المجموع : 91
حَدّثنا يا فَتى وَأَخبرنا
حَدّثنا يا فَتى وَأَخبرنا / وَأَيِّما شِئتَ مِنهُما فَقُلِ
عَنعِنْ رِجالَ الهَوى وَمُسنَدَهُ / عَن رَجُلٍ مِنهُمُ إِلى رَجُلِ
عَن حَيَّةٍ في الخُدودِ ظالِمَةٍ / تَمنَعُ مِن شَمِّ وَردِها الخَضِلِ
إِنَّ لَها رُقيَةً مُجَرَّبَةً / وَإِنَّ أَلفاظَها مِنَ القُبَلِ
يا كَعبَةَ الحُسنِ الَّتي زارَها
يا كَعبَةَ الحُسنِ الَّتي زارَها / مُحرِمُها عُريانَ مِن وَصلِ
مَن أَمِنَ العَقرَبَ في الخَدِّ أَن / يُفتِيَ فينا اللَّثمُ بِالقَتلِ
تَعاوَرَ قَلبي نازِلٌ بَعدَ نازِلِ
تَعاوَرَ قَلبي نازِلٌ بَعدَ نازِلِ / فَما خِلتُهُ إِلّا كَبَعضِ المَنازِلِ
وَسيعٌ كَما تَدري اللَيالي فَكُلَّما / أتتهُ الأَماني خالَفَت كُلَّ عاذِلِ
وَأَعقَبَني وَصلَ الأَحِبَّةِ هَجرُهُم / وَلِذَّةَ ذاكَ العَتبِ قَولُ العَواذِلِ
فَيا أَسهُماً للَحظِ كانَت فَأَصبَحَت / سِهامَ رَدىً قَد أُثبِتَت في المَقاتِلِ
وَكُنتُ عَنِ الأَيّامِ في أَيِّ غَفلَةٍ / وَكَم غافِلٍ في الناسِ عَن غَيرِ غافِلِ
قَوِيٌّ بِخَدّي مِن هُمومٍ بِمَفرَقٍ / ضَعيفٌ بِكَفّي مِن دُموعٍ بِسائِلِ
أَعذّالَهَ ذَكَّرتُموهُ فَأَنتُمُ / بِرُجعانِ ما ذَكَّرتُمُ كَالصَياقِلِ
وَأَرهَنتُمُ خَدَّ الهَوى وَجَلَوتُمُ / عَلَيهِ وُجوهاً في صَقيلٍ مُقاتِلِ
وَقَفَ الطَيفُ بِجَفنٍ كَالطَلَلْ
وَقَفَ الطَيفُ بِجَفنٍ كَالطَلَلْ / سائِلاً أَينَ الكَرى أَينَ رَحَلْ
إِنَّما كانَ الكَرى يَسكُنُها / فَالكَرى مِن وَصلِهِم ثُمَّ اِنتَقَل
فَجَرى الفَجرُ وَأَخفى ناصِعاً / فَالتَقى الماءُ بِمَقدورٍ نَزَل
إِنَّهُ يا طَيفُ طوفانٌ طَغى / وَاِبنُ نوحٍ لَيسَ يُنجيهِ الجَبَل
إِنَّ قَلبي مِن قُلوبٍ لَم تُبِن / سِرَّها لَو لَم تُبَيِّنهُ المُقَل
حالَتِ الأَشياءُ عَن حالاتِها / فَتَوَلّى الماءُ إيقادَ الغُلَل
فَتَرى الدَمعَ دِماءً لَم تَسِل / مِن سُيوفٍ بِجُفونٍ لَم تُسَل
وَعَذولٍ هَبِلَتهُ أُمُّهُ / لَم يَقُل قَولاً فَلا يَعلُ هُبَل
وَحَبيبٍ لَم أَقُل يَهجُرُني / إِنَّما يُهجَرُ مَن قالَ وَصَل
رُبَّ بُستانِ حَديثٍ بَينَنا / فَتَّحَ العَتبُ بِهِ وَردَ الخَجَل
لا يُمَلُّ الوَردُ فِي وَجنَتِهِ / وَقُصَارَى كُلِّ وَردٍ أَن يُمَل
أَخرِج حَديثَكَ مِن سَمعي وَما دَخَلا
أَخرِج حَديثَكَ مِن سَمعي وَما دَخَلا / لا تَرمِ بِالقَولِ سَهماً رُبَّما قَتَلا
أينَ الصَديقُ وَلَكِنَّ الصَديقَ إِذا / ما لَم يُحِط بِالهَوى عادَى الَّذي جَهِلا
وَلا تَقُل لِم أَحَبَّ المَرءُ مَظلَمَةً / بَل لا تَلُمهُ إِذا ما قالَ لِم عَدَلا
وَما يَخِفُّ عَلى قَلبي حَديثُكَ لي / لا وَالَّذي خَلَقَ الإِنسانَ وَالجَبَلا
لَأَجلُوَنَّ عَلَيكَ الحُسنَ مِن قَمَري / حَتّى يَتمَّ لِحِبّي أَنَّهُ اِبنُ جَلا
تَسخو بِعَذلي وَعُذّالي عَلى عَذلي / هُمُ الكِرامُ وَأَحبابي هُمُ البُخَلا
اعشَق فَإِنَّكَ لا مَحالَةَ تَعذِرُ
اعشَق فَإِنَّكَ لا مَحالَةَ تَعذِرُ / فَإِذا عَشِقتَ فَقُل لَنا مَن يَقبَلُ
وَإِذا بَدا وَجهُ الحَبيبِ وَوَجهُ مَن / يَلحى عَلَيهِ مَن تُرى تَتَأَمَّلُ
وَإِذا الدُموعُ وَقَفنَ بَينَ صَبابَةٍ / وَتَجَمُّلٍ أَفَمُمسِكٌ أَم مُرسِلُ
يا مَن حَكَمتَ عَلَيَّ فيهِ لِحِكمَةٍ / قُل لي فَما أَنتَ الَّذي يَتَقَوَّلُ
وَبَعدَ هَذا وَقَبلَ ذاكَ فَلا
وَبَعدَ هَذا وَقَبلَ ذاكَ فَلا / أَصابَهُم سَيِّئاتُ ما عَمِلوا
وَلَيسَ لي في سِواهُمُ أَمَلٌ / وَلَيسَ لي في سِواهُمُ أَجَلُ
ما عَدَلَ الحَظُّ عِندَ قِسمَتِهِ / وَلا هُمُ عِندَ قِسمَةٍ عَدَلوا
ذَكَرتُكِ ذِكرى أَنتِ في القَلبِ رُبَّما
ذَكَرتُكِ ذِكرى أَنتِ في القَلبِ رُبَّما / شَعَرتِ بِها في القَلبِ كَيفَ تَجولُ
شُروقُ الضُحى مِنّي إِلَيكِ تَحِيَّةً / وَنَشرُ الصِبا مِنّي إِلَيكِ رَسولُ
أَسُكّانَ قَلبي كَيفَ جاوَرتُمُ الأَسى
أَسُكّانَ قَلبي كَيفَ جاوَرتُمُ الأَسى / بِهِ وَهوَ نارٌ بِالدُموعِ تَسيلُ
أَشَوقاً إِلَيكُم وَاِصطِباراً عَلَيكُمُ / وَسُكنى لَدَيكُم إِنَّهُ لَحَمولُ
إِذا ما هَجَرتُم وَالدِيارُ قَريبَةٌ / فَلي عَنكُمُ قَبلَ الرَحيلِ رَحيلُ
إِذا اِشتَقتَ يَوماً دارَهُم وَرَأَيتَني / فَإِنَّكَ مِنها بِاللَحاظِ تَجولُ
كَأَنَّ ضُلوعي وَالزَفيرَ وَأَدمُعي / طُلولٌ وَريحٌ عاصِفٌ وَسُيولُ
بِاللَهِ قُل لِلنَيلِ عَنّي إِنَّني
بِاللَهِ قُل لِلنَيلِ عَنّي إِنَّني / لَم أَشفِ مِن ماءِ الفُراتِ غَليلا
وَسَلِ الفُؤادَ فَإِنَّهُ لِيَ شاهِدٌ / إِن كانَ طَرفي بِالبُكاءِ بَخيلا
يا قَلبُ كَم خَلَّفتَ ثَمَّ بُثَينَةً / وَأُعيذُ صَبرَكَ أَن يَكونَ جَميلا
نَسيمُكُمُ وَهوَ العَليلُ المُعَلِّلُ
نَسيمُكُمُ وَهوَ العَليلُ المُعَلِّلُ / يَهيجُ الهَوى وَهوَ المُدِلُّ المُدَلَّلُ
وَلَو أَنصَفوا عِندَ اِنقِطاعِ هُبوبِهِ / لَكانَ بِأَنفاسِ الأَحِبَّةِ يوصَلُ
لَطيفُ سِرارِ السترِ حَتّى كَأَنَّهُ / لِأَسرارِ أَغصانِ النَقا يَتَحَيَّلُ
يُمَدُّ لَهُ شَأوٌ طَويلٌ وَخَلفَهُ / لِأَنفاسِنا شَأوٌ أَمَدُّ وَأَطوَلُ
تُرى يا نَسيمَ الريحِ لا عَن جَهالَةٍ / أَأَنتَ أَمِ الصَبُّ المُعَنَّى المُوَكَّلُ
يَقولونَ كَالريحِ الجَوادُ فَما لَها / عَلَينا بِإِبلاغِ التَحِيّاتِ تَبخَلُ
بِها ما بِنا مِن غُلَّةٍ غَيرَ أَنَّها / تُوَرِّي عَنِ الأَسرارِ أَو تَتَجَمَّلِ
وَأَغيَدَ أَفدي بِالفُؤادِ جُفونَهُ
وَأَغيَدَ أَفدي بِالفُؤادِ جُفونَهُ / فَيا لِسِهامٍ تُفتَدى بِالمَقاتِلِ
صَدَقتَ عَذولي إِنَّ عَذلي نَصيحَةٌ / وَلَكِنَّها تُهدَى إِلى غَيرِ قابِلِ
يا لَيلَةً باتَ فيها البَدرُ مُعتَنِقي
يا لَيلَةً باتَ فيها البَدرُ مُعتَنِقي / وَالناسُ بِالبَدرِ وَالظَلماءِ في شُغُلِ
بِتنا نَفُضُّ عُقوداً لِلحَديثِ فَإِن / فَصَّلتُها فَبِتَشذيرٍ مِنَ القُبَلِ
قُل في الزُلالِ إِذا وافى عَلى ظَمَإٍ / فَقَد دَلَلتَ عَلى التَفصيلِ بِالجُمَلِ
ما حَلَّ هَذا الهَوى إِلّا لِأَرتَحِلا
ما حَلَّ هَذا الهَوى إِلّا لِأَرتَحِلا / وَلا سَرى الدَمعُ إِلّا عَن هَوىً نَزَلا
وَلا أَطَعتُكُمُ وَالحُبُّ يَشهَدُ لي / إِلّا وَعَزمِيَ أَن أَعصي الَّذي عَذَلا
وَلا بَعَثتُ خُيولَ الدَمعِ خَلفَكُمُ / إِلّا لِتَلحَقَ قَلباً فيكُمُ رَحَلا
يا رَبعُ ما أَنتَ إِذ زُمَّت رِحالُهُمُ / لِلبَينِ أَوَّلُ صَبٍّ أَلبَسوهُ بِلى
لَقَد تَمَثَّلتَ في تَركِ الجَوابِ بِهِم / فَما تُجيبُ كَما كانوا لِمَن سَأَلا
وَقَفتُ فيهِ فَقالَ الناسُ مِن سَقَمي / أَما تَرى طَلَلا يَستَخبِرُ الطَلَلا
أَمُستَصحِباً قَلبي وَكان مَحَلَّهُ
أَمُستَصحِباً قَلبي وَكان مَحَلَّهُ / وَإِن كانَ مِن جَورِ الفِراقِ مَحيلا
عَجِبتُ لِدارٍ مِن وَفاءٍ بِأَهلِها / أَجَدَّت وَقَد راموا الرَحيلَ رَحيلا
إِذا ما جَرى جَفني دَماً بِمَدامِعي / عَلِمتُ بِأَنَّ القَلبَ راحَ قَتيلا
فَما القَلبُ إِلّا لِلهُمومِ قَرارَةً / وَلا الجَفنُ إِلّا لِلدُموعِ مَسيلا
وَإِذا أَفاضَ الصَبُّ صَبَّ دُموعِهِ
وَإِذا أَفاضَ الصَبُّ صَبَّ دُموعِهِ / أَغنى الدِيارَ عَنِ الحَيا المُتَهَلِّلِ
ما دامَ وَجهٌ يَنجَلي عَن رَوضَةٍ / فَعَلَيَّ عَينٌ تَنجَلِي عَن مَنهَلِ
لَكَ المَثَلُ الأَعلى وَمالَكَ مِن مِثلِ
لَكَ المَثَلُ الأَعلى وَمالَكَ مِن مِثلِ / وَمَدحُ العِدى قَولاً وَمَدحُكَ بِالفِعلِ
وَفي كَفِّكَ السَيلُ الَّذي هُوَ مُسجِلٌ / بِأَنَّكَ تُنمَى في الغَمامِ إِلى أَصلِ
لَئِن ذَكَروا الفَضلَ بنَ يَحيى بنَ خالِدٍ / فَإِنَّكَ قَد أَنسَيتَنا الفَضلَ بِالفَضلِ
فَكَم لَكَ مِن تَنزيلِ نَصرٍ بِلا نَصلِ / وَكَم لَكَ مِن تَرحيلٍ مَحلِ بِلا مَهلِ
وَلِلَهِ سَيفٌ مِنكَ يَجلو صَدا الهُدى / إِذا كانَ سَيفُ الهِندِ يُجلى وَلا يُجلي
وَلا بَرِحَت تَرقى مَنازِلُ عِزَّةٍ
وَلا بَرِحَت تَرقى مَنازِلُ عِزَّةٍ / تَوَدُّ البُدورُ أَنَّها في المَنازِلِ
وَتَلقى خُطوبَ الدَهرِ إِن جَدَّ جِدُّها / بِعَزمِ مُجِدٍّ في عَزيمَةِ هازِلِ
بِفَخرٍ يَرُدُّ النَجمَ لَيسَ بِصاعِدٍ / وَجودٍ يَرُدُّ القَطرَ لَيسَ بِنازِلِ
سِماكُ فَخارٍ لا يُسَمّى بِأَعزَلٍ / وِلايَتُهُ لَيسَت تُراعُ بِعازِلِ
أَقولُ إِذا ما جادَ هَل مِن مُفاخِرٍ / كَقَولي إِذا ما جَدَّ هَل مِن مُنازِلِ
وَكَم لَكَ مِن يَومٍ أَغَرَّ مُحَجَّلٍ / نَرُدُّ بِهِ قَسراً نَوازي النَوازِلِ
بِحَيثُ الدِما خَمرٌ يُرى الهامُ دَنَّها / وَقَد بُزِلَت مِن سُمرِهِم بِمبازِلِ
وَتَبدو الظُبا فيها بِخَدِّ مُلاعِبٍ / وَتَبدو القَنا فيها بِعِطفِ مُغازِلِ
ظَلَمناكَ إِذ قِسنا بِكَ الغَيثَ نازِلاً / وَما اِبنُ لَبونٍ في القِياسِ كَبازِلِ
يا شارِباً مُرَّ الخُطو
يا شارِباً مُرَّ الخُطو / بِ وَيورِدُ العَذبَ الزُلالا
كَم هَجَّرَت نُوَبٌ عَلَي / يَ فَما عَدِمتُ بِهِ ظِلالا
يَهني لِسانِيَ أَنَّهُ / وَجَدَ المَقالَ بِهِ فَقالا
وَكَذاكَ أَيضاً قَد وَجَد / تُ بِهِ المَقيلَ لَهُ فَقالا
يا بالِغاً قِمَمَ العُلا / هِمَماً وَآمالاً طِوالا
لَولاكَ كانَ الجودُ في / هَذا الزَمانِ يُرى مُحالا
وَحوشِيَ عَتباً أَن يَغُضَّ عَلى قَذىً
وَحوشِيَ عَتباً أَن يَغُضَّ عَلى قَذىً / وَلَكِن عَلى اِستِسلامِ مَولاهُ لِلذُلِّ
فَرَأيُكَ في قَتلي بِعَفوِكَ مُنعِماً / فَإِنَّكَ تُحيي المَكرُماتِ بِذا القَتلِ
عَلى أَنَّ عَتباً مِنكَ قَد مَرَّ مُرُّهُ / عَلَيَّ كَما لَو كُنتَ تَضرِبُ بِالنَصلِ
وَما في يَدي مِن نَيلِ عَفوِكَ حُجَّةٌ / بَلى في يَدي ما في يَدَيكَ مِنَ الفَضلِ