القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مُحْيي الدّين بنُ عَرَبي الكل
المجموع : 78
النور يمنح أضواء ونوركم
النور يمنح أضواء ونوركم / لا يمنح الضوءَ لكنْ يمنح الظُّلَما
فأبدى وجود الوجد ما كان يكتم
فأبدى وجود الوجد ما كان يكتم / ولاحت رسومُ الحقِّ منا ومنهمُ
ألبستُ أمَّ محمدٍ
ألبستُ أمَّ محمدٍ / ثوبَ التصوُّف معلما
بشروطها مستوثِقا / منها بذاك ومحكما
ما يقتضيه وسلمتُ / فمنحتُها مُستسلما
لله فيما قد فعلت / من اللباس ومنعما
لشفاعة الصفتين إذ / كان المهيمن أنعما
بهما على مملوكةٍ / وهما اللتان هما هما
خلقٌ وعلمٌ جامعٌ / أخذ التصوُّف عنهما
فالحمدُ لله الذي / قد كان ذلك منهما
والملكُ لله العليِّ / لباسُ شخصٍ منهما
في خِرقةٍ فرجيةٍ / قَلمُ الإله قد أُحكما
فيها رُقومٌ نصُّها / الملك لله فما
عاينتُ رُقماً مثله / في العالمين منمنما
ألا إنني العالم الأبخلُ
ألا إنني العالم الأبخلُ / بديني وسرِّي فلا أكرم
وما ذاك بخلٌ ولكنه / هو الفضلُ والكرم الأكرم
انزل منزلة كلما / تحقق علمي الأعلم
أنا الشمسُ أبدو بذاتي إذا / أشاء ويظهرني الأزمم
إذا شئت ذاك لما يقتضي / مقامي ويظهرني الأنجم
إذا ما دجا الليل من غيبتي / ويفقدني العالم المظلم
إذا لبست خِرقتي ذاته / تحار لها العربُ والأعجمُ
إني أفدت من استفدت علوماً
إني أفدت من استفدت علوماً / منه ولم أكُ بالأمور عليما
فعلمت أن العلمًَ عين تعلق / إنَّ التعلقَ لا يكون قديما
بالذاتِ يعلم لا بأمرٍ زائد / إن كنتَ علاَّماً وكنتَ حليما
لا تنظرنَّ العلم أمراً زائداً / فتكن جهولاً بالأمور ظَلُوما
لايحجبنك ما ترى من فائتٍ / فالحقُّ كلمَ عبدَّه تكليما
يأتي بأمرٍ ثم ينسخُ حكمه / إتيانُ أمر محدثٍ تعليما
بلسانِ شخصٍ صادقٍ من رسْله / صلُّوا عليه وسلِّموا تسليما
قد قال في القرآنِ في مزبوره / إنَّ البلاء يولد المعلوما
والعلمُ يحدث من حدوثِ بلائه / وهو التعلق فافهموا التحكيما
انظر إلى الضدّين تماثلا / حتى يقال من اللديغ سليما
يا موضع الكوماء مهلاً إن من
يا موضع الكوماء مهلاً إن من / تبغيه بالإيصاع خلفك قائم
فارجع إليه ولا تفارق سيركم / فله به وجهٌ عليكم حاكمُ
هو صاحبٌ لك في السرى وخليفةٌ / في الأهل بعدك فانتبه يا نائم
المصطفون ثلاثةٌ مذكورةٌ / أسماؤهم منهم إمامٌ ظالم
ثم الذي سموه مقتصداً وذا / ك التالِ في ورثِ الكتاب العالم
والثالث المذكور فيهم سابقٌ / بالباء لا أبالي وذاك الراحمُ
لولا التهمم بالسباق لما أتى / متأخراً من أجل من هو خاتم
ومن أجل مَنْ هو رابعٌ لثلاثةٍ / جار وذاك هو الإله القاسم
كلُّ بيتٍ محتَّم
كلُّ بيتٍ محتَّم / فيه سرٌّ مكتمُ
ليس يدري به سوى / من به الكون يعظمُ
هو علمٌ عَنَتْ له / أعرُبٌ ثم أعجمُ
كلُّ مَلِكٍ متوَّجٌ / يدري بالأمر يخدمُ
وبه الله يفصلُ / وبه العدلُ يحكمُ
بقضاءٍ محقَق / ليس فيه توهُّمُ
كعبة الله بيتُ من / جاءَ بالحقِّ يحرم
ويلبي الذي دعا / ه لها حين يقدم
وفؤادي حرامه / وهو بيتٌ محرَّم
اغلق البابَ دون من / جاءَه وهو مُحرم
يجد الناسَ بابه / وهو بالسدِّ مُحكم
وهو مِن خلفِ بابه / ناظرٌ ليس يعلم
سبحانَ مَنْ يعلم لا يعلم
سبحانَ مَنْ يعلم لا يعلم / كما أنا أعلم لا أعلم
فلا تقلْ مِنْ بعدِ ذا إنه / بما أنا فيه به أعلم
لأنني لا علمَ لي بالذي / يعلمه مني فلا أعلم
فإنْ يكن في العلم فضل بنا / صح الذي قال هو الأعلم
لذاك أبدى حرف حتى إذا / نعلمُ أمراً لم نكن نعلم
فهو على الوجهين علامة / الحادثِ المنصوصِ والأقدم
فيحدث النسبة من كوننا / لأجلِ ذا الواقعِ لا يعلم
كرحمة الصحو إذا أقبلتْ / وبعد ذا أعقبها الصيلم
فالشيء يمتازُ بآثارِه / والحكم في القابلِ لا يُعلم
حتى يرى في عينه ظاهراً / وعنده يحكم من يحكم
بأنه الواقعُ في كونه / ولم يكن من قبلِ ذا يفهم
حقيقة الإمكان قد ردّدت / من ينسب العلم له الأقوم
إذا بدا حاجبُ شمسِ الضحى / خرَّتْ له من حينها الأنجم
واندرجت أنوارها عنده / إذ كان للشمسِ السنا الأعظم
فالعقل يدري أنَّ أنوارها / مشرقةٌ والحسُّ لا يفهم
لا يدرك النُّور سوى نفسه / بنا كما يدركه المظلم
لكنه بالنور إدراكنا / معنى وحسّاً هكذا فافهموا
ما لقومي عن حديثي في عما
ما لقومي عن حديثي في عما / ثم قالوا نحن فيكم علما
صَدقوا في نصف ما قالوا وما / صَدقوا في نصفه الثاني لِما
يقتضيه حكمُ ما جئتُ به / من علومٍ جهلتها الحكما
عزَّ علمُ الذَّوقِ أنْ يدركه / عالم جانبنا ما احترما
ولهذا يخطىء الحكمَ الذي / يطلبُ الحال إذا ما حكما
تضحك الأزهار بالأرض إذا / بكت الزهر التي فوق السما
وكذا العلمُ الذي أظهره / عندنا تضحكُ منه العُلما
عُلماء السَّوء لا كانوا ولا / كانوا بالتقوى لديه كرما
إن شخصاً جهلَ الأمرِ الذي / قلت في نظمي هذا في عما
إنما الكيِّس مَن دانَ به / نفسَه حين أراه القدما
قدم الصدق الذي نعرفه / كلُّ من يشهده محتكما
فترى الحقَّ كما أنزله / في نزولٍ واستواء وعما
وإذا كان وجودي عينه / لم أزل في عين كوني عدم
أعلم الله الذي نحن به / من أمور لوحه والقلما
حين أجرى الحياة نهراً / من بخارٍ فيه سماه دما
عجباً إني على صورته / ولذا أصبح أمري مبهما
فله التنزيه عن وصفي وقد / جاء في القرآن علماً محكما
هو في الأرض ِإله قادر / ومعي في كلِّ وجه وسما
أمهلوا ما أهملوا إنهم / عندنا والله قومٌ حكما
حين أبقونا وفي عقدهم / أنهم فينا رؤوسٌ زُعما
إنما نحن عبيدٌ كلنا / عندنا وعندهم ليس كما
قلتُ فيهم إنهم قد زعموا / أكذبَ الله الذي قد زعما
في كتابِ الله إذ جاء به / مُخبراً عنهم لهم مستفهما
كلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقَدَر
كلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقَدَر / هكذا المعلومْ
والذي يقضي به حكم النظر / سرُّه مكتومْ
كلُّ من أشهده سرّ القدر / ربُّه يعلمْ
أنَّ بالحكم الذي منه ظهر / عينه يحكمْ
عجباً فيمن له نعتُ البشر / وهو لا يفهمْ
والذي يشهدُه نورُ القمر / فهو المرحومْ
والذي غيِّب عنه واستتر / ذلك المحرومْ
شاهد النقل الذي حيرني / وبه أحيى
ودليلُ العقلِ قد صيَّرني / مُنكِراً أشْيا
فتراني عندما خيّرني / أكره المحيا
فأنا ما بين عقلٍ وخبر / ظالمٌ مظلومْ
فإذا سُرِّحتُ من سجنِ الفكر / قمتُ بالقيومْ
بالتجلِّي في التدلِّي قلتُ به / فأبى عقلي
والتجلي في التحلِّي منه به / قال لي قل لي
انت مني عينُ ظلِّي فانتبه / بالهوى من لي
إن جرى الأمرُ على حكمِ البَصَر / قلت بالمفهومْ
أو جرى الأمر على حكم العِبَر / ينتفي المرسومْ
لو أنَّ ما بي من شؤون العبادِ / وكلُّ ما يجري
يكون بالسبعِ الطباقِ الشدادِ / يَسْكُنَّ عن دورِ
إنَّ الذي كانَ مسبي مراد / لصاحبِ الأمر
الصبر أولى بي من أجل الظفر / وإنه موهوم
فاشرب رحيقاً عند وقتِ السَّحَر / مِزاجُه تسنيم
بساحلِ البحر رأيتُ التي / ما زلتُ ألغيها
فقلتُ للنفسِ ترى قبلتي / بالله أبغيها
فأنشدتْ تخبر عن جملتي / وذاك يطعيها
ليتني رملٌ على شطِّ البحر / يا ابني أو أطومْ
وترى عيني مذ تطلع سِحر / لبلادِ الرُّوم
إذا كنتَ مِحساناً فليتك تسلمُ
إذا كنتَ مِحساناً فليتك تسلمُ / فكيف إذا ما كنت بالضدّ تعلم
لحى الله دهراً كنتَ فيه مقدَّماً / فويلٌ لدهرِ أنت فيه المقدَّم
فأخسر خلق الله مَنْ باعَ دينه / بديناً جَهولٍ غيره وهو يظلم
إلهي إذا ناديتُ فالسمع أنتم
إلهي إذا ناديتُ فالسمع أنتم / ولبَّاكَ من لبَّاك أنتَ المترجم
توحدتِ الأشياء إذ كنتَ عينَها / وما ثَمَّ إلا سامِعٌ ومكلِّمُ
بكن وهو قول الله والأمر أمرُه / وقد جاء في القرآنِ معناه عنكمُ
أجره إذا يبغي سَماعَ كلامِنا / فيتلو عليه التلاوةَ منكم
تقسم في الإحساسِ من هو واحد / عزيزٌ نزيهُ الذاتِ لا يتقسم
بإخباره عن نفسِه لا بعقلنا / فيعلنُ ما عقلي به يتكتَّمُ
نظرتُ إليه من قريبٍ وإنني / بحدِّي بعيدٍ والحدُّ ودُّ توهم
إذا كان من سميتم الغيرَ عينه / ففي نفسِه من نفسِه يتحكم
الحمدُ لله الذي أعلما
الحمدُ لله الذي أعلما / بأنه الله الذي في السما
وأنه في الأرض سبحانه / على الذي قال لنا معلما
بأنه يعلم أسرارَنا / وجهرنا والمكسب الأعظما
ثم له من قبل إيجادنا / اينية أثبتها في العمى
وشاب لي أرباً بسرِّي إذا / كان معي في حالتي أينما
فيأخذ المغرور ما قاله / بأنه بشرى بما أنعما
والحذر النحرير يدري الذي / جاء به مُحذِّراً منعما
وإنه سبحانه بالذي / قال لنا أوضح ما أبهما
بعين هذا وبأمثاله / يسعد من آمن إنْ أسلما
لا تعذلوه بالذي لم يزل / خلقاً لكم أو لم يزل في عما
كمثلِ فرعونَ وأشباهه / وما نحتم فاحذروا منهما
إنَّ الخليلَ إذا أراك مقاما
إنَّ الخليلَ إذا أراك مقاما / شاهدتَ منه اللوحَ والأقلاما
فترى المعارفَ بالكتابةِ تنجلي / لعيونِ أهلِ كشوفِه أعلاما
ويكون ذاك الكشفُ من إعطائه / ما ينبغي أعلامه أعلاما
ويزيدني علمي به من عنده / صدقاً لما قد قاله إعظاما
إنَّ السماءَ برجمها محفوظة
إنَّ السماءَ برجمها محفوظة / من كلِّ شيطانٍ وكلِّ رجيم
أوحى الإله الحق فيها أمرها / لتنزلَ الأرواحُ بالتعليم
منها إلينا ثم تبقى أعصراً / في عالم الأركانِ بالتدويم
حتى إذا ما ينقضي الأمد الذي / قلناه جاء إليّ بالتفهيم
فتراه أبصار العباد مشاهداً / في عالمِ الأخلاطِ والتجسيم
ما الحفظ إلا للذي فيها من ال / وحي الذي حملته من معلوم
ثم القوابلُ قسمته بذاتها / ما بين معلومٍ وبين عليم
قد أفلح المؤمنون الصادقون بما
قد أفلح المؤمنون الصادقون بما / رأوه في صدقهم من كل معلومِ
هم الأعزَّاء لا جاهٌ ولا شرفٌ / إلا بشربهمُ من عينِ تَسنيم
إنْ قالوا قالوا به وقال قالوا به / فهم بما نعتوا بكل تقسيم
عينٌ له وهو عينٌ ثابتٌ لهم / فلا يصرِّفهم إلا بترسيم
بمثلِ ذا أثبت البرهان جبرهمُ / فلا اختيارٌ لهم من غير تتميم
تمّ الوجودُ بهم إذ كان ينقصه / أعيانهم وهو حالُ النونِ والميم
لذاك تبصرهم إذا تعاينهم / في زينة الله في أحوال تعظيم
الشعر ما بين محمودٍ ومذمومٍ
الشعر ما بين محمودٍ ومذمومٍ / لذا أتى ربُّنا فيه بتقسيم
في كلِّ وادٍ تراه جائلاً أبداً / يهيم فيه لإيصال وتعليم
فإنه يطلب التعريف من شبه / في عالم الخفض عن مزجٍ بتسنيمِ
فما تراه على نجدٍ لذاك أتى / بالوادِ في لغتهم بكلِّ مفهوم
فإن مدحتَ به من يستحقُّ علا / وإن مدحتَ به ضد التفهيم
هوى لذا قلت فيه ما سمعت به / الشعر ما بين محمودٍ ومذمومِ
كذا هو القول شعراً كان أو مثلاً / فلا يُقال تعالى الشربُ للهِيم
لو يعلم الناسُ ما القرآنُ جاء به / فيه لقالوا به في كلِّ منظوم
إلا إنَّ أسماء الإله عظيمة
إلا إنَّ أسماء الإله عظيمة / وأعظمها في العقل ما ليس يعلمُ
هو الأعظم المطلوب في كلِّ حالةٍ / بهذا له قد صحَّ منه التقدُّمُ
وما هو إلا كونه جامعاً لما / تكون عنها فافهم إنْ كنتَ تفهم
بأنك مفطورٌ على الحالةِ التي / تكون بها وقتاً تجورُ وتظلم
فتطلبها فقراً إليها وذلةً / لأنك عبدٌ بالأصالة معدَم
لقد غبتم عن آصف بالذي أتى / به لسليمانَ النبيِّ المحكم
لذا قال في دُستِ الإمامة أيكم / لتعلمَ من هذا العليُّ المعظم
إذا كانت الأشياء صنع حكيم
إذا كانت الأشياء صنع حكيم / فحكمته فيها لكل عليمِ
فتعلمها الأرواح في كل حالة / وتجهلها أرواحُ كلِّ جسوم
أرى ظلمةَ الطبعِ المحكم فيهم / لتعمى قلوبٌ قيدتْ بعلوم
وما هم إلاّ أنّ في الطبع نكتة / لها ظلمةٌ في قلبِ كلِّ ظلوم
فأوّلُ مظلومٍ بها عينُ ذاتِه / وليس يرى ما قلتُ غيرُ فهيم
إذا قصَّرتْ أفهام كلِّ محققٍ / فما قصَّرتْ عنها وعنه فهومي
عمَّ بالغفرانِ أصحابَ الذنوبِ
عمَّ بالغفرانِ أصحابَ الذنوبِ / بعد أخذٍ وابتداءٍ للعمومْ
غير أنَّ الأمر قد قسمه / بين سكني في جنانٍ وجحيمْ
وكلا الصنفين في رحمته / في التذاذٍ دائم فيه مقيم
زمهريرٌ عند محرورِ جدي / وحرورٍ عند مقرورٍ نعيم
ليكون الكلُّ في رحمتِه / إنه قال هو البرُّ الرحيم

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025