المجموع : 45
النَّاسُ مِنْ خَوَلي وَالدَّهْرُ مِنْ خَدَمي
النَّاسُ مِنْ خَوَلي وَالدَّهْرُ مِنْ خَدَمي / وَقِمةُ النَّجْمِ عِنْدِي مَوْطِئُ القَدَمِ
وَلِلْبَيان لِساني وَالنَّدى خَضِلٌ / بِهِ يَدي وَالعُلا يُخْلَقْنَ مِنْ شِيَمي
فَأَيْنَ مِثْلُ أَبي في العُرْبِ قاطِبَةً / وَمَنْ كَخاليَ في صُيّابَةِ الَعَجِم
وَالنَّسْرُ يَتْبَعُ سَيْفِي حِينَ يَلْحَظُهُ / وَالدَّهْرُ يُنْشِدُ ما يَهْمي بِهِ قَلَمي
لَوْ صِيَغتِ الأَرْضُ لي دُونَ الوَرى ذَهَباً / لَمْ تَرْضَها لِمُرَجِّي نائِلي هِمَمِي
وَعَنْ قَليلٍ أُرَى في مَأْزِقٍ حَرِجٍ / بِهِ تُشامُ السُّرَيْجيّاتُ في القِمَمِ
وَالبيضُ مُرْدَفَةٌ تَبْدو خَلاخِلُها / في مَسْلَكِ وَحِلٍ مِنْ عَبْرَةٍ وَدَمِ
فَالمَجْدُ في صَهَواتِ الخَيْلِ مَطلَبُهُ / وَالعِزُّ في ظُبَةِ الصَّمْصامَةِ الخَذِمِ
أَرومُ العُلا وَالدَّهْرُ يُزجِي خُطوبَهُ
أَرومُ العُلا وَالدَّهْرُ يُزجِي خُطوبَهُ / إِلَيَّ بإِحْدى المُعْضِلاتِ القَواصِم
وَتَصْحَبُني سَمْراءُ ظَمْأَى لَدى الوَغَى / وَأُعْرِضُ عَنْ بَيضاءَ رَيّا المَعاصِمِ
وَمَنْ طَلَبَ العَلْياءَ لَمْ يَخَفِ الرَّدى / فَمِنْ دونِ ما يَبْغِيهِ حَزُّ الغَلاصِمِ
وَرَوْضٍ زُرْتُهُ وَالأُّفْقُ يُصْحِي
وَرَوْضٍ زُرْتُهُ وَالأُّفْقُ يُصْحِي / أَحايِيناً وَآوِنَةً يَغيمُ
كَأَنَّ القَطْرَ مِنْ سَبَلِ الغَوادي / عَلى زَهَراتِهِ الدُّرُّ النَّظيمُ
يَلينُ لَهُ أَدِيمُ الجَوِّ حَتّى / يَصِحَّ بِهِ وَيَعْتَلُّ النَّسيمُ
أَلا هَلْ يُفيقُ الدَّهْرُ مِنْ سَكراتِهِ
أَلا هَلْ يُفيقُ الدَّهْرُ مِنْ سَكراتِهِ / وَيَرْفَضُّ عَن أَجْفانِهِ طارِقُ الحُلْمِ
وَيَلْمَعُ طاغِي الشَّفْرَتَيْنِ بِراحَتِي / وَراءَ عَجاجٍ راشِحٍ بِدَمٍ سَجْمِ
وَلي صاحِبٌ مِنْ عَبْدِ شَمْسٍ إِذا انْتَمى / تَسَنَّمَ أَعْلَى ذِرْوَةِ الشَّرَفِ الضَّخْمِ
نَأَى فَأَثارَ الحَرْبَ يَصْرِفُ نابَها / عَلَيَّ زَمانٌ كانَ يَجْنَحُ لِلسِّلمِ
فَلا زالَ يَرْويهِ الغَمامُ إِذا هَمى / بِما في ثُغورِ البارِقاتِ مِنَ الظَّلْمِ
خَليلَيَّ إِنْ أَلْوى بِيَ الفَقْرُ لَمْ أُبَلْ
خَليلَيَّ إِنْ أَلْوى بِيَ الفَقْرُ لَمْ أُبَلْ / أَيُسْفَحُ ماءُ الوَجْهِ مِنّي أَو الدَّمُ
يَعُمُّ الوَرى جَدْواي إِنْ راشَني الغِنى / وَأَسْتُرُ عَنْهُمْ خَلَّتِي حينَ أُعْدِمُ
وَلَمّا رَأَتْني العامِرِيَّةُ مُقْتِراً / جَرَى بِأَعالي خَدِّها الدَّمْعُ يَسْجُمُ
فَقالَتْ وَأَحْداثُ اللَّيالي تَنوشُني / مَنِ الأُمَوِيُّ الماجِدُ المُتَهَضَّمُ
يَزيدُ عَلى لُؤْمِ الزَّمانِ تَكَرُّماً / وَيَرْنو إِليهِ عابِساً وَهْوَ يَبْسِمُ
خَليلَيَّ إِنِّي ضِقْتُ ذَرْعَاً بِمَنْزلٍ
خَليلَيَّ إِنِّي ضِقْتُ ذَرْعَاً بِمَنْزلٍ / يُعانِي بِهِ الرُّوّادُ رَعْيَ هَشيمِ
وَخَيَّمْتُ بَيْنَ اثْنَيْنِ مُثْرٍ مُبَخَّلٍ / وَأَرْوَعَ طَلْقِ الرّاحَتَيْنِ عَديمِ
وَشَرُّ بِلادِ اللهِ ما سَادَ أَهْلَهُ / أَراَذِلُ لا يَرْعَوْنَ حَقّ كريمِ
وَمَنْ كانَ مَغْمورَ النِّجارِ فَإِنَّني / مِنَ الشَّرَفِ الوضَّاحِ قُدَّ أَديمي
أَعُدُّ أَبَاً لَوْ أَنَّهُ وَلَدَ الوَرى / لَما الْتَحَقَتْ أَعْراقُهُمْ بِلَئيمِ
لِلَّهِ قَوْمي فَكَمْ ندىً خَضِلٍ
لِلَّهِ قَوْمي فَكَمْ ندىً خَضِلٍ / فَيهِمْ وَكَمْ مَحْتِدٍ لَهُمْ سَنِمِ
وَباسِمٍ وَالجِيادُ عابِسَةٌ / وَالبِيضُ مُحْمَرَّةُ الظُّبا بِدَمِ
لَمْ يَتَوَسَّدْ ذِراعَ هِمَّتِهِ / إِلّا رَأى النَّجْمَ مَوْطِئَ القَدَمِ
وَإِنْ أَضاءَتْ فِي اللَّيْلِ غُرَّتُهُ / أَرَتْكَ صُبْحاً في حِنْدِسِ الظُّلَمِ
مِنْ أَيِّ أَقْطارِهِ أَتَيْتَ ثَنى / إِلَيْكَ أَعْطافَهُ مِنَ الكَرَمِ
وَمُعَرَّسٍ لِلَّهْوِ يَسْحَبُ ذَيْلَهُ
وَمُعَرَّسٍ لِلَّهْوِ يَسْحَبُ ذَيْلَهُ / فِيهِ السَّحابُ وَطَيْرُهُ يَتَرنَّمُ
زُرْنا الرِّياضَ بهِ وَقَدْ بَسطَ الخُطا / فِيها الصَّبا وَشَقيقُها يَتَبَسَّمُ
فَكَأنّما نُشِرَتْ بِهِنَّ غَلائِلٌ / خُضْرٌ أُريقَ على حَواشِيها الدَّمُ
لَولا أُميمَةُ لَمْ أَجزَعْ مِنَ العَدَمِ
لَولا أُميمَةُ لَمْ أَجزَعْ مِنَ العَدَمِ / وَلَمْ أُقاسِ الدُّجى في حِنْدِسِ الظُّلَمِ
أُحاذِرُ الفُقْرَ يَوماً أَنْ يُلِمَّ بها / فَيهْتِكَ السِّتْرَ عن لَحْمٍ على وَضَمِ
تَهْوى حَياتِي وَأَهوى مَوْتَها شَفَقاً / وَالمَوْتُ أَكْرَمُ نَزّالٍ على الحُرَمِ
وَأَحوَرَ مَعشوقِ الدَّلالِ مُهَفهَفٍ
وَأَحوَرَ مَعشوقِ الدَّلالِ مُهَفهَفٍ / يُديرُ إِلى العُشَّاقِ مُقلَةَ ريمِ
سَباني بِخَدٍ كالصَّباحِ مُنَوَّرٍ / وَعَطفَةِ صُدغٍ كالظَلامِ بَهيمِ
أَبناءُ طَلحَةَ طابوا بالنَّدى مُهَجاً
أَبناءُ طَلحَةَ طابوا بالنَّدى مُهَجاً / إِذ طَيَّبَ المَجدُ وَالعَلياءُ محتِدَهُم
فَأَمسُهُم قاصِرٌ عَن يَومِهم شَرَفاً / وَيَومُهُم حاسِدٌ في فَضلِهِم غَدَهُمْ
صَغيرُهُم كَكَبيرٍ في اِقتِناء عُلا / مَن تَلقَ مِنهُم تَقلْ لا قَيتُ سَيِّدَهُمْ
لَقَد طُفتُ في تِلكَ المَعاهِدِ كُلِّها
لَقَد طُفتُ في تِلكَ المَعاهِدِ كُلِّها / وَسيَّرْتُ طَرفي بَينَ تِلكَ المَعالِمِ
فَلَم أَرَ إِلّا واضِعاً كَفَّ حَيرَةٍ / عَلى ذَقَنٍ أَو قارِعاً سِنَّ نادِمِ
أَلا يا صَفِيَّ الملكِ هَل أَنتَ سامِعٌ
أَلا يا صَفِيَّ الملكِ هَل أَنتَ سامِعٌ / نِداءً عَلَيهِ لِلحَفيظَةِ مِيسَمُ
دَعاكَ غُلامٌ مِن أُمَيَّةَ يَرتَدي / بِظِلِّكَ فانظُر مَن أَتاكَ وَمَن هُمُ
وَقَد لفَّتِ الشُمُّ الغَطاريفُ عِرقَهُ / بِعِرقِكَ وَالأَرحامُ تُرعى وَتُكرَمُ
أُيُنبَذُ مِثلي بِالعَراءِ وَمارِني / بِما أَتَوَقَّاهُ مِنَ الذُلِّ يُخْطَمُ
وَمَن يَحتَلِبْ دَرَّ الغِنى بِضَراعَةٍ / فَلِلمَجدِ أَسعى حينَ يُحتَلَبُ الدَّمُ
فَهَلْ لَكَ في شُكرٍ يُحَدِّثُ مُعرِقاً / بِما راقَ مِن أَلفاظِهِ الغُرِّ مُشئِمُ
وَلَولا اِرتِفاعُ الصِّيتِ لَم يَطلُبِ الغِنَى / وَأَنتَ بِما يُبقي لَكَ الذِّكرُ أَعلَمُ
عَذَرتُ الذُّرا لَو خاطَرَتْني قُرومُها
عَذَرتُ الذُّرا لَو خاطَرَتْني قُرومُها / فَما بالُ أَكَّاريِهِ فُدْع القوائِمِ
مَزَجنا دِماءً بالدُّموعِ السَّواجِمِ
مَزَجنا دِماءً بالدُّموعِ السَّواجِمِ / فَلَم يَبقَ مِنّا عَرصَةٌ لِلمَراحِمِ
وَشَرُّ سِلاحِ المَرءِ دَمعٌ يُفيضُهُ / إِذا الحَربُ شُبَّت نارُها بِالصَّوارِمِ
فإِيهاً بَني الإِسلامِ إِنَّ وَراءَكُم / وَقائِعَ يُلحِقنَ الذُّرا بِالمَناسِمِ
أَتَهويمَةً في ظِلِّ أَمنٍ وَغِبطَةٍ / وَعَيشٍ كَنُّوارِ الخَميلَةِ ناعِمِ
وَكَيفَ تَنامُ العَينُ مِلءَ جُفونِها / عَلى هَفَواتٍ أَيقَظَتْ كُلَّ نائِمِ
وَإِخوانُكُم بِالشَّامِ يُضحي مَقيلُهُم / ظُهورَ المَذاكي أَو بُطونَ القَشاعِمِ
تَسومُهُمُ الرُّومُ الهَوانَ وَأَنتُمُ / تَجُرُّونَ ذَيلَ الخَفضِ فِعلَ المُسالِمِ
وَكَم مِن دِماءٍ قَد أُبيحتْ وَمِن دُمىً / تواري حَياءً حُسنَها بِالمَعاصِمِ
بِحَيثُ السُّيوفُ البيضُ مُحمَرَّةُ الظُّبا / وَسُمرُ العوالي دامياتُ اللَهاذِمِ
وَبَينَ اِختِلاسِ الطَّعنِ وَالضَربِ وَقفَةٌ / تَظَلُّ لَها الوِلدانُ شيبَ القوادِمِ
وَتِلكَ حُروبٌ مَن يَغِب عَن غِمارِها / لِيَسلَمَ يَقرَعْ بَعدَها سِنَّ نادِمِ
سَلَلنَ بِأَيدي المُشرِكينَ قواضِباً / سَتُغمَدُ مِنهُم في الطُّلَى وَالجماجِمِ
يَكادُ لَهُنَّ المُستَجِنُّ بِطَيبَةٍ / يُنادي بِأَعلى الصَوتِ يا آلَ هاشِمِ
أَرى أُمَّتي لا يُشرِعونَ إِلى العِدا / رِماحُهُمُ وَالدِّينُ واهي الدَّعائِمِ
وَيَجتَنِبونَ النَّارَ خَوفاً مِنَ الرَدَى / وَلا يَحسبونَ العارَ ضَربَةَ لازِمِ
أَتَرضى صَناديدُ الأَعاريبِ بِالأَذى / وَيُغضِي عَلى ذُلٍّ كُماةُ الأَعاجِمِ
فَلَيتَهُمُ إِذ لَم يَذودوا حَمِيَّةً / عَنِ الدِّينِ ضَنُّوا غيْرَةً بِالمَحارِمِ
وَإِن زَهِدوا في الأَجرِ إِذ حَمِسَ الوَغَى / فَهَلّا أَتَوْهُ رَغبَةً في الغَنائِمِ
لَئِن أَذعَنَت تِلكَ الخَياشيمُ لِلبُرى / فَلا عَطَسوا إِلّا بِأَجدعَ راغِمِ
دَعوناكُمُ وَالحَربُ تَرنو مُلِحَّةً / إِلَينا بِأَلحاظِ النُّسورِ القَشاعِمِ
تُراقِبُ فينا غارَةً عَرَبيَّةٌ / تُطيلُ عَلَيها الرُّومُ عَضَّ الأَباهِمِ
فَإِن أَنتُمُ لَم تَغضَبوا بَعدَ هَذِهِ / رَمَينا إِلى أَعدائِنا بِالجَرائِمِ
وَقَد سَئِمتُ مُقامِي بَينَ شِرذِمَةٍ
وَقَد سَئِمتُ مُقامِي بَينَ شِرذِمَةٍ / إِذا نَظَرتُ إِلَيهِم قَطَّبَتْ هِمَمي
أَراذِلٌ مَلَكوا الدُّنيا وَأَوجُهُهُم / لَم يَكشِفِ الفَقرَ عَنها بَهجَةُ النِّعَمِ
شِعرُ المَراغيِّ وَحوشيتُمُ
شِعرُ المَراغيِّ وَحوشيتُمُ / كَعَقلِهِ أَسلَمُهُ أَسقَمُهْ
يَلزَمُ ما لَيسَ لَهُ لازِماً / لَكِنَّهُ يَترُكُ ما يَلزَمُهُ
سَقى اللَهُ لَيلَ الخَيفِ دَمعي أَو الحَيا
سَقى اللَهُ لَيلَ الخَيفِ دَمعي أَو الحَيا / أُريدُ الحَيا فَالدَّمعُ أَكثَرُهُ دَمُ
بِهِ طَرَقَتْ صَحبي أُمَيمَةُ مَوهِناً / وَنَحنُ بِأَذيالِ الدُّجى تَتَلَثَّمُ
مُهَفهَفَةٌ يَشكو الوِشاحُ إِزارَها / فَقَد سيمَ ظُلماً وَهيَ لي مِنهُ أَظلَمُ
وَيَشكُرُ حَجْلَيها السِوارانِ إِذْ حَكى / مُسَوَّرَها في الرِيِّ مِنها المُخَدَّمُ
فَأَشرَقَ خَدٌّ لاحَ مَوقِعُ لَثمِهِ / وَقَد كِدتُ لَولا خَشيَةُ اللَهِ أَلثِمُ
وَلَوعَةٍ بِتُّ أُخفيها وَأُظهِرُها
وَلَوعَةٍ بِتُّ أُخفيها وَأُظهِرُها / بِمَنزِلِ الحَيِّ بَينَ الضَّالِ وَالسَلَمِ
وَالدَّمعُ يَغلِبُني طَوراً وأَغلِبُهُ / وَمَن يُطيقُ غِلابَ المَدمَعِ السَجِمِ
حَتَّى تَبَيَّنَ صَحبي ما اتُّهِمتُ بِهِ / فَقُلتُ لِلطَّرْفِ هَذا مَوضِعُ التُهَمِ
ظَلَلتَ تُذرِي دُموعاً ما يُنَهْنِهُها / عَذلُ الصَّديقِ فَسرِّي غَيرُ مُكتَتِمِ
هَبني أُغَيِّضُها مالَم تُشَبْ بِدَمٍ / فَكَيفَ أَستُرُها مَمزوجَةً بِدَمِ
وَهَكَذا كُنتَ تَبكي يَومَ ذي بَقَرٍ / وَلَيلَةَ الجِزعِ وَالمَثوى عَلى إِضَمِ
فَأَنتَ أَمنَعُ لي مِمّا أُحاوِلُهُ / مِنَ الوُشاةِ فَدَعني وَالهَوى وَنَمِ
وَيحَ العَذولِ أَما يُبقي عَلى دَنِفٍ / طَوى الحَيازيمَ مِن وَجدٍ عَلى أَلَمِ
يَمشي بِعِرضي إِلى ظَمياءَ يَثلِمُهُ / وَقَد دَرى أَنَّ مِن أَلحاظِها سَقَمي
إِن أَعرَضَت وَنأَتْ أَو أَقبَلَتْ وَدَنَتْ / فَهيَ المُنى وَالهَوى النَجديُّ مِن شيَمِي
وَرُبَّ لَيلٍ طَليحِ النَّجمِ قَصَّرَهُ / بِها الشِّفاءَانِ مِن لَثمٍ وَمُلتَزِمِ
تَقَبيلَةٌ كانِنتهازِ الصَّقرِ فُرصَتَهُ / بِها التَقى في عِناقٍ خَدُّها وَفَمي
وَلَم يَكُن بَعدَها إِلّا التُّقَى وَطَرٌ / وَهَل خَطَتْ بي إِلى ما شانَني قَدَمي
ثُمَّ اِفتَرَقنا فأَغنَتنا مَباسِمُها / عَنِ البُروقِ وَأَجفاني عَنِ الديَمِ
وَالثَّغرُ مِنها كَعِقدٍ وَهوَ مُنتَظِمٌ / والدَّمعُ مِنّي كَعِقدٍ غَيرِ مُنتَظِمِ
وَاللَيلُ يَنفي ضياءَ الصُّبحِ ظُلمَتُهُ / كَعابِسٍ ما بِهِ أُنسٌ لِمُبتَسِمِ
إِن شاعَ عَن أُزرِها مِن عِفَّتي خَبَرٌ / فَإِنَّ شاهِدَها فيما حَكَت كَرَمي
جَوانحُ لِلغَرامِ بِها وُشومُ
جَوانحُ لِلغَرامِ بِها وُشومُ / وَأَجفانٌ عَلى أَرَقٍ تَحومُ
لَئِنْ رَقَدَتْ ظَلومُ وأَسهَرَتني / فَذلكَ دأَبُها وَهْيَ الظَّلومُ
وَلَو سأَلَتْ نُجومَ اللَّيلِ عَنّي / لَخَبَّرها بِما أَلقَى النُّجومُ
أُراعيها وَلي نَظَرٌ كَليلٌ / يُكَفكِفُ غَربَهُ الدَّمعُ السَّجومُ
فَرِقِّي يا ظَلومُ بِمُستَهامٍ / تُراوِحُ بَينَ جَنبَيهِ الهُمومُ