المجموع : 175
المَوتُ نَومٌ طَويلٌ لا هُبوبَ لَهُ
المَوتُ نَومٌ طَويلٌ لا هُبوبَ لَهُ / وَالنَومُ مَوتٌ قَصيرٌ بَعثُهُ أَمَمُ
وَفي الخُمولِ حِمامٌ وَالفَتى قَبَلٌ / وَفي النَباهَةِ عَيشٌ وَالفَتى رِمَمُ
تَخالَفَ الشَكلُ عُصمٌ في جَماجِمِها / أَرواقُها وَنَعامٌ ما لَها لِمَمُ
وَحَيَّةٌ تَسمَعُ الأَصواتَ ظالِمَةٌ / مِن وَصفِها وَظَليمٌ ظَأنُهُ الصَمَمُ
لا يَخدَعَنَّكَ أُخرانا كَأَوَّلِنا / في نَحوِ ما نَحنُ فيهِ كانَتِ الأُمَمُ
مُقَلَّدينَ بِذَمٍّ لا يُضَيِّعُهُ / مِنهُم عَريبٌ وَلَكِن ضاعَتِ الذِمَمُ
أَجيدَ قَلبُكَ لَمّا جادَهُم مَطَرٌ / أَم فاضَ هَمُّكَ لَمّا غاضَتِ الهِمَمُ
لا تَشمَخِ الأُنُفُ الشُمُّ الَّتي رُزِقَت / ما لا يَدومُ فَما يَبقى لَها الشَمَمُ
لَولا بَدائِعُ دَلَّت أَنَّ خالِقَنا / أَدرى وَأَحكَمُ قُلنا خَلقُنا لَمَمُ
لا تُسدِيَنَّ قَبيحاً إِن هَمَمتَ بِهِ
لا تُسدِيَنَّ قَبيحاً إِن هَمَمتَ بِهِ / وَاِفعَل جَميلاً فَإِنَّ الخَيرَ يُغتَنَمُ
إِن فارَقَتني حَياتي خِلتُني صَنَماً / وَلا يُراعُ لِكَسرِ الهامَةِ الصَنَمُ
فَاِجعَل عِظامِيَ قِرى غَبراءَ مُظلِمَةٍ / أَو قوتَ حَمراءِ نارٍ ضَوءُها سَنِمُ
سَوّى عَلى الجِسمِ خُضُرٌ حَوَتها جَشِعٌ / بَعدَ المَماتِ وَخُضرٌ زُرقُها تَنِمُ
قَطعُ البَنانِ شَبَّهتُهُ عَنَماً / إِن ماتَ كَالقَطعِ في قُضبٍ هِيَ العَنَمُ
وَالغانِياتُ وَفي آذانِها دُرَرٌ / كَالضَأنِ تَرعى وَفي آذانِها زَنَمُ
يَكفيكَ أُدماً سَليطٌ ماأُريقَ لَهُ
يَكفيكَ أُدماً سَليطٌ ماأُريقَ لَهُ / دَمٌ وَلا مَسَّ رَوحاً إِذ جَرى أَلَمُ
لَهُ فَضائِلُ مِنها فَقدُ كُلفَتِهِ / وَأَنَّهُ بِسَناهُ تَنجَلي الظُلَمُ
قالوا تُقُسُّمَ مَقتولٌ عَلى حَنَقٍ / فَقُلتُ سِيّانِ كَلمُ المَيتِ وَالكَلِمُ
إِن وَدَّعوهُ فَما يَدري بِما صَنَعوا / أَو قَطَّعوهُ فَما يَنتابُهُ أَلَمُ
وَرُبَّ أَزهَرَ يُلقى هامُهُ هَدَراً / كَما يُقَطُّ لِأَدنى عِلَّةٍ قَلَمُ
إِنَّ اليَهودِيَّ خَلّى جَهلُهُ اِمرَأَةً
إِنَّ اليَهودِيَّ خَلّى جَهلُهُ اِمرَأَةً / كانَت عَقيماً وَخَيرُ النُسوَةِ العُقُمُ
ماذا أَرادَ لَحاهُ اللَهُ مِن وَلَدٍ / يُلقى مِنَ الدَهرِ ما يُردي وَما يَقِمُ
أَما تُحاوِلُ إِن طالَت تَجارِبُها / بُرءاً مِنَ السَقَمِ هَذي الأَنفُسُ السُقُمُ
مِثلُ البَهائِمِ غَرَّتها سَلامَتُها / وَاللَهُ يُمهِلُ حيناً ثُمَّ يَنتَقِمُ
الجُلُّ مودٍ وَلا جُلمودَ يَترُكُهُ
الجُلُّ مودٍ وَلا جُلمودَ يَترُكُهُ / رَيبُ الزَمانِ فَأَنّى يخلُدُ القَزَمُ
شَدَّت عَلَيهُم مَناياهُم تُوَسِّطُهُم / كَالخَيلِ شُدَّت عَلى أَوساطِها الحُزُمُ
لا تَسأَلوا الناسَ وَاِغدوا آكِلي مَقِرٍ / إِنَّ النُفوسَ عَلى إِمساكِها عُزُمُ
لَعَلَّ أَربابَ أَيدٍ لِلنَدى بُسِطَت / يَومَ الحِسابِ عَلى أَيديهِمُ أُزُمُ
لا وِردَ لي وَالمَطايا في خَزائِمِها / وَكُلُّ صاحِبِ سِنٍّ حَبلُهُ خَزَمُ
ما لي أَرى حُزَماءَ الناسِ في شَرقٍ / كَأَنَّما الحَزمُ في أَحشائِهِم حَزَمُ
يا نِسوَةَ الحَيِّ إِن كُنتُنَّ أَظبِيَةً / فَكُلُّكُنَّ يَصيدُ الخادِرُ الرُزَمُ
كُثَيِّرٌ أَنا في حَرفي أَهَبتُ لَهُ / في التاءِ يَلزِمُ حَرفاً لَيسَ يَلتَزِمُ
وَالمَرءُ يَرفَعُ أَفعالاً فَتَخفِضُهُ / حَتّى إِذا ماتَ أَضحى وَهوَ مُنجَزِمُ
هَل أَلهَمَت يَثرِبٌ يَوماً مَثَرَّبَها
هَل أَلهَمَت يَثرِبٌ يَوماً مَثَرَّبَها / أَن لَيسَ يَخلَدُ مِن آطامِها أُطُمُ
كانَت تَضُمُّ رِجالاً تَحتَ أَعيُنِهِم / مَعاطِسٌ لَم تُذَلَّل عِزَّها الخُطُمُ
أَيدٍ إِذا بَسَطوها لِلعُلا وَصَلوا / وَأَوجُهٌ لا تُغادي مِثلَها اللُطَمُ
وَأَرضَعَ المَجدُ أَطفالاً وَأَمَّلَهُم / دَهرٌ فَماتوا أُلي شَيبٍ وَما فُطِموا
ضَراغِمٌ كَالقُطامِيّاتِ لَيسَ لَها / إِلى أَكيلٍ سِوى أَعدائِها قَطِمُ
وَالناسُ مِثلُ سَوامٍ لا حُلومَ لَهُم / يَسوقُهُ لِلمَنايا سائِقٌ حُطَمُ
المَرءُ كَالنارِ تَبدو عِندَ مَسقَطِها
المَرءُ كَالنارِ تَبدو عِندَ مَسقَطِها / صَغيرَةً ثُمَّ تَخبو حِنَ تَحتَدِمُ
وَالناسُ بِالناسِ مِن حَضرٍ وَبادِيَةٍ / بَعضٌ لِبَعضٍ وَإِن لَم يَشعُروا خَدَمُ
وَكُلُّ عُضوٍ لِأَمرٍ ما يُمارِسُهُ / لا مَشيَ لِلكَفِّ بَل تَمشي بِكَ القَدَمُ
وَعالَمٌ ظَلَّ فيهِ القَولُ مُختَلِفاً / وَمُحدَثٌ هُوَ مِن رَبٍّ لَهُ القِدَمُ
فَاِذخَر لِنَفسِكَ خَيراً كَي تُسَرَّ بِهِ / فَإِن فَعَلتَ وَإِلّا عادَكَ النَدَمُ
لَو يَترُكونَ وَهَذا اللُبَّ ما قَبِلوا
لَو يَترُكونَ وَهَذا اللُبَّ ما قَبِلوا / مَيناً يُقالُ وَلَكِن شالَتِ الجِذَمُ
أَتوهمُ بِأَحاديثٍ وَقيلَ لَهُم / قولوا صَدَقنا وَإِلّا أَروِيَ الخِذِمُ
وَأَرهَبَتهُم جُفونٌ مِلؤها نُوَبٌ / وَأَرغَبَتهُم جِفانٌ لِلنَدى رُذُمُ
الناسُ إِن لَم تُنَبِّهُّم قِيامَتُهُم
الناسُ إِن لَم تُنَبِّهُّم قِيامَتُهُم / أَو نُبِّهوا فَتُرابٌ ما لَهُم قِيَمُ
يُؤَمَّلُ القَومُ عِندي شيمَةً حَسُنَت / وَشيمَةُ الدَهرِ أَن لا تَحسُنَ الشِيَمُ
مازالَ يَبخَلُ حَتّى ما يَصوبَ حَياً / فَهَل تَعَلَّمُ بُخلَ العالَمِ الدِيَمُ
يُقالُ أَن سَوفَ يَأتي بَعدَنا عَصرٌ
يُقالُ أَن سَوفَ يَأتي بَعدَنا عَصرٌ / يُرضى فَتَضبِطُ أُسدَ الغابَةِ الخُطَمُ
هَيهاتَ هَيهاتَ هَذا مَنطِقٌ كَذِبٌ / في كُلِّ صَقرِ زَمانٍ كائِنٌ قَطِمُ
ما دامَ في الفَلَكِ المِرّيخُ أَو زُحَلٌ / فَلا يَزالُ عُبابُ الشَرِّ يَلتَطِمُ
وَإِن تَغَيَّرَتِ الأَفلاكُ وَاِنعَكَسَت / بِالسَعدِ فَالوَهدُ يُبنى فَوقَهُ الأُطُمُ
هَبِ الفَتى نالَ أَقصى ما يُؤَمِّلُهُ / أَلَيسَ راعي المَنايا خَلفَهُ حُطَمُ
هَل تُمسِكُ الماءَ لي مَزادي
هَل تُمسِكُ الماءَ لي مَزادي / مِن بَعدَ ما فُرِّيَ الأَديمُ
تَمادَتِ الكَأسُ بِالنَدامى / وَحُقَّ أَن يَندَمَ النَديمُ
ما في بَني آدَمٍ غَنِيٌّ / بَل كُلُّهُم مُقَتِّرٌ عَديمُ
يَغنى الَّذي ما لَهُ فَناءٌ / وَذَلِكَ الواحِدُ القَديمُ
مَصائِبُ هَذِهِ الدُنِّيا كَثيرَةٌ
مَصائِبُ هَذِهِ الدُنِّيا كَثيرَةٌ / وَأَيسَرُها عَلى الفَطينِ الحِمامُ
مُصابٌ لا تُنَزَّهُ عَنهُ نَفسٌ / وَلا يُقضى بِمَدفَعِهِ الذِمامُ
وَجَدتُ الشَرَّ يَنفَعُ كُلَّ حينٍ
وَجَدتُ الشَرَّ يَنفَعُ كُلَّ حينٍ / وَمِن نَفَعٍ بِهِ حُمِلَ الحُسامُ
وَلَيسَ الخَيرُ في وَسعِ اللَيالي / فَكَيفَ نَسومُها ما لا يُسامُ
وَفي الحَيَوانِ شِركٌ بَينَ أَرضٍ / وَجَوٍّ سَوفَ يُدرِكُهُ اِنقِسامُ
فِراقُ الروحِ هَذا الجِسمَ فيهِ / عَلى نَوعَيهِما نِعَمٌ جِسامُ
وَما نَأَتِ القَرابَةُ مِن رِجالٍ / أَبوهُم يافِثٌ وَأَبوكَ سامُ
إِذا لَؤمَ الفَتى لَم يَخشى مِمّا
إِذا لَؤمَ الفَتى لَم يَخشى مِمّا / يُقالُ وَإِن تَرادَفَهُ المَلامُ
وَما كانَت كِلامُ السَيفِ يَوماً / لِتَبلُغَ مِثلَ ما بَلَغَ الكَلامُ
تَحارَبُ أَنفُسٌ وَتُسَرُّ حَتّى / يُظَنَّ الصُلحُ فيها وَالسَلامُ
وَبَينَ جَوانِحِ الأَقوامِ نارٌ / يُوَرّي عَن تَلَهُّبِها السَلامُ
وَبَعدَ الخَيرِ ناقِضُهُ وَأَعيا / نَهارٌ لَيسَ يَعقِبُهُ ظَلامُ
أَنوءُ مَعَ الخُطوبِ إِلى أُمورٍ / لِشَخصِيَ دونَ مَوقِعِها اِصطِلامُ
وَيَجري سابِحي وَلَهُ عُيوبٌ / وَيَقطَعُ صارِمٌ وَبِهِ اِنثِلامُ
وَيُصبِحُ في الحِجى التَشريقُ رُزءاً / وَأَنّى يُبهِجُ الرُكنَ اِستِلامُ
وَبَعضُ حَواصِلِ الأَسماءِ دَلَّت / عَلى تَعريفِهِ إِلفٌ وَلامُ
فَوارِسُ خَيلِكُم تُعطى مُناها
فَوارِسُ خَيلِكُم تُعطى مُناها / إِذا دَمّى نَواجِذَها الشَكيمُ
وَفي بِيَضِ السُيوفِ عَيشٍ / بِذَلِكَ فَاِعلَموا نَطَقَ الحَكيمُ
لَو كانَ لي أَمرٌ يُطاوَعُ لَم يَشِن
لَو كانَ لي أَمرٌ يُطاوَعُ لَم يَشِن / ظَهرَ الطَريقِ يَدَ الحَياةِ مُنَجِّمُ
أَعمى بَخيلٌ أَو بَصيرٌ فاجِرٌ / نوءُ الضِلالِ بِهِ مُرِبٌّ مُثجَمُ
يَغدو بِزَخرَفَةٍ يُحاوِلُ مَكسَباً / فَيُديرُ أَسطَرلابَهُ وَيُرَجِّمُ
وَقَفَت بِهِ الوَرهاءُ وَهيَ كَأَنَّها / عِندَ الوُقوفِ عَلى عَرينٍ تَهجُمُ
سَأَلَتهُ عَن زَوجٍ مُتَغَيِّبٍ / فَاِهتاجَ يَكتُبُ بِالرِقانِ وَيُعجِمُ
وَيَقولُ ما اِسمُكِ وَاِسمُ أُمُّكِ إِنَّني / بِالظَنِّ عَمّا في الغُيوبِ مُتَرجمُ
يولي بِأَنَّ الجِنَّ تَطرُقُ بَيتَهُ / وَلَهُ يَدينُ فَصيحُها وَالأَعجَمُ
وَالمَرءُ يَكدَحُ في البِلادِ وَعِرسُهُ / في المِصرِ تَأكُلُ مِن طَعامٍ يوجَمُ
أَفَما يَكُرُّ عَلى مَعيشَتِهِ الفَتى / إِلّا بِما نَبَذَت إِلَيهِ الأَنجُمُ
رَجمُ التَنائِفِ بِالرِكابِ أَعَزُّ مِن / كَسبٍ يَحُقُّ لِرَبِّهِ لَو يُرجَمُ
آهٍ لِأَسرارِ الفُؤادِ غَوالِياً / في الصَدرِ أَستُرُ دونَها وَأُجَمجِمُ
عَجَباً لِكاذِبِ مَعشَرٍ لا يَنثَني / غَبَّ العُقوبَةِ وَهوَ أَخرَسُ أَضجَمُ
كَيفَ التَخَلُّصُ وَالبَسيطَةُ لُجَّةٌ / وَالجَوُّ بِالنَوائِبِ يَسجُمُ
فَسَدَ الزَمانُ فَلا رَشادٌ ناجِمٌ / بَينَ الأَنامِ وَلا ضَلالٌ مُنجِمُ
أَسرِج وَأَلجِم لِلفِرارِ فَكُلُّهُم / فيما يَسوءُكَ مُسرِجٌ أَو مُلجِمُ
وَالخَيرُ أَزهَرُ ما إِلَيهِ مُسارِعٌ / وَالشَرُّ أَكدَرُ لَيسَ عَنهُ مُحجِمُ
ضَحِكوا إِلَيكَ وَقَد أَتَيتَ بِباطِلٍ / وَمَتى صَدَقتَ فَهُم غِضابٌ رُجَّمُ
يَحميكَ مِنهُم أَن تَمُرَّ عَلَيهُمُ / فَإِذا حَلَوتَ عَدَت عَلَيكَ العُجَّمُ
العالَمُ العالي بِرَأيِ مَعاشِرٍ
العالَمُ العالي بِرَأيِ مَعاشِرٍ / كَالعالَمِ الهاوي يُحِسُّ وَيَعلَمُ
زَعَمَت رِجالٌ أَنَّ سَيّاراتِهِ / تَسِقُ العُقولَ وَأَنَّها تَتَكَلَّمُ
فَهَلِ الكَواكِبُ مِثلُنا في دينِها / لا يَتَّفِقنَ فَهائِدٌ أَو مُسلِمُ
وَلَعَلَّ مَكَّةَ في السَماءِ كَمَكَّةٍ / وَبِها نِضادِ وَيَذبُلٌ وَيَلَملَمُ
وَالنورُ في حُكمِ الخَواطِرِ مُحدَثٌ / وَالأَوَّلِيُّ هُوَ الزَمانُ المُظلِمُ
وَالخَيرُ بَينَ الناسِ رَسمٌ دائِرٌ / وَالشَرُّ نَهجٌ وَالبَرِيَّةُ مَعلَمُ
طَبعٌ خُلِقتَ عَلَيهِ لَيسَ بِزائِلٍ / طولَ الحَياةِ وَآخَرٌ مُتَعَلَّمُ
إِن جارَتِ الأُمَراءُ جاءَ مُؤَمَّرٌ / أَعتى وَأُجورُ يَستَضيمُ وَيَكلِمُ
كَحَمائِمٍ ظَلَمَت فَنادى أَجدَلٌ / إِن كُنتِ ظالِمَةً فَإِنّي أَظلَمُ
أَرَأَيتَ أَظفارَ الضَراغِمِ عُوِّدَت / فِرَةً وَأَظفارَ الأَنيسِ تُقَلَّمُ
وَكَذاكَ حُكمُ الدَهرِ في سُكّانِهِ / عَيرٌ لَهُ أُذُنٌ وَهَيقٌ أَصلَمُ
إِن شِئتَ أَن تُكفى الحِمامَ فَلا تَعِش / هَذي الحَياةُ إِلى المَنِيَّةِ سُلَّمُ
ماذا أَفَدتَ بِأَنَّ دَهرَكَ خافِضٌ / وَغِناكَ مُنبَسِطٌ وَعِرسُكَ غَيلَمُ
أَحسِن بِدُنيا القَومِ لَو كانَ الفَتى / لا يُقتَضى وَأَديمُهُ لا يَحلُمُ
وَكَأَنَّما الأُخرى تَيَقُّظُ نائِمٍ / وَكَأَنَّما الأولى مَنامٌ يُحلَمُ
يَتَشَبَّهُ الطاغي بِطاغٍ مِثلِهِ / وَأَخو السَعادَةِ بَينَهُم مَن يَسلَمُ
في الناسِ ذو حِلمٍ يُسَفِّهُ نَفسَهُ / كَيما يُهابَ وَجاهِلٌ يَتَحَلَّمُ
وَكِلاهُما تَعِبٌ يُحارِبُ شيمَةً / غَلَبَت فَآضَ بِحَربِها يَتَأَلَّمُ
فَاِلزَم ذَراكَ وَإِن تَشَعَّثَ جُدرُهُ / فَالعِسُّ قَد يَرويكَ وَهوَ مُثَلَّمُ
دَهرٌ يَمُرُّ كَما تَرى فَأَهلَّةٌ
دَهرٌ يَمُرُّ كَما تَرى فَأَهلَّةٌ / تَنمي لِتَكمُلَ أَو بُدورٌ تَسقَمُ
وَتُحِبُّ أَن يُثنى عَلَيكَ بِأَنَّكَ ال / بَرُّ التَقيُّ وَأَنتَ صِلٌّ أَرقَمُ
وَشَهادَةٌ لَكَ أَنَّ خُلقَكَ يُجتَنى / لِيُصابَ شَهداً وَهوَ صابٌ عَلقَمُ
تَجني فَتَنقُمُ ما كَرِهتَ وَكُلُّ ما / تَجنيهِ تَحسَبُ أَنَّهُ لا يَنقُمُ
كُلٌّ تَسيرُ بِهِ الحَياةُ وَما لَهُ
كُلٌّ تَسيرُ بِهِ الحَياةُ وَما لَهُ / عِلمٌ عَلى أَيِّ المَنازِلِ يَقدُمُ
وَمِنَ العَجائِبِ أَنَّنا بِجَهالَةٍ / نَبني وَكُلُّ بِناءِ قَومٍ يُهدَمُ
وَالمَرءُ يَسخَطُ ثُمَّ يَرضى بِالَّذي / يُقضى وَيوجِدُهُ الزَمانُ وَيُعدِمُ
وَيَلَذُّ أَطعِمَةَ البَقاءِ وَخَيرُها / كَالسُمِّ يُخلَطُ بِالحِمامِ وَيُؤدَمُ
وَالدَهرُ يَقدُمُ عَن تَرادُفِ أَعصُرٍ / فَيَغيبُ أَعصُرُ في الخُطوبِ وَيَقدُمُ
ذَكَرَ القَريضُ رَبيعَةَ بنِ مُكَدَّمٍ / وَليُنسِيَنَّ رَبيعَةٌ وَمُكَدَّمُ
وَنَرومُ دُنيانا وَما كَلِفٌ بِها / إِلّا الفَنيقُ وَيَظَلُّ وَهوَ مُسَدَّمُ
هُوِيَت وَقَد خَدَمَت وَلَم تَرَ خِدمَةً / وَتَعَرَّضَت لَكَ إِذ أُهينَت تَخدُمُ
وَأُضيعُ أَوقاتي بِغَيرِ نَدامَةٍ / وَيَفوتُني الشَيءُ اليَسيرُ فَأَندَمُ
مَنَعَ الفَتى هَيناً فَجَرَّ عَظائِماً / وَحَمى نُمَيرَ الماءِ فَاِنبَعَثَ الدَمُ
وَجَديدُ عيشَتِنا الشَبابُ فَإِن مَضى / فَقَميصُنا خَلقُ اللِباسِ مُرَدَّمُ
وَالجِسمُ ظَرفُ نَوائِبٍ وَكَأَنَّهُ / ظَرفٌ يُؤَخِّرُ تارَةً وَيُقَدِّمُ
دُنياكَ أَشبَهَت المُدامَةَ ظاهِرٌ
دُنياكَ أَشبَهَت المُدامَةَ ظاهِرٌ / حَسَنٌ وَباطِنُ أَمرِها ما تَعلَمُ
وَالدَهرُ يَصمُتُ غَيرَ أَنَّ خُطوبَهُ / تُرجِمنَ حَتّى خِلتُهُ يَتَكَلَّمُ
أَنفِق لِتُرزَقَ فَالثَراءُ الظِفرُ إِن / يُترَك يَشِن وَيَعودُ حينَ يُقَلَّمُ