القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مصطفى صادق الرافعي الكل
المجموع : 35
حرَّمتَ يا ليلُ علينا المنامْ
حرَّمتَ يا ليلُ علينا المنامْ / أما كفى الهجرُ وبَرْحُ الغرامْ
مهلاً أبثُّ وجدي وقفْ / لا ينقلُ الواشونَ عنا الكلامْ
واملكْ سبيلَ لصبحِ فالحيُ إنْ / ناحتْ حمامٌ حسبوني الحمامْ
يا ليلُ بي همّي وظلمُ الورى / وأنتَ والهجرُ وكلٌّ ظلامْ
راكَ للعشاقِ قبراً فهلْ / فيكَ من العشاقِ إلا عظامْ
رحماكَ يا ليلُ ورحماكَ بي / وألفُ رحماكَ ودعني أنامْ
عسى يوافي طيفها مضجعي / فتسمحُ اليومَ ولو بالسلامْ
ويلاهُ من سقمِ الهوى والهوى / إن قلتُ ويلاهُ يزدني سقامْ
في الشفاهِ اللُّعسِ ما يشفي الألمْ
في الشفاهِ اللُّعسِ ما يشفي الألمْ / ودوا القلبِ فمٌ من فوقِ فمْ
عقدَ الحبُّ شروطاً بيننا / وفمي أمضى عليها وختمْ
وأرى ذا الحبَّ سرّاً فالشفا / هُ على كتمانهِ تعطي القسمْ
بأبي هذا الجمالَ وأبي / لم يلدني لسواهُ لم ولمْ
يا أميرَ الحُسنِ ما تأمرنا / كلُّنا في دَولَةِ الحُسنِ خَدَمْ
أترى كوِّنت من كلِّ دمٍ / فلذا حنَّ إليكَ كلُّ دمْ
ولمَ الصدُّ أما آنَ لما / شتّتَ الهجرانُ مني أن يُلَمْ
نحمدُ اللهَ فإنَّ الشمسَ لو / فعلتْ فعلكَ عشنا في ظُلَمْ
لا تلوميني على السق
لا تلوميني على السق / مِ فذا طرفكِ أسقمُ
أنتِ علمتِ فؤادي / فيكِ كيفَ يتألمُ
فرحمتِ الحبَّ مني / وأراهُ ليسَ يرحمُ
إن هذا الحبّ ضيفٌ / وقراهُ اللحمُ والدمُ
عجبتُ لأهلِ الهوى أنهم
عجبتُ لأهلِ الهوى أنهم / يعيشونَ موتى بأرماسهمْ
سكارى بكأسٍ سقتْ مغرماً / وما انقصَ الدهرُ من كاسِهمْ
كأنَّ الهمومَ بانفاسهم / تكونُ ويا حرَّ أنفاسهمْ
أنحلوني وأسقموا
أنحلوني وأسقموا / حسبيَ اللهُ منهمُ
أي ذنبٍ جنيتُ ح / تى بهِ اليومَ أُعدمُ
أنا يا حسرتي أنا / لم أكن قبلُ أعلمُ
كانتِ العينُ تأخذُ ل / سرَّ والقلبُ يكتمُ
وتوخمُ كلَّ شي / ءٍ فساءَ التوهمُ
يا فؤادي أبعد ما / قُضِيَ الأمرُ تندمُ
مقلةٌ تبعثُ العتا / بَ وأخرى تسلمُ
في محيا غدا يشي / رُ إلى خدهِ الفمُ
وَلكم يحجبُ الذي / في القلوبِ التبسمُ
وعلى البحرِ يضحكُ ال / موجُ والقاعُ مظلمُ
أهِ هيهاتَ ما لما / تجرحُ العينَ مرهمُ
لم يُصبْ قَطُّ بالهوى / عاشقٌ ثم يسلمُ
بلاني الدهرُ بكلِّ همهِ
بلاني الدهرُ بكلِّ همهِ / فصرت غير جازع لحكمه
وصاَر معنى الهمِّ عندي كاسمهِ / وهمةُ المرء تُرى في حزمهِ
والدهرُ إن مسَّ سوايَ يدمهِ / لكنَ في جسمي وقعَ سهمهِ
كعضةِ الصبي كفَّ أُمهِ /
حسبكَ أن تدري يا مفلسٌ
حسبكَ أن تدري يا مفلسٌ / من عرباتِ الأغنيا باسمها
والأرضُ ن رجليكَ مجروحةٌ / فما الذي فاتكَ من جسمها
إن تردِ الدنيا ومن قسمكَ ال / فقرُ تكن روحكَ من قسمها
وثقيلٍ باتَ في نعمِ
وثقيلٍ باتَ في نعمِ / وأراني منهُ في نقمِ
قال ألقاكَ صباحَ غدٍ / يا غدُ عجّلتَ بالسقمِ
لو يقومُ الميتونَ غداً / لتكاسلتُ ولم أقمِ
عثرت في مدارها الأيامُ
عثرت في مدارها الأيامُ / أم هوَ الدهرُ هكذا والأنامُ
أهلهُ بيَ ذي هدىً وضلالُ / ولياليهِ ذو سنا وظلامُ
وأرانا بمدّةِ العمرِ نشقى / وعدو المسوماتِ اللجامِ
ليسَ كلَّ الذي تبصرُ ناساً / إن بعضاً من الطيور الحمامُ
ولكلِّ الورى رؤوسٌ فإن لم / يكن العقلُ كانتِ الوهامُ
أيهِ يا هندُ عن مسيحكِ ما زل / تُ وزالتْ ببيتكِ الأصنامُ
كانَ في جسمكِ الوباءُ وقد د / بَّ إلى العقلِ بعدَ ذاكَ السقامُ
ضلةٌ للفتى ومن تبعوهُ / أشرقَ الصبحُ والقبورُ نيامُ
مسحتهُ الجنانُ أم مسختهُ / وتولاهُ جللٌ أم عزامُ
وأتتهُ الأقوامُ تترى ولا غر / وعلى الجرحِ للذبابِ ازدحامُ
وإذا كانَ في الرؤوسِ ضلالٌ / وقفتْ عندَ قصدها الأقدامُ
نسخَ السيف ذلّةً ورياءُ / وجديرق بناسخيهِ الحسامُ
أيهذا المسيحُ إن الليالي / في بنيها من الزمانِ سهامُ
وأرى الدهرَ كالوغى وقديماً / كانَ بينَ الأنامِ هذا الخصامُ
فارفعِ الأرضَ فوقَ كفيكَ وأْمر / يملأُ الأرضَ بعدَ ذاكَ السلامُ
أو فعد للسماءِ إن الشياطي / نَ عليهمْ بابُ السماءِ حرامُ
وتحدّى الورى بسخفكَ أو سج / عكَ إنَّ الكرى لهُ أحلامُ
لو سألتَ الحمارَ حينَ تراهُ / في نهيقٍ يقولُ ذي أحكامُ
الشعرُ في أرؤسِ من يدعي
الشعرُ في أرؤسِ من يدعي / كالعلمِ في أوهامِ هذي العوامْ
محرمٌ إلا على أهلهِ / وكم من الجهّالِ يأتي الحرامْ
فانظر لمن أبصرت في كفهِ / منهم يراعاً هل ترى ذا لجامْ
وما ابنُ عمّارٍ إذا قستهُ / بجمعهم في الشعرِ إلا إمامُ
إليكَ فانبئهم بأني كفيتهمْ
إليكَ فانبئهم بأني كفيتهمْ / ملامي ويا للهِ كيفَ ألومُ
إذا لم يكن فيهم سوى هذيانهمْ / فإني عليهم بالسكوتِ كريمُ
أضنُّ بلفظي أن يقالَ استحقّهُ / على نزعاتِ الهجوِ منه لئيمُ
وما ضائري أنْ يستعيروا شهادةً / لبعضهم إن النفاقَ قديمُ
وكم تنعقُ الغربانَ لكنَّ بومةً / تقولُ اسمعوا إنَّ الغرابَ حكيمُ
فقلْ للذي يجريهُ نومهُ / مى تلحقُ الساعي وأنتَ مقيمُ
وما دامَ شعرُ القومِ أمسى كما ترى / شعيراً فقل إن الزمانَ بهيم
من الصدع في قلبي غداةَ تهدَّما
من الصدع في قلبي غداةَ تهدَّما / سمت نظراتُ الروح خلفك للسما
رأَيتك نوراً في علاها كأَنهُ / شعاعٌ لمصباح الجنان قد انتمى
عليه ابتسامُ الأمِّ في وجه طفلها / ولألأةُ اللحظين لما توسما
فلو ترسل الارواح في الجوِّ نورها / عرفتكِ بالنور الذي قد تبسما
أنا منك بين العالَمين كأَنني / أُشكك في الدنيا فما هي منهما
أراها خلاءً منكِ الاَّ محامداً / وآثار فضل حيةً وترحما
وقبراً أرى تلك المقابر كعبةً / وذاك بها الركن الكريم المعظما
امرُّ عليها خاشعاً مثلمساً / وأَحنو عليهِ خاضعاً متسلما
وألثمُ ترباً حين مستهُ أَدمعي / بروح البكا صلى عليك وسلما
بذا الدمع من هذا الفؤَاد محبة / أذاعت بهِ سرَّ الحياة المكتما
فلو اذن الله التراب غدا بها / فؤَاداً وصارت ذي الدموع بهِ دما
ولما استباحت موطن الصبر لوعتي / وقارع سيفُ الحزم حتى تثلما
وقفتُ فكانت وقفة العمر في الردى / على نَفس أَلقى بهِ وتصرَّما
وبين ضلوعي زفرتان من الأَسى / تثيهان في صدري فما بلغا الفما
كأَنهما خيطان بالقلب علقا / فان صعدا يصعد وان هبطا ارتمى
وارعدُ وَهناً كالجناح تهزُّهُ / حمامتهُ في عطفها مذ تحطما
وخيّل لي أن الفضاءَ يدور بي / وأَن طريقي مدَّ في الجوِّ سلما
فيا لهفتاكم عبرةٍ قد تردَّدت / بصدري ولو كانت بطودٍ تأَلما
تنفسُّ في قلبي فتلهبهُ اسى / وتذكيهِ اشجاناً تحرقهُ ظما
بكيتُ فأَلفيتُ البكاءَ كأَنهُ / حقيقةُ موت تستحيل توهما
وأوريتُ زندَ الدهر قدحاً فلم تزل / صواعقهُ حتى استنيرتُ وأَظلما
وكادت ترى عيناي في سحب ادمعي / متى ارتجفت برقاً من النار مضرَما
فيا دمع ايام الحداثة ليتني / حفظتك للبؤسى لقد كنت أَنعما
وكنت ندى فجري فمن لي بالندى / اذا الجوُّ من شمس الحياة تحدَّما
بكاءٌ بكيناهُ وصرنا لِضحكنا / فأَرَجعنا نبكي عليهِ تندُّما
جزعتُ ولولا أنَّ مثلكِ في النسا / قليلٌ لعاتبتُ الزمان المذمما
وكنت أَقول الارضُ صارت مآتماً / عليكِ لو أنَّ الارض تصلح مأتما
وما تسعُ الدارُ التي صار أَهلها / بطرفة عين يبلغون الى السما
ولو كان فيها للنفوس حقيقةٌ / لما كان يبقى ذلك الموتُ مبهما
وأَبغضتُ فيكِ الليل من أَجلِ كوكبٍ / على ظلمات الحزن فيهِ تبسما
وغاضبتُ فيكِ الروض من أَجل طائر / على أَدمع الأَنداءِ فيهِ ترنما
ولو أَن هذا الحزن علم لبثهُ / فؤَاديَ في الدنيا لكي تثعلما
فيا مَن لأَمرٍ لا يرَدُّ اذا مضى / ولا عِوَضٌ منهُ وان كان أَعظما
أذَلتُ لهُ دمعي الاَبيَّ وان يكن / أَعزَّ من الدنيا عليَّ واكرما
ولو بذلوا لي كلَّ بحر بدمعة / على الأرض عدَّت همتي الدمع مأثما
ولكنني ابكيك بالأعين التي / رأت طلعة الدنيا ابتسامك والفما
ومن كان مولوداً بأُمينِ فليلم / على جزعي وليرمني كيفما رمى
يا من لنضو طريح
يا من لنضو طريح / مجمع من حُطامِ
بقيةٌ من سلو / على بقايا غرام
وقطعة من جفاء / في قطعة من سلام
أضيء كالنجم لكن / في وحدة وظلام
وما أكابد ناراً / يروه نوراً أمامي
ما نفعُ رقةِ روحي / تندى كطلّ الغمام
وكلُّ ما هو حولي / كحلق عطشان ظامي
يا واصلي بالمعاني / وهاجري في الكلام
مخاصمي في نهاري / مصالحي في منامي
من العبوس كلامٌ / معناه معنى ابتسام
ولن يغير جسم الوداد / ثوبُ الخصام
ما نفع رقة روحي / تندى كطل الغمام
وكل ما هو حولي / كحلق عطشان ظامي
مني السلامُ على من لو تصافحها
مني السلامُ على من لو تصافحها / يد النسيم أحست غمز آلامي
مرت على الورد في الأكمام فارتعشت / أسى وقالت أهذا قلبه الدامي
وأبصرت غصناً ظمآن منطرحاً / فما رأت فيه إلا بعض أسقامي
وتسمع الطير صداحاً بأيكته / يشكو فتسمع في شكواه أنغامي
حقيقة الحب فيها ثم تظهر لي / كأنني عالق منها بأوهام
يا للعجيبة للمرآة أنظرها / ولا أراني فيها وهي قدامي
يا أخت شمس كلون الخد مشرقة / وأخت بدر كنور الوجه بسام
ما كنت مثلهما إلا لتبتسمي / على ليالي في حبي وأيامي
يدمدم الحب على قلبه
يدمدم الحب على قلبه / كأنه في نفسه ينهدم
برجفة حاملها لم يزل / ممزقاً في القلب لا يلتئم
زلازل البركان لما دعت / أن سئمت بركانها المحتدم
أجابها اللَه الطفي وارجفي / من شفتي محبوبة تبتسم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025