِاً / لإعلانُها عِندي أشدّ وآلم
صبرت عن الشكوى حياء وعفّة / وهل يشتكى لدغَ الأراقم أرقم
وبي كلّ ما يبكي العيون أقلّه / وإن كنت منه دائماً أتبسم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025