القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : شِهاب الدين التَّلَّعْفَري الكل
المجموع : 48
أما وَلواحِظِ الُمقَلِ
أما وَلواحِظِ الُمقَلِ / وَعِطفِ القَامَةِ الثَّمِلِ
وما صانَت مراشِفُهُ / من الجِريالِ والعَسَل
وحقِّ نواظِر غَنيَت / عن التَّكحيل والكَحَل
وحرمَةِ عَهد كاظِمَةٍ / وليلَتنا على الجبَلِ
لَقد أصبحتُ مشَغولاً / عن الغزلانِ والغَزالِ
بِحُبِّ مُهَفَّهف أَحوى / كثيرٍ الصَّدِّ والَملَلِ
أَجل ألَحاظُ جَفنيهِ / لمن يَهواهُ كالأَجلِ
وإن ماست معاطِفُهُ / فَغصن البانِ في خَجَلِ
عَساهُ يزورُني فَلَقَد / فُؤادي مِنهُ في شُغُلِ
وَحَقِّ القُدودِ الهيفِ والحَدقِ النُّجلِ
وَحَقِّ القُدودِ الهيفِ والحَدقِ النُّجلِ / وما حَلَّلت تلكَ اللَّواحِظُ من قَتلي
وَحَقِّ خُدودٍ يُخجِلُ الرَّوضَ وَردُها / وَهدُبِ عُيونٍ هُنَّ أَمضى منَ النَّبلِ
يا إِمامَ الهُدى أَبا جَعفرَ المن
يا إِمامَ الهُدى أَبا جَعفرَ المن / صورَ يا مَن لَهُ الفَخارُ الأَثيلُ
دَعوةً يا خليفَةَ اللهِ لا نجا / بَ عن الخَلقِ مِنكَ ظِلٌّ ظَليلُ
ما جَرَى من رسولِكَ الشَّيخِ مُحي ال / دِّينِ في هذهِ البلادِ القَليلُ
جاءَ والأَرضُ بالسَّلاطينِ تَزهو / وَمضَى والقُصورُ مِنهم طُلولُ
أَفقرَ الرُّومَ والشامَ ومِصراً / فِلِهذا مُقَبلٌ وَرَسولُ
دَع جُفوني والأَدمُعَ الُمستَهِلَّه
دَع جُفوني والأَدمُعَ الُمستَهِلَّه / خلفَ تلكَ الرَّكائبِ الُمستَقلَّه
واطلُبِ الصَّبر من سوايَ فصبري / كلهُ في خُدورِ تلكَ الأكلَّه
لا تَجُز بالَمطِيِّ يا سائِقَ العِي / سِ خيامَ الِحمَى سَأَلتكَ بالله
وترفَّق بها فَفي حِلَّة القَو / مِ رَشاً لابِسٌ منَ الحُسنِ حُلَّه
ذُو دَلالِ عليهِ من وجنتيهِ / لي بقتلي شواهدٌ وأدِلَّه
كلما ملَّني جَعلتُ هواهُ / لِيَ دونَ الأَنامِ دِيناً ومَلَّة
ضاعَ في حُبِّه جميعُ زماني / في عَساهُ وليتهُ ولعلَّه
لا تزدني في حُبِّهِ يا عذولي / خلِّ النُّصحَ ما أَنا قابِلٌ له
ففُؤادي دامٍ وَدَمعِي هامٍ / وَسَقامي نَام وقَلبي مُوَلَّه
أَعلَوهُ لَولاَ سَلوةُ الحُبِّ والهَوَى
أَعلَوهُ لَولاَ سَلوةُ الحُبِّ والهَوَى / لَما اشتقُتُ غُصناً مائِساً في نَقا رَملِ
ولا هِمتُ بالظَّبيِ النَّفُورش وشاقَني / أَريجُ نِسيمِ البَانِ والرَّندِ والأَثلِ
ولا عاجَني بَرقُ الثَّنيَّةِ لامعاً / منَ الثَّغرِ في لَيلٍ من الفَاحمِ الجَثلِ
ولا بِتُّ أَرعى النَّجمَ مِن كَلَفي بِكُم / وأَنفاسُ شَوقي في الدُّجى نَحوكم رُسلي
وَلولاكِ لَم يَعبَث بِجسمي غَرامُهُ / ولا رُحتُ مَسلوبَ الهَوَى واله العقلِ
صَريعاً بِخَطيٍّ الَمعاطِفِ ثاوياً / قَتيلاً بِأَسيافٍ منَ الحَدَقِ النُّجلِ
صِلي عاشِقاً أَودى الغرامُ بِحُبِّهِ / وَأَصبحَ من برح الصَّبابَةِ في شُغلِ
يحِنُّ إلى بَردِ الظِّلامِ غَليلُهُ / يُبَردُ حرَّ الهجرِ في ساعةِ الوصلِ
فَلا تبخَلي بِالوَصلِ يا غَايَةَ الُمنى / على دَنفِ صَبَّ فَحُوشِيتِ من بُخلِ
فَوَصلُكِ من بَعدِ الَمماتِ أَظُنُّهُ / حَياتي وَمِنكِ الهَجرُ يا مُنَيتي قَتلي
سلُوا أَجفانَهُ النَّجلا
سلُوا أَجفانَهُ النَّجلا / لِماذا فَوَّقت نَبلا
رَمت باللَّحظِ عُشَّاقاً / فأضحوا كُلَّهُم قتلَى
ويَكِفيهم إِذا صَدَّ / دَلالٌ مِنهُ يُستَحلىَ
وَطرفٌ حَلَّلَ الهَجرَ / وَعِطفٌ حرَّمَ الوَصلا
وَجريالُ على دُرِّ الثَ / نايا أَصبحَت تُجلَى
فَيا قَامَتُهُ رفقاً / بِبالٍ بالأَسىَ يَبلي
ويا ناظرهُ الوسنا / نَ مَهلاً بالرَّدى مضهلا
وَقَد أصبحتُ لا أسمَ / عُ لا لوماً ولا عذلاً
إن هداني في اللَّيلِ عَنبرُ خَالِه
إن هداني في اللَّيلِ عَنبرُ خَالِه / ثَغرهُ لا محيدَ لي عن زُلالِه
أو أراني برقُ الثَّنايا لَمُوعاً / شِمتُهُ بالمدامعِ الهطَّاله
بدرُ تمِّ إن ينقُصِ البَدرُ لا ين / قُصُ شيءٌ من حُسنهِ وَكَمالِه
ما انثَنى قدُّهُ وما ماسَ إِلاَّ / أَخجَلَ الغُصنَ من تَثَنِّي دَلاِله
عمَّهُ خالُهُ جَمالاً وَقَد خَصَّ / فؤادي بهَجرهِ وَمَلالِه
لَيتَهُ إِذ أَذاقَ قلبي هجراً / جادَ يوماً لهُ بطيبِ وصَالِه
قُل لهُ يا حبيبُ رِفقاً بِصَبِّ / عَاشِقٍ قَد سَكنتَ بالي وَبَاله
وارثِ للعاشِقِ الذي لا يرَاهُ ال / دَّهرُ يوماً يُصغي إِلى عُذالِه
فَلِهِجرانِهِ أَرى النَّومَ فرضاً / فَلَعلِّي أحظَى بِطَيفِ خَيالِه
بين القلوبِ وبينَ الأعينِ النُّجُلِ
بين القلوبِ وبينَ الأعينِ النُّجُلِ / حَربٌ حمتها ظُبا الأَلحاظِ والُمقلِ
سطت فشاهدتُ منها وهي فاترةٌ / بِيضَ الصِّفاحِ على سُمرِ القَنا الذُّبُلِ
سُودٌ ولكِنَّها بالبِيضِ سافكةٌ / حُمرَ الدِّماءِ ومنِها صُفرَةُ الوَجَلِ
حربٌ عَوانٌ أَعانَت مُقلَةً كُسِرت / منِها الجفُونُ فأَنست وَقعةَ الجَمَلِ
أَجل إِذا جَالَ طَرفُ الظَّبي مُلتَفِتاً / بنظرَةٍ خلتُ منها مصرعَ الأَجلِ
ما للعيُونِ ومالي كَم تُجرِّدُ / لحظاً يصُدُّ عن الغزلانِ والغَزلِ
أَهلَ الهَوى ما رأَيتُم ما أُكابِدهُ / منَ الهَوَى رُحتُمُ عن ذاكَ في شُغُلِ
شُغلتُ في الحبِّ عما في الوُجودِ فَلا / أَهوى الملامَ ولا أُصغي إلى العذَلِ
لا أَندُبُ الرَّبعَ إِن أقَوَتُ مَعالِمُهُ / منَ الخَليطِ ولا أَبكي على الطَّللِ
وَلا أرَى البرقَ ثَغراً لاحَ مُبَتسِماً / ولا أَقولُ حُمَيّا الرِّيقِ كالعَسَل
ولا القُدودُ غُصونُ البانٍ مائلَةً / ولا الجُفُونُ جُفُونُ الشَّادِنِ الكَحِلِ
والظَّبيُ ما راحَ من جفنيهِ مُفتَضَحاً / والوردُ ما ظَلَّ من خَدِّيهِ في خَجلِ
وَمَن يَرى مَذهَبَ التَّشبيهِ مَنقَصةً / فَلَيسَ يزعُمُ أنَّ الكُحلَ في الكَحَلِ
لَك الخَيرُ هذا بَرقُ بُرقَةِ عاقِلِ
لَك الخَيرُ هذا بَرقُ بُرقَةِ عاقِلِ / فَعرِّج عسى تقضي حُقُوقَ المنازلِ
ونستافُ من طُرق الغرام تُرابَها / ونسقيهِ من ماءِ الجُفونِ بوابلِ
وَنَسألُ بانَ الجزعِ هَل ضَاعَ بَعدَهُم / بريحِ شَمالٍ بَعدَ تِلكَ الشَّمائِلِ
وَنَندبُ أَوقاتاً تََقضَّت بِظلِّهِ / لنا مَع ظِباءٍ كالظُّبَا في الهَياكلِ
وَهَل عائِدٌ رَندُ المحصَّبِ بَعدمَا / نأَى السِّربُ عَنهم في نَسيمِ الأصائِلِ
ديارٌ لهُم في القَلبِ لم يعفُ رسمُها / وإن هي عفَّت في العُذيبِ وبابلِ
تُعلِّمنُي كَيفَ الغرامُ رُسومُها / وَتَمنحُني من دَوحِِها بالبَلابِلِ
وإِني لأَستشفي بريِّ نَسيمِها / بمِا فيهِ من آثارِ تلك الرَّسائلِ
أَيا جيرةً بالأبرقينِ لديكُمُ / فُؤادٌ أَصبتمُ مِنهُ كُلَّ الَمقاتِلِ
ولا يرعوي في حُبكُم فيضُرُّهُ / حَديثُ مَلامِ لا ولا عَذلُ عاذِلِ
كُن كيفَ شئتَ فَلستُ عنكَ بسالي
كُن كيفَ شئتَ فَلستُ عنكَ بسالي / يوماص ولا أُصغي إلى العُذَّالِ
لكَ في الفُؤادِ مكانةق لم يدنُها / وهمق ولا في النَّومِ طيفُ خيالِ
حلَّيتَ من قلبي محَلاًّ لم يَكَد / يَدري بهِ من لاعجِ البَلبالِ
وسكنتَ منِّي في الفُؤادِ فلا تَسَل / عن سلوةٍ ما للسُّلُوِّ ومالي
فإذا بَعُدت عن العِيانِ فإنَّ لي / في كُلِّ وقتٍ منكَ طيبَ وصالِ
أنتَ الأَنيسُ إذا عَرتنِيَ وَحشةٌ / وَبكَ الملاذُ إذا تَغيَّر حالي
وَعلَيكَ مُعتَمدي إذا ما أظلمضت / سُبلُ الهُدى وخشيتُ فرطَ ضَلالبي
لَولاكَ ما راحَ الفُؤادُ مُقسَّماً / في عَرفِ رندٍ أو نُسيمةِ ضالِ
كَلاَّ ولا هاجَ البُرَيقُ صَبابَتي / يوماً ولا أَلقى النَّسيمُ سُؤالي
وحياة من نقضَ العُهُود وضيَّعَ ال / ميثاقَ ما مَرَّ السُّلُوُّ بِبالي
زارَني واللَّيلُ أَليَل
زارَني واللَّيلُ أَليَل / ناعِسُ الأجفانِ أكحَل
أَسمَرٌ والجفنُ مِنهُ / مِثلُ بيضِ الهندِ يَفعَل
جاءَ في فترةِ طَرفٍ / وَدُجَى اللَّيلِ مُسَدَّل
فَضَلَلنا بِظَلامِ الصُّ / دغِ لَمَّا راحَ مُرسَل
وَهَدانا بَرقُ ثَغرٍ / لاحَ من سِمطِ الُمقَبَّل
حَرَّمَ الشَّرعَ وَهذا / شَرعُهُ والهَجرَ حَلَّل
سَلَّ سَيفَ اللَّحظِ ظُلماً / وَحَمى للِظَّلمِ سَلسَل
قد أجنَّ الصُّدغُ منه / عارضاً فهو مُسَلسل
فيكَ يا كُلَّ الأَماني / مُجمَلُ الحُسنِ مُفَصَّل
غِبتَ عَن عَيني وَلكن / أَنتَ في القَلبِ مُمَثَّل
إن تَكُن ثانِيَ عِطفٍ / واحداص في الحُسنِ أوَّلُ
لا تَمِل فالغُصنُ قد حا / رَ بغُصنٍ منهُ أميَل
صاحٍ سر بي نَحوَ سِربٍ / سَانحٍ بالغَورِ واسأل
ريمُ هذا السِّربِ هَل في / ثغرهِ للصَّبِّ مَنهَل
آياتُ سِحرِكَ مِن لِحاظِكَ تُنزَلُ
آياتُ سِحرِكَ مِن لِحاظِكَ تُنزَلُ / ما إن لها نسخق ولا متبدلُ
أنت النبيُّ بها ولحظُكَ طرفُهُ / في فَترةٍ مِنهُ كَدَمعِيَ مُرسَلُ
وَيظلُّ يَهدي من جَبينِكَ صبُحُهُ / وَيظَلُّ من صُدغَيكَ لَيلٌ أَليلُ
إن كنتَ أهديتَ الرُّقادَ ولم تَزُر / بُخلاً فَطيفُكُ بالزَّيارةِ أَبخَلُ
أَو كانَ عِطفُكُ مِثلَ صُدغِكَ عاطِفاً / ما مالَ من عُجبٍ وَقَدُّكَ أَميلُ
يا قَلبُ كَم أَرسَلتَ طَرفاً رائِداً / حَتَّى غَدا للبَدرِ فيكَ المنزِلُ
دَع من يَلومُكَ في مَعاطفِ ذابلٍ / بل كيفَ يَذبُلُ من بلوَمكَ يَذبُلُ
فَلقَد أجَنَّ الصُّدغُ عارضَ خَدِّه / فَهُما عَلَيه مُقيَّدٌ ومُسلَسلُ
تأنَّوا ففي طَيِّ النَّسيمَ رَسائِلُ
تأنَّوا ففي طَيِّ النَّسيمَ رَسائِلُ / وَمِيلُوا فَإنَّ البانَ في السَّفحِ مائِلُ
وَمَا مالَ إلاَّ للسُّؤالِ وعندَهُ / حَديثُ هوىً فاستَحدثُوهُ وسَائِلوا
رَوَى خَبَراً عَن بانِ نَعمانَ مُرسَلاً / وأَسنَد عَنهُ ما حَكَتهُ الشَّمائِلُ
فَعَلَّلَ مُعتَلاًّ وَحَرَّكَ ساكِناً / مِنَ الوَجدِ أَضحَى وَهوَ في الحالِ عامِل
وَمِيلوا على رَملِ الحِمَى علَّ سربهُ / تُلاحظُكُم غزلانُهُ وتُغازِلُ
وقُصُّوا غَرامي للنَّسيمِ فإنَّهُ / غَريمي إذا ما هَيَّجتني البَلابِلُ
سَقَى دِمنَةَ الوادي بمُنعَرجِ اللِّوى / مِنَ المُزنِ محلُولُ النِّطاقَين هاطلُ
وَحَيَّا رُبا مُصطافِ سَلعِ وَمَرتَعَ ال / غُوَيرِ وَروَّى بَطنَ نَعمانَ وابِلُ
فَمِنها ضَفَت عندَ الَمقيلِ ظِلالُها / وَفيها صَفَت عِندَ الوِدادِ الَمناهلُ
وَإِنَّ سُؤالي للنَّسيمِ عُلاَلةٌ / كَمَا أَنَّ دَمعي لِلَمنازلِ سائِلُ
أَيا سَيفَ لَحظٍ مِن لواحِظهِ مَهلا
أَيا سَيفَ لَحظٍ مِن لواحِظهِ مَهلا / فَإِنِّي رَأَيتُ القَتلَ في حُبِّهِ سَهلا
ويا رُمحَ قَدٍّ مِن مَعاطِفِهِ أتَّئِد / فَقَد سَبَقَت بالقَتلِ مُقلَتُهُ النَّجلا
إذا ما رضنا أضو هَزَّ ذابِلَ قَدِّهِ / فيا طَرفُ ما أَصمَى ويا قَدُّ ما أَحلى
وَلَو لَم يكُن ظَبياً لَما راحَ جَفنُهُ / يُرَى أَكحلاً مِن غَيرِ أن يَعرِفَ الكُحلا
ونُقطَةِ خَالٍ أَلحاظُهُ مِن مُتَيَّمِ / وَكَم كَسَرت قَلباً وَكَم جَزَمَت فِعلا
وَلولا اعتِدالُ القَدِّ ما كانَ عِطفُهُ / يَميلُ على ضَعفي وأَحسَبُهُ عَدلا
ويَهجُرُني الهَجرَ الطَّويلَ وإِنَّني / أرَى بُعدَهُ قُرباً وهِجرانَهُ وَصلا
وَلَمَّا غَدا في القَلبِ مَوضعَ سِرِّهِ / وَعايَنَ ما أَصلَى الفُؤادَ وَما أَبلى
دَرَى أنَّ قَلبي راحَ من لاعِجِ الهَوَى / وَزَفرتُهُ تُسلي وما حُبُّهُ يُسلَى
مَتَى يَشفَى بِوَصلِكُم العَليلُ
مَتَى يَشفَى بِوَصلِكُم العَليلُ / وَيَبرَى مِن جَوَى الحُبِّ الغَليلُ
أَجيرانَ الحِمَى هَل لي إِلَيكُم / عَلَى رَغمِ العِدى يَوماً سَبيلُ
لَئِن نَزَحَت بِكُم عَنَّا اللَّيالي / فَأَنتُم في حِمَى قَلبِي نُزولُ
أَيا بانَ الحِمَى قُل لي أَهَل لي / وَقَد بانُوا إِلى وَصلٍ وُصُولًُ
يُحَدِّثُني بُرَيقُ الشِّعبِ عَنكُم / حَديثَ هَوىً بِهِ دَمعي رَسُولُ
وأشتاقُ الصبَّا وَهناً إذا ما / سَرى فِي طَيِّها مِنكُم قَبولُ
فَإِن هَبَّ النَّسيمُ إِلَيَّ مِنكُم / فإنِّي كالنَّسيمِ بِكُم عَليلُ
وَلي في حُبِّكُم وَجدٌ قَديمٌ / حَديثُ قَصيرِهُ فِيكُم يَطُولُ
وَلي في قُرِبكُم نَشرٌ وَلكن / مَتَى بِنتُم فَمَا صَبري جَميلُ
وَحقِّ الهَوى ما حُلتَ عَن عَهدكُم وَلا
وَحقِّ الهَوى ما حُلتَ عَن عَهدكُم وَلا / نَسِيتُكُمُ يوماً ولا أَنا بِالسَّالي
وَإِنِّي لأَدعو اللهَ جَهدي وَطاقَتي / يَبلُّ غَليلي من لِقاكُم وَبلبَالي
لا تَعدَّى من العَقيقِ الأُثَيلا
لا تَعدَّى من العَقيقِ الأُثَيلا / عارضٌ يترُكُ البَسيطةَ سَيلا
وَسَقى اللهُ بالثَّنِيَّةِ داراً / جَمَعَتنا على السُّرورِ وليلَى
وَسَرى بُكرَةً عَليها نَسيمٌ / مَندَليٌّ في الروَّضِ يَسحَبُ ذَيلا
عَطِرٌ لا يَزالُ يُركِضُ في حَل / بَةِ تِلكَ الطُّلولِ للمُزنِ خَيلا
يا خَليلي قِف ساعَةً وابكِ عَنِّي / ذَلِكَ البان والحِمَى والنُّخَيلا
أَربُعٌ للصِّبا عَهِدنا قَديماً / في ربُاها لَنا هُناكَ أُهَيلا
وَمَليحِ الصِّفاتِ كالرِّيمِ طَرفاً / والتِفَاناً والغُصنِ عَطفاً وميَلا
يجعلُ اللَّيلَ بالجَبينِ نَهاراً / وَيُعيدُ النَّهارَ بالشَّعرِ لَيلا
باخِلٌ بالخَيالِ لَم يَرجُ مِنهُ / مُستَهامٌ يَستَرفِد الوَصلَ نَيلا
لِيَ جِسمٌ من خَصرِهِ وَسَقامي / هُوَ أَوهَى قُوىً وأَضعَفُ حَيلا
قُل لِغَرسِ الدِّينِ الأَميرِ الُمرَجَّى
قُل لِغَرسِ الدِّينِ الأَميرِ الُمرَجَّى / وَالذي ما لِمَجدِهِ مِن مِثَالِ
يا أَميراً في مَوقفِ الحربِ ما زا / لَ حِماماً لِسائِرِ الأَبطالِ
يا فتَىً راحَتاهُ يَومَ النَّدى أَه / مَى منَ الغَيثِ وَالحَيا بالنَّوالِ
خَصَّكَ اللهُ بالَمكارِمِ حَتَّى / جُمِعَت فيكَ سائِرُ الأَمثالِ
أَنتَ من مَعشَرٍ كِرامِ الَمساعي / لَهُمُ الَمجدُ والحِجا والَمعالي
ليسَ يخشَى صَرفَ الحوادثِ مَن لا / ذَ بمغنى حِماكَ يا بنَ غَزالِ
لكَ عزمٌ يومَ الكريهةِ أمضى / مِن شَبا البِيضِ والرِّماحِ العوالي
سُنَّةٌ في النَّدى تفرَّدتَ فيها / بخصالٍ ما مثلُها من خِصالِ
بفخارٍ جَمٍّ ورأيٍ سديدٍ / وثَباتٍ ورِفعةٍ وجلالِ
نسَخَت ذكرَ من تقدَّمَ بالإِن / عامِ أيَّامُ جُودكِ المتوالي
فافتخِر بالعُلى فأنَت ومن أع / طاكَ فيها مُناكَ خيرُ الرِّجالِ
وابقَ واسلم ما غرَّدت ذاتُ طَوقٍ / سَحَراً في ذَوائبٍ من ضالِ
أَيُطمِعُني مِنَّهُ الهوَى بوصالِهِ
أَيُطمِعُني مِنَّهُ الهوَى بوصالِهِ / وَصَيدُ نجومِ الأُفقِ دونَ خيالِهِ
بَعيدَ دُنُويِّ من مكانِ حُجولِهِ / وتلكَ العوالي السُّمرُ حولَ حِجالِهِ
كشمسِ الضُّحى في بُعدِها وشُعاعِها / وبدرِ الدُّجى في حسنهِ وجمالِهِ
له مبسمٌ ما زادَ قلبي صبابةً / وحرَّ جَوىً إلاَّ بَبردِ زُلالِهِ
يُسائِلني عن طَيفهِ مُتبالِهاً / ومَن لي بذاكَ بالسَّائلِ الُمتبادلِهِ
إذا قالَ بالإعجابِ كيفَ تركتَه / يقولُ له أنتَ العَليمُ بحالِهِ
وما ضرَّه لو أنَّه بجميلهِ / يُضيفُ إلى مُستَغرَبٍ مِن جمالِهِ
سُهادي وإن أفَنى فِداءُ رُقادِه / وذُلّي وإن أضنى فِداءُ دَلالِهِ
إن سرَّكَ ما يسوءُ من أحوالِ
إن سرَّكَ ما يسوءُ من أحوالِ / زِدني فأنا أصبِرُ للأهوالِ
أو كنتَ لقتلي طالباً فهوَ إذا / أرضاكَ لديَّ غايةُ الآمالِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025