المجموع : 37
معصيَتي أَعظَمُ من طاعَتي
معصيَتي أَعظَمُ من طاعَتي / لكن رَجائي منهما أَعظَمُ
وأَنتَ ذو الرحمَة يا سيِّدي / إِن لَم تكن ترحمُ من يَرحَمُ
ومورَّدِ الوَجَنات أَغيدَ خالُه
ومورَّدِ الوَجَنات أَغيدَ خالُه / قد كادَ يفتنُ بالوَسامةِ عمَّهُ
إن خصَّ قَلبي بالغَرام فربُّه / بالحسن من فَرط الملاحَة عمَّه
كحل العيونَ وكانَ في أَجفانه / عضبٌ حَكى نابَ الشُجاعِ وسمَّهُ
وَبَكى بِطَرفٍ ذي اِحورارٍ زانَه / كحَلٌ فَقُلتُ سَقى الحسامَ وسمَّهُ
عتبتُ على دَهري بأَفعاله الَّتي
عتبتُ على دَهري بأَفعاله الَّتي / براني بها بريَ السِهام من الهَمِّ
ليصرِفَ عنّي فادِحاتِ نوائبٍ / أَضاقَ بِها ذَرعي وأَضنى بها جِسمي
فَقالَ أَلَم تَعلَم بأَنَّ حَوادثي / وأَخطارَها اللاتي تلمُّ بذي الفَهمِ
يضيقُ بها ذو الجهل ذَرعاً وإنَّما / إذا أَشكلت رُدَّت لِمن كان ذا علمِ
لِلَّه روضٌ باتَ نرجسُه به
لِلَّه روضٌ باتَ نرجسُه به / ساهي العيونِ ملاحظاً نمَّامَهُ
وَالوَردُ روميُّ المَلابسِ والحُلى / أَو ما تَراه مزرِّراً أَكمامَهُ
وَرَوضَةٍ قابَلنا بِشرُها
وَرَوضَةٍ قابَلنا بِشرُها / بضاحكِ النوّارِ بسّامِهِ
تسحبُ فيها الريحُ أَذيالَها / وَينفحُ الوَردُ بأَكمامِهِ
سَمحَ البَدرُ بوصلٍ فَشَفى
سَمحَ البَدرُ بوصلٍ فَشَفى / من جوى الحبِّ سَقيماً مُغرما
وَسَما عن مُشبهٍ ثمَّ ومن / أَينَ للبدر شبيهٌ في السَما
رِيعَت وقد أَبصرت نَبتَ العذار بدا
رِيعَت وقد أَبصرت نَبتَ العذار بدا / كالرَوض يفترُّ عن غبٍّ من الديمِ
فَقُلتُ ما الشعرُ هَذا ما ترينَ به / وإنَّما هو نَبتُ الحِلم والكَرَمِ
وعودٍ به عودُ المسرَّة مورقٌ
وعودٍ به عودُ المسرَّة مورقٌ / يغنّي كَما غنَّت عليه الحَمائمُ
إذا حرَّكت أَوتارَه كفُّ غادةٍ / فسيّان من شوق خليٌّ وَهائمُ
يرنِّحُ من يُصغي إليه صَبابةً / كَما رنَّحته في الرِياض النَسائمُ
بَدرُ الدياجي اِحتجَب
بَدرُ الدياجي اِحتجَب / لَمّا تجلى بَدري
من تحت حجب اللِثام /
ما لاحَ بَرقُ الشَنب / من نحو ذاكَ الثَغرِ
إلّا وَدَمعي غمام /
لَمّا بدا من كثَب / في عَصفر والخمري
يهزُّ رمحَ القوام /
ناديتُ وا من عتب / ها قد وضح لَك عذري
فخلِّ عنك الملام /
هَل لِهَذا البَدر ثاني / في بَديعات المَعاني
إِن شدا بين المغاني / بالمثالِث وَالمثاني
حسنُه فديتُه غلب / كلَّ الحسان الغرِّ
وَالغانيات الوسام /
وَراح يبدي العجب / لما تَبدّى يُزري
بالبدر جُنح الظلام /
كَم قد حوى من جمال / هَذا الرَبيب الغاني
وَكَم جمَع من فُنون /
له في المحاسن مجال / ينيلك الأَماني
إِذا بدا للعيون /
لكنَّه لا يُنال / إلّا بِقَلبٍ عاني
وسفح دمعٍ هَتون /
حبُّه لِقَلبي سلَب / وأَفنى صدودُه صَبري
وَزادَ قَلبي هُيام /
آه من دانٍ ونازح / بالأَماني والمنائح
كَم أماسي وأصابح / من هَواه كلَّ فادح
إِن تمَّ منه الأَرب / بعد الجفا والهجرِ
وَطولِ هَذا الغَرام /
حزتُ الهنا وَالطرب / وَنلتُ أَعلى القَدرِ
بعشقه والسَلام /
هَينَمَت تعربُ أَنفاسُ الصَبا
هَينَمَت تعربُ أَنفاسُ الصَبا / عَن شذا آرام رامَه
جدَّدت عهدَ التصابي والصِبا / للمُعَنّى وغرامَه
وروَت عَن ساكني ذاك الخِبا / خبراً روّى أَوامَه
لا عَدمناها فَكَم أَهدَت نبا / فعلت فعلَ المُدامَه
أَسكرتنا بشذاها / حيث هبَّت من رُباها
وَفهمنا بذكاها / ما أَسَرَّت من نَباها
وَسَرَت ترفلُ في ذيل الدُجى / ساحِبَه ذيلَ الجَلالَه
سلبت أَلبابَ أَرباب الحِجا / مذ رَوت تلك الرِساله
وأَنالَت كلّ صبٍّ من رَجا / وأَحالَت منه حالَه
وأَغاثَت بشذا تلك الرُبى / نفسَ صبٍّ مستهامَه
فنما شَوقي ووجدي / لِلقا ساكن نجدِ
آه ليت الصبر يُجدي / ما عَسى يبلغُ جَهدي
في هَوى ظَبي النَقا مُزري الدُمى / المحجَّب في قِبابَه
لؤلؤيُّ الثغر معسولُ اللَمى / خمرتي صافي رضابَه
ما ضياءُ الشمس ما بدرُ السَما / إِن تَجلّى من حجابه
أَخجل الآرامَ جيداً والظُبى / وَالقَنا قدّاً وقامَه
كَم له في الحسن معنى / مُشرِقٌ في كُلِّ مغنى
وَبه العاني المعنّى / لَم يَزَل ولهان مُضنى
ساهرُ الأجفان مَقروحُ الحشا / هائم في كُلِّ وادي
شربَ الحبَّ كؤوساً فاِنتشى / من هوى قُمري البَوادي
وَغَدا من عشق ذيّاك الرشا / وجدُه خافٍ وَبادي
كلَّما هبَّت صَبا نَجدٍ صَبا / وشدا شدو الحمامَه
رَبربُ الحرم
رَبربُ الحرم / خطر بوادي عصفريّ مخرَّم
طافَ واِلتزم / ومرَّ يسحب ذيلَهُ لِزَمزَم
كَم سَبا وكم / فتن بحسنه في الهوى وتيَّم
فاِنثَنى ولَم / يسمَح بنظرَه للشَجي المتيَّم
جؤذريُّ الرَنا / يُزري غصون البان إِن تَثَنّى
حبُّهُ مُنى / قَلبي وَجِسمي في هواهُ مُضنى
قُلتُ إِذ ثَنى / عِطفه ورنَّح قدَّه وَثَنّى
يا أَخا الحرَم / جفاك فتَّت مهجتي وسَمَّم
اِترك الجَفا / وصِل متيَّم من جفاك أَشفى
ما جَرى كفى / وكدتُ من فرط السقام أَخفى
فاِسمح بالوفا / عَسى تهوِّم مقلتي وتغفى
مرَّ واِبتسم / وَقال مهلاً فالحظوظُ تُقسَم
مَن عشق صَبَر / وكُلُّ صابِر بالمرام يظفر
حُسني الأَغر / أَغارَ بدرَ التمِّ حين أَسفَر
كَم خدع وغَر / من اِدَّعى عشقي ولا تصبَّر
قُلتُ لا جَرَم / الحُبُّ مغرمٌ والمحِبُّ مُغرم
اِسعِف باللِقا / ولا تَدعني في هواكَ مُلقى
يا رَشا النَقا / جامِل محبَّك فالجَميلُ أَبقى
وَالجَفا شَقا / حاشا لصبِّك في الغَرام يَشقى
مُغرمُك حَكم / عليه حسنُك والهوى تحكَّم
قال لا تَخَف / أَقبل فسعدُك بالوصال أَسعَف
واِترِك الأَسف / واِلثم بديدي من لَماي واِرشف
كُلّي لَك تُحف / ثغري وخصري والنهودُ والكف
فاِشفي الأَلَم / مِمّا تريدُه فالمرادُ لَك تَم
بِتُّ مُعتَنِق / خِلّي وبدري بالسعود مُشرق
رحتُ مغتبِق / ريقَه وراياتُ السرور تَخفق
وَالشذا عَبق / وَبات حبّي للكؤوس يُدهِق
سُرَّ واِغتنم / قَلبي ومن نال الوصالَ يَغنم
يا غزالَ أَمحرَه
يا غزالَ أَمحرَه / اِكفُف فديتُك سهامَك
لا تزدني شرَه / إلى اِلتِثام لثامك
فالهَوى أَيسَرَه / أَضنى معنّى غرامَك
في مِقاكَ عنتره / وَسمهريُّه قوامَك
سعدَ من أَسكَره / ريقك وسلسل مُدامك
صل محبَّك ترَه / حافظ وحقَّك ذمامَك
شوقُهُ اِسهرَه / وأَنتَ تهنى منامَك
حَزِنَت لمَوتِكَ طيبةٌ
حَزِنَت لمَوتِكَ طيبةٌ / ومِنىً وزَمزَم وَالحَطيمُ
فَلِذا أَتى بِبَديهةٍ / تاريخُهُ حزنٌ عَظيمُ
وَثَمَّ أُمورٌ لَيسَ يمكنُ كَشفها
وَثَمَّ أُمورٌ لَيسَ يمكنُ كَشفها / شكايتُها عزَّت فواجبُها الكَتمُ
وَشاعرٍ قَريضُه
وَشاعرٍ قَريضُه / مِن كُلِّ حُسنٍ مُعدِمُ
لَم يَلتَزِم شَيئاً سِوى / لزوم ما لا يَلزَمُ
بِعَونِ اللَه تَمَّ الشَرحُ نظماً
بِعَونِ اللَه تَمَّ الشَرحُ نظماً / وَنَثراً مخجِلاً دُرَّ النِظامِ
وَمسكُ خِتامه مذ طابَ نشراً / أَتى تاريخُه طيبُ الخِتامِ
تاريخُ خَتمي لأنوار الرَبيع أَتى
تاريخُ خَتمي لأنوار الرَبيع أَتى / طيبُ الخِتام فَيا طُوبى لمُختَتمِ