المجموع : 78
النور يمنح أضواء ونوركم
النور يمنح أضواء ونوركم / لا يمنح الضوءَ لكنْ يمنح الظُّلَما
فأبدى وجود الوجد ما كان يكتم
فأبدى وجود الوجد ما كان يكتم / ولاحت رسومُ الحقِّ منا ومنهمُ
ألبستُ أمَّ محمدٍ
ألبستُ أمَّ محمدٍ / ثوبَ التصوُّف معلما
بشروطها مستوثِقا / منها بذاك ومحكما
ما يقتضيه وسلمتُ / فمنحتُها مُستسلما
لله فيما قد فعلت / من اللباس ومنعما
لشفاعة الصفتين إذ / كان المهيمن أنعما
بهما على مملوكةٍ / وهما اللتان هما هما
خلقٌ وعلمٌ جامعٌ / أخذ التصوُّف عنهما
فالحمدُ لله الذي / قد كان ذلك منهما
والملكُ لله العليِّ / لباسُ شخصٍ منهما
في خِرقةٍ فرجيةٍ / قَلمُ الإله قد أُحكما
فيها رُقومٌ نصُّها / الملك لله فما
عاينتُ رُقماً مثله / في العالمين منمنما
ألا إنني العالم الأبخلُ
ألا إنني العالم الأبخلُ / بديني وسرِّي فلا أكرم
وما ذاك بخلٌ ولكنه / هو الفضلُ والكرم الأكرم
انزل منزلة كلما / تحقق علمي الأعلم
أنا الشمسُ أبدو بذاتي إذا / أشاء ويظهرني الأزمم
إذا شئت ذاك لما يقتضي / مقامي ويظهرني الأنجم
إذا ما دجا الليل من غيبتي / ويفقدني العالم المظلم
إذا لبست خِرقتي ذاته / تحار لها العربُ والأعجمُ
إني أفدت من استفدت علوماً
إني أفدت من استفدت علوماً / منه ولم أكُ بالأمور عليما
فعلمت أن العلمًَ عين تعلق / إنَّ التعلقَ لا يكون قديما
بالذاتِ يعلم لا بأمرٍ زائد / إن كنتَ علاَّماً وكنتَ حليما
لا تنظرنَّ العلم أمراً زائداً / فتكن جهولاً بالأمور ظَلُوما
لايحجبنك ما ترى من فائتٍ / فالحقُّ كلمَ عبدَّه تكليما
يأتي بأمرٍ ثم ينسخُ حكمه / إتيانُ أمر محدثٍ تعليما
بلسانِ شخصٍ صادقٍ من رسْله / صلُّوا عليه وسلِّموا تسليما
قد قال في القرآنِ في مزبوره / إنَّ البلاء يولد المعلوما
والعلمُ يحدث من حدوثِ بلائه / وهو التعلق فافهموا التحكيما
انظر إلى الضدّين تماثلا / حتى يقال من اللديغ سليما
يا موضع الكوماء مهلاً إن من
يا موضع الكوماء مهلاً إن من / تبغيه بالإيصاع خلفك قائم
فارجع إليه ولا تفارق سيركم / فله به وجهٌ عليكم حاكمُ
هو صاحبٌ لك في السرى وخليفةٌ / في الأهل بعدك فانتبه يا نائم
المصطفون ثلاثةٌ مذكورةٌ / أسماؤهم منهم إمامٌ ظالم
ثم الذي سموه مقتصداً وذا / ك التالِ في ورثِ الكتاب العالم
والثالث المذكور فيهم سابقٌ / بالباء لا أبالي وذاك الراحمُ
لولا التهمم بالسباق لما أتى / متأخراً من أجل من هو خاتم
ومن أجل مَنْ هو رابعٌ لثلاثةٍ / جار وذاك هو الإله القاسم
كلُّ بيتٍ محتَّم
كلُّ بيتٍ محتَّم / فيه سرٌّ مكتمُ
ليس يدري به سوى / من به الكون يعظمُ
هو علمٌ عَنَتْ له / أعرُبٌ ثم أعجمُ
كلُّ مَلِكٍ متوَّجٌ / يدري بالأمر يخدمُ
وبه الله يفصلُ / وبه العدلُ يحكمُ
بقضاءٍ محقَق / ليس فيه توهُّمُ
كعبة الله بيتُ من / جاءَ بالحقِّ يحرم
ويلبي الذي دعا / ه لها حين يقدم
وفؤادي حرامه / وهو بيتٌ محرَّم
اغلق البابَ دون من / جاءَه وهو مُحرم
يجد الناسَ بابه / وهو بالسدِّ مُحكم
وهو مِن خلفِ بابه / ناظرٌ ليس يعلم
سبحانَ مَنْ يعلم لا يعلم
سبحانَ مَنْ يعلم لا يعلم / كما أنا أعلم لا أعلم
فلا تقلْ مِنْ بعدِ ذا إنه / بما أنا فيه به أعلم
لأنني لا علمَ لي بالذي / يعلمه مني فلا أعلم
فإنْ يكن في العلم فضل بنا / صح الذي قال هو الأعلم
لذاك أبدى حرف حتى إذا / نعلمُ أمراً لم نكن نعلم
فهو على الوجهين علامة / الحادثِ المنصوصِ والأقدم
فيحدث النسبة من كوننا / لأجلِ ذا الواقعِ لا يعلم
كرحمة الصحو إذا أقبلتْ / وبعد ذا أعقبها الصيلم
فالشيء يمتازُ بآثارِه / والحكم في القابلِ لا يُعلم
حتى يرى في عينه ظاهراً / وعنده يحكم من يحكم
بأنه الواقعُ في كونه / ولم يكن من قبلِ ذا يفهم
حقيقة الإمكان قد ردّدت / من ينسب العلم له الأقوم
إذا بدا حاجبُ شمسِ الضحى / خرَّتْ له من حينها الأنجم
واندرجت أنوارها عنده / إذ كان للشمسِ السنا الأعظم
فالعقل يدري أنَّ أنوارها / مشرقةٌ والحسُّ لا يفهم
لا يدرك النُّور سوى نفسه / بنا كما يدركه المظلم
لكنه بالنور إدراكنا / معنى وحسّاً هكذا فافهموا
ما لقومي عن حديثي في عما
ما لقومي عن حديثي في عما / ثم قالوا نحن فيكم علما
صَدقوا في نصف ما قالوا وما / صَدقوا في نصفه الثاني لِما
يقتضيه حكمُ ما جئتُ به / من علومٍ جهلتها الحكما
عزَّ علمُ الذَّوقِ أنْ يدركه / عالم جانبنا ما احترما
ولهذا يخطىء الحكمَ الذي / يطلبُ الحال إذا ما حكما
تضحك الأزهار بالأرض إذا / بكت الزهر التي فوق السما
وكذا العلمُ الذي أظهره / عندنا تضحكُ منه العُلما
عُلماء السَّوء لا كانوا ولا / كانوا بالتقوى لديه كرما
إن شخصاً جهلَ الأمرِ الذي / قلت في نظمي هذا في عما
إنما الكيِّس مَن دانَ به / نفسَه حين أراه القدما
قدم الصدق الذي نعرفه / كلُّ من يشهده محتكما
فترى الحقَّ كما أنزله / في نزولٍ واستواء وعما
وإذا كان وجودي عينه / لم أزل في عين كوني عدم
أعلم الله الذي نحن به / من أمور لوحه والقلما
حين أجرى الحياة نهراً / من بخارٍ فيه سماه دما
عجباً إني على صورته / ولذا أصبح أمري مبهما
فله التنزيه عن وصفي وقد / جاء في القرآن علماً محكما
هو في الأرض ِإله قادر / ومعي في كلِّ وجه وسما
أمهلوا ما أهملوا إنهم / عندنا والله قومٌ حكما
حين أبقونا وفي عقدهم / أنهم فينا رؤوسٌ زُعما
إنما نحن عبيدٌ كلنا / عندنا وعندهم ليس كما
قلتُ فيهم إنهم قد زعموا / أكذبَ الله الذي قد زعما
في كتابِ الله إذ جاء به / مُخبراً عنهم لهم مستفهما
كلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقَدَر
كلُّ شيءٍ بقضاءٍ وقَدَر / هكذا المعلومْ
والذي يقضي به حكم النظر / سرُّه مكتومْ
كلُّ من أشهده سرّ القدر / ربُّه يعلمْ
أنَّ بالحكم الذي منه ظهر / عينه يحكمْ
عجباً فيمن له نعتُ البشر / وهو لا يفهمْ
والذي يشهدُه نورُ القمر / فهو المرحومْ
والذي غيِّب عنه واستتر / ذلك المحرومْ
شاهد النقل الذي حيرني / وبه أحيى
ودليلُ العقلِ قد صيَّرني / مُنكِراً أشْيا
فتراني عندما خيّرني / أكره المحيا
فأنا ما بين عقلٍ وخبر / ظالمٌ مظلومْ
فإذا سُرِّحتُ من سجنِ الفكر / قمتُ بالقيومْ
بالتجلِّي في التدلِّي قلتُ به / فأبى عقلي
والتجلي في التحلِّي منه به / قال لي قل لي
انت مني عينُ ظلِّي فانتبه / بالهوى من لي
إن جرى الأمرُ على حكمِ البَصَر / قلت بالمفهومْ
أو جرى الأمر على حكم العِبَر / ينتفي المرسومْ
لو أنَّ ما بي من شؤون العبادِ / وكلُّ ما يجري
يكون بالسبعِ الطباقِ الشدادِ / يَسْكُنَّ عن دورِ
إنَّ الذي كانَ مسبي مراد / لصاحبِ الأمر
الصبر أولى بي من أجل الظفر / وإنه موهوم
فاشرب رحيقاً عند وقتِ السَّحَر / مِزاجُه تسنيم
بساحلِ البحر رأيتُ التي / ما زلتُ ألغيها
فقلتُ للنفسِ ترى قبلتي / بالله أبغيها
فأنشدتْ تخبر عن جملتي / وذاك يطعيها
ليتني رملٌ على شطِّ البحر / يا ابني أو أطومْ
وترى عيني مذ تطلع سِحر / لبلادِ الرُّوم
إذا كنتَ مِحساناً فليتك تسلمُ
إذا كنتَ مِحساناً فليتك تسلمُ / فكيف إذا ما كنت بالضدّ تعلم
لحى الله دهراً كنتَ فيه مقدَّماً / فويلٌ لدهرِ أنت فيه المقدَّم
فأخسر خلق الله مَنْ باعَ دينه / بديناً جَهولٍ غيره وهو يظلم
إلهي إذا ناديتُ فالسمع أنتم
إلهي إذا ناديتُ فالسمع أنتم / ولبَّاكَ من لبَّاك أنتَ المترجم
توحدتِ الأشياء إذ كنتَ عينَها / وما ثَمَّ إلا سامِعٌ ومكلِّمُ
بكن وهو قول الله والأمر أمرُه / وقد جاء في القرآنِ معناه عنكمُ
أجره إذا يبغي سَماعَ كلامِنا / فيتلو عليه التلاوةَ منكم
تقسم في الإحساسِ من هو واحد / عزيزٌ نزيهُ الذاتِ لا يتقسم
بإخباره عن نفسِه لا بعقلنا / فيعلنُ ما عقلي به يتكتَّمُ
نظرتُ إليه من قريبٍ وإنني / بحدِّي بعيدٍ والحدُّ ودُّ توهم
إذا كان من سميتم الغيرَ عينه / ففي نفسِه من نفسِه يتحكم
الحمدُ لله الذي أعلما
الحمدُ لله الذي أعلما / بأنه الله الذي في السما
وأنه في الأرض سبحانه / على الذي قال لنا معلما
بأنه يعلم أسرارَنا / وجهرنا والمكسب الأعظما
ثم له من قبل إيجادنا / اينية أثبتها في العمى
وشاب لي أرباً بسرِّي إذا / كان معي في حالتي أينما
فيأخذ المغرور ما قاله / بأنه بشرى بما أنعما
والحذر النحرير يدري الذي / جاء به مُحذِّراً منعما
وإنه سبحانه بالذي / قال لنا أوضح ما أبهما
بعين هذا وبأمثاله / يسعد من آمن إنْ أسلما
لا تعذلوه بالذي لم يزل / خلقاً لكم أو لم يزل في عما
كمثلِ فرعونَ وأشباهه / وما نحتم فاحذروا منهما
إنَّ الخليلَ إذا أراك مقاما
إنَّ الخليلَ إذا أراك مقاما / شاهدتَ منه اللوحَ والأقلاما
فترى المعارفَ بالكتابةِ تنجلي / لعيونِ أهلِ كشوفِه أعلاما
ويكون ذاك الكشفُ من إعطائه / ما ينبغي أعلامه أعلاما
ويزيدني علمي به من عنده / صدقاً لما قد قاله إعظاما
إنَّ السماءَ برجمها محفوظة
إنَّ السماءَ برجمها محفوظة / من كلِّ شيطانٍ وكلِّ رجيم
أوحى الإله الحق فيها أمرها / لتنزلَ الأرواحُ بالتعليم
منها إلينا ثم تبقى أعصراً / في عالم الأركانِ بالتدويم
حتى إذا ما ينقضي الأمد الذي / قلناه جاء إليّ بالتفهيم
فتراه أبصار العباد مشاهداً / في عالمِ الأخلاطِ والتجسيم
ما الحفظ إلا للذي فيها من ال / وحي الذي حملته من معلوم
ثم القوابلُ قسمته بذاتها / ما بين معلومٍ وبين عليم
قد أفلح المؤمنون الصادقون بما
قد أفلح المؤمنون الصادقون بما / رأوه في صدقهم من كل معلومِ
هم الأعزَّاء لا جاهٌ ولا شرفٌ / إلا بشربهمُ من عينِ تَسنيم
إنْ قالوا قالوا به وقال قالوا به / فهم بما نعتوا بكل تقسيم
عينٌ له وهو عينٌ ثابتٌ لهم / فلا يصرِّفهم إلا بترسيم
بمثلِ ذا أثبت البرهان جبرهمُ / فلا اختيارٌ لهم من غير تتميم
تمّ الوجودُ بهم إذ كان ينقصه / أعيانهم وهو حالُ النونِ والميم
لذاك تبصرهم إذا تعاينهم / في زينة الله في أحوال تعظيم
الشعر ما بين محمودٍ ومذمومٍ
الشعر ما بين محمودٍ ومذمومٍ / لذا أتى ربُّنا فيه بتقسيم
في كلِّ وادٍ تراه جائلاً أبداً / يهيم فيه لإيصال وتعليم
فإنه يطلب التعريف من شبه / في عالم الخفض عن مزجٍ بتسنيمِ
فما تراه على نجدٍ لذاك أتى / بالوادِ في لغتهم بكلِّ مفهوم
فإن مدحتَ به من يستحقُّ علا / وإن مدحتَ به ضد التفهيم
هوى لذا قلت فيه ما سمعت به / الشعر ما بين محمودٍ ومذمومِ
كذا هو القول شعراً كان أو مثلاً / فلا يُقال تعالى الشربُ للهِيم
لو يعلم الناسُ ما القرآنُ جاء به / فيه لقالوا به في كلِّ منظوم
إلا إنَّ أسماء الإله عظيمة
إلا إنَّ أسماء الإله عظيمة / وأعظمها في العقل ما ليس يعلمُ
هو الأعظم المطلوب في كلِّ حالةٍ / بهذا له قد صحَّ منه التقدُّمُ
وما هو إلا كونه جامعاً لما / تكون عنها فافهم إنْ كنتَ تفهم
بأنك مفطورٌ على الحالةِ التي / تكون بها وقتاً تجورُ وتظلم
فتطلبها فقراً إليها وذلةً / لأنك عبدٌ بالأصالة معدَم
لقد غبتم عن آصف بالذي أتى / به لسليمانَ النبيِّ المحكم
لذا قال في دُستِ الإمامة أيكم / لتعلمَ من هذا العليُّ المعظم
إذا كانت الأشياء صنع حكيم
إذا كانت الأشياء صنع حكيم / فحكمته فيها لكل عليمِ
فتعلمها الأرواح في كل حالة / وتجهلها أرواحُ كلِّ جسوم
أرى ظلمةَ الطبعِ المحكم فيهم / لتعمى قلوبٌ قيدتْ بعلوم
وما هم إلاّ أنّ في الطبع نكتة / لها ظلمةٌ في قلبِ كلِّ ظلوم
فأوّلُ مظلومٍ بها عينُ ذاتِه / وليس يرى ما قلتُ غيرُ فهيم
إذا قصَّرتْ أفهام كلِّ محققٍ / فما قصَّرتْ عنها وعنه فهومي
عمَّ بالغفرانِ أصحابَ الذنوبِ
عمَّ بالغفرانِ أصحابَ الذنوبِ / بعد أخذٍ وابتداءٍ للعمومْ
غير أنَّ الأمر قد قسمه / بين سكني في جنانٍ وجحيمْ
وكلا الصنفين في رحمته / في التذاذٍ دائم فيه مقيم
زمهريرٌ عند محرورِ جدي / وحرورٍ عند مقرورٍ نعيم
ليكون الكلُّ في رحمتِه / إنه قال هو البرُّ الرحيم