المجموع : 35
إذا كان الولاء عليك يلوي
إذا كان الولاء عليك يلوي / علائقه فأهون بالكلام
سلام رائح أبداً وغاد / عليك إذا ونت همم السلام
العلم مذ كان محتاج إلى العلم
العلم مذ كان محتاج إلى العلم / وشفرة السيف تستغني عن القلم
وخير خليك إن غامرت في شرف / عزم يفرق بين الساق والقدم
إن المعالي عروس غير واصلة / إن لم تخلق ردائيها بنضح دم
ترى مسامع فخر الدين تسمع ما / أملاه خاطر أفكاري على قلمي
فإن أصبت فلي حظ المصيب وإن / أخطأت قصدك فاعذرني ولا تلم
كم تترك البيض في الأغماد ظامية / إلى الموارد في الأعناق والقمم
ومقلة المجد نحو العزم شاخصة / فاترك قعودك عن إدراكها وقم
أمامك الفتح من شام ومن يمن / فلا ترد رؤوس الخيل باللجم
فعمك الملك المنصور سومها / من العراق إلى مصر بلا سأم
فاخلق لنفسك ملكاً لا تضاف به / إلى سواك وأور النار في العلم
وإنه المشيرين إن لجت نصيحتهم / أولا فأنعم على العميان بالصمم
واعزم وصمم فقد طالت وقد سمجت / قضية لفظتها ألسن الأمم
طال التردد في إبرام منتقض / من هذه الحال أو في نقض منبرم
فرب أمر يخاف الناس غايته / والأمر أهون فيه من يد لفم
فكيف إن نهضت فيما هممت به / أسد تسير من الخطي في أجم
وأنت ممن إذا طارت مهابته / في السمع صلت نياط القلب بالألم
لا يدرك المجد إلا كل مقتحم / في موج ملتطم أو فوج مضطرم
لا ينقض الخطرة الأولى بثانية / ولا يفكر في العقبى من الندم
كأنما السيف أفتاه وقال له / في فتح مكة حل القتل في الحرم
فما تروم سوى فتح صوارمه / يضحكن في كل يوم عابس البهم
حتى كأن لسان السيف في يده / يروي الشريعة عن عاد وعن إرم
هذا ابن تومرت قد كانت بدايته / فيما يقول الورى لحماً على وضم
وقد ترقى إلى أن صار طالعه / من الكواكب بالأنفاس والكظم
وكان أول هذا الدين من رجل / سعى إلى أن دعوه سيد الأمم
والغيث وهو كما قد قيل أوله / قطر ومنه خراب السد بالعرم
والبدر يبدو هلالاً ثم يكشف بال / أنوار ما سترته شملة الظلم
تنمو قوى الشيء بالتدريج إن رزقت / لطفاً ويقوى شرار الزند بالضرم
حاسب ضميرك عن رأي أتاك وقل / نصيحة وردت من غير متهم
أقسمت ما أنت ممن جل همته / ما راق من نعم أو رق من نغم
وإنما أنت مرجو لواحدة / بنى به الدهر مجداً غير منهدم
كأنني بالليالي وهي هاتفة / قد صم سمع رجال دونها وعمي
وبالعلى كلما لاقتك قائلة / أهلاً بمنشر آمالي من الرمم
مولاي دعوة مظلوم وربتما / تحنو الموالي على الداعي من الخدم
أصبحت بالشعر ملحوظاً بمنقصة / ولم أزل بين أهل العلم كالعلم
صن معدن الدر عن كف تقلبها / ومعدن الدر والياقوت فهو فمي
والعصر يعلم أني فيه جوهرة / رخيصة السعر بالغالي من القيم
ما أفقر الدهر من مثلي وأنت بما / أقول درى ولكن قلة القسم
لولا تقدم ذنب الدهر ما حسنت / عندي مواقع ما يولي من النعم
وصحة الجسم لا يدرى بقيمتها / إن لم ينبه عليها عارض السقم
وهبت أول أيامي لآخرها / إن صح أن الغنى كفارة العدم
وما حسدت جهولاً فضل ثروته / والريش ينبت فوق النسر والرخم
ولا رضيت لوجهي أن أجود به / على بخيل ولا استسمنت ذا ورم
أما وغيرك لا يهتز من طرب / على ترنم أصواتي ولا نغمي
فليهن مجدك أن الفضل ذو ترع / إذا مدحت وأن النقص ذو عمم
إذا حضرت بقطر لم يغب أحد / من الكرام ولا إلهامي من الديم
وكم يد لك صانت وجه منقبض / عن السؤال وأهدت أنس محتشم
وما مدحتك في بأس وفي كرم / إلا بما حدثتني ألسن الشيم
يروي الهدى والندى سجليك مبتهجاً / عن الغمامة والصمصامة الخذم
حاشا عوائدك الحسنى تنام لها / أجفان عين وعين الشعر لم تنم
غفلت عنها وقد جاءت مذكرة / لك القوافي ترجي فطنة الكرم
فامنن وعجل فخير الجود ما شربت / منه الوفود ولم يستدن للرهم
وأسلم لمثلي وأن أصبحت مثلك في / فقد المماثل يا ذا الجود والكرم
ثغر الزمان بنجم الدين مبتسم
ثغر الزمان بنجم الدين مبتسم / ووجهه بدوام العز يتسم
أيامه الغر لا زالت مخلدة / ساعاتها فرص للأجر تغتنم
حرمت عدلاً شهور العام قاطبة / فليس تعرف منها الأشهر الحرم
أضحى بك النيل محجوجاً ومعتمراً / كأنما حل فيه الحل والحرم
بنان كفك بالإحسان واكفة / لا تدعي فضلها الأنواء والديم
كف تقبلها الأفواه تكرمة / والركن يومي إليه حين يستلم
جاءت بنوك وشمل الدين منتشر / فقارعوا عنه وهو اليوم منتظم
وما درى أحد من قبل رؤيتهم / أن الحظوظ بلثم الأرض تقتسم
نامت عيون الورى في عدل سيرتهم / كأن يقظتنا في عصرهم حلم
والناصر ابنك كافي كل معضلة / إذا الحوادث لم تكشف لها غمم
أبو المظفر من لولاه ما نهضت / للنصر قادمة يوماً ولا قدم
أعز بالباس والإحسان حوزتنا / فلم يلم بنا خوف ولا عدم
وإن شمس بني أيوب ضامنة / أن لا يروعنا ظلم ولا ظلم
تبسم الدست من أيوب عن ملك / تخط عن قدره الأقدار والهمم
متوج بات دين الله معتصماً / بحبله وبحبل الله يعتصم
يدنو ويبعد في حالي ندى وردى / كالدهر ينعم أحياناً وينتقم
قادت إليه زمام الملك أربعة / نصر الهدى والندى والسيف والقلم
وهدمت منه خلق الدهر أربعة / العلم والحلم والمعروف والكرم
وصاحبت منه قول الصدق أربعة / العهد والوعد والميثاق والذمم
وصدقت مادحيه منه أربعة / الأصل والفرع والأخلاق والشيم
فالجور والبخل والإلحاد منصدع / والعدل والجود والإيمان ملتئم
يا خير معتصب بالتاج منتصب / ترضى المكارم عن يوميه والأمم
هل أنت مصغ إلى دعوى أحبرها / إلى علاك فأنت الخصم والحكم
ما زال في الثغر لي رزق سحائبه / تهمي على روض آمالي وتنسجم
حتى ملكت فلا نجم أسير به / إلى علاك ولا نار ولا علم
واليوم خمسة أعوام محرمة / لم يسقني لك لا طل ولا ديم
وكان لي من ملوك النيل قبلكم / مكانة عرفتها العرب والعجم
وكان بيني وبين القوم ملحمة / في حربها ألسن الأديان تختصم
وما تزال إلى داري عوارفهم / تمشي إلى بابها الإكرام والنعم
تركت قصدك لما قيل أنك لا / تجود إلا على من مسه العدم
ولست بالرجل المجهول موضعه / ولا لنزر من الإحسان أغتنم
ولا إلى صدقات المال أطلبها / ولا عمى مس أعضائي ولا صمم
وإنما أنا ضيف للملوك ولي / دون الضيوف لسان ناطق وفم
وأنت أكرم من يمشي على قدم / والناس عنك فقد أثنوا بما علموا
وما التواتر مما أستريب به / حاشا لقاعدة الإجماع تنخرم
إسكندرية ثغر أنت مالكه / والنار من غرماني فيه تضطرم
فامنن ووقع بنصف الألف أقسمها / فيهم فمالك بين الناس ينقسم
واغرم فإن الملوك الصيد عادتهم / إذا رأوا عاجزاً عن مغرم غرموا
ومن رجاك لنزر يستعين به / فحكمتي في ندى كفيك تحتكم
أنت المسيح وأحوالي بها سقم / فامنن بمعجزة يبرى بهم السقم
فلو مدحت زماني وهو عبدكم / بمدحكم لم يزرني الشيب والهرم
لهفي على أسد الدين الهمام وكم / جرت عليه دموع العين وهي دم
لو عاش لي لم أقم هذا المقام ولا / أذلني الدين والأطفال والحرم
قد كان يرفعني في صدر مجلسه ال / عالي ويبسط أنسي حين أحتشم
وكان يعرف مقداري وقد ذكروا / أن المعارف في أهل النهى ذمم
فقل لفضلي يحفظني لخدمته / فربما تحفظ الأجداث والرمم
وانظر إلي بعينيه فبينكما / في كل بر وفعل صالح رحم
أناجيك والهم الدخيل مقيم
أناجيك والهم الدخيل مقيم / وأدعوك والصبر الصحيح سقيم
قست رأفة الدنيا فلا الدهر عاطف / علي ولا عبد الرحيم رحيم
عفا الله عن آرائه كل فترة / كلام العدى فيها علي كلوم
وسامحه في قطع رزق بفضله / وصلت إليه والزمان ذميم
ألا هل له عطف علي فإنني / فقير إلى ما اعتدت منه عديم
ألا هب لنا من حية الهم رقية / فإنك من ليل السليم سليم
أصنيعة الطهر الإمام
أصنيعة الطهر الإمام / أنعم وأصغ إلى كلامي
حاشا يمينك أن تمي / ن بما بذلت من الذمام
قل لي بهمتك الشري / فة أين حسن الاهتمام
أو لم تكن عاهدتني / بعد القعود إلى القيام
إيه أبا البركات كن / عن خادمي نعم المحامي
فوحق ودك إنني / ما كنت قط بمستضام
أحسن بعتمة كوكب / لولا حياتي واحتشامي
وحقارة الجيش الذي / عندي يقل عن الكلام
وإذا اعتزامك كان في / كفي غنيت عن الحسام
ومتى تصافحني فلا / أرضى مصافحة الغمام
فاسلم ودم في نعمة / تترى على رغم اللئام
أجر النسيم إلى السمائم
أجر النسيم إلى السمائم / وانفث رقاك على التمائم
وأشر إلى أخوات كف / ك تسقنا وهي الغمائم
قل للرياح وللحيا / سوقا إلى تلك المشايم
ولخافقات نوائب / تهدي الحمام إلى الحمائم
حومي مسالمة فقد / صديت إلى الورد الحوائم
مولاي دعوة مقعد / والدهر بين يديك قائم
لي حاجتان عظيمتا / ن وأنت أهل للعظائم
قلبي وهمي منهما / فارحمهما دام ودائم
جرد لرفع شكايتي / عزماً يعض على الشكائم
وعزيمة خطراتها / تطوي الطوى عن ضيف حاتم
غرس الرجاء إلى متى / يبدي الثمار من الكمائم
الله أعلى وأعلم
الله أعلى وأعلم / بما جرى وهو أحكم
لقد طرت لي أمور / من مثلها يتوجم
بليت من كل نذل / بذمنا متهجم
على القبيح بلفظ / من المحال يترجم
يغتابني ثم يبدو / بوجهه يتبسم
ويستبيح لعرضي / ليزدريه ويثلم
يا رب أنت بصير / وأنت بالغيب أعلم
إني على الفحش ناء / متقشف متبرم
وإن من رام صنع ال / جميل مع غير مسلم
يكون هذا جزاه / من كل نغل ومجرم
فاعلم وأنت بما أريد مقاله
فاعلم وأنت بما أريد مقاله / مني ومن كل البرية أعلم
إني حسدت على كرامتك التي / من أجلها في كل أرض أكرم
وبدون ما أسديته من نعمة / سدى الرجال الحاسدون وألحموا
إن كان ما قالوا وليس بكائن / فأنا امرؤ ممن سعى بي ألأم
عذر كما اختار الحسود وموقف / ألزمت نفسي فيه ما لا يلزم
كذب وحقك لو حلمت بذكره / أقسمت أني بعده لا أحلم
راجع جميل الرأي فيَّ بنظرة / تضحى عواطفها تسح وتسجم
فالليل إن أقبلت صبح مسفر / والصبح إن أعرضت ليل مظلم
بدأت صنائعك الجميل ومثلها / بأجل من تكل البداية تختم
صحت بدولتك الأيام من سقم
صحت بدولتك الأيام من سقم / وزال ما يشتكيه الدهر من ألم
زالت ليالي بني رزيك وانصرمت / والحمد والذم فيها غير منصرم
كأن صالحهم يوماً وعاذلهم / في صدر ذا الدست لم يقعد ولم يقم
هم حركوها عليهم وهي ساكنة / والسلم قد ينبت الأوراق في السلم
كنا نظن وبعض الظن مأثمة / بأن ذلك جمع غير منهزم
فمذ وقعت وقوع النسر خافهم / من كان مجتمعاً من ذلك الرخم
ولم يكونوا عدواً ذل جانبه / وإنما غرقوا في سيلك العرم
وما قصدت بتعظيمي عداك سوى / تعظيم شأنك فاعذرني ولا تلم
ولو شكرت لياليهم محافظة / لعهدها لم يكن بالعهد من قدم
ولو فتحت فمي يوماً بذمهم / لم يرض فضلك إلا أن يسد فمي
والله يأمر بالإحسان عارفة / منه وينهى عن الفحشاء في الكلم
ولي حرمة الضيف الغريب وحرمة
ولي حرمة الضيف الغريب وحرمة / جنيت بها من جودكم ثمر العلم
وأحضرتموني في صدور مجالس / سرت بعلاكم وهي أعلى من النجم
فهل أنت يا ذخر الأئمة مقبل / علي ومجر لي على سابق الرسم
فإن ابتسام البرق ليس بنافع / إذا لم يبت فوق الثرى صوبه يهمي
ومن عجب أن مر حول مجرم / بما ساءني من غير ذنب ولا جرم
أمور غدت في النفس منها حزازة / وحظ يحز الدهر فيه إلى العظم
وما جاءني من قلة الحزم حادث / وإني لمدلول على طرق الحزم
ولكنها الأقدار تمضي صروفها / على المرء مختاراً لها وعلى الرغم
وكم من يد مجدية فارسية / أتتني كما يأتي الشفاء إلى السقم
فقل لليالي قد حللت ببرزخ / يحيط به بحران فضلهما يطمي
إذا اختار غيري ساحل اليم مورداً / وجدت جهاتي كلها ساحل اليم
وفي أي ظل منهما كنت نازلاً / رأيت نزول المكرمات على حكمي
بهرت مناقب مجدك الأوهاما
بهرت مناقب مجدك الأوهاما / واستعبدت حسناتك الأفهاما
ونصرت ألوية الهدى بوقائع / أصبحت فيها يا حسام حساما
ألوت بطرخان بوادرك التي / سبقت إليه الظن والأوهاما
لولا الفرار وساتر من ظلمة / قسماته منها أشد ظلاما
لجعلته للبيض أول مغنم / وقسمته بشفارها أقساما
وخلقت من صم الصغار لرأسه / جسماً يزيد على الجسوم تماما
رام الوزارة خاطباً فأجبته / بفوارس أثنته عما راما
قد كان هام بها فلما عقته / عن وصلها ركب الفرار وهاما
وسمت بنعماك الرقاب تبرعاً
وسمت بنعماك الرقاب تبرعاً / وأجياد شعري ما عليهن ميسم
وأنسيتني حتى وقفت مذكراً / بنفسي وقوفاً حقه لك يلزم
وألغيتني حتى رأيت غنيمة / دخولي مع الجم الغفير أسلم
كأني لم أخدمكم في مواطن / أصرح فيها والرجال تجمجم
ولم أغش هذا الباب أيام لم يكن / تضايقني فيه الرجال وتزحم
كذبت على نفسي إذا قمت شاكراً / وليس لسان الحال فيها يترجم
وقالوا تجمل لا تخل بعادة / عرفت بها فالصبر أولى وأحزم
وهل بعد عبادان تعلم قرية / كما قيل أو مثل بن شاور يعلم
رأيتك في المنام بعثت نحوي
رأيتك في المنام بعثت نحوي / بحاملة الحيا وهي الغمامة
فأولت الحياء حياك مني / وصحفت الغمامة بالعمامة
فانفذ لي بأطول من حسابي / إذا أحضرت في يوم القيامة
ولا تك يا خطير فدتك نفسي / قديمة مدة لحقت قدامة
وأرسلها وضم الشرب فيها / كخود فوق وجنتها عرامة
كأن بياضها وجه نقي / وحسن الرقم فوق الخد شامة
ولا تبعث بقيمتها فإني / أراه من التكلف والغرامة
وليس القصد إلا تاج فخر / يطول قامة ويصون هامة
وما هذا المديح إلا أذان / فقل لنداك حي على الإقامة
تسائلني عن قصتي متجاهلاً
تسائلني عن قصتي متجاهلاً / لتوجد لي عذراً وعندك علمها
وتدعو على الجاني بكل عظيمة / وأنت أبوها يا صديقي وأمها
عنان الليالي في يديك مسلم
عنان الليالي في يديك مسلم / ومجدك من أحداثهن مسلم
سبقت الملوك السابقين وفت من / يجيء فأنت السابق المتقدم
ستروي مساعيك الليالي بألسن / مآثرها في صفحة الدهر ترقم
ويحدث جيل بعد جيل وكلهم / بذكرك يبدأ أو بشكرك يختم
إذا قرنت فيهم مآثر شاور / وسيرته صلوا عليه وسلموا
فأما ملوك الأرض شرقاً ومغرباً / فإنك شمس لو رأوا نورها عموا
عذرناهم في العجز عما بلغته / وليسوا بمعذورين أن يتعلموا
فإنك يا بدر الزمان وفرده / حجرت عليه أن يرى لك توأم
وألزمته أن يجلب الفجر والدجى / إليك وفي الأحكام ما ليس يلزم
فقاد عنان الصبح والصبح أشهب / وساق إليك الليل والليل أدهم
فوافاك هذا وهو بالعز مسرج / وزارك هذا وهو بالنصر ملجم
ووافق أمر الله أمرك فيهما / موافقة يجري به الرزق والدم
فلا ظفر إلا بسيفك يجتنى / ولا عدم إلا بسيبك يعدم
ليهنك أن الذل والعز أصبحا / وقد قسما فيمن تهين وتكرم
وأن قضاء الله مصغ بسمعه / إلى حفظ ألفاظ بها تتكلم
وإنك تبني حول قوم بلفظة / وتبني بأخرى حال قوم فتهدم
وأنت الذي يرمي بك الله إن رمى / ومن نصره قوس وسيف وأسهم
أجرت الهدى يا ابن المجير فأصبحت / عليك ثنايا الدين تثني وتبسم
لك الحمد عن آل النبي محمد / ومثلك من يستوجب الحمد منهم
كفلت لهم أن يكشف الغم عنهم / ولو أنه قطع من الليل مظلم
كأنك ما في الأرض غيرك مؤمن / ولي ولا في الأرض غيرك مسلم
حسرت لثام الخوف عن وجه ملكهم / ووجهك بالنقع المثار ملثم
جلوت جبيناً مثل سيفك أبيضاً / عليه قناع بالعجاجة أقتم
وذدت الأعادي عن حريم خلائف / حمى حلها سيف بكفك محرم
لعمري لقد فرجت عن مصر غمة / تشيب لها الأهرام خوفاً ويهرم
ويا طالما كشفت عنها عظيمة / يكاد لها وجه المقطم يحطم
ولولا دفاع الله عنها بشاور / لأمسى عليها للمذلة ميسم
وغادرها غدر الزمان وريبه / وأكثر من فيها يتيم وأيم
ولكن تلافاها أبو الفتح ناظماً / فرائد شمل لم تكن قط تنظم
فما يتقى كسر وجودك جابر / ولا يشتكى جرح وسيفك مرهم
رفعت ببسط العدل كل ظلامة / ومالك من جور الندى يتظلم
وما أهون الدنيا عليك وإنها / لتكبر في عين الملوك وتعظم
بسطت على الآمال عفواً ونائلاً / فأغني محروم وأومن مجرم
لك الأرض ملك والملوك رعية / وأنت بمن ترعى أبر وأرحم
ولابد من زرع الرعايا وردعهم / وذلك في حكم السياسة أحزم
لسانك فيه بالوعيد مصرح / وقلبك ينهاه التقى فيجمجم
وما ضرهم أن بات قلبك بارداً / ولفظك نار جمرها يتضرم
لقد عمت الأفراح أيامنا بكم / فلا يوم إلا وهو عيد وموسم
وحيتكم الأفلاك خير تحية / أتاكم بها قبل الشهور المحرم
تهنوا بعام قابلتكم سعوده / بدولة إقبال تدوم وتسلم
ملكتم بنعماكم ضميري فخاطري / إليكم يصلي أو يصوم ويحرم
وأغنيتموني أن أقول تحرضاً / بدأتم بمعروف إلي فتمموا
واغنيتموا فكري عفا الله عنكم / فشكراً لا أوليتم وصنعتم
سيثني عليكم ضيفكم وغريبكم / ثناء جميلاً والزمان له فم