القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : جَرِير الكل
المجموع : 46
إِنّي لَوَصّالٌ بِغَيرِ شَناءَةٍ
إِنّي لَوَصّالٌ بِغَيرِ شَناءَةٍ / وَإِنّي لَباقي الحِقدِ مُستَحوِذٌ صُرمي
وَمُحتَمِلٌ ضِغناً عَلَيَّ وَلَم يَكُن / لِيَبلُغَ جَهلي إِن جَهِلتُ وَلا حِلمي
وَيَأبى غُواةُ الناسِ إِلّا تَوافُداً / عَلَيَّ وَيَأبى أَن يَرِقَّ لَهُم عَظمي
وَما زِلتَ يا خِنزيرَ تَغلِبَ جاحِراً / بِمَنزِلَةٍ يُحمى عَلَيكَ وَلا تَحمي
وَإِنَّكَ لَو تَرمي تَميماً لَفَلَّلَت / نِصالَ مَراميكَ الجِبالُ الَّتي تَرمي
وَإِنّي لَمُهدٍ لِلأُخَيطِلِ صَكَّةً / تَدُقُّ حِيالَ الناظِرينِ مِنَ الخَطمِ
كَذَبتَ لَقَد قُدنا الخَميسَ وَناقَلَت / بِنا الخَيلُ وَرداً في الخَميسِ وَفي الدَهمِ
عَلى أَيِّ دينٍ دينُ سَوداءَ إِذ شَوَت
عَلى أَيِّ دينٍ دينُ سَوداءَ إِذ شَوَت / نَواهِضَها وَالكَأسُ يَجري مُدامُها
إِذا زارَها القَينُ العِراقِيُّ ذَبَّحَت / فِراخَ حَمامٍ باضَ خِزياً حَمامُها
أَقبَلنَ مِن جَنبَي فِتاخٍ وَإِضَم
أَقبَلنَ مِن جَنبَي فِتاخٍ وَإِضَم / عَلى قِلاصٍ مِثلَ خيطانِ السَلَم
قَد طُوِيَت بُطونُها طَيَّ الأَدَم / بَعدَ اِنفِضاجِ البُدنِ وَاللَحمِ الزِيَم
إِذا قَطَعنَ عَلَماً بَدا عَلَم / فَهُنَّ بَحثاً كَمُضِلّاتِ الخَدَم
حَتّى تَناهَينَ إِلى بابِ الحَكَم / خَليفَةِ الحَجّاجِ غَيرِ المُتَّهَم
في ضِئضِءِ المَجدِ وَبُؤبُؤِ الكَرَم /
ما بالُ شِربِ بَني الدَلَنطى ثابِتاً
ما بالُ شِربِ بَني الدَلَنطى ثابِتاً / وَكَأَنَّ وارِدَنا يُرى في تُرخَمِ
عَطَفَت تُيوسُ بَني طُهَيَّةَ بَعدَما / رُوِيَت وَما نَهِلَت لِقاحُ الأَعلَمِ
صَدَرَت مُحَلَّأَةَ الجَوازِ فَأَصبَحَت / بِالثَأيَتَينِ حَنينُها كَالمَأتَمِ
لَو حَلَّ مِثلَكَ مِن رِياحٍ وَسطَنا / جاراً لَكانَ جِوارُهُ في مَحرَمِ
ما كانَ يوجَدُ في رِياحٍ نَبوَةٌ / عِندَ الجِوارِ وَلا بِضيقِ المَقدَمِ
السالِبينَ عَنِ الجَبابِرِ بَزَّهُم / وَالخَيلُ تَحجُلُ في الغُبارِ وَفي الدَمِ
وَالخَيلُ تُخبِرُ عَن رِياحٍ أَنَّهُم / نِعمَ الفَوارِسُ في الغُبارِ الأَقتَمِ
أَمّا أُسَيدُ وَالهُجَيمُ وَمازِنٌ
أَمّا أُسَيدُ وَالهُجَيمُ وَمازِنٌ / فَشِرارُ مَن يَمشي عَلى الأَقدامِ
الظاعِنونَ عَلى هَوى نِسوانِهِم / وَالنازِلونَ بِشَرِّ دارِ مُقامِ
حَيّوا الدِيارَ وَأَهلَها بِسَلامِ
حَيّوا الدِيارَ وَأَهلَها بِسَلامِ / رَبعاً تَقادَمَ أَو صَريعَ خِيامِ
بِالعَنبَرِيَّةِ وَالنَحيتِ أَوانِسٌ / قُدنَ الهَوى بِتَخَلُّبٍ وَعِذامِ
أَطَرِبتَ أَن هَتَفَ الحَمامُ وَرُبَّما / أَبكاكَ بَعدَ هَواكَ شَجوُ حَمامِ
فَاِصطادَ قَلبَكَ مِن وَراءِ حِجابِهِ / مَن لا يُرى لِسِنينَ غَيرَ لِمامِ
أَمّا الوِصالُ فَقَد تَقادَمَ عَهدُهُ / إِلّا الخَيالُ يَعودُ كُلَّ مَنامِ
لا تَترُكَنّي لِلَّذي بِيَ مُسلَماً / فَيُصابَ سَمعي أَو تُسَلَّ عِظامي
خَبَّرتُما خَبَراً فَهاجَ لَنا الهَوى / يا حَبَّذا الجَرَعاتُ فَوقَ سَنامِ
فَإِذا أَفَضنا في المَنازِلِ عَبرَةً / مَولِيَّةً فَتَرَوَّحا بِسَلامِ
روحوا فَقَد مُنِعَ الشِفاءَ وَقَد نَرى / أَنَّ الرَواحَ بِغُلَّتي وَسَقامي
وَكَأَنَّ رَوحَتَهُنَّ بَينَ يَلَملَمٍ / وَالنَعفِ ذي السَرَحاتِ أَوبُ نَعامِ
وَلَقَد ذَكَرتُكِ وَالمَطِيُّ خَواضِعٌ / مِثلُ الجُفونِ بِبُرقَتَي أَرمامِ
قَد طالَ حُبُّكَ لَو يُساعِفُكَ الهَوى / نَجداً وَأَنتَ بِنَخلَتَينِ تُهامي
يا تَيمُ لَو صَدَقَ الفَرَزدَقُ لَم يَعِب / في الجَريِ بُعدَ مَدايَ وَاِستِحدامي
قَد قَطَّعَت نَفسَ المُجَرِّبِ غايَتي / وَتُضِرُّ بِالمُتَكَلِّفِ الزِمّامِ
يا تَيمُ ما أَحَدٌ بِأَلأَمَ مِنكُمُ / إِنَّ اللِئامَ عَلَيَّ غَيرُ كِرامِ
وَمِنَ العَجائِبِ أَنَّ تَيماً كَلَّفَت / جُعَلَي بُرَيزَةَ كُلَّ أَصيَدَ سامِ
ما كُنتُ في الحَدَثانِ تَلقى قَهوَساً / مُتَلَبِّباً بِمَحامِلٍ وَلِجامِ
اِحبِس رِباطَكَ حَيثُ كُنتَ مُسَبَّقاً / وَاِسكُت فَغَيرُ أَبيكَ كانَ يُحامي
إِنَّ الكِرامَ لَها مَكارِمُ أَصبَحَت / تَنمي وَسَعيُ أَبيكَ لَيسَ بِنامِ
وَبُنَيُّ بَرزَةَ مُقرِفٌ في نَعلِهِ / قَدَمٌ لَئيمَةُ مَوضِعِ الإِبهامِ
أَمَدَحتُمُ الجَمَلَ الكَريمَ بَناتُهُ / لَكِن بَناتُ أَبيكَ غَيرُ كِرامِ
وَهَزَلتُمُ لَجَأ وَأَنتَ تَصُرُّها / غِبّاً تُقَلِّدُ دُهمَها بِرِمامِ
قُبِّحتِ مِن إِبِلٍ وَقُبِّحَ رَبُّها / كومِ الفِصالِ قَليلَةِ الغُرّامِ
قَبَحَ الإِلَهُ عَلى المُرَيرَةِ أَقبُراً / أَصدائُهُنَّ يَصِحنَ كُلَّ ظَلامِ
قَبَحَ الإِلَهُ عَلى المُرَيرَةِ نِسوَةً / خُضرَ الجُلودِ يَبِتنَ غَيرَ نِيامِ
قَد طالَما وَأَبيكَ ذُدنا عامِراً / بِالخَيلِ وَالرُؤَساءِ مِن هَمّامِ
إِذ كُنتَ يا جُعَلَ الشَقيقَةِ غافِلاً / عَن يَومِ شَدَّتِنا عَلى بِسطامِ
أَلحَقنَنا بِأَبي قَبيصَةَ بَعدَما / دَمِيَ الشَكيمُ وَماجَ كُلُّ حِزامِ
الواقِفينَ عَلى الثُغورِ جِيادَهُم / وَالمُحرِزينَ مَكارِمَ الأَيّامِ
كَم قَد أَفاءَ فَوارِسي مِن رائِسٍ / عَرِكٍ وَمِن مَلِكٍ وَطِئنَ هُمامِ
لِأَبي الفُضولُ عَلى أَبيكَ وَلَم تَجِد / عَمّاً بَلَغتَ بِسَعيِهِ أَعمامي
فَأَنا اِبنُ زَيدِ مَناةَ بَينَ فُروعِها / لَن تَستَطيعَ بِجَيدَرَيكَ زِحامي
هَل تَحبِسَنَّ مِنَ السَواحِلِ جِزيَةً / أَو تَنقُلَنَّ رَواسِيَ الأَعلامِ
يا تَيمُ إِنَّ بَني تَميمٍ دافَعَت / عَنّي مَناكِبُهُم وَعَزَّ مَقامي
تِلكَ الجِبالُ رُميتَ مِن أَركانِها / فَاِسأَل بُرَيزَةَ أَيَّهُنَّ تُرامي
يا تَيمُ إِنَّ لِآلِ سَعدٍ عِندَكُم / نِعَماً فَكَيفَ جَزَيتَ بِالإِنعامِ
سَعدُ بنُ زَيدِ مَناةَ فَكَّ كُبولَهُم / وَالتَيمُ عِندَ يَحابِرٍ وَجُذامِ
سَعدٌ هُمُ المُتَيَمَّنونَ بِأَمرِهِم / وَهُمُ الضِياءُ لِلَيلَةِ الإِظلامِ
سَعدٌ إِذا نَزَلَ العَدُوُّ حِماهُمُ / رَدّوا عَلَيهِ بِحَومَةِ القَمقامِ
المُظعِنينَ مِنَ الرَمادَةِ أَهلَها / بَعدَ التَمَكُّنِ في دِيارِ مُقامِ
لَو تَشكُرُ الحَسَناتِ تَيمٌ لَم تَعِب / تَيمٌ فَوارِسَ قَعنَبٍ وَخِزامِ
شُمّاً مَساعِرَ لِلحُروبِ بِشُزَّبٍ / تَدمى شَكائِمُها مِنَ الإِلجامِ
نِعمَ الفَوارِسُ يُعلِمونَ بِجَعفَرٍ / وَالطَيِّبونَ فَوارِسُ الحَمحامِ
تُغَطّي نُمَيرٌ بِالعَمائِمِ لُؤمَها
تُغَطّي نُمَيرٌ بِالعَمائِمِ لُؤمَها / وَكَيفَ يُغَطّي اللُؤمَ طَيُّ العَمائِمِ
فَإِن تَضرِبونا بِالسِياطِ فَإِنَّنا / ضَرَبناكُمُ بِالمُرهَفاتِ الصَوارِمِ
وَإِن تَحلِقوا مِنّا رُؤوساً فَإِنَّنا / حَلَقنا رُؤوساً بِالقَنا وَالغَلاصِمِ
وَإِن تَمنَعوا مِنّا السِلاحَ فَعِندَنا / سِلاحٌ لَنا لا يُشتَرى بِالدَراهِمِ
جَلاميدُ أَملاءُ الأَكُفِّ كَأَنَّها / رُؤوسُ رِجالٍ خُلِّقَت بِالمَواسِمِ
أَواصِلٌ أَنتَ سَلمى بَعدَ مَعتَبَةٍ
أَواصِلٌ أَنتَ سَلمى بَعدَ مَعتَبَةٍ / أَم صارِمُ الحَبلِ مِن سَلمى فَمَصرومُ
قَد كُنتُ أُضمِرُ حاجاتٍ وَأَكتُمُها / حَتّى مَتى طولُ هَذا الوَجدِ مَكتومُ
قالَت أُمامَةُ مُعتَلٌّ أَخو سَفَرٍ / كَأَنَّهُ مِن سُرى الإِدلاجِ مَأمومُ
كَأَنَّ نَشرَ الخُزامى في مَلاحِفِها / قَد بَلَّ أَجرَعَها طَلٌّ وَتَهميمُ
هاجَ الخَيالَ عَلى حاجاتِ ذي أَربٍ / تَكادُ تَنفَضُّ مِنهُنَّ الحَيازيمُ
زَورٌ أَلَمَّ بِنا يَمشي عَلى وَجَلٍ / في الخَصرِ مِنهُ وَفي الكَشحَينِ تَهضيمُ
حُيِّيتَ مِن زائِرٍ يَعتادُ أَرحَلُنا / بِالمِسكِ وَالعَنبَرِ الهِندِيِّ مَلغومُ
يا صاحِبَيَّ سَلا هَذا المُلِمَّ بِنا / أَنّى اِهتَدى وَسَوادُ اللَيلِ مَركومُ
أَعامِداً جاءَ يَسري طولَ لَيلَتِهِ / أَم جائِرٌ عَن طَريقِ القَصدِ مَهيومُ
إِلى طَلائِحَ بِالمَوماةِ صادِيَةٍ / فيها عَلى الهَولِ وَالعِلّاتِ تَصميمُ
كَيفَ الحَديثُ إِلى رَكبٍ تُؤَدِّؤُهُم / يَهماءُ صادِيَةٌ أَصدائُها هَيمُ
تَرمي بِها قاتِمَ الموماةِ عَن عُرُضٍ / إِذا تَوَقَّدَتِ التيهُ الدَياميمُ
شُعثٌ عِجالٌ وَأَنقاضٌ عَلى سَفَرٍ / قَد شاعَ فيهِنَّ أَنعالٌ وَتَخديمُ
دَويَّةٌ قَزَفٌ تُضحي جَنادِبُها / وُرقاً وَحِربائُها صَديانُ مَهيومُ
سِرنا إِلَيكَ مَطايانا نُكَلِّفُها / سَيرَ النَهارِ وَما في اللَيلِ تَهويمُ
سِرنا إِلَيكَ نُصادِيها شَآمِيَةً / لا يُدفِئُ القَلبَ مِن صُرّادِها نيمُ
تَستَوفِضُ الشَيخَ لا يَثني عِمامَتَهُ / وَالثَلجُ فَوقَ رُؤوسِ الأُكمِ مَركومُ
يَكفي الخَليفَةَ أَنَّ اللَهَ سَربَلَهُ / سِربالَ مُلكٍ بِهِ تُرجى الخَواتيمُ
مَن يُعطِهِ اللَهُ مِنكُم يُعطَ نافِلَةً / وَيُحرَمِ اليَومَ مِنكُم فَهوَ مَحرومُ
يا آلَ مَروانَ إِنَّ اللَهَ فَضَّلَكُم / فَضلاً قَديماً وَفي المَسعاةِ تَقويمُ
قَومٌ أَبوهُم أَبو العاصي وَأَورَثَهُم / جُرثومَةً لا تُساميها الجَراثيمُ
قَد فاتَ بِالغايَةِ العُليا فَأَحرَزَها / سامٍ خُروجٌ إِذا اِصطَكَّ الأَضاميمُ
يَحمي حِماهُ بِجَرّارٍ لَهُ لَجَبٌ / لِلأَرضِ مِن وَأدِهِ فيها هَماهيمُ
جاؤوا ظِماءً فَقَد رَوّى دِلاءَهُمُ / مِن زاخِرٍ تَرتَمي فيهِ العَلاجيمُ
ما المُلكُ مُنتَقِلٌ مِنكُم إِلى أَحَدٍ / وَلا بِناؤُكُمُ العادِيُّ مَهدومُ
أَلَم يَكُ لا أَبا لَكَ شَتمُ تَيمٍ
أَلَم يَكُ لا أَبا لَكَ شَتمُ تَيمٍ / بَني زَيدٍ مِنَ الحَدَثِ العَظيمِ
إِذا نُسِبَ الكِرامُ إِلى أَبيهِم / فَما لِلتَيمِ ضَربُ أَبٍ كَريمِ
وَتَيمٌ لا تُقيمُ بِدارِ ثَغرٍ / وَتَيمٌ لا تُحَكَّمُ في الحُكومِ
يَشينُكَ أَن تَقولَ أَنا اِبنُ تَيمٍ / وَتَيمٌ مُنتَهى الحَسَبِ اللَئيمِ
بَدا ضَربُ الكِرامِ وَضَربُ تَيمٍ / كَضَربِ الدَيبُليَّةِ وَالخُسومِ
وَأَخزى التَيمَ أَنَّ نِجارَ تَيمٍ / بَعيدٌ مِن نِجارِ بَني تَميمِ
إِذا بَدَتِ الأَهِلَّةُ يا اِبنَ تَيمٍ / غُمِمتَ فَما بَدَوتَ مِنَ الغُمومِ
لَنا البَدرُ المُنيرُ وَكُلُّ نَجمٍ / وَفيمَ التَيمُ مِن طَلَبِ النُجومِ
تَبَيَّن مِن قَسيمُكَ إِنَّ عَمرواً / وَزَيدَ مَناةَ فَاِعتَرِفوا قَسيمي
قَناةُ الأَلأَمينَ قَناةُ تَيمٍ / مُبَيَّنَةُ القَوادِحِ وَالوُصومِ
أَبونا مالِكٌ وَأَبوكَ تَيمٌ / فَقَد عُرِفَ الأَغَرُّ مِنَ البَهيمِ
تُغَبَّرُ في الرِهانِ وُجوهُ تَيمٍ / إِذا اِعتَزَمَ الجِيادُ عَلى الشَكيمِ
وَتُظعَنُ عَن مَقامِكَ يا اِبنَ تَيمٍ / وَما أَظعَنتَ مِن أَحَدٍ مُقيمِ
وَتَمضي كُلُّ مَظلِمَةٍ عَلَيكُم / وَما تَثنَونَ عادِيَةَ الظَلومِ
وَأَبناءُ الضَرائِرِ جَدَّعَوكُم / وَأَنتُم فَرخُ واحِدَةٍ عَقيمِ
وَلَو عَلِمَ اِبنُ شَيبَةَ لُؤمَ تَيمٍ / لَما طافوا بِزَمزَمَ وَالحَطيمِ
نَهَيتُ التَيمَ عَن سَفَهٍ وَطالَت / أَناتي وَاِنتَظَرتُ ذَوي الحُلومِ
فَمَن كانَ الغَداةَ يَلومُ تَيماً / فَقَد نَزَلوا بِمَنزِلَةِ المُليمِ
بِذيفانِ السِمامِ سَقَيتُ تَيماً / وَتُمطِرُ بِالعَذابِ لَها غُيومي
تَرى الأَبطالَ قَد كُلِموا وَتَيمٌ / صَحيحو الجِلدِ مِن أَثَرِ الكُلومِ
وَما لِلتَيمِ مِن حَسَبٍ هَديثٍ / وَما لِلتَيمِ مِن حَسَبٍ قَديمِ
مِنَ الأَصلابِ يَنزِلُ لُؤمُ تَيمٍ / وَفي الأَرحامِ يُخلَقُ وَالمَشيمِ
تَرى التَيمِيَّ يَزحَفُ كَالقَرَنبى / إِلى سَوداءَ مِثلِ قَفا القَدومِ
إِذا التَيمِيُّ ضافَكَ فَاِستَعِدّوا / لِمُقرِفَةٍ جَحافِلُهُ طَعومُ
تَشَكّى حينَ جاءَ شُقاقَ عَبدٍ / وَأَدنى الراحَتَينِ مِنَ الجَحيمِ
فَعَمروٌ عَمُّنا وَأَنا اِبنُ زَيدٍ / فَأَكرِم بِالأُبوَّةِ وَالعُمومِ
وَتَلقى في الوَلاءِ عَلَيكَ سَعداً / ثِقالَ الوَطءِ ضالِعَةَ الخُصومِ
وَما جُعِلَ القَوادِمُ كَالذُنابى / وَماجُعِلَ المَوالي كَالصَميمِ
يَحوطُكَ مَن يَحوطُ ذِمارَ قَيسٍ / وَمَن وَسَطَ القَماقِمَ مِن تَميمِ
ما هاجَ شَوقَكَ مِن عُهودِ رُسومِ
ما هاجَ شَوقَكَ مِن عُهودِ رُسومِ / بادَت مَعارِفُها بِذي القَيصومِ
هِجنَ الهَوى وَمَضى لِعَهدِكَ حِقبَةٌ / وَبَلينَ غَيرَ دَعائِمِ التَخيِيمِ
وَلَقَد نَراكِ وَأَنتِ جامِعَةُ الهَوى / إِذ عَهدُ أَهلِكِ كانَ غَيرَ ذَميمِ
فَسُقيتِ مِن سَبَلِ الغَوادي ديمَةً / أَو وَبلَ مُرتَجِسِ الرَبابِ هَزيمِ
قَد كِدتَ يَومَ قُشاوَتَينِ مِنَ الهَوى / تُبدي شَواكِلَ سِرِّكَ المَكتومِ
آلى أَميرُكَ لا يَرُدُّ تَحِيَّةً / ماذا بِمَن شَعَفَ الهَوى بِرَحيمِ
كُنّا نُواصِلُكُم بِحَبلِ مَوَدَّةٍ / فَلَقَد عَجِبتُ لِحَبلِنا المَصرومِ
وَلَقَد رَأَيتُ وَلَيسَ شَيءُ باقِياً / يَوماً ظَعائِنَ سَلوَةٍ وَنَعيمِ
فَإِذا احتَمَلنَ حَلَلنَ أَوسَعَ مَنزِلٍ / وَإِذا اِتَّصَلنَ دَعَونَ يالَ تَميمِ
وَإِذا وَعَدنَكَ نائِلاً أَخلَفنَهُ / وَإِذا طُلِبنَ لَوَينَ كُلَّ غَريمِ
فَاِعصي مَلامَ عَواذِلٍ يَنهَينَكُم / فَلَقَد عَصَيتُ إِلَيكَ كُلَّ حَميمِ
وَلَقَد تَوَكَّلَ بِالسُهادِ لِحُبِّكُم / عَينٌ تَبيتُ قَليلَةَ التَهويمِ
إِنَّ اِمرَأً مَنَعَ الزِيارَةَ مِنكُمُ / حَنَقاً لَعَمرُ أَبيهِ غَيرُ حَليمِ
يَرمينَ مِن خَلَلِ السُتورِ بِأَعيُنٍ / فيها السَقامُ وَبُرءُ كُلَّ سَقيمِ
يا مَسلَمَ المُتَضَيِّفونَ إِلَيكُمُ / أَهلَ الرَجاءِ طَلَبتُ وَالتَكريمِ
كَم قَد قَطَعتُ إِلَيكَ مِن دَيمومَةٍ / قَفرٍ وَغولِ صَحاصِحٍ وَحُزومِ
لا يَأمَنونَ عَلى الأَدِلَّةِ هَولَها / إِلّا بِأَشجَعَ صادِقِ التَصميمِ
كَيفَ الحَديثُ إِلى بَني داوِيَّةٍ / مُتَعَصِّبينَ لَدى خَوامِسَ هيمِ
أَبصَرتِ أَنَّ وُجوهَهُم قَد شَفَّها / ما لا يَشُفُّكِ مِن سُرىً وَسَمومِ
وَيَقولُ مَن وَرَدَت عَلَيهِ رِكابُنا / أَمِنَ الكُحَيلِ بِهِنَّ لَونُ عَصيمِ
تَشكو جَوالِبَ دامِياتٍ بِالكُلى / أَو بِالصَفاحِ وَغارِبٍ مَكلومِ
حَتّى استَرَحنَ إِلَيكَ مِن طولِ السُرى / وَمِنَ الحَفا وَسَرائِحِ التَخديمِ
نامَ الخَلِيُّ وَما تَنامُ هُمومي / وَكَأَنَّ لَيلِيَ باتَ لَيلَ سَليمِ
إِنَّ الهُمومَ عَلَيكَ داءٌ داخِلٌ / حَتّى تُفَرِّجَ شَكَّها بِصَريمِ
ما أَنصَفَ المُتَوَدِّدونَ إِلى الرَدى / وَحَمَيتُ كُلَّ حِماً لَهُم وَحَريمِ
لَو يَقدِرونَ بِغَيرِ ما أَبلَيتُهُم / لَسُقيتُ كَأسَ مُقَشَّبٍ مَسمومِ
وَوَجَدتُ مَسلَمَةَ الكَريمِ نِجارُهُ / مِثلَ الهِلالِ أَغَرَّ غَيرَ بَهيمِ
أَنتَ المُؤَمَّلُ وَالمُرَجّى فَضلُهُ / يا اِبنَ الخَليفَةِ وَاِبنَ أُمِّ حَكيمِ
لَلبَدرُ وَاِبنُ غَمامَةٍ رِبعِيَّةٍ / أَصبَحتَ أَكرَمَ ظاعِنٍ وَمُقيمِ
وَنَباتُ عيصِكُمُ لَهُ طيبُ الثَرى / وَقَديمُ عيصِكَ كانَ خَيرَ قَديمِ
لَمّا نَزَلتُ بِكُم عَرَفتُم حاجَتي / فَجَبَرتَ عَظمي وَاِستَجَدَّ أَديمي
وَلَقَد حَبَوني بِالجِيادِ وَأَخدَموا / خَدَماً إِلى مِئَةٍ بَهازِرَ كومِ
حَيَّيتُ وَجهَكَ بِالسَلامِ تَحِيَّةً / وَعَرَفتُ ضَربَ كَريمَةٍ لِكَريمِ
وَاللَهُ فَضَّلَ والِدَيكَ فَأَنجَبا / وَعَدَدتَ خَيرَ خُؤولَةٍ وَعُمومِ
أَرضَيتَنا وَخُلِقتَ نوراً عالِياً / بِالسَعدِ بَينَ أَهِلَّةٍ وَنُجومِ
أَنتَ اِبنُ مُعتَلَجِ الأَباطِحِ فَاِفتَخِر / مِن عَبدِ شَمسَ بِذِروَةٍ وَصَميمِ
وَلَقَد بَنى لَكَ في المَكارِمِ وَالعُلى / آلُ المُغيرَةِ مِن بَني مَخزومِ
وَبِئالِ مُرَّةَ رَهطِ سُعدى فَاِفتَخِر / مِنهُم بِمَكرُمَةٍ وَفَضلِ حُلومِ
المانِعينَ إِذا النِساءُ تَبَذَّلَت / وَالجاسِرينَ بِمُضلِعِ المَغرومِ
ما كانَ في أَحَدٍ لَهُم مُستَنكِراً / فَكُّ العُناةِ وَحَملُ كُلَّ عَظيمِ
وَبَنى لِمَسلَمَةَ الخَلائِفُ في العُلى / شَرَفاً أَقامَ بِمَنزِلٍ مَعلومِ
إِنَّ بِلالاً لَم تَشِنهُ أُمُّهُ
إِنَّ بِلالاً لَم تَشِنهُ أُمُّهُ / لَم يَتَناسَب خالُهُ وَعَمُّهُ
يَشفي الصُداعَ ريحُهُ وَشَمُّهُ / وَيُذهِبُ الهُمومُ عَني ضَمُّهُ
كَأَنَّ ريحَ المِسكِ مُستَحَمَّهُ / ما يَنبَغي لِلمُسلِمينَ ذَمُّهُ
يُمضي الأُمورَ وَهوَ سامٍ هَمَّهُ / بَحرُ بُحورٍ واسِعٌ مَجَمُّهُ
يُفَرِّجُ الأَمرَ وَلا يَغُمُّهُ / فَنَفسُهُ نَفسي وَسَمّي سَمُّهُ
لا تَدعُواني اليَومَ إِلّا بِاِسمي
لا تَدعُواني اليَومَ إِلّا بِاِسمي / لَيسَ المُحامونَ كَمَن لا يَحمي
تَكفيكَ يَربوعٌ أُمورَ الحَزمِ / بِكُلِّ صَوّالٍ وَقورٍ شَهمِ
يَخطِرُ دوني خَطَرانَ القَرَمِ / قَومٌ يُقيمونَ ضَجاجَ الخَصمِ
وَيَضرِبونَ خُنزُوانَ الدَهمِ /
أَتَبيتُ لَيلَكَ يا اِبنَ أَتأَةَ نائِماً
أَتَبيتُ لَيلَكَ يا اِبنَ أَتأَةَ نائِماً / وَبَنو أُمامَةَ عَنكَ غَيرُ نِيامِ
وَتَرى القِتالَ مَعَ الكِرامِ مُحَرَّماً / وَتَرى الزَناءَ عَلَيكَ غَيرَ حَرامِ
يُعافي اللَهُ بَعدَ بَلاءِ سَوءٍ
يُعافي اللَهُ بَعدَ بَلاءِ سَوءٍ / وَيَبرَءُ بَعدَما يُبلى السَقيمُ
يُسَرُّ الشامِتونَ إِذا نُعينا / وَيَكرَهُ ذاكَ ذو اللُطفِ الحَميمُ
إِذا أَصبَحتُ في جَدَثٍ مُقيماً / فَكَم قَد غاظَهُ الجَدَثُ المُقيمُ
فُجِعنا بِحَمّالِ الدَياتِ اِبنِ غالِبٍ
فُجِعنا بِحَمّالِ الدَياتِ اِبنِ غالِبٍ / وَحامي تَميمٍ عِرضَها وَالمُراجِمِ
بَكَيناكِ حِدثانَ الفِراقِ وَإِنَّما / بَكَيناكَ إِذ نابَت أُمورُ العَظائِمِ
فَلا حَمَلَت بَعدَ اِبنِ لَيلى مَهيرَةٌ / وَلا شُدَّ أَنساعُ المَطِيِّ الرَواسِمِ
وَهَبتُ عُطارِداً لِبَني صُدَيٍّ
وَهَبتُ عُطارِداً لِبَني صُدَيٍّ / وَلَولا غَيرُهُ عَلَكَ اللِجاما
وَكُنتُ إِذا الشَقيُّ أَبى شَقاهُ / بِهِ أَو حَينُهُ إِلّا عُراما
أُحِلَّ بِهِ وَلَو أَمسى شَطيراً / وَراءَ الرَدمِ داهِيَةً عَقاما
إِذا شاعَ السَلامُ بِدارِ قَومٍ
إِذا شاعَ السَلامُ بِدارِ قَومٍ / فَلَيسَ عَلى عَزَولاةَ السَلامُ
مُنَيزِلَةٌ تَبَرّى اللَهُ مِنها / بِها مِن مازِنٍ نَفَرٌ لِئامُ
أَلا حَيِّ المَنازِلَ وَالخِياما
أَلا حَيِّ المَنازِلَ وَالخِياما / وَسَكناً طالَ فيها ما أَقاما
أُحَيِّها وَما بِيَ غَيرَ أَنّي / أُريدُ لِأُحدِثَ العَهدَ القُداما
مَنازِلَ قَد خَلَت مِن ساكِنيها / عَفَت إِلّا الدَعائِمَ وَالثُماما
مَحَتها الريحُ وَالأَمطارُ حَتّى / حَسِبتَ رُسومَها في الأَرضِ شاما
وَجَرَّ بِها الكَلاكِلَ كُلَّ جَونٍ / أَجَشِّ الرَعدِ يَهتَزِمُ اِهتِزاما
يَزيفُ وَيَستَطيرُ البَرقُ فيهِ / كَما حَرَّقتَ في الأَجَمِ الضِراما
كَأَنَّ وَميضَهُ أَقرابُ بُلقٍ / تُحازِرُ خَلفَها خَيلاً صِياما
كَأَنَّ رَبابَهُ الضُلّالَ فيهِ / نَعامٌ جافِلٌ لاقى نَعاما
قِفا يا صاحِبَيَّ فَخَبِّراني / عَلامَ تَلومُ عاذِلَتي عَلاما
عَلى ما تَلومُ عاذِلَتي فَإِنّي / لَأَبغِضُ أَن أُليمَ وَأَن أُلاما
وَرَبِّ الراقِصاتِ إِلى الثَنايا / بِشُعثٍ أَيدَعوا حَجّاً تَماما
أُحِبُّكِ يا أُمامَ وَكُلَّ أَرضٍ / سَكَنتِ بِها وَإِن كانَت وِخاما
كَأَنّي إِن أُمامَةُ حَلَّأَتني / أَرى الأَشرابَ آجِنَتاً سِداما
كَصادٍ ظَلَّ مُحتَمّاً لِشُربٍ / فَلابَ عَلى شَرائِعِهِ وَحاما
وَلَو شاءَت أُمامَةُ قَد نَقَعنا / بِعَذبٍ بارِدٍ يَشفي السَقاما
فَما عَصماءُ لا تَحنوا لِإِلفٍ / تَرَعّى في ذُرى الهَضَبِ البَشاما
تَرى نَبلَ الرُماةِ تَطيشُ عَنها / وَإِن أَخَذَ الرُماةُ لَها سِهاما
مُوَقّاةٌ إِذا تُرمى صَيودٌ / مُلَقّاةٌ إِذا تَرمي الكِراما
بِأَنوَرَ مِن أُمامَةَ حينَ تَرجو / جَداها أَو تَرومُ لَها مَراما
كَما تَنأى إِذا ما قُلتُ تَدنو / شَموسُ الخَيلِ حاذَرَتِ اللِجاما
فَإِن سَأَلوكَ عَنها فَاِجلُ عَنها / بِما لا شَكَّ فيهِ وَلا خِصاما
وَقَد حَلَّت أُمامَةُ بَطنَ وادٍ / بِهِ نَخلٌ وَقابَلَتِ الرَغاما
تَزَيَّنَها النَعيمُ بِهِ فَتَمَّت / كَقِرنِ الشَمسِ زايَلَتِ الجَهاما
كَأَنَّ المِرطَ ذا الأَنيارِ يُكسى / إِذا اِتَّزَرَت بِهِ عَقِداً رُكاما
تَرى القَصَبَ المُسَوَّرَ وَالمُبَرّى / خِدالاً تَمَّ مِنها فَاِستَقاما
فَلَولا أَنَّها تَمشي الهُوَينا / كَمَشيِ مَواعِسٍ وَعثاً هِياما
إِذَن لَتَقَصَّمَ الحِجلانِ عَنها / وَظُنّا في مَكانِهِما رُثاما
وَلَو خَرَجَت أُمامَةُ يَومَ عيدٍ / لَمَدَّ الناسُ أَيدِيَهُم قِياما
تَرى السودَ الهِباجَ يَلُذنَ مِنها / حِذارَ الغَمِّ يَكرَهنَ الزُحاما
مَعاذَ اللَهِ أَن يَدنونَ مِنها / وَإِن أُلبِسنَ كِتّاناً وَخاما
كِلا يَومي أُمامَةَ يَومُ صِدقٍ / وَإِن لَم تَأتِها إِلّا لِماما
فَأَمّا يَومَ آتيها فَإِنّي / كَأَنَّ المُزنَ تُمطِرُني رِهاما
فَإِنَّكِ يا أُمامَ وَرَبِّ موسى / أَحَبُّ إِلَيَّ مَن صَلّى وَصاما
مَتى ما تَنجَلِ الغَمَراتُ يَعلَم / هُرَيمٌ وَاِبنُ أَحوَزَ ما أُلاما
هُما ذادا لِخِندِفَ عَن حِماها / وَنارُ الحَربِ تَضطَرِمُ اِضطِراما
إِذا غَدَرَت رَبيعَةُ وَاِستَقادوا / لِطاغِيَةٍ دَعا بَشَراً طَغاما
فَمَنّاهُم مُنَن لَم تُغنِ شَيئاً / غُلامُ الأُزدِ وَاِتَّبَعوا الغُلاما
فَوَلَّوهُ الظُهورَ وَأَسلَموهُ / بِمَلحَمَةٍ إِذا ما النِكسُ خاما
وَلَم يَحموا النِساءَ وَقَد رَأَوها / حَواسِرَ ما يُوارينَ الخِداما
وَمَن يَقرَع بِنا الرَوقَينِ يَعرِف / لَنا الرَأسَ المُقَدَّمَ وَالسَناما
أَلَم تَرَ مَن نَجا مِنهُم سَليماً / عَلَيهِم في مُحافَظَةٍ ذِماما
وَأَعضَدنَ السُيوفَ مُجَرَّداتٍ / لِهامِ الأُزدِ قُبَّحَ ذاكَ هاما
نَكُرَّ الخَيلَ عائِدَةً عَلَيهِم / تَوَطَّأُ مِنهُمُ قَتلى لِئاما
وَمَن بَلَغوا الحَزيزَ وَهُم عِجالٌ / وَقَد جَعَلوا وَرائُهُمُ سَناما
فَذوقوا وَقعَ أَطرافِ العَوالي / فَيا أَهلَ اليَمامَةِ لا يَماما
وَبَكرٌ قَد رَفَعنا السَيفَ عَنها / وَلَولا ذاكَ لَاِقتُسِموا اِقتِساما
فَوَدّوا يَومَ ذَلِكَ إِذ رَأَونا / نَحُسُّ الأُسدَ لَو رَكِبوا النَعاما
وَعَبدُ القَيسِ قَد رَجَعوا خَزايا / وَأَهلُ عُمانَ قَد لاقوا غَراما
مَشَوا مِن واسِطٍ حَتّى تَناهَت / فُلولَهُمُ وَقَد وَرَدوا تُؤاما
فَمِنهُم مَن نَجا وَبِهِ جِراحٌ / وَآخَرُ مُقعَصٌ لَقِيَ الحِماما
فَلَولا أَنَّ إِخوَتَنا قُرَيشٌ / وَأَنّا لا نُحِلُّ لَهُم حَراما
وَأَنَّهُمُ وُلاةُ الأَمرِ فينا / وَخَيرُ الناسِ عَفواً وَاِنتِقاما
لَكانَ لَنا عَلى الأَقوامِ خَرجٌ / وَسُمنا الناسَ كُلَّهُمُ ظِلاما
مَنَعنا بِالرِماحِ بَياضَ نَجدٍ / وَقَتَّلنا الجَبابِرَةَ العِظاما
بِجُردٍ كَالقِداحِ مُسَوَّماتٍ / بِأَيدينا يُعارِضنَ السَماما
وَكَم مِن مَعشَرٍ قُدنا إِلَيهِم / بِحُرِّ بِلادِهِم لَجِباً لُهاما
يُسَهِّلُ حينَ يَغدوا مِن مَبيتٍ / أَوائِلُهُ لِئاخِرِهِ الإِكاما
بِكُلِّ طُوالَةٍ مِن آلِ قَيدِن / تَكادُ تَقُضُّ زَفرَتُها الحِزاما
عَصَينا في الأُمورِ بَني تَميمٍ / وَزِدنا مَجدَها أَبَداً تَماما
طافَ الخَيالُ وَأَينَ مِنكَ لِماما
طافَ الخَيالُ وَأَينَ مِنكَ لِماما / فَاِرجِع لِزَورِكَ بِالسَلامِ سَلاما
فَلَقَد أَنى لَكَ أَن تُوَدِّعَ خُلَّةً / فَنِيَت وَكانَ حِبالُها أَرماما
فَلَئِن صَدَرتَ لَتَصدُرَنَّ بِحاجَةٍ / وَلَئِن سُقيتَ لَطالَ ذا تَحواما
يا عَبدَ بَيبَةَ ما عَذيرُكَ مُحلِباً / لِتُصيبَ عُرَّةَ مُجرِبٍ وَتُلاما
نُبِّئتُ أَنَّ مُجاشِعاً قَد أَنكَروا / شَعَراً تَرادَفَ حاجِبَيهِ تُؤاما
يا ثَلطَ حامِضَةٍ تَرَوَّحَ أَهلُها / عَن ماسِطٍ وَتَنَدَّتِ القُلّاما
أُنبِئتُ أَنَّكَ يا اِبنَ وَردَةَ آلِفٌ / لِبَني حُدَيَّةَ مُقعَداً وَمُقاما
وَإِذا انتَحَيتُكُمُ جَميعاً كُنتُمُ / لا مُسلِمينَ وَلا عَلَيَّ كِراما
وَلَقَد لَقيتَ مَؤونَةً مِن حَربِنا / نَزَلَت عَلَيكَ وَأَلقَتِ الأَجراما
وَلَقَد أَصابَ بَني حُدَيَّةَ ناطِحٌ / وَلَقَد بُعِثتُ عَلى البَعيثِ غَراما
لِمَن طَلَلٌ هاجَ الفُؤادَ المُتَيَّما
لِمَن طَلَلٌ هاجَ الفُؤادَ المُتَيَّما / وَهَمَّ بِسَلمانينَ أَن يَتَكَلَّما
أَمَنزِلَتي هِندٍ بِناظِرَةَ اسلَما / وَما راجَعَ العِرفانَ إِلّا تَوَهُّما
وَقَد أَذِنَت هِندٌ حَبيباً لِتَصرِما / عَلى طولِ ما بَلّى بِهِندٍ وَهَيَّما
وَقَد كانَ مِن شَأنِ الغَوِيِّ ظَعائِنٌ / رَفَعنَ الكُسا وَالعَبقَرِيَّ المُرَقَّما
كَأَنَّ رُسومَ الدارِ ريشُ حَمامَةٍ / مَحاها البِلى فَاستَعجَمَت أَن تَكَلَّما
طَوى البَينُ أَسبابَ الوِصالِ وَحاوَلَت / بِكِنهِلَ أَسبابُ الهَوى أَن تَجَذَّما
كَأَنَّ جِمالَ الحَيِّ سُربِلنَ يانِعاً / مِنَ الوارِدِ البَطحاءَ مِن نَخلِ مَلهَما
سُقيتِ دَمَ الحَيّاتِ ما بالُ زائِرٍ / يُلِمُّ فَيُعطى نائِلاً أَن يُكَلَّما
وَعَهدي بِهِندٍ وَالشَبابُ كَأَنَّهُ / عَسيبٌ نَما في رَيَّةٍ فَتَقَوَّما
بِهِندٍ وَهِندٌ هَمُّهُ غَيرَ أَنَّها / تَرى البُخلَ وَالعِلّاتِ في الوَعدِ مَغنَما
لَقَد عَلِقَت بِالنَفسِ مِنها عَلائِقٌ / أَبَت طولَ هَذا الدَهرِ أَن تَتَصَرَّما
دَعَتكَ لَها أَسبابُ طولِ بَلِيَّةٍ / وَوَجدٌ بِها هاجَ الحَديثَ المُكَتَّما
عَلى حينِ أَن وَلّى الشَبابُ لِشَأنِهِ / وَأَصبَحَ بِالشَيبِ المُحيلِ تَعَمَّما
أَلا لَيتَ هَذا الجَهلَ عَنّا تَصَرَّما / وَأَحدَثَ حِلماً قَلبُهُ فَتَحَلَّما
أُنيخَت رِكابي بِالأَحِزَّةِ بَعدَما / خَبَطنَ بِحَورانَ السَريحَ المُخَدَّما
وَأُدني وِسادي مِن ذِراعِ شِمِلَّةٍ / وَأَترُكُ عاجاً قَد عَلِمتِ وَمِعصَما
وَعاوٍ عَوى مِن غَيرِ شَيءٍ رَمَيتُهُ / بِقارِعَةٍ أَنفاذُها تَقطُرُ الدَما
وَإِنّي لَقَوّالٌ لِكُلِّ غَريبَةٍ / وَرودٍ إِذا الساري بِلَيلٍ تَرَنَّما
خَروجٍ بِأَفواهِ الرُواةِ كَأَنَّها / قَرا هُندُوانِيٍّ إِذا هُزَّ صَمَّما
فَإِنّي لَهاجيهِم بِكُلِّ غَريبَةٍ / شَرودٍ إِذا الساري بِلَيلٍ تَرَنَّما
غَرائِبَ أُلّافاً إِذا حانَ وِردُها / أَخَذنَ طَريقاً لِلقَصائِدِ مَعلَما
لَعَمري لَقَد جارى دَعِيُّ مُجاشِعٍ / عَذوماً عَلى طولِ المُجاراةِ مِرجَما
وَلاقَيتَ مِنّا مِثلَ غايَةِ داحِسٍ / وَمَوقِفِهِ فَاِستَأخِرَن أَو تَقَدَّما
فَإِنّي لَهاجيكُم وَإِنّي لَراغِبٌ / بِأَحسابِنا فَضلاً بِنا وَتَكَرُّما
سَأَذكُرُ مِنكُم كُلَّ مُنتَخَبِ القُوى / مِنَ الخورِ لا يَرعى حِفاظاً وَلا حِمى
فَأَينَ بَنو القَعقاعِ عَن ذَودِ فَرتَنى / وَعَن أَصلِ ذاكَ القِنِّ أَن يَتَقَسَّما
فَتُؤخَذَ مِن عِندِ البَعيثِ ضَريبَةٌ / وَيُترَكَ نَسّاجاً بِدارينَ مُسلَما
يَبينُ إِذا أَلقى العِمامَةَ لُؤمُهُ / وَتَعرِفُ وَجهَ العَبدِ حينَ تَعَمَّما
فَهَلّا سَأَلتَ الناسَ إِن كُنتَ جاهِلاً / بِأَيّامِنا يا اِبنَ الضَروطِ فَتَعلَما
وَرِثنا ذُرى عِزٍّ وَتَلقى طَريقَنا / إِلى المَجدِ عادِيَّ المَوارِدِ مَعلَما
وَما كانَ ذو شَغبٍ يُمارِسُ عيصَنا / فَيَنظُرَ في كَفَّيهِ إِلّا تَنَدَّما
سَأَحمَدُ يَربوعاً عَلى أَنَّ وِردَها / إِذا ذيدَ لَم يُحبَس وَإِن ذادَ حَكَّما
مَصاليتُ يَومَ الرَوعِ تَلقى عَصِيَّنا / سُرَيجِيَّةً يَخلينَ ساقاً وَمِعصَما
وَإِنّا لَقَوّالونَ لِلخَيلِ أَقدِمي / إِذا لَم يَجِد وَغلُ الفَوارِسِ مُقدَما
وَمِنّا الَّذي ناجى فَلَم يُخزِ قَومَهُ / بِأَمرٍ قَوِيٍّ مُحرِزاً وَالمُثَلَّما
وَيَومَ أَبي قابوسَ لَم نُعطِهِ المُنى / وَلاكِن صَدَعنا البيضَ حَتّى تَهَزَّما
وَقَد أَثكَلَت أُمَّ البَحيرَينِ خَيلُنا / بِوِردٍ إِذا ما اِستَعلَنَ الرَوعُ سَوَّما
وَقالَت بَنو شَيبانَ بِالصَمدِ إِذ لَقوا / فَوارِسَنا يَنعَونَ قَيلاً وَأَيهَما
أَشَيبانَ لَو كانَ القِتالُ صَبَرتُمُ / وَلاكِنَّ سَفعاً مِن حَريقٍ تَضَرَّما
وَعَضَّ اِبنَ ذي الجَدَّينِ حَولَ بُيوتِنا / سَلاسِلُهُ وَالقِدُّ حَولاً مُجَرَّما
إِذا عُدَّ فَضلُ السَعيِ مِنّا وَمِنهُمُ / فَضَلنا بَني رَغوانَ بُؤسى وَأَنعُما
أَلَم تَرَ عَوفاً لا تَزالُ كِلابُهُ / تَجُرُّ بِأَكماعِ السِباقَينِ أَلحُما
وَقَد لَبِسَت بَعدَ الزُبَيرِ مُجاشِعٌ / ثِيابَ الَّتي حاضَت وَلَم تَغسِلِ الدَما
وَقَد عَلِمَ الجيرانُ أَنَّ مُجاشِعاً / فُروخُ البَغايا لا يَرى الجارَ مَحرَما
وَلَو عَلِقَت حَبلَ الزُبَيرِ حِبالُنا / لَكانَ كَناجٍ في عَطالَةَ أَعصَما
أَلَم تَرَ أَولادَ القُيونِ مُجاشِعاً / يَمُدّونَ ثَدياً عِندَ عَوفٍ مُصَرَّما
فَلَمّا قَضى عَوفٌ أَشَطَّ عَلَيكُمُ / فَأَقسَمتُمُ لا تَفعَلونَ وَأَقسَما
أَبَعدَ اِبنِ ذَيّالٍ تَقولُ مُجاشِعاً / وَأَصحابَ عَوفٍ يُحسِنونَ التَكَلُّما
فَأُبتُم خَزايا وَالخَزيرُ قِراكُمُ / وَباتَ الصَدى يَدعو عِقالاً وَضَمضَما
وَتَغضَبُ مِن شَأنِ القُيونِ مُجاشِعٌ / وَما كانَ ذِكرُ القَينِ سِرّاً مُكَتَّما
وَلاقَيتَ مِنّي مِثلَ غايَةِ داحِسٍ / وَمَوقِفِهِ فَاستَأخِرَن أَو تَقَدَّما
لَقَد وَجَدَت بِالقَينِ خورُ مُجاشِعٍ / كَوَجدِ النَصارى بِالمَسيحِ اِبنِ مَريَما

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025