القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أحمد زكي أبو شادي الكل
المجموع : 24
وحدتي فيلسوفة تمسح الدمع
وحدتي فيلسوفة تمسح الدمع / وتأبى عليّ حزنا سقيما
عانقتني كأنما أنا طفل / وحبتني التدليل والتكريما
واحتوتني وهدهدت حزنيَ البالغ / حتى استحال حزني نعيما
أي حون هذا وما كنت / بالهارب منه وقد أراه النديما
هو روحي الذي يثور على / الظلم ويأبى الخنوع والتسليما
هو قلبي الذي يرفرف كالطثير / على الحب آسيا أو رحيما
هو عقلي الذي تمثل / في الناس وأهى لهم رجاء مقيما
هو فني الذي تغلغل في / الفن وأعطى الحياة سرا عظيما
هوديني الذي تسامى على الدين / كما جاوز العبير النسيما
هو كل الغنى وكل / وجودي يا زماني فلن تراني العديما
من هموم الإنسان ثم
من هموم الإنسان ثم / أمانيه تألفت هيكلا لا ينام
يتوالى الإشعاع منه على الرغم / من اليأس واحتشاد الظلام
كلما أدجن الظلام تلألأت / كما شع فرقد مستهام
أنت أم الجميع لو يعقل / الناس ولو يدركون ويل الخصام
لائم بعد لائم لك منهم / وعلى الرغم تنشرين الوئام
كم أياد بذلتها وهي قد / ضاعت ضياع الإحسان بين اللئام
إن تبالي يهم وإن تنهريهم / فهو بر بهم لأم تلام
كل ما أسلفوا ذنوبا تناسوها / وحمّلتها كإرث مقام
عيدي وانصري الحقيقة لا تخشي / سواها ولو يسل الحسام
عبدي فالأنام موئلهم أنت / وإن لجّ جلهم بالخصام
عيّدي فالشعوب نحوك ما / زالت شخوصا نواشد الإلهام
عيدي للأنام في كل يوم / كيفما كنت لا لعام وعام
عيدي فالنجاح والفشل العارض / سيان إن خلقت السلام
وقفنا لدى الشلال وقفة عابد
وقفنا لدى الشلال وقفة عابد / ففيه لنا نور وفيه ضرام
تغازله الشمس الحيية مثلما / تغازله الأشجار حين تنام
وهذي نجوم أطلعت دون ليلها / وألوانها فوق الغصون مدام
ومن حولها الأدغال لكن تهذّبت / فلا ريبة للناظرين تشام
يغنّي خرير الماء عذبا كأنما / شدت خلفه حور ورف سلام
وهذي الظلال الناعسات تثاءبت / وأسكرها للحالمين غرام
نسيت مرور الوقت أو قول صاحبي / فما هو وقت ينقضي وكلام
هنا مظهر الجنات بل ذاك كنهها / وعما عداها في الحياة يصام
تطلعت مفتونا وحولي أمة / من النبت بل دنيا كذاك تقام
مشاهد شتى من أراض قصيّة / يجمعها للعارفين نظام
ويشملها دفء وأحسب أنها / بألفتها تغنى غنى وترام
تآخت وإن تنسب إلى كل موطن / وباعدها هم وبان خصام
فكيف بنو الإنسان وهو متوج / كأن ضياء العقل فيه ظلام
الصيف أين هو الحبيب فما أرى
الصيف أين هو الحبيب فما أرى / وهجا ينمّ عليه أو أحلاما
الجو تخنقه الدموع لوحشة / والشمس أرهقا الغمام خصاما
من صدّه عنا ونحن رعيّة / ولم أستبدّ بنا وكان إماما
أيجيء موعده بسخر جائر / ويكون مولده الأغر ظلاما
لمن الأزاهير الحسان تبرّجت / والنحل والحشرات إذ تتسامى
ولمن تعطّرت الطيوف وهوّمت / وتجاوبت بنفوسنا أنغاما
أمشرّد عنّا وتلك ربوعه / فعلام بشّرنا الربوع علاما
نهفو إلى الدفء الجميل فلا نرى / إلا الشتاء الساخر اللواما
وكأنما هذي المناظر كلها / وهم وتمثيل طغى وترامى

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025