القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عُمارة اليَمَنِيّ الكل
المجموع : 35
إذا كان الولاء عليك يلوي
إذا كان الولاء عليك يلوي / علائقه فأهون بالكلام
سلام رائح أبداً وغاد / عليك إذا ونت همم السلام
العلم مذ كان محتاج إلى العلم
العلم مذ كان محتاج إلى العلم / وشفرة السيف تستغني عن القلم
وخير خليك إن غامرت في شرف / عزم يفرق بين الساق والقدم
إن المعالي عروس غير واصلة / إن لم تخلق ردائيها بنضح دم
ترى مسامع فخر الدين تسمع ما / أملاه خاطر أفكاري على قلمي
فإن أصبت فلي حظ المصيب وإن / أخطأت قصدك فاعذرني ولا تلم
كم تترك البيض في الأغماد ظامية / إلى الموارد في الأعناق والقمم
ومقلة المجد نحو العزم شاخصة / فاترك قعودك عن إدراكها وقم
أمامك الفتح من شام ومن يمن / فلا ترد رؤوس الخيل باللجم
فعمك الملك المنصور سومها / من العراق إلى مصر بلا سأم
فاخلق لنفسك ملكاً لا تضاف به / إلى سواك وأور النار في العلم
وإنه المشيرين إن لجت نصيحتهم / أولا فأنعم على العميان بالصمم
واعزم وصمم فقد طالت وقد سمجت / قضية لفظتها ألسن الأمم
طال التردد في إبرام منتقض / من هذه الحال أو في نقض منبرم
فرب أمر يخاف الناس غايته / والأمر أهون فيه من يد لفم
فكيف إن نهضت فيما هممت به / أسد تسير من الخطي في أجم
وأنت ممن إذا طارت مهابته / في السمع صلت نياط القلب بالألم
لا يدرك المجد إلا كل مقتحم / في موج ملتطم أو فوج مضطرم
لا ينقض الخطرة الأولى بثانية / ولا يفكر في العقبى من الندم
كأنما السيف أفتاه وقال له / في فتح مكة حل القتل في الحرم
فما تروم سوى فتح صوارمه / يضحكن في كل يوم عابس البهم
حتى كأن لسان السيف في يده / يروي الشريعة عن عاد وعن إرم
هذا ابن تومرت قد كانت بدايته / فيما يقول الورى لحماً على وضم
وقد ترقى إلى أن صار طالعه / من الكواكب بالأنفاس والكظم
وكان أول هذا الدين من رجل / سعى إلى أن دعوه سيد الأمم
والغيث وهو كما قد قيل أوله / قطر ومنه خراب السد بالعرم
والبدر يبدو هلالاً ثم يكشف بال / أنوار ما سترته شملة الظلم
تنمو قوى الشيء بالتدريج إن رزقت / لطفاً ويقوى شرار الزند بالضرم
حاسب ضميرك عن رأي أتاك وقل / نصيحة وردت من غير متهم
أقسمت ما أنت ممن جل همته / ما راق من نعم أو رق من نغم
وإنما أنت مرجو لواحدة / بنى به الدهر مجداً غير منهدم
كأنني بالليالي وهي هاتفة / قد صم سمع رجال دونها وعمي
وبالعلى كلما لاقتك قائلة / أهلاً بمنشر آمالي من الرمم
مولاي دعوة مظلوم وربتما / تحنو الموالي على الداعي من الخدم
أصبحت بالشعر ملحوظاً بمنقصة / ولم أزل بين أهل العلم كالعلم
صن معدن الدر عن كف تقلبها / ومعدن الدر والياقوت فهو فمي
والعصر يعلم أني فيه جوهرة / رخيصة السعر بالغالي من القيم
ما أفقر الدهر من مثلي وأنت بما / أقول درى ولكن قلة القسم
لولا تقدم ذنب الدهر ما حسنت / عندي مواقع ما يولي من النعم
وصحة الجسم لا يدرى بقيمتها / إن لم ينبه عليها عارض السقم
وهبت أول أيامي لآخرها / إن صح أن الغنى كفارة العدم
وما حسدت جهولاً فضل ثروته / والريش ينبت فوق النسر والرخم
ولا رضيت لوجهي أن أجود به / على بخيل ولا استسمنت ذا ورم
أما وغيرك لا يهتز من طرب / على ترنم أصواتي ولا نغمي
فليهن مجدك أن الفضل ذو ترع / إذا مدحت وأن النقص ذو عمم
إذا حضرت بقطر لم يغب أحد / من الكرام ولا إلهامي من الديم
وكم يد لك صانت وجه منقبض / عن السؤال وأهدت أنس محتشم
وما مدحتك في بأس وفي كرم / إلا بما حدثتني ألسن الشيم
يروي الهدى والندى سجليك مبتهجاً / عن الغمامة والصمصامة الخذم
حاشا عوائدك الحسنى تنام لها / أجفان عين وعين الشعر لم تنم
غفلت عنها وقد جاءت مذكرة / لك القوافي ترجي فطنة الكرم
فامنن وعجل فخير الجود ما شربت / منه الوفود ولم يستدن للرهم
وأسلم لمثلي وأن أصبحت مثلك في / فقد المماثل يا ذا الجود والكرم
ثغر الزمان بنجم الدين مبتسم
ثغر الزمان بنجم الدين مبتسم / ووجهه بدوام العز يتسم
أيامه الغر لا زالت مخلدة / ساعاتها فرص للأجر تغتنم
حرمت عدلاً شهور العام قاطبة / فليس تعرف منها الأشهر الحرم
أضحى بك النيل محجوجاً ومعتمراً / كأنما حل فيه الحل والحرم
بنان كفك بالإحسان واكفة / لا تدعي فضلها الأنواء والديم
كف تقبلها الأفواه تكرمة / والركن يومي إليه حين يستلم
جاءت بنوك وشمل الدين منتشر / فقارعوا عنه وهو اليوم منتظم
وما درى أحد من قبل رؤيتهم / أن الحظوظ بلثم الأرض تقتسم
نامت عيون الورى في عدل سيرتهم / كأن يقظتنا في عصرهم حلم
والناصر ابنك كافي كل معضلة / إذا الحوادث لم تكشف لها غمم
أبو المظفر من لولاه ما نهضت / للنصر قادمة يوماً ولا قدم
أعز بالباس والإحسان حوزتنا / فلم يلم بنا خوف ولا عدم
وإن شمس بني أيوب ضامنة / أن لا يروعنا ظلم ولا ظلم
تبسم الدست من أيوب عن ملك / تخط عن قدره الأقدار والهمم
متوج بات دين الله معتصماً / بحبله وبحبل الله يعتصم
يدنو ويبعد في حالي ندى وردى / كالدهر ينعم أحياناً وينتقم
قادت إليه زمام الملك أربعة / نصر الهدى والندى والسيف والقلم
وهدمت منه خلق الدهر أربعة / العلم والحلم والمعروف والكرم
وصاحبت منه قول الصدق أربعة / العهد والوعد والميثاق والذمم
وصدقت مادحيه منه أربعة / الأصل والفرع والأخلاق والشيم
فالجور والبخل والإلحاد منصدع / والعدل والجود والإيمان ملتئم
يا خير معتصب بالتاج منتصب / ترضى المكارم عن يوميه والأمم
هل أنت مصغ إلى دعوى أحبرها / إلى علاك فأنت الخصم والحكم
ما زال في الثغر لي رزق سحائبه / تهمي على روض آمالي وتنسجم
حتى ملكت فلا نجم أسير به / إلى علاك ولا نار ولا علم
واليوم خمسة أعوام محرمة / لم يسقني لك لا طل ولا ديم
وكان لي من ملوك النيل قبلكم / مكانة عرفتها العرب والعجم
وكان بيني وبين القوم ملحمة / في حربها ألسن الأديان تختصم
وما تزال إلى داري عوارفهم / تمشي إلى بابها الإكرام والنعم
تركت قصدك لما قيل أنك لا / تجود إلا على من مسه العدم
ولست بالرجل المجهول موضعه / ولا لنزر من الإحسان أغتنم
ولا إلى صدقات المال أطلبها / ولا عمى مس أعضائي ولا صمم
وإنما أنا ضيف للملوك ولي / دون الضيوف لسان ناطق وفم
وأنت أكرم من يمشي على قدم / والناس عنك فقد أثنوا بما علموا
وما التواتر مما أستريب به / حاشا لقاعدة الإجماع تنخرم
إسكندرية ثغر أنت مالكه / والنار من غرماني فيه تضطرم
فامنن ووقع بنصف الألف أقسمها / فيهم فمالك بين الناس ينقسم
واغرم فإن الملوك الصيد عادتهم / إذا رأوا عاجزاً عن مغرم غرموا
ومن رجاك لنزر يستعين به / فحكمتي في ندى كفيك تحتكم
أنت المسيح وأحوالي بها سقم / فامنن بمعجزة يبرى بهم السقم
فلو مدحت زماني وهو عبدكم / بمدحكم لم يزرني الشيب والهرم
لهفي على أسد الدين الهمام وكم / جرت عليه دموع العين وهي دم
لو عاش لي لم أقم هذا المقام ولا / أذلني الدين والأطفال والحرم
قد كان يرفعني في صدر مجلسه ال / عالي ويبسط أنسي حين أحتشم
وكان يعرف مقداري وقد ذكروا / أن المعارف في أهل النهى ذمم
فقل لفضلي يحفظني لخدمته / فربما تحفظ الأجداث والرمم
وانظر إلي بعينيه فبينكما / في كل بر وفعل صالح رحم
أناجيك والهم الدخيل مقيم
أناجيك والهم الدخيل مقيم / وأدعوك والصبر الصحيح سقيم
قست رأفة الدنيا فلا الدهر عاطف / علي ولا عبد الرحيم رحيم
عفا الله عن آرائه كل فترة / كلام العدى فيها علي كلوم
وسامحه في قطع رزق بفضله / وصلت إليه والزمان ذميم
ألا هل له عطف علي فإنني / فقير إلى ما اعتدت منه عديم
ألا هب لنا من حية الهم رقية / فإنك من ليل السليم سليم
أصنيعة الطهر الإمام
أصنيعة الطهر الإمام / أنعم وأصغ إلى كلامي
حاشا يمينك أن تمي / ن بما بذلت من الذمام
قل لي بهمتك الشري / فة أين حسن الاهتمام
أو لم تكن عاهدتني / بعد القعود إلى القيام
إيه أبا البركات كن / عن خادمي نعم المحامي
فوحق ودك إنني / ما كنت قط بمستضام
أحسن بعتمة كوكب / لولا حياتي واحتشامي
وحقارة الجيش الذي / عندي يقل عن الكلام
وإذا اعتزامك كان في / كفي غنيت عن الحسام
ومتى تصافحني فلا / أرضى مصافحة الغمام
فاسلم ودم في نعمة / تترى على رغم اللئام
أجر النسيم إلى السمائم
أجر النسيم إلى السمائم / وانفث رقاك على التمائم
وأشر إلى أخوات كف / ك تسقنا وهي الغمائم
قل للرياح وللحيا / سوقا إلى تلك المشايم
ولخافقات نوائب / تهدي الحمام إلى الحمائم
حومي مسالمة فقد / صديت إلى الورد الحوائم
مولاي دعوة مقعد / والدهر بين يديك قائم
لي حاجتان عظيمتا / ن وأنت أهل للعظائم
قلبي وهمي منهما / فارحمهما دام ودائم
جرد لرفع شكايتي / عزماً يعض على الشكائم
وعزيمة خطراتها / تطوي الطوى عن ضيف حاتم
غرس الرجاء إلى متى / يبدي الثمار من الكمائم
الله أعلى وأعلم
الله أعلى وأعلم / بما جرى وهو أحكم
لقد طرت لي أمور / من مثلها يتوجم
بليت من كل نذل / بذمنا متهجم
على القبيح بلفظ / من المحال يترجم
يغتابني ثم يبدو / بوجهه يتبسم
ويستبيح لعرضي / ليزدريه ويثلم
يا رب أنت بصير / وأنت بالغيب أعلم
إني على الفحش ناء / متقشف متبرم
وإن من رام صنع ال / جميل مع غير مسلم
يكون هذا جزاه / من كل نغل ومجرم
فاعلم وأنت بما أريد مقاله
فاعلم وأنت بما أريد مقاله / مني ومن كل البرية أعلم
إني حسدت على كرامتك التي / من أجلها في كل أرض أكرم
وبدون ما أسديته من نعمة / سدى الرجال الحاسدون وألحموا
إن كان ما قالوا وليس بكائن / فأنا امرؤ ممن سعى بي ألأم
عذر كما اختار الحسود وموقف / ألزمت نفسي فيه ما لا يلزم
كذب وحقك لو حلمت بذكره / أقسمت أني بعده لا أحلم
راجع جميل الرأي فيَّ بنظرة / تضحى عواطفها تسح وتسجم
فالليل إن أقبلت صبح مسفر / والصبح إن أعرضت ليل مظلم
بدأت صنائعك الجميل ومثلها / بأجل من تكل البداية تختم
صحت بدولتك الأيام من سقم
صحت بدولتك الأيام من سقم / وزال ما يشتكيه الدهر من ألم
زالت ليالي بني رزيك وانصرمت / والحمد والذم فيها غير منصرم
كأن صالحهم يوماً وعاذلهم / في صدر ذا الدست لم يقعد ولم يقم
هم حركوها عليهم وهي ساكنة / والسلم قد ينبت الأوراق في السلم
كنا نظن وبعض الظن مأثمة / بأن ذلك جمع غير منهزم
فمذ وقعت وقوع النسر خافهم / من كان مجتمعاً من ذلك الرخم
ولم يكونوا عدواً ذل جانبه / وإنما غرقوا في سيلك العرم
وما قصدت بتعظيمي عداك سوى / تعظيم شأنك فاعذرني ولا تلم
ولو شكرت لياليهم محافظة / لعهدها لم يكن بالعهد من قدم
ولو فتحت فمي يوماً بذمهم / لم يرض فضلك إلا أن يسد فمي
والله يأمر بالإحسان عارفة / منه وينهى عن الفحشاء في الكلم
ولي حرمة الضيف الغريب وحرمة
ولي حرمة الضيف الغريب وحرمة / جنيت بها من جودكم ثمر العلم
وأحضرتموني في صدور مجالس / سرت بعلاكم وهي أعلى من النجم
فهل أنت يا ذخر الأئمة مقبل / علي ومجر لي على سابق الرسم
فإن ابتسام البرق ليس بنافع / إذا لم يبت فوق الثرى صوبه يهمي
ومن عجب أن مر حول مجرم / بما ساءني من غير ذنب ولا جرم
أمور غدت في النفس منها حزازة / وحظ يحز الدهر فيه إلى العظم
وما جاءني من قلة الحزم حادث / وإني لمدلول على طرق الحزم
ولكنها الأقدار تمضي صروفها / على المرء مختاراً لها وعلى الرغم
وكم من يد مجدية فارسية / أتتني كما يأتي الشفاء إلى السقم
فقل لليالي قد حللت ببرزخ / يحيط به بحران فضلهما يطمي
إذا اختار غيري ساحل اليم مورداً / وجدت جهاتي كلها ساحل اليم
وفي أي ظل منهما كنت نازلاً / رأيت نزول المكرمات على حكمي
بهرت مناقب مجدك الأوهاما
بهرت مناقب مجدك الأوهاما / واستعبدت حسناتك الأفهاما
ونصرت ألوية الهدى بوقائع / أصبحت فيها يا حسام حساما
ألوت بطرخان بوادرك التي / سبقت إليه الظن والأوهاما
لولا الفرار وساتر من ظلمة / قسماته منها أشد ظلاما
لجعلته للبيض أول مغنم / وقسمته بشفارها أقساما
وخلقت من صم الصغار لرأسه / جسماً يزيد على الجسوم تماما
رام الوزارة خاطباً فأجبته / بفوارس أثنته عما راما
قد كان هام بها فلما عقته / عن وصلها ركب الفرار وهاما
وسمت بنعماك الرقاب تبرعاً
وسمت بنعماك الرقاب تبرعاً / وأجياد شعري ما عليهن ميسم
وأنسيتني حتى وقفت مذكراً / بنفسي وقوفاً حقه لك يلزم
وألغيتني حتى رأيت غنيمة / دخولي مع الجم الغفير أسلم
كأني لم أخدمكم في مواطن / أصرح فيها والرجال تجمجم
ولم أغش هذا الباب أيام لم يكن / تضايقني فيه الرجال وتزحم
كذبت على نفسي إذا قمت شاكراً / وليس لسان الحال فيها يترجم
وقالوا تجمل لا تخل بعادة / عرفت بها فالصبر أولى وأحزم
وهل بعد عبادان تعلم قرية / كما قيل أو مثل بن شاور يعلم
رأيتك في المنام بعثت نحوي
رأيتك في المنام بعثت نحوي / بحاملة الحيا وهي الغمامة
فأولت الحياء حياك مني / وصحفت الغمامة بالعمامة
فانفذ لي بأطول من حسابي / إذا أحضرت في يوم القيامة
ولا تك يا خطير فدتك نفسي / قديمة مدة لحقت قدامة
وأرسلها وضم الشرب فيها / كخود فوق وجنتها عرامة
كأن بياضها وجه نقي / وحسن الرقم فوق الخد شامة
ولا تبعث بقيمتها فإني / أراه من التكلف والغرامة
وليس القصد إلا تاج فخر / يطول قامة ويصون هامة
وما هذا المديح إلا أذان / فقل لنداك حي على الإقامة
تسائلني عن قصتي متجاهلاً
تسائلني عن قصتي متجاهلاً / لتوجد لي عذراً وعندك علمها
وتدعو على الجاني بكل عظيمة / وأنت أبوها يا صديقي وأمها
عنان الليالي في يديك مسلم
عنان الليالي في يديك مسلم / ومجدك من أحداثهن مسلم
سبقت الملوك السابقين وفت من / يجيء فأنت السابق المتقدم
ستروي مساعيك الليالي بألسن / مآثرها في صفحة الدهر ترقم
ويحدث جيل بعد جيل وكلهم / بذكرك يبدأ أو بشكرك يختم
إذا قرنت فيهم مآثر شاور / وسيرته صلوا عليه وسلموا
فأما ملوك الأرض شرقاً ومغرباً / فإنك شمس لو رأوا نورها عموا
عذرناهم في العجز عما بلغته / وليسوا بمعذورين أن يتعلموا
فإنك يا بدر الزمان وفرده / حجرت عليه أن يرى لك توأم
وألزمته أن يجلب الفجر والدجى / إليك وفي الأحكام ما ليس يلزم
فقاد عنان الصبح والصبح أشهب / وساق إليك الليل والليل أدهم
فوافاك هذا وهو بالعز مسرج / وزارك هذا وهو بالنصر ملجم
ووافق أمر الله أمرك فيهما / موافقة يجري به الرزق والدم
فلا ظفر إلا بسيفك يجتنى / ولا عدم إلا بسيبك يعدم
ليهنك أن الذل والعز أصبحا / وقد قسما فيمن تهين وتكرم
وأن قضاء الله مصغ بسمعه / إلى حفظ ألفاظ بها تتكلم
وإنك تبني حول قوم بلفظة / وتبني بأخرى حال قوم فتهدم
وأنت الذي يرمي بك الله إن رمى / ومن نصره قوس وسيف وأسهم
أجرت الهدى يا ابن المجير فأصبحت / عليك ثنايا الدين تثني وتبسم
لك الحمد عن آل النبي محمد / ومثلك من يستوجب الحمد منهم
كفلت لهم أن يكشف الغم عنهم / ولو أنه قطع من الليل مظلم
كأنك ما في الأرض غيرك مؤمن / ولي ولا في الأرض غيرك مسلم
حسرت لثام الخوف عن وجه ملكهم / ووجهك بالنقع المثار ملثم
جلوت جبيناً مثل سيفك أبيضاً / عليه قناع بالعجاجة أقتم
وذدت الأعادي عن حريم خلائف / حمى حلها سيف بكفك محرم
لعمري لقد فرجت عن مصر غمة / تشيب لها الأهرام خوفاً ويهرم
ويا طالما كشفت عنها عظيمة / يكاد لها وجه المقطم يحطم
ولولا دفاع الله عنها بشاور / لأمسى عليها للمذلة ميسم
وغادرها غدر الزمان وريبه / وأكثر من فيها يتيم وأيم
ولكن تلافاها أبو الفتح ناظماً / فرائد شمل لم تكن قط تنظم
فما يتقى كسر وجودك جابر / ولا يشتكى جرح وسيفك مرهم
رفعت ببسط العدل كل ظلامة / ومالك من جور الندى يتظلم
وما أهون الدنيا عليك وإنها / لتكبر في عين الملوك وتعظم
بسطت على الآمال عفواً ونائلاً / فأغني محروم وأومن مجرم
لك الأرض ملك والملوك رعية / وأنت بمن ترعى أبر وأرحم
ولابد من زرع الرعايا وردعهم / وذلك في حكم السياسة أحزم
لسانك فيه بالوعيد مصرح / وقلبك ينهاه التقى فيجمجم
وما ضرهم أن بات قلبك بارداً / ولفظك نار جمرها يتضرم
لقد عمت الأفراح أيامنا بكم / فلا يوم إلا وهو عيد وموسم
وحيتكم الأفلاك خير تحية / أتاكم بها قبل الشهور المحرم
تهنوا بعام قابلتكم سعوده / بدولة إقبال تدوم وتسلم
ملكتم بنعماكم ضميري فخاطري / إليكم يصلي أو يصوم ويحرم
وأغنيتموني أن أقول تحرضاً / بدأتم بمعروف إلي فتمموا
واغنيتموا فكري عفا الله عنكم / فشكراً لا أوليتم وصنعتم
سيثني عليكم ضيفكم وغريبكم / ثناء جميلاً والزمان له فم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025