المجموع : 35
حرَّمتَ يا ليلُ علينا المنامْ
حرَّمتَ يا ليلُ علينا المنامْ / أما كفى الهجرُ وبَرْحُ الغرامْ
مهلاً أبثُّ وجدي وقفْ / لا ينقلُ الواشونَ عنا الكلامْ
واملكْ سبيلَ لصبحِ فالحيُ إنْ / ناحتْ حمامٌ حسبوني الحمامْ
يا ليلُ بي همّي وظلمُ الورى / وأنتَ والهجرُ وكلٌّ ظلامْ
راكَ للعشاقِ قبراً فهلْ / فيكَ من العشاقِ إلا عظامْ
رحماكَ يا ليلُ ورحماكَ بي / وألفُ رحماكَ ودعني أنامْ
عسى يوافي طيفها مضجعي / فتسمحُ اليومَ ولو بالسلامْ
ويلاهُ من سقمِ الهوى والهوى / إن قلتُ ويلاهُ يزدني سقامْ
في الشفاهِ اللُّعسِ ما يشفي الألمْ
في الشفاهِ اللُّعسِ ما يشفي الألمْ / ودوا القلبِ فمٌ من فوقِ فمْ
عقدَ الحبُّ شروطاً بيننا / وفمي أمضى عليها وختمْ
وأرى ذا الحبَّ سرّاً فالشفا / هُ على كتمانهِ تعطي القسمْ
بأبي هذا الجمالَ وأبي / لم يلدني لسواهُ لم ولمْ
يا أميرَ الحُسنِ ما تأمرنا / كلُّنا في دَولَةِ الحُسنِ خَدَمْ
أترى كوِّنت من كلِّ دمٍ / فلذا حنَّ إليكَ كلُّ دمْ
ولمَ الصدُّ أما آنَ لما / شتّتَ الهجرانُ مني أن يُلَمْ
نحمدُ اللهَ فإنَّ الشمسَ لو / فعلتْ فعلكَ عشنا في ظُلَمْ
لا تلوميني على السق
لا تلوميني على السق / مِ فذا طرفكِ أسقمُ
أنتِ علمتِ فؤادي / فيكِ كيفَ يتألمُ
فرحمتِ الحبَّ مني / وأراهُ ليسَ يرحمُ
إن هذا الحبّ ضيفٌ / وقراهُ اللحمُ والدمُ
عجبتُ لأهلِ الهوى أنهم
عجبتُ لأهلِ الهوى أنهم / يعيشونَ موتى بأرماسهمْ
سكارى بكأسٍ سقتْ مغرماً / وما انقصَ الدهرُ من كاسِهمْ
كأنَّ الهمومَ بانفاسهم / تكونُ ويا حرَّ أنفاسهمْ
أنحلوني وأسقموا
أنحلوني وأسقموا / حسبيَ اللهُ منهمُ
أي ذنبٍ جنيتُ ح / تى بهِ اليومَ أُعدمُ
أنا يا حسرتي أنا / لم أكن قبلُ أعلمُ
كانتِ العينُ تأخذُ ل / سرَّ والقلبُ يكتمُ
وتوخمُ كلَّ شي / ءٍ فساءَ التوهمُ
يا فؤادي أبعد ما / قُضِيَ الأمرُ تندمُ
مقلةٌ تبعثُ العتا / بَ وأخرى تسلمُ
في محيا غدا يشي / رُ إلى خدهِ الفمُ
وَلكم يحجبُ الذي / في القلوبِ التبسمُ
وعلى البحرِ يضحكُ ال / موجُ والقاعُ مظلمُ
أهِ هيهاتَ ما لما / تجرحُ العينَ مرهمُ
لم يُصبْ قَطُّ بالهوى / عاشقٌ ثم يسلمُ
بلاني الدهرُ بكلِّ همهِ
بلاني الدهرُ بكلِّ همهِ / فصرت غير جازع لحكمه
وصاَر معنى الهمِّ عندي كاسمهِ / وهمةُ المرء تُرى في حزمهِ
والدهرُ إن مسَّ سوايَ يدمهِ / لكنَ في جسمي وقعَ سهمهِ
كعضةِ الصبي كفَّ أُمهِ /
حسبكَ أن تدري يا مفلسٌ
حسبكَ أن تدري يا مفلسٌ / من عرباتِ الأغنيا باسمها
والأرضُ ن رجليكَ مجروحةٌ / فما الذي فاتكَ من جسمها
إن تردِ الدنيا ومن قسمكَ ال / فقرُ تكن روحكَ من قسمها
وثقيلٍ باتَ في نعمِ
وثقيلٍ باتَ في نعمِ / وأراني منهُ في نقمِ
قال ألقاكَ صباحَ غدٍ / يا غدُ عجّلتَ بالسقمِ
لو يقومُ الميتونَ غداً / لتكاسلتُ ولم أقمِ
عثرت في مدارها الأيامُ
عثرت في مدارها الأيامُ / أم هوَ الدهرُ هكذا والأنامُ
أهلهُ بيَ ذي هدىً وضلالُ / ولياليهِ ذو سنا وظلامُ
وأرانا بمدّةِ العمرِ نشقى / وعدو المسوماتِ اللجامِ
ليسَ كلَّ الذي تبصرُ ناساً / إن بعضاً من الطيور الحمامُ
ولكلِّ الورى رؤوسٌ فإن لم / يكن العقلُ كانتِ الوهامُ
أيهِ يا هندُ عن مسيحكِ ما زل / تُ وزالتْ ببيتكِ الأصنامُ
كانَ في جسمكِ الوباءُ وقد د / بَّ إلى العقلِ بعدَ ذاكَ السقامُ
ضلةٌ للفتى ومن تبعوهُ / أشرقَ الصبحُ والقبورُ نيامُ
مسحتهُ الجنانُ أم مسختهُ / وتولاهُ جللٌ أم عزامُ
وأتتهُ الأقوامُ تترى ولا غر / وعلى الجرحِ للذبابِ ازدحامُ
وإذا كانَ في الرؤوسِ ضلالٌ / وقفتْ عندَ قصدها الأقدامُ
نسخَ السيف ذلّةً ورياءُ / وجديرق بناسخيهِ الحسامُ
أيهذا المسيحُ إن الليالي / في بنيها من الزمانِ سهامُ
وأرى الدهرَ كالوغى وقديماً / كانَ بينَ الأنامِ هذا الخصامُ
فارفعِ الأرضَ فوقَ كفيكَ وأْمر / يملأُ الأرضَ بعدَ ذاكَ السلامُ
أو فعد للسماءِ إن الشياطي / نَ عليهمْ بابُ السماءِ حرامُ
وتحدّى الورى بسخفكَ أو سج / عكَ إنَّ الكرى لهُ أحلامُ
لو سألتَ الحمارَ حينَ تراهُ / في نهيقٍ يقولُ ذي أحكامُ
الشعرُ في أرؤسِ من يدعي
الشعرُ في أرؤسِ من يدعي / كالعلمِ في أوهامِ هذي العوامْ
محرمٌ إلا على أهلهِ / وكم من الجهّالِ يأتي الحرامْ
فانظر لمن أبصرت في كفهِ / منهم يراعاً هل ترى ذا لجامْ
وما ابنُ عمّارٍ إذا قستهُ / بجمعهم في الشعرِ إلا إمامُ
إليكَ فانبئهم بأني كفيتهمْ
إليكَ فانبئهم بأني كفيتهمْ / ملامي ويا للهِ كيفَ ألومُ
إذا لم يكن فيهم سوى هذيانهمْ / فإني عليهم بالسكوتِ كريمُ
أضنُّ بلفظي أن يقالَ استحقّهُ / على نزعاتِ الهجوِ منه لئيمُ
وما ضائري أنْ يستعيروا شهادةً / لبعضهم إن النفاقَ قديمُ
وكم تنعقُ الغربانَ لكنَّ بومةً / تقولُ اسمعوا إنَّ الغرابَ حكيمُ
فقلْ للذي يجريهُ نومهُ / مى تلحقُ الساعي وأنتَ مقيمُ
وما دامَ شعرُ القومِ أمسى كما ترى / شعيراً فقل إن الزمانَ بهيم
من الصدع في قلبي غداةَ تهدَّما
من الصدع في قلبي غداةَ تهدَّما / سمت نظراتُ الروح خلفك للسما
رأَيتك نوراً في علاها كأَنهُ / شعاعٌ لمصباح الجنان قد انتمى
عليه ابتسامُ الأمِّ في وجه طفلها / ولألأةُ اللحظين لما توسما
فلو ترسل الارواح في الجوِّ نورها / عرفتكِ بالنور الذي قد تبسما
أنا منك بين العالَمين كأَنني / أُشكك في الدنيا فما هي منهما
أراها خلاءً منكِ الاَّ محامداً / وآثار فضل حيةً وترحما
وقبراً أرى تلك المقابر كعبةً / وذاك بها الركن الكريم المعظما
امرُّ عليها خاشعاً مثلمساً / وأَحنو عليهِ خاضعاً متسلما
وألثمُ ترباً حين مستهُ أَدمعي / بروح البكا صلى عليك وسلما
بذا الدمع من هذا الفؤَاد محبة / أذاعت بهِ سرَّ الحياة المكتما
فلو اذن الله التراب غدا بها / فؤَاداً وصارت ذي الدموع بهِ دما
ولما استباحت موطن الصبر لوعتي / وقارع سيفُ الحزم حتى تثلما
وقفتُ فكانت وقفة العمر في الردى / على نَفس أَلقى بهِ وتصرَّما
وبين ضلوعي زفرتان من الأَسى / تثيهان في صدري فما بلغا الفما
كأَنهما خيطان بالقلب علقا / فان صعدا يصعد وان هبطا ارتمى
وارعدُ وَهناً كالجناح تهزُّهُ / حمامتهُ في عطفها مذ تحطما
وخيّل لي أن الفضاءَ يدور بي / وأَن طريقي مدَّ في الجوِّ سلما
فيا لهفتاكم عبرةٍ قد تردَّدت / بصدري ولو كانت بطودٍ تأَلما
تنفسُّ في قلبي فتلهبهُ اسى / وتذكيهِ اشجاناً تحرقهُ ظما
بكيتُ فأَلفيتُ البكاءَ كأَنهُ / حقيقةُ موت تستحيل توهما
وأوريتُ زندَ الدهر قدحاً فلم تزل / صواعقهُ حتى استنيرتُ وأَظلما
وكادت ترى عيناي في سحب ادمعي / متى ارتجفت برقاً من النار مضرَما
فيا دمع ايام الحداثة ليتني / حفظتك للبؤسى لقد كنت أَنعما
وكنت ندى فجري فمن لي بالندى / اذا الجوُّ من شمس الحياة تحدَّما
بكاءٌ بكيناهُ وصرنا لِضحكنا / فأَرَجعنا نبكي عليهِ تندُّما
جزعتُ ولولا أنَّ مثلكِ في النسا / قليلٌ لعاتبتُ الزمان المذمما
وكنت أَقول الارضُ صارت مآتماً / عليكِ لو أنَّ الارض تصلح مأتما
وما تسعُ الدارُ التي صار أَهلها / بطرفة عين يبلغون الى السما
ولو كان فيها للنفوس حقيقةٌ / لما كان يبقى ذلك الموتُ مبهما
وأَبغضتُ فيكِ الليل من أَجلِ كوكبٍ / على ظلمات الحزن فيهِ تبسما
وغاضبتُ فيكِ الروض من أَجل طائر / على أَدمع الأَنداءِ فيهِ ترنما
ولو أَن هذا الحزن علم لبثهُ / فؤَاديَ في الدنيا لكي تثعلما
فيا مَن لأَمرٍ لا يرَدُّ اذا مضى / ولا عِوَضٌ منهُ وان كان أَعظما
أذَلتُ لهُ دمعي الاَبيَّ وان يكن / أَعزَّ من الدنيا عليَّ واكرما
ولو بذلوا لي كلَّ بحر بدمعة / على الأرض عدَّت همتي الدمع مأثما
ولكنني ابكيك بالأعين التي / رأت طلعة الدنيا ابتسامك والفما
ومن كان مولوداً بأُمينِ فليلم / على جزعي وليرمني كيفما رمى
يا من لنضو طريح
يا من لنضو طريح / مجمع من حُطامِ
بقيةٌ من سلو / على بقايا غرام
وقطعة من جفاء / في قطعة من سلام
أضيء كالنجم لكن / في وحدة وظلام
وما أكابد ناراً / يروه نوراً أمامي
ما نفعُ رقةِ روحي / تندى كطلّ الغمام
وكلُّ ما هو حولي / كحلق عطشان ظامي
يا واصلي بالمعاني / وهاجري في الكلام
مخاصمي في نهاري / مصالحي في منامي
من العبوس كلامٌ / معناه معنى ابتسام
ولن يغير جسم الوداد / ثوبُ الخصام
ما نفع رقة روحي / تندى كطل الغمام
وكل ما هو حولي / كحلق عطشان ظامي
مني السلامُ على من لو تصافحها
مني السلامُ على من لو تصافحها / يد النسيم أحست غمز آلامي
مرت على الورد في الأكمام فارتعشت / أسى وقالت أهذا قلبه الدامي
وأبصرت غصناً ظمآن منطرحاً / فما رأت فيه إلا بعض أسقامي
وتسمع الطير صداحاً بأيكته / يشكو فتسمع في شكواه أنغامي
حقيقة الحب فيها ثم تظهر لي / كأنني عالق منها بأوهام
يا للعجيبة للمرآة أنظرها / ولا أراني فيها وهي قدامي
يا أخت شمس كلون الخد مشرقة / وأخت بدر كنور الوجه بسام
ما كنت مثلهما إلا لتبتسمي / على ليالي في حبي وأيامي
يدمدم الحب على قلبه
يدمدم الحب على قلبه / كأنه في نفسه ينهدم
برجفة حاملها لم يزل / ممزقاً في القلب لا يلتئم
زلازل البركان لما دعت / أن سئمت بركانها المحتدم
أجابها اللَه الطفي وارجفي / من شفتي محبوبة تبتسم