المجموع : 48
أما وَلواحِظِ الُمقَلِ
أما وَلواحِظِ الُمقَلِ / وَعِطفِ القَامَةِ الثَّمِلِ
وما صانَت مراشِفُهُ / من الجِريالِ والعَسَل
وحقِّ نواظِر غَنيَت / عن التَّكحيل والكَحَل
وحرمَةِ عَهد كاظِمَةٍ / وليلَتنا على الجبَلِ
لَقد أصبحتُ مشَغولاً / عن الغزلانِ والغَزالِ
بِحُبِّ مُهَفَّهف أَحوى / كثيرٍ الصَّدِّ والَملَلِ
أَجل ألَحاظُ جَفنيهِ / لمن يَهواهُ كالأَجلِ
وإن ماست معاطِفُهُ / فَغصن البانِ في خَجَلِ
عَساهُ يزورُني فَلَقَد / فُؤادي مِنهُ في شُغُلِ
وَحَقِّ القُدودِ الهيفِ والحَدقِ النُّجلِ
وَحَقِّ القُدودِ الهيفِ والحَدقِ النُّجلِ / وما حَلَّلت تلكَ اللَّواحِظُ من قَتلي
وَحَقِّ خُدودٍ يُخجِلُ الرَّوضَ وَردُها / وَهدُبِ عُيونٍ هُنَّ أَمضى منَ النَّبلِ
يا إِمامَ الهُدى أَبا جَعفرَ المن
يا إِمامَ الهُدى أَبا جَعفرَ المن / صورَ يا مَن لَهُ الفَخارُ الأَثيلُ
دَعوةً يا خليفَةَ اللهِ لا نجا / بَ عن الخَلقِ مِنكَ ظِلٌّ ظَليلُ
ما جَرَى من رسولِكَ الشَّيخِ مُحي ال / دِّينِ في هذهِ البلادِ القَليلُ
جاءَ والأَرضُ بالسَّلاطينِ تَزهو / وَمضَى والقُصورُ مِنهم طُلولُ
أَفقرَ الرُّومَ والشامَ ومِصراً / فِلِهذا مُقَبلٌ وَرَسولُ
دَع جُفوني والأَدمُعَ الُمستَهِلَّه
دَع جُفوني والأَدمُعَ الُمستَهِلَّه / خلفَ تلكَ الرَّكائبِ الُمستَقلَّه
واطلُبِ الصَّبر من سوايَ فصبري / كلهُ في خُدورِ تلكَ الأكلَّه
لا تَجُز بالَمطِيِّ يا سائِقَ العِي / سِ خيامَ الِحمَى سَأَلتكَ بالله
وترفَّق بها فَفي حِلَّة القَو / مِ رَشاً لابِسٌ منَ الحُسنِ حُلَّه
ذُو دَلالِ عليهِ من وجنتيهِ / لي بقتلي شواهدٌ وأدِلَّه
كلما ملَّني جَعلتُ هواهُ / لِيَ دونَ الأَنامِ دِيناً ومَلَّة
ضاعَ في حُبِّه جميعُ زماني / في عَساهُ وليتهُ ولعلَّه
لا تزدني في حُبِّهِ يا عذولي / خلِّ النُّصحَ ما أَنا قابِلٌ له
ففُؤادي دامٍ وَدَمعِي هامٍ / وَسَقامي نَام وقَلبي مُوَلَّه
أَعلَوهُ لَولاَ سَلوةُ الحُبِّ والهَوَى
أَعلَوهُ لَولاَ سَلوةُ الحُبِّ والهَوَى / لَما اشتقُتُ غُصناً مائِساً في نَقا رَملِ
ولا هِمتُ بالظَّبيِ النَّفُورش وشاقَني / أَريجُ نِسيمِ البَانِ والرَّندِ والأَثلِ
ولا عاجَني بَرقُ الثَّنيَّةِ لامعاً / منَ الثَّغرِ في لَيلٍ من الفَاحمِ الجَثلِ
ولا بِتُّ أَرعى النَّجمَ مِن كَلَفي بِكُم / وأَنفاسُ شَوقي في الدُّجى نَحوكم رُسلي
وَلولاكِ لَم يَعبَث بِجسمي غَرامُهُ / ولا رُحتُ مَسلوبَ الهَوَى واله العقلِ
صَريعاً بِخَطيٍّ الَمعاطِفِ ثاوياً / قَتيلاً بِأَسيافٍ منَ الحَدَقِ النُّجلِ
صِلي عاشِقاً أَودى الغرامُ بِحُبِّهِ / وَأَصبحَ من برح الصَّبابَةِ في شُغلِ
يحِنُّ إلى بَردِ الظِّلامِ غَليلُهُ / يُبَردُ حرَّ الهجرِ في ساعةِ الوصلِ
فَلا تبخَلي بِالوَصلِ يا غَايَةَ الُمنى / على دَنفِ صَبَّ فَحُوشِيتِ من بُخلِ
فَوَصلُكِ من بَعدِ الَمماتِ أَظُنُّهُ / حَياتي وَمِنكِ الهَجرُ يا مُنَيتي قَتلي
سلُوا أَجفانَهُ النَّجلا
سلُوا أَجفانَهُ النَّجلا / لِماذا فَوَّقت نَبلا
رَمت باللَّحظِ عُشَّاقاً / فأضحوا كُلَّهُم قتلَى
ويَكِفيهم إِذا صَدَّ / دَلالٌ مِنهُ يُستَحلىَ
وَطرفٌ حَلَّلَ الهَجرَ / وَعِطفٌ حرَّمَ الوَصلا
وَجريالُ على دُرِّ الثَ / نايا أَصبحَت تُجلَى
فَيا قَامَتُهُ رفقاً / بِبالٍ بالأَسىَ يَبلي
ويا ناظرهُ الوسنا / نَ مَهلاً بالرَّدى مضهلا
وَقَد أصبحتُ لا أسمَ / عُ لا لوماً ولا عذلاً
إن هداني في اللَّيلِ عَنبرُ خَالِه
إن هداني في اللَّيلِ عَنبرُ خَالِه / ثَغرهُ لا محيدَ لي عن زُلالِه
أو أراني برقُ الثَّنايا لَمُوعاً / شِمتُهُ بالمدامعِ الهطَّاله
بدرُ تمِّ إن ينقُصِ البَدرُ لا ين / قُصُ شيءٌ من حُسنهِ وَكَمالِه
ما انثَنى قدُّهُ وما ماسَ إِلاَّ / أَخجَلَ الغُصنَ من تَثَنِّي دَلاِله
عمَّهُ خالُهُ جَمالاً وَقَد خَصَّ / فؤادي بهَجرهِ وَمَلالِه
لَيتَهُ إِذ أَذاقَ قلبي هجراً / جادَ يوماً لهُ بطيبِ وصَالِه
قُل لهُ يا حبيبُ رِفقاً بِصَبِّ / عَاشِقٍ قَد سَكنتَ بالي وَبَاله
وارثِ للعاشِقِ الذي لا يرَاهُ ال / دَّهرُ يوماً يُصغي إِلى عُذالِه
فَلِهِجرانِهِ أَرى النَّومَ فرضاً / فَلَعلِّي أحظَى بِطَيفِ خَيالِه
بين القلوبِ وبينَ الأعينِ النُّجُلِ
بين القلوبِ وبينَ الأعينِ النُّجُلِ / حَربٌ حمتها ظُبا الأَلحاظِ والُمقلِ
سطت فشاهدتُ منها وهي فاترةٌ / بِيضَ الصِّفاحِ على سُمرِ القَنا الذُّبُلِ
سُودٌ ولكِنَّها بالبِيضِ سافكةٌ / حُمرَ الدِّماءِ ومنِها صُفرَةُ الوَجَلِ
حربٌ عَوانٌ أَعانَت مُقلَةً كُسِرت / منِها الجفُونُ فأَنست وَقعةَ الجَمَلِ
أَجل إِذا جَالَ طَرفُ الظَّبي مُلتَفِتاً / بنظرَةٍ خلتُ منها مصرعَ الأَجلِ
ما للعيُونِ ومالي كَم تُجرِّدُ / لحظاً يصُدُّ عن الغزلانِ والغَزلِ
أَهلَ الهَوى ما رأَيتُم ما أُكابِدهُ / منَ الهَوَى رُحتُمُ عن ذاكَ في شُغُلِ
شُغلتُ في الحبِّ عما في الوُجودِ فَلا / أَهوى الملامَ ولا أُصغي إلى العذَلِ
لا أَندُبُ الرَّبعَ إِن أقَوَتُ مَعالِمُهُ / منَ الخَليطِ ولا أَبكي على الطَّللِ
وَلا أرَى البرقَ ثَغراً لاحَ مُبَتسِماً / ولا أَقولُ حُمَيّا الرِّيقِ كالعَسَل
ولا القُدودُ غُصونُ البانٍ مائلَةً / ولا الجُفُونُ جُفُونُ الشَّادِنِ الكَحِلِ
والظَّبيُ ما راحَ من جفنيهِ مُفتَضَحاً / والوردُ ما ظَلَّ من خَدِّيهِ في خَجلِ
وَمَن يَرى مَذهَبَ التَّشبيهِ مَنقَصةً / فَلَيسَ يزعُمُ أنَّ الكُحلَ في الكَحَلِ
لَك الخَيرُ هذا بَرقُ بُرقَةِ عاقِلِ
لَك الخَيرُ هذا بَرقُ بُرقَةِ عاقِلِ / فَعرِّج عسى تقضي حُقُوقَ المنازلِ
ونستافُ من طُرق الغرام تُرابَها / ونسقيهِ من ماءِ الجُفونِ بوابلِ
وَنَسألُ بانَ الجزعِ هَل ضَاعَ بَعدَهُم / بريحِ شَمالٍ بَعدَ تِلكَ الشَّمائِلِ
وَنَندبُ أَوقاتاً تََقضَّت بِظلِّهِ / لنا مَع ظِباءٍ كالظُّبَا في الهَياكلِ
وَهَل عائِدٌ رَندُ المحصَّبِ بَعدمَا / نأَى السِّربُ عَنهم في نَسيمِ الأصائِلِ
ديارٌ لهُم في القَلبِ لم يعفُ رسمُها / وإن هي عفَّت في العُذيبِ وبابلِ
تُعلِّمنُي كَيفَ الغرامُ رُسومُها / وَتَمنحُني من دَوحِِها بالبَلابِلِ
وإِني لأَستشفي بريِّ نَسيمِها / بمِا فيهِ من آثارِ تلك الرَّسائلِ
أَيا جيرةً بالأبرقينِ لديكُمُ / فُؤادٌ أَصبتمُ مِنهُ كُلَّ الَمقاتِلِ
ولا يرعوي في حُبكُم فيضُرُّهُ / حَديثُ مَلامِ لا ولا عَذلُ عاذِلِ
كُن كيفَ شئتَ فَلستُ عنكَ بسالي
كُن كيفَ شئتَ فَلستُ عنكَ بسالي / يوماص ولا أُصغي إلى العُذَّالِ
لكَ في الفُؤادِ مكانةق لم يدنُها / وهمق ولا في النَّومِ طيفُ خيالِ
حلَّيتَ من قلبي محَلاًّ لم يَكَد / يَدري بهِ من لاعجِ البَلبالِ
وسكنتَ منِّي في الفُؤادِ فلا تَسَل / عن سلوةٍ ما للسُّلُوِّ ومالي
فإذا بَعُدت عن العِيانِ فإنَّ لي / في كُلِّ وقتٍ منكَ طيبَ وصالِ
أنتَ الأَنيسُ إذا عَرتنِيَ وَحشةٌ / وَبكَ الملاذُ إذا تَغيَّر حالي
وَعلَيكَ مُعتَمدي إذا ما أظلمضت / سُبلُ الهُدى وخشيتُ فرطَ ضَلالبي
لَولاكَ ما راحَ الفُؤادُ مُقسَّماً / في عَرفِ رندٍ أو نُسيمةِ ضالِ
كَلاَّ ولا هاجَ البُرَيقُ صَبابَتي / يوماً ولا أَلقى النَّسيمُ سُؤالي
وحياة من نقضَ العُهُود وضيَّعَ ال / ميثاقَ ما مَرَّ السُّلُوُّ بِبالي
زارَني واللَّيلُ أَليَل
زارَني واللَّيلُ أَليَل / ناعِسُ الأجفانِ أكحَل
أَسمَرٌ والجفنُ مِنهُ / مِثلُ بيضِ الهندِ يَفعَل
جاءَ في فترةِ طَرفٍ / وَدُجَى اللَّيلِ مُسَدَّل
فَضَلَلنا بِظَلامِ الصُّ / دغِ لَمَّا راحَ مُرسَل
وَهَدانا بَرقُ ثَغرٍ / لاحَ من سِمطِ الُمقَبَّل
حَرَّمَ الشَّرعَ وَهذا / شَرعُهُ والهَجرَ حَلَّل
سَلَّ سَيفَ اللَّحظِ ظُلماً / وَحَمى للِظَّلمِ سَلسَل
قد أجنَّ الصُّدغُ منه / عارضاً فهو مُسَلسل
فيكَ يا كُلَّ الأَماني / مُجمَلُ الحُسنِ مُفَصَّل
غِبتَ عَن عَيني وَلكن / أَنتَ في القَلبِ مُمَثَّل
إن تَكُن ثانِيَ عِطفٍ / واحداص في الحُسنِ أوَّلُ
لا تَمِل فالغُصنُ قد حا / رَ بغُصنٍ منهُ أميَل
صاحٍ سر بي نَحوَ سِربٍ / سَانحٍ بالغَورِ واسأل
ريمُ هذا السِّربِ هَل في / ثغرهِ للصَّبِّ مَنهَل
آياتُ سِحرِكَ مِن لِحاظِكَ تُنزَلُ
آياتُ سِحرِكَ مِن لِحاظِكَ تُنزَلُ / ما إن لها نسخق ولا متبدلُ
أنت النبيُّ بها ولحظُكَ طرفُهُ / في فَترةٍ مِنهُ كَدَمعِيَ مُرسَلُ
وَيظلُّ يَهدي من جَبينِكَ صبُحُهُ / وَيظَلُّ من صُدغَيكَ لَيلٌ أَليلُ
إن كنتَ أهديتَ الرُّقادَ ولم تَزُر / بُخلاً فَطيفُكُ بالزَّيارةِ أَبخَلُ
أَو كانَ عِطفُكُ مِثلَ صُدغِكَ عاطِفاً / ما مالَ من عُجبٍ وَقَدُّكَ أَميلُ
يا قَلبُ كَم أَرسَلتَ طَرفاً رائِداً / حَتَّى غَدا للبَدرِ فيكَ المنزِلُ
دَع من يَلومُكَ في مَعاطفِ ذابلٍ / بل كيفَ يَذبُلُ من بلوَمكَ يَذبُلُ
فَلقَد أجَنَّ الصُّدغُ عارضَ خَدِّه / فَهُما عَلَيه مُقيَّدٌ ومُسلَسلُ
تأنَّوا ففي طَيِّ النَّسيمَ رَسائِلُ
تأنَّوا ففي طَيِّ النَّسيمَ رَسائِلُ / وَمِيلُوا فَإنَّ البانَ في السَّفحِ مائِلُ
وَمَا مالَ إلاَّ للسُّؤالِ وعندَهُ / حَديثُ هوىً فاستَحدثُوهُ وسَائِلوا
رَوَى خَبَراً عَن بانِ نَعمانَ مُرسَلاً / وأَسنَد عَنهُ ما حَكَتهُ الشَّمائِلُ
فَعَلَّلَ مُعتَلاًّ وَحَرَّكَ ساكِناً / مِنَ الوَجدِ أَضحَى وَهوَ في الحالِ عامِل
وَمِيلوا على رَملِ الحِمَى علَّ سربهُ / تُلاحظُكُم غزلانُهُ وتُغازِلُ
وقُصُّوا غَرامي للنَّسيمِ فإنَّهُ / غَريمي إذا ما هَيَّجتني البَلابِلُ
سَقَى دِمنَةَ الوادي بمُنعَرجِ اللِّوى / مِنَ المُزنِ محلُولُ النِّطاقَين هاطلُ
وَحَيَّا رُبا مُصطافِ سَلعِ وَمَرتَعَ ال / غُوَيرِ وَروَّى بَطنَ نَعمانَ وابِلُ
فَمِنها ضَفَت عندَ الَمقيلِ ظِلالُها / وَفيها صَفَت عِندَ الوِدادِ الَمناهلُ
وَإِنَّ سُؤالي للنَّسيمِ عُلاَلةٌ / كَمَا أَنَّ دَمعي لِلَمنازلِ سائِلُ
أَيا سَيفَ لَحظٍ مِن لواحِظهِ مَهلا
أَيا سَيفَ لَحظٍ مِن لواحِظهِ مَهلا / فَإِنِّي رَأَيتُ القَتلَ في حُبِّهِ سَهلا
ويا رُمحَ قَدٍّ مِن مَعاطِفِهِ أتَّئِد / فَقَد سَبَقَت بالقَتلِ مُقلَتُهُ النَّجلا
إذا ما رضنا أضو هَزَّ ذابِلَ قَدِّهِ / فيا طَرفُ ما أَصمَى ويا قَدُّ ما أَحلى
وَلَو لَم يكُن ظَبياً لَما راحَ جَفنُهُ / يُرَى أَكحلاً مِن غَيرِ أن يَعرِفَ الكُحلا
ونُقطَةِ خَالٍ أَلحاظُهُ مِن مُتَيَّمِ / وَكَم كَسَرت قَلباً وَكَم جَزَمَت فِعلا
وَلولا اعتِدالُ القَدِّ ما كانَ عِطفُهُ / يَميلُ على ضَعفي وأَحسَبُهُ عَدلا
ويَهجُرُني الهَجرَ الطَّويلَ وإِنَّني / أرَى بُعدَهُ قُرباً وهِجرانَهُ وَصلا
وَلَمَّا غَدا في القَلبِ مَوضعَ سِرِّهِ / وَعايَنَ ما أَصلَى الفُؤادَ وَما أَبلى
دَرَى أنَّ قَلبي راحَ من لاعِجِ الهَوَى / وَزَفرتُهُ تُسلي وما حُبُّهُ يُسلَى
مَتَى يَشفَى بِوَصلِكُم العَليلُ
مَتَى يَشفَى بِوَصلِكُم العَليلُ / وَيَبرَى مِن جَوَى الحُبِّ الغَليلُ
أَجيرانَ الحِمَى هَل لي إِلَيكُم / عَلَى رَغمِ العِدى يَوماً سَبيلُ
لَئِن نَزَحَت بِكُم عَنَّا اللَّيالي / فَأَنتُم في حِمَى قَلبِي نُزولُ
أَيا بانَ الحِمَى قُل لي أَهَل لي / وَقَد بانُوا إِلى وَصلٍ وُصُولًُ
يُحَدِّثُني بُرَيقُ الشِّعبِ عَنكُم / حَديثَ هَوىً بِهِ دَمعي رَسُولُ
وأشتاقُ الصبَّا وَهناً إذا ما / سَرى فِي طَيِّها مِنكُم قَبولُ
فَإِن هَبَّ النَّسيمُ إِلَيَّ مِنكُم / فإنِّي كالنَّسيمِ بِكُم عَليلُ
وَلي في حُبِّكُم وَجدٌ قَديمٌ / حَديثُ قَصيرِهُ فِيكُم يَطُولُ
وَلي في قُرِبكُم نَشرٌ وَلكن / مَتَى بِنتُم فَمَا صَبري جَميلُ
وَحقِّ الهَوى ما حُلتَ عَن عَهدكُم وَلا
وَحقِّ الهَوى ما حُلتَ عَن عَهدكُم وَلا / نَسِيتُكُمُ يوماً ولا أَنا بِالسَّالي
وَإِنِّي لأَدعو اللهَ جَهدي وَطاقَتي / يَبلُّ غَليلي من لِقاكُم وَبلبَالي
لا تَعدَّى من العَقيقِ الأُثَيلا
لا تَعدَّى من العَقيقِ الأُثَيلا / عارضٌ يترُكُ البَسيطةَ سَيلا
وَسَقى اللهُ بالثَّنِيَّةِ داراً / جَمَعَتنا على السُّرورِ وليلَى
وَسَرى بُكرَةً عَليها نَسيمٌ / مَندَليٌّ في الروَّضِ يَسحَبُ ذَيلا
عَطِرٌ لا يَزالُ يُركِضُ في حَل / بَةِ تِلكَ الطُّلولِ للمُزنِ خَيلا
يا خَليلي قِف ساعَةً وابكِ عَنِّي / ذَلِكَ البان والحِمَى والنُّخَيلا
أَربُعٌ للصِّبا عَهِدنا قَديماً / في ربُاها لَنا هُناكَ أُهَيلا
وَمَليحِ الصِّفاتِ كالرِّيمِ طَرفاً / والتِفَاناً والغُصنِ عَطفاً وميَلا
يجعلُ اللَّيلَ بالجَبينِ نَهاراً / وَيُعيدُ النَّهارَ بالشَّعرِ لَيلا
باخِلٌ بالخَيالِ لَم يَرجُ مِنهُ / مُستَهامٌ يَستَرفِد الوَصلَ نَيلا
لِيَ جِسمٌ من خَصرِهِ وَسَقامي / هُوَ أَوهَى قُوىً وأَضعَفُ حَيلا
قُل لِغَرسِ الدِّينِ الأَميرِ الُمرَجَّى
قُل لِغَرسِ الدِّينِ الأَميرِ الُمرَجَّى / وَالذي ما لِمَجدِهِ مِن مِثَالِ
يا أَميراً في مَوقفِ الحربِ ما زا / لَ حِماماً لِسائِرِ الأَبطالِ
يا فتَىً راحَتاهُ يَومَ النَّدى أَه / مَى منَ الغَيثِ وَالحَيا بالنَّوالِ
خَصَّكَ اللهُ بالَمكارِمِ حَتَّى / جُمِعَت فيكَ سائِرُ الأَمثالِ
أَنتَ من مَعشَرٍ كِرامِ الَمساعي / لَهُمُ الَمجدُ والحِجا والَمعالي
ليسَ يخشَى صَرفَ الحوادثِ مَن لا / ذَ بمغنى حِماكَ يا بنَ غَزالِ
لكَ عزمٌ يومَ الكريهةِ أمضى / مِن شَبا البِيضِ والرِّماحِ العوالي
سُنَّةٌ في النَّدى تفرَّدتَ فيها / بخصالٍ ما مثلُها من خِصالِ
بفخارٍ جَمٍّ ورأيٍ سديدٍ / وثَباتٍ ورِفعةٍ وجلالِ
نسَخَت ذكرَ من تقدَّمَ بالإِن / عامِ أيَّامُ جُودكِ المتوالي
فافتخِر بالعُلى فأنَت ومن أع / طاكَ فيها مُناكَ خيرُ الرِّجالِ
وابقَ واسلم ما غرَّدت ذاتُ طَوقٍ / سَحَراً في ذَوائبٍ من ضالِ
أَيُطمِعُني مِنَّهُ الهوَى بوصالِهِ
أَيُطمِعُني مِنَّهُ الهوَى بوصالِهِ / وَصَيدُ نجومِ الأُفقِ دونَ خيالِهِ
بَعيدَ دُنُويِّ من مكانِ حُجولِهِ / وتلكَ العوالي السُّمرُ حولَ حِجالِهِ
كشمسِ الضُّحى في بُعدِها وشُعاعِها / وبدرِ الدُّجى في حسنهِ وجمالِهِ
له مبسمٌ ما زادَ قلبي صبابةً / وحرَّ جَوىً إلاَّ بَبردِ زُلالِهِ
يُسائِلني عن طَيفهِ مُتبالِهاً / ومَن لي بذاكَ بالسَّائلِ الُمتبادلِهِ
إذا قالَ بالإعجابِ كيفَ تركتَه / يقولُ له أنتَ العَليمُ بحالِهِ
وما ضرَّه لو أنَّه بجميلهِ / يُضيفُ إلى مُستَغرَبٍ مِن جمالِهِ
سُهادي وإن أفَنى فِداءُ رُقادِه / وذُلّي وإن أضنى فِداءُ دَلالِهِ
إن سرَّكَ ما يسوءُ من أحوالِ
إن سرَّكَ ما يسوءُ من أحوالِ / زِدني فأنا أصبِرُ للأهوالِ
أو كنتَ لقتلي طالباً فهوَ إذا / أرضاكَ لديَّ غايةُ الآمالِ