القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الأبلَه البغداديّ الكل
المجموع : 33
حتام أعذل في الهوى وألام
حتام أعذل في الهوى وألام / وإلام تسهر مقلتي وينامُ
قمر غريمي في هواه تفجع / ما ينقضي وتوجع وغرامُ
كالريم يغتال الأسود إذا رنا / بلواحظ تعنو لها الآرام
جذلان يغلي وصله متيقظا / وتبيت ترخصه لي الأحلامُ
في مثل خط عذاره ذاك الذي / كاللام حسنا تعذر اللوامُ
يا عاذلي دعا ملامة مغرم / قد شاب والوجد القديم غلامُ
يصبو إذا هبت صبا من عالج / ويحن إن جاد الغميم غمامُ
شوقا إلى بيض الوجوه نواعم / كالبيض الحفه الجناح نعامُ
ألحاظهن الساجيات سواحر / ورضا بهن مع السحير مدامُ
من كل ظامية الموشح وجهها / صبح وفاحمها الأثيث ظلامُ
خود تمائمها الأسنة والظبى / تبدو فيخفي البدر وهو تمامُ
للورد منها وهو أحمر ناصع / خد وللغصن الرطيب قوامُ
يا دار سلمى لاعدتك تحية / وطفاء من دمع الحيا وسلامُ
وعلام تستجدى سوى يد منعم / خرق لديمة راحتيه دوامُ
الصاحب الملك الذي إحسانه / طبع وغامر جوده الهامُ
ذي النائل الفضفاض والمنن التي / خفت بها الأثقال وهي جسامُ
إن أظلمت شيم اللئام فوجهه / طلق يضيء وثغره بسامُ
واغرا روع لا يروع جاره / يوما وينهك ما له ويضامُ
يا أيها الذمر الشجاع أخا الوغى / وابن القنا المتقحم الهجامُ
لا ترج من يده السلامة ما أرتدى / حصداء أحكم نسجها سلامُ
كالبحر يغرق في أنامله الحيا / كرما ويفرق بأسه الضرغامُ
رب الرواء وواحد الرأى الذي / أضحى يفل السيف وهو حسامُ
تلقاه يوم الحرب ثبتا مقدما / متقدما إن زلت الأقدامُ
وتراه عام الجدب رب مرابع / يأوى إليها المعتم المعتامُ
وفصيح أقوال فتس عنده / حصر اللسان مجمجم تمامُ
لله همته التي يسمو بها / منه فتى جزل العطاء همام
غمر الندى لولا فواضل كفه / لم يعرف المعروف والأنعام
مولاي مجد الدين يا طودا رسا / حلما يخف له حرا وشمام
يا كعبة الجود التي في ربعها / ربع المكارم تغفر الأجرام
أنست بعد لك بعد جور عمها / دار السلام وأيد الإسلام
وشددت أزر الملك شد مؤازر / ما أنحل منه وقد شددت نظام
ونرى بجودك يا أبا الفضل الذي / سن المكارم يُعدم الإعدامُ
أنت الذي ما زال مورد جوده / عذبا عليه للعفاة زحامُ
أنت الذي جعلته فذا في الورى / نعم تواتر من يديه تؤامُ
بك تفخر الدنيا وأنت نعيمها / والدهر أنت وجندك الأيامُ
لك معمر أفنى العشار قراهم / كرما وقوم بالعلى قوامُ
أسد لها البيض الحداد أظافر / والسمهرية ذبلا آجامُ
خدمتهم الأملاك في تيجانها / خضعا وهم لضيوفهم خدامُ
فسلمت ما عنت بروق بالحمى / وهنا وغنت في الحصون حمامُ
سلام المزن أبلغ من سلامي
سلام المزن أبلغ من سلامي / على ربع بعلوى الشآمِ
كأني حين أذكره نزيف / تميل بعطفه كأس المدامِ
ضمنت له عن الأجفان دمعا / يبخل عنده جود الغمامِ
الأهل لي بعرصتيه وقوف / إبل به على ظمأ أوامي
وهل أشفى بتقبيلي رغاما / عليه صبابتي وبه غرامي
واسمع في مغانيه عتابا / تحل رقاه أطواق الحمام
كأني ما سحبت رداء لهو / ولا أمسيت جني العرامِ
ولم أتناول الصهباء يسعى / بها خنث الشمائل والقوامِ
على فضي ماء ذهبته / بروق الغيم بكرة يوم رامِ
وبتنا في رداء من عفاف / يشف وفي لثام من لثامِ
نخاف الصبح أن يغشى فيبدو / تمسكنا بمسكي الظلامِ
لقد ألف العواذل فيك لومي / وألفَوا منه عاما بعد عامِ
غراما لا يلم به سلو / وصبا لا يصب إلى ملامِ
كأن البينَ أصبح مستهاما / بتعذيب المحب المستهامِ
فلا وجد سوى وجدي بليلى / ولا مجد كمجد ابن الدوامي
كريم العود مشفوع العطايا / معاد الجود مشهود المقام
رأى طمأى فأوردني نداه / على بحر من الإحسان طامي
فهنا أنا ذا أُحدث عنه دهري / بلا حرج وأصدق في كلامي
كريم راح في الكرماء فذا / ببذل الرفد والمنن التؤامِ
تراه إذا تشاجرت العوالي / وطاش الحلم أثبت من شمامِ
تواضع رفعة وسما علاء / بجود ماله فيه مسامي
له خلق كروض الحزن راضت / نواحيه أهاضيب الرهامِ
ورأى لم يزل أقضى وأمضى / وأحسم في الخطوب من الحسامِ
جزيل العرف لم يعرف بنكر / يشان به ولم يقرف بذامِ
يهم فلا يقصر عن مراد / وتلك سجية الخرق الهاممِ
وسيم مثل صدر السيف طلق / أشم الباع والعرنين سامي
فمطعام إذا ما الجار أكدى / وجب المحل أسنمة السوامِ
وواهبها كأمثال النعامى / لمعتر وراتكة النعامِ
عبيد الله دمت فأنت أوفى / بني الدنيا بعهد أو ذمامِ
وأحزم من يجول غداة حرب / على عبل الشوى قلق الحزامِ
فداؤك من إذا أعطى عطاء / فذلك رمية من غير رامِ
إذا أبدى التجهم عند رفد / فما يرجى من الغيم الجهامِ
ليهنك يا حليف الجود عيد / حدا بسعوده شهر الصيامِ
خلصت بفعلك المقبول فيه / نقي الجيب من دنس الأثامِ
فحاط الله منك أَغربِرّاً / وناطلك السعادة بالدوامِ
أبشِر بعز مؤذن بدوام
أبشِر بعز مؤذن بدوام / وصعادة تبقى على الأيامِ
لا زلت من صرف الحمام مسلما / ما غردت في الأيك ورق حمامِ
يا عصمة اللاجي لك النفس التي / أفعالها تزري بنفس عصامِ
يا خير من تحمي عليه مفاضة / حصداء محكمة غداة يحامي
ما أنت إلا طود حلم شامخ / نأوي إليه وبحر علم طامي
أبشر فجد عداك يا مولى الندى / بالذل مخفوض وجدك سامي
يا قائد الخيل العتاق لواحقا / تجري باسد كالسهام سهامِ
كم فل باسك يوم حرب جحفلا / لجبا وبل نداك غلة ظامي
أعتقت من قصد اللئام قصائدي / وكفيتني بالبر والأنعامِ
ونقعت منك بماء بشرك أنه / مما يبشر بالنجاح أوامي
فلأشكرنك في المحافل دائما / شكر الرياض لصوب كل غامِ
نفسي غذاؤك من وزير عادل / في حكمه لثرائه ظلام
ترضى الغداة عداته وعفاته / منه بأي مطاعن مطعام
قوام ليلة كل صر قرة / ولطول كل ظهيرة صوامِ
عضد الهدى والدين يا من رأيه / في الخطب أمضى من غرار حسامِ
لك صروة الشمس المنيرة جالسا / وإذا ركبت فسورة الضرغام
هامي عزالي الجود أنت مسالما / ومحاربا ما زلت ضارب هامِ
فبقيت أعلى الناس هامة همة / وسلمت ملك أغر همامِ
نلقاك فذا لا نرى لك توأما / في سؤدد يا كافل الأيتامِ
في دولة ما تنقضي أيامها / أبدا وعز ثابت الأقدامِ
غدير مجدك مفعم
غدير مجدك مفعم / وطود عزك أيهم
وأنت بالجود مغرى / وبالسماحة مغرم
وعودك الصلب عود / هيهات يلوى ويعجم
يا من حمدنا به عي / شنا وكان مذمم
أقسمت ما ظن راجي / ك فيك ظن مرجَّم
يا من إذا أحجم الغُم / ر في الكرائه أقدمُ
ومن إذا صنع الجو / د والمكارم تمم
أنت الرئيس لدى الرو / ع للخميس العرمرم
يا أبيض الفعل والعا / م غير الجو اقتم
يا من يرى باصطناع ال / معروف في الناس ملهم
فهمه ذخر شكر / لا ذخر ثوب ودرهم
يا باني المجد إذ هد / د ركنه وتهدم
يا لابسا يمنة الحم / د والثناء المسهم
لا زلت طلق المحيا / إذا البخيل تجهم
تلقى العفاة بمال / نهب ووفر مقسم
ما استصوب الرأى إلا / وكان رأيك أحزم
ولا قسا الدهر إلا / وكان قلبك أرحم
ها أَنت يا خير خلق / أولى الجميل وأنعم
ربيع عاف وبأسا / ربيعة بن مكدم
مثلي بمثل كمال ال / ين الجواد الميمَّم
ينال من دهره ما / رجا وللعدم يعدم
حلفت بالبيت والرك / ن والحطيم وزمزم
بأنه أحفظ النا / سِ للعهود وأكرم
يا من علا قلل الفخ / ر صاعدا وتسنَّم
بك أقتدي الغيث يهمي / ومن نداك تعلم
بقيت يا ألف المك / رمات ألف محرم
ودمت للوفد ما أث / جم السحاب وأنجم
كم رمت سلوانا لذاك الريم
كم رمت سلوانا لذاك الريم / فأَبى غرام لا يزال غريمي
يا عاذلي لا تلحني في حبه / فلقد منحت اللوم غير مليمِ
دع للهوى جسما يذوب صبابة / وارفق فإن الخطب جد جسيمِ
ومرنح الأعطاف من سكر الصبا / تصبو إليه أناة كل حكيمِ
متعتب يمسي ويصبح ظالما / أَبدا ويهمل دعوة المظلومِ
أغرى المدامع بانتشار عقيقها / ثغر له كاللؤلؤ المنومِ
شغل الرقيب فجاد لي بعناقه / طوعا وكان يضن بالتسليمِ
فهصرت شمس ضحى وخوط أراكةٍ / وهلال داجية وظبي صريمِ
سقيا لنعمان الآراك فإنه / وطني الذي أهوى ودار نعيمي
وطن جنيت به الهوى من غصنه / ورعيت روض العيش غير هشيمِ
واليوم إن أَك للقريض مطلقا / فلقد طلق الراحتين كريمِ
وأنا اللئيم إن اتنتجعت مبخلا / أو زرت بالأشعار ربع لئيمِ
حسبي الإله فإنه لي ناصر / وابن الدوامي الكريم الخيمِ
خرق يبي لجيش عدمي هازما / أبدا بجود يد أجش هزيمِ
تلقاه كالماء النمير خلائقا / لطفت وكالنار اتقاد عزيمِ
بحر العلوم العد ينبوع الحجى / والجد طود ركانة وحلومِ
نامت عيون عفاته وعداته / في مقعد من خوفه ومقيمِ
جلت مواهبه اللواتي ما همت / إلا وجلت هم كل عديمِ
إن زرته في الحرب فابن بسالة / أو زرته في السلم فابن نعيمِ
يا خابطي البيداء في طلب الندى / بالعيس تتبع وخدها برسيمِ
أموا كريم الخيم أم نواله / ولادة للجود غير عقيمِ
وصحيح أسباب المودة لا ترى / فيما ترى ودا له بسقيمِ
لاذمة الأدب بالمضاعة عنده / كلا ولا عهد له بذميمِ
حكم الندى في ماله ولرأيه / في بذل ما يحويه رأى حكيمِ
بأبي سماحك يا أبا الفرج الذي / أضحى يفرج كربة المهمومِ
وخلالك الغر الحسان فإنها / أضحت نجوما غير ذات رجومِ
يا كعبة الفضل التي لم تزل / في زمزم من جودها وحطيمِ
أهببت لي ريح الرجاء تكرما / فجرت رخاء الخطو ذات نسيمِ
وحفظت لي حرمات مدح لم تزل / من ماثراتك في أعز حريمِ
فلا لبسنك من برود محامدي / أبهى وأفخر وشيها المرقومِ
ولا برزنك في فرائد درها / كالبدر حف بزاهرات نجومِ
لا زالت الأعياد نحوك عودا / وقدومها بالسعد خير قدومِ
رأيتك يا همام الدي
رأيتك يا همام الدي / ن أعلى من نرى همما
وأبذلهم لدرهمه / وامنعهم عراس حمى
جوادا لم يزل بالجو / عنا يطرد العدما
وليثا يوم معركة / وغيثا ينبت النعما
فتى يثني مقرظه / عليه بالذي علما
إذا ما أمعه الراجي / رأي إِحسانه أمما
فقد أزرى على كعب / وراح مخجّلاً هرما
أمحمود أبق محمدوداً / ودم للشّكر مغتنما
فكم أضحكت ذا أمل / وأبكيت السّيوف دما
بتفريق اللّهى غادر / ت شمل علاك ملتئما
بقيت الدهر ما هزم الص / باح بجيشه الظلما
مذ قيل قِد قدم الهمام
مذ قيل قِد قدم الهمام / أسرى إلى جفني المنامُ
من بعد ما كانت دمو / ع العين أربعة سجامُ
شوقا إلى وجه له / كالبدر طاف به التمامُ
وخلائق كالزهررا / ض رياضة سحرا غمامُ
يا من نداه لا يغب / ب ومن عطاياه جسامُ
ما دام جود يديك مو / جودا فما مات الكرامُ
لا أوحشت دار السلا / م من ارتياحك والسلامُ
نعم قد خلت ذات الأباطح من نعم
نعم قد خلت ذات الأباطح من نعم / فدع مقلتي من بعد بعدهم تهمي
وقفت على ربع لها متأبّد / فاحت ضنا كالرسم في ذلك الرسم
أسائل عن أَسماء والدمع سائل / وأكني عنها خوف واش ولا اسمي
وفي الكلّة الحمراء بيضاء طفلة / كبدر الدجى فيها سهرت مع النجم
تلوح مساء في صباح جبينها / وتخفى نهارا في غدائرها السّحم
عزوها إلى سهم فيا ليت أنها / غدت وهي من دون الورى وحدها سهمي
لها مقلة تصبي الحليم إذا رنت / وتصمي قلوب العاشقين ولا تدمي
وقد كغصن رنَّحت عطفة الصّبا / وخد جَنيّ الورد يجرح بالوهم
وتبسم عن عذب اللثات كأنه / حصى برد عذب اللّمى بارد الظلم
كأن عليه بعد وهي سلافة / مكرمة الأعراق من حلب الكرم
كرقة شعري أو سجايا أخي الحجى / أبي الفضل والأفضال والكرم الجم
فتى يملأ الأبصار بأسا ونجدة / ويهزم عنا بالغنى جحفل العدم
سريع إلى الحسنى بطيء عن الخنا / قريب الندى منا بعيد عن الدم
إذا أمه العافي رأى سيب كفه / أبر من الأنواء تقرن باليه
هو البحر علما والسحائب أنعما / هو الطود ثبتا بالرجاحة والحلم
ترى فيه ليثاً فاتكا يوم حربه / وغيثا مغيثا في البر بالة والسلم
عريق إذا ما عدَّ أنصاب نجره / طليق المحيّا باسم غير ما جهم
رزين النواحي والقنا يقرع القنا / وقور صبور عند قعقعة اللجم
كفيل إذا خان الوغى أن يثيره / عجاجا يريك البلق في صور الدهمِ
بنعماك مجد الدين يا أكرم الورى / علت همي عن باخل وأنجلى همّي
لقد شدت بنيان المكارم والعلى / وسدت بني الدنيا بحزمك والعزمِ
فلا زلت من كسب المحامد والثنا / وبذل الأيادي وافر الحظ والقسمِ
ما في خلالك خلَّة لا تكرم
ما في خلالك خلَّة لا تكرم / جود وفضل ديانة وتحلمُ
ورزانة ما إن تخف فطودها / إن خفت الأحلام لود أيهمُ
يا من مساعيه التي حمت الورى / مثل النجوم مقيمة تنجمُ
فلت صرائمك الصوارم واتقى / ماضي الأسنة بأسها والاسهمُ
إيهاً فكم دامت لكفك ديمة / بخل السِّماك بمثلها والمِرزمُ
أقسمت ما وصفَ امرؤ في رأيه / بحزامة إلاّ ورأيك أحزمُ
أم الندى مذ طرقت بك أقسمت / تأتي بخرق فهي بعدك أيَّمُ
لك يا ابن مجدالدين كف ثرة / بنوالها المشفوع يثري المعدمُ
ما موقف وقف الردى بفنائه / والبيض تنثر والعوالي تنظمُ
إلاّ وأنت معلّم أبطاله / ضرب القوانتس والكميّ المعلمُ
يا أيها الملك المعظم شأنه / بك يدفع الحدث الجليل الأعظمُ
قسمات وجهك قد يشابه حسنها / يا ذا الندى إحسانك المتقسمُ
أنت الربيع الطلق في يوم الندى / وربيعه في يوم ينسفك الدمُ
ليد الخلافة منك رمح طاعن / ثغر العداة وصارم لا يكهمُ
فحسامك الماضي منية خالع / لولاه لم يك ذاك خطب يحسم
يا رب هب هبة الإله لخائف / يلقى الأمان به وعاف يحرمُ
واحرس أبا الفضل الكريم بمقلة / لك لا تنام إذا رقدن يحرمُ
فالمرء أكرم ما لديه عرضه / أبدا وأهون ماعليه الدرهمُ
رحم الإله الخلق منه بعادل / أمواله من جورة تتظلمُ
طهرت له شم وعفَّت نظرة / فكأنه في بردتيه محرمُ
وتراه طخياء كل دجنة / كالقار لونا وهو قار مطعمُ
وربيع ربع لليتامى مخصب / وسحاب جود للأيامى مثجمُ
وإذا تجهمت الوجوه فوجهه / طلق لراجي الرفد لا يتجهمُ
وإذا تأخرت الرجال فإنه / يوم الهياج المقدم المتقدمُ
في حيث أزرق كل لدن أحمر / والورد من وقع السنابك أدهمُ
ومتى جرى في حلبة عربية / لم يدر قس ما البيان واكتم
قد قلت لما أن رماني بالأذى / زمن لكل أخي حجى يتهضم
عولت بالجدوى على من يجتدي / وعدلت بالشكوى إلى من يرحم
وجعلت مجد الدين دوني عصمة / فكأنني في راس طود أعصمُ
فلا شكرنه ما حييت وإن أمت / فلتشكرنه في ثراي الأعظمُ
يا من بطل سماحه يروى الصدى / ويظل رأفته يلوذ المجرمُ
ما روضة بكت السحائب شجوها / فيها وأضحى زهرها يتبسمُ
للماء فيه تحدر وتحدب / وتسلسل وتصلصل وترغمُ
طربت به الأغصان فهي موائل / لغناء ورق فوقها يترنمُ
يوما بأحسن من سجاياك التي / هي من سجايا كل خلق أكرمُ
فبقيت مقصود المغاني مغنيا / بالرفد ما قصد الحطيم وزمزم
وسلمت مبرورا تصوم عن الخنا / أبدا ويفطر في ذراك الصومُ
بسمت عن الدر النظيم
بسمت عن الدر النظيم / ورنت إليك بلحظ ريمِ
بيضاء يشرق صبحها / في ليل ناحمها البهيمِ
غض الصبا ممكورة / يصبو لها حلم الحليمِ
قامت تتيه على الغصو / ن بغصن قامتها القويمِ
بأبي وبي من أسقمت / جسمي بناظرها السقيم
اسمي إذا هجرت بصب / ر ظاعن وهوى مقيمِ
وارى إذا خطرت بوج / د مقعد وجوى مقيم
مرتجة الأعطاف وال / أرداف ذا حشا هضيم
أضحى غرامي لازما / لي في هواها كالغريم
وأغنّ معسول الشما / ئل تاه بالدلِّ الرخيمِ
جذلان يبخل بالسلا / م على معذبه السليمِ
نادمته مستغنيا / بلماه عن كأس النديمِ
في خيمة ضربت لنا / من أدكن الجو المغيمِ
والسحب قد رشت ضحى / برذاذها جيش النسيمِ
والماء قد وشَّته أن / فاسُ الصبا وشي الرقومِ
والهر يحكي في سما / ء رياضه زهر النجومِ
والورق تغني بالغنا / ء عن المثالث والبومِ
فكأنها تشدو بمد / حي في أبي الفضل الكريمِ
الصاحب الملك الجلي / ل الواهب الصدر الرحيمِ
ملك بحسن الخلق مو / سوم وبالخلق الوسيمِ
المنعم الناضي ردا / ء الكبر والماضي العزيمِ
مفني الطغاة بسيفه / وبسيبه مغني العديمِ
بحيث سؤدده تقد / دم في العلاء وبالقديمِ
حتف العدا غيث الندى / جبل الحجى بحر العلومِ
ذو الراحة الولاَّدة ال / إحسان في الزمن العقيمِ
ومظّم ما زال يد / فع نازل الخطب العظيمِ
سامي فروع المجد مح / سود العلى زاكي الأرمى
يهتز من كرم الطبا / ع كشارب ماء الكرومِ
يا شمس دولة هاشم ال / غراء يا طود الحلومِ
قد أصبح الإحسان من / ك مخيما في خير خيمِ
لما هزمت مفاقري / باجش نائلك الهزيمِ
وجليت يا ذا الهمة ال / علياء بالجدوى همومي
وأعدت عودي مورقا / بعطائك الجم الجسيمِ
أعرضت عن مدح الكري / م وتبت من هجو اللئيمِ
وغدوت أسلك من مدي / حك في صراط مستقيمِ
فبقيتِ للمجد الموث / ثل منك والعز المقيمِ
قلب يقلبه الغرام
قلب يقلبه الغرام / ومدامع تهمي سجامُ
وجفون عين أقسمت / أن لا يلم بها المنامُ
شوقا إلى من وجهه / صبح وطرته ظلامُ
قمر أقام قيامتي / منه التثني والقوام
ريم سلوي عن هوا / ه ووصله ما لا يرام
لا موا على حبّي له / سفها وما يجدي الملامُ
هيهات يصحو طرفه / أبدا وريفته صدامُ
حلو الشَّمائل واللّمى / جذلان زورته لمامُ
كالبدر لي منه المحا / ق إذا أبدا وله التمَّامُ
عام الوصال بقربه / يوم ويوم الصمد عام
قد شبت في حبي له / والوجد مقتبل غلامُ
يا سقي بلواحظ / لجفونها خلق السقامُ
ما بال خدك ناره / تذكو وفي قلبي الضرامُ
فعلى الحمى ومنازل / حلت بها سلمى السلامُ
دمن أهيم بذكرها / وكذا المحب المستهامُ
أقسمت بالبيت الحرا / مِ يؤمه الركب الحرامُ
وبما حوى من جمعه / جمع وما ضم المقامُ
لقد اعتلقت بحبل أر / وع من أجار فما يضامُ
ملك سمت هماته / وعلت به فهو الهمامُ
وإذا أبو الفضل الكري / م حماك سالمك الحمامُ
من رمَّ لي أسباب حا / لي وهي مخلقة رمامُ
واهتز لي كرما ورق / ق فاورقت مني السلامُ
بحر فرات للوفو / دِ على شرائعه ازدحامُ
شكرت صنائعه السوا / مي عندها سام وحامُ
وأرى زناد المكرما / ت بجوده يروى الأوامُ
قد رغبتني في المدي / ح له رغائبه الجسام
فهو الحيا المحيي الصفا / ة وفي الوغى الموت الزوامُ
بخلائق معسولة / كالروض راضته الرهام
قد صيرته في العلى / فذا أياديه التوامُ
مولاي مجد الدين يا / من عزمه العضى الحسامُ
يا عصمة اللاّجى الذي / مذ ساد لم يذكر عصامُ
أربى نداك على الغما / م فما يساجله الغمامُ
ورست حلومك فاستخف / ف على رزانته شامُ
فغدا وراح محالفا / أيام دولتك الدوامُ
صبح اللهم مجد الد
صبح اللهم مجد الد / دين بالسعد المقيمِ
وأحيِهِ ما رنّج الغص / ن ضحى مر نسيمِ
فهو سار من ثراه / في طريق مستقيمِ
ملك مرهوب يوم ال / بأس مرهوف العزيمِ
وصريح المجد من سر / ر المعالي في الصميمِ
ورث السؤدد عن مك / رمة الخرق الكريمِ
فله كل حديث / من علاء وقديمِ
ذو اليد السبطة لا الجع / دة والوجه الوسيمِ
والفعال الأبيض المش / رق في لخطب البهيمِ
بتوالي عدله الشا / ئع في الناس العميمِ
هرب الظلم وولى / عاديا عدو الظليمِ
وتحامين الأسود ال / سود غزلان الصريمِ
زين دست المك منه / بأخي راي حكيمِ
أصمعي المعي / علم حبر عليمِ
حازم ثبت عجول / عازم قاس رحيمِ
يقظ القلب حديد ال / غرب غير المستنيمِ
عاقم الإيعاد لكن / وعده غير عقيمِ
رأيه أعظم أَن يذ / خر إلا للعظيمِ
صارف عنا تعدّي / كل شيطان رجيمِ
بظبي تمسي إلى ها / م الأعادي جدّ هيمِ
وجياد عادها في / حربها عض الشكيمِ
فوقها كل هزبر / صادق الفتك شتيمِ
زدت فضلا يا أبا الفض / ل على حلم الحليمِ
دم فكم رمّ بإحسا / نك من حال رميمِ
أنت أمن لأخي خو / ف ومال لعديمِ
مزج الله لك النع / مة صفوا بالنعيمِ
يا كريم الخيم ما مر / عاك بالمرعى الوخيمِ
لا ولا عهدك للعا / فين بالعهد الذميمِ
فابق للسؤال ما طي / ف بركن وحطيمِ
وتقلَّد كل عقد / رائق الدر نظيمِ
من ثناء كأسه اس / كر من كأس النديمِ
ما لذي الرمة شروا / ه ولا لابن الخطيمِ
واحو مع عسر شعيب / عمر أصحاب الرقيمِ
ليقل من سره مك / ثك في السعد المقيمِ
زاد في العمر على انس / سر لقمان الحكيمِ
يا ذا الذي كَفَلَ اليتي
يا ذا الذي كَفَلَ اليتي / مَ وقصدُه كَفَلُ اليتيمِ
إن كنت ترغب في النعي / م قد حصلت على الجحيمِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025