المجموع : 50
خجل الحبيب وقد حسرت لثامَه
خجل الحبيب وقد حسرت لثامَه / فجعلتُ من قُبَلي عليه لِثَامَا
وجوابُ عَذْلِ العاذلين إِذا طَغَوْا / في العَذْل جَهلاً أَن أَقولَ سَلاما
نال فَمِي من ذلِك الريمِ
نال فَمِي من ذلِك الريمِ / مِثْلَ اسمِه لكنْ بترخيم
له فم ضاقَ فلم يَسْتَطِعْ / أَن يُخرِجَ اللَّفْظَ بتقويم
له فم للترك يعزي وإن / أصبح مولاه من الروم
ولفظُه سكرانُ من رِيقه / فهْو لهذا غيرُ مفهوم
ما فمه ميمٌ ولكنَّه / علامةُ الجَزْمِ على الميم
أَعدتْ جفونُكَ مِنكَ الجسمَ بالسَّقَم
أَعدتْ جفونُكَ مِنكَ الجسمَ بالسَّقَم / لا بل فؤادِي قد أَعْدَاهُ بالأَلَم
وإِنَّ حُمّاك من نَارٍ توقُّدُهَا / في وَجنَةٍ لك لاَ تَخْبُو من الضَّرم
جاءَ السَّقامُ إِليه يستضيءُ به / يا حسنَ خدَّيه من نارٍ على عَلَمِ
ما بال حُمّاه قد جارت على شفةٍ / ما زلت أُشْفِقُ من تقبيلِها بفمي
قد صيّرتْ أَثرَ التقبيل في فَمِه / فَصّاً لَخَاتَمِ ذاك المَبْسِم الشَبِم
قالوا لقد شابَ الحبيبُ
قالوا لقد شابَ الحبيبُ / وشابَ فيهِ كُلُّ عَزْمِ
وأَراك تظلم في هواهَ الن / فْسَ ظُلماً أَيَّ ظُلْمِ
فأَجبْت من شرَهِي عَلَيْ / ه أَذوقُه في كُلِّ طَعْم
بمُهجتي أَفديه مِنْ
بمُهجتي أَفديه مِنْ / فصيحِ لَفْظِ مُعْجَمِهْ
لا يستطيعُ اللفظُ أَنْ / يَخْرُجَ من ضِيقِ فمِه
يأَيها البرقُ الذي
يأَيها البرقُ الذي / يجلو الدُّجَى إِلى فَمِه
قل لحبيبي إِنَّني / صادٍ إِلى ميمِ فَمِه
وإِن فعلت فحَوَيْ / تَ لَمْعَةً مِنْ مَبْسِمِه
أَقمت على عاشِقيك القيامهْ
أَقمت على عاشِقيك القيامهْ / بوردٍ لخدٍّ وغصنٍ لقامَهْ
فمن وردِ خدّك كيفَ النجاةُ / ومن غصن قدّك كيفَ السّلامه
تعجّبت إِذ مات فيك الأَنامُ / وأَنت بحسنِك دارُ المُقامَه
هُناني فِي هناني منك الهوانُ / وتَهْنيكِ تَهْنيك مَنِّي الكَرَامة
غرْمتُ فؤاديَ في ذا الغرامِ / وكالرّبحِ عندِيَ تِلْكَ الغرامه
وقال الحشا لا عدِمتُ الهوى / فقلت له لا عدمتَ المَلاَمَه
تجودُ جفونيَ بالماءِ فيك / كأَنَّ جفونيَ كفُّ ابنِ مَامَه
أَقاتِلَتي قد شكرت المماتَ / وظالمتِي قد شَكرْتُ الظُّلاَمَهَ
أَخذتِ ولايةَ عهد البُدُور / ونَصُّوا عليك بإِرْث الإِمَامَه
أَساريرُ خدِّك خطُّ السِّجِل / بالعَهْدِ والخالُ فيه العَلاَمَهْ
وأَنعمتِ حتى خَلَعْتِ الفتور / وما زالَ عنك على ريم رامَهْ
وأَدهشني الخالُ عَنْ أَن أَرى / إِلىحسنِه وَهْو في الخدِّ شَامَه
بدت قمراً ورنت جؤذراً / وماجت نَقاً وتمشت غمامهْ
وقالوا نراك عشقت القِنَاعَ / فقُلْتُ نَعَمْ وسَلَوْت العِمَامَه
يا ساكن القلي الذي زلزل الدّ
يا ساكن القلي الذي زلزل الدّ / نيا بِسحْرِ النظرَةِ العارِمَهْ
زلزلتها إِذ كُنْت في منزلٍ / بالجفن في زلْزلة دائمه
رحلوا فلستُ مسائِلاً عن دَارِهمْ
رحلوا فلستُ مسائِلاً عن دَارِهمْ / أَنا باخِعٌ نَفْسِي على آثارِهم
أَسفاً لأَنْ بَانَ الذين قُدُودُهم / من بَانِهم وخدُودُهم مِنْ نَارِهمْ
ودموع عيني بل عيونُ مدَامِعي / لجوارِ حُسْنِهمُ وحُسنِ جِوارِهمْ
عهدي بهم والدّر من حَصْبَائِهم / في الدَّار والياقوتُ من أَحجارهم
والمسكُ والكافورُ تُرْبَةُ أَرضِهم / فيها وماءُ الورد من أَنْهارِهم
لا ينظر البَدْرُ المنيرُ إِليهمُ / حَذَراً على عَيْنيه من أَنْوَارِهِم
ولقد رأَيتُ الشَّمسَ منها كُوّرت / من بعد أَنْ ركبوا على أَكْوارِهم
شَرِهَتْ نَوَاهُم فاغْتَدَتْ بِرجالهم / ونِسائهم وصغارِهم وكبارِهم
وخيولِهم وجمالِهم وقِطاطِهم / وكِلابهم وعبيدِهم وجِوارهم
حمَّ النَّسيمُ لبُعْدِهمْ فكأَنَّما / خَلَعوا هواجَرهم على أَسْحَارِهم
ولبُعْدهم طالت ذوائبُ ليلِهم / فيها يُغَطَّى نورُ وجه نهارهم
والعاشِقُ المسكينُ في أَطْلالِهم / مِثْلُ المنَاطِق جُلنْ في أَخْصَارِهم
يأتي ويذهبُ آيساً أَو راجِياً / لمَزارِ قُرْبهمُ وقُرْبِ مَزارِهم
وتجول لوعتُه عِرَاصَ بيُوتهم / وتجوسُ دمعتُه خِلاَلَ دِيارِهم
يبكي فلا تَسْأَلْه عن أَخباره / وَلَهاً إِذا سأَلُوه عَنْ أَخْبَارِهِم
ومليحةٍ في الظَّاعنين مَليّةٍ / للعاشِقِين ببرّهِمْ وبَوَارِهمْ
فوصالُها لنعيمِهم وصدودُها / لشقائِهم ورحيلُها لدمَارهم
وإِذا هيَ اسْتترتْ صدوداً عَنْهمُ / فانظرْ لما هَتَكَتْهُ من أَسْتَارِهم
لا ينقضي يوْمٌ لها لَمَّا نَأَتْ / إِلاَّ وقَد أَخذَتْه من أَعمَارِهم
وغدت تحدِّث عنهمُ أِشعارُهم / فيها بما كَتَمُوه من أَسْرَارِهم
أَنا شيخُهم في عِشْقِها وعَليَّ قد / قَرَءوا الذَّي نَظَمُوهُ من أَشْعارِهم
أَمنوا انبساطَ العَذْل من عذَّالِهم / ثِقَةً بما بَسَطُوه من أَعْذَارهِمْ
لم يُقْبل العذَّال لمّا أَقْبلُوا / لكِنَّهم ولَّوْا على أَدْبَارِهم
يا عجباً مني ومن صَبْوَتي
يا عجباً مني ومن صَبْوَتي / في أَوّل العُمْر بشيْخ هرمْ
وحبُّه والله في خاطري / كالشَّيبِ في لحيتِه مُضطرِم
يا قومُ عِشْقِي ابن فلانٍ غدا
يا قومُ عِشْقِي ابن فلانٍ غدا / أَحسن من عِشْقِ ابنةِ القوْم
كم لائمٍ فيه فلمَّا بدَا / تابَ إِلى الله من اللَّوْم
وكان قبْل اليوم مات الهوى / وفيه قد عاش مِن اليَوْم
يَحُومُ تقبِيلي على ثغْرِه / ولم يَنلْ شيئاً سِوَى الحَوْم
والله ما المسكُ بأَذكى شذاً / مِنْ فيه بَعْدَ العَصْرِ في الصوم
غَلِطْتُ فالمسكُ إِذا قسته / إِليه مثلُ الزَّبُلِ في الكوْم
إِن لَبِس البدرُ عقدَ أَنجحُه
إِن لَبِس البدرُ عقدَ أَنجحُه / فعقدُ ذا البدرِ درُّ مَبْسمِه
أَو كان مسك الغزال سُترته / فمِسْكُ هَذا الغَزالِ في فمِه
تَلاقَى تَلاقي سَوْرَةٍ ليس تُعْلَمُ
تَلاقَى تَلاقي سَوْرَةٍ ليس تُعْلَمُ / فمسَّتُه من هجره لي تُحكَّمُ
أَناظِرُه في الهجر كيف استَجازَه / فيذكرُ بعضَ الحُسْنِ لي فأُسَلِّم
ولمَّا تولَّى الخدَّ والي عِذارِه / رفَعْت إِليه قِصَّتي أَتَظَلَّم
فوقَّع لي فيها بشَرْح صَبَابتي / وقال لِيَ السلوانُ شيءٌ محرّم
أَيلبسُ ثوبَ الخدِّ إِذ كان سَاذَجاً / ويتركه لمَّا غَدَا وهو مُعْلَمُ
لا أَجازى حبيبَ قلبي بجرمِهْ
لا أَجازى حبيبَ قلبي بجرمِهْ / أَنا أَحْنى عليه من قَلْبِ أُمّهْ
جورُه مثلُ عَدْله عِنْدَ من يه / وَاهُ مِثلي وظُلمُه مثل ظَلْمِه
ضنَّ عني بريقه فتحيَّل / تُ إِلى أَنْ سَرقْتُه عِنْد لَثْمِهْ
وإِلى اليوم من ثلاثين يوماً / لم تزل في فمي حَلاَوةُ طعمِه
إِنَّ قلبيْ لصدْره ورقادِي / ملكُ أَجفانِه ورُوحِي لِجِسْمِه
قل لأَهل الحبيبِ عني قد جا / ءَ إِلينا برغْمِكم لا بِرغْمِه
يكسر الجفنَ بالفُتُور ومالِي / عملٌ عند كَسْره غيرُ ضمه
واعتنقنا للوجد ثم افترقنا / وكتاب الأثام عنا بِخَتْمه
كَمْ يَلُومُون في هَوَاهُ ومَا ذَا / قُوا هَوَاهُ وَلاَ أَحَاطُوا بِعِلْمِه
لا غَرْو لما غابَ شمسُ الضَّحى
لا غَرْو لما غابَ شمسُ الضَّحى / أَنْ أَطلعَ الجفنَ دُمُعِي نجومْ
غلِطْتُ ما الدمْعُ نجومٌ به / لكنَّه درُّ بِحارِ الهمومْ
يا بارِداً قال لنا كاذباً
يا بارِداً قال لنا كاذباً / بأَنَّه متَّقِدٌ فهْما
وهبْك فيما قُلْته صَادِقاً / هلْ أَنْت إِلا البَرْدَ والحُمَّى
يا قاعداً معنا ويز
يا قاعداً معنا ويز / عم أَنَّه بالإِنس يُخْدَمْ
والكأْسُ دائرة تُحَ / يِّي بالتَّنفُّس والتبَسُم
ويصدُّ عَنَّا أَيْ بأَنِّي / تائِبٌ وكذاك يَزْعُمْ
قلْ لي فما معنى قعو / دِك عندنا ضيَّقت قُمْ قُمْ
قال بَعضُ اللِّئام إِذْ أَبْطأَ الأَك
قال بَعضُ اللِّئام إِذْ أَبْطأَ الأَك / ل عليْنا ودمْعُه مَسجُومُ
مَطْبخي مُقْفلٌ كوجْهِيَ حَزْماً / ورَغِيفي كدِرْهمي مَخْتُوم
تظُنّني قدْ بِتُّ مَحمُومَا
تظُنّني قدْ بِتُّ مَحمُومَا / لأَنَّني أَصْبحتُ مَتْخُومَا
تخِمتُ من جُوعٍ وإِنِّي كما / تعرِفُني مَا زِلْتُ مَنْهُوما
عِند لئِيمٍ كنتُ إِذْ جئتُه / أَكثرَ مِنْه في الورَى لُوما
ظلمتُ نفْسي في رَوَاحِي له / وطَالَمَا قد كُنتُ مَظْلُوما
تبعتُه جهلاً فلا يُنكر ال / خرابَ من يَتْبَعُ البُوما
وأَخَّر الأَكل إِلى أَن غدتْ / عَيْني مِن دمْعتها مِيما
فانصبَّت الأَخْلاطُ في معدتي / وامتلأَت من شرِّها شُوما
وسام مني الأَكل من زاده / يا ليت منه كنتُ مَحْرُوما
وجاءَنا من بعد لأْيٍ به / ودمْعُه في العين مَسْجوما
مُنْكشِفاً منكسراً قد بدا / ما منه عِندي صَار مَرْجُوما
وكان في همٍّ وفي هِمَّةٍ / كأَنَّه قد نحَرَ الكُومَا
ولم أَجِدْ لحْماً ولكن وجد / تُ الفول والكُرَّات والثُّومَا
فاختلط الخلطُ بذاك الخرا / وصارَ في المِعدة زقُّوما
يا لَطَعامٍ متُّ من أَكْله / لعلَّه قد كان مَسْمُوما
وجاءَنا الشَّادِي يُغنِّي فما / غنَّى من الشِّعر سوى قُوما
ومُعنِّفٍ لي قال مَهْ
ومُعنِّفٍ لي قال مَهْ / كمْ ذا البكاءُ عَلى أَمَه
فأَجبتُه ما بي كما / بِك من عَمىً أَو مِنْ عَمَهْ
هِي حُرَّةٌ حاشا لأُمِّ / ك إِنْ فطِنْت ومُسْلِمَه