المجموع : 46
إِنّي لَوَصّالٌ بِغَيرِ شَناءَةٍ
إِنّي لَوَصّالٌ بِغَيرِ شَناءَةٍ / وَإِنّي لَباقي الحِقدِ مُستَحوِذٌ صُرمي
وَمُحتَمِلٌ ضِغناً عَلَيَّ وَلَم يَكُن / لِيَبلُغَ جَهلي إِن جَهِلتُ وَلا حِلمي
وَيَأبى غُواةُ الناسِ إِلّا تَوافُداً / عَلَيَّ وَيَأبى أَن يَرِقَّ لَهُم عَظمي
وَما زِلتَ يا خِنزيرَ تَغلِبَ جاحِراً / بِمَنزِلَةٍ يُحمى عَلَيكَ وَلا تَحمي
وَإِنَّكَ لَو تَرمي تَميماً لَفَلَّلَت / نِصالَ مَراميكَ الجِبالُ الَّتي تَرمي
وَإِنّي لَمُهدٍ لِلأُخَيطِلِ صَكَّةً / تَدُقُّ حِيالَ الناظِرينِ مِنَ الخَطمِ
كَذَبتَ لَقَد قُدنا الخَميسَ وَناقَلَت / بِنا الخَيلُ وَرداً في الخَميسِ وَفي الدَهمِ
عَلى أَيِّ دينٍ دينُ سَوداءَ إِذ شَوَت
عَلى أَيِّ دينٍ دينُ سَوداءَ إِذ شَوَت / نَواهِضَها وَالكَأسُ يَجري مُدامُها
إِذا زارَها القَينُ العِراقِيُّ ذَبَّحَت / فِراخَ حَمامٍ باضَ خِزياً حَمامُها
أَقبَلنَ مِن جَنبَي فِتاخٍ وَإِضَم
أَقبَلنَ مِن جَنبَي فِتاخٍ وَإِضَم / عَلى قِلاصٍ مِثلَ خيطانِ السَلَم
قَد طُوِيَت بُطونُها طَيَّ الأَدَم / بَعدَ اِنفِضاجِ البُدنِ وَاللَحمِ الزِيَم
إِذا قَطَعنَ عَلَماً بَدا عَلَم / فَهُنَّ بَحثاً كَمُضِلّاتِ الخَدَم
حَتّى تَناهَينَ إِلى بابِ الحَكَم / خَليفَةِ الحَجّاجِ غَيرِ المُتَّهَم
في ضِئضِءِ المَجدِ وَبُؤبُؤِ الكَرَم /
ما بالُ شِربِ بَني الدَلَنطى ثابِتاً
ما بالُ شِربِ بَني الدَلَنطى ثابِتاً / وَكَأَنَّ وارِدَنا يُرى في تُرخَمِ
عَطَفَت تُيوسُ بَني طُهَيَّةَ بَعدَما / رُوِيَت وَما نَهِلَت لِقاحُ الأَعلَمِ
صَدَرَت مُحَلَّأَةَ الجَوازِ فَأَصبَحَت / بِالثَأيَتَينِ حَنينُها كَالمَأتَمِ
لَو حَلَّ مِثلَكَ مِن رِياحٍ وَسطَنا / جاراً لَكانَ جِوارُهُ في مَحرَمِ
ما كانَ يوجَدُ في رِياحٍ نَبوَةٌ / عِندَ الجِوارِ وَلا بِضيقِ المَقدَمِ
السالِبينَ عَنِ الجَبابِرِ بَزَّهُم / وَالخَيلُ تَحجُلُ في الغُبارِ وَفي الدَمِ
وَالخَيلُ تُخبِرُ عَن رِياحٍ أَنَّهُم / نِعمَ الفَوارِسُ في الغُبارِ الأَقتَمِ
أَمّا أُسَيدُ وَالهُجَيمُ وَمازِنٌ
أَمّا أُسَيدُ وَالهُجَيمُ وَمازِنٌ / فَشِرارُ مَن يَمشي عَلى الأَقدامِ
الظاعِنونَ عَلى هَوى نِسوانِهِم / وَالنازِلونَ بِشَرِّ دارِ مُقامِ
حَيّوا الدِيارَ وَأَهلَها بِسَلامِ
حَيّوا الدِيارَ وَأَهلَها بِسَلامِ / رَبعاً تَقادَمَ أَو صَريعَ خِيامِ
بِالعَنبَرِيَّةِ وَالنَحيتِ أَوانِسٌ / قُدنَ الهَوى بِتَخَلُّبٍ وَعِذامِ
أَطَرِبتَ أَن هَتَفَ الحَمامُ وَرُبَّما / أَبكاكَ بَعدَ هَواكَ شَجوُ حَمامِ
فَاِصطادَ قَلبَكَ مِن وَراءِ حِجابِهِ / مَن لا يُرى لِسِنينَ غَيرَ لِمامِ
أَمّا الوِصالُ فَقَد تَقادَمَ عَهدُهُ / إِلّا الخَيالُ يَعودُ كُلَّ مَنامِ
لا تَترُكَنّي لِلَّذي بِيَ مُسلَماً / فَيُصابَ سَمعي أَو تُسَلَّ عِظامي
خَبَّرتُما خَبَراً فَهاجَ لَنا الهَوى / يا حَبَّذا الجَرَعاتُ فَوقَ سَنامِ
فَإِذا أَفَضنا في المَنازِلِ عَبرَةً / مَولِيَّةً فَتَرَوَّحا بِسَلامِ
روحوا فَقَد مُنِعَ الشِفاءَ وَقَد نَرى / أَنَّ الرَواحَ بِغُلَّتي وَسَقامي
وَكَأَنَّ رَوحَتَهُنَّ بَينَ يَلَملَمٍ / وَالنَعفِ ذي السَرَحاتِ أَوبُ نَعامِ
وَلَقَد ذَكَرتُكِ وَالمَطِيُّ خَواضِعٌ / مِثلُ الجُفونِ بِبُرقَتَي أَرمامِ
قَد طالَ حُبُّكَ لَو يُساعِفُكَ الهَوى / نَجداً وَأَنتَ بِنَخلَتَينِ تُهامي
يا تَيمُ لَو صَدَقَ الفَرَزدَقُ لَم يَعِب / في الجَريِ بُعدَ مَدايَ وَاِستِحدامي
قَد قَطَّعَت نَفسَ المُجَرِّبِ غايَتي / وَتُضِرُّ بِالمُتَكَلِّفِ الزِمّامِ
يا تَيمُ ما أَحَدٌ بِأَلأَمَ مِنكُمُ / إِنَّ اللِئامَ عَلَيَّ غَيرُ كِرامِ
وَمِنَ العَجائِبِ أَنَّ تَيماً كَلَّفَت / جُعَلَي بُرَيزَةَ كُلَّ أَصيَدَ سامِ
ما كُنتُ في الحَدَثانِ تَلقى قَهوَساً / مُتَلَبِّباً بِمَحامِلٍ وَلِجامِ
اِحبِس رِباطَكَ حَيثُ كُنتَ مُسَبَّقاً / وَاِسكُت فَغَيرُ أَبيكَ كانَ يُحامي
إِنَّ الكِرامَ لَها مَكارِمُ أَصبَحَت / تَنمي وَسَعيُ أَبيكَ لَيسَ بِنامِ
وَبُنَيُّ بَرزَةَ مُقرِفٌ في نَعلِهِ / قَدَمٌ لَئيمَةُ مَوضِعِ الإِبهامِ
أَمَدَحتُمُ الجَمَلَ الكَريمَ بَناتُهُ / لَكِن بَناتُ أَبيكَ غَيرُ كِرامِ
وَهَزَلتُمُ لَجَأ وَأَنتَ تَصُرُّها / غِبّاً تُقَلِّدُ دُهمَها بِرِمامِ
قُبِّحتِ مِن إِبِلٍ وَقُبِّحَ رَبُّها / كومِ الفِصالِ قَليلَةِ الغُرّامِ
قَبَحَ الإِلَهُ عَلى المُرَيرَةِ أَقبُراً / أَصدائُهُنَّ يَصِحنَ كُلَّ ظَلامِ
قَبَحَ الإِلَهُ عَلى المُرَيرَةِ نِسوَةً / خُضرَ الجُلودِ يَبِتنَ غَيرَ نِيامِ
قَد طالَما وَأَبيكَ ذُدنا عامِراً / بِالخَيلِ وَالرُؤَساءِ مِن هَمّامِ
إِذ كُنتَ يا جُعَلَ الشَقيقَةِ غافِلاً / عَن يَومِ شَدَّتِنا عَلى بِسطامِ
أَلحَقنَنا بِأَبي قَبيصَةَ بَعدَما / دَمِيَ الشَكيمُ وَماجَ كُلُّ حِزامِ
الواقِفينَ عَلى الثُغورِ جِيادَهُم / وَالمُحرِزينَ مَكارِمَ الأَيّامِ
كَم قَد أَفاءَ فَوارِسي مِن رائِسٍ / عَرِكٍ وَمِن مَلِكٍ وَطِئنَ هُمامِ
لِأَبي الفُضولُ عَلى أَبيكَ وَلَم تَجِد / عَمّاً بَلَغتَ بِسَعيِهِ أَعمامي
فَأَنا اِبنُ زَيدِ مَناةَ بَينَ فُروعِها / لَن تَستَطيعَ بِجَيدَرَيكَ زِحامي
هَل تَحبِسَنَّ مِنَ السَواحِلِ جِزيَةً / أَو تَنقُلَنَّ رَواسِيَ الأَعلامِ
يا تَيمُ إِنَّ بَني تَميمٍ دافَعَت / عَنّي مَناكِبُهُم وَعَزَّ مَقامي
تِلكَ الجِبالُ رُميتَ مِن أَركانِها / فَاِسأَل بُرَيزَةَ أَيَّهُنَّ تُرامي
يا تَيمُ إِنَّ لِآلِ سَعدٍ عِندَكُم / نِعَماً فَكَيفَ جَزَيتَ بِالإِنعامِ
سَعدُ بنُ زَيدِ مَناةَ فَكَّ كُبولَهُم / وَالتَيمُ عِندَ يَحابِرٍ وَجُذامِ
سَعدٌ هُمُ المُتَيَمَّنونَ بِأَمرِهِم / وَهُمُ الضِياءُ لِلَيلَةِ الإِظلامِ
سَعدٌ إِذا نَزَلَ العَدُوُّ حِماهُمُ / رَدّوا عَلَيهِ بِحَومَةِ القَمقامِ
المُظعِنينَ مِنَ الرَمادَةِ أَهلَها / بَعدَ التَمَكُّنِ في دِيارِ مُقامِ
لَو تَشكُرُ الحَسَناتِ تَيمٌ لَم تَعِب / تَيمٌ فَوارِسَ قَعنَبٍ وَخِزامِ
شُمّاً مَساعِرَ لِلحُروبِ بِشُزَّبٍ / تَدمى شَكائِمُها مِنَ الإِلجامِ
نِعمَ الفَوارِسُ يُعلِمونَ بِجَعفَرٍ / وَالطَيِّبونَ فَوارِسُ الحَمحامِ
تُغَطّي نُمَيرٌ بِالعَمائِمِ لُؤمَها
تُغَطّي نُمَيرٌ بِالعَمائِمِ لُؤمَها / وَكَيفَ يُغَطّي اللُؤمَ طَيُّ العَمائِمِ
فَإِن تَضرِبونا بِالسِياطِ فَإِنَّنا / ضَرَبناكُمُ بِالمُرهَفاتِ الصَوارِمِ
وَإِن تَحلِقوا مِنّا رُؤوساً فَإِنَّنا / حَلَقنا رُؤوساً بِالقَنا وَالغَلاصِمِ
وَإِن تَمنَعوا مِنّا السِلاحَ فَعِندَنا / سِلاحٌ لَنا لا يُشتَرى بِالدَراهِمِ
جَلاميدُ أَملاءُ الأَكُفِّ كَأَنَّها / رُؤوسُ رِجالٍ خُلِّقَت بِالمَواسِمِ
أَواصِلٌ أَنتَ سَلمى بَعدَ مَعتَبَةٍ
أَواصِلٌ أَنتَ سَلمى بَعدَ مَعتَبَةٍ / أَم صارِمُ الحَبلِ مِن سَلمى فَمَصرومُ
قَد كُنتُ أُضمِرُ حاجاتٍ وَأَكتُمُها / حَتّى مَتى طولُ هَذا الوَجدِ مَكتومُ
قالَت أُمامَةُ مُعتَلٌّ أَخو سَفَرٍ / كَأَنَّهُ مِن سُرى الإِدلاجِ مَأمومُ
كَأَنَّ نَشرَ الخُزامى في مَلاحِفِها / قَد بَلَّ أَجرَعَها طَلٌّ وَتَهميمُ
هاجَ الخَيالَ عَلى حاجاتِ ذي أَربٍ / تَكادُ تَنفَضُّ مِنهُنَّ الحَيازيمُ
زَورٌ أَلَمَّ بِنا يَمشي عَلى وَجَلٍ / في الخَصرِ مِنهُ وَفي الكَشحَينِ تَهضيمُ
حُيِّيتَ مِن زائِرٍ يَعتادُ أَرحَلُنا / بِالمِسكِ وَالعَنبَرِ الهِندِيِّ مَلغومُ
يا صاحِبَيَّ سَلا هَذا المُلِمَّ بِنا / أَنّى اِهتَدى وَسَوادُ اللَيلِ مَركومُ
أَعامِداً جاءَ يَسري طولَ لَيلَتِهِ / أَم جائِرٌ عَن طَريقِ القَصدِ مَهيومُ
إِلى طَلائِحَ بِالمَوماةِ صادِيَةٍ / فيها عَلى الهَولِ وَالعِلّاتِ تَصميمُ
كَيفَ الحَديثُ إِلى رَكبٍ تُؤَدِّؤُهُم / يَهماءُ صادِيَةٌ أَصدائُها هَيمُ
تَرمي بِها قاتِمَ الموماةِ عَن عُرُضٍ / إِذا تَوَقَّدَتِ التيهُ الدَياميمُ
شُعثٌ عِجالٌ وَأَنقاضٌ عَلى سَفَرٍ / قَد شاعَ فيهِنَّ أَنعالٌ وَتَخديمُ
دَويَّةٌ قَزَفٌ تُضحي جَنادِبُها / وُرقاً وَحِربائُها صَديانُ مَهيومُ
سِرنا إِلَيكَ مَطايانا نُكَلِّفُها / سَيرَ النَهارِ وَما في اللَيلِ تَهويمُ
سِرنا إِلَيكَ نُصادِيها شَآمِيَةً / لا يُدفِئُ القَلبَ مِن صُرّادِها نيمُ
تَستَوفِضُ الشَيخَ لا يَثني عِمامَتَهُ / وَالثَلجُ فَوقَ رُؤوسِ الأُكمِ مَركومُ
يَكفي الخَليفَةَ أَنَّ اللَهَ سَربَلَهُ / سِربالَ مُلكٍ بِهِ تُرجى الخَواتيمُ
مَن يُعطِهِ اللَهُ مِنكُم يُعطَ نافِلَةً / وَيُحرَمِ اليَومَ مِنكُم فَهوَ مَحرومُ
يا آلَ مَروانَ إِنَّ اللَهَ فَضَّلَكُم / فَضلاً قَديماً وَفي المَسعاةِ تَقويمُ
قَومٌ أَبوهُم أَبو العاصي وَأَورَثَهُم / جُرثومَةً لا تُساميها الجَراثيمُ
قَد فاتَ بِالغايَةِ العُليا فَأَحرَزَها / سامٍ خُروجٌ إِذا اِصطَكَّ الأَضاميمُ
يَحمي حِماهُ بِجَرّارٍ لَهُ لَجَبٌ / لِلأَرضِ مِن وَأدِهِ فيها هَماهيمُ
جاؤوا ظِماءً فَقَد رَوّى دِلاءَهُمُ / مِن زاخِرٍ تَرتَمي فيهِ العَلاجيمُ
ما المُلكُ مُنتَقِلٌ مِنكُم إِلى أَحَدٍ / وَلا بِناؤُكُمُ العادِيُّ مَهدومُ
أَلَم يَكُ لا أَبا لَكَ شَتمُ تَيمٍ
أَلَم يَكُ لا أَبا لَكَ شَتمُ تَيمٍ / بَني زَيدٍ مِنَ الحَدَثِ العَظيمِ
إِذا نُسِبَ الكِرامُ إِلى أَبيهِم / فَما لِلتَيمِ ضَربُ أَبٍ كَريمِ
وَتَيمٌ لا تُقيمُ بِدارِ ثَغرٍ / وَتَيمٌ لا تُحَكَّمُ في الحُكومِ
يَشينُكَ أَن تَقولَ أَنا اِبنُ تَيمٍ / وَتَيمٌ مُنتَهى الحَسَبِ اللَئيمِ
بَدا ضَربُ الكِرامِ وَضَربُ تَيمٍ / كَضَربِ الدَيبُليَّةِ وَالخُسومِ
وَأَخزى التَيمَ أَنَّ نِجارَ تَيمٍ / بَعيدٌ مِن نِجارِ بَني تَميمِ
إِذا بَدَتِ الأَهِلَّةُ يا اِبنَ تَيمٍ / غُمِمتَ فَما بَدَوتَ مِنَ الغُمومِ
لَنا البَدرُ المُنيرُ وَكُلُّ نَجمٍ / وَفيمَ التَيمُ مِن طَلَبِ النُجومِ
تَبَيَّن مِن قَسيمُكَ إِنَّ عَمرواً / وَزَيدَ مَناةَ فَاِعتَرِفوا قَسيمي
قَناةُ الأَلأَمينَ قَناةُ تَيمٍ / مُبَيَّنَةُ القَوادِحِ وَالوُصومِ
أَبونا مالِكٌ وَأَبوكَ تَيمٌ / فَقَد عُرِفَ الأَغَرُّ مِنَ البَهيمِ
تُغَبَّرُ في الرِهانِ وُجوهُ تَيمٍ / إِذا اِعتَزَمَ الجِيادُ عَلى الشَكيمِ
وَتُظعَنُ عَن مَقامِكَ يا اِبنَ تَيمٍ / وَما أَظعَنتَ مِن أَحَدٍ مُقيمِ
وَتَمضي كُلُّ مَظلِمَةٍ عَلَيكُم / وَما تَثنَونَ عادِيَةَ الظَلومِ
وَأَبناءُ الضَرائِرِ جَدَّعَوكُم / وَأَنتُم فَرخُ واحِدَةٍ عَقيمِ
وَلَو عَلِمَ اِبنُ شَيبَةَ لُؤمَ تَيمٍ / لَما طافوا بِزَمزَمَ وَالحَطيمِ
نَهَيتُ التَيمَ عَن سَفَهٍ وَطالَت / أَناتي وَاِنتَظَرتُ ذَوي الحُلومِ
فَمَن كانَ الغَداةَ يَلومُ تَيماً / فَقَد نَزَلوا بِمَنزِلَةِ المُليمِ
بِذيفانِ السِمامِ سَقَيتُ تَيماً / وَتُمطِرُ بِالعَذابِ لَها غُيومي
تَرى الأَبطالَ قَد كُلِموا وَتَيمٌ / صَحيحو الجِلدِ مِن أَثَرِ الكُلومِ
وَما لِلتَيمِ مِن حَسَبٍ هَديثٍ / وَما لِلتَيمِ مِن حَسَبٍ قَديمِ
مِنَ الأَصلابِ يَنزِلُ لُؤمُ تَيمٍ / وَفي الأَرحامِ يُخلَقُ وَالمَشيمِ
تَرى التَيمِيَّ يَزحَفُ كَالقَرَنبى / إِلى سَوداءَ مِثلِ قَفا القَدومِ
إِذا التَيمِيُّ ضافَكَ فَاِستَعِدّوا / لِمُقرِفَةٍ جَحافِلُهُ طَعومُ
تَشَكّى حينَ جاءَ شُقاقَ عَبدٍ / وَأَدنى الراحَتَينِ مِنَ الجَحيمِ
فَعَمروٌ عَمُّنا وَأَنا اِبنُ زَيدٍ / فَأَكرِم بِالأُبوَّةِ وَالعُمومِ
وَتَلقى في الوَلاءِ عَلَيكَ سَعداً / ثِقالَ الوَطءِ ضالِعَةَ الخُصومِ
وَما جُعِلَ القَوادِمُ كَالذُنابى / وَماجُعِلَ المَوالي كَالصَميمِ
يَحوطُكَ مَن يَحوطُ ذِمارَ قَيسٍ / وَمَن وَسَطَ القَماقِمَ مِن تَميمِ
ما هاجَ شَوقَكَ مِن عُهودِ رُسومِ
ما هاجَ شَوقَكَ مِن عُهودِ رُسومِ / بادَت مَعارِفُها بِذي القَيصومِ
هِجنَ الهَوى وَمَضى لِعَهدِكَ حِقبَةٌ / وَبَلينَ غَيرَ دَعائِمِ التَخيِيمِ
وَلَقَد نَراكِ وَأَنتِ جامِعَةُ الهَوى / إِذ عَهدُ أَهلِكِ كانَ غَيرَ ذَميمِ
فَسُقيتِ مِن سَبَلِ الغَوادي ديمَةً / أَو وَبلَ مُرتَجِسِ الرَبابِ هَزيمِ
قَد كِدتَ يَومَ قُشاوَتَينِ مِنَ الهَوى / تُبدي شَواكِلَ سِرِّكَ المَكتومِ
آلى أَميرُكَ لا يَرُدُّ تَحِيَّةً / ماذا بِمَن شَعَفَ الهَوى بِرَحيمِ
كُنّا نُواصِلُكُم بِحَبلِ مَوَدَّةٍ / فَلَقَد عَجِبتُ لِحَبلِنا المَصرومِ
وَلَقَد رَأَيتُ وَلَيسَ شَيءُ باقِياً / يَوماً ظَعائِنَ سَلوَةٍ وَنَعيمِ
فَإِذا احتَمَلنَ حَلَلنَ أَوسَعَ مَنزِلٍ / وَإِذا اِتَّصَلنَ دَعَونَ يالَ تَميمِ
وَإِذا وَعَدنَكَ نائِلاً أَخلَفنَهُ / وَإِذا طُلِبنَ لَوَينَ كُلَّ غَريمِ
فَاِعصي مَلامَ عَواذِلٍ يَنهَينَكُم / فَلَقَد عَصَيتُ إِلَيكَ كُلَّ حَميمِ
وَلَقَد تَوَكَّلَ بِالسُهادِ لِحُبِّكُم / عَينٌ تَبيتُ قَليلَةَ التَهويمِ
إِنَّ اِمرَأً مَنَعَ الزِيارَةَ مِنكُمُ / حَنَقاً لَعَمرُ أَبيهِ غَيرُ حَليمِ
يَرمينَ مِن خَلَلِ السُتورِ بِأَعيُنٍ / فيها السَقامُ وَبُرءُ كُلَّ سَقيمِ
يا مَسلَمَ المُتَضَيِّفونَ إِلَيكُمُ / أَهلَ الرَجاءِ طَلَبتُ وَالتَكريمِ
كَم قَد قَطَعتُ إِلَيكَ مِن دَيمومَةٍ / قَفرٍ وَغولِ صَحاصِحٍ وَحُزومِ
لا يَأمَنونَ عَلى الأَدِلَّةِ هَولَها / إِلّا بِأَشجَعَ صادِقِ التَصميمِ
كَيفَ الحَديثُ إِلى بَني داوِيَّةٍ / مُتَعَصِّبينَ لَدى خَوامِسَ هيمِ
أَبصَرتِ أَنَّ وُجوهَهُم قَد شَفَّها / ما لا يَشُفُّكِ مِن سُرىً وَسَمومِ
وَيَقولُ مَن وَرَدَت عَلَيهِ رِكابُنا / أَمِنَ الكُحَيلِ بِهِنَّ لَونُ عَصيمِ
تَشكو جَوالِبَ دامِياتٍ بِالكُلى / أَو بِالصَفاحِ وَغارِبٍ مَكلومِ
حَتّى استَرَحنَ إِلَيكَ مِن طولِ السُرى / وَمِنَ الحَفا وَسَرائِحِ التَخديمِ
نامَ الخَلِيُّ وَما تَنامُ هُمومي / وَكَأَنَّ لَيلِيَ باتَ لَيلَ سَليمِ
إِنَّ الهُمومَ عَلَيكَ داءٌ داخِلٌ / حَتّى تُفَرِّجَ شَكَّها بِصَريمِ
ما أَنصَفَ المُتَوَدِّدونَ إِلى الرَدى / وَحَمَيتُ كُلَّ حِماً لَهُم وَحَريمِ
لَو يَقدِرونَ بِغَيرِ ما أَبلَيتُهُم / لَسُقيتُ كَأسَ مُقَشَّبٍ مَسمومِ
وَوَجَدتُ مَسلَمَةَ الكَريمِ نِجارُهُ / مِثلَ الهِلالِ أَغَرَّ غَيرَ بَهيمِ
أَنتَ المُؤَمَّلُ وَالمُرَجّى فَضلُهُ / يا اِبنَ الخَليفَةِ وَاِبنَ أُمِّ حَكيمِ
لَلبَدرُ وَاِبنُ غَمامَةٍ رِبعِيَّةٍ / أَصبَحتَ أَكرَمَ ظاعِنٍ وَمُقيمِ
وَنَباتُ عيصِكُمُ لَهُ طيبُ الثَرى / وَقَديمُ عيصِكَ كانَ خَيرَ قَديمِ
لَمّا نَزَلتُ بِكُم عَرَفتُم حاجَتي / فَجَبَرتَ عَظمي وَاِستَجَدَّ أَديمي
وَلَقَد حَبَوني بِالجِيادِ وَأَخدَموا / خَدَماً إِلى مِئَةٍ بَهازِرَ كومِ
حَيَّيتُ وَجهَكَ بِالسَلامِ تَحِيَّةً / وَعَرَفتُ ضَربَ كَريمَةٍ لِكَريمِ
وَاللَهُ فَضَّلَ والِدَيكَ فَأَنجَبا / وَعَدَدتَ خَيرَ خُؤولَةٍ وَعُمومِ
أَرضَيتَنا وَخُلِقتَ نوراً عالِياً / بِالسَعدِ بَينَ أَهِلَّةٍ وَنُجومِ
أَنتَ اِبنُ مُعتَلَجِ الأَباطِحِ فَاِفتَخِر / مِن عَبدِ شَمسَ بِذِروَةٍ وَصَميمِ
وَلَقَد بَنى لَكَ في المَكارِمِ وَالعُلى / آلُ المُغيرَةِ مِن بَني مَخزومِ
وَبِئالِ مُرَّةَ رَهطِ سُعدى فَاِفتَخِر / مِنهُم بِمَكرُمَةٍ وَفَضلِ حُلومِ
المانِعينَ إِذا النِساءُ تَبَذَّلَت / وَالجاسِرينَ بِمُضلِعِ المَغرومِ
ما كانَ في أَحَدٍ لَهُم مُستَنكِراً / فَكُّ العُناةِ وَحَملُ كُلَّ عَظيمِ
وَبَنى لِمَسلَمَةَ الخَلائِفُ في العُلى / شَرَفاً أَقامَ بِمَنزِلٍ مَعلومِ
إِنَّ بِلالاً لَم تَشِنهُ أُمُّهُ
إِنَّ بِلالاً لَم تَشِنهُ أُمُّهُ / لَم يَتَناسَب خالُهُ وَعَمُّهُ
يَشفي الصُداعَ ريحُهُ وَشَمُّهُ / وَيُذهِبُ الهُمومُ عَني ضَمُّهُ
كَأَنَّ ريحَ المِسكِ مُستَحَمَّهُ / ما يَنبَغي لِلمُسلِمينَ ذَمُّهُ
يُمضي الأُمورَ وَهوَ سامٍ هَمَّهُ / بَحرُ بُحورٍ واسِعٌ مَجَمُّهُ
يُفَرِّجُ الأَمرَ وَلا يَغُمُّهُ / فَنَفسُهُ نَفسي وَسَمّي سَمُّهُ
لا تَدعُواني اليَومَ إِلّا بِاِسمي
لا تَدعُواني اليَومَ إِلّا بِاِسمي / لَيسَ المُحامونَ كَمَن لا يَحمي
تَكفيكَ يَربوعٌ أُمورَ الحَزمِ / بِكُلِّ صَوّالٍ وَقورٍ شَهمِ
يَخطِرُ دوني خَطَرانَ القَرَمِ / قَومٌ يُقيمونَ ضَجاجَ الخَصمِ
وَيَضرِبونَ خُنزُوانَ الدَهمِ /
أَتَبيتُ لَيلَكَ يا اِبنَ أَتأَةَ نائِماً
أَتَبيتُ لَيلَكَ يا اِبنَ أَتأَةَ نائِماً / وَبَنو أُمامَةَ عَنكَ غَيرُ نِيامِ
وَتَرى القِتالَ مَعَ الكِرامِ مُحَرَّماً / وَتَرى الزَناءَ عَلَيكَ غَيرَ حَرامِ
يُعافي اللَهُ بَعدَ بَلاءِ سَوءٍ
يُعافي اللَهُ بَعدَ بَلاءِ سَوءٍ / وَيَبرَءُ بَعدَما يُبلى السَقيمُ
يُسَرُّ الشامِتونَ إِذا نُعينا / وَيَكرَهُ ذاكَ ذو اللُطفِ الحَميمُ
إِذا أَصبَحتُ في جَدَثٍ مُقيماً / فَكَم قَد غاظَهُ الجَدَثُ المُقيمُ
فُجِعنا بِحَمّالِ الدَياتِ اِبنِ غالِبٍ
فُجِعنا بِحَمّالِ الدَياتِ اِبنِ غالِبٍ / وَحامي تَميمٍ عِرضَها وَالمُراجِمِ
بَكَيناكِ حِدثانَ الفِراقِ وَإِنَّما / بَكَيناكَ إِذ نابَت أُمورُ العَظائِمِ
فَلا حَمَلَت بَعدَ اِبنِ لَيلى مَهيرَةٌ / وَلا شُدَّ أَنساعُ المَطِيِّ الرَواسِمِ
وَهَبتُ عُطارِداً لِبَني صُدَيٍّ
وَهَبتُ عُطارِداً لِبَني صُدَيٍّ / وَلَولا غَيرُهُ عَلَكَ اللِجاما
وَكُنتُ إِذا الشَقيُّ أَبى شَقاهُ / بِهِ أَو حَينُهُ إِلّا عُراما
أُحِلَّ بِهِ وَلَو أَمسى شَطيراً / وَراءَ الرَدمِ داهِيَةً عَقاما
إِذا شاعَ السَلامُ بِدارِ قَومٍ
إِذا شاعَ السَلامُ بِدارِ قَومٍ / فَلَيسَ عَلى عَزَولاةَ السَلامُ
مُنَيزِلَةٌ تَبَرّى اللَهُ مِنها / بِها مِن مازِنٍ نَفَرٌ لِئامُ
أَلا حَيِّ المَنازِلَ وَالخِياما
أَلا حَيِّ المَنازِلَ وَالخِياما / وَسَكناً طالَ فيها ما أَقاما
أُحَيِّها وَما بِيَ غَيرَ أَنّي / أُريدُ لِأُحدِثَ العَهدَ القُداما
مَنازِلَ قَد خَلَت مِن ساكِنيها / عَفَت إِلّا الدَعائِمَ وَالثُماما
مَحَتها الريحُ وَالأَمطارُ حَتّى / حَسِبتَ رُسومَها في الأَرضِ شاما
وَجَرَّ بِها الكَلاكِلَ كُلَّ جَونٍ / أَجَشِّ الرَعدِ يَهتَزِمُ اِهتِزاما
يَزيفُ وَيَستَطيرُ البَرقُ فيهِ / كَما حَرَّقتَ في الأَجَمِ الضِراما
كَأَنَّ وَميضَهُ أَقرابُ بُلقٍ / تُحازِرُ خَلفَها خَيلاً صِياما
كَأَنَّ رَبابَهُ الضُلّالَ فيهِ / نَعامٌ جافِلٌ لاقى نَعاما
قِفا يا صاحِبَيَّ فَخَبِّراني / عَلامَ تَلومُ عاذِلَتي عَلاما
عَلى ما تَلومُ عاذِلَتي فَإِنّي / لَأَبغِضُ أَن أُليمَ وَأَن أُلاما
وَرَبِّ الراقِصاتِ إِلى الثَنايا / بِشُعثٍ أَيدَعوا حَجّاً تَماما
أُحِبُّكِ يا أُمامَ وَكُلَّ أَرضٍ / سَكَنتِ بِها وَإِن كانَت وِخاما
كَأَنّي إِن أُمامَةُ حَلَّأَتني / أَرى الأَشرابَ آجِنَتاً سِداما
كَصادٍ ظَلَّ مُحتَمّاً لِشُربٍ / فَلابَ عَلى شَرائِعِهِ وَحاما
وَلَو شاءَت أُمامَةُ قَد نَقَعنا / بِعَذبٍ بارِدٍ يَشفي السَقاما
فَما عَصماءُ لا تَحنوا لِإِلفٍ / تَرَعّى في ذُرى الهَضَبِ البَشاما
تَرى نَبلَ الرُماةِ تَطيشُ عَنها / وَإِن أَخَذَ الرُماةُ لَها سِهاما
مُوَقّاةٌ إِذا تُرمى صَيودٌ / مُلَقّاةٌ إِذا تَرمي الكِراما
بِأَنوَرَ مِن أُمامَةَ حينَ تَرجو / جَداها أَو تَرومُ لَها مَراما
كَما تَنأى إِذا ما قُلتُ تَدنو / شَموسُ الخَيلِ حاذَرَتِ اللِجاما
فَإِن سَأَلوكَ عَنها فَاِجلُ عَنها / بِما لا شَكَّ فيهِ وَلا خِصاما
وَقَد حَلَّت أُمامَةُ بَطنَ وادٍ / بِهِ نَخلٌ وَقابَلَتِ الرَغاما
تَزَيَّنَها النَعيمُ بِهِ فَتَمَّت / كَقِرنِ الشَمسِ زايَلَتِ الجَهاما
كَأَنَّ المِرطَ ذا الأَنيارِ يُكسى / إِذا اِتَّزَرَت بِهِ عَقِداً رُكاما
تَرى القَصَبَ المُسَوَّرَ وَالمُبَرّى / خِدالاً تَمَّ مِنها فَاِستَقاما
فَلَولا أَنَّها تَمشي الهُوَينا / كَمَشيِ مَواعِسٍ وَعثاً هِياما
إِذَن لَتَقَصَّمَ الحِجلانِ عَنها / وَظُنّا في مَكانِهِما رُثاما
وَلَو خَرَجَت أُمامَةُ يَومَ عيدٍ / لَمَدَّ الناسُ أَيدِيَهُم قِياما
تَرى السودَ الهِباجَ يَلُذنَ مِنها / حِذارَ الغَمِّ يَكرَهنَ الزُحاما
مَعاذَ اللَهِ أَن يَدنونَ مِنها / وَإِن أُلبِسنَ كِتّاناً وَخاما
كِلا يَومي أُمامَةَ يَومُ صِدقٍ / وَإِن لَم تَأتِها إِلّا لِماما
فَأَمّا يَومَ آتيها فَإِنّي / كَأَنَّ المُزنَ تُمطِرُني رِهاما
فَإِنَّكِ يا أُمامَ وَرَبِّ موسى / أَحَبُّ إِلَيَّ مَن صَلّى وَصاما
مَتى ما تَنجَلِ الغَمَراتُ يَعلَم / هُرَيمٌ وَاِبنُ أَحوَزَ ما أُلاما
هُما ذادا لِخِندِفَ عَن حِماها / وَنارُ الحَربِ تَضطَرِمُ اِضطِراما
إِذا غَدَرَت رَبيعَةُ وَاِستَقادوا / لِطاغِيَةٍ دَعا بَشَراً طَغاما
فَمَنّاهُم مُنَن لَم تُغنِ شَيئاً / غُلامُ الأُزدِ وَاِتَّبَعوا الغُلاما
فَوَلَّوهُ الظُهورَ وَأَسلَموهُ / بِمَلحَمَةٍ إِذا ما النِكسُ خاما
وَلَم يَحموا النِساءَ وَقَد رَأَوها / حَواسِرَ ما يُوارينَ الخِداما
وَمَن يَقرَع بِنا الرَوقَينِ يَعرِف / لَنا الرَأسَ المُقَدَّمَ وَالسَناما
أَلَم تَرَ مَن نَجا مِنهُم سَليماً / عَلَيهِم في مُحافَظَةٍ ذِماما
وَأَعضَدنَ السُيوفَ مُجَرَّداتٍ / لِهامِ الأُزدِ قُبَّحَ ذاكَ هاما
نَكُرَّ الخَيلَ عائِدَةً عَلَيهِم / تَوَطَّأُ مِنهُمُ قَتلى لِئاما
وَمَن بَلَغوا الحَزيزَ وَهُم عِجالٌ / وَقَد جَعَلوا وَرائُهُمُ سَناما
فَذوقوا وَقعَ أَطرافِ العَوالي / فَيا أَهلَ اليَمامَةِ لا يَماما
وَبَكرٌ قَد رَفَعنا السَيفَ عَنها / وَلَولا ذاكَ لَاِقتُسِموا اِقتِساما
فَوَدّوا يَومَ ذَلِكَ إِذ رَأَونا / نَحُسُّ الأُسدَ لَو رَكِبوا النَعاما
وَعَبدُ القَيسِ قَد رَجَعوا خَزايا / وَأَهلُ عُمانَ قَد لاقوا غَراما
مَشَوا مِن واسِطٍ حَتّى تَناهَت / فُلولَهُمُ وَقَد وَرَدوا تُؤاما
فَمِنهُم مَن نَجا وَبِهِ جِراحٌ / وَآخَرُ مُقعَصٌ لَقِيَ الحِماما
فَلَولا أَنَّ إِخوَتَنا قُرَيشٌ / وَأَنّا لا نُحِلُّ لَهُم حَراما
وَأَنَّهُمُ وُلاةُ الأَمرِ فينا / وَخَيرُ الناسِ عَفواً وَاِنتِقاما
لَكانَ لَنا عَلى الأَقوامِ خَرجٌ / وَسُمنا الناسَ كُلَّهُمُ ظِلاما
مَنَعنا بِالرِماحِ بَياضَ نَجدٍ / وَقَتَّلنا الجَبابِرَةَ العِظاما
بِجُردٍ كَالقِداحِ مُسَوَّماتٍ / بِأَيدينا يُعارِضنَ السَماما
وَكَم مِن مَعشَرٍ قُدنا إِلَيهِم / بِحُرِّ بِلادِهِم لَجِباً لُهاما
يُسَهِّلُ حينَ يَغدوا مِن مَبيتٍ / أَوائِلُهُ لِئاخِرِهِ الإِكاما
بِكُلِّ طُوالَةٍ مِن آلِ قَيدِن / تَكادُ تَقُضُّ زَفرَتُها الحِزاما
عَصَينا في الأُمورِ بَني تَميمٍ / وَزِدنا مَجدَها أَبَداً تَماما
طافَ الخَيالُ وَأَينَ مِنكَ لِماما
طافَ الخَيالُ وَأَينَ مِنكَ لِماما / فَاِرجِع لِزَورِكَ بِالسَلامِ سَلاما
فَلَقَد أَنى لَكَ أَن تُوَدِّعَ خُلَّةً / فَنِيَت وَكانَ حِبالُها أَرماما
فَلَئِن صَدَرتَ لَتَصدُرَنَّ بِحاجَةٍ / وَلَئِن سُقيتَ لَطالَ ذا تَحواما
يا عَبدَ بَيبَةَ ما عَذيرُكَ مُحلِباً / لِتُصيبَ عُرَّةَ مُجرِبٍ وَتُلاما
نُبِّئتُ أَنَّ مُجاشِعاً قَد أَنكَروا / شَعَراً تَرادَفَ حاجِبَيهِ تُؤاما
يا ثَلطَ حامِضَةٍ تَرَوَّحَ أَهلُها / عَن ماسِطٍ وَتَنَدَّتِ القُلّاما
أُنبِئتُ أَنَّكَ يا اِبنَ وَردَةَ آلِفٌ / لِبَني حُدَيَّةَ مُقعَداً وَمُقاما
وَإِذا انتَحَيتُكُمُ جَميعاً كُنتُمُ / لا مُسلِمينَ وَلا عَلَيَّ كِراما
وَلَقَد لَقيتَ مَؤونَةً مِن حَربِنا / نَزَلَت عَلَيكَ وَأَلقَتِ الأَجراما
وَلَقَد أَصابَ بَني حُدَيَّةَ ناطِحٌ / وَلَقَد بُعِثتُ عَلى البَعيثِ غَراما
لِمَن طَلَلٌ هاجَ الفُؤادَ المُتَيَّما
لِمَن طَلَلٌ هاجَ الفُؤادَ المُتَيَّما / وَهَمَّ بِسَلمانينَ أَن يَتَكَلَّما
أَمَنزِلَتي هِندٍ بِناظِرَةَ اسلَما / وَما راجَعَ العِرفانَ إِلّا تَوَهُّما
وَقَد أَذِنَت هِندٌ حَبيباً لِتَصرِما / عَلى طولِ ما بَلّى بِهِندٍ وَهَيَّما
وَقَد كانَ مِن شَأنِ الغَوِيِّ ظَعائِنٌ / رَفَعنَ الكُسا وَالعَبقَرِيَّ المُرَقَّما
كَأَنَّ رُسومَ الدارِ ريشُ حَمامَةٍ / مَحاها البِلى فَاستَعجَمَت أَن تَكَلَّما
طَوى البَينُ أَسبابَ الوِصالِ وَحاوَلَت / بِكِنهِلَ أَسبابُ الهَوى أَن تَجَذَّما
كَأَنَّ جِمالَ الحَيِّ سُربِلنَ يانِعاً / مِنَ الوارِدِ البَطحاءَ مِن نَخلِ مَلهَما
سُقيتِ دَمَ الحَيّاتِ ما بالُ زائِرٍ / يُلِمُّ فَيُعطى نائِلاً أَن يُكَلَّما
وَعَهدي بِهِندٍ وَالشَبابُ كَأَنَّهُ / عَسيبٌ نَما في رَيَّةٍ فَتَقَوَّما
بِهِندٍ وَهِندٌ هَمُّهُ غَيرَ أَنَّها / تَرى البُخلَ وَالعِلّاتِ في الوَعدِ مَغنَما
لَقَد عَلِقَت بِالنَفسِ مِنها عَلائِقٌ / أَبَت طولَ هَذا الدَهرِ أَن تَتَصَرَّما
دَعَتكَ لَها أَسبابُ طولِ بَلِيَّةٍ / وَوَجدٌ بِها هاجَ الحَديثَ المُكَتَّما
عَلى حينِ أَن وَلّى الشَبابُ لِشَأنِهِ / وَأَصبَحَ بِالشَيبِ المُحيلِ تَعَمَّما
أَلا لَيتَ هَذا الجَهلَ عَنّا تَصَرَّما / وَأَحدَثَ حِلماً قَلبُهُ فَتَحَلَّما
أُنيخَت رِكابي بِالأَحِزَّةِ بَعدَما / خَبَطنَ بِحَورانَ السَريحَ المُخَدَّما
وَأُدني وِسادي مِن ذِراعِ شِمِلَّةٍ / وَأَترُكُ عاجاً قَد عَلِمتِ وَمِعصَما
وَعاوٍ عَوى مِن غَيرِ شَيءٍ رَمَيتُهُ / بِقارِعَةٍ أَنفاذُها تَقطُرُ الدَما
وَإِنّي لَقَوّالٌ لِكُلِّ غَريبَةٍ / وَرودٍ إِذا الساري بِلَيلٍ تَرَنَّما
خَروجٍ بِأَفواهِ الرُواةِ كَأَنَّها / قَرا هُندُوانِيٍّ إِذا هُزَّ صَمَّما
فَإِنّي لَهاجيهِم بِكُلِّ غَريبَةٍ / شَرودٍ إِذا الساري بِلَيلٍ تَرَنَّما
غَرائِبَ أُلّافاً إِذا حانَ وِردُها / أَخَذنَ طَريقاً لِلقَصائِدِ مَعلَما
لَعَمري لَقَد جارى دَعِيُّ مُجاشِعٍ / عَذوماً عَلى طولِ المُجاراةِ مِرجَما
وَلاقَيتَ مِنّا مِثلَ غايَةِ داحِسٍ / وَمَوقِفِهِ فَاِستَأخِرَن أَو تَقَدَّما
فَإِنّي لَهاجيكُم وَإِنّي لَراغِبٌ / بِأَحسابِنا فَضلاً بِنا وَتَكَرُّما
سَأَذكُرُ مِنكُم كُلَّ مُنتَخَبِ القُوى / مِنَ الخورِ لا يَرعى حِفاظاً وَلا حِمى
فَأَينَ بَنو القَعقاعِ عَن ذَودِ فَرتَنى / وَعَن أَصلِ ذاكَ القِنِّ أَن يَتَقَسَّما
فَتُؤخَذَ مِن عِندِ البَعيثِ ضَريبَةٌ / وَيُترَكَ نَسّاجاً بِدارينَ مُسلَما
يَبينُ إِذا أَلقى العِمامَةَ لُؤمُهُ / وَتَعرِفُ وَجهَ العَبدِ حينَ تَعَمَّما
فَهَلّا سَأَلتَ الناسَ إِن كُنتَ جاهِلاً / بِأَيّامِنا يا اِبنَ الضَروطِ فَتَعلَما
وَرِثنا ذُرى عِزٍّ وَتَلقى طَريقَنا / إِلى المَجدِ عادِيَّ المَوارِدِ مَعلَما
وَما كانَ ذو شَغبٍ يُمارِسُ عيصَنا / فَيَنظُرَ في كَفَّيهِ إِلّا تَنَدَّما
سَأَحمَدُ يَربوعاً عَلى أَنَّ وِردَها / إِذا ذيدَ لَم يُحبَس وَإِن ذادَ حَكَّما
مَصاليتُ يَومَ الرَوعِ تَلقى عَصِيَّنا / سُرَيجِيَّةً يَخلينَ ساقاً وَمِعصَما
وَإِنّا لَقَوّالونَ لِلخَيلِ أَقدِمي / إِذا لَم يَجِد وَغلُ الفَوارِسِ مُقدَما
وَمِنّا الَّذي ناجى فَلَم يُخزِ قَومَهُ / بِأَمرٍ قَوِيٍّ مُحرِزاً وَالمُثَلَّما
وَيَومَ أَبي قابوسَ لَم نُعطِهِ المُنى / وَلاكِن صَدَعنا البيضَ حَتّى تَهَزَّما
وَقَد أَثكَلَت أُمَّ البَحيرَينِ خَيلُنا / بِوِردٍ إِذا ما اِستَعلَنَ الرَوعُ سَوَّما
وَقالَت بَنو شَيبانَ بِالصَمدِ إِذ لَقوا / فَوارِسَنا يَنعَونَ قَيلاً وَأَيهَما
أَشَيبانَ لَو كانَ القِتالُ صَبَرتُمُ / وَلاكِنَّ سَفعاً مِن حَريقٍ تَضَرَّما
وَعَضَّ اِبنَ ذي الجَدَّينِ حَولَ بُيوتِنا / سَلاسِلُهُ وَالقِدُّ حَولاً مُجَرَّما
إِذا عُدَّ فَضلُ السَعيِ مِنّا وَمِنهُمُ / فَضَلنا بَني رَغوانَ بُؤسى وَأَنعُما
أَلَم تَرَ عَوفاً لا تَزالُ كِلابُهُ / تَجُرُّ بِأَكماعِ السِباقَينِ أَلحُما
وَقَد لَبِسَت بَعدَ الزُبَيرِ مُجاشِعٌ / ثِيابَ الَّتي حاضَت وَلَم تَغسِلِ الدَما
وَقَد عَلِمَ الجيرانُ أَنَّ مُجاشِعاً / فُروخُ البَغايا لا يَرى الجارَ مَحرَما
وَلَو عَلِقَت حَبلَ الزُبَيرِ حِبالُنا / لَكانَ كَناجٍ في عَطالَةَ أَعصَما
أَلَم تَرَ أَولادَ القُيونِ مُجاشِعاً / يَمُدّونَ ثَدياً عِندَ عَوفٍ مُصَرَّما
فَلَمّا قَضى عَوفٌ أَشَطَّ عَلَيكُمُ / فَأَقسَمتُمُ لا تَفعَلونَ وَأَقسَما
أَبَعدَ اِبنِ ذَيّالٍ تَقولُ مُجاشِعاً / وَأَصحابَ عَوفٍ يُحسِنونَ التَكَلُّما
فَأُبتُم خَزايا وَالخَزيرُ قِراكُمُ / وَباتَ الصَدى يَدعو عِقالاً وَضَمضَما
وَتَغضَبُ مِن شَأنِ القُيونِ مُجاشِعٌ / وَما كانَ ذِكرُ القَينِ سِرّاً مُكَتَّما
وَلاقَيتَ مِنّي مِثلَ غايَةِ داحِسٍ / وَمَوقِفِهِ فَاستَأخِرَن أَو تَقَدَّما
لَقَد وَجَدَت بِالقَينِ خورُ مُجاشِعٍ / كَوَجدِ النَصارى بِالمَسيحِ اِبنِ مَريَما