القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العَلاء المَعَري الكل
المجموع : 175
المَوتُ نَومٌ طَويلٌ لا هُبوبَ لَهُ
المَوتُ نَومٌ طَويلٌ لا هُبوبَ لَهُ / وَالنَومُ مَوتٌ قَصيرٌ بَعثُهُ أَمَمُ
وَفي الخُمولِ حِمامٌ وَالفَتى قَبَلٌ / وَفي النَباهَةِ عَيشٌ وَالفَتى رِمَمُ
تَخالَفَ الشَكلُ عُصمٌ في جَماجِمِها / أَرواقُها وَنَعامٌ ما لَها لِمَمُ
وَحَيَّةٌ تَسمَعُ الأَصواتَ ظالِمَةٌ / مِن وَصفِها وَظَليمٌ ظَأنُهُ الصَمَمُ
لا يَخدَعَنَّكَ أُخرانا كَأَوَّلِنا / في نَحوِ ما نَحنُ فيهِ كانَتِ الأُمَمُ
مُقَلَّدينَ بِذَمٍّ لا يُضَيِّعُهُ / مِنهُم عَريبٌ وَلَكِن ضاعَتِ الذِمَمُ
أَجيدَ قَلبُكَ لَمّا جادَهُم مَطَرٌ / أَم فاضَ هَمُّكَ لَمّا غاضَتِ الهِمَمُ
لا تَشمَخِ الأُنُفُ الشُمُّ الَّتي رُزِقَت / ما لا يَدومُ فَما يَبقى لَها الشَمَمُ
لَولا بَدائِعُ دَلَّت أَنَّ خالِقَنا / أَدرى وَأَحكَمُ قُلنا خَلقُنا لَمَمُ
لا تُسدِيَنَّ قَبيحاً إِن هَمَمتَ بِهِ
لا تُسدِيَنَّ قَبيحاً إِن هَمَمتَ بِهِ / وَاِفعَل جَميلاً فَإِنَّ الخَيرَ يُغتَنَمُ
إِن فارَقَتني حَياتي خِلتُني صَنَماً / وَلا يُراعُ لِكَسرِ الهامَةِ الصَنَمُ
فَاِجعَل عِظامِيَ قِرى غَبراءَ مُظلِمَةٍ / أَو قوتَ حَمراءِ نارٍ ضَوءُها سَنِمُ
سَوّى عَلى الجِسمِ خُضُرٌ حَوَتها جَشِعٌ / بَعدَ المَماتِ وَخُضرٌ زُرقُها تَنِمُ
قَطعُ البَنانِ شَبَّهتُهُ عَنَماً / إِن ماتَ كَالقَطعِ في قُضبٍ هِيَ العَنَمُ
وَالغانِياتُ وَفي آذانِها دُرَرٌ / كَالضَأنِ تَرعى وَفي آذانِها زَنَمُ
يَكفيكَ أُدماً سَليطٌ ماأُريقَ لَهُ
يَكفيكَ أُدماً سَليطٌ ماأُريقَ لَهُ / دَمٌ وَلا مَسَّ رَوحاً إِذ جَرى أَلَمُ
لَهُ فَضائِلُ مِنها فَقدُ كُلفَتِهِ / وَأَنَّهُ بِسَناهُ تَنجَلي الظُلَمُ
قالوا تُقُسُّمَ مَقتولٌ عَلى حَنَقٍ / فَقُلتُ سِيّانِ كَلمُ المَيتِ وَالكَلِمُ
إِن وَدَّعوهُ فَما يَدري بِما صَنَعوا / أَو قَطَّعوهُ فَما يَنتابُهُ أَلَمُ
وَرُبَّ أَزهَرَ يُلقى هامُهُ هَدَراً / كَما يُقَطُّ لِأَدنى عِلَّةٍ قَلَمُ
إِنَّ اليَهودِيَّ خَلّى جَهلُهُ اِمرَأَةً
إِنَّ اليَهودِيَّ خَلّى جَهلُهُ اِمرَأَةً / كانَت عَقيماً وَخَيرُ النُسوَةِ العُقُمُ
ماذا أَرادَ لَحاهُ اللَهُ مِن وَلَدٍ / يُلقى مِنَ الدَهرِ ما يُردي وَما يَقِمُ
أَما تُحاوِلُ إِن طالَت تَجارِبُها / بُرءاً مِنَ السَقَمِ هَذي الأَنفُسُ السُقُمُ
مِثلُ البَهائِمِ غَرَّتها سَلامَتُها / وَاللَهُ يُمهِلُ حيناً ثُمَّ يَنتَقِمُ
الجُلُّ مودٍ وَلا جُلمودَ يَترُكُهُ
الجُلُّ مودٍ وَلا جُلمودَ يَترُكُهُ / رَيبُ الزَمانِ فَأَنّى يخلُدُ القَزَمُ
شَدَّت عَلَيهُم مَناياهُم تُوَسِّطُهُم / كَالخَيلِ شُدَّت عَلى أَوساطِها الحُزُمُ
لا تَسأَلوا الناسَ وَاِغدوا آكِلي مَقِرٍ / إِنَّ النُفوسَ عَلى إِمساكِها عُزُمُ
لَعَلَّ أَربابَ أَيدٍ لِلنَدى بُسِطَت / يَومَ الحِسابِ عَلى أَيديهِمُ أُزُمُ
لا وِردَ لي وَالمَطايا في خَزائِمِها / وَكُلُّ صاحِبِ سِنٍّ حَبلُهُ خَزَمُ
ما لي أَرى حُزَماءَ الناسِ في شَرقٍ / كَأَنَّما الحَزمُ في أَحشائِهِم حَزَمُ
يا نِسوَةَ الحَيِّ إِن كُنتُنَّ أَظبِيَةً / فَكُلُّكُنَّ يَصيدُ الخادِرُ الرُزَمُ
كُثَيِّرٌ أَنا في حَرفي أَهَبتُ لَهُ / في التاءِ يَلزِمُ حَرفاً لَيسَ يَلتَزِمُ
وَالمَرءُ يَرفَعُ أَفعالاً فَتَخفِضُهُ / حَتّى إِذا ماتَ أَضحى وَهوَ مُنجَزِمُ
هَل أَلهَمَت يَثرِبٌ يَوماً مَثَرَّبَها
هَل أَلهَمَت يَثرِبٌ يَوماً مَثَرَّبَها / أَن لَيسَ يَخلَدُ مِن آطامِها أُطُمُ
كانَت تَضُمُّ رِجالاً تَحتَ أَعيُنِهِم / مَعاطِسٌ لَم تُذَلَّل عِزَّها الخُطُمُ
أَيدٍ إِذا بَسَطوها لِلعُلا وَصَلوا / وَأَوجُهٌ لا تُغادي مِثلَها اللُطَمُ
وَأَرضَعَ المَجدُ أَطفالاً وَأَمَّلَهُم / دَهرٌ فَماتوا أُلي شَيبٍ وَما فُطِموا
ضَراغِمٌ كَالقُطامِيّاتِ لَيسَ لَها / إِلى أَكيلٍ سِوى أَعدائِها قَطِمُ
وَالناسُ مِثلُ سَوامٍ لا حُلومَ لَهُم / يَسوقُهُ لِلمَنايا سائِقٌ حُطَمُ
المَرءُ كَالنارِ تَبدو عِندَ مَسقَطِها
المَرءُ كَالنارِ تَبدو عِندَ مَسقَطِها / صَغيرَةً ثُمَّ تَخبو حِنَ تَحتَدِمُ
وَالناسُ بِالناسِ مِن حَضرٍ وَبادِيَةٍ / بَعضٌ لِبَعضٍ وَإِن لَم يَشعُروا خَدَمُ
وَكُلُّ عُضوٍ لِأَمرٍ ما يُمارِسُهُ / لا مَشيَ لِلكَفِّ بَل تَمشي بِكَ القَدَمُ
وَعالَمٌ ظَلَّ فيهِ القَولُ مُختَلِفاً / وَمُحدَثٌ هُوَ مِن رَبٍّ لَهُ القِدَمُ
فَاِذخَر لِنَفسِكَ خَيراً كَي تُسَرَّ بِهِ / فَإِن فَعَلتَ وَإِلّا عادَكَ النَدَمُ
لَو يَترُكونَ وَهَذا اللُبَّ ما قَبِلوا
لَو يَترُكونَ وَهَذا اللُبَّ ما قَبِلوا / مَيناً يُقالُ وَلَكِن شالَتِ الجِذَمُ
أَتوهمُ بِأَحاديثٍ وَقيلَ لَهُم / قولوا صَدَقنا وَإِلّا أَروِيَ الخِذِمُ
وَأَرهَبَتهُم جُفونٌ مِلؤها نُوَبٌ / وَأَرغَبَتهُم جِفانٌ لِلنَدى رُذُمُ
الناسُ إِن لَم تُنَبِّهُّم قِيامَتُهُم
الناسُ إِن لَم تُنَبِّهُّم قِيامَتُهُم / أَو نُبِّهوا فَتُرابٌ ما لَهُم قِيَمُ
يُؤَمَّلُ القَومُ عِندي شيمَةً حَسُنَت / وَشيمَةُ الدَهرِ أَن لا تَحسُنَ الشِيَمُ
مازالَ يَبخَلُ حَتّى ما يَصوبَ حَياً / فَهَل تَعَلَّمُ بُخلَ العالَمِ الدِيَمُ
يُقالُ أَن سَوفَ يَأتي بَعدَنا عَصرٌ
يُقالُ أَن سَوفَ يَأتي بَعدَنا عَصرٌ / يُرضى فَتَضبِطُ أُسدَ الغابَةِ الخُطَمُ
هَيهاتَ هَيهاتَ هَذا مَنطِقٌ كَذِبٌ / في كُلِّ صَقرِ زَمانٍ كائِنٌ قَطِمُ
ما دامَ في الفَلَكِ المِرّيخُ أَو زُحَلٌ / فَلا يَزالُ عُبابُ الشَرِّ يَلتَطِمُ
وَإِن تَغَيَّرَتِ الأَفلاكُ وَاِنعَكَسَت / بِالسَعدِ فَالوَهدُ يُبنى فَوقَهُ الأُطُمُ
هَبِ الفَتى نالَ أَقصى ما يُؤَمِّلُهُ / أَلَيسَ راعي المَنايا خَلفَهُ حُطَمُ
هَل تُمسِكُ الماءَ لي مَزادي
هَل تُمسِكُ الماءَ لي مَزادي / مِن بَعدَ ما فُرِّيَ الأَديمُ
تَمادَتِ الكَأسُ بِالنَدامى / وَحُقَّ أَن يَندَمَ النَديمُ
ما في بَني آدَمٍ غَنِيٌّ / بَل كُلُّهُم مُقَتِّرٌ عَديمُ
يَغنى الَّذي ما لَهُ فَناءٌ / وَذَلِكَ الواحِدُ القَديمُ
مَصائِبُ هَذِهِ الدُنِّيا كَثيرَةٌ
مَصائِبُ هَذِهِ الدُنِّيا كَثيرَةٌ / وَأَيسَرُها عَلى الفَطينِ الحِمامُ
مُصابٌ لا تُنَزَّهُ عَنهُ نَفسٌ / وَلا يُقضى بِمَدفَعِهِ الذِمامُ
وَجَدتُ الشَرَّ يَنفَعُ كُلَّ حينٍ
وَجَدتُ الشَرَّ يَنفَعُ كُلَّ حينٍ / وَمِن نَفَعٍ بِهِ حُمِلَ الحُسامُ
وَلَيسَ الخَيرُ في وَسعِ اللَيالي / فَكَيفَ نَسومُها ما لا يُسامُ
وَفي الحَيَوانِ شِركٌ بَينَ أَرضٍ / وَجَوٍّ سَوفَ يُدرِكُهُ اِنقِسامُ
فِراقُ الروحِ هَذا الجِسمَ فيهِ / عَلى نَوعَيهِما نِعَمٌ جِسامُ
وَما نَأَتِ القَرابَةُ مِن رِجالٍ / أَبوهُم يافِثٌ وَأَبوكَ سامُ
إِذا لَؤمَ الفَتى لَم يَخشى مِمّا
إِذا لَؤمَ الفَتى لَم يَخشى مِمّا / يُقالُ وَإِن تَرادَفَهُ المَلامُ
وَما كانَت كِلامُ السَيفِ يَوماً / لِتَبلُغَ مِثلَ ما بَلَغَ الكَلامُ
تَحارَبُ أَنفُسٌ وَتُسَرُّ حَتّى / يُظَنَّ الصُلحُ فيها وَالسَلامُ
وَبَينَ جَوانِحِ الأَقوامِ نارٌ / يُوَرّي عَن تَلَهُّبِها السَلامُ
وَبَعدَ الخَيرِ ناقِضُهُ وَأَعيا / نَهارٌ لَيسَ يَعقِبُهُ ظَلامُ
أَنوءُ مَعَ الخُطوبِ إِلى أُمورٍ / لِشَخصِيَ دونَ مَوقِعِها اِصطِلامُ
وَيَجري سابِحي وَلَهُ عُيوبٌ / وَيَقطَعُ صارِمٌ وَبِهِ اِنثِلامُ
وَيُصبِحُ في الحِجى التَشريقُ رُزءاً / وَأَنّى يُبهِجُ الرُكنَ اِستِلامُ
وَبَعضُ حَواصِلِ الأَسماءِ دَلَّت / عَلى تَعريفِهِ إِلفٌ وَلامُ
فَوارِسُ خَيلِكُم تُعطى مُناها
فَوارِسُ خَيلِكُم تُعطى مُناها / إِذا دَمّى نَواجِذَها الشَكيمُ
وَفي بِيَضِ السُيوفِ عَيشٍ / بِذَلِكَ فَاِعلَموا نَطَقَ الحَكيمُ
لَو كانَ لي أَمرٌ يُطاوَعُ لَم يَشِن
لَو كانَ لي أَمرٌ يُطاوَعُ لَم يَشِن / ظَهرَ الطَريقِ يَدَ الحَياةِ مُنَجِّمُ
أَعمى بَخيلٌ أَو بَصيرٌ فاجِرٌ / نوءُ الضِلالِ بِهِ مُرِبٌّ مُثجَمُ
يَغدو بِزَخرَفَةٍ يُحاوِلُ مَكسَباً / فَيُديرُ أَسطَرلابَهُ وَيُرَجِّمُ
وَقَفَت بِهِ الوَرهاءُ وَهيَ كَأَنَّها / عِندَ الوُقوفِ عَلى عَرينٍ تَهجُمُ
سَأَلَتهُ عَن زَوجٍ مُتَغَيِّبٍ / فَاِهتاجَ يَكتُبُ بِالرِقانِ وَيُعجِمُ
وَيَقولُ ما اِسمُكِ وَاِسمُ أُمُّكِ إِنَّني / بِالظَنِّ عَمّا في الغُيوبِ مُتَرجمُ
يولي بِأَنَّ الجِنَّ تَطرُقُ بَيتَهُ / وَلَهُ يَدينُ فَصيحُها وَالأَعجَمُ
وَالمَرءُ يَكدَحُ في البِلادِ وَعِرسُهُ / في المِصرِ تَأكُلُ مِن طَعامٍ يوجَمُ
أَفَما يَكُرُّ عَلى مَعيشَتِهِ الفَتى / إِلّا بِما نَبَذَت إِلَيهِ الأَنجُمُ
رَجمُ التَنائِفِ بِالرِكابِ أَعَزُّ مِن / كَسبٍ يَحُقُّ لِرَبِّهِ لَو يُرجَمُ
آهٍ لِأَسرارِ الفُؤادِ غَوالِياً / في الصَدرِ أَستُرُ دونَها وَأُجَمجِمُ
عَجَباً لِكاذِبِ مَعشَرٍ لا يَنثَني / غَبَّ العُقوبَةِ وَهوَ أَخرَسُ أَضجَمُ
كَيفَ التَخَلُّصُ وَالبَسيطَةُ لُجَّةٌ / وَالجَوُّ بِالنَوائِبِ يَسجُمُ
فَسَدَ الزَمانُ فَلا رَشادٌ ناجِمٌ / بَينَ الأَنامِ وَلا ضَلالٌ مُنجِمُ
أَسرِج وَأَلجِم لِلفِرارِ فَكُلُّهُم / فيما يَسوءُكَ مُسرِجٌ أَو مُلجِمُ
وَالخَيرُ أَزهَرُ ما إِلَيهِ مُسارِعٌ / وَالشَرُّ أَكدَرُ لَيسَ عَنهُ مُحجِمُ
ضَحِكوا إِلَيكَ وَقَد أَتَيتَ بِباطِلٍ / وَمَتى صَدَقتَ فَهُم غِضابٌ رُجَّمُ
يَحميكَ مِنهُم أَن تَمُرَّ عَلَيهُمُ / فَإِذا حَلَوتَ عَدَت عَلَيكَ العُجَّمُ
العالَمُ العالي بِرَأيِ مَعاشِرٍ
العالَمُ العالي بِرَأيِ مَعاشِرٍ / كَالعالَمِ الهاوي يُحِسُّ وَيَعلَمُ
زَعَمَت رِجالٌ أَنَّ سَيّاراتِهِ / تَسِقُ العُقولَ وَأَنَّها تَتَكَلَّمُ
فَهَلِ الكَواكِبُ مِثلُنا في دينِها / لا يَتَّفِقنَ فَهائِدٌ أَو مُسلِمُ
وَلَعَلَّ مَكَّةَ في السَماءِ كَمَكَّةٍ / وَبِها نِضادِ وَيَذبُلٌ وَيَلَملَمُ
وَالنورُ في حُكمِ الخَواطِرِ مُحدَثٌ / وَالأَوَّلِيُّ هُوَ الزَمانُ المُظلِمُ
وَالخَيرُ بَينَ الناسِ رَسمٌ دائِرٌ / وَالشَرُّ نَهجٌ وَالبَرِيَّةُ مَعلَمُ
طَبعٌ خُلِقتَ عَلَيهِ لَيسَ بِزائِلٍ / طولَ الحَياةِ وَآخَرٌ مُتَعَلَّمُ
إِن جارَتِ الأُمَراءُ جاءَ مُؤَمَّرٌ / أَعتى وَأُجورُ يَستَضيمُ وَيَكلِمُ
كَحَمائِمٍ ظَلَمَت فَنادى أَجدَلٌ / إِن كُنتِ ظالِمَةً فَإِنّي أَظلَمُ
أَرَأَيتَ أَظفارَ الضَراغِمِ عُوِّدَت / فِرَةً وَأَظفارَ الأَنيسِ تُقَلَّمُ
وَكَذاكَ حُكمُ الدَهرِ في سُكّانِهِ / عَيرٌ لَهُ أُذُنٌ وَهَيقٌ أَصلَمُ
إِن شِئتَ أَن تُكفى الحِمامَ فَلا تَعِش / هَذي الحَياةُ إِلى المَنِيَّةِ سُلَّمُ
ماذا أَفَدتَ بِأَنَّ دَهرَكَ خافِضٌ / وَغِناكَ مُنبَسِطٌ وَعِرسُكَ غَيلَمُ
أَحسِن بِدُنيا القَومِ لَو كانَ الفَتى / لا يُقتَضى وَأَديمُهُ لا يَحلُمُ
وَكَأَنَّما الأُخرى تَيَقُّظُ نائِمٍ / وَكَأَنَّما الأولى مَنامٌ يُحلَمُ
يَتَشَبَّهُ الطاغي بِطاغٍ مِثلِهِ / وَأَخو السَعادَةِ بَينَهُم مَن يَسلَمُ
في الناسِ ذو حِلمٍ يُسَفِّهُ نَفسَهُ / كَيما يُهابَ وَجاهِلٌ يَتَحَلَّمُ
وَكِلاهُما تَعِبٌ يُحارِبُ شيمَةً / غَلَبَت فَآضَ بِحَربِها يَتَأَلَّمُ
فَاِلزَم ذَراكَ وَإِن تَشَعَّثَ جُدرُهُ / فَالعِسُّ قَد يَرويكَ وَهوَ مُثَلَّمُ
دَهرٌ يَمُرُّ كَما تَرى فَأَهلَّةٌ
دَهرٌ يَمُرُّ كَما تَرى فَأَهلَّةٌ / تَنمي لِتَكمُلَ أَو بُدورٌ تَسقَمُ
وَتُحِبُّ أَن يُثنى عَلَيكَ بِأَنَّكَ ال / بَرُّ التَقيُّ وَأَنتَ صِلٌّ أَرقَمُ
وَشَهادَةٌ لَكَ أَنَّ خُلقَكَ يُجتَنى / لِيُصابَ شَهداً وَهوَ صابٌ عَلقَمُ
تَجني فَتَنقُمُ ما كَرِهتَ وَكُلُّ ما / تَجنيهِ تَحسَبُ أَنَّهُ لا يَنقُمُ
كُلٌّ تَسيرُ بِهِ الحَياةُ وَما لَهُ
كُلٌّ تَسيرُ بِهِ الحَياةُ وَما لَهُ / عِلمٌ عَلى أَيِّ المَنازِلِ يَقدُمُ
وَمِنَ العَجائِبِ أَنَّنا بِجَهالَةٍ / نَبني وَكُلُّ بِناءِ قَومٍ يُهدَمُ
وَالمَرءُ يَسخَطُ ثُمَّ يَرضى بِالَّذي / يُقضى وَيوجِدُهُ الزَمانُ وَيُعدِمُ
وَيَلَذُّ أَطعِمَةَ البَقاءِ وَخَيرُها / كَالسُمِّ يُخلَطُ بِالحِمامِ وَيُؤدَمُ
وَالدَهرُ يَقدُمُ عَن تَرادُفِ أَعصُرٍ / فَيَغيبُ أَعصُرُ في الخُطوبِ وَيَقدُمُ
ذَكَرَ القَريضُ رَبيعَةَ بنِ مُكَدَّمٍ / وَليُنسِيَنَّ رَبيعَةٌ وَمُكَدَّمُ
وَنَرومُ دُنيانا وَما كَلِفٌ بِها / إِلّا الفَنيقُ وَيَظَلُّ وَهوَ مُسَدَّمُ
هُوِيَت وَقَد خَدَمَت وَلَم تَرَ خِدمَةً / وَتَعَرَّضَت لَكَ إِذ أُهينَت تَخدُمُ
وَأُضيعُ أَوقاتي بِغَيرِ نَدامَةٍ / وَيَفوتُني الشَيءُ اليَسيرُ فَأَندَمُ
مَنَعَ الفَتى هَيناً فَجَرَّ عَظائِماً / وَحَمى نُمَيرَ الماءِ فَاِنبَعَثَ الدَمُ
وَجَديدُ عيشَتِنا الشَبابُ فَإِن مَضى / فَقَميصُنا خَلقُ اللِباسِ مُرَدَّمُ
وَالجِسمُ ظَرفُ نَوائِبٍ وَكَأَنَّهُ / ظَرفٌ يُؤَخِّرُ تارَةً وَيُقَدِّمُ
دُنياكَ أَشبَهَت المُدامَةَ ظاهِرٌ
دُنياكَ أَشبَهَت المُدامَةَ ظاهِرٌ / حَسَنٌ وَباطِنُ أَمرِها ما تَعلَمُ
وَالدَهرُ يَصمُتُ غَيرَ أَنَّ خُطوبَهُ / تُرجِمنَ حَتّى خِلتُهُ يَتَكَلَّمُ
أَنفِق لِتُرزَقَ فَالثَراءُ الظِفرُ إِن / يُترَك يَشِن وَيَعودُ حينَ يُقَلَّمُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025